Chronological
مُشكِلَةٌ أخلَاقِيَّةٌ فِي الكَنِيسَة
5 وَأنَا أسمَعُ أنَّ بَيْنَكُمْ زِنَىً يَفُوقُ مَا هُوَ مَعرُوفٌ حَتَّى بَيْنَ غَيْرِ المُؤمِنِينَ! أقْصِدُ بِهَذَا ذَلِكَ الرَّجُلَ الَّذِي يُعَاشِرُ زَوْجَةَ أبِيهِ! 2 وَمَعَ هَذَا فَأنْتُمْ مُنتَفِخُونَ بِالكِبرِيَاءِ! أمَا كَانَ يَجْدُرُ بِكُمْ أنْ تَحْزَنُوا بِسَبَبِ ذَلِكَ؟ كَانَ عَلَيْكُمْ أنْ تَطْرُدُوا مَنْ يُقُومُ بِذَلِكَ مِنْ بَينِكُمْ.
3 صَحِيحٌ أنِّي غَائِبٌ عَنْكُمْ فِي الجَسَدِ، لَكِنِّي حَاضِرٌ بِالرُّوحِ. وَقَدْ أصدَرتُ بِالفِعْلِ حُكْمًا عَلَى مَنْ فَعَلَ هَذِهِ الفِعْلَةِ، كَمَا لَوْ كُنْتُ حَاضِرًا بَيْنَكُمْ. 4 فَحِينَ تَجْتَمِعُونَ بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ، سَأكُونُ مَعَكُمْ بِرُوحِي، وَسَتَكُونُ قُوَّةُ رَبِّنَا بَيْنَكُمْ أيْضًا. 5 عِنْدَئِذٍ سَلِّمُوا مِثْلَ هَذَا الرَّجُلِ للشَّيطَانِ[a] لِهَلَاكِ طَبِيعَتِهِ الجَسَدِيَّةِ،[b] لِكَي تَخْلُصَ رُوحُهُ فِي يَوْمِ الرَّبِّ.
6 لَا يَجُوزُ لَكُمْ أنْ تَتَبَاهَوْا. ألَا تَعْلَمُونَ أنَّ مِقدَارًا قَلِيلًا مِنَ الخَمِيرَةِ يَجْعَلُ العَجِينَ كُلَّهُ يَخْتَمِرُ؟ 7 فَتَخَلَّصُوا مِنَ الخَمِيرَةِ القَدِيمَةِ لِكَي تَكُونُوا عَجِينًا جَدِيدًا. فَأنْتُمْ كَمُؤمِنِينَ بِالمَسِيحِ أرغِفَةُ خُبْزٍ بِلَا خَمِيرَةٍ،[c] لِأنَّ المَسِيحَ هُوَ خَرُوفُ فِصحِنَا[d] الَّذِي ذُبِحَ مِنْ أجْلِنَا. 8 فَلْنُواصِلِ احْتِفَالَنَا، لَكِنْ لَيْسَ بِالخَمِيرَةِ العَتِيقَةِ، خَمِيرَةِ الخَطِيَّةِ وَالشَّرِّ، بَلْ بِأرْغِفَةٍ بِلَا خَمِيرَةٍ، أرْغِفَةِ الإخْلَاصِ وَالحَقِّ.
9 كَتَبْتُ إلَيْكُمْ فِي رِسَالَتِي السَّابِقَةِ ألَّا تُخَالِطُوا الزُّنَاةَ. 10 لَمْ أكُنْ أقْصِدُ بِذَلِكَ أنْ لَا تُخَالِطُوا أهْلَ هَذَا العَالَمِ الزُّنَاةَ أوِ الفَاسِقِينَ أوِ المُحْتَالِينَ أوْ عَبَدَةَ الأوْثَانِ، وَإلَّا فَإنَّكُمْ سَتَضْطَرُّونَ إلَى الخُرُوجِ مِنْ هَذَا العَالَمِ. 11 لَكِنِّي الآنَ أكتُبُ إلَيكُمْ أنْ لَا تُخَالِطُوا مَنْ يَزْعُمُ أنَّهُ مُؤمِنٌ وَهُوَ زَانٍ أوْ فَاسِقٌ أوْ عَابِدُ أوْثَانٍ أوْ مُفتَرٍ أوْ سِكِّيرٌ أوْ مُحْتَالٌ. فَلَا يَنْبَغِي حَتَّى أنْ تَأْكُلُوا مَعَ مِثْلِ هَذَا الإنْسَانِ! 12 فَمَا شَأنِي لِأحْكُمَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَنْتَمُونَ إلَى الكَنِيسَةِ؟ أَلَيْسَ عَلَيْكُمْ أنْتُمْ أنْ تَحْكُمُوا عَلى المُنْتَمِينَ إلَى الكَنِيسَةِ؟ 13 أمَّا غَيْرُ المُنْتَمِينَ إلَيْهَا فَاللهُ يَحْكُمُ فِي أمْرِهِمْ. يَقُولُ الكِتَابُ: «أخْرِجُوا الشِّرِّيرَ مِنْ بَيْنِكُمْ.»[e]
الحُكْمُ بَيْنَ المُؤمِنِين
6 حِينَ يَكُونُ بَيْنَ أحَدِكُمْ وَبَيْنَ أخِيهِ نِزَاعٌ، كَيْفَ يَجْرُؤُ عَلَى مُقَاضَاتِهِ أمَامَ غِيرِ المُؤمِنِينَ؟ لِمَاذَا لَا يَرْفَعُ الأمْرَ إلَى شَعْبِ اللهِ المُقَدَّسِ؟ 2 أمْ أنَّكُمْ لَا تَعْلَمُونَ أنَّ شَعْبَ اللهِ المُقَدَّسَ سَيَحْكُمُ عَلَى العَالَمِ؟ وَمَا دُمتُمْ سَتَحْكُمُونَ عَلَى العَالَمِ، أفَلَسْتُمْ مُؤَهَّلِينَ لِلحُكمِ فِي مَسَائِلَ بَسِيطَةٍ؟ 3 ألَا تَعْلَمُونَ أنَّنَا سَنَحكُمُ عَلَى مَلَائِكَةٍ؟ فَبِالأوْلَى إذًا أنْ نَحكُمَ فِي أُمُورِ هَذِهِ الحَيَاةِ! 4 فَإنْ كَانَتْ لَدَيْكُمْ قَضَايَا يَوْمِيَّةٌ، لِمَاذَا تَحْتَكِمُونَ إلَى قُضَاةٍ لَيْسُوا مِنَ الكَنِيسَةِ؟ 5 أقُولُ هَذَا لِتَخْجِيلِكُمْ: ألَا يُوجَدُ بَيْنَكُمْ حَكِيمٌ قَادِرٌ عَلَى حَلِّ الخِلَافَاتِ بَيْنَ إخْوَتِهِ؟ 6 لَكِنَّ الحَالَ عِنْدَكُمْ هُوَ أنَّ الأخَ يُقَاضِي أخَاهُ أمَامَ غَيْرِ المُؤمِنِينَ!
7 فَالدَّعَاوَى القَضَائِيَّةُ بَيْنَكُمْ دَلِيلٌ عَلَى خَسَارَتِكُمْ! لِمَاذَا لَا تَحْتَمِلُونَ الإسَاءَةَ وَالسَّلبَ بَدَلًا مِنْ ذَلِكَ؟ 8 بَلْ إنَّكُمْ أنْتُمُ الَّذِينَ تُسِيئُونَ إلَى إخْوَتِكُمْ وَتَسْلِبُونَهُمْ! 9 ألَا تَعْلَمُونَ أنَّ الأشرَارَ لَنْ يَرِثُوا مَلَكُوتَ اللهِ؟ لَا تَخْدَعُوا أنْفُسَكُمْ! فَلَنْ يَرِثَ مَلَكُوتَ اللهِ المُنحَلُّونَ جِنسِيًّا وَعَبَدَةُ الأوْثَانِ وَالزُّنَاةُ وَالشَّاذُّونَ: مُخَنَّثِينَ وَلُوطِيِّينَ، 10 وَلَا السَّارِقُونَ وَالفَاسِقُونَ وَالسِّكِّيرُونَ وَالمُفتَرُونَ وَالمُحتَالُونَ. 11 وَهَكَذَا كَانَ بَعْضٌ مِنْكُمْ، لَكِنَّكُمْ تَغَسَّلْتُمْ وَتَقَدَّسْتُمْ وَتَبَرَّرْتُمْ بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ وَبِرُوحِ إلَهِنَا.
استَخْدِمُوا أجسَادَكُمْ لِمَجْدِ الله
12 صَحِيحٌ أنَّنِي حُرٌّ فِي أنْ أفعَلَ أيَّ شَيءٍ، لَكِنْ لَيْسَ كُلُّ شَيءٍ نَافِعًا. وَصَحِيحٌ أنَّنِي حُرٌّ فِي أنْ أفعَلَ أيَّ شَيءٍ، لَكِنِّي لَنْ أسمَحَ لِشَيءٍ بِأنْ يَتَحَكَّمَ فِيَّ. 13 صَحِيحٌ أنَّ الطَّعَامَ مَوجُودٌ مِنْ أجْلِ المَعِدَةِ، وَالمَعِدَةُ مِنْ أجْلِ الطَّعَامِ. لَكِنَّ اللهَ سَيَقْضِي عَلَيْهِمَا مَعًا. وَهُوَ لَمْ يَخْلِقْ أجسَادَنَا للزِّنَىْ، بَلْ لِخِدْمَةِ الرَّبِّ. وَالرَّبُّ هُوَ الَّذِي يَسُدُّ احتِيَاجَاتِ أجسَادِنَا. 14 وَكَمَا أقَامَ اللهُ جَسَدَ الرَّبِّ يَسُوعَ مِنَ المَوْتِ، سَيُقِيمُ أجسَادَنَا نَحْنُ أيْضًا بِقُوَّتِهِ. 15 ألَا تَعْلَمُونَ أنَّ أجسَادَكُمْ هِيَ أعضَاءٌ فِي جَسَدِ المَسِيحِ؟ فَهَلْ آخُذُ أعْضَاءَ جَسَدِ المَسِيحِ، وَأجعَلُهَا تَرْتَبِطُ بِامْرَأةٍ سَاقِطَةٍ؟ بِالطَّبعِ لَا! 16 ألَا تَعْلَمُونَ أنَّ مَنْ يَتَّحِدُ بِامْرَأةٍ سَاقِطَةٍ يَصِيرُ وَاحِدًا مَعَهَا فِي الجَسَدِ؟ إذْ يَقُولُ الكِتَابُ: «سَيَصِيرُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا.»[f] 17 لَكِنْ مَنْ يَتَّحِدُ بِالرَّبِّ يَكُونُ وَاحِدًا مَعَهُ فِي الرُّوحِ.
18 فَتَجَنَّبُوا الزِّنَىْ. فَكُلُّ خَطِيَّةٍ أُخْرَى يُمْكِنُ أنْ يَرْتَكِبَهَا المُؤمِنُ هِيَ خَارِجُ جَسَدِهِ، أمَّا الزَّانِي فَيُخطِئُ ضِدَّ جَسَدِهِ هُوَ. 19 أمْ أنَّكُمْ لَا تَعْلَمُونَ أنَّ أجسَادَكُمْ هِيَ هَيَاكِلُ لِلرُّوحِ القُدُسِ السَّاكِنِ فِيكُمْ، وَالَّذِي قَبِلتُمُوهُ مِنَ اللهِ. ألَا تَعْلَمُونَ أنَّكُمْ لَا تَخُصُّونَ أنْفُسَكُمْ؟ 20 فَقَدِ اشتَرَاكُمُ اللهُ بِثَمَنٍ، فَمَجِّدُوا اللهَ بِاستِخدَامِ أجسَادِكُمْ.
الزَّوَاج
7 أمَّا الآنَ فَسَأُجِيبُكُمْ عَنِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ تَسألُونَنِي عَنْهَا. فَمِنهَا سُؤَالُكُمْ إنْ كَانَ مِنَ الأفضَلِ لِلرَّجُلِ ألَّا يَتَزَوَّجَ. 2 لَكِنْ هُنَاكَ خَطَرُ الزِّنَى. لِهَذَا لِتَكُنْ لِكُلِّ رَجُلٍ زَوْجَتُهُ، وَلِكُلِّ امْرأةٍ زَوْجُهَا. 3 وَلْيُعطِ الزَّوجُ زَوْجَتَهُ كُلَّ حُقُوقِهَا، وَلْتُعطِ الزَّوجَةُ زَوْجَهَا كُلَّ حُقُوقِهِ. 4 لَا سِيَادَةَ لِلزَّوجَةِ عَلَى جَسَدِهَا، بَلْ للِزَّوجِ. وَلَا سِيَادَةَ لِلزَّوجِ عَلَى جَسَدِهِ، بَلْ لِلزَّوجَةِ. 5 فَلَا يَحْرِمْ أحَدُكُمَا الآخَرَ مِنَ الجِنسِ، إلَّا إذَا اتَّفَقتُمَا عَلَى ذَلِكَ لمُدَّةٍ مَحدُودَةٍ، بِهَدَفِ تَكْرِيسِ نَفْسَيكُمَا لِلصَّلَاةِ. وَبَعْدَ ذَلِكَ عُودَا لِمُمَارَسَةِ حَيَاتِكُمَا الطَّبِيعِيَّةِ. وَهَذَا ضَرُورِيٌّ لِئَلَّا يُغرِيكُمَا الشَّيْطَانُ بِارتِكَابِ خَطِيَّةٍ، بِسَبَبِ عَدَمِ القُدرَةِ عَلَى ضَبطِ النَّفْسِ. 6 أقُولُ هَذَا سَامِحًا بِانفِصَالِكُمَا لِفَترَةٍ مُحَدَّدَةٍ، لَا آمِرًا بِذَلِكَ.
7 أتَمَنَّى أحْيَانًا لَوْ كَانَ جَمِيعُكُمْ مِثْلِي! لَكِنْ لِكُلِّ شَخْصٍ مَا وَهَبَهُ لَهُ اللهُ، فَاللهُ يُعْطِي وَاحِدًا أنْ يَبْقَى عَازِبًا، وَيُعطِي آخَرَ أنْ يَتَزَوَّجَ.
8 أمَّا بِالنِّسبَةِ لِغَيرِ المُتَزَوِّجِينَ وَالأرَامِلِ، فَأقُولُ لَهُمْ إنَّهُ مِنَ الأفْضَلِ لَهُمْ أنْ يَبْقَوْا بِلَا زَوَاجٍ مِثْلِي. 9 لَكِنْ إذَا لَمْ يَسْتَطِيعُوا أنْ يَضْبُطُوا أنْفُسَهُمْ، فَلْيَتَزَوَّجُوا، لِأنَّ الزَّوَاجَ أفْضَلُ مِنَ التَّحَرُّقِ بِالشَّهوَةِ. 10 أمَّا بِالنِّسبَةِ لِلمُتَزَوِّجِينَ، فَإنِّي آمُرُ، لَا أنَا بَلْ كَمَا عَلَّمَنَا الرَّبُّ، بِأنَّ عَلَى المَرْأةِ ألَّا تَسْعَى إلَى الطَّلَاقِ مِنْ زَوْجِهَا. 11 لَكِنَّهَا إذَا انفَصَلَتْ عَنْهُ، فَعَلَيهَا أنْ تَبْقَى غَيْرَ مُتَزَوِّجَةٍ، أوْ أنْ تَسْعَى إلَى التَّصَالُحِ مَعَ زَوْجِهَا. وَعَلَى الرَّجُلِ ألَّا يُطَلِّقَ زَوْجَتَهُ.
12 أمَّا بِالنِّسبَةِ لِلبَقِيَّةِ فَأقُولُ أنَا، إذْ إنَّ الرَّبَّ لَمْ يُشِرْ إلَى ذَلِكَ، إنْ كَانَ أخٌ مُؤمِنٌ مُتَزَوِّجًا مِنِ امْرأةٍ غَيْرِ مُؤمِنَةٍ تُوافِقُ عَلَى العَيشِ مَعَهُ، فَلَا يُطَلِّقْهَا. 13 وَإذَا كَانَتْ أُختٌ مُؤمِنَةٌ مُتَزَوِّجَةً مِنْ رَجُلٍ غَيْرِ مُؤمِنٍ يُوافِقُ عَلَى العَيشِ مَعَهَا، فَلَا تُطَلِّقْهُ. 14 فَالزَّوجُ غَيْرُ المُؤمِنِ مُقَدَّسٌ بِاتِّحَادِهِ بِزَوْجَتِهِ المُؤمِنَةِ. وَالزَّوجَةُ غَيْرُ المُؤمِنَةِ مُقَدَّسَةٌ بِاتِّحَادِهَا بِزَوْجِهَا المُؤمِنِ. وَإلَّا كَانَ أبنَاؤُكُمْ غَيْرَ طَاهِرِينَ. إلَّا أنَّهُمْ مُقَدَّسُونَ فِي هَذِهِ الحَالَةِ.
15 لَكِنْ إذَا رَغِبَ الطَّرَفُ غَيْرُ المُؤمِنِ فِي الطَّلَاقِ، فَلْيُطَلِّقْ. وَفِي هَذِهِ الحَالَةِ يَكُونُ الطَّرَفُ المُؤمِنُ حُرًّا فِي أنْ يُطَلَّقَ. فَقَدْ دَعَاكُمُ اللهُ إلَى العَيشِ فِي سَلَامٍ. 16 فَكَيْفَ تَعْرِفِونَ المَستَقْبَلَ؟ أيَّتُهَا الزَّوجَةُ، رُبَّمَا سَتَكُونِينَ سَبَبًا فِي خَلَاصِ زَوْجِكِ. وَأنْتَ أيُّهَا الزَّوجُ، رُبَّمَا سَتَكُونُ سَبَبًا فِي خَلَاصِ زَوْجَتِكَ.
عِيشُوا كَمَا كُنْتُمْ يَوْمَ دَعَاكُمُ الله
17 فَلْيَسْلُكْ كُلُّ وَاحِدٍ حَسَبَ الحَالَةِ الَّتِي اخْتَارَهَا لَهُ الرَّبُّ، وَكَمَا كَانَ عِندمَا دَعَاهُ اللهُ. هَذَا هُوَ مَا آمُرُ بِهِ فِي كُلِّ الكَنَائِسِ. 18 فَهَلْ بَيْنَكُمْ مَنْ كَانَ مَختُونًا عِنْدَمَا دَعَاهُ اللهُ؟ فَلَا يَنْبَغِي عَلَى مِثْلِ هَذَا أنْ يُخفِيَ أمْرَ اختِتَانِهِ. وَهَلْ بَيْنَكُمْ مَنْ دَعَاهُ اللهُ وَهُوَ غَيْرُ مَختُونٍ؟ فَلَا يَنْبَغِي عَلَى هَذَا أنْ يُختَتَنَ. 19 فَلَا يَهُمُّ أنْ يَكُونَ المُؤمِنُ مَختُونًا أوْ غَيْرَ مَختُونٍ، بَلْ مَا يَهُمُّ هُوَ أنْ يُطِيعَ وَصَايَا اللهِ. 20 فَلْيَبْقَ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى الحَالِ الَّتِي دَعَاهُ اللهُ فِيهَا. 21 فَهَلْ كُنْتَ عَبْدًا حِينَ دُعِيتَ؟ فَلَا تَنْزَعِجْ لِذَلِكَ. لَكِنْ إنْ كَانَ فِي إمكَانِكَ أنْ تَتَحَرَّرَ، فَانتَهِزِ الفُرصَةَ وَتَحَرَّرْ. 22 فَمَنْ هُوَ فِي الرَّبِّ الآنَ، لَكِنَّهُ كَانَ عَبْدًا عِنْدَمَا دَعَاهُ الرَّبُّ، فَقَدْ صَارَ عَبْدًا لِلمَسِيحِ. 23 لَقَدِ اشتَرَاكُمُ المَسِيحُ بِثَمَنٍ، فَلَا تَعِيشُوا تَحْتَ عُبُودِيَّةِ بَشَرٍ. 24 إذًا، فَليَبْقَ كُلُّ وَاحِدٍ أيُّهَا الإخْوَةُ عَلَى الحَالِ الَّتِي دَعَاهُ اللهُ فِيهَا.
أسئِلَةٌ حَوْلَ الزَّوَاج
25 أمَّا بِالنِّسبَةِ لِغَيرِ المُتَزَوِّجَاتِ، فَلَيْسَ لَدَيْنَا أمرٌ مِنَ الرَّبِّ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِهِنَّ. لَكِنِّي أُقَدِّمُ رَأيِي كَشَخْصٍ جَدِيرٍ بِالثِّقَةِ، لِأنَّ الرَّبَّ رَحَمَنِي. 26 وَأنَا أرَى مَا يَلِي: بِسَبَبِ الضِّيقِ الحَالِيِّ، فَإنَّهُ أفْضَلُ لِلإنْسَانِ أنْ يَبْقَى بِلَا زَوَاجٍ مِثْلِي. 27 هَلْ أنْتَ مُرتَبِطٌ بِزَوْجَةٍ؟ فَلَا تَسْعَ إلَى التَّحَرُّرِ مِنْهَا. هَلْ أنْتَ بِلَا زَوْجَةٍ؟ فَلَا تَبْحَثْ عَنْ زَوْجَةٍ. 28 لَكِنْ إذَا تَزَوَّجتَ، فَإنَّكَ لَا تَرْتَكِبُ بِذَلِكَ خَطِيَّةً. وَإذَا تَزَوَّجَتْ فَتَاةٌ عَذرَاءُ، فَإنَّهَا لَا تَرْتَكِبُ بِذَلِكَ خَطِيَّةً. لَكِنَّ هَؤُلَاءِ النَّاسَ سَيَمُرُّونَ بِمَتَاعِبَ جَسَدِيَّةٍ، وَأنَا أُحَاوِلُ أنْ أُجَنِّبَكُمْ هَذِهِ المَتَاعِبَ.
29 وَمَا أُحَاوِلُ أنْ أقُولَهُ أيُّهَا الإخْوَةُ هُوَ أنَّ الوَقْتَ بَدَأ يَنْفَدُ. فَمِنَ الآنَ فَصَاعِدًا، عَلَى مَنْ لَهُمْ زَوْجَاتٌ أنْ يَعِيشُوا وَكَأنَّهُمْ بِلَا زَوْجَاتٍ. 30 وَعَلَى الَّذِينَ يَنُوحُونَ أنْ يَعِيشُوا وَكَأنَّهُمْ لَا يَنُوحُونَ. وَعَلَى المَسرُورِينَ أنْ يَعِيشُوا وَكَأنَّهُمْ غَيْرُ مَسرُورِينَ. وَعَلَى مَنْ يَشْتَرُونَ أنْ يَعِيشُوا وَكَأنَّهُمْ لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا. 31 وَعَلَى الَّذِينَ يَسْتَغِلُّونَ مَا يُقَدِّمُهُ العَالَمُ أنْ يَعِيشُوا وَكَأنَّهُمْ لَا يَسْتَفِيدُونَ مِنْهُ شَيْئًا، فَهَذَا العَالَمُ فِي شَكلِهِ الحَالِيِّ زَائِلٌ. 32 فَأنَا أُرِيدُكُمْ أنْ تَكُونُوا خَالِينَ مِنْ كُلِّ هَمٍّ. فَالرَّجُلُ غَيْرُ المُتَزَوِّجِ مُهتَمٌّ بِأُمُورِ الرَّبِّ، وَكَيفِيَّةِ إرضَائِهِ. 33 أمَّا الرَّجُلُ المُتَزَوِّجُ فَهُوَ مُهتَمٌّ بِأُمُورِ الدُّنيَا وَكَيفِيَّةِ إرضَاءِ زَوْجَتِهِ. 34 وَلِهَذَا فَإنَّ اهتِمَامَهُ مُوَزَّعٌ عَلَى أُمُورٍ كَثِيرَةٍ. وَالفَتَاةُ غَيْرُ المُتَزَوِّجَةِ أوِ الَّتِي لَمْ تَتَزَوَّجْ قَطُّ، تَهْتَمُّ بِأُمُورِ الرَّبِّ، وَهِيَ تَحْرِصُ عَلَى أنْ تَكُونَ مُقَدَّسَةً جَسَدًا وَرُوحًا. أمَّا المَرْأةُ المُتَزَوِّجَةُ، فَمُهتَمَّةٌ بِأُمُورِ الدُّنيَا وَكَيفِيَّةِ إرضَاءِ زَوْجِهَا. 35 وَأنَا أقُولُ هَذَا لِمَصلَحَتِكُمْ، لَا لِكَي أضَعَ عَلَيْكُمْ قُيُودًا، بَلْ لِتُرَتِّبُوا حَيَاتَكُمْ تَرْتِيبًا حَسَنًا وَتُكَرِّسُوا أنْفُسَكُمْ لِخِدْمَةِ الرَّبِّ دُونَ أنْ يُلهِيَكُمْ شَيءٌ عَنْ ذَلِكَ.
36 قَدْ يَرَى أحَدُكُمْ أنَّهُ لَا يَتَّخِذُ القَرَارَ المُنَاسِبَ تُجَاهَ خَطيبَتِهِ، وَهِيَ قَدْ تَجَاوَزَتِ السِّنَّ المُنَاسِبَ للزَّوَاجِ. فَلْيَتَزَوَجَا، فَذَلِكَ ليسَ خَطِيَّةً. 37 أمَّا مَنْ لَا يَرَى حَاجَةً إلَى ذَلِكَ، فَهُوَ حُرٌّ فِي أنْ يَفْعَلَ مَا يُرِيدُ. فَإنْ عَزَمَ فِي قَلْبِهِ أنْ لَا يَتَزَوَّجَ خَطِيبَتَهُ، فَحَسَنًا يَفْعَلُ. 38 فَمَنْ يَتَزَوَّجُ خَطِيبَتَهُ يُحسِنُ صُنعًا، وَمَنْ لَا يَتَزَوَّجُ، يَفْعَلُ أحسَنَ.[g]
39 وَالمَرْأةُ مُرتَبِطَةٌ بِزَوْجِهَا مَا دَامَ حَيًّا، لَكِنْ إنْ مَاتَ زَوْجُهَا، فَإنَّهَا حُرَّةٌ فِي أنْ تَتَزَوَّجَ مَنْ تَشَاءُ، عَلَى أنْ تَختَارَ شَخْصًا يَنْتَمِي إلَى الرَّبِّ. 40 أمَّا رَأيِي فَهُوَ أنَّهَا سَتَكُونُ أسعَدَ حَالًا إذَا بَقِيَتْ كَمَا هِيَ، وَأنَا أعتَقِدُ أيْضًا أنَّ رُوحَ اللهِ فِيَّ.
الذَّبَائِحُ المُقَدَّمَةُ لِلأوْثَان
8 أمَّا فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِالذَّبَائِحِ المُقَدَّمَةِ لِلأوْثَانِ، فَصَحِيحٌ قُولُكُمْ: «كُلُّنَا نَعْرِفُ!» لَكِنَّ المَعْرِفَةَ تَنْفُخُ النَّاسَ بِالكِبرِيَاءِ، أمَّا المَحَبَّةُ فَتَبْنِيهِمْ. 2 فَإنْ ظَنَّ أحَدُهُمْ أنَّهُ يَعْرِفُ، فَإنَّهُ لَا يَعْرِفُ كَمَا يَنْبَغِي. 3 لَكِنْ مَنْ يُحِبُّ اللهَ، فَإنَّهُ يَكُونُ مَعْرُوفًا مِنَ اللهِ.
4 فَفِي مَا يَتَعَلَّقُ بِأكلِ لَحْمِ الذَّبَائِحِ المُقَدَّمَةِ لِلأوْثَانِ، نَعْرِفُ أنَّهُ لَا يُوجَدُ وَثَنٌ حَقِيقِيٌّ فِي العَالَمِ، وَأنَّهُ لَا إلَهَ آخَرَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ. 5 نَعْرِفُ أنَّ هُنَاكَ مَا يُسَمَّى «آلِهَةً،» سَوَاءٌ أفِي السَّمَاءِ أمْ عَلَى الأرْضِ، وَأنَّ هُنَاكَ «آلِهَةً» كَثِيرِينَ وَ «أربَابًا» كَثِيرِينَ. 6 أمَّا بِالنِّسبَةِ لَنَا، فَلَا يُوجَدُ إلَّا إلَهٌ وَاحِدٌ هُوَ الآبُ، الَّذِي مِنْهُ تَأْتِي كُلُّ الأشْيَاءِ وَلَهُ نَحيَا. وَلَا يُوجَدُ إلَّا رَبٌّ وَاحِدٌ، هُوَ يَسُوعُ المَسِيحُ الَّذِي بِهِ تُوجَدُ كُلُّ الأشْيَاءِ وَبِهِ نَحيَا. 7 لَكِنْ لَا يعرِفُ الجَمِيعُ هَذِهِ الحَقِيقَةَ. فَبَعْضُ النَّاسِ كَانُوا قَدِ اعْتَادُوا عَلَى عِبَادَةِ الأوْثَانِ، فَعِنْدَمَا يَأْكُلُونَ مِنْ ذَلِكَ اللَّحمِ مُعتَقِدِينَ أنَّهُ ذُبِحَ لِوَثَنٍ، يَشْعُرُونَ بِالذَّنبِ لِأنَّ ضَمِيرَهُمْ ضَعِيفٌ.
8 غَيْرَ أنَّ الطَّعَامَ لَا يُقَرِّبُنَا مِنَ اللهِ. فَنَحْنُ لَا نَصِيرُ أسوَأَ إنْ لَمْ نَأكُلَ، وَلَا نَكُونُ أفضَلَ إنْ أكَلْنَا. 9 لَكِنِ انتَبِهُوا لِئَلَّا يَصِيرَ حَقُّكُمْ فِي تَنَاوُلِ مِثْلِ هَذِهِ الأطعِمَةِ سَبَبًا فِي تَعَثُّرِ الضُّعَفَاءِ. 10 فَيَا صَاحِبَ المَعْرِفَةِ، مَاذَا لَوْ رَآكَ أحَدٌ ذُو ضَمِيرٍ ضَعِيفٍ تَجْلِسُ وَتَأْكُلُ فِي مَعبَدٍ لِلأوْثَانِ، ألَا يَتَشَجَّعُ ضَمِيرُهُ فَيَأْكُلَ مِنَ الأطعِمَةِ المُقَدَّمَةِ لِلأوْثَانِ؟ 11 وَهَكَذَا تُؤدِّي مَعْرِفَتُكَ إلَى تَدْمِيرِ هَذَا المُؤمِنِ، وَهُوَ أخُوكَ الَّذِي مَاتَ المَسِيحُ مِنْ أجْلِهِ! 12 وَإذْ تُخْطِئُونَ فِي حَقِّ إخْوَتِكُمْ وَتَجْرَحُونَ ضَمِيرَهُمُ الضَّعِيفَ، فإنَّكُمْ تُخْطِئُونَ إلَى المَسِيحِ نَفْسِهِ. 13 فَإنْ كَانَ الطَّعَامُ يَتَسَبَّبُ فِي أنْ يُخطِئَ أخِي، فَلَنْ آكُلَ لَحْمًا مَرَّةً أُخْرَى لِئلَّا يُخطِئَ أخِي.
Copyright © 2009, 2016 by Bible League International