Chronological
شَاوُلُ يَبْحَثُ عَنْ حَمِيرِ أبِيه
9 وَكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ اسْمُهُ قَيْسٌ، مِنْ وُجَهَاءِ قَبِيلَةِ بَنْيَامِينَ. وَقَيْسٌ هُوَ ابْنُ أبِيئِيلَ بْنِ صَرُورَ بْنِ بَكُورَةَ بْنِ أفِيحَ. 2 وَكَانَ لِقَيْسٍ ابنٌ اسْمُهُ شَاوُلُ. وَهُوَ شَابٌّ وَسِيمٌ. بَلْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ مَنْ هُوَ أكْثَرُ وَسَامَةً مِنْ شَاوُلَ. وَلَمْ يَكُنْ فِي إسْرَائِيلَ رَجُلٌ أطوَلُ مِنْهُ. فَكَانَ أطوَلُهُمْ يَصِلُ إلَى كَتِفِهِ.
3 وَذَاتَ يَوْمٍ ضَاعَتْ حَمِيرُ قَيْسٍ. فَقَالَ قَيْسٌ لِابْنِهِ شَاوُلَ: «خُذْ خَادِمًا وَابْحَثْ عَنِ الحَمِيرِ.» 4 فَذَهَبَ شَاوُلُ يَبْحَثُ عَنِ الحَمِيرِ. فَاجْتَازَ تِلَالَ أفْرَايِمَ. ثُمَّ اجْتَازَ المِنْطَقَةَ المُحِيطَةَ بِأرْضِ شَلِيشَةَ، لَكِنَّهُمَا لَمْ يَعْثُرَا عَلَى الحَمِيرِ. فَذَهَبَ إلَى المِنْطَقَةِ المُحِيطَةِ بِأرْضِ شَعَلِيمَ، فَلَمْ يَكُنْ لَهَا أثَرٌ هُنَاكَ. فَاجْتَازَ أرْضَ بَنْيَامِينَ وَلَمْ يَعْثُرَا عَلَيْهَا. 5 وَأخِيرًا وَصَلَ شَاوُلُ وَخَادِمُهُ إلَى مِنْطَقَةِ صُوفٍ، فَقَالَ شَاوُلُ لِخَادِمِهِ: «لِنَرْجِعْ. فَأنَا أخشَى أنْ لَا يَقْلَقَ أبِي عَلَى الحَمِيرِ بَعْدُ، وَأنْ يَبْدَأ بِالقَلَقِ عَلَيْنَا.»
6 لَكِنَّ الخَادِمَ قَالَ: «رَجُلُ اللهِ فِي هَذِهِ المَدِينَةِ. وَالنَّاسُ يُكْرِمُونَهُ. وَكُلُّ مَا يَقُولُهُ يَتَحَقَّقُ. فَلْنَدخُلْ إلَى المَدِينَةِ. فَرُبَّمَا يُوَجِّهُنَا رَجُلُ اللهِ إلَى حَيْثُ يَنْبَغِي أنْ نَذهَبَ مِنْ هُنَا.»
7 فَقَالَ شَاوُلُ لِخَادِمِهِ: «لِنَفتَرِضْ أنَّنَا ذَهَبْنَا إليه، فَمَاذَا يُمكِنُنَا أنْ نُقَدِّمَ لَهُ؟ إذْ لَا يُوجَدُ مَعَنَا مَا نُهدِيهِ لِرَجُلِ اللهِ. فَحَتَّى الطَّعَامُ الَّذِي فِي أكْيَاسِنَا نَفِدَ. فَمَاذَا نُقَدِّمُ لَهُ؟»
8 فَعَادَ الخَادِمُ وَقَالَ لِشَاوُلَ: «اسْمَعْ، مَعِي رُبْعُ مِثْقَالٍ مِنَ الفِضَّةِ. فَلنُعطِهِ لِرَجُلِ اللهِ. حِينَئِذِ سَيُخبِرُنَا أيْنَ نَذهَبُ.» 9 – كَانَ النَّبِيُّ يُدْعَى «رَائِيًا» فِيمَا مَضَى، فَإنْ أرَادَ أحَدٌ مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ أنْ يَسألَ اللهَ فِي أمْرٍ مَا، كَانَ يَقُولُ «هَيَّا وَلْنَذْهَبْ إلَى الرَّائِي.» – 10 فَقَالَ شَاوُلُ لِخَادِمِهِ: «هَذِهِ فِكرَةٌ حَسَنَةٌ. لِنَذهَبْ.» فَذَهَبَا إلَى المَدِينَةِ حَيْثُ رَجُلُ اللهِ. 11 وَبينَمَا هُمَا يَصْعَدَانِ التَّلَّةَ نَحْوَ المَدِينَةِ، قَابَلَا فَتَيَاتٍ ذَاهِبَاتٍ لِاستِقَاءِ المَاءِ. فَسَألَهُنَّ شَاوُلُ: «هَلِ الرَّائِي هُنَا؟»
12 فَأجَابَتِ الفَتَيَاتُ: «نَعَمْ. الرَّائِي هُنَا. فَهُوَ فِي الطَّرِيقِ أمَامَكُمَا. أسْرِعَا. فَقَدْ جَاءَ اليَوْمَ إلَى المَدِينَةِ، وَبَعْضُ النَّاسِ اجْتَمَعُوا اليَوْمَ لِلِاشتِرَاكِ فِي ذَبِيحَةِ سَلَامَةٍ فِي مَكَانِ العِبَادَةِ. 13 فَادْخُلَا المَدِينَةَ وَسَتَجِدَانِهِ. فَإنْ أسرَعتُمَا، سَتَتَمَكَّنَانِ مِنَ اللَّحَاقِ بِهِ قَبْلَ أنْ يَصْعَدَ إلَى مَكَانِ العِبَادَةِ. فَلَنْ يَبْدَأ المَدْعُوُّونَ بتَنَاوُلِ الطَّعَامِ إلَى أنْ يَصِلَ وَيُبَارِكَ الذَّبِيحَةَ. أسرِعَا، فَتَجِدَا الرَّائِي.»
14 فَوَاصَلَا صُعُودَ التَّلَّةِ إلَى المَدِينَةِ. وَعِنْدَ دُخُولِهِمَا المَدِينَةَ، رَأيَا صَمُوئِيلَ خَارِجًا مِنْهَا، وَمُقْبِلًا نَحوَهُمَا فِي طَرِيقِهِ إلَى مَكَانِ العِبَادَةِ.
15 وَكَانَ اللهُ قَدْ أعْلَنَ لِصَمُوئِيلَ فِي اليَوْمِ السَّابِقِ مَا يَلِي: 16 «فِي مِثْلِ هَذَا الوَقْتِ مِنْ يَوْمِ غَدٍ سَأُرْسِلُ إلَيْكَ رَجُلًا مِنْ قَبِيلَةِ بَنْيَامِينَ. فَامْسَحْهُ بِالزَّيْتِ رَئِيسًا جَدِيدًا لِشَعْبِي إسْرَائِيلَ. وَهُوَ سَيُخَلِّصُ شَعْبِي مِنَ الفِلِسْطِيِّينَ. فَقَدْ رَأيْتُ مُعَانَاةَ شَعْبِي، وَسَمِعتُ صَرَخَاتِ استِغَاثَتِهِمْ.»
17 فَلَمَّا رَأى صَمُوئِيلُ شَاوُلَ، قَالَ اللهُ لِصَمُوئِيلَ: «هَذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي أخبَرتُكَ عَنْهُ. وَهُوَ الَّذِي سَيَحْكُمُ شَعْبِي.»
18 فَتَقَدَّمَ شَاوُلُ إلَى صَمُوئِيلَ قُرْبَ البَوَّابَةِ وَسَألَهُ: «أيْنَ بَيْتُ الرَّائِي مِنْ فَضْلِكَ؟»
19 فَأجَابَ صَمُوئِيلُ: «أنَا الرَّائِي، فَأكمِلْ صُعُودَ التَّلَّةِ، وَاسْبِقنِي إلَى مَكَانِ العِبَادَةِ. وَسَتَأْكُلُ أنْتَ وَخَادِمُكَ اليَوْمَ مَعِي. وَفِي الغَدِ تَعَودَانِ إلَى بَيْتِكُمَا. وَسَأُجِيبُكَ عَنْ كُلِّ أسئِلَتِكَ. 20 أمَّا الحَمِيرُ الضَّائِعَةُ مُنْذُ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ، فَلَا تَقْلَقْ عَلَيْهَا، فَقَدْ تَمَّ العُثُورُ عَلَيْهَا. ألَيْسَ كُلُّ جَمِيلٍ وَمَرْغُوبٍ فِي إسْرَائِيلَ هُوَ لَكَ وَلِبَيْتِ أبيكَ.»
21 فَأجَابَ شَاوُلُ: «لَكِنْ مَا أنَا إلَّا فَرْدٌ عَادِيٌّ فِي قَبِيلَةِ بَنْيَامِينَ. وَهِيَ أصغَرُ العَشَائِرِ فِي إسْرَائِيلَ. وَعَائِلَتِي هِيَ الأصغَرُ فِي قَبِيلَةِ بَنْيَامِينَ. فَلِمَاذَا تَقُولُ هَذَا؟» 22 ثُمَّ أخَذَ صَمُوئِيلُ شَاوُلَ وَخَادِمَهُ إلَى المَكَانِ المُخَصَّصِ لِتَنَاوُلِ الطَّعَامِ. وَكَانَ نَحْوَ ثَلَاثِينَ شَخْصًا قَدْ دُعِيُوا لِلأكلِ مَعًا وَالِاشتِرَاكِ فِي الذَّبِيحَةِ. فَأفرَدَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ وَخَادِمِهِ صَدْرَ المَكَانِ. 23 وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِلطَّبَّاخِ: «أعْطِنِي حِصَّةَ اللَّحْمِ الَّتِي طَلَبتُ إلَيْكَ الِاحتِفَاظَ بِهَا.»
24 فَجَلَبَ الطَّبَّاخُ الفَخْذَ وَوَضَعَهَا عَلَى المَائِدَةِ أمَامَ شَاوُلَ. فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «كُلِ اللَّحْمَ المَوضُوعَ أمَامَكَ. فَقَدِ احتَفَظتُ بِهِ لَكَ فِي هَذِهِ المُنَاسَبَةِ الَّتِي دَعَوتُ فِيهَا الشَّعْبَ لِلِاجْتِمَاعِ مَعًا.» فَأكَلَ شَاوُلُ مَعَ صَمُوئِيلَ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ.
25 وَبَعْدَ أنِ انتَهَوْا مِنْ تَنَاوُلِ الطَّعَامِ، نَزَلُوا مِنْ مَكَانِ العِبَادَةِ وَرَجِعُوا إلَى المَدِينَةِ. وَفَرَشَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ عَلَى السَّطحِ، فَنَامَ شَاوُلُ هُنَاكَ. 26 وَفِي الصَّبَاحِ البَاكِرِ نَادَى صَمُوئِيلُ عَلَى شَاوُلَ عَلَى السَّطحِ وَقَالَ لَهُ: «انْهَضْ لِكَي أُرْسِلَكَ فِي طَرِيقِكَ.» فَنَهَضَ شَاوُلُ وَخَرَجَ مِنَ البَيْتِ مَعَ صَمُوئِيلَ.
27 وَكَانَ شَاوُلُ وَخَادِمُهُ وَصَمُوئِيلُ يَمْشُونَ مَعًا عِنْدَ طَرَفِ المَدِينَةِ، فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «اطلُبْ إلَى خَادِمِكَ أنْ يَسْبِقَنَا، فَلَدَيَّ رِسَالَةٌ مِنَ اللهِ إلَيْكَ.» فَسَبَقَهُمَا الخَادِمُ.
صَمُوئِيلُ يَمْسَحُ شَاوُل
10 وَأخَذَ صَمُوئِيلُ قِنِّينَةً فِيهَا زَيْتٌ خَاصٌّ، وَسَكَبَ الزَّيْتَ عَلَى رَأسِ شَاوُلَ، وَقَبَّلَهُ. وَقَالَ لَهُ: «قَدْ مَسَحَكَ اللهُ رَئِيسًا عَلَى الشَّعْبِ الَّذِي هُوَ مُلكٌ للهِ. وَسَتَحْكُمُ شَعْبَهُ. وَسَتُخَلِّصُهُمْ مِنَ الأعْدَاءِ المُحِيطِينَ بِهِ. مَسَحَكَ لِتَكُونَ رَئِيسًا عَلَى شَعْبِهِ. وَهَذِهِ عَلَامَةٌ عَلَى أنَّ هَذَا الأمْرَ سَيَتَحَقَّقُ. 2 بَعْدَ أنْ تَتْرُكَنِي اليَوْمَ، سَتُقَابِلُ رَجُلَينِ قُرْبَ قَبرِ رَاحِيلَ عَلَى حُدُودِ بَنْيَامِينَ فِي صَلْصَحَ. وَسَيَقُولَانِ لَكَ: ‹وَجَدَ أحَدُهُمُ الحَمِيرَ الَّتِي تَبْحَثُ عَنْهَا. فَلَمْ يَعُدْ أبُوكَ قَلِقًا عَلَى الحَمِيرِ، بَلْ عَلَيْكَ أنْتَ. فَهُوَ يَسألُ مَاذَا حَدَثَ لِابْنِي؟›»
3 وَقَالَ صَمُوئِيلُ: «وَبَعْدَ ذَلِكَ سَتَمْضِي فِي طَرِيقِكَ إلَى أنْ تَصِلَ بَلُّوطَةً كَبِيرَةً فِي تَابُورَ. وَسَيُصَادِفُكَ هُنَاكَ ثَلَاثَةُ رِجَالٍ فِي طَرِيقِهِمْ لِعِبَادَةِ اللهِ فِي بَيْتِ إيلَ. وَسَيَكُونُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ حَامِلًا ثَلَاثَةَ تُيُوسٍ، وَالثَّانِي ثَلَاثَةَ أرغِفَةٍ مِنَ الخُبْزِ، وَالثَّالِثُ زُجَاجَةَ نَبِيذٍ. 4 وَسَيُلقِي الرِّجَالُ الثَّلَاثَةُ هَؤُلَاءِ التَّحِيَّةَ عَلَيْكَ. وَسَيَعْرِضُونَ عَلَيْكَ رَغِيفَي خُبْزٍ، فَخُذْهُمَا مِنْهُمْ. 5 وَبَعْدَ ذَلِكَ سَتَذْهَبُ إلَى جِبْعَةِ إيلُوهِيمَ، حَيْثُ يُوجَدُ حِصنٌ فِلِسْطِيٌّ. وَعِنْدَمَا تَصِلُ إلَى تِلْكَ المَدِينَةِ، سَتُلَاقِي مَجمُوعَةً مِنَ الأنْبِيَاءِ نَازِلِينَ مِنْ مَكَانِ العِبَادَةِ. وَسَيَتَنَبَّأُونَ وَهُمْ يَعْزِفُونَ عَلَى القَيَاثِيرِ وَالصُّنُوجِ وَالنَّايَاتِ وَالرَّبَابَاتِ. 6 حِينَئِذٍ، سَيَحِلُّ رُوحُ اللهِ عَلَيْكَ بِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ، فَتَتَغَيَّرُ وَتَصِيرُ إنْسَانًا جَدِيدًا. وَسَتَبْدَأُ تَتَنَبَّأُ مَعَ هَؤُلَاءِ الأنْبِيَاءِ. 7 بَعْدَ ذَلِكَ، افْعَلْ كَمَا تَشَاءُ لِأنَّ اللهَ سَيَكُونُ مَعَكَ.
8 «اذْهَبْ إلَى الجِلجَالِ قَبلِي. وَسَألحَقُ بِكَ إلَى هُنَاكَ لِأُقَدِّمَ ذَبَائِحَ صَاعِدَةً وَذَبَائِحَ شَرِكَةٍ. لَكِنْ يَنْبَغِي أنْ تَمْكُثَ سَبْعَةَ أيَّامٍ. وَبَعْدَ ذَلِكَ سَآتِي وَأُخبِرُكَ بِمَا يَنبغِي أنْ تَفْعَلَ.»
شَاوُلُ بَيْنَ الأنْبِيَاء
9 فَلَمَّا استَدَارَ شَاوُلُ لِيَمْضِيَ مِنْ عِندِ صَمُوئِيلَ، تَغَيَّرَ قَلْبُ شَاوُلَ وَصَارَ إنْسَانًا جَدِيدًا. حَدَثَتْ هَذِهِ الأُمُورُ كُلُّهَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ. 10 فَذَهَبَ شَاوُلُ وَخَادِمُهُ إلَى جِبْعَةِ إيلُوهِيمَ. وَفِي ذَلِكَ المَكَانِ تَلَاقَى مَعَ مَجمُوعَةٍ مِنَ الأنْبِيَاءِ. وَتَمَلَّكَهُ رُوحُ اللهِ، فَتَنَبَّأَ شَاوُلُ مَعَ الأنْبِيَاءِ. 11 فَرَآهُ بَعْضُ النَّاسِ وَهُوَ يَتَنَبَّأُ – وَكَانُوا يَعْرِفُونَ مَنْ هُوَ – فَسَألَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا: «مَاذَا جَرَى لِابْنِ قَيْسٍ؟ أشَاوُلُ أيْضًا بَيْنَ الأنْبِيَاءِ؟»
12 فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ جِبْعَةَ: «نَعَمْ، وَيَبْدُو أنَّهُ قَائِدُهُمْ.»[a] فَصَارَ هَذَا مَثَلًا: «أشَاوُلُ أيْضًا بَيْنَ الأنْبِيَاءِ؟»
شَاوُلُ يَصِلُ إلَى بَيْتِه
13 وَبَعَدَ أنِ انْتَهَى شَاوُلُ مِنَ التَّنَبُّؤِ، ذَهَبَ إلَى مَكَانِ العِبَادَةِ. 14 فَسَألَهُ عَمُّهُ وَسألَ خَادِمَهُ: «أيْنَ كُنْتُمَا؟» فَقَالَ شَاوُلُ: «كُنَّا نَبحَثُ عَنِ الحَمِيرِ. وَعِنْدَمَا لَمْ نَجِدهُا، ذَهَبْنَا لِرُؤيَةِ صَمُوئِيلَ.»
15 فَقَالَ عَمُّهُ: «أخْبِرنِي مَاذَا قَالَ لَكُمَا صَمُوئِيلُ.»
16 فَأجَابَ شَأُوُلُ: «قَالَ لَنَا صَمُوئِيلُ إنَّهُ تَمَّ العُثُورُ عَلَى الحَمِيرِ.» وَلَمْ يُخبِرْ عَمَّهُ بِكُلِّ شيءٍ، أيْ بِمَا قَالَهُ صَمُوئِيلُ عَنِ المُلْكِ.
صَمُوئِيلُ يُعلِنُ شَاوُلَ مَلِكًا
17 وَجَمَعَ صَمُوئيلُ الشَّعْبَ فِي حَضْرَةِ اللهِ فِي المِصْفَاةِ. 18 وَقَالَ لَهُمْ: «يَقُولُ اللهُ، إلَهُ إسْرَائِيلَ: ‹أخرَجتُ إسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرٍ. وَخَلَّصْتُكُمْ مِنْ سَيطَرَةِ المِصْرِيِّينَ وَمِنَ المَمَالِكِ الأُخرَى الَّتِي ظَلَمَتْكُمْ وَضَايَقَتْكُمْ.› 19 لَكِنَّكُمُ اليَوْمَ رَفَضتُمْ إلَهَكُمُ الَّذِي خَلَّصَكُمْ مِنْ ضِيقَاتِكُمْ وَمَتَاعِبِكُمْ إذْ قُلْتُمْ: ‹نُرِيدُ أنْ يَحْكُمَنَا مَلِكٌ.› وَالْآنَ تَعَالَوْا وَقِفُوا فِي حَضْرَةِ اللهِ حَسَبَ عَائِلَاتِكُمْ وَعَشَائِرِكُمْ.»
20 فَقَرَّبَ صَمُوئِيلُ كُلَّ قَبَائِلِ إسْرَائِيلَ. ثُمَّ بَدَأُوا احْتِفَالَ تَنْصِيبِ المَلِكِ الجَدِيدِ. 21 أوَّلًا، اخْتِيرَتْ قَبِيلَةُ بَنْيَامِينَ. ثُمَّ طَلَبَ صَمُوئِيلُ إلَى كُلِّ عَائِلَةٍ فِي قَبِيلَةِ بَنْيَامِينَ أنْ تَمُرَّ مِنْ أمَامِهِ. فَاخْتِيرَتْ عَائِلَةُ مَطْرِي. ثُمَّ طَلَبَ صَمُوئِيلُ أنْ يَمُرَّ مِنْ أمَامِهِ كُلُّ رَجُلٍ مِنْ رِجَالِ عَائِلَةِ مَطْرِي. فَاخْتِيرَ شَاوُلُ بْنُ قَيْسٍ. لَكِنْ حِينَ فَتَّشَ عَنْهُ الشَّعْبُ، لَمْ يَجِدُوهُ. 22 فَسَألُوا اللهَ: «ألَمْ يَجِئْ شَاوُلُ بَعْدُ؟» فَقَالَ اللهُ: «إنَّهُ مُختَبِئٌ بَيْنَ المُؤَنِ.»
23 فَرَكَضَ الشَّعْبُ وَأخرَجُوا شَاوُلَ مِنْ خَلفِ المُؤَنِ. فَوَقَفَ شَاوُلُ بَيْنَ الشَّعْبِ. فَبَلَغَ طُولُ أطوَلِهِمْ إلَى كَتِفِهِ.
24 فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِلشَّعْبِ: «هَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي اخْتَارَهُ اللهُ. لَا مَثِيلَ لَهُ بَيْنَ الشَّعْبِ.» فَهَتَفَ الشَّعْبُ: «يَعيشُ المَلِكُ!»
25 ثُمَّ شَرَحَ صَمُوئِيلُ لِلشَّعْبِ أنظِمَةَ المَمْلَكَةِ وَالمُلْكِ. وَدَوَّنَ هَذِهِ الأنظِمَةَ فِي كِتَابٍ. وَوَضَعَ الكِتَابَ فِي حَضْرَةِ اللهِ. ثُمَّ صَرَفَ الشَّعْبَ إلَى بُيُوتِهِمْ.
26 وَانْصَرَفَ شَاوُلُ أيْضًا إلَى بَيْتِهِ فِي جِبعَةَ. وَلَمَسَ اللهُ قُلُوبَ الرِّجَالِ البَوَاسِلِ الَّذِينَ بَدَأُوا يَتْبَعُونَ شَاوُلَ. 27 وَأمَّا بَعْضُ الأشْرَارِ فَقَالُوا: «كَيْفَ يُمْكِنُ لِهَذَا الرَّجُلِ أنْ يُخَلِّصَنَا؟» فَاحْتَقَرُوهُ وَقَالُوا كَلَامًا مُهِينًا عَنْهُ. وَرَفَضُوا أنْ يَجْلِبُوا لَهُ هَدَايَا المُبَايَعَةِ. أمَّا شَاوُلُ، فَتَجَاهَلَ كُلَّ مَا سَمِعَهُ.
نَاحَاشُ مَلِكُ العَمُّونِيِّين
11 [b] وَبَعْدَ شَهرٍ، حَاصَرَ نَاحَاشُ العَمُّونِيُّ وَجَيْشُهُ يَابِيشَ جِلعَادَ. فَقَالَ كُلُّ أهْلِ يَابِيشَ لَهُ: «إذَا صَنَعتَ مُعَاهَدَةً بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ، فَإنَّنَا سَنَخدِمُكَ.»
2 لَكِنَّ نَاحَاشَ العَمُّونِيَّ أجَابَ: «سَأُصَادِقُ عَلَى المُعَاهَدَةِ الَّتِي تُرِيدُونَ أنْ أصنَعَهَا بِأنْ أفْقَأ عَينَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ. حِينَئِذِ سَيَلْحَقُ العَارُ بِكُلِّ إسْرَائِيلَ.»
3 فَقَالَ شُيُوخُ يَابِيشَ لِنَاحَاشَ: «أمهِلْنَا سَبْعَةَ أيَّامٍ نُرسِلُ خِلَالَهَا رُسُلًا إلَى جَمِيعِ أنْحَاءِ إسْرَائِيلَ. فَإذَا لَمْ يَهُبَّ أحَدٌ لِنَجدَتِنَا، حِينَئِذٍ، سَنَخرُجُ إلَيْكَ وَنَسْتَسْلِمُ لَكَ.»
شَاوُلُ يُنْقِذُ يَابِيشَ جِلعَاد
4 فَجَاءَ الرُّسُلُ إلَى جِبْعَةَ حَيْثُ يَسْكُنُ شَاوُلُ. وَأخبَرُوا الشَّعْبَ بِمَا حَدَثَ. فَبَكَى الشَّعْبُ بُكَاءً عَالِيًا. 5 وَكَانَ شَاوُلُ فِي الحَقْلِ مَعَ أبْقَارِهِ. فَلَمَّا رَجِعَ مِنَ الحَقْلِ، سَمِعَ الشَّعْبَ يَبْكُونَ. فَسَألَ شَاوُلُ: «مَا الَّذِي أصَابَ الشَّعْبَ؟ لِمَاذَا يَبْكُونَ؟»
فَأخبَرَ الشَّعْبُ شَاوُلَ بِمَا قَالَهُ رُسُلُ يَابِيشَ. 6 فَأصغَى شَاوُلُ إلَيْهِمْ، فَحَلَّ رُوحُ اللهِ عَلَيْهِ بِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ، وَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا. 7 وَأخَذَ شَاوُلُ ثَورَينِ وَقَطَّعَهُمَا. ثُمَّ أعْطَى قِطَعَ اللَّحمِ إلَى الرُّسُلِ لِيَحْمِلُوهَا إلَى كُلِّ أنْحَاءِ إسْرَائِيلَ وَيَقُولُوا: «كُلُّ مَنْ لَا يَخْرُجُ لِلحَرْبِ بِقِيَادَةِ شَاوُلَ وَصَمُوئِيلَ، هَكَذَا تُقَطَّعُ جَمِيعُ أبقَارِهِ!»
فَأوقَعَ اللهُ فِي قُلُوبِهِمْ خَوْفًا شَدِيدًا، وَخَرَجُوا مَعًا كَرَجُلٍ وَاحِدٍ. 8 ثُمَّ حَشَدَ شَاوُلُ الرِّجَالَ فِي بَازَقَ. فَكَانَ هُنَاكَ ثَلَاثُ مِئَةِ ألْفِ رَجُلٍ مِنْ إسْرَائِيلَ وَثَلَاثُونَ ألْفَ رَجُلٍ مِنْ يَهُوذَا.
9 وَقَالَ شَاوُلُ وَجَيْشُهُ لِرُسُلِ يَابِيشَ: «أخبِرُوا أهْلَ يَابِيشَ جِلعَادَ أنَّهُمْ سَيُنقَذُونَ قَبْلَ ظُهرِ غَدٍ.» فَنَقَلَ الرُّسُلُ رِسَالَةَ شَاوُلَ إلَى أهْلِ يَابِيشَ، فَفَرِحُوا جِدًّا. 10 فَقَالَ أهْلُ يَابِيشَ إلَى نَاحَاشَ العَمُّونِيِّ: «سَنَخرُجُ إلَيْكَ غَدًا فَافْعَلْ بِنَا كَمَا تَشَاءُ.»
11 وَفِي اليَوْمِ التَّالِي، قَسَّمَ شَاوُلُ جَيْشَهُ إلَى ثَلَاثِ فِرَقٍ. وَفِي مَوعِدِ تَغْيِيرِ الحَرَسِ فِي الصَّبَاحِ، اقْتَحَمَ شَاوُلُ وَجَيْشُهُ مُعَسكَرَ العَمُّونِيِّينَ. فَقَاتَلَ شَاوُلُ وَجُنُودُهُ العَمُّونِيِّينَ حَتَّى وَقْتِ الظُّهرِ وَهَزَمُوهُمْ. وَتَشَتَّتَ العَمُّونِيُّونَ فِي كُلِّ اتِّجَاهٍ حَتَّى لَمْ يَبْقَ جُندِيَّانِ مَعًا. 12 ثُمَّ قَالَ الشَّعْبُ لِصَمُوئِيلَ: «أيْنَ أُولَئِكَ الَّذِينَ قَالُوا إنَّهُمْ لَا يُرِيدُونَ أنْ يَكُونَ شَاوُلُ مَلِكًا عَلَيْهِمْ، أحْضِرْهُمْ هُنَا لِكَي نَقتُلَهُمْ.»
13 لَكِنَّ شَاوُلَ قَالَ: «لَا، لَنْ يُقْتَلَ أحَدٌ اليَوْمَ! فَقَدْ خَلَّصَ اللهُ إسْرَائِيلَ هَذَا اليَوْمَ.»
14 ثُمَّ قَالَ صَمُوئِيلُ لِلشَّعْبِ: «لِنَذهَبْ إلَى الجِلجَالِ. وَلْنُجَدِّدْ هُنَاكَ وَلَاءَنَا لِشَاوُلَ مَلِكًا عَلَيْنَا.»
15 فَذَهَبَ كُلُّ الشَّعْبِ إلَى الجِلجَالِ. وَهُنَاكَ فِي حَضْرَةِ اللهِ، أعلَنُوا شَاوُلَ مَلِكًا عَلَيْهِمْ. ثُمَّ قَدَّمُوا ذَبَائِحَ شَرِكَةٍ للهِ. وَاحْتَفَلَ شَاوُلُ وَبَنُو إسْرَائِيلَ احْتِفَالًا عَظِيمًا.
صَمُوئِيلُ يَتَحَدَّثُ عَنِ المَلِك
12 وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِكُلِّ بَنِي إسْرَائِيلَ: «قَدْ طَاوَعْتُكُمْ فِي كُلِّ مَا طَلَبتُمُوهُ إلَيَّ. وَهَا قَدْ نَصَّبْتُ عَلَيْكُمْ مَلِكًا. 2 وَالْآنَ لَدَيْكُمْ مَلِكٌ يَقُودُكُمْ، أمَّا أنَا فَقَدْ كَبُرْتُ فِي السِّنِّ وَمَلأ الشَّيبُ رَأسِي. غَيْرَ أنَّ أبنَائِي بَاقُونَ مَعَكُمْ. قُدْتُكُمْ مُنْذُ صِبَايَ إلَى هَذَا اليَوْمِ. 3 وَهَا أنَا الآنَ أمَامَكُمْ، فَإنْ أسَأتُ يَومًا، فَاشْهَدُوا الآنَ عَلَى إسَاءَتِي فِي حَضْرَةِ اللهِ وَمَلِكِهِ المَمْسُوحِ.[c] هَلْ أخَذْتُ مِنْكُمْ بَقَرَةً أوْ حِمَارًا؟ هَلْ آذَيتُ أحَدًا أوْ خَدَعْتُهُ أوْ ظَلَمْتُهُ؟ هَلْ قَبِلتُ يَومًا رِشْوَةً مِنْ مَالٍ لِكَي أتَغَاضَى عَنْ إسَاءَةٍ لَهُ؟ إنْ كُنْتُ قَدْ فَعَلْتُ أيًّا مِنْ هَذِهِ الأُمُورِ، فَإنِّي مُسْتَعِدٌّ لِتَصْوِيبِ الأُمُورِ الآنَ.»
4 فَقَالَ بَنُو إسْرَائِيلَ: «لَا، لَمْ تُسِئْ إلَى أيِّ وَاحِدٍ مِنَّا. فَلَمْ تَغِشَّنَا قَطُّ وَلَا أخَذتَ أيَّ شَيءٍ مِنَّا.»
5 فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِبَنِي إسْرَائِيلَ: «اللهُ وَمَلِكُهُ المَمْسُوحُ اليَوْمَ شَاهِدَانِ عَلَى مَا قُلْتُمْ. وَهُمَا يَعْرِفَانِ أنَّكُمْ لَمْ تَجِدُوا فِيَّ عَيبًا.» فَرَدَّ الشَّعْبُ: «نَعَمْ، اللهُ شَاهِدٌ عَلَيْنَا!»
6 فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِلشَّعْبِ: «اللهُ شَاهِدٌ عَلَى كُلِّ مَا حَدَثَ. اللهُ هُوَ الَّذِي اخْتَارَ مُوسَى وَهَارُونَ. وَهُوَ الَّذِي أخْرَجَ آبَاءَنَا مِنْ مِصْرٍ. 7 وَالْآنَ قِفُوا حَتَّى أُقَدِّمَ حُجَّتِي عَلَيْكُمْ فِي حَضْرَةِ اللهِ، وَأُبَيِّنَ جَمِيعَ الأُمُورِ الصَّالِحَةِ الَّتِي فَعَلَهَا اللهُ مَعَكُمْ وَمَعَ آبَائِكُمْ:
8 «ذَهَبَ يَعْقُوبُ إلَى مِصْرٍ. وَبَعْدَ فَترَةٍ صَعَّبَ المِصْرِيُّونَ الحَيَاةَ عَلَى آبَائِنَا. فَاسْتَغَاثَ آبَاؤنَا بِاللهِ. فَأرْسَلَ اللهُ مُوسَى وَهَارُونَ. فَأخرَجَ هَذَانِ آبَاءَنَا مِنْ مِصْرٍ وَقَادَاهُمْ إلَى هَذَا المَكَانِ لِيَسْكُنُوا فِيهِ.
9 «لَكِنَّ آبَاءَنَا نَسَوْا إلَهَهُمْ، فَسَمَحَ لِسِيسَرَا قَائِدِ جَيْشِ حَاصُورَ بِاسْتِعبَادِهِمْ. ثُمَّ سَمَحَ لِلفِلِسْطِيِّينَ وَمَلِكِ مُوآبَ بِاسْتِعبَادِهِمْ. وَحَارَبَ هَؤُلَاءِ آبَاءَكُمْ. 10 فَاسْتَغَاثَ آبَاؤكُمْ بِاللهِ. وَقَالُوا لَهُ: ‹لَقَدْ أخْطَأنَا إلَيْكَ لِأنَّنَا تَرَكْنَا يهوه[d]، وَعَبَدْنَا البَعْلَ وَعَشْتَارُوثَ الزَّائِفَةَ. وَالْآنَ خَلِّصْنَا مِنْ يَدِ أعْدَائِنَا، وَنَحْنُ نَتَعَهَّدُ أنْ نَخْدِمَكَ أنْتَ وَحْدَكَ.›
11 «فَأرْسَلَ اللهُ يَرُبَّعَلَ[e] وَبَارَاقَ وَيَفتَاحَ وَصَمُوئِيلَ. وَخَلَّصَكُمْ مِنْ أعْدَائِكُمُ المُحِيطِينَ بِكُمْ. فَنَعِمْتُمْ بِالأمَانِ. 12 ثُمَّ رَأيْتُمْ نَاحَاشَ مَلِكَ العَمُّونِيِّينَ قَادِمًا عَلَيْكُمْ. فَقُلْتُمْ: ‹نُرِيدُ مَلِكًا يَحْكُمُنَا!› مَعَ أنَّ إلَهَكَمْ كَانَ مَلِكًا عَلَيْكُمْ بِالفِعْلِ. 13 وَالْآنَ، هَا هُوَ المَلِكُ الَّذِي طَلَبْتُمُوهُ. وَهُوَ المَلِكُ الَّذِي اخْتَارَهُ اللهُ لَكُمْ. 14 خَافُوا اللهَ وَوَقِّرُوهُ. اعبُدُوهُ وَاخدِمُوهُ وَأطِيعُوا وَصَايَاهُ. وَلَا تَنْقَلِبُوا عَلَيْهِ. اتبَعُوا إلَهَكَمْ أنْتُمْ وَمَلِكُكُمْ. حِينَئِذٍ سَيُخَلِّصُكُمُ اللهُ. 15 أمَّا إذَا عَصَيتُمْ اللهَ، إذَا تَمَرَّدْتُمْ عَلَى وَصَايَا اللهِ، فَسَيَمُدُّ اللهُ يَدَهُ لِمُعَاقَبَتِكُمْ أنْتُمْ وَمَلِكِكُمْ.
16 «وَالْآنَ قِفُوا وَانْظُرُوا الأمْرَ العَظِيمَ الَّذِي سَيَفْعَلُهُ اللهُ أمَامَ عُيُونِكُمْ. 17 الآنَ مَوسِمُ حَصَادِ الحُبُوبِ.[f] لَكِنِّي سَأُصَلِّي إلَى اللهِ، وَسَأطلُبُ إلَيْهِ أنْ يُرسِلَ رَعدًا وَمَطَرًا فِي نَفسِ تِلْكَ اللَّحْظَةِ. فَسَتَعْرِفُونَ أنَّكُمْ فَعَلْتُمْ أمْرًا شِرِّيرًا بِطَلَبِكُمْ مَلِكًا.»
18 وَصَلَّى صَموئيلُ إلَى اللهِ، فَأعْطَى اللهُ رَعْدًا وَمَطَرًا فِي ذَلِكَ اليَوْم. فَخَافَ الشَّعْبُ اللهَ وَصَمُوئِيلَ خَوْفًا شَدِيدًا. 19 وَقَالَ جَمِيعُ الشَّعْبِ لِصَمُوئِيلَ: «صَلِّ إلَى إلَهِكَ مِنْ أجْلِنَا نَحْنُ خُدَّامَكَ، لِئَلَّا نَمُوتَ. فَهَا نَحْنُ قَدْ زِدنَا عَلَى خَطَايَانَا السَّابِقَةِ خَطِيَّةً أُخْرَى بِطَلَبِنَا مَلِكًا.»
20 فَأجَابَ صَمُوئِيلُ: «لَا تَخَافُوا. صَحِيحٌ أنَّكُمْ فَعَلْتُمْ كُلَّ هَذِهِ الشُّرُورِ، لَكِنْ لَا تَتَخَلَّوا عَنِ اتِّبَاعِ اللهِ، بَلْ اخْدِمُوهُ بِكُلِّ قَلُوبِكُمْ. 21 وَاعلَمُوا أنَّ الأصْنَامَ مَا هِيَ إلَّا تَمَاثِيلُ لَا تَنْفَعَكُمْ. وَتَعْجَزُ عَنْ إنقَاذِكُمْ. إنَّهَا لَيْسَتْ شَيْئًا!
22 «لَنْ يَتْرُكَ اللهُ شَعْبَهُ. فَقَدْ سُرَّ اللهُ أنْ يَجْعَلَكُمْ شَعْبًا يَخُصُّهُ. وَمِنْ أجْلِ اسْمِهِ الصَّالِحِ لَنْ يَتْرُكَكُمْ. 23 وَأمَّا أنَا فَحَاشَا لِي أنْ أُخْطِئَ إلَى اللهِ بِأنْ أكَفَّ عَنِ الصَّلَاةِ مِنْ أجْلِكُمْ. وَسَأُواصِلُ تَعْلِيمَكُمُ الطَّرِيقَ الصَّحِيحَ لِلحَيَاةِ الصَّالِحَةِ. 24 لَكِنْ يَنْبَغِي أنْ تُكرِمُوا اللهَ، وَأنْ تَخْدِمُوهُ بِأمَانَةٍ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ، مُتَذَكِّرِينَ الأشْيَاءَ الرَّائِعَةَ الَّتِي عَمِلَهَا مِنْ أجْلِكُمْ. 25 لَكِنْ إذَا عَانَدْتُمْ وَفَعَلْتُمُ الشَّرَّ، فَإنَّهُ سَيَتَخَلَّصُ مِنْكُمْ وَمِنْ مَلِكِكُمْ، كَمَا يُكْنَسُ الوَسَخُ.»
Copyright © 2009, 2016 by Bible League International