Old/New Testament
أمَصْيَا مَلِكُ يَهُوذَا
25 وَكَانَ أمَصْيَا فِي الخَامِسَةِ وَالعِشْرِينَ مِنْ عُمْرِهِ، عِنْدَمَا تَوَلَّى الحُكْمَ. وَحَكَمَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً فِي القُدْسِ. وَاسْمُ أُمِّهِ يَهُوعَدَّانُ، وَهِيَ مِنَ القُدْسِ. 2 وَعَمِلَ أعْمَالًا صَالِحَةً وَفْقَ شَرِيعَةِ اللهِ، لَكِنَّهَا لَمْ تَكُنْ مِنْ قَلْبٍ صَادِقٍ. 3 وَلَمَّا أحْكَمَ أمَصْيَا قَبْضَتَهُ عَلَى المَمْلَكَةِ، قَتَلَ القَادَةَ الَّذِينَ قَتَلُوا أبَاهُ. 4 غَيْرَ أنَّهُ لَمْ يَقْتُلْ أبْنَاءَ القَتَلَةِ هَؤُلَاءِ بِسَبَبِ مَا تَنُصُّ عَلَيْهِ شَرِيعَةُ اللهِ. فَقَدْ أمَرَ اللهُ وَقَالَ: «لَا يَجُوزُ أنْ يُقْتَلَ الآبَاءُ بِسَبَبِ أمْرٍ فَعَلَهُ الأبْنَاءُ. وَلَا يَجُوزُ أنْ يُقتَلَ الأبْنَاءُ بِسَبَبِ أمْرٍ فَعَلَهُ الآبَاءُ.»
5 وَجَمَعَ أمَصْيَا شَعْبَ يَهُوذَا مَعًا حَسَبَ عَائِلَاتهِمْ، وَوَضَعَ قَادَةً وَرُؤَسَاءَ مَسؤُولِينَ عَنْهُمْ. فَكَانَ هَؤُلَاءِ القَادَةُ مَسؤُولِينَ عَنْ كُلِّ الجُنُودِ فِي يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ. فَكَانَ كُلُّ الرِّجَالِ الَّذِينَ اختِيرُوا جُنُودًا فِي العِشرِينَ مِنَ العُمْرِ فَمَا فَوقُ. فَكَانَ مَجْمُوعُهُمْ ثَلَاثَ مِئَةِ ألْفِ جُندِيٍّ مُدّرَّبٍ عَلَى القِتَالِ وَمَاهِرٍ فِي اسْتِخْدَامِ الرِّمَاحِ وَالتُّرُوسِ. 6 وَاستَأْجَرَ أمَصْيَا مِئَةَ ألْفِ جُنديٍّ جَبَّارٍ مِنْ إسْرَائِيلَ، بِمِئَةِ قِنْطَارٍ مِنَ الفِضَّةِ. 7 وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ رِجَالِ اللهِ إلَى أمَصْيَا وَقَالَ لَهُ: «أيُّهَا المَلِكُ، لَا تَدَعْ جَيْشَ إسْرَائِيلَ يَذْهَبُ مَعَكَ. فَلَيْسَ اللهُ مَعَ إسْرَائِيلَ أوْ مَعَ شَعْبِ أفْرَايِمَ. 8 رُبَّمَا تَسْعَى إلَى أنْ تَكُونَ قَوِيًّا وَمُتَأهِّبًا لِلحَرْبِ، لَكِنَّ نَصْرَكَ أوْ هَزِيمَتَكَ مِنَ اللهِ وَحْدَهُ.» 9 فَقَالَ أمَصْيَا لِرَجُلِ اللهِ: «لَكِنْ مَاذَا عَنْ مِئَةِ قِنْطَارٍ مِنَ الفِضَّةِ دَفَعْتُهَا لجَيْشِ إسْرَائِيلَ؟» فَأجَابَهُ رَجُلُ اللهِ: «اللهُ غَنِيٌّ جِدًّا. وَهُوَ يَسْتَطِيعُ أنْ يُعَوِّضَكَ عَنْهُ وَأكثَرَ!»
10 فَأعَادَ أمَصْيَا جَيْشَ بَنِي إسْرَائِيلَ إلَى بَلَدِهِمْ فِي أفْرَايِمَ. فَعَادُوا إلَى بَلَدِهمْ وَهُمْ يَشْتَعِلُونَ غَضَبًا مِنَ المَلِكِ وَمِنْ شَعْبِ يَهُوذَا. 11 ثُمَّ اسْتَجْمَعَ أمَصْيَا شَجَاعَتَهُ وَقَادَ جَيْشَهُ إلَى وَادِي المِلحِ فِي أدُومَ. وَفِي ذَلِكَ المَكَانِ قَتَلَ جَيْشُ أمَصْيَا عَشْرَةَ آلَاف جُندِيٍّ مِنْ سَاعِيرَ. 12 وَأسَرُوا أيْضًا عَشْرَةَ آلَافِ رَجُلٍ مِنْهُمْ. وَأخَذُوهُمْ إلَى قِمَّةِ تَلَّةٍ، وَألقَوْا بِهِمْ أحْيَاءً مِنْ فَوقِهَا، فَتَحَطَّمْتْ أجْسَادُهُمْ عَلَى الصُّخُورِ.
13 أمَّا جَيْشُ بَنِي إسْرَائِيلَ الَّذِي أرْجَعَهُ أمَصْيَا وَمَنَعَهُ مِنَ المُشَارَكَةِ فِي المَعْرَكَةِ، فَكَانَ يُهَاجِمُ مُدُنَ يَهُوذَا مِنْ بَيت حُورُونَ إلَى السَّامِرَةِ فِي طَريقِ عَودَتِهِ. فَقَتَلَ ثَلَاثَةَ آلَافِ شَخْصٍ، وَسَلَبَ أشْيَاءَ ثَمِينَةً جِدًّا.
14 وَرَجِعَ أمَصْيَا إلَى وَطَنهِ بَعْدَ أنْ هَزَمَ الجَيْشَ الأدُومِيَّ. وَجَلَبَ مَعَهُ الأصْنَامَ الَّتِي كَانَ يَعْبُدُهَا شَعْبُ سَاعِيرَ. وَصَارَ يَعْبُدُهَا وَيَسْجُدُ أمَامَهَا، وَأحرَقَ لَهَا بَخُورًا. 15 فَاشتَعَلَ غَضَبُ اللهِ عَلَى أمَصْيَا، وَأرْسَلَ لَهُ نَبيًّا يَقُولُ لَهُ: «لمَاذَا عَبَدتَ آلهَةَ ذَلِكَ الشَّعْبِ، تِلْكَ الآلِهَةَ الَّتِي عَجِزتَ عَنْ أنْ تُخَلِّصَ شَعْبَهَا مِنْكَ؟» 16 فَلَمَّا تَكَلَّمَ النَّبِيُّ، قَالَ لَهُ المَلكُ: «مَنْ عَيَّنَكَ مُسْتَشَارًا لِلمَلِكِ! اخرَسْ وَإلَّا فَإنَّكَ سَتُقتَلُ!» فَسَكَتَ النَّبِيُّ، لَكِنَّهُ عَادَ فَقَالَ: «قَدْ قَضَى اللهُ بِمَوْتِكَ، لِأنَّكَ فَعَلْتَ تِلْكَ الشُّرُورَ وَلَمْ تَسْمَعْ نَصِيحَتِي.»
17 فَتَشَاوَرَ أمَصْيَا مَلِكُ يَهُوذَا مَعَ رِجَالِهِ، وَأرْسَلَ رِسَالَةً إلَى يُوآشَ بْنِ يَهُوآحَازَ مَلِكِ إسْرَائِيلَ قَالَ فِيهَا: «تَعَالَ وَلْنَتَوَاجَهَ!»
18 فَرَدَّ يُوآشُ مَلِكُ إسْرَائِيلَ عَلَى أمَصْيَا، مَلِكِ يَهُوذَا وَقَالَ: «أرْسَلَ عَوسَجُ لُبْنَانَ رِسَالَةً إلَى أرْزِ لُبْنَانَ، قَالَ فِيهَا: ‹زَوِّجِ ابْنَتَكَ لِابْنِي.› لَكِنَّ وَحشًا بَرِّيًّا مِنْ لُبْنَانَ مَرَّ وَدَاسَ العَوْسَجَ. 19 صَحِيحٌ أنَّكَ هَزَمْتَ أدُومَ. لَكِنَّكَ انتَفَخْتَ بِالكِبْرِيَاءِ بِسَبَبِ ذَلِكَ. فَالزَمْ بَيْتَكَ وَتَفَاخَرْ كَمَا يَحْلُو لَكَ. وَلَا تَطْلُبِ الشَّرَّ لِنَفسِكَ. لِأنَّكَ إنْ فَعَلْتَ، سَتَسْقُطُ أنْتَ وَيَهُوذَا مَعَكَ!»
20 لَكِنَّ أمَصْيَا أغلَقَ أُذُنَيهِ. وَكَانَ هَذَا مِنَ اللهِ. إذْ أرَادَ اللهُ أنْ يَنْصُرَ إسْرَائِيلَ عَلَى يَهُوذَا لِأنَّ شَعْبَ يَهُوذَا تَبِعُوا آلِهَةَ شَعْبِ أدُومَ. 21 فَخَرَجَ يُوآشُ، مَلِكُ إسْرَائِيلَ، لِيُحَارِبَ أمَصْيَا، مَلِكَ يَهُوذَا، فِي بَيْتِ شَمسٍ فِي يَهُوذَا. 22 فَألحَقَتْ إسْرَائِيلُ هَزِيمَةً بِيَهُوذَا. فَهَرَبَ كُلُّ رِجَالِ يَهُوذَا إلَى بُيُوتِهِمْ. 23 وَفِي بَيْتِ شَمسٍ أسَرَ يُوآشُ بْنُ يَهُوآحَازَ، مَلِكُ إسْرَائِيلَ، أمَصْيَا ابْنَ يُوآشَ بْنِ أخَزْيَا، مَلِكَ يَهُوذَا. وَأخَذَ يُوآشُ أمَصْيَا إلَى مَدِينَةِ القُدْسِ. وَهَدَمَ سُورَ القُدْسِ مِنْ بَوَّابَةِ أفْرَايِمَ إلَى بَوَّابَةِ الزَّاوِيَةِ، نَحْوَ أرْبَعِ مِئَةِ ذِرَاعٍ. 24 وَأخَذَ يُوآشُ كُلَّ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَالأدَوَاتِ الأُخرَى الثَمِينَةِ الَّتِي فِي بِيتِ اللهِ الَّتِي كَانَتْ فِي عُهْدَةِ عُوبِيدَ أدُومَ، مَعَ الكُنُوزِ الَّتِي فِي بَيْتِ المَلِكِ. ثُمَّ أخَذَ بَعْضَ الرَّهَائِنِ وَرَجِعَ إلَى السَّامِرَةِ.
25 وَعَاشَ مَلِكُ يَهُوذَا أمَصْيَا بْنُ يُوآشَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً بَعْدَ مَوْتِ مَلِكِ إسْرَائِيلَ يُوآشَ بْنِ يَهُوآحَازَ. 26 أمَّا بَقِيَّةُ أعْمَالِ أمَصْيَا مُنْذُ بِدَايَةِ حُكْمِهِ حَتَّى نِهَايَتِهِ، فَهِيَ مُدَوَّنَةٌ فِي كِتَابِ تَارِيخِ مُلُوكِ يَهُوذَا وَإسْرَائِيل.
27 وَكَانَ أمَصْيَا قَدِ انْحَرَفَ عَنِ اتِّبَاعِ طَرِيقِ اللهِ. فَقَرَّرَ أهْلُ مَدِينَةِ القُدْسِ أنْ يَنْقَلِبُوا عَلَيْهِ وَيَقْتُلُوهُ. فَهَرَبَ إلَى بَلْدَةِ لَخِيشَ. لَكِنَّهُمْ أرْسَلُوا إلَى لَخِيشَ رِجَالًا فَقَتَلُوهُ هُنَاكَ. 28 ثُمَّ حَمَلُوا جُثَّتَهُ وَدَفَنُوهُ فِي مَقْبَرَةِ آبَائِهِ فِي مَدِينَةِ يَهُوذَا.
عُزِّيَا مَلِكُ يَهُوذَا
26 ثُمَّ اخْتَارَ شَعْبُ يَهُوذَا عُزِّيَّا مَلِكًا جَدِيدًا مَكَانَ أبيهِ أمَصْيَا. وَكَانَ عُزِّيَّا فِي السَّادِسَةَ عَشْرَةَ مِنْ عُمرِهِ عِنْدَمَا تَوَلَّى الحُكْمَ. 2 وَأعَادَ عُزِّيَّا بِنَاءَ مَدِينَةِ أيلَةَ وَأعَادَهَا إلَى يَهُوذَا. عَمِلَ عُزِّيَا هَذَا بَعْدَ أنْ مَاتَ أمَصْيَا وَدُفِنَ مَعَ آبَائِهِ.
3 كَانَ عُزِّيَّا فِي السَّادِسَةَ عَشْرَةَ مِنْ عُمرِه عِنْدَمَا صَارَ مَلِكًا. وَحَكَمَ اثنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ سَنَةً فِي القُدْسِ. وَاسْمُ أُمِّهِ يَكُلْيَا وَهِيَ مِنَ القُدْسِ. 4 وَعَمِلَ عُزِّيَّا مَا يُرضِي اللهَ. فَأطَاعَ اللهَ كَمَا فَعَلَ أبُوهُ أمَصْيَا. 5 وَتَبِعَ عُزِّيَّا اللهَ طَوَالَ حَيَاةِ زَكَرِيَّا الَّذِي عَلَّمَهُ كَيْفَ يَتَّقي اللهَ وَيُطِيعُهُ. وَقَدْ وَفَّقَ اللهُ عُزِّيَّا حِينَ كَانَ يَتْبَعُ اللهَ.
6 وَشَنَّ عُزِّيَّا حَربًا عَلَى الفِلِسْطِيِّينَ. وَهَدَمَ الأسوَارَ المُحِيطَةَ بِمَدِينَةِ جَتَّ وَلِبْنَةَ وَأشْدُودَ. وَبَنَى مُدُنًا قُرْبَ مَدِينَةِ أشْدُودَ وَفِي أمَاكِنَ أُخْرَى بَيْنَ الفِلِسْطِيِّينَ. 7 وَأعَانَ اللهُ عُزِّيَّا فِي حَربِهِ عَلَى الفِلِسْطِيِّينَ، وَالعَرَبِ السَّاكنِينَ فِي مَدِينَةِ جُورِ بَعلٍ وَالمَعُونِيِّينَ. 8 وَدَفَعَ العَمُّونِيُّونَ الجزيَةَ لِعُزِّيَّا، فَصَارَ اسْمُهُ مَعْرُوفًا حَتَّى حُدُودِ مِصْرٍ بفَضلِ قُوَّتِهِ الكَبِيرَةِ.
9 وَبَنَى عُزِّيَّا أبرَاجًا فِي القُدْسِ عِنْدَ بَوَّابَةِ الزَّاوِيَةِ، وَبَوَّابَةِ الوَادِي وَفِي مُنعَطَفِ السُّورِ. وَقَوَّى هَذِه الأبرَاجَ. 10 وَبَنَى أبرَاجًا فِي الصَّحرَاءِ، وَحَفَرَ أيْضًا آبَارًا كَثِيرَةً فِي المَنَاطِقِ الجَبَلِيَّةِ وَفِي السُّهُولِ. وَكَانَ لَدَيهِ مُزَارِعُونَ فِي الجِبَالِ الغَربِيَّةِ وَفِي الأرَاضِي الخَصبَةِ. وَكَانَ لَدَيهِ أيْضًا رِجَالٌ يَعْتَنُونَ بِالكُرُومِ. فَقَدْ كَانَ يُحِبُّ الزِّرَاعَةَ.
11 وَكَانَ لَدَى عُزِّيَّا جَيْشٌ مِنَ الجُنُودِ المُدَرَّبِينَ. وَقَدْ قَسَّمَ الجَيْشَ إلَى فِرَقٍ وَفْقَ الخُطَّةِ الَّتِي أعَدَّهَا يَعِيئِيلُ كَاتِبُ المَلِكِ، وَالضَابِطُ مَعْسِيَّا، تَحْتَ إدَارَةِ حَنَنْيَا، أحَدِ كِبَارِ الضُّبَّاطِ لَدَى المَلِكِ. فَأحصَى يَعِيئيلُ وَمَعْسِيَّا الجُنُودَ وَقَسَّمَاهُمْ فِي فِرَقٍ. 12 وَكَانَ هُنَاكَ ألفَانِ وَسِتُّ مِئَةِ رَئِيسٍ عَلَى هَؤُلَاءِ الجُنُودِ. 13 فَكَانَ رُؤَسَاءُ العَائِلَاتِ مَسؤُولِينَ عَنْ جَيْشٍ قِوَامُهُ ثَلَاثُ مِئَةِ ألفٍ وَسَبعَةُ آلَافٍ وَخَمسُ مِئَةٍ مِنَ المُحَارِبِينَ الأشِدَّاءِ الَّذِينَ سَانَدُوا المَلِكَ فِي حَرْبِهِ عَلَى الأعْدَاءَ. 14 وَسَلَّحَ عُزِّيَّا الجَيْشَ بِالتُّرُوسِ وَالرِّمَاحِ وَالخُوَذِ وَالدُّرُوعِ وَالأقوَاسِ وَحِجَارَةٍ لِلمَقَالِيعِ. 15 وَوَضَعَ عُزِّيَّا فِي القُدْسِ قَاذِفَاتِ حِجَارَةٍ اختَرَعَهَا رِجَالٌ أذكِيَاءٌ. وُضِعَتْ هَذِهِ الآلَاتُ عَلَى الأبرَاجِ وَزَوَايَا الأسوَارِ. فَكَانَتْ تُطلِقُ سِهَامًا وَحِجَارَةً ضَخمَةً. فَذَاعَ صِيتُ عُزِّيَّا فِي أمَاكِنَ بَعِيدَةٍ. وَقَدْ أعَانَهُ اللهُ حَتَّى صَارَ مَلكًا قَوِيًّا. 16 لَكِنْ عِنْدَمَا صَارَ عُزِّيَّا مَلِكًا قَوِيًّا، وَقَعَ فِي فَخِّ الكِبرِيَاءِ، مِمَّا أدَّى إلَى هَلَاكِهِ. فَلَمْ يَعُدْ وَفِيًّا لِإلَهِهِ، إذْ دَخَلَ بِنَفْسِهِ إلَى هَيْكَلِ اللهِ لِكَي يُحْرِقَ بَخُورًا عَلَى مَذْبَحِ البَخُورِ. 17 فَلَحِقَ بِهِ إلَى دَاخِلِ الهَيْكَلِ الكَاهِنُ عَزَرْيَا، وَثَمَانُونَ كَاهِنًا شُجَاعًا يَخْدِمُونَ اللهَ. 18 وَوَاجَهُوهُ وَحَاوَلُوا مَنْعَهُ فَقَالُوا لَهُ: «لَيْسَ مَسمُوحًا لَكَ بِأنْ تُحْرِقَ بَخُورًا للهِ. فَهَذَا عَمَلُ الكَهَنَةِ المُقَدَّسِينَ مِنْ بَنِي هَارُونَ. قَدْ تَجَاوَزْتَ حَدَّكَ. فَاخْرُجِ الآنَ مِنَ المَكَانِ المُقَدَّسِ. لَقَدْ خُنْتَ شَرِيعَةَ اللهِ. فَلَا تَتَوَهَّمْ أنَّ اللهُ سَيُكرِمُكَ عَلَى مَا فَعَلتَهُ!»
19 فَغَضِبَ عُزِّيَّا كَثِيرًا. وَكَانَتْ فِي يَدِهِ مِجمَرَةٌ لِإحْرَاقِ البَخُورِ. وَعِنْدَمَا غَضِبَ كَثِيرًا عَلَى الكَهَنَةِ، ظَهَرَ البَرَصُ عَلَى جَبِينهِ عَلَى مَرْأى مِنَ الكَهَنَةِ فِي بَيْتِ اللهِ قُرْبَ مَذْبَحِ البَخُورِ. 20 وَنَظَرَ رَئيسُ الكَهَنَةِ عَزَرْيَا وَكُلُّ الكَهَنَةِ إلَى عُزِّيَّا، وَرَأوْا البَرَصَ عَلَى جَبِينِهِ. فَبَدَأُوا يَطْرُدُونَهُ مِنَ الهَيْكَلِ. وَعِنْدَمَا أدرَكَ عُزِّيَّا أنَّ اللهَ عَاقَبَهُ بِالبَرَصِ، بَادَرَ هُوَ نَفْسُهُ إلَى الإسرَاعِ بِالخُرُوجِ. 21 فَصَارَ المَلِكُ عُزِّيَّا أبرَصَ، وَلَمْ يَعُدْ بِمَقدُورِهِ أنْ يَدْخُلَ بَيْتَ اللهِ. فَتَوَلَّى يُوثَامُ بْنُ عُزِّيَّا الإشرَافَ عَلَى بَيْتِ المَلِكِ، وَصَارَ حَاكِمًا للشَّعبِ.
22 أمَّا بَقِيَّةُ أعْمَالِ عُزِّيَّا، مِنْ أوَّلِهَا إلَى آخِرِهَا، فَهِيَ مَدَوَّنَةٌ فِي كِتَابَاتِ النَّبِيِّ إشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ.
23 وَمَاتَ عُزِّيَّا وَدُفِنَ إلَى جِوَارِ آبَائِهِ. وَدَفَنُوهُ فِي الحَقْلِ قُرْبَ القُبُورِ المَلَكيَّةِ، لِأنَّ الشَّعْبَ قَالُوا: «إنَّهُ أبرَصُ.» وَخَلَفَهُ عَلَى العَرْشِ ابْنُهُ يُوثَامُ.
يُوثَامُ مَلكُ يَهُوذَا
27 وَكَانَ يُوثَامُ فِي الخَامِسَةِ وَالعِشْرِينَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا تَوَلَّى الحُكْمَ، وَحَكَمَ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً فِي القُدْسِ. وَأُمُّهُ هِيَ يَرُوشَةُ بِنْتُ صَادُوقَ. 2 وَعَمِلَ يُوثَامُ مَا يُرضِي اللهَ كَأبِيهِ عُزِّيَّا، كَمَا أنَّهُ لَمْ يَنْتَهِكْ هَيْكَلَ اللهِ ليُحْرِقَ بَخُورًا، كَمَا فَعَلَ أبُوهُ. لَكِنَّ الشَّعْبَ لَمْ يَتَوَقَّفُوا عَنْ ارْتِكَابِ الآثَامِ وَالِابْتِعَادِ عَنْ طَرِيقِ اللهِ. 3 وَبَنَى يُوثَامُ البَوَّابَةَ العُليَا لبَيْتِ اللهِ، وَبَنَى كَثِيرًا عَلَى السُّورِ فِي المَكَانِ المُسَمَّى عُوفِلَ. 4 وَبَنَى يُوثَامُ أيْضًا مُدُنًا فِي مِنطَقَةِ يَهُوذَا الجَبَلِيَّةِ. وَبَنَى فِيهَا حُصُونًا وَأبْرَاجًا مِنْ أخْشَابِ الغَابَاتِ المُحيطَةِ. 5 وَحَارَبَ مَلِكَ العَمُّونِيِّينَ وَانتَصَرَ عَلَيْهِ. فَدَفَعَ العَمُّونِيُّونَ لِيُوثَامَ مِئَةَ قِنْطَارٍ مِنَ الفِضَّةِ، وَعَشْرَةَ آلَافِ كِيسٍ مِنَ القَمْحِ، وَعَشْرَةَ آلَافِ كِيسٍ مِنَ الشَّعِيرِ. وَدَفَعَ العَمُّونِيُّونَ مِثْلَ هَذَا المِقْدَارِ فِي السَّنَةِ التَّالِيَةِ وَالَّتِي تَلِيهَا.
6 وَازدَادَ يُوثَامُ قُوَّةً لِأنَّهُ كَانَ أمِينًا فِي طَاعَةِ إلَهِهِ.
7 أمَّا بَقِيَّةُ أعْمَالِ يُوثَامُ وَالحُرُوبُ الَّتِي خَاضَهَا، فَهِيَ مُدّوَّنَةٌ فِي كِتَابِ تَارِيخِ مُلُوكِ إسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا.
8 اعتَلَى يُوثَامُ العَرْشَ وَهُوَ فِي الخَامِسَةِ وَالعِشْرِينَ مِنْ عُمْرِهِ، وَحَكَمَ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً فِي مَدِينَةِ القُدْسِ. 9 ثُمَّ مَاتَ يُوثَامُ. وَدَفَنَهُ الشَّعْبُ مَعَ آبَائِهِ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ.[a] وَخَلَفَهُ فِي الحُكْمِ ابْنُهُ آحَازَ.
16 «هَا أنَا أُخبِرُكُمْ بِهَذِهِ الأُمُورِ لِئِلَّا يَهْتَزَّ إيمَانُكُمْ. 2 سَيَحْرِمُونَكُمْ مِنْ دُخُولِ المَجَامِعِ. بَلْ سَيَأْتِي وَقْتٌ يَظُنُّ فِيهِ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُ وَاحِدًا مِنْكُمْ أنَّهُ يُقَدِّمُ عِبَادَةً للهِ. 3 سَيَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ الأشْيَاءِ بِكُمْ لِأنَّهُمْ لَا يَعْرِفُونَ الآبَ وَلَا يَعْرِفُونَنِي. 4 لَكِنِّي أُخبِرُكُمْ بِهَذَا حَتَّى تَتَذَكَّرُوا حِينَ يَأتِي وَقْتُهُمْ أنَّنِي حَدَّثْتُكُمْ عَنْهُمْ.
عَمَلُ الرُّوحِ القُدُس
«لَمْ أُخبِرْكُمْ بِهَذِهِ الأُمُورِ فِي البِدَايَةِ لِأنِّي كُنْتُ مَعْكُمْ. 5 أمَّا الآنَ فَإنِّي ذَاهِبٌ إلَى الَّذِي أرْسَلَنِي. وَلَمْ يَسْألْنِي أحَدٌ مِنكُمُ الآنَ: ‹إلَى أيْنَ أنْتَ ذَاهِبٌ؟› 6 بَلْ يَملأُ الحُزنُ قُلُوبَكُمْ لِأنِّي أخبَرْتُكُمْ بِهَذِهِ الأُمُورِ. 7 لَكِنِّي أقُولُ الحَقَّ لَكُمْ: إنَّ ذَهَابِي سَيَكُونُ لِخَيرِكُمْ. لِأنَّ المُعِينَ لَنْ يَأْتِيَكُمْ مَا لَمْ أذْهَبْ. أمَّا إذَا ذَهَبْتُ، فَسَأُرْسِلُهُ إلَيكُمْ.
8 «وَحِينَ يَأتِي فَإنَّهُ سَيُقنِعُ العَالَمَ بِحَقِيقَةِ الخَطِيَّةِ وَالبِرِّ وَالدَّينُونَةِ. 9 سَيُقنِعُ العَالَمَ بِخَطِيَّتِهِمْ، لِأنَّهُمْ لَا يُؤمِنُونَ بِي. 10 وَسَيُقْنِعُ العَالَمَ بِبِرِّي، لِأنِّي ذَاهِبٌ إلَى الآبِ، وَلَنْ تَعُودُوا تَرَوْنَنِي. 11 وَسَيُقنِعُ العَالَمَ بِالدَّينُونَةِ، لِأنَّ الشَّيطَانَ الَّذِي يَحْكُمُ هَذَا العَالَمَ قَدْ أُدِينَ بِالفِعْلِ.
12 «مَا يَزَالُ عِندِي كَثِيرٌ لِأقُولَهُ لَكُمْ، لَكِنَّكُمْ لَا تَقْدِرُونَ أنْ تَحْتَمِلُوا سَمَاعَهُ الآنَ. 13 لَكِنْ حِينَ يَأتِي رُوحُ الحَقِّ فَسَيَقُودُكُمْ إلَى كُلِّ الحَقِّ. لِأنَّهُ لَنْ يَتَكَلَّمَ مِنْ عِندِهِ، بَلْ سَيَتَكَلَّمُ بِكُلِّ مَا يَسْمَعُ، وَسَيُعلِنُ لَكُمْ مَا هُوَ آتٍ. 14 وَسَيُمَجِّدُنِي، لِأنَّهُ سَيُعلِنُ لَكُمْ كُلَّ مَا يَأْخُذُهُ مِنِّي. 15 كُلُّ مَا يَمْلِكُهُ الآبُ هُوَ لِي. لِهَذَا قُلْتُ إنَّهُ سَيُعلِنُ لَكُمْ كُلَّ مَا يَأْخُذُهُ مِنِّي.»
الحُزنُ يَتَحَوَّلُ إلَى فَرَح
16 ثُمَّ قَالَ: «بَعْدَ قَلِيلٍ لَنْ تَعُودُوا تَرَوْنَنِي، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ بِقَلِيلٍ سَتَرَوْنَنِي ثَانِيَةً!»
17 فَقَالَ بَعْضُ تَلَامِيذِهِ أحَدُهُمْ لِلآخَرِ: «مَا مَعنَى هَذَا الَّذِي يَقُولُهُ لَنَا: ‹بَعْدَ قَلِيلٍ لَنْ تَعُودُوا تَرَوْنَنِي، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ بِقَلِيلٍ سَتَرَوْنَنِي ثَانِيَةً›؟ وَمَاذَا يَقْصِدُ بِقَولِهِ: ‹لِأنِّي ذَاهِبٌ إلَى الآبِ›؟» 18 وَقَالُوا: «وَمَا هُوَ هَذَا الوَقْتُ القَلِيلُ الَّذِي يَتَحَدَّثُ عَنْهُ؟»
19 فَعَرَفَ يَسُوعُ أنَّ لَدَيهِمْ أسئِلَةً يُرِيدُونَ طَرْحَهَا، فَقَالَ لَهُمْ: «هَلْ تَتَسَاءَلُونَ عَنْ مَعنَى قَولِي: ‹بَعْدَ قَلِيلٍ لَنْ تَعُودُوا تَرَوْنَنِي، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ بِقَلِيلٍ سَتَرَوْنَنِي ثَانِيَةً›؟ 20 أقُولُ الحَقَّ لَكُمْ: أنْتُمْ سَتَبْكُونَ وَتَنُوحُونَ، أمَّا العَالَمُ فَسَيَبْتَهِجُ. أنْتُمْ سَتَحْزَنُونَ، غَيْرَ أنَّ حُزنَكُمْ سَيَتَحَوَّلُ إلَى فَرَحٍ.
21 «تَكُونُ المَرْأةُ حَزِينَةً وَهِيَ تَلِدُ، لِأنَّ وَقْتَ ألَمِهَا قَدْ حَانَ. لَكِنْ حِينَ يُولَدُ الطِّفلُ، فَإنَّهَا تَنْسَى الألَمَ بِسَبَبِ فَرَحِهَا، لِأنَّ طِفْلًا وُلِدَ فِي هَذَا العَالَمِ. 22 وَهَذَا هُوَ حَالُكُمُ الآنَ. فَأنْتُمْ حَزَانَى، لَكِنِّي سَأرَاكُمْ ثَانِيَةً، وَسَتَفْرَحُ قُلُوبُكُمْ. وَلَنْ يَقْدِرَ أحَدٌ أنْ يَسْلِبُ مِنْكُمْ فَرَحَكُمْ. 23 فِي ذَلِكَ اليَوْمِ، لَنْ تَسألُونِي أيَّةَ أسئِلَةٍ أُخْرَى. أقُولُ الحَقَّ لَكُمْ: مَهْمَا طَلَبتُمْ مِنَ الآبِ بِاسْمِي، فَإنَّهُ سَيُعطِيكُمْ. 24 إلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِاسْمِي. اطْلُبُوا وَسَتَنَالُونَ، لِكَي يَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلًا.
الانْتِصَارُ عَلَى العَالَم
25 «كَلَّمْتُكُمْ بِهَذِهِ الأُمُورِ مُسْتَخْدِمًا أمثِلَةً رَمزِيَّةً. وَلَكِنْ يَأتِي وَقْتٌ لَا أعُودُ فِيهِ أستَخْدِمُ أمثِلَةً فِي كَلَامِي مَعَكُمْ، بَلْ سَأتَحَدَّثُ إلَيكُمْ عَنِ الآبِ بِكَلَامٍ وَاضِحٍ. 26 فِي ذَلِكَ اليَوْمِ سَتَطْلُبُونَ مِنَ الآبِ بِاسْمِي، وَلَا أقُولُ إنِّي سَأطلُبُ مِنَ الآبِ لَكُمْ. 27 فَالآبُ نَفْسُهُ يُحِبُّكُمْ، لِأنَّكُمْ قَدْ أحبَبْتُمُونِي وَآمَنتُمْ بِأنِّي جِئتُ مِنَ اللهِ. 28 جِئتُ مِنَ الآبِ، وَأتَيْتُ إلَى هَذَا العَالَمِ. وَالْآنَ أُغَادِرُ العَالَمَ ذَاهِبًا إلَى الآبِ.»
29 فَقَالَ تَلَامِيذُهُ: «هَا أنْتَ تَتَكَلَّمُ بِوُضُوحٍ وَلَا تَسْتَخْدِمُ أمثِلَةً. 30 وَنَحْنُ نَعْرِفُ الآنَ أنَّكَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيءٍ، وَأنَّكَ تُجِيبُ عَنْ سُؤَالِ أيِّ إنْسَانٍ حَتَّى قَبْلَ أنْ يَسألَ، لِهَذَا نُؤمِنُ أنَّكَ جِئْتَ مِنَ اللهِ.»
31 فَأجَابَهُمْ يَسُوعُ: «هَلْ آمَنتُمْ أخِيرًا؟ 32 اسْمَعُوا إذًا، يَأتِي وَقْتٌ، وَهَا قَدْ أتَى بِالفِعْلِ، حِينَ تَتَفَرَّقُونَ وَيَعُودُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ إلَى بَيْتِهِ وَتَتْرُكُونَنِي وَحْدِي. لَكِنِّي لَا أكُونُ أبَدًا وَحْدِي، لِأنَّ الآبَ مَعِي.
33 «أخبَرتُكُمْ بِهَذَا لِكَي يَكُونَ لَكُمْ سَلَامٌ مِنْ خِلَالِي. سَتُواجِهُونَ ضِيقًا فِي العَالَمِ، لَكِنْ تَشَجَّعُوا فَأنَا قَدِ انتَصَرتُ عَلَى العَالَمِ.»
Copyright © 2009, 2016 by Bible League International