Chronological
أدُونِيَّا يُرِيدُ أنْ يَكُونَ مَلِكًا
1 وَكبِرَ المَلِكُ دَاوُدُ فِي السِّنِّ، وَكَانَ يَبْرُدُ كَثِيرًا. فَكَانَ خُدَّامُهُ يُغَطُّونَهُ بِبَطَّانِيَّاتٍ، لَكِنَّهُ ظَلَّ يَشْعُرُ بِالبَرْدِ. 2 فَقَالَ لَهُ خُدَّامُهُ: «سَنَجِدُ لَكَ يَا مَولَانَا المَلِكَ امْرأةً شَابَّةً تَعْتَنِي بِكَ. مَهَمَّتُهَا أنْ تَضْطَجِعَ إلَى جِوَارِكَ، فَتَشْعُرَ بِالدِّفءِ يَا مَولَانَا المَلِكَ.»
3 فَرَاحُوا يُفَتِّشُونَ فِي كُلِّ مَكَانٍ فِي إسْرَائِيلَ عَنْ فَتَاةٍ جَمِيلَةٍ. فَوَجَدُوا فَتَاةً اسْمُهَا أبِيشَجُ، مِنْ مَدِينَةِ شُونَمَ. فَأحضَرُوهَا إلَى المَلِكِ. 4 وَكَانَتْ فَتَاةً رَائِعَةَ الجَمَالِ، فَرَعَتِ المَلِكَ وَخَدَمَتْهُ. وَلَكِنَّ المَلِكَ لَمْ يُعَاشِرْهَا مُعَاشَرَةَ الأزوَاجِ.
5 وَرَفَّعَ أدُونِيَّا ابْنُ حَجِّيتَ نَفْسَهُ طَمَعًا فِي المُلْكِ. فَخَصَّصَ عَرَبَةً مَلَكِيَّةً لَهُ وَخُيُولًا وَخَمْسِينَ رَجُلًا يَرْكُضُونَ فِي المَوكِبِ أمَامَهُ. 6 وَلَمْ يَكُنْ أبُوهُ دَاوُدُ قَدْ أغْضَبَهُ يَومًا بِأنْ يُحَاسِبَهُ عَلَى أيِّ شَيءٍ يَعْمَلُهُ. وَكَانَ أيْضًا وَسِيمًا جِدًّا، وَوُلِدَ بَعْدَ أبْشَالُومَ. 7 وَعَلِمَ يُوآبُ بْنُ صُرُوِيَّةَ وَالكَاهِنُ أبِيَاثَارُ بِنَوَايَاهُ، فَوَافَقَا عَلَى أنْ يُسَاعِدَاهُ فِي مَسعَاهُ. 8 لَكِنَّ عِدَّةَ رِجَالٍ لَمْ يُطَاوِعُوا أدُونِيَّا عَلَى ذَلِكَ، وَظَلُّوا عَلَى وَلَائِهِمْ لِدَاوُدَ. وَهُمُ الكَاهِنُ صَادُوقُ، وَبَنَايَاهُو بْنُ يَهُويَادَاعَ، وَالنَّبِيُّ نَاثَانُ، وَشِمْعَى وَرِيعِي، وَحَرَسُ دَاوُدَ الخَاصُّ.
9 وَذَاتَ يَوْمٍ، ذَهَبَ أدُونِيَّا إلَى صَخرَةِ الزَّاحِفَةِ قُرْبَ عَيْنِ رُوجَلَ، وَقَدَّمَ غَنَمًا وَبَقَرًا وَعُجُولًا مُسَمَّنَةً ذَبِيحَةَ سَلَامٍ. وَدَعَا إخْوَتَهُ، بَقِيَّةَ أبْنَاءِ المَلِكِ دَاوُدَ، وَجَمِيعَ المَسؤُولِينَ فِي يَهُوذَا لِحُضُورِ هَذَا الِاحْتِفَالِ. 10 لَكِنَّهُ لَمْ يَدْعُ حَرَسَ أبِيهِ الخَاصَّ، أوْ أخَاهُ سُلَيْمَانَ أوْ بَنَايَاهُو أوِ النَّبِيَّ نَاثَانَ.
نَاثَانُ وَبَتْشَبَعُ يُنَاصِرَانِ سُلَيمَان
11 فَلَمَّا سَمِعَ نَاثَانُ، ذَهَبَ إلَى بَتشَبَعَ أُمِّ سُلَيْمَانَ وَسَألَهَا: «أمَا سَمِعْتِ مَا فَعَلَهُ أدُونِيَّا ابْنُ حَجِّيتَ؟ قَدْ نَصَّبَ نَفْسَهُ مَلِكًا دُونَ معرِفَةِ مَولَانَا المَلِكِ دَاوُدَ. 12 وَهَذَا يُعَرِّضُ حَيَاتَكِ وَحَيَاةَ ابْنِكِ سُلَيْمَانَ إلَى الخَطَرِ. لَكِنِّي سَأُقَدِّمُ لَكِ نَصِيحَةً سَتُنَجِّيكِ أنْتِ وَابْنَكِ إذَا عَمِلْتِ بِهَا. 13 اذهَبِي إلَى المَلِكِ دَاوُدَ وَقُولِي لَهُ: ‹يَا مَوْلَايَ وَمَلِكِي، لَقَدْ قَطَعْتَ لِي وَعدًا بِأنْ يَخْلِفَكَ ابنِي سُلَيْمَانُ عَلَى العَرْشِ. فَلِمَاذَا تُوَلِّي أدُونِيَّا المُلكَ الآنَ؟› 14 حِينَئِذٍ، سَأدخُلُ وَأنتِ بَعْدُ تَتَكَلَّمِينَ. وَبَعْدَ أنْ تَذْهَبِي، سَأُخبِرُ المَلِكَ بِكُلِّ مَا حَدَثَ تأكيدًا عَلَى كَلَامِكِ.»
15 فَدَخَلَتْ بَتْشَبَعُ إلَى غُرفَةِ نَومِ المَلِكِ لِتَرَاهُ، وَكَانَ المَلِكُ طَاعِنًا فِي السِّنِّ، وَكَانَتْ أبِيشَجُ، الفَتَاةُ الشُّونَمِيَّةُ، تَخْدِمُهُ. 16 فَانحَنَتْ بَتشَبَعُ أمَامَ المَلِكِ. فَسَألَهَا المَلِكُ: «مَا الأمْرُ؟»
17 فَأجَابَتْ بَتشَبَعُ: «مَوْلَايَ، لَقَدْ حَلَفْتَ لِي بِإلَهِكَ بِأنَّ ابْنَكَ سُلَيْمَانَ سَيَخْلِفُكَ عَلَى العَرْشِ وَيَتَوَلَّى الحُكْمَ بَعدَكَ. 18 وَالْآنَ، هَا هُوَ أدُونِيَّا قَدْ نَصَّبَ نَفْسَهُ مَلِكًا، دُونَ مَعْرِفَتِكَ أوْ الرُّجُوعِ إلَيْكَ يَا مَوْلَايَ. 19 وَقَدْ أقَامَ وَلِيمَةَ شَرِكَةٍ كَبِيرَةً. وَذَبَحَ بَقَرًا وَعُجُولًا مُسَمَّنَةً وَغَنَمًا بِكَثرَةٍ. وَدَعَا جَمِيعَ أبنَائِكَ مَا عَدَا سُلَيْمَانَ، ابنِكَ الوَفِيِّ. وَدَعَا أيْضًا الكَاهِنَ أبِيَاثَارَ وَيُوآبَ قَائِدَ جَيْشِكَ. 20 وَالْآنَ يَا مَوْلَايَ وَمَلِكِي، عُيُونُ كُلِّ بَنِي إسْرَائِيلَ مُتَّجِهَةٌ إلَيْكَ، مُنتَظِرِينَ أنْ تُخبِرَهُمْ مَنِ الَّذِي سَيَخْلِفُكَ عَلَى العَرْشِ. 21 فَإنْ لَمْ تَحْسِمْ هَذَا الأمْرَ قَبْلَ وَفَاتِكَ وَدَفنِكَ مَعَ آبَائِكَ، سَنُحْسَبُ أنَا وَسُلَيْمَانُ ابْنِي مُجْرِمَينِ.»
22 وَبَيْنَمَا كَانَتْ بَتْشَبَعُ لَا تَزَالُ تَتَكَلَّمُ مَعَ المَلِكِ، جَاءَ النَّبِيُّ نَاثَانُ لِيَرَاهُ. 23 فَقَالَ الخُدَّامُ لِلمَلِكِ: «حَضَرَ النَّبِيُّ نَاثَانُ.» فَدَخَلَ إلَى المَلِكِ وَانحَنَى أمَامَهُ. 24 وَقَالَ: «يَا مَوْلَايَ وَمَلِكِي، أأنْتَ أصدَرْتَ مَرسُومًا مَلَكِيًّا بِأنْ يَخْلِفَكَ أدُونِيَّا فِي المُلك؟ أقَرَّرْتَ أنْ يَحْكُمَ أدُونِيَّا الشَّعْبَ الآنَ؟ 25 لِأنَّ أدُونِّيَا قَدْ نَزَلَ اليَوْمَ إلَى الوَادِي لِيُقَدِّمَ بَقَرًا وَعُجُولًا مُسَمَّنَةً وَغَنَمًا بِكَثْرَةٍ كَذَبَائِحِ شَرِكَةٍ. وَقَدْ دَعَا إلَى هَذَا الِاحْتِفَالِ كُلَّ أبنَائِكَ الآخَرِينَ وَقَادَةَ جَيْشِكَ وَالكَاهِنَ أبِيَاثَارَ. وَهَا هُمُ الآنَ يَأْكلُوُنَ وَيَشْرَبُونَ مَعَهُ وَهُمْ يَهْتِفُونَ: ‹يَعيشُ المَلِكُ أدُونِيَّا!› 26 لَكِنَّهُ لَمْ يَدْعُنِي أنَا وَلَا الكَاهِنَ صَادُوقَ وَلَا بَنَايَاهُو بْنَ يَهُويَادَاعَ وَلَا ابْنَكَ سُلَيْمَانَ. 27 فَهَلْ فَعَلْتَ هَذَا يَا مَوْلَايَ وَمَلِكِي دُونَ أنْ تُخبِرَنَا نَحْنُ خُدَّامَكَ؟ فَمَنْ هُوَ الَّذِي اختَرْتَهُ لِيَخْلِفَكَ فِي المُلْكِ؟»
28 فَقَالَ المَلِكُ دَاوُدُ: «قُلْ لِبَتْشَبَعَ أنْ تَدْخُلَ!» فَدَخَلَتْ وَوَقَفَتْ أمَامَ المَلِكِ.
29 حِينَئِذٍ، قَطَعَ المَلِكُ وَعدًا بِقَسَمٍ فَقَالَ: «أُقْسِمُ بِاللهِ الحَيِّ، الَّذِي أنقَذَنِي مِنْ كُلِّ خَطَرٍ وَضِيقٍ. 30 قَدْ حَلَفْتُ لَكِ مِنْ قَبْلُ بِاللهِ، إلَهِ إسْرَائِيلَ، وَقُلْتُ إنَّ سُلَيْمَانَ ابْنَكِ سَيَكُونُ المَلِكَ بَعدِي وَيَجْلِسُ عَلَى عَرشِي. وَاليَوَمَ أُنَفِّذُ وَعْدِي.»
31 حِينَئِذٍ، سَجَدَتْ بَتْشَبَعُ عَلَى الأرْضِ أمَامَ المَلِكِ، وَقَالَتْ: «أطَالَ اللهُ عُمرَ مَوْلَايَ المَلِكِ دَاوُدَ!»
تَتويجُ سُلَيْمَانَ مَلِكَا
32 ثُمَّ قَالَ المَلِكُ دَاوُدُ: «ادعُوا لِي الكَاهِنَ صَادُوقَ وَالنَّبِيَّ نَاثَانَ وَبَنَايَاهُو بْنَ يَهُويَادَاعَ.» فَدَخَلَ ثَلَاثَتُهُمْ لِمُقَابَلَةِ المَلِكِ. 33 فَقَالَ لَهُمُ المَلِكُ: «خُذُوا مَعَكُمْ كِبَارَ المَسؤُولِينَ، وَأركِبُوا سُلَيْمَانَ ابْنِي عَلَى بَغلَتِي، وَخُذُوهُ إلَى عَيْنِ جِيحُونَ. 34 وَلْيَمْسَحْهُ الكَاهِنُ صَادُوقُ وَالنَّبِيُّ نَاثَانُ مَلِكَ إسْرَائِيلَ الجَدِيدَ. وَانفُخُوا الأبوَاقَ وَأعْلِنُوا: ‹يَحْيَا المَلِكُ سُلَيْمَانُ!› 35 ثُمَّ ارجِعُوا مَعَهُ إلَى هُنَا، فَيَجْلِسَ عَلَى عَرْشِي وَيَصِيرَ مَلِكًا مَكَانِي. فَقَدِ اختَرْتُهُ لِيَحْكُمَ إسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا.»
36 فَأجَابَ بَنَايَاهُو بْنُ يَهُويَادَاعَ المَلِكَ: «آمِينَ! اللهُ إلَهُ مَوْلَايَ المَلِكِ نَفْسُهُ هُوَ الَّذِي قَالَ هَذَا! 37 نُصَلِّي أنْ يَكُونَ اللهُ مَعَ سُلَيْمَانَ كَمَا كَانَ مَعَكَ يَا مَوْلَايَ وَمَلِكِي. بَلْ أنْ يُعَظِّمَ اللهُ مَملَكَةَ سُلَيْمَانَ لِتَصِيرَ أقوَى وَأعْظَمَ مِنْ مَملَكَتِكَ يَا مَوْلَايَ وَمَلِكِي.»
38 فَقَامَ صَادُوقُ الكَاهِنُ وَنَاثَانُ النَّبيُّ وَبَنَايَاهُو بْنُ يَهُويَادَاعَ وَالحَرَسُ المَلَكِيِّ، وَأركَبُوا سُلَيْمَانَ عَلَى بَغلَةِ دَاوُدَ، وَذَهَبُوا مَعَهُ إلَى عَيْنِ جِيحُونَ. 39 وَأخَذَ الكَاهِنُ صَادُوقُ مَعَهُ زَيْتًا مِنْ خَيْمَةِ الِاجْتِمَاعِ. وَسَكَبَ الزَّيْتَ عَلَى رَأسِ سُلَيْمَانَ. وَنَفَخُوا الأبوَاقَ، وَهَتَفَ جَمِيعُ الشَّعْبِ: «يَعيشُ المَلِكُ سُلَيْمَانُ!» 40 ثُمَّ تَبِعَ جَمِيعُ الشَّعْبِ سُلَيْمَانَ إلَى دَاخِلِ المَدِينَةِ وَهُمْ مُبتَهِجُونَ ابتِهَاجًا عَظِيمًا. وَكَانُوا يَعْزِفُونَ النَّايَاتِ، حَتَّى اهْتَزَّتِ الأرْضُ مِنْ أصْوَاتِهِمْ.
41 فِي هَذِهِ الأثنَاءِ، كَانَ أدُونِيَّا وَضُيُوفُهُ قَدْ فَرِغُوا لِلتَّوِّ مِنْ تَنَاوُلِ الطَّعَامِ. فَسَمِعُوا صَوْتَ الأبوَاقِ. فَقَالَ يُوآبُ: «مَا هَذَا الضَّجِيجُ؟ وَمَا الَّذِي يَحْدُثُ فِي المَدِينَةِ؟»
42 وَبَيْنَمَا كَانَ يُوآبُ مَا يَزَالُ يَتَكَلَّمُ، وَصَلَ الكَاهِنُ يُونَاثَانُ بْنُ أبِيَاثَارَ. فَقَالَ لَهُ أدُونِيَّا: «تَعَالَ إلَى هُنَا! أنْتَ رَجُلٌ نَبِيلٌ، وَتُبَشِّرُ بِخَيرٍ.»
43 لَكِنَّ يُونَاثَانَ أجَابَ: «لَا، لَيْسَ لَكَ! فَإنَّ المَلِكَ دَاوُدَ جَعَلَ سُلَيْمَانَ مَلِكًا. 44 وَأرْسَلَ مَعَهُ المَلِكُ دَاوُدُ الكَاهِنَ صَادُوقَ وَالنَّبِيَّ نَاثَانَ وَبَنَايَاهُو بْنَ يَهُويَادَاعَ وَالحَرَسَ المَلكِيِّ. وَأركَبُوا سُلَيْمَانَ عَلَى بَغلَةِ المَلِكِ. 45 ثُمَّ مَسَحَ الكَاهِنُ صَادُوقُ وَنَاثَانُ النَّبِيُّ سُلَيْمَانَ عِنْدَ عَيْنِ جِيحُونَ. وَبَعْدَ ذَلِكَ دَخَلُوا المَدِينَةَ مُبتَهِجِينَ حَتَّى اهتَزَّتِ المَدِينَةُ مِنْ صَوْتِهِمْ. وَهَذَا هُوَ الضَّجِيجُ الَّذِي تَسْمَعُهُ. 46 فَهَا قَدْ جَلَسَ سُلَيْمَانُ عَلَى عَرْشِ المَلِكِ. 47 وَقَدْ هَنَّأ كِبَارُ المَسؤُولِينَ المَلِكَ دَاوُدَ وَقَالُوا لَهُ: ‹نُصَلِّي أنْ يَجْعَلَ إلَهُكَ اسْمَ سُلَيْمَانَ أكْثَرَ شُهرَةً مِنَ اسْمِكَ، وَأنْ يَجْعَلَ مَملَكَتَهُ أعْظَمَ مِنْ مَملَكَتِكَ!› وَحَتَّى المَلِكُ دَاوُدُ انحَنَى فِي سَرِيرِهِ أمَامَ سُلَيْمَانَ 48 وَقَالَ: ‹لِيَتَبَارَكِ اللهُ، إلَهُ إسْرَائِيلَ، الَّذِي أجلَسَ أحَدَ أبْنَائِي عَلَى عَرشِي، وَأطَالَ عُمْرِي لِأرَى بِعَيْنِي هَذَا اليَوْمَ.›»
49 فَخَافَ جَمِيعُ ضُيُوفِ أدُونِيَّا خَوْفًا شَدِيدًا وَأسْرَعُوا بِالِانْصِرَافِ. 50 وَخَافَ أدُونِيَّا أيْضًا مِنْ سُلَيْمَانَ. فَذَهَبَ إلَى المَذْبَحِ وَأمْسَكَ بِقَرْنَيهِ. 51 فَقَالَ أحَدُهُمْ لِسُلَيمَانَ: «أدُونِيَّا خَائِفٌ مِنْكَ أيُّهَا المَلِكُ سُلَيْمَانُ. وَهَا هُوَ فِي خَيْمَةِ الِاجْتِمَاعِ يَتَمَسَّكُ بِزَوَايَا المَذْبَحِ وَيَقُولُ: ‹لِيَحْلِفِ المَلِكُ سُلَيْمَانُ إنَّهُ لَنْ يَقْتُلَنِي!›»
52 فَقَالَ سُلَيْمَانُ: «إنْ أظْهَرَ أدُونِيَّا أنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ، فَلَنْ تَسْقُطَ حَتَّى شَعرَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ رَأسِهِ. أمَّا إذَا فَعَلَ شَرًّا، فَسَيَمُوتُ.» 53 ثُمَّ أرْسَلَ المَلِكُ سُلَيْمَانُ رِجَالًا لِيأتُوا بِهِ مِنْ عِنْدِ المَذْبَحِ وَلِيُحضِرُوهُ إلَيْهِ. فَجَاءُوا بِهِ إلَى المَلِكِ سُلَيْمَانَ. فَانحَنَى أدُونِيَّا أمَامَهُ. فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ: «اذْهَبْ إلَى بَيْتِكَ.»
مَوْتُ المَلِكِ دَاوُد
2 وَلَمَّا أوشَكَ دَاوُدُ عَلَى المَوْتِ، اسْتَدْعَى ابْنَهُ سُلَيْمَانَ وَقَالَ لَهُ: 2 «أنَا مَاضٍ فِي طَرِيقِ جَمِيعِ البَشَرِ. أمَّا أنْتَ فَتَقَوَّ وَتَشَجَّعْ. 3 أُوصِيكَ بِأنْ تُطِيعَ جَمِيعَ شَرَائِعِ إلَهِكَ وَتَتَّبِعَ طُرُقَهُ. أطِعْ كُلَّ شَرَائِعِهِ وَوَصَايَاهُ وَأحكَامِهِ وَشَهَادَاتِهِ، كَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى. فَإنْ فَعَلْتَ هَذَا، سَتَنْجَحُ فِي كُلِّ مَا تَفْعَلُهُ وَحَيْثُمَا تَذْهَبُ. 4 وَسَيَحْفَظُ اللهُ كُلَّ وُعُودِهِ لِي. فَقَدْ قَالَ: ‹إذَا حَرِصَ أبْنَاؤكَ عَلَى أنْ يَحْيَوْا وَفْقَ وَصَايَايَ، بِإخْلَاصٍ وَمِنْ كُلِّ قُلُوبِهِمْ، حِينَئِذٍ، سَيَكُونُ عَلَى عَرْشِ إسْرَائِيلَ دَائِمًا مَلِكٌ مِنْ نَسْلِكَ.›»
5 وَأضَافَ دَاوُدُ: «أنْتَ تَذْكُرُ مَا فَعَلَهُ بِي يُوآبُ بْنُ صُرُوِيَّةَ. فَقَدْ قَتَلَ اثنَيْنِ مِنْ قَادَةِ جَيْشِ إسْرَائِيلَ: أبْنَيْرَ بْنَ نَيرٍ، وَعَمَاسَا بْنَ يَثَرَ. قَتَلَهُمَا فِي وَقْتِ سِلْمٍ، فَتَنَاثَرَ دَمُهُمَا قَطَرَاتٍ عَلَى حِزَامِهِ وَحِذَائِهِ. 6 فَافْعَلْ بِهِ بِحَسَبِ حِكْمَتِكَ، لَكِنْ لَا تَسْمَحْ بِأنْ يَنْزِلَ إلَى الهَاوِيَةِ بِسَلَامٍ فِي شَيخُوخَتِهِ!
7 «أحسِنْ إلَى أبْنَاءِ بَرْزِلَّايَ الجِلعَادِيِّ. قَرِّبْهُمْ مِنْكَ وَلْيَأْكُلُوا خُبْزًا عَلَى مَائِدَتِكَ. فَقَدِ احتَضَنُونِي فَأكَلْتُ خُبْزًا عَلَى مَائِدَتِهِمْ، عِنْدَمَا هَرَبْتُ مِنْ أخِيكَ أبْشَالُومَ.
8 «وَاذْكُرْ أيْضًا شِمْعَى بْنَ جِيرَا البَنْيَامِينِيِّ مِنْ بَحُورِيمَ. إنَّهُ مَا يَزَالُ فِي هَذِهِ النَّوَاحِي. تَذَكَّرْ أنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيَّ لَعَنَاتٍ شَدِيدَةً يَوْمَ هَرَبْتُ إلَى مَحَنَايِمَ. ثُمَّ نَزَلَ لِلِقَائِي عِنْدَ نَهْرِ الأُرْدُنِّ. وَحَلَفْتُ لَهُ بِاللهِ أنِّي لَنْ أقتُلَهُ. 9 وَالْآنَ، لَا تَعْفُ عَنْهُ، فَأنْتَ رَجُلٌ حَكِيمٌ. فَفَكِّرْ بِمَا يَنْبَغِي عَلَيْكَ أنْ تَفْعَلَ بِهِ. لَكِنْ لَا تَدَعْهُ يَمُتْ بِسَلَامٍ فِي شَيخُوخَتِهِ.»
10 وَمَاتَ دَاوُدُ وَدُفِنَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ[a] مَعَ آبَائِهِ. 11 وَكَانَ دَاوُدُ قَدْ حَكَمَ أرْبَعِينَ سَنَةً، سَبْعًا مِنْهَا فِي مَدِينَةِ حَبْرُونَ[b] وَثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ فِي مَدِينَةِ القُدْسِ.
سُلَيْمَانُ يُحكِمُ قَبضَتَهُ عَلَى مَملَكَتِه
12 وَصَارَ سُلَيْمَانُ مَلِكًا، فَجَلَسَ عَلَى عَرْشِ دَاوُدَ أبِيهِ. وَأحكَمَ سَيطَرَتَهُ عَلَى مَملَكَتِهِ. 13 ثُمَّ ذَهَبَ أدُونِيَّا ابْنُ حَجِّيتَ إلَى بَتْشَبَعَ أُمِّ سُلَيْمَانَ. فَسَألَتْهُ: «هَلْ جِئْتَ فِي سَلَامٍ؟» فَأجَابَ أدُونِيَّا: «نَعَمْ، جِئْتُ فِي سَلَامٍ.» 14 ثُمَّ قَالَ: «لَدَيَّ مَا أُرِيدُ قَولَهُ لَكِ.» فَقَالَتْ بَتْشَبَعُ: «قُلْ مَا عِنْدَكَ.»
15 فَقَالَ: «أنْتِ تَعْرِفينَ أنَّ المَملَكَةَ كَانَتْ ذَاتَ يَوْمٍ لِي. وَقَدْ تَوَقَّعَ جَمِيعُ بَنِي إسْرَائِيلَ أنِّي سَأكُونُ مَلِكًا عَلَيْهِمْ. غَيْرَ أنَّ الحَالَ تَغَيَّرَتْ. فَصَارَ أخِي المَلِكَ الآنَ لِأنَّ اللهَ هُوَ الَّذِي اخْتَارَهُ لِهَذَا. 16 فَلَيْسَ لَدَيَّ الآنَ إلَّا طَلَبٌ وَاحِدٌ، فَأرْجُو أنْ لَا تَرُدِّي طَلَبِي.»
فَقَالَتْ: «مَا هُوَ طَلَبُكَ؟»
17 «أعْلَمُ أنَّ المَلِكَ سُلَيْمَانَ لَا يَرْفُضُ لَكِ طَلَبًا. فَاطلُبِي إلَيْهِ أنْ يَسْمَحَ لِي بِالزَّوَاجِ مِنْ أبِيشَجَ الشُّونَمِيَّةِ.»
18 فَقَالَتْ بَتشَبَعُ: «حَسَنًا، سَأتَوَسَّطُ لَدَى المَلِكِ مِنْ أجْلِكَ.»
19 فَذَهَبَتْ بَتشَبَعُ إلَى المَلِكِ سُلَيْمَانَ لِتُكَلِّمَهُ. فَلَمَّا رَآهَا المَلِكُ سُلَيْمَانُ وَقَفَ لِاسْتِقبَالِهَا. ثُمَّ انحَنَى احْتِرَامًا لَهَا وَجَلَسَ عَلَى العَرْشِ. وَأمَرَ خُدَّامَهُ فَأتُوا بِعَرْشٍ آخَرَ مِنْ أجْلِ أُمِّهِ. فَجَلَسَتْ عَلَيْهِ عَنْ يَمِينِ سُلَيْمَانَ. 20 وَقَالَتْ بَتشَبَعُ لَهُ: «جِئتُ أطلُبُ إلَيْكَ مَعْرُوفًا، فَأرْجُو أنْ لَا تَرُدَّ طَلَبِي.»
فَأجَابَهَا المَلِكُ: «اطلُبِي مَاشِئْتِ يَا أُمِّي. فَلَنْ أرُدَّ لَكِ طَلَبًا.»
21 فَقَالَتْ بَتشَبَعُ: «دَعْ أخَاكَ أدُونِيَّا يَتَزَوَّجْ مِنْ أبِيشَجَ الشُّونَمِيَّةِ.»
22 فَأجَابَ المَلِكُ سُلَيْمَانُ أُمَّهُ: «لِمَاذَا تَطْلُبِينَ إلَيَّ أنْ أُعْطِيَ أبِيشَجَ لِأدُونِيَّا؟ فَلِمَاذَا لَا تَطْلُبِينَ إلَيَّ أنْ أجعَلَهُ المَلِكَ أيْضًا؟ ألَيْسَ هُوَ أخِي الأكبَرُ مِنِّي. وَلَا شَكَّ أنَّ الكَاهِنَ أبِيَاثَارَ وَيُوآبَ بنَ صُرُوِيَّةَ سَيَدْعَمَانِهِ.»
23 فَحَلَفَ سُلَيْمَانُ بِاللهِ وَقَالَ: «لِيُعَاقِبْنِي اللهُ إنْ لَمْ أُعَاقِبْ أدُونِيَّا الَّذِي طَلَبَ هَذَا الأمْرَ مُخَاطِرًا بِحَيَاتِهِ. 24 وَهَا أنَا الآنَ أُقْسِمُ بِاللهِ الحَيِّ الَّذِي جَعَلَنِي مَلِكًا عَلَى إسْرَائِيلَ، وَأعطَانِي عَرشَ دَاوُدَ أبِي، وَأعطَانِي مَملَكَةً وَبَيتًا كَمَا وَعَدَ، إنَّ أدُونِيَّا سَيَمُوتُ اليَوْمَ!»
25 وَأمَرَ الملِكُ سُلَيْمَانُ بَنَايَاهُو بْنَ يَهُويَادَاعَ، فَانْطَلَقَ وَقَتَلَ أدُونِيَّا.
26 ثُمَّ قَالَ المَلِكُ سُلَيْمَانُ لِلكَاهِنِ أبِيَاثَارَ: «أنْتَ تَسْتَحِقُّ أنْ أقتُلَكَ، لَكِنِّي سَأسْمَحُ لَكَ بِالرُّجُوعِ إلَى بَيْتِكَ فِي عَنَاثُوتَ. لَنْ أقتُلَكَ الآنَ لِأنَّكَ سَاعَدْتَ فِي حَمْلِ صُنْدُوقِ عَهْدِ رَبِّي الإلَهِ أثْنَاءَ مَسِيرِكَ مَعَ دَاوُدَ أبِي. وَقَدْ شَارَكْتَ أبِي فِي ضِيقَاتِهِ.» 27 وَأعفَى سُلَيْمَانُ أبِيَاثَارَ مِنْ مَنصِبِهِ كَكَاهِنٍ للهِ. حَدَثَ هَذَا تَتْمِيمًا لِكَلَامِ اللهِ عَنْ بَيْتِ الكَاهِنِ عَالِي وَعَائِلَتِهِ فِي شِيلُوهَ. فَقَدْ كَانَ أبِيَاثَارُ يَنْتَمِي إلَى عَائِلَةِ عَالِي.
28 فَلَمَّا سَمِعَ يُوآبُ بِهَذَا خَافَ، لِأنَّهُ كَانَ قَدْ دَعَمَ أدُونِيَّا، لَكِنَّهُ لَمْ يَدْعَمْ أبْشَالُومَ. فَهَرَبَ إلَى خَيْمَةِ اللهِ وَتَمَسَّكَ بِزَوَايَا المَذْبَحِ. 29 فَوَصَلَ الخَبَرُ إلَى المَلِكِ سُلَيْمَانَ أنَّ يُوآبَ دَخَلَ إلَى خَيْمَةِ اللهِ وَأنَّهُ يَحْتَمِي بِالمَذْبَحِ. فَأمَرَ سُلَيْمَانُ بَنَايَاهُو بِأنْ يَذْهَبَ وَيَقْتُلَهُ.
30 فَدَخَلَ بَنَايَاهُو خَيْمَةَ اللهِ وَقَالَ لِيُوآبَ: «يَقُولُ لَكَ المَلِكُ: ‹اخْرُجْ!›» فَأجَابَ يُوآبُ: «لَا، بَلْ أمُوتُ هُنَا.»
فَرَجِعَ بَنَايَاهُو إلَى المَلِكِ وَأخبَرَهُ بِمَا قَالَهُ يُوآبُ. 31 فَأمَرَ المَلِكُ بَنَايَاهُو: «فَافْعَلْ كَمَا يَقُولُ! اقْتُلْهُ هُنَاكَ، ثُمَّ ادفِنْهُ. حِينَئِذٍ، أتَخَلَّصُ أنَا وَعَائِلَتِي مِنَ العَارِ الَّذِي ألحَقَهُ بِنَا يُوآبُ وَالذَّنْبِ الَّذِي وَضَعَهُ علينَا عِنْدَمَا قَتَلَ أبْرِيَاءَ. 32 فَقَدْ قَتَلَ يُوآبُ رَجُلَينِ أفْضَلَ مِنْهُ كَثِيرًا، هُمَا أبْنَيْرُ بْنُ نِيرٍ قَائِدُ جَيْشِ إسْرَائِيلَ، وَعَمَاسَا بْنُ يَثَرَ قَائِدُ جَيْشِ يَهُوذَا. قَتَلَهُمَا مِنْ دُونِ عِلْمِ أبِي. وَهَكَذَا يُعَاقِبُ اللهُ يُوآبَ بِنَفسِ مَا فَعَلَهُ بِهَذَينِ الرَّجُلَينِ. 33 دَمُهُمَا عَلَيْهِ وَعَلَى عَائِلَتِهِ إلَى الأبَدِ. أمَّا دَاوُدُ وَنَسْلُهُ وَعَائِلَتُهُ المَلَكِيَّةُ وَمَملَكَتُهُ، فَيَكُونُ لَهُمْ إلَى الأبَدِ، سَلَامٌ مِنْ عِندِ اللهِ.»
34 فَذَهَبَ بَنَايَاهُو بْنَ يَهُويَادَاعَ وَقَتَلَ يُوآبَ. وَدُفِنَ يُوآبُ فِي بَيْتِهِ فِي البَرِّيَّةِ. 35 ثُمَّ نَصَّبَ سُلَيْمَانُ بَنَايَاهُو بْنَ يَهُويَادَاعَ قَائِدًا لِلجَيْشِ مَكَانَ يُوآبَ. وَنَصَّبَ الكَاهِنَ صَادُوقَ مَكَانَ الكَاهِنِ أبِيَاثَارَ. 36 وَبَعْدَ ذَلِكَ اسْتَدْعَى المَلِكُ شِمْعَى وَقَالَ لَهُ: «ابْنِ لَكَ بَيْتًا هُنَا فِي القُدْسِ. وَأقِمْ فِيهِ وَلَا تُغَادِرِ المَدِينَةَ أبَدًا إلَى أيِّ مَكَانٍ. 37 فَإنْ غَادَرْتَ المَدِينَةَ وَتَجَاوَزْتَ وَادِي قَدرُونَ، فَاعلَمْ أنَّكَ سَتَمُوتُ مَوْتًا، وَتَجْنِي عَلَى نَفْسِكَ.»
38 فَأجَابَ شِمْعَى: «هَذَا حَسَنٌ يَا مَوْلَايَ وَمَلِكِي. سَأفْعَلُ كَمَا تَقُولُ.» فَسَكَنَ شِمْعَى فِي القُدْسِ مُدَّةً طَوِيلَةً. 39 لَكِنْ بَعْدَ ثَلَاثِ سِنِينَ هَرَبَ عَبدَانِ مِنْ عَبِيدِهِ إلَى أخِيشَ بْنِ مَعْكَةَ مَلِكِ جَتَّ. وَعَلِمَ شِمْعَى أنَّ عَبدَيهِ فِي جَتَّ. 40 فَأسرَجَ حِمَارَهُ وَذَهَبَ إلَى المَلِكِ أخِيشَ فِي جَتَّ بَحْثًا عَنْ عَبدَيهِ. فَوَجَدَهُمَا هُنَاكَ وَعَادَ بِهِمَا.
41 فَوَصَلَ الخَبَرُ إلَى سُلَيْمَانَ أنَّ شِمْعَى غَادَرَ القُدْسَ إلَى جَتَّ وَعَادَ. 42 فَأرْسَلَ سُلَيْمَانُ فِي طَلَبِهِ. وَقَالَ لَهُ: «أمَا اسْتَحْلَفْتُكَ بِاللهِ أنْ لَا تُغَادِرَ القُدْسَ؟ أمَا أنذَرْتُكَ أنَّكَ إذَا غَادَرْتَهَا إلَى أيِّ مَكَانٍ فَإنَّ هَذِهِ سَتَكُونُ نِهَايَتَكَ؟ أمَا وَافَقْتَنِي عَلَى كُلِّ مَا قُلْتُ، وَوَعَدْتَ بِأنْ تُطِيعَنِي؟ 43 فَلِمَاذَا كَسَرْتَ قَسَمَكَ أمَامَ اللهِ وَخَالَفْتَ الوَصِيَّةَ الَّتِي أوصَيتُكَ بِهَا؟ 44 أنْتَ تَذْكُرُ الشُّرُورَ الكَثِيرَةَ الَّتِي فَعَلْتَهَا لِدَاوُدَ أبِي. وَالْآنَ سَيُعَاقِبُكَ اللهُ عَلَى تِلْكَ الشُّرُورِ. 45 أمَّا أنَا فَسَيُبَارِكُنِي اللهُ وَسَيَحْفَظُ مَملَكَةَ دَاوُدَ إلَى الأبَدِ.» 46 ثُمَّ أمَرَ المَلِكُ بَنَايَاهُو بِقَتلِ شِمْعَى، فَقَتَلَهُ. فَأحْكَمَ سُلَيْمَانُ قَبضَتَهُ عَلَى مَملَكَتِهِ.
[a] لِدَاوُد.
37 لَا يُزعْجْكَ الأشْرَارُ.
وَلَا تَحْسِدْ مَنْ يَقْتَرِفُونَ الآثَامَ.
2 لِأنَّهُمْ سَرْعَانَ مَا يُذَلُّونَ وَيَمُوتُونَ،
يَذْبُلُونَ مِثْلَ الحَشَائِشِ الَّتِي تَنْمُو فِي الحُقُولِ.
3 عَلَى اللهِ اتَّكِلْ، وَافْعَلِ الخَيْرَ.
وَسَتَسْكُنُ أرْضَكَ وَتَنْعُمُ بِالأمَانِ.
4 تَلَذَّذْ بِاللهِ،
وَسَيُعطِيكَ مُشْتَهَيَاتِ قَلْبِكَ.
5 سَلِّمْ للهِ حَيَاتَكَ،
وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ، وَهُوَ سَيَعْمَلُ.
6 سَيَجْعَلُ صَلَاحَكَ يُشْرِقُ كَالضِّيَاءِ،
وَعَدْلَكَ كَشَمْسِ الظَّهِيرَةِ.
7 اثبُتْ فِي حَضْرَةِ اللهَ، وَانتَظِرْهُ بِصَبرٍ.
وَلَا تَقْلَقْ إذَا نَجَحَتْ خُطَطُ ذَوِي المَكَائِدِ الشِّرِّيرَةِ.
8 لَا تَنْزَعِجْ وَلَا تَغْضَبْ!
وَلَا تَغْتَظْ فَتَنْدَفِعَ إلَى الشَّرِّ.
9 لِأنَّ الأشْرَارَ سَيَهْلِكُونَ،
أمَّا الَّذِينَ يَنْتَظِرُونَ اللهَ، فَسَيَمْتَلِكُونَ الأرْضَ.
10 بَعْدَ وَقْتٍ قَلِيلٍ، يَمْضِي الشِّرِّيرُ.
تُفَتِّشُ عَنْهُ طَوِيلًا، فَلَا تَجِدُهُ!
11 أمَّا الوُدَعَاءُ فَسَيَمْتَلِكُونَ الأرْضَ،
وَيَتَمَتَّعُونَ بِسَلَامٍ وَخَيرٍ.
12 الأشْرَارُ يَكِيدُونَ دَوْمًا لِلصَّالِحِينَ،
وَيُظهِرُونَ بُغضَهُمْ لَهُمْ.
13 لَكِنَّ اللهَ يَسْخَرُ مِنْهُمْ!
لِأنَّهُ يَعْرِفُ أنَّ يَوْمَهُمْ آتٍ!
14 يَسْتَلُّ الأشْرَارُ سُيُوفَهُمْ وَيَمُدُّونَ أقوَاسَهُمْ.
لِقَتلِ المَسَاكِينِ وَذَبْحِ الصَّالِحِينَ المُسْتَقِيمِينَ.
15 لَكِنَّ سُيُوفَهُمْ سَتَخْتَرِقُ قُلُوبَهُمْ،
وَأقوَاسَهُمْ سَتَنْكَسِرُ.
16 القَلِيلُ الَّذِي يَمْلِكُهُ البَارُّ
خَيْرٌ مِنَ الثَّروَةِ العَظِيمَةِ الَّتِي يُكَدِّسُهَا الأشْرَارُ.
17 لِأنَّ قُوَّةَ الأشْرَارِ سَتُكْسَرُ،
أمَّا الصَّالِحُونَ، فَاللهُ يَعْتَنِي بِهِمْ.
18 اللهُ يَعْلَمُ مَنْ هُمُ الطَّاهِرُونَ،
وَثَوَابُهُمْ يَدُومُ إلَى الأبَدِ!
19 فِي الأزمِنَةِ العَصِيبَةِ لَنْ يَخْزَوْا،
وَفِي أيَّامِ الجُوعِ يَشْبَعُونَ.
20 أمَّا الأشْرَارُ فَسَيَهْلِكُونَ.
فَأعْدَاءُ اللهِ أشْبَهُ بِزُهُورِ الحَقْلِ الجَمِيلَةِ،
الَّتِي تَصْعَدُ ذَاتَ يَوْمٍ فِي الدُّخَانِ!
21 الشِّرِّيرُ يَسْتَدِينُ المَالَ
وَلَا يَسُدُّ دَينَهُ،
أمَّا الصَّالِحُ فَكَرِيمٌ مِعْطَاءٌ.
22 لِأنَّ مَنْ يُبَارِكُهُمُ اللهُ يَمْتَلِكُونَ الأرْضَ،
وَمَنْ يَلْعَنُهُمْ يَهْلِكُونَ.
23 يُثَبِّتُ اللهُ خُطُوَاتِ الإنْسَانِ
الَّذِي تُرضِيهِ طَرِيقُهُ.
24 إذَا تَعَثَّرَ، لَا يَسْقُطُ،
فَاللهُ حَاضِرٌ لِيَسْنِدَهُ وَيُثَبِّتَهُ.
25 عَمَّرْتُ طَوِيلًا،
وَلَمْ أرَ بَارًّا مَتْرُوكًا،
وَلَمْ أرَ أبْنَاءَهُ يَسْتَعْطُونَ طَعَامًا.
26 بَلْ هُوَ شَفُوقٌ دَوْمًا وَيُقْرِضُ بِسَخَاءٍ،
وَالبَرَكَةُ نَصِيبُ أبْنَائِهِ.
27 فَتَجَنَّبِ الشَّرَّ، وَافْعَلِ الخَيْرَ
وَلَنْ تَكُونَ بِلَا مَأوَى.
28 لِأنَّ اللهَ يُحِبُّ الإنصَافَ.
وَلَا يَتْرُكُ أتبَاعَهُ الأُمَنَاءَ.
إلَى الأبَدِ يَرعَاهُمْ،
أمَّا نَسْلُ الأشْرَارِ فَيُقطَعُ.
29 يَأْخُذُ الصَّالِحُونَ الأرْضَ المَوعُودَةَ،
وَإلَى الأبَدِ يَسْكُنُونَهَا.
30 بِحِكْمَةٍ يَتَكَلَّمُ الإنْسَانُ الصَّالِحُ،
وَعَنْ أُمُورٍ مُسْتَقِيمَةٍ يَتَحَدَّثُ.
31 شَرِيعَةُ إلَهِهِ فِي قَلْبِهِ.
بِهَا يَعْمَلُ دَائِمًا.
32 الشِّرِّيرُ يُرَاقِبُ الصَّالِحِينَ دَوْمًا
مُتَفَكِّرًا فِي طُرُقٍ لِقَتلِهِمْ.
33 لَكِنَّ اللهَ لَا يَتْرُكُ الإنْسَانَ الصَّالِحَ،
لَا يَدَعُهُ اللهُ يُدَانُ فِي المُحَاكَمَةِ.
34 انتَظِرِ اللهَ وَاعْمَلْ بِكَلَامِهِ،
وَهُوَ يَرْفَعُكَ فَتَمْتَلِكَ الأرْضَ،
وَتَرَى الأشْرَارَ يَهْلِكُونَ.
35 رَأيْتُ مَرَّةً طَاغِيَةً مُسْتبِدًّا،
مُتَشَامِخًا كأرْزِ لُبْنَانَ.
36 ثُمَّ مَرَرْتُ بِهِ ثَانِيَةً، فَلَمْ أجِدْهُ.
بَحَثْتُ عَنْهُ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَوضِعٌ.
37 لَاحِظِ الأتقِيَاءَ الأُمَنَاءَ.
فَآخِرَةُ مُحِبِّي السَّلَامِ صَالِحَةٌ.
38 أمَّا كَاسِرُو الشَّرِيعَةِ فَيَهْلِكُونَ جَمِيعًا،
لِأنَّهُمْ سَيُقطَعُونَ مِنَ الأرْضِ.
39 يَنْصُرُ اللهُ الأبْرَارَ،
هُوَ حِصْنُهُمْ فِي الضِّيقِ.
40 يُعِينُهُمُ اللهُ وَيُحَرِّرُهُمْ.
وَمِنَ الأشْرَارِ يُنْقِذُهُمْ.
لِأنَّهُمْ إلَيْهِ يَلجأونَ.
71 جَعَلْتُ فِيكَ مَلْجَأي يَا اللهُ،
فَلَا تَدَعْنِي أُخزَى.
2 نَجِّنِي بِبِرِّكَ،
أمِلْ إلَيَّ أُذُنَكَ وَخَلِّصْنِي!
3 كُنْ صَخَرَةَ مَلْجَأي،
أهرُبُ إلَيْهَا دَائِمًا!
مُرْ بِخَلَاصِي!
لِأنَّكَ أنْتَ صَخرَتِي،
وَمَدِينَتِي المُحَصَّنَةُ أنْتَ.
4 نَجِّنِي يَا إلَهِي مِنْ أُنَاسِ السُّوءِ،
وَمِنْ قَبضَةِ الأشْرَارِ وَالظَّالِمِينَ القُسَاةِ.
5 لِأنَّكَ أنْتَ رَجَائِي يَا رَبُّ.
مُنْذُ شَبَابِي اتَّكَلتُ عَلَيْكَ يَا اللهُ.
6 مُنْذُ وِلَادَتِي وُضِعْتُ تَحْتَ عِنَايَتِكَ.
مُنْذُ وُلِدْتُ أعَنْتَنِي.
بِفَضْلِكَ أُسَبِّحُ دَائِمًا.
7 صِرْتُ مَثَلًا لِكَثِيرِينَ،
لَكِنَّكَ أنْتَ قَلعَتِي القَوِيَّةُ.
8 لَيْتَ فَمِي يَمْتَلِئُ بِتَسْبِيحِكَ
وَبِتَمْجِيدِكَ كُلَّ اليَوْمِ.
9 حِينَ أشِيخُ لَا تَرْمِنِي بَعِيدًا.
لَا تَتَخَلَّ عَنِّي عِنْدَ ضَيَاعِ قُوَّتِي.
10 أعْدَائِي يَتَآمِرُونَ مَعًا عَلَيَّ،
وَالَّذِينَ يَكْمُنُونَ لِقَتلِي يَتَشَاوَرُونَ.
11 قَالُوا: «لَيْسَ مَنْ يُنْقِذُهُ.
تَرَكَهُ اللهُ،
فَلْنُطَارِدْهُ وَنُمسِكْ بِهِ.»
12 لَا تَبْعُدْ عَنِّي يَا إلَهِي.
أسرِعْ إلَى مَعُونَتِي!
13 لَيْتَ أعْدَائِي يُخْزَوْنَ وَيَفْنَوْنَ.
لَيْتَ السَّاعِينَ إلَى أذِيَّتِي يَعْرِفُونَ العَارَ وَالخِزيَ إلَى الأبَدِ!
14 لَكِنِّي سَأظَلُّ أنتَظِرُكَ،
وَسَأُسَبِّحُكَ أكْثَرَ فَأكثَرَ!
15 يَنْبَغِي أنْ يَذْكُرَ الإنْسَانُ دَومًا أعْمَالَكَ الصَّالِحَةَ.
وَيُخبِرَ بِصَنَائِعِ خَلَاصِكَ،
لِأنِّي لَا أعْرِفُ لَهَا عَدَدًا.
16 سَأُخبِرُ بِجَبَرُوتِكَ أيُّهَا الرَّبُّ الإلَهُ،
وَسَأُذَكِّرُ بِرَّكَ وَحْدَكَ!
17 مُنْذُ شَبَابِي دَرَّبْتَنِي يَا اللهُ.
وَأنَا إلَى الآنَ أُخْبِرُ بِصَنَائِعِكَ العَجِيبَةِ.
18 فَلَا تَتَخَلَّ عَنِّي يَا اللهُ فِي شَيخُوخَتِي،
لِكَي أُخبِرَ الجِيلَ الآتِيَ بِقُوَّتِكَ!
19 عَظِيمَةٌ وَمُرْتَفِعَةٌ أعْمَالُكَ الصَّالِحَةُ يَا اللهُ،
تَصِلُ إلَى أعْلَى السَّمَاوَاتِ
الَّتِي أنْتَ بِنَفْسِكَ صَنَعتَهَا.
لَا مِثْلَ لَكَ يَا اللهُ!
20 أنْتَ أرَيتَنَا كُلَّ هَذِهِ الضِّيقَاتِ وَالمَصَائِبِ.
يَا رَبُّ عُدْ وَأحْيِنِي.
عُدْ، وَمِنْ أعْمَاقِ الأرْضِ انْشِلْنِي.
21 زِدْ أعْمَالَكَ القَوِيَّةَ الكَثِيرَةَ،
التَفِتْ إلَيَّ وَعَزِّنِي.
22 عِنْدَ ذَلِكَ سَأعزِفُ عَلَى القِيثَارِ
وَأُسَبِّحُكَ عَلَى أمَانَتِكَ.
عَلَى العُودِ سَأُرَنِّمُ تَسَابِيحَكَ،
يَا قُدُّوسَ إسْرَائِيلَ.
23 أنقَذتَ نَفْسِي،
لِهَذَا تَبْتَهِجُ وَتُرَنِّمُ شَفَتَايَ تَسَابِيحَكَ!
24 وَلِسَانِي سَيُعلِنُ أعْمَالَكَ الصَّالِحَةَ طُولَ اليَوْمِ.
لِأنَّ الَّذِينَ سَعَوْا إلَى أذِيَّتِي هُمُ الَّذِينَ خَزُوا وَخَجِلُوا.
94 اللهُ هُوَ إلَهُ الِانْتِقَامِ.
فَيَا إلَهَ الِانْتِقَامِ أظْهِرْ غَضَبَكَ!
2 يَا قَاضِيَ الأرْضِ قُمْ،
وَعَاقِبِ المُتَغَطرِسِينَ بِمَا يَسْتَحِقُّونَ.
3 يَا اللهُ، إلَى مَتَى يَسْرَحُ أُولَئِكَ الأشرَارُ وَيَمْرَحُونَ؟
حَتَّى مَتَى يَعْمَلُونَ مَا يُرِيدُونَ؟
4 حَتَّى مَتَى يَظَلُّ أُولَئِكَ المُجرِمُونَ بِحَمَاسَةٍ يَتَبَجَّحُونَ!
5 سَحَقُوا شَعْبَكَ يَا اللهُ!
وَاضطَهَدُوا الَّذِينَ يَخُصُّونَكَ!
6 يَقْتُلُونَ الأرَامِلَ وَالغُرَبَاءَ،
وَيَذْبَحُونَ اليَتَامَى!
7 يَقُولُونَ: «اللهُ لَا يَرَى مَا نَفعَلُ!
إلَهُ يَعْقُوبَ لَا يَدْرِي.»
8 تَعَقَّلُوا أيُّهَا البُلَهَاءُ!
مَتَى تَتَعَلَّمُونَ أيُّهَا الحَمْقَى؟
9 اللهُ الَّذِي صَنَعَ آذَانَكُمْ،
ألَا يَسْمَعُ!
وَالَّذِي صَنَعَ عُيُونَكُمْ،
ألَا يَرَى!
10 اللهُ يُؤَدِّبُ الأُمَمَ،
فَلَا بُدَّ أنَّهُ يَقْدِرُ أنْ يُوَبِّخَهُمْ!
اللهُ يُعَلِّمُ النَّاسَ مَا لَا يَعْلَمُونَ.
11 يَعْلَمُ اللهُ مَا يُفَكِّرُ بِهِ النَّاسُ.
يَعْلَمُ أنَّهُمْ لَيْسُوا سِوَى بُخَارٍ!
12 هَنِيئًا لِلإنْسَانِ الَّذِي تُؤَدِّبُهُ يَا اللهُ،
وَتُعَلِّمُهُ تَعَالِيمَكَ.
13 تُهَدِّئُهُ فِي وَقْتِ الضِّيقِ
إلَى أنْ يَفْصِلَ المَوْتُ بَيْنَ الأشْرَارِ وَبَيْنَهُ.
14 لَنْ يَتْرُكَ اللهُ شَعْبَهُ،
أوْ يَهْجُرَ الَّذِينَ لَهُ.
15 سَيَعُودُ العَدلُ وَيَتَحَقَّقُ الإنصَافُ،
وَسَيَرَاهُ كُلُّ مُسْتَقِيمِي القَلْبِ.
16 مَنْ سَيَنْصُرُنِي عَلَى هَؤُلَاءِ الأشْرَارِ؟
مَنْ سَيَتَصَدَّى لِهَؤُلَاءِ المُجرِمِينَ؟
17 لَولَا أنَّ اللهَ هُوَ عَونِي،
لَسَكَنَتْ نَفْسِي سَرِيعًا فِي أرضِ المَوْتِ.
18 حَتَّى عِنْدَمَا ظَنَنتُ أنَّ قَدَمِي سَتَزِلُّ،
سَنَدَتْنِي مَحَبَّةُ اللهِ.
19 قَلِقًا كُنْتُ وَمُضطَرِبًا،
لَكِنَّكَ عَزَّيتَنِي وَفَرَّحتَنِي.
20 أنْتَ لَا تَصْنَعُ تَحَالُفًا مَعَ المَلِكِ الشِّرِّيرِ،
الَّذِي يَسْتَخْدِمُ الشَّرِيعَةَ لِخَلْقِ المَتَاعِبِ.
21 يُهَاجِمُونَ الصَّالِحِينَ،
وَيَدِينُونَ الأبرِيَاءَ وَيَقْتُلُونَهُمْ!
22 لَكِنَّ اللهَ سَيَكُونُ مَلْجَأي المُرْتَفِعَ.
إلَهِي سَيَكُونُ حِصنِي الَّذِي ألُوذُ بِهِ.
23 عَلَى جَرَائِمِهِمْ سَيُعَاقِبُهُمْ،
وَعَلَى سَيِّئَاتِهِمْ سَيُحَطِّمُهُمْ.
اللهُ إلَهُنَا سَيُحَطِّمُهُمْ!
Copyright © 2009, 2016 by Bible League International