شَكْوَى حَبَقُّوقَ الأُولَى

يَا اللهُ، إلَى مَتَى أصرُخُ إلَيْكَ فَلَا تَسْتَجِيبُ؟ إلَى مَتَى أصْرُخُ إلَيْكَ وَأقُولُ: «هُنَاكَ ظُلْمٌ!» وَأنْتَ لَا تُنقِذُ وَلَا تُرِيحُ؟

جَوَابُ الله

«انْظُرُوا بَيْنَ الأُمَمِ وَتَعَجَّبُوا! لِأنَّهُ سَيُعمَلُ عَمَلًا فِي أيَّامِكُمْ لَنْ تُصَدِّقُوهُ حَتَّى لَوْ أخبَرَكُمْ أحَدٌ!

شَكوَى حَبَقُّوقَ الثَّانِيَة

ألَسْتَ مَوجُودًا مُنْذُ الأزَلِ؟ إلَهِي القُدُّوسُ، أنْتَ لَا تَمُوتُ. يَا اللهُ، هَلِ اختَرْتَ بَابِلَ لِتَحْقِيقِ عَدَالَتِكَ؟ يَا صَخرَتِي، هَلْ أسَّسْتَهَا لِتَأْدِيبِ بَنِي إسْرَائِيلَ؟

سَأقِفُ عَلَى بُرجِ المُرَاقَبَةِ، وَسَأنْتَصِبُ فِي مَكَانِي عَلَى السُّورِ. سَأنْظُرُ لِأرَى مَا سَيَقُولُهُ اللهُ لِي، وَكَيْفَ سَيَسْتَجِيبُ لِشَكوَايَ.

جَوَابُ الله

فَأجَابَنِي اللهُ: «اكتُبْ هَذِهِ الرُّؤْيَا بِوُضُوحٍ عَلَى ألوَاحٍ، لِيَرْكُضَ كُلُّ مَنْ يَقْرَأُهَا وَيُبَلِّغَهَا.

لَكِنَّ اللهَ القَدِيرَ يُرْسِلُ نَارًا، فَتَأْكُلَ تَعَبَ الشُّعُوبِ، وَيَكُوُنُ كُلُّ عَنَائِهِمْ هَبَاءً.

لِأنَّ الأرْضَ سَتَمْتَلِئُ مِنْ مَجْدِ اللهِ، كَمَا تُغَطِّي المِيَاهُ البَحْرَ.

شَبِعْتَ إهَانَةً بَدَلَ الكَرَامَةِ. أنْتَ أيْضًا سَتَشْرَبُ وَتَكْشِفُ نَفْسَكَ. كَأسُ الغَضَبِ الَّذِي فِي يَمِينِ اللهِ لَكَ، وَسَيَحِلُّ بِكَ الخِزْيُ مَكَانَ المَجْدِ.

لَكِنَّ اللهَ فِي هَيْكَلِهِ المُقَدَّسِ، فَاصْمُتِي أمَامَهُ يَا كُلَّ الأرْضِ.

يَا اللهُ، سَمِعْتُ عَنْ مَا عَمِلْتَهُ، وَامْتَلأْتُ خَوْفًا مِمَّا عَمِلْتَهُ عَبْرَ السِّنِينَ. أحْيِي عَمَلَكَ ذَاكَ. عَرِّفْ بِعَمَلِكَ فِي وَسَطِ السِّنِينَ. وَأظْهِرْ رَحْمَتَكَ حَتَّى فِي غَضَبِكَ. سِلَاهْ

اللهُ يَأْتِي مِنْ تَيْمَانَ، القُدُّوسُ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ. سِلَاهْ مَجْدُهُ يُغَطِّي السَّمَاءَ، وَالأرْضُ مُمتَلِئَةٌ بِتَرَانِيمِ التَّسبِيحِ لَهُ.

يَا اللهُ، هَلِ اشتَعَلَ غَضَبُكَ عَلَى الأنهَارِ؟ هَلْ حَمِيَ غَضَبُكَ عَلَى الأنهَارِ، وَسَخَطُكَ عَلَى البَحْرِ؟ ألِهَذَا تَرْكَبُ عَلَى خُيُولٍ وَمَرْكَبَاتٍ لِأجْلِ الِانْتِصَارِ؟

اللهُ رَبِّي هُوَ قُوَّتِي. يَجْعَلُ قَدَمَيَّ كَقَدَمَي غَزَالٍ، فَأمشِيَ عَلَى المُرْتَفَعَاتِ. لِقَائِدِ التَّسبِيحِ، عَلَى الآلَاتِ الوَتَرِيَّةِ.