Book of Common Prayer
137 هُنَاكَ جَلَسنَا عَلَى ضِفَافِ أنهَارِ بَابِلَ،
تَذَكَّرْنَا صِهْيَوْنَ فَبَكَينَا.
2 وَهُنَاكَ عَلَى صَفصَافِ تِلْكَ المَدِينَةِ
عَلَّقْنَا قَيَاثِيرَنَا.
3 فَهُنَالِكَ طَلَبَ آسِرُونَا مِنَّا أنْ نُنشِدَ القَصَائِدَ،
وَأنْ نُرَنِّمَ تَرَانِيمَ تَسْبِيحٍ بَهِيجَةً.
قَالُوا: «رَنِّمُوا تَرَانِيمَ صِهْيَوْنَ.»
4 فَكَيْفَ لَنَا أنْ نُرَنِّمَ تَرَانِيمَ اللهِ
فِي هَذِهِ الأرْضِ الغَرِيبَةِ؟
5 لِتَنْسَ يَمِينِي كَيْفَ تَعْزِفُ
إنْ نَسِيتُكِ يَا قُدْسُ.
6 لِيَلْتَصِقْ لِسَانِي بِسَقفِ فَمِي
إنْ لَمْ أتَذَكَّرْكِ دَائِمًا،
وَإنْ لَمْ أجعَلِ القُدْسَ مَصدَرَ أكبَرِ فَرَحٍ لِي!
7 وَلَيْتَ اللهَ يَذْكُرُ مَا فَعَلَهُ الأدُومِيُّونَ
يَوْمَ سَقَطَتِ القُدْسُ!
قَالُوا: «اهدِمُوهَا! سَوُّوهَا بِالأرْضِ!»
8 وَأنتِ أيْضًا، يَا بَابِلُ، سَتُدَمَّرِينَ وَتُنهَبِينَ!
مُبَارَكٌ مَنْ يُجَازِيكِ عَلَى مَا فَعَلْتِ بِنَا!
9 مُبَارَكٌ مَنْ يُمْسِكُ بِأطْفَالِكِ
وَيَسْحَقُهُمْ عَلَى الصُّخُورِ!
مَزمُورٌ لِدَاوُد.
144 أُبَارِكُ اللهَ، صَخْرَتِي.
الَّذِي يُدَرِّبُ يَدَيَّ عَلَى القِتَالِ،
وَأصَابِعِي عَلَى الحَرْبِ.
2 هُوَ رَحْمَتِي وَحِصْنِي،
مَلْجَأي وَمُنقِذِي وَتُرسِي.
إلَيْهِ ألجَأُ، فَيَخْضَعُ شَعْبِي تَحْتِي.
3 يَا اللهُ، مَا هُوَ الإنْسَانُ حَتَّى تَهْتَمَّ بِهِ؟
وَمَا هُوَ مَولُودُ البَشَرِ لِكَي تُلَاحِظَهُ؟
4 كَبُخَارٍ هُوَ الإنْسَانُ يَتَبَدَّدُ سَرِيعًا وَيَخْتَفِي.
كَظِلِّ عَابِرٍ حَيَاتُهُ.
5 شُقَّ السَّمَاوَاتِ، يَا اللهُ، وَانزِلْ.
المِسِ الجِبَالَ فَتَتَفَجَّرَ دُخَانًا.
6 اضرِبْ بِالبُرُوقِ أعْدَائِي وَشَتِّتْهُمْ.
أرسِلْ عَلَيْهِمْ سِهَامَ صَوَاعِقِكَ وَأربِكْهُمْ.
7 انزِلْ مِنَ السَّمَاءِ، يَا اللهُ، وَنَجِّنِي!
انشِلْنِي مِنْ هَذِهِ المِيَاهِ القَوِيَّةِ،
مِنْ هَؤُلَاءِ الغُرَبَاءِ خَلِّصْنِي.
8 خَلِّصْنِي مِنْ ذَوِي الوُعُودِ الكَاذِبَةِ،
وَالحَالِفِينَ بِالبَاطِلِ.
9 لَكَ، يَا اللهُ، أُرَنِّمُ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً،[a]
سَأُرَنِّمُ لَكَ عَلَى قِيثَارَتِي بِعَشْرَةِ أوتَارٍ!
10 أنْتَ مَنْ يُخَلِّصُ المُلُوكَ
وَيُنَجِّي عَبدَهُ، دَاوُدَ، مِنْ سَيفِ الأشْرَارِ.
11 فَخَلِّصنِي مِنَ الغُرَبَاءِ
ذَوِي الوُعُودِ الكَاذِبَةِ،
وَالحَالِفِينَ بِالبَاطِلِ.
12 أمَّا نَحْنُ، فَأبْنَاؤنَا يَنْمُونَ فِي شَبَابِهِمْ
كَأشْجَارٍ قَوِيَّةٍ.
وَبَنَاتُنَا كَأعمِدَةِ زَوَايَا
مَنحُوتَةٍ لِبِنَاءِ قَصْرٍ.
13 مَخَازِنُ حُبُوبِنَا مَلآنَةٌ مِنْ كُلِّ صِنفٍ
وَالخِرَافُ فِي حُقُولِنَا أُلوفٌ وَمِئَاتُ الأُلُوفِ.
14 جُنُودُنَا مُسَلَّحُونَ،
وَمَا مِنْ ثَغَرَاتٍ فِي أسوَارِ المَدِينَةِ.
لَا مَنْ يَخْرُجُ إلَى الحَرْبِ،
وَلَا مَنْ يَبْكِي عَلَى فَقِيدٍ فِي شَوَارِعِنَا.
15 هَنِيئًا لِلَّذِينَ يَنْعَمُونَ بِهَذَا.
هَنِيئًا لِلَّذِينَ إلَهُهُمْ هُوَ يهوه.[b]
الجُزْءُ الثَّانِي
(المَزَامِيرُ 42-72)
لقَائد المُرَنِّمِين. قَصِيدَةٌ لِأبْنَاءِ قُورَح.
42 إلَيْكَ أتُوقُ يَا اللهُ
تَوْقَ الغَزَالِ إلَى جَدوَلِ مَاءٍ بَارِدٍ.
2 نَفْسِي عَطْشَى إلَى اللهِ، الإلَهِ الحَيِّ!
فَمَتَى أذْهَبُ ثَانِيَةً إلَى الهَيْكَلِ لِألتَقِيَ اللهَ؟
3 دُمُوعِي صَارَتْ طَعَامِي الَّذِي أتَنَاوَلُهُ لَيلَ نَهَارٍ،
إذْ يَسألُونَنِي كُلَّ الوَقْتِ: «أيْنَ إلَهُكَ؟»
4 يَنْكَسِرُ قَلْبِي حِينَ أتَذَكَّرُ ذَلِكَ.
أتَذَكَّرُ مُرُورِي مِنْ بَيْنِ الجُمُوعِ لِأقُودَ المَوكِبَ
إلَى بَيْتِ اللهِ،
وَأنَا أسمَعُ تَسَابِيحَ الفَرَحِ مِنْ جُمُوعِ الحُجَّاجِ المُحتَفِلِينَ.
5 لِمَاذَا أنْتِ حَزِينَةٌ وَمُضطَرِبَةٌ يَا نَفْسِي؟
ثِقِي بِاللهِ وَانْتَظِرِيهِ،
لِأنِّي سَأحمَدُهُ مِنْ جَدِيدٍ،
فَفِي حَضرَتِهِ خَلَاصِي.
6 نَفْسِي كَئِيبَةٌ يَا إلَهِي،
لِذَلِكَ أتَذَكَّرَكَ مِنْ هَذَا المَكَانِ.
مِنْ عَلَى هَذِهِ التَّلَّةِ الصَّغِيرَةِ،[a]
حَيْثُ تَلْتَقِي جِبَالُ حَرْمُونَ بِأرْضِ نَهْرِ الأُرْدُنِّ.
7 مَوْجَةً فِي إثرِ مَوْجَةٍ
تَخْتَلِطُ أصوَاتُهَا بِصَوْتِ شَلَّالَاتِكَ،
تَنْدَفِعُ تَيَّارَاتُكَ وَأموَاجُكَ لِتَتَكَسَّرَ عَلَى رَأسِي.
8 لِيُظهِرِ اللهُ مَحَبَّتَهُ نَهَارًا
لِأُغَنِّي لَهُ لَيْلًا،
مُصَلِّيًا لِإلَهِ حَيَاتِي.
9 وَأقُولُ للهِ الَّذِي هُوَ صَخرَتِي:
«لِمَاذَا نَسِيتَنِي؟
لِمَاذَا عَلَيَّ أنْ أتَحَمَّلَ قَسوَةَ عَدُوِّي؟»
10 يُهِينُنِي خُصُومِي،
وَعِظَامِي يَسْحَقُونَ.
يَسألُونَنِي كُلَّ الوَقْتِ: «أيْنَ إلَهُكَ؟»
11 لِمَاذَا أنْتِ حَزِينَةٌ
وَمُضطَرِبَةٌ يَا نَفْسِي؟
ثِقِي بِاللهِ،
لِأنِّي سَأحمَدُهُ مِنْ جَدِيدٍ،
فَفِي حَضرَتِهِ خَلَاصِي.
43 كُنْتَ أنْتَ يَا اللهُ المُدَافِعَ عَنِّي،
نَجِّنِي مِنَ الأشْرَارِ،
وَمِنَ المُخَادِعِ الشِّرِّيرِ أنْجِدنِي.
2 لِأنَّكَ أنْتَ إلَهِي وَحِصنِي.
فَلِمَاذَا تَتْرُكُنِي؟
لِمَاذَا أعِيشُ فِي حُزْنٍ؟
لِمَاذَا عَلَيَّ أنْ أحتَمِلَ مُضَايَقَةَ عَدُوِّي؟
3 أرِنِي نُورَكَ وَخَلَاصَكَ،
وَهُمَا يَهْدِيَانَنِي،
وَيَأْتِيَانِ بِي إلَى مَسْكَنِكَ عَلَى جَبَلِكَ المُقَدَّسِ.
4 عِنْدَ ذَلِكَ، أقتَرِبُ مِنْ مَذْبَحِ اللهِ.
أقْتَرِبُ مِنَ اللهِ الَّذِي هُوَ فَرَحِي الغَامِرُ،
فَأُسَبِّحُكَ يَا اللهُ،
أُسَبِّحُكَ بِقِيثَارٍ يَا إلَهِي.
5 لِمَاذَا أنْتِ حَزِينَةٌ
وَمُضطَرِبَةٌ يَا نَفْسِي؟
ثِقِي بِاللهِ
لِأنِّي سَأحمَدُهُ مِنْ جَدِيدٍ،
فَفِي حَضرَتِهِ خَلَاصِي.
27 يَقُولُ اللهُ: «سَتَأْتِي أيَّامٌ حِينَ أعُودُ أزرَعُ بَيْتَ إسْرَائِيلَ وَبَيْتَ يَهُوذَا بِأُنَاسٍ وَحَيَوَانَاتٍ أكْثَرَ. 28 وَكَمَا أنِّي سَهِرْتُ عَلَى اقتِلَاعِهِمْ مِنْ جُذُورِهِمْ وَعَلَى هَدمِهِمْ وَإهلَاكِهِمْ وَتَدْمِيرِهِمْ وَجَلْبِ الشَّرِّ عَلَيْهِمْ، هَكَذَا سَأسْهَرُ عَلَى غَرسِهِمْ مِنْ جَدِيدٍ،» يَقُولُ اللهُ.
29 «فِي تِلْكَ الأيَّامِ، لَنْ يَقُولَ النَّاسُ فِيمَا بَعْدُ:
‹الآبَاءُ يأكُلُونَ الحُصرُمَ،
وَالأبْنَاءُ يُضرِسُونَ.›[a]
30 بَلْ سَيَمُوتُ كُلُّ وَاحِدٍ بِسَبَبِ خَطِيَّتِهِ، وَكُلُّ إنْسَانٍ يَأْكُلُ الحُصرُمَ سَتُضرِسُ أسنَانُهُ.»
العَهْدُ الجَدِيد
31 «هَا تَأْتِي أيَّامٌ، يَقُولُ اللهُ، حِينَ أقطَعُ عَهْدًا جَدِيدًا مَعَ بَنِي إسْرَائِيلَ وَمَعَ بَنِي يَهُوذَا. 32 لَنْ يَكُونَ كَالعَهْدِ الَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ عِنْدَمَا أمسَكْتُهُمْ بِيَدِهِمْ لِأُخرِجَهُمْ مِنْ مِصْرٍ. وَلَنْ يَكُونَ كَعَهْدِي الَّذِي نَقَضُوهُ، مَعَ أنِّي كُنْتُ سَيِّدَهُمْ،» يَقُولُ اللهُ.
33 «لَكِنْ وَهَذَا هُوَ العَهْدُ الَّذِي سَأقطَعُهُ مَعَ بَنِي إسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأيَّامِ، يَقُولُ اللهُ: سَأزرَعُ شَرِيعَتِي فِي دَاخِلِهِمْ وَسَأكتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ. سَأكُونُ إلَهَهُمْ، وَهُمْ سَيَكُونُونَ شَعْبِي.
34 «وَلَنْ تَكُونَ هُنَاكَ حَاجَةٌ فِيمَا بَعْدُ لِأنْ يُعَلِّمَ أحَدٌ قَرِيبَهُ وَيَقولَ لَهُ: ‹اعرِفِ اللهَ.› إذْ سَيَعْرِفُونَنِي جَمِيعًا، مِنْ صَغِيرِهِمْ إلَى كَبِيرِهِمْ، يَقُولُ اللهُ. لِأنِّي سَأغفِرُ إثمَهُمْ، وَلَنْ أعُودَ أذكُرُ خَطِيَّتَهُمْ.»
25 أيُّهَا الإخْوَةُ، لَا أُرِيدُكُمْ أنْ تَجْهَلُوا هَذِهِ الحَقِيقَةَ العَمِيقَةَ، لِئَلَّا تَتَوَهَّمُوا أنَّكُمْ تَعْرِفونَ كُلَّ شَيءٍ: لَقَدْ تَقَسَّى بَعْضُ بَنِي إسْرَائِيلَ، وَسَيَسْتَمِرُّ هَذَا الحَالُ إلَى أنْ يَدْخُلَ العَدَدُ الكَامِلُ مِنْ بَقيَّةِ الأُمَمِ فِي عَائِلَةِ اللهِ. 26 حِينَئِذٍ، سَيَخْلُصُ بَنُو إسْرَائِيلَ كُلُّهُمْ. وَكَمَا يَقُولُ الكِتَابُ:
«سَيَخْرُجُ مِنْ صِهْيَوْنَ مُنقِذٌ،
وَسَيُزِيلُ مِنْ عَائِلَةِ يَعْقُوبَ كُلَّ عِصيَانٍ.
27 وَهَذَا هُوَ عَهْدِي مَعَهُمْ عِنْدَمَا أُزِيلُ خَطَايَاهُمْ.»[a]
28 فَمِنْ نَاحِيَةِ البِشَارَةِ الَّتِي يَرْفُضُونَهَا هُمْ أعْدَاءٌ للهِ. وَهَذَا لِمَصلَحَتِكُمْ. أمَّا مِنْ نَاحِيَةِ اختِيَارِ اللهِ لَهُمْ، فَإنَّهُمْ مَحبُوبُونَ بَسَبَبِ وُعُودِ اللهِ لِلآبَاءِ. 29 لِأنَّ اللهَ لَا يَتَرَاجَعُ عَنْ عَطَايَاهُ وَدَعوَتِهِ. 30 وَحَالُكُمْ شَبِيهٌ بِحَالِهِمْ. فَقَدْ كُنْتُمْ فِيمَا مَضَى عَاصِينَ للهِ، لَكِنَّكُمْ رُحِمْتُمْ بِسَبَبِ عِصيَانِهِمْ. 31 وَهَكَذَا عَصَوْا هُمْ أيْضًا اللهَ بِسَبَبِ رَحمَةِ اللهِ لَكُمْ، لِكَي يُرحَمُوا هُمْ أيْضًا. 32 فَقَدْ حَجَزَ اللهُ البَشَرَ جَمِيعًا فِي سِجنِ العِصيَانِ، لِكَي يَرْحَمَ الجَمِيعُ.
تَسْبِيحٌ للهِ
33 فَمَا أغنَى اللهَ فِي الرَّحمَةِ! وَمَا أعمَقَ حِكمَتَهُ وَمَعْرِفَتَهُ! مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَطِيعُ أنْ يَتَخَيَّلَ عُمْقَ أحكَامِهِ، أوْ أنْ يَسْتَوْعِبَ طُرُقَهُ؟ 34 فَكَمَا يَقُولُ الكِتَابُ:
«مَنْ ذَا الَّذِي يَعْرِفُ فِكرَ الرَّبِّ،
أمْ مَنْ ذَا الَّذِي يُمْكِنُ أنْ يَكُونَ لَهُ مُشِيرًا؟»[b]
35 «وَمَنْ ذَا الَّذِي أعطَىْ اللهَ شَيْئًا،
حَتَّى يَرُدَّ لَهُ اللهُ دَينَهُ؟»[c]
36 فَكُلُّ الأشْيَاءِ هِيَ مِنْهُ وَبِهِ وَلَهُ. لَهُ المَجْدُ إلَى الأبَدِ! آمِين.
بَكَى يَسُوع
28 وَبَعْدَ أنْ قَالَتْ هَذَا، ذَهَبَتْ وَنَادَتْ أُختَهَا مَرْيَمَ وَقَالَتْ لَهَا سِرًّا: «المُعَلِّمُ هُنَا، وَهُوَ يَسْألُ عَنْكِ.» 29 فَلَمَّا سَمِعَتْ مَرْيَمُ هَذَا، قَامَتْ مُسْرِعَةً وَذَهَبَتْ إلَيْهِ. 30 وَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ قَدْ دَخَلَ القَرْيَةَ بَعْدُ، بَلْ كَانَ مَا يَزَالُ فِي المَكَانِ الَّذِي لَاقَتْهُ فِيهِ مَرْثَا. 31 وَكَانَ بَعْضُ اليَهُودِ مَعَ مَرْيَمَ فِي البَيْتِ يُعَزُّونَهَا. فَلَمَّا رَأوْا أنَّهَا قَامَتْ وَخَرَجَتْ مِنَ البَيْتِ مُسْرِعَةً، لَحِقُوا بِهَا. فَقَدْ ظَنُّوا أنَّهَا ذَاهِبَةٌ إلَى القَبْرِ لِتَبْكِيَ هُنَاكَ. 32 وَحِينَ وَصَلَتْ مَرْيَمُ إلَى حَيْثُ كَانَ يَسُوعُ وَرَأتْهُ، وَقَعَتْ عِنْدَ قَدَمَيهِ وَقَالَتْ لَهُ: «لَوْ كُنْتَ هُنَا يَا سَيِّدُ لَمَا مَاتَ أخِي.»
33 فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي هِيَ وَاليَهُودُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَهَا، تَأثَّرَ فِي رُوحِهِ وَتَضَايَقَ.
34 ثُمَّ قَالَ: «أيْنَ دَفَنْتُمُوهُ؟»
فَقَالُوا لَهُ: «تَعَالَ وَانْظُرْ يَا سَيِّدُ.»
35 فَبَكَى يَسُوعُ.
36 فَقَالَ بَعْضُ اليَهُودِ: «انْظُرُوا كَمْ كَانَ يُحِبُّهُ!»
37 وَقَالَ بَعْضُهُمْ: «أمَا كَانَ بِإمْكَانِ الَّذِي أعْطَى الأعمَى بَصَرًا أنْ يَحْفَظَ لِعَازَرَ مِنَ المَوْتِ؟» فَتَأثَّرَ يَسُوعُ فِي نَفْسِهِ ثَانِيَةً.
يَسُوعُ يُحيِي لِعَازَر
38 ثُمَّ اقْتَرَبَ مِنَ القَبْرِ، وَكَانَ القَبْرُ مَغَارَةً تَسُدُّ بَابَهَا صَخْرَةٌ. 39 فَقَالَ يَسُوعُ: «أزِيحُوا هَذِهِ الصَّخْرَةَ.»
فَقَالَتْ مَرْثَا أُختُ المَيِّتِ: «سَتَكُونُ رَائِحَتُهُ كَرِيهَةً يَا سَيِّدُ، فَقَدْ مَضَتْ عَلَيْهِ أرْبَعَةُ أيَّامٍ.»
40 فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «ألَمْ أقُلْ لَكِ إنْ آمَنْتِ فَسَتَرَينَ مَجْدَ اللهِ؟»
41 ثُمَّ أزَاحُوا الصَّخْرَةَ، فَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ وَقَالَ: «أيُّهَا الآبُ، أشْكُرُكَ لِأنَّكَ سَمِعْتَ لِي. 42 وَأنَا أعْرِفُ أنَّكَ دَائِمًا تَسْمَعُ لِي، لَكِنِّي تَكَلَّمْتُ مِنْ أجْلِ هَؤُلَاءِ النَّاسِ لِكَي يُؤمِنُوا بِأنَّكَ أنْتَ أرْسَلْتَنِي.» 43 وَبَعْدَ أنْ قَالَ هَذَا، نَادَى بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ: «يَا لِعَازَرُ، اخرُجْ!» 44 فَخَرَجَ المَيِّتُ وَقَدْ رُبِطَتْ يَدَاهُ وَرِجلَاهُ بِقُمَاشِ الأكفَانِ، وَكَانَ وَجْهُهُ مَلْفُوفًا بِمِنْدِيلٍ.
فَقَالَ يَسُوعُ: «حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ.»
اليَهُودُ يُرْفُضُونَ أنْ يُؤمِنُوا بِيَسُوع
37 صَنَعَ يَسُوعُ كُلَّ هَذِهِ المُعجِزَاتِ أمَامَهُمْ. لَكِنَّهُمْ كَانُوا يَرْفُضُونَ أنْ يُؤمِنُوا بِهِ. 38 فَصَحَّ فِيهِمْ قَولُ النَّبِيِّ إشَعْيَاءَ:
«يَا رَبُّ،
مَنِ الَّذِي صَدَّقَ رِسَالَتَنَا،
وَلِمَنْ أُظهِرَتْ قُوَّةُ الرَّبِّ؟»[a]
39 وَلَمْ يَكُنْ بِإمكَانِهِمْ أنْ يُؤمِنُوا، فَإشَعْيَاءُ قَالَ أيْضًا:
40 «قَدْ أعْمَى اللهُ عُيُونَهُمْ،
وَقَسَّى قُلُوبَهُمْ.
فَلَا يَقْدِرُونَ أنْ يُبصِرُوا بِعُيُونِهِمْ،
وَلَا أنْ يَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِمْ،
لِكَيْ لَا يَرْجِعُوا إلَيَّ فَأَشْفِيَهُمْ.»[b]
41 قَالَ إشَعْيَاءُ هَذَا لِأنَّهُ رَأى مَجْدَ يَسُوعَ وَتَحَدَّثَ عَنْهُ.
42 وَمَعَ ذَلِكَ، كَانَ هُنَاكَ كَثِيرُونَ قَدْ آمَنُوا بِهِ مِنْ قَادَةِ اليَهُودِ. لَكِنَّهُمْ لَمْ يُجَاهِرُوا بِإيمَانِهِمْ خَوْفًا مِنَ الفِرِّيسِيِّينَ، لِأنَّهُمْ كَانُوا يَخَافُونَ أنْ يُحرَمُوا مِنْ دُخُولِ المَجْمَعِ. 43 فَقَدْ كَانُوا يُحِبُّونَ إكرَامَ النَّاسِ لَهُمْ أكْثَرَ مِنْ إكرَامِ اللهِ.
تَعْلِيمُ يَسُوعَ سَيَحْكُمُ عَلَى العَالَم
44 وَقَالَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ: «مَنْ يُؤمِنُ بِي، فَإنَّهُ لَا يُؤمِنُ بِي أنَا، بَلْ يُؤمِنُ بِذَاكَ الَّذِي أرْسَلَنِي. 45 وَمَنْ يَرَانِي يَرَى ذَاكَ الَّذِي أرْسَلَنِي. 46 لَقَدْ جِئْتُ نُورًا لِلعَالَمِ، فَكُلُّ مَنْ يُؤمِنُ بِي لَا يَبْقَى فِي الظُّلْمَةِ.
47 «إنْ سَمِعَ أحَدٌ كَلَامِي وَلَمْ يُطِعْهُ، فَإنِّي لَا أحْكُمُ عَلَيْهِ. فَأنَا لَمْ آتِ لِكَي أحْكُمَ عَلَى العَالَمِ، بَلْ جِئْتُ لِأُخَلِّصَ العَالَمَ. 48 وَمَنْ يَرْفُضُنِي وَيَرْفُضُ أنْ يَقْبَلَ كَلَامِي، فَهُنَاكَ مَا يَحْكُمُ عَلَيْهِ: الرِّسَالَةُ الَّتِي عَلَّمْتُهَا هِيَ الَّتِي سَتَحْكُمُ عَلَيْهِ فِي اليَوْمِ الأخِيرِ. 49 فَأنَا لَمْ أتَكَلَّمْ مِنْ عِندِي، بَلِ الآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أرْسَلَنِي هُوَ الَّذِي أوصَانِي بِمَا أقُولُ وَبِمَا أتَكَلَّمُ. 50 وَأنَا أعْلَمُ أنَّ وَصِيَّتَهُ تُؤَدِّي إلَى الحَيَاةِ الأبَدِيَّةِ. فَمَا أتَكَلَّمُ بِهِ الآنَ، إنَّمَا أتَكَلَّمُ بِهِ كَمَا تَكَلَّمَ بِهِ الآبُ إلَيَّ.»
Copyright © 2009, 2016 by Bible League International