-
الكَلَامُ الَّذِي قَالَهُ اللهُ، وَأعلَنَهُ لِإرْمِيَا فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ مِنْ حُكْمِ يُوشِيَّا بْنِ آمُونَ مَلِكِ يَهُوذَا.
-
دَعوَةُ اللهِ لِإرْمِيَا
هَذِهِ هِيَ رِسَالَةُ اللهِ الَّتِي أُعلِنَتْ لِي:
-
فَقَالَ اللهُ لِي: «لَا تَقُلْ: ‹لَسْتُ سِوَى وَلَدٍ صَغِيرٍ،› لِأنَّكَ سَتَذْهَبُ إلَى كُلِّ مَكَانٍ سَأُرْسِلُكَ إلَيْهِ. وَسَتَتَكَلَّمُ بِكُلِّ مَا آمُرُكَ بِهِ.
-
لَا تَخَفْ مِنَ النَّاسِ، لِأنِّي سَأكُونَ مَعَكَ لِأحمِيَكَ.» هَذَا هُوَ الكَلَامُ الَّذِي قَالَهُ اللهُ.
-
ثُمَّ مَدَّ اللهُ يَدَهُ وَلَمَسَ فَمِي، وَقَالَ لِي: «هَا إنِّي وَضَعْتُ كَلَامِي فِي فَمِكَ.
-
رُؤيَتَان
وَأعلَنَ لِي اللهُ الرِّسَالَةَ التَّالِيَةَ، فَقَالَ: «مَاذَا تَرَى يَا إرْمِيَا؟» فَقُلْتُ: «أرَى غُصْنَ لَوْزٍ.»
-
فَقَالَ اللهُ لِي: «أحْسَنْتَ الرُّؤيَةَ. فَأنَا سَاهِرٌ عَلَى كَلِمَتِي لِأضمَنَ تَحْقِيقَهَا.»
-
وَأعلَنَ لِي اللهُ رِسَالَةً أُخْرَى، فَقَالَ: «مَاذَا تَرَى؟» فَقُلْتُ: «أرَى قِدرًا مَملُوءَةً بِالمَاءِ المَغلِيِّ، وَفُتْحَتُهَا تَتَّجِهُ مِنَ الشِّمَالِ نَحْوَ الجَنُوبِ.»
-
فَقَالَ اللهُ لِي: «مِنَ الشِّمَالِ سَيَنْطَلِقُ الشَّرُّ عَلَى كُلِّ سُكَّانِ يَهُوذَا.
-
هَا إنِّي سَأدعُو كُلَّ عَشَائِرِ مَمَالِكِ الشِّمَالِ، وَسَيَأْتُونَ. وَسَيَضَعُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَرْشَهُ عِنْدَ مَدَاخِلِ بَوَّابَاتِ مَدِينَةِ القُدْسِ. سَيُهَاجِمُونَ أسوَارَهَا وَالبَلدَاتِ المُحِيطَةَ بِهَا. يَقُولُ اللهُ.
-
سَيُحَارِبُونَكَ، لَكِنَّهُمْ لَنْ يَقْدِرُوا أنْ يَهْزِمُوكَ، لِأنِّي سَأكُونُ مَعَكَ لِأحمِيَكَ،» يَقُولُ اللهُ.
-
عَدَمُ أمَانَةِ يَهُوذَا
وَأعطَانِي اللهُ هَذِهِ الرِّسَالَةَ:
-
«اذْهَبْ وَأعلِنْ لِسُكَّانِ القُدْسِ أنَّ هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ: «‹يَا قُدْسُ، أتَذَكَّرُ وَلَاءَكِ الَّذِي أظْهَرْتِهِ فِي شَبَابِكِ، وَأتَذَكَّرُ مَحَبَّتَكِ لِي كَعَرُوسٍ. وَكَيْفَ مَشَيتِ وَرَائِي فِي الصَّحرَاءِ، فِي أرْضٍ غَيْرِ مَزرُوعَةٍ.
-
إسْرَائِيلُ مُخَصَّصٌ للهِ، وَهُوَ أوَّلُ حَصَادِهِ. كُلُّ مَنْ يُحَاوِلُ أكْلَهُ سَيُعَاقَبُ، وَسَيَأْتِي عَلَيْهِ الشَّرُّ.›» يَقُولُ اللهُ.
-
اسمَعُوا كَلِمَةَ اللهِ يَا نَسْلَ يَعْقُوبَ، وَيَا جَمِيعَ عَشَائِرِ بَيْتِ إسْرَائِيلَ.
-
لِأنَّ هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ: «مَا النَّقصُ الَّذِي وَجَدَهُ آبَاؤُكُمْ فِيَّ، حَتَّى إنَّهُمُ ابتَعَدُوا عَنِّي، وَذَهَبُوا وَرَاءَ مَا لَا قِيمَةَ لَهُ، فَخَسِرُوا هُمْ قِيمَتَهُمْ؟
-
لَمْ يَقُولُوا: ‹أيْنَ اللهُ الَّذِي أخرَجَنَا مِنْ أرْضِ مِصْرٍ، الَّذِي قَادَنَا فِي البَرِّيَّةِ، فِي أرْضٍ قَاحِلَةٍ وَمَلِيئَةٍ بِالوِديَانِ، فِي أرْضٍ جَافَّةٍ وَخَطِرَةٍ، فِي أرْضٍ مَهْجُورَةٍ، لَا يَعِيشُ فِيهَا أحَدٌ؟›
-
«لَمْ يَقُلِ الكَهَنَةُ: ‹أيْنَ اللهُ؟› وَالَّذِينَ يَعْرِفُونَ الشَّرِيعَةَ لَا يَعْرِفُونَنِي. الرُّعَاةُ أخطَأُوا ضِدِّي، وَالأنْبِيَاءُ تَنَبَّأُوا بِاسْمِ البَعْلِ، وَالبَاقُونَ ذَهَبُوا وَرَاءَ أُمُورٍ لَا تَنْفَعُ.»
-
يَقُولُ اللهُ: «لِذَلِكَ سَأُحَاكِمُكُمْ ثَانِيَةً، وَسَأُحَاكِمُ أحفَادَكُمْ.
-
يَقُولُ اللهُ: «أيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ اندَهِشِي! ارتَعِبِي وَتَمَزَّقِي،
-
«لِمَاذَا تُجَادِلُونَنِي؟ كُلُّكُمْ تَمَرَّدْتُمْ عَلَيَّ،» يَقُولُ اللهُ.
-
يَا أبْنَاءَ هَذَا الجِيلِ، انتَبِهُوا إلَى مَا يَقُولُهُ اللهُ لَكُمْ: «هَلْ أنَا كَالصَحرَاءِ بِالنِّسبَةِ إلَى بَنِي إسْرَائِيلَ؟ هَلْ أنَا كَأرْضٍ مُظلِمَةٍ؟ فَلِمَاذَا يَقُولُ شَعْبِي: ‹سَنَجُولُ كَمَا نَشَاءُ، وَلَنْ نَأتِيَ إلَيْكَ ثَانِيَةً›؟
-
سَتَخْرُجِينَ مِنْ مِصْرٍ وَيَدَاكِ فَوْقَ رَأسِكِ. لِأنَّ اللهَ قَدْ رَفَضَ تِلْكَ الأُمَمَ الَّتِي وَثِقْتِ بِهَا، وَلَنْ تَنْجَحِي حِينَ يُسَاعِدُونَكِ.
-
«إنْ طَلَّقَ رَجُلٌ زَوْجَتَهُ، فَخَرَجَتْ مِنْ عِندِهِ، ثُمَّ تَزَوَّجَتْ رَجُلًا آخَرَ، فَهَلْ يُمْكِنُ أنْ يَعُودَ إلَيْهَا؟ ألَا يُنَجِّسُ هَذَا الأرْضَ تَمَامًا؟ وَأنتِ يَا يَهُوذَا، زَنَيتِ مَعَ مُحِبِّينَ كَثِيرِينَ، وَتَعُودِينَ إلَيَّ،» يَقُولُ اللهُ.
-
وَقُلْتِ: ‹هَلْ سَيَغْضَبُ اللهُ إلَى الأبَدِ؟ هَلْ سَيَحْفَظُ سَخَطَهُ إلَى النِّهَايَةِ؟› تَقُولِينَ هَذَا، ثُمَّ تَعْمَلِينَ كُلَّ مَا تَسْتَطِيعِينَ مِنَ الشَّرِّ!»