-
فَفِي اليَوْمِ الأوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ الحَادِي عَشَرَ، فِي السَّنَةِ الأرْبَعِينَ، تَكَلَّمَ مُوسَى إلَى بَنِي إسْرَائِيلَ بِحَسَبِ مَا أمَرَهُ اللهُ بِأنْ يَقُولَ لَهُمْ.
-
هَا إنِّي قَدْ وَضَعْتُ تِلْكَ الأرْضَ أمَامَكُمْ. اذْهَبُوا وَامْتَلِكُوا الأرْضَ الَّتِي أقسَمْتُ، أنَا اللهَ، أنْ أعْطِيَهَا لِآبَائِكُمْ إبْرَاهِيمَ وَإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، وَلِنَسْلِهِمْ مِنْ بَعْدِهِمْ.›
-
هَا هِيَ الأرْضُ الَّتِي وَضَعَهَا إلهُكُمْ أمَامَكُمْ، فَاذْهَبُوا وَامتَلِكُوهَا كَمَا وَعَدَ اللهُ، إلَهُ آبَائِكُمْ. لَا تَرْتَاعُوا وَلَا تَخَافُوا مِنْ شَيءٍ.›
-
تَذَمَّرْتُمْ فِي خِيَامِكُمْ وَقُلْتُمْ: ‹لِأنَّ اللهَ يَكْرَهُنَا، أخْرَجَنَا مِنْ أرْضِ مِصْرٍ لِيُتِيحَ لِلأمُورِيِّينَ فُرْصَةً لِقَتْلِنَا.
-
عَدَمُ السَّمَاحِ لِلشَّعْبِ بِدُخُولِ الأرْض
«وَسَمِعَ اللهُ تَذَمُّرَكُمْ فَغَضِبَ جِدًّا وَأقْسَمَ:
-
كَالَبُ بْنُ يَفُنَّةَ، هُوَ الوَحِيدُ الَّذِي سَيَرَاهَا. وَلَهُ وَلِنَسْلِهِ فَقَطْ سَأُعْطِي الأرْضَ الَّتِي سَارَ عَلَيْهَا، لِأنَّهُ ظَلَّ أمِينًا مَعَ اللهِ.›
-
«حَتَّى أنَا غَضِبَ اللهُ عَلَيَّ بِسَبَبِكُمْ، وَقَالَ لِي: ‹حَتَّى أنْتَ لَنْ تَدْخُلَ الأرْضَ.
-
«فأجَبْتُمْ وَقُلْتُمْ: ‹أخْطَأنَا إلَى اللهِ، وَنَحْنُ مُسْتَعِدُّونَ الآنَ لِكَي نَذْهَبَ وَنُحَارِبَ كَمَا أمَرَنَا إلَهُنَا.› فَجَهَّزتُمْ أنْفُسَكُمْ لِلمَعرَكَةِ، وَظَنَنْتُمْ أنَّهُ مِنَ السَّهلِ أنْ تَصْعَدُوا إلَى المِنْطَقَةِ الجَبَلِيَّةِ.
-
«فَقَالَ لِيَ اللهُ: ‹قُلْ لَهُمْ لَا تَصْعَدُوا وَلَا تُحَارِبُوا لِأنِّي لَسْتُ مَعَكُمْ. إنْ سَمِعْتُمْ لِي فَلَنْ تُقتَلُوا أمَامَ أعْدَائِكُمْ.›
-
«فَأخْبَرتُكُمْ بَهَذَا، لَكِنَّكُمْ لَمْ تَسْمَعُوا، بَلْ عَصَيتُمْ كَلَامَ اللهِ وَكُنْتُمْ عَنِيدِينَ مُتَكَبِّرِينَ، وَصَعِدْتُمْ إلَى المِنْطَقَةِ الجَبَلِيَّةِ لِأخْذِهَا.
-
فَرَجِعْتُمْ وَبَكَيتُمْ أمَامَ اللهِ، لَكِنَّ اللهَ لَمْ يُعِرِ انتِبَاهًا لِصَوْتِكُمْ وَلَمْ يُصغِ لَكُمْ.
-
تَوَهَانُ إسْرَائِيلَ فِي الصَّحرَاء
«ثُمَّ دُرنَا وَانْطَلَقنَا نَحْوَ الصَّحرَاءِ فِي الطَّرِيقِ إلَى البَحْرِ الأحْمَرِ كَمَا أمَرَنِي اللهُ. وَسِرْنَا حَوْلَ مِنْطَقَةِ سَعِيرَ الجَبَلِيَّةِ أيَّامًا كَثِيرَةً.
-
«ثُمَّ قَالَ اللهُ لِي:
-
«وَقَالَ اللهُ لِي: ‹لَا تُزْعِجْ شَعْبَ مُوآبَ وَلَا تُحَارِبْهُمْ، لِأنِّي لَنْ أُعْطِيَكَ شَيْئًا مِنْ أرْضِهِمْ مِلْكًا لَكَ. فَقَدْ أعْطَيْتُ مَدِينَةُ عَارٍ مِيرَاثًا لِنَسْلِ لُوطٍ مِلْكًا لَهُمْ.›»
-
كَمَا سَكَنَ الحُورِيُّونَ فِي سَعِيرَ سَابِقًا، لَكِنَّ نَسْلَ عِيسُو طَرَدُوهُمْ وَأهْلَكُوهُمْ مِنْ أمَامِهِمْ وَسَكَنُوا مَكَانَهُمْ، كَمَا عَمِلَ إسْرَائِيلُ بِشَعْبِ الأرْضِ الَّتِي امتَلَكَهَا، وَالَّتِي أعْطَاهَا اللهُ لَهُمْ.
-
«وَقَالَ اللهُ: ‹وَالْآنَ قُومُوا وَاعْبُرُوا وَادِيَ زَارَدَ.› فَعَبَرْنَا وَادِي زَارَدَ.
-
وَقَدِ اسْتَغْرَقَنَا السَّفَرُ مِنْ قَادِشَ بَرْنِيعَ إلَى وَادِي زَارَدَ ثَمَانِي وَثَلَاثِينَ سَنَةً. وَخِلَالَ هَذِهِ الفَترَةِ فَنِيَ فِي المُخَيَّمِ كُلُّ جِيلِ المُحَارِبِينَ تَمَامًا كَمَا أقْسَمَ اللهُ لَهُمْ.
-
فَقَدَ مَدَّ اللهُ يَدَهُ ليُقَاوَمَهُمُ، حَتَّى استأصَلَهُمْ مِنَ المُخَيَّمِ، وَأهْلَكَهُمْ تَمَامًا.
-
تَكَلَّمَ اللهُ إلَيَّ وَقَالَ:
-
وَقَدْ كَانُوا شَعْبًا قَوِيًّا وَكَثِيرًا وَطَوِيلًا كَالعَنَاقِيِّينَ. لَكِنَّ اللهَ أهْلَكَهُمْ مِنْ أمَامِ العَمُّونِيِّينَ. فَطَرَدَهُمُ العَمُّونِيُّونَ وَسَكَنُوا مَكَانَهُمْ.
-
مُحَارَبَةُ الأمُورِيِّين
«وَقَالَ لِيَ اللهُ: ‹قُمْ وَانْطَلِقْ وَاعبُرْ وَادِيَ أرنُونَ، فَهَا قَدْ أعْطَيْتُكَ القُوَّةَ لِتَهْزِمَ سِيحُونَ مَلِكَ حَشْبُونَ. فبَادِرْ بِامتِلَاكِ أرْضِهِ، وَبِشَنِّ حَرْبٍ عَلَيْهِ.
-
ثُمَّ قَالَ اللهُ لِي: ‹هَا قَدْ بَدَأتُ بِإعطَاءِ سِيحُونَ وَأرْضِهِ لَكَ، فَابدَأ بِامتِلَاكِهَا.›
-
«فَقَالَ اللهُ لِي: ‹لَا تَخَفْ مِنْهُ لِأنِّي سَأُسَلِّمُهُ هُوَ وَكُلَّ شَعْبِهِ وَأرْضِهِ لَكَ، وَسَتَعْمَلُ بِهِ مَا عَمِلتَهُ بِسِيحُونَ مَلِكِ الأمُورِيِّينَ الَّذِي كَانَ يَحْكُمُ حَشْبُونَ.›
-
إلَى أنْ يُرِيحَ اللهُ إخْوَتَكُمْ كَمَا أرَاحَكُمْ، وَيَمْتَلِكُوا الأرْضَ الَّتِي أعْطَاهَا إلَهُكُمْ لَهُمْ شَرْقَ نَهْرِ الأُرْدُنِّ. حِينَئِذٍ، يُمْكِنُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ أنْ يَعُودَ إلَى الأرْضِ الَّتِي أعْطَيْتُهَا لَهُ.›
-
«وَأوصَيتُ يَشُوعَ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ، وَقُلْتُ لَهُ: ‹قَدْ رَأيْتَ كُلَّ مَا عَمِلَهُ إلَهُكُمْ بِهَذَينِ المَلِكَينِ، فَإنَّهُ هَكَذَا سَيَعْمَلُ اللهُ بِكُلِّ المَمَالِكِ الَّتِي سَتَعْبُرُ إلَيْهَا.