M’Cheyne Bible Reading Plan
إسْرَائِيلُ يَسْمَحُ لِبَنْيَامِينَ بِالذَّهَابِ إلَى مِصْر
43 وَكَانَتِ المَجَاعَةُ قَاسِيَةً فِي الأرْضِ. 2 فَلَمَّا اسْتَهْلَكُوا القَمْحَ الَّذِي اشْتَرَوْهُ مِنْ مِصْرٍ، قَالَ لَهُمْ أبوْهُمْ: «عُودُوا وَاشْتَرُوا لَنَا طَعَامًا.»
3 لَكِنَّ يَهُوذَا قَالَ لَهُ: «لَقَدْ حَذَّرَنَا الحَاكِمُ فَقَالَ: ‹لَنْ تَرَوْا وَجْهِي إلَّا إذَا كَانَ أخُوكُمْ مَعَكُمْ.› 4 فَإنْ كُنْتَ سَتُرْسِلُ أخَانَا مَعَنَا، فَإنَّنَا سَنَنزِلُ وَنَشْتَرِي لَكَ طَعَامًا. 5 لَكِنْ إنْ كُنْتَ لَنْ تُرْسِلَهُ مَعَنَا، فَلَنْ نَنزِلَ. فَقَدْ قَالَ لَنَا الرَّجُلُ: ‹لَنْ تَرُوا وَجْهِي إلَّا إذَا كَانَ أخُوكُمْ مَعَكُمْ.›»
6 فَقَالَ إسْرَائِيلُ: «لِمَاذَا أسَأتُمْ إلَيَّ وَأخْبَرْتُمُ الرَّجُلَ أنَّ لَكُمْ أخًا آخَرَ؟»
7 فَقَالُوا: «دَقَّقَ الرَّجُلُ فِي التَّحقِيقِ مَعَنَا، وَسَألَ عَنَّا وَعَنْ عَائِلَتِنَا: ‹هَلْ مَا يَزَالُ أبُوكُمْ حَيًّا؟ أعِنْدَكُمْ أخٌ آخَرُ؟› فَأجَبْنَاهُ. فَمَا الَّذِي أدْرَانَا بِأنَّهُ سَيَقُولُ لَنَا: ‹أحضِرُوا أخَاكُمْ›؟»
8 وَقَالَ يَهُوذَا لِأبِيهِ إسْرَائِيلَ: «أرْسِلِ الفَتَى مَعِي. وَاسْمَحْ لَنَا أنْ نَنطَلِقَ فَوْرًا، لِكَي نَحيَا وَلَا نَمُوتَ، نَحْنُ وَأنْتَ وَصِغَارُنَا. 9 وَأنَا بِنَفْسِي أضْمَنُ سَلَامَتَهُ. اعتَبِرْنِي مَسؤُولًا عَنْهُ. فَإذَا لَمْ أُرجِعْهُ إلَيكَ وَأضَعْهُ أمَامَكَ، حَمِّلْنِي ذَنبَ ذَلِكَ كُلَّ أيَّامِ حَيَاتِي. 10 لِأنَّكَ لَوْ لَمْ تُؤَخِّرْنَا، لَكُنَّا سَافَرْنَا وَرَجِعْنَا مَرَّتَينِ.»
11 فَقَالَ إسْرَائِيلُ لَهُمُ: «إنْ كَانَ لَا بُدَّ أنْ يَكُونَ الأمْرُ كَذَلِكَ، فَافْعَلُوا مَا يَلِي: خُذُوا بَعْضًا مِنْ أفْضَلِ نِتَاجِ الأرْضِ فِي أكيَاسِكُمْ، وَانزِلُوا بِهَا إلَى الرَّجُلِ هَدِيَّةً. خُذُوا بَعْضَ البَلْسَمِ وَبَعْضَ العَسَلِ وَصَمْغِ القَتَادِ[a] وَالمُرِّ[b] وَالفَسْتُقِ وَاللَّوْزِ. 12 وَخُذُوا ضِعْفَيِّ المَالِ مَعَكُمْ. وَأرْجِعُوا المَالَ الَّذِي أُعِيدَ إلَيكُمْ فِي أكيَاسِكُمْ. فَرُبَّمَا حَدَثَ هَذَا بِالخَطَأِ. 13 وَخُذُوا أخَاكُمْ وَعُودُوا إلَى الرَّجُلِ فَوْرًا. 14 وَلْيُحَنِّنِ اللهُ الجَبَّارُ[c] هَذَا الرَّجُلَ عَلَيكُمْ. وَلَيتَهُ يُعِيدُ مَعَكُمْ أخَاكُمُ الآخَرَ وَبَنْيَامِينَ. أمَّا أنَا، فَإذَا حُرِمْتُ مِنْ أبْنَائِي، فَإنِّي أقْبَلُ مَصِيرِي.»
15 فَأخَذَ الرِّجَالُ هَذِهِ الهَدِيَّةَ. وَأخَذَوا أيْضًا ضِعفَيِّ المَالِ وَبَنْيَامِينَ. وَانطَلَقُوا وَنَزَلُوا إلَى مِصْرٍ. فَوَصَلُوا وَوَقَفُوا أمَامَ يُوسُفَ.
إخْوَةُ يُوسُفَ فِي بَيتِه
16 فَلَمَّا رَأى يُوسُفُ بَنْيَامِينَ مَعَهُمْ، قَالَ لِمُدَبِّرِ بَيْتِهِ: «أحضِرْ هَؤُلَاءِ الرِّجَالَ إلَى بَيْتِي. وَاذْبَحْ ذَبِيحَةً، وَجَهِّزْ مَأدُبَةً. إذْ سَيَأْكُلُ الرِّجَالُ مَعِي عِنْدَ الظُّهْرِ.» 17 فَفَعَلَ الرَّجُلُ كَمَا أمَرَهُ يُوسُفَ. وَأحضَرَ الرِّجَالَ إلَى بَيْتِ يُوسُفَ.
18 وَعِنْدَمَا أُحضِرَ الرِّجَالُ إلَى بَيْتِ يُوسُفَ خَافُوا. وَقَالُوا: «لَقَدْ جِيءَ بِنَا إلَى هُنَا بِسَبَبِ المَالِ الَّذِي أُعِيدَ إلَينَا فِي أكْيَاسِنَا فِي المَرَّةِ الأُولَى. لَا شَكَّ أنَّهُ يُرِيدُ أنْ يَهْجُمَ عَلَينَا وَيَقْبِضَ عَلَينَا، وَيَجْعَلَنَا عَبِيدًا عِنْدَهُ وَيَأْخُذَ حَمِيرَنَا.»
19 فَاقْتَرَبُوا مِنَ الخَادِمِ المَسْؤُولِ عَنْ بَيْتِ يُوسُفَ وَكَلَّمُوهُ عِنْدَ بَابِ البَيْتِ. 20 قَالُوا: «يَا سَيِّدِي، نَزَلْنَا أوَّلَ مَرَّةٍ لِنَشْتَرِيَ طَعَامًا. 21 لَكِنْ حِينَ وَصَلْنَا إلَى مَكَانِ مَبِيتِنَا، فَتَحْنَا أكيَاسَنَا، وَوَجَدَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا عَلَى رَأسِ كِيسِهِ كَامِلَ المَبلَغِ الَّذِي دَفَعَهُ. وَهَا نَحْنُ قَدْ أرْجَعْنَا المَالَ مَعَنَا. 22 وَأحضَرْنَا مَعَنَا أيْضًا مَالًا لِشِرَاءِ طَعَامٍ. وَنَحْنُ لَا نَعْرِفُ مَنْ وَضَعَ المَالَ فِي أكيَاسِنَا.»
23 فَقَالَ الخَادِمُ: «اطمَئِنُّوا، وَلَا تَخَافُوا. لَا بُدَّ أنَّ إلَهَكُمْ، إلَهَ أبِيكُمْ، هُوَ الَّذِي وَضَعَ كَنزًا فِي أكيَاسِكُمْ. فَقَدِ اسْتَلَمْتُ أنَا مَالَكُمْ.» ثُمَّ أحْضَرَ لَهُمْ شِمْعُونَ. 24 وَبَعْدَ هَذَا دَخَلَ بِهِمُ الرَّجُلُ إلَى بَيْتِ يُوسُفَ. وَقَدَّمَ لَهُمْ مَاءً، فَغَسَلُوا أرجُلَهُمْ. ثُمَّ قَدَّمَ طَعَامًا لِحَمِيرِهِمْ.
25 ثُمَّ أعَدُّوا الهَدِيَّةَ لِتَقْدِيمِهَا لِيُوسُفَ عِنْدَ حُضُورِهِ ظُهْرًا، لِأنَّهُمْ سَمِعُوا أنَّهُمْ سَيَتَنَاوَلُونَ الغَذَاءَ مَعَهُ.
26 فَلَمَّا جَاءَ يُوسُفُ إلَى البَيْتِ، قَدَّمُوا لَهُ الهَدِيَّةَ الَّتِي أحضَرُوهَا إلَى بَيْتِهِ. وَانْحَنَوْا لَهُ وَوُجُوهُهُمْ إلَى الأرْضِ.
27 ثُمَّ سَألَهُمْ عَنْ حَالِهِمْ. وَقَالَ: «كَيفَ حَالُ أبِيكُمِ العَجُوزِ الَّذِي أخبَرْتُمُونِي عَنْهُ؟ أمَا زَالَ حَيًّا؟»
28 فَقَالُوا: «خَادِمُكَ، أبوْنَا، فِي صِحَّةٍ جَيِّدَةٍ. وَهُوَ مَا يَزَالُ حَيًّا.» ثُمَّ انحَنَوْا عَلَى وُجُوهِهِمْ أمَامَهُ احتِرَامًا لَهُ.
29 فَتَطَلَّعَ يُوسُفُ فَرَأى بَنْيَامِينَ أخَاهُ، ابْنَ أُمِّهِ. فَقَالَ: «أهَذَا هُوَ أخُوكُمُ الأصْغَرُ الَّذِي حَدَّثْتُمُونِي عَنْهُ؟» ثُمَّ قَالَ لَهُ: «لِيُنْعِمْ عَلَيكَ اللهُ، يَا ابْنِي.»
30 ثُمَّ اندَفَعَ خَارِجًا مِنَ الغُرْفَةِ لِأنَّ مَشَاعِرَهُ نَحْوَ أخِيهِ كَانَتْ قَوِيَّةً. أرَادَ أنْ يَبْكِيَ. فَذَهَبَ إلَى غُرْفَتِهِ وَبَكَى هُنَاكَ.
31 ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَخَرَجَ. وَضَبَطَ نَفْسَهُ وَقَالَ: «قَدِّمُوا الطَّعَامَ.»
32 فَقَدَّمَ لَهُ الخُدَّامُ الطَّعَامَ عَلَى طَاوِلَةٍ لِوَحدِهِ، وَلِلإخْوَةِ عَلَى طَاوِلَةٍ أُخْرَى. وَقَدَّمُوا الطَّعَامَ لِلمِصْرِيِّينَ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ مَعَهُ عَلَى طَاوِلَةٍ ثَالِثَةٍ لِوَحدِهِمْ، لِأنَّ المِصْرِيِّينَ لَا يَأْكُلُونَ مَعَ العِبْرَانِيِّينَ، بَلْ يُبغِضُونَ ذَلِكَ![d] 33 وَأُجلِسَ الإخْوَةُ حَسَبَ تَرْتِيبِ وِلَادَتِهِمْ، مِنَ الأكْبَرِ إلَى الأصْغَرِ. وَكَانَ الإخْوَةُ يَنْظُرُونَ أحَدُهُمْ إلَى الآخَرِ فِي دَهشَةٍ. 34 ثُمَّ أمَرَ يُوسُفُ الخُدَّامَ بِأنْ يَأْخُذُوا حِصَصًا مِنَ الطَّعَامِ مِنْ طَاوِلَتِهِ وَيُقَدِّمُوهَا لَهُمْ. غَيْرَ أنَّ حِصَّةَ بَنْيَامِينَ كَانَتْ خَمْسَةَ أضْعَافِ حِصَصِ الآخَرِينَ. فَأكَلُوا وَشَرِبُوا مَعَهُ حَتِّى شَبِعُوا وَارْتَوَوْا.
يَسُوعُ يُنبِّهُ إلَى مصَاعِبَ آتِية
(مَتَّى 24:1-25؛ لُوقَا 21:5-24)
13 وَبَيْنَمَا كَانَ يَسُوعُ يُغَادِرُ سَاحَةَ الهَيْكَلِ، قَالَ لَهُ أحَدُ التَّلَامِيذِ: «يَا مُعَلِّمُ، انْظُرْ إلَى هَذِهِ الحِجَارَةِ الضَّخمَةِ، وَالبِنَاءِ الرَّائِعِ!»
2 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أتَرَى هَذِهِ المَبَانِي العَظِيمَةَ؟ لَا يَبْقَى فِيهَا حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ، بَلْ سَتُهدَمُ كُلُّهَا!»
3 وَكَانَ يَسُوعُ جَالِسًا عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ مُقَابِلًا لِلهَيكَلِ، فَسَألَهُ بُطرُسُ وَيَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا وَأندَرَاوُسُ عَلَى انفِرَادٍ: 4 «أخبِرْنَا، مَتَى سَتَحْدُثُ هَذِهِ الأُمُورُ؟ وَمَا هِيَ العَلَامَةُ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى اقتِرَابِ حُدُوثِهَا؟»
5 فَابْتَدَأ يَسُوعُ يَقُولُ لَهُمْ: «انتَبِهُوا لِئَلَّا تَنْخَدِعُوا. 6 سَيَأْتِي كَثِيرُونَ وَيَنْتَحِلُونَ اسْمِي، فَيَقُولُونَ: ‹أنَا هُوَ.›[a] وَسَيَخْدَعُونَ كَثِيرِينَ. 7 وَعِنْدَمَا تَسْمَعُونَ بِأخْبَارِ الحُرُوبِ وَالثَّورَاتِ، لَا تَخَافُوا. فَلَا بُدَّ أنْ تَحْدُثَ هَذِهِ الأشْيَاءُ، لَكِنَّهَا لَنْ تَكُونَ نِهَايَةَ العَالَمِ بَعْدُ. 8 وَذَلِكَ لِأنَّهُ سَتَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ، وَمَملَكَةٌ عَلَى مَملَكَةٍ. سَتَحْدُثُ زَلَازِلُ وَمَجَاعَاتٌ، وَلَكِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا سَتَكُونُ أوَّلَ آلَامِ المَخَاضِ.
9 «انتَبِهُوا لِأنفُسِكُمْ، فَسَتُسَلَّمُونَ إلَى المَحَاكِمِ، وَسَتُضرَبُونَ فِي المَجَامِعِ، وَسَتَقِفُونَ أمَامَ الحُكَّامِ وَالمُلُوكِ مِنْ أجْلِي لِتَشْهَدُوا لَدَيهِمْ. 10 فَيَنْبَغِي أنْ تُعلَنَ البِشَارَةُ لِلعَالَمِ كُلِّهِ. 11 وَعِنْدَمَا يَقْبِضُونَ عَلَيْكُمْ وَيُسَلِّمُونَكُمْ إلَى المَحَاكِمِ، لَا تَقْلَقُوا بِشَأنِ مَا سَتَقُولُونَهُ، بَلْ قُولُوا مَا يُعْطَىْ لَكُمْ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ، لِأنَّكُمْ لَسْتُمْ أنْتُمُ المُتَكَلِّمِينَ، بَلِ الرُّوحُ القُدُسُ.
12 «سَيُسَلِّمُ الأخُ أخَاهُ لِلقَتلِ، وَسَيُسَلِّمُ الأبُ وَلَدَهُ. وَسَيَنْقَلِبُ الأوْلَادُ عَلَى وَالِدِيهِمْ وَيَقْتُلُونَهُمْ. 13 وَسَيُبغِضُكُمُ الجَمِيعُ مِنْ أجْلِ اسْمِي، وَلَكِنِ الَّذِي يَبْقَى أمِينًا إلَى النِّهَايَةِ، فَهَذَا سَيَخْلُصُ.
14 «لَكِنْ عِنْدَمَا تَرَوْنَ ‹النَّجِسَ المُخَرِّبَ›[b] الَّذِي أشَارَ إليهِ دَانيَالُ النَّبِيُّ قَائِمًا حَيْثُ لَا يَنْبَغِي أنْ يَكُونَ – لِيَفْهَمِ القَارِئُ هَذَا الكَلَامَ – فَليَهْرُبْ حينَئِذٍ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي إقْلِيمِ اليَهُودِيَّةِ إلَى الجِبَالِ. 15 وَمَنْ كَانَ عَلَى سَطْحِ مَنزِلِهِ فَلَا يَنْزِلْ لِيَأْخُذَ أيَّ شَيءٍ. 16 وَلَا يَعُدِ العَامِلُ فِي الحَقْلِ إلَى بيتِهِ لِيَأْخُذَ رِدَاءَهُ.
17 «وَمَا أعسَرَ أحوَالَ الحَوَامِلِ وَالمُرضِعَاتِ فِي تِلْكَ الأيَّامِ! 18 لَكِنْ صَلُّوا أنْ لَا يَحْدُثَ ذَلِكَ فِي الشِّتَاءِ، 19 لِأنَّهُ سَيَكُونُ فِي تِلْكَ الأيَّامِ ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلَهُ مُنْذُ أنْ خَلَقَ اللهُ العَالَمَ إلَى الآنَ، وَلَنْ يَكُونَ مِثْلَهُ. 20 وَلَولَا أنَّ الرَّبَّ قَدْ قَصَّرَ تِلْكَ الأيَّامَ، لَمَا بَقِيَ أحَدٌ حَيًّا. وَلَكِنَّهُ قَصَّرَهَا مِنْ أجْلِ شَعْبِهِ الخَاصِّ الَّذِي اخْتَارَهُ.
21 «فَإنْ قَالَ لَكُمْ أحَدٌ: ‹هَا إنَّ المَسِيحَ هُنَا،› أوْ ‹هَا هُوَ هُنَاكَ!› فَلَا تُصَدِّقُوا كَلَامَهُ. 22 فَسَيَظْهَرُ أكْثَرُ مِنْ مَسِيحٍ مُزَيَّفٍ، وَأكثَرُ مِنْ نَبِيٍّ كَاذِبٍ. وَسَيَصْنَعُونَ مُعجِزَاتٍ وَعَجَائِبَ غَيْرَ عَادِيَّةٍ، لِيَخْدَعُوا حَتَّى الَّذِينَ اخْتَارَهُمُ اللهُ لَوِ استَطَاعُوا. 23 فَاحذَرُوا، لِأنِّي قَدْ أخبَرْتُكُمْ بِكُلِّ شَيءٍ قَبْلَ حُدُوثِهِ.
عِنْدَمَا سَيَظْهَرُ ابْنُ الإنْسَان
(مَتَّى 24:29-51؛ لُوقَا 21:25-36)
24 «وَلَكِنْ فِي تِلْكَ الأيَّامِ، وَبَعْدَ هَذِهِ الضِّيقَاتِ،
‹سَتُظلِمُ الشَّمْسُ،
وَالقَمَرُ لَنْ يُعطِيَ نُورَهُ.
25 سَتَسْقُطُ النُّجُومُ مِنَ السَّمَاءِ،
وَتُزَعزَعُ الأجرَامُ السَّمَاوِيَّةُ.›[c]
26 «حينَئِذٍ سَيَرَوْنَ ابْنَ الإنْسَانِ قَادِمًا فِي السَّحَابِ بِقُوَّةٍ وَمَجدٍ عَظِيمَينِ. 27 وَسَيُرسِلُ ابْنُ الإنْسَانِ مَلَائِكَتَهُ لِتَجْمَعَ النَّاسَ الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ مِنَ الجِهَاتِ الأرْبَعِ، مِنْ أقْصَى الأرْضِ إلَى أقْصَى السَّمَاءِ.»
28 «تَعَلَّمُوا مِنْ شَجَرَةِ التِّينِ. فَحَالَمَا تُصبِحُ أغْصَانُهَا طَرِيَّةً، وَتَظْهَرُ أورَاقُهَا، تَعْرِفُونَ أنَّ الصَّيفَ قَرِيبٌ. 29 هَكَذَا أيْضًا عِنْدَمَا تَرَوْنَ هَذِهِ الأشْيَاءَ، سَتَعْرِفُونَ أنَّ الوَقْتَ[d] قَرِيبٌ عَلَى الأبوَابِ. 30 أقُولُ لَكُمُ الحَقَّ: لَنْ يَنْقَضِيَ هَذَا الجِيلُ قَبْلَ أنْ تَحْدُثَ كُلُّ هَذِهِ الأشْيَاءِ. 31 تَزُولُ السَّمَاءُ وَالأرْضُ، أمَّا كَلَامِي فَلَنْ يَزُولَ أبَدًا.»
32 «لَكِنْ لَا يَعْرِفُ أحَدٌ مَتَى يَكُونَ ذَلِكَ اليَوْمُ أوْ تِلْكَ السَّاعَةُ، وَلَا مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ يَعْرِفُونَ، وَلَا الابْنُ، لَكِنَّ الآبَ وَحْدَهُ يَعْلَمُ.»
33 «احذَرُوا وَتَيَقَّظُوا، لِأنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ مَتَى يَأتِي الوَقْتُ. 34 فَالأمْرُ يُشْبِهُ رَجُلًا تَرَكَ بَيْتَهُ وَسَافَرَ وَحَدَّدَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ عَبيدِهِ مَسؤولِيَّتَهُ، وَأمَرَ حَارِسَ البَابِ بِأنْ يَتَيَقَّظَ. 35 فَتَيَقَّظُوا إذًا، لِأنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ مَتَى يَأتِي سَيِّدُ البَيْتِ: أفِي المَسَاءِ، أمْ فِي مُنْتَصَفِ اللَّيلِ، أمْ عِنْدَ صِيَاحِ الدِّيكِ، أمْ فِي الصَّبَاحِ. 36 لِئَلَّا يَأتِيَ فَجْأةً فَيَجِدَكُمْ نَائِمِينَ! 37 وَمَا أقُولُهُ لَكُمْ، أقُولُهُ لِلجَمِيعِ: ‹تَيَقَّظُوا.›»
رَدُّ أيُّوبَ عَلَى بِلْدَد
9 فَأجَابَ أيُّوبُ وَقَالَ:
2 «أعْلَمُ أنَّكَ عَلَى صَوَابٍ.
فَكَيْفَ يَتَبَرَّرُ الإنْسَانُ أمَامَ اللهِ؟
3 إنْ أرَادَ اللهُ أنْ يَتَّهِمَهُ،
فَلَنْ يَسْتَطِيعَ أنْ يُعطِيَهِ جَوَابًا شَافِيًا
وَلَوْ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ ألفٍ.
4 فَاللهُ كَامِلُ الحِكْمَةِ وَالقُوَّةِ.
مَنْ عَانَدَهُ وَسَلِمَ؟
5 هُوَ الَّذِي يُحَرِّكُ الجِبَالَ دُونَ أنْ تَعْلَمَ،
وَيَقْلِبُهَا عِنْدَمَا يَغْضَبُ.
6 هُوَ الَّذِي يَهُزُّ الأرْضَ مِنْ مَكَانِهَا،
فَتَرْتَجِفُ أسَاسَاتُهَا.
7 هُوَ الَّذِي يَأْمُرُ قُرْصَ الشَّمْسِ فَلَا تُشرِقُ،
وَيُغَطِّي النُّجُومَ فَلَا تُشِّعُّ.
8 هُوَ وَحْدَهُ الَّذِي يَبْسِطُ السَّمَاوَاتِ،
وَيَمْشِي عَلَى أموَاجِ البَحْرِ.
9 «هُوَ الَّذِي صَنَعَ الدُّبَّ الأكبَرَ
وَالجَبَّارَ وَالثُرَيَّا وَكَوَاكِبَ الجَنُوبِ.[a]
10 هُوَ الَّذِي صَنَعَ عَجَائِبَ أعْظَمَ مِنْ أنْ تُدرَكَ،
وَأكثَرَ مِنْ أنْ تُعَدَّ.
11 هَا هُوَ اللهُ يَمُرُّ بِي فَلَا أرَاهُ،
يَتَجَاوَزُنِي فَلَا ألحَظُهُ.
12 إذَا خَطَفَ شَيْئًا،
مَنْ يَسْتَطِيعُ أنْ يَرُدَّهُ،
أوْ مَنْ سَيَقُولُ لَهُ مَاذَا تَفْعَلُ؟
13 لَنْ يَرْجِعَ عَنْ غَضَبِهِ.
قَدِ انحَنَى لَهُ كُلُّ مُسَاعِدي رَهَبَ.[b]
14 فَكَيْفَ أُجِيبُهُ إذًا؟
وَكَيْفَ أنتَقِي كَلِمَاتِي حِينَ أرُدُّ عَلَيْهِ؟
15 فَرُغْمَ بَرَاءَتِي لَا أملُكُ أنْ أُجِيبَهُ،
بَلْ أسْتَرْحِمُ دَيَّانِي.
16 حَتَّى إنْ دَعَوتُ اللهَ فَأجَابَنِي،
لَا أُصَدِّقُ أنَّهُ يُصغِي إلَى صَوْتِي!
17 هُوَ الَّذِي يَضْرِبُنِي بِمَصَائِبَ كَالعَاصِفَةِ،
وَيُكَثِّرُ جُرُوحِي دُونَ سَبَبٍ.
18 لَا يَدَعُنِي ألتَقِطُ أنفَاسِي،
بَلْ يُشبِعُنِي مَرَارَةً.
19 إنْ كَانَتْ مَسْألَةَ قُوَّةٍ، فَهُوَ أقوَى.
وَإنْ كَانَتْ مَسْألَةَ عَدلٍ،
فَمَنْ يَسْتَطِيعُ أنْ يَدْعُوهُ إلَى مُحَاكَمَةٍ؟
20 رُغْمَ اسْتِقَامَتِي وَرُغْمَ بَرَاءَتِي،
فَإنَّ مَا أقُولُهُ يُظهِرُنِي مُذْنِبًا.
21 أنَا مُسْتَقِيمٌ وَبَريءٌ،
وَلَا أهتَمُّ لِنَفْسِي.
أحتَقِرُ حَيَاتِي.
22 أقُولُ إنَّ هُنَاكَ نَتِيجَةً وَاحِدَةً:
اللهُ يُنْهِي حَيَاةَ الصَّالِحِ وَالشِّرِّيرِ مَعًا.
23 فَإنْ جَاءَتْ مُصِيبَةٌ وَقَتَلَتْ مَنْ قَتَلَتْ،
أيَضْحَكُ اللهُ عِنْدَ مَوْتِ الأبرِيَاءِ؟
24 الأرْضُ مَوضُوعَةٌ تَحْتَ سُلطَةِ الأشْرَارِ،
وَقَدْ حَجَبَ اللهُ الحَقَّ عَنِ القُضَاةِ.
إنْ لَمْ يَكُنِ اللهُ وَرَاءَ هَذِهِ الأُمُورِ، فَمَنْ إذًا؟
25 «أيَّامِي أسرَعُ مِنْ عَدَّاءٍ
تَعْدُو هَارِبَةً،
وَمَا مِنْ شَيءٍ صَالِحٍ يَحْدُثُ فِيهَا.
26 تَمُرُّ كَسُفُنِ القَصَبِ.
تَنْقَضُّ سَرِيعًا كَمَا يَنْقَضُّ النَّسرُ عَلَى فَرِيسَتِهِ.
27 «لَوْ قُلْتُ سَأنْسَى شَكوَايَ وَحُزنِي،
وَرَسَمْتُ ابتِسَامَةً عَلَى وَجْهِي،
28 أظَلُّ أخشَى كُلَّ ألَمِي،
وَأعْرِفُ أنَّكَ يَا اللهُ لَنْ تُبَرِّئَنِي.
29 إنْ كُنْتَ سَتَجِدُنِي مُذْنِبًا،
لِمَاذَا أُتعِبُ نَفْسِي بِلَا فَائِدَةٍ؟
30 فَلَوْ غَسَلْتُ نَفْسِي بِثَلجٍ مُذَابٍ،
وَنَقَّيتُ يَدَيَّ بِالصَّابُونِ،
31 فَسَيَغْمِسُنِي اللهُ فِي وَحلِ الهَاوِيَةِ،
إلَى أنْ تَشْمَئِزَّ ثِيَابِي مِنِّي.
32 لَيْسَ اللهُ إنْسَانًا مِثْلِي فَأرُدَّ عَلَيْهِ،
أوْ كَي نَجتَمِعَ مَعًا فِي مَحكَمَةٍ.
33 لَيْسَ مِنْ وَسِيطٍ بَيْنَنَا،
يَضَعُ يَدَهُ عَلَى كِلَينَا.
34 لَوْ أنَّهُ يَرْفَعُ عَنِّي عَصَا عِقَابِهِ،
فَلَا يُرعِبُنِي رُعبًا.
35 عِنْدَ ذَلِكَ سَأتَكَلَّمُ دُونَ أنْ أخَافَ،
أمَّا الآنَ فَلَا أسْتَطِيعُ.
أطِيعُوا المَسؤُولِين
13 يَنْبَغِي أنْ يَخْضَعَ كُلُّ شَخْصٍ لِلسُّلُطَاتِ الحَاكِمَةِ، فَمَا مِنْ سُلطَةٍ إلَّا وَثَبَّتَهَا اللهُ. وَالحُكَّامُ المَوجُودُونَ مُعَيَّنُونَ مِنَ اللهِ. 2 إذًا مَنْ يُعَادِي السُّلُطَاتِ، فَإنَّهُ يُعَادِي مَا رَتَّبَهُ اللهُ. وَمَنْ يُعَادِي مَا رَتَّبَهُ اللهُ، فَإنَّهُ يأتي بِدَينُونَةٍ عَلَى نَفْسِهِ. 3 فَالحَاكِمُ لَا يُشَكِّلُ تَهْدِيدًا لِمَنْ يَفْعَلُ الخَيْرَ، بَلْ لِمَنْ يَفْعَلُ الشَّرَّ. فَإذَا أرَدْتَ ألَّا تَخَافَ مِنَهُ، افْعَلْ مَا هُوَ صَالِحٌ، وَسَتَنَالُ مِنْهُ المَدِيحَ.
4 فَهوَ خَادِمُ اللهِ العَامِلُ لِمَصلَحَتِكَ. لَكِنْ إذَا فَعَلْتَ الشَّرَّ، فَمِنَ الطَّبِيعِيِّ أنْ تَخَافَ، لِأنَّهُ لَا يَحْمِلُ سَيفَ السُلطَةِ عَبَثًا! فَهوَ خَادِمُ اللهِ الَّذِي يُعَاقِبُ فَاعِلي الشَّرِّ نَتيجَةً لِغَضَبِ اللهِ عَليهِمْ. 5 لِذَلِكَ يَنْبَغِي أنْ يُخضَعَ لَهُمْ، لَا خَوْفًا مِنْ غَضَبِ اللهِ وَعِقَابِهِ فَحَسْبُ، بَلْ مِنْ أجْلِ رَاحَةِ ضَمِيرِكَ أيْضًا.
6 وَهَذَا مَا يَدْعُوكُمْ إلَى دَفعِ الضَّرَائِبِ. فَالحُكَّامُ هُمْ خُدَّامُ اللهِ، وَهُمْ مُنشَغِلُونَ بِتَنْفِيذِ هَذِهِ الأُمُورِ. 7 أعطُوا كُلَّ صَاحِبِ حَقٍّ حَقَّهُ. ادفَعُوا الضَّرَائِبَ لِمَنْ يَجْمَعُونَ الضَّرَائِبَ، وَالرُّسُومَ لِمَنْ يَسْتَوْفُونَ الرُّسُومَ، وَقَدِّمُوا المَهَابَةَ لِمَنْ يَسْتَحِقُّهَا. وَأظهِرُوا الإكرَامَ لِمَنْ يَلِيقُ بِهِ.
المَحَبَّةُ تُحَقِّقُ كُلَّ الشَّرِيعَة
8 لَا تَكُونُوا تَحْتَ دَينٍ لِأيِّ إنْسَانٍ، إلَّا بِأنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا. مَنْ يُحِبُّ الآخَرِينَ، فَقَدْ أتَمَّ كُلَّ مَطَالِبِ الشَّرِيعَةِ. 9 لِأنَّ الوَصَايَا تَقُولُ: «لَا تَزْنِ، لَا تَقْتُلْ، لَا تَسْرِقْ، وَلَا تَشْتَهِ مَا لِغَيرِكَ.»[a] فَهَذِهِ الوَصَايَا وَجَمِيعُ الوَصَايَا الأُخرَىْ، تَجْتَمِعُ فِي هَذِهِ الوَصِيَّةِ: «تُحِبُّ صَاحِبَكَ[b] كَمَا تُحِبُّ نَفْسَكَ.»[c] 10 فَالمَحَبَّةُ تَمْنَعُكَ مِنَ الإسَاءَةِ لِصَاحِبِكَ. المَحَبَّةُ هِيَ تَتميمٌ لِلشَّرِيعَةِ.
11 أقُولُ هَذَا لِأنَّكُمْ تَعْرِفُونَ أيَّ زَمَنٍ نَحْنُ فِيهِ، وَأنَّ الوَقْتَ قَدْ حَانَ لِكَي نَسْتَيْقِظَ. لِأنَّ خَلَاصَنَا هُوَ أقرَبُ لَنَا الآنَ مِمَّا كَانَ عِنْدَمَا آمَنَّا. 12 اقْتَرَبَ اللَّيلُ مِنْ نِهَايَتِهِ، وَأوشَكَ النَّهَارُ عَلَى الطُّلُوعِ. فَلِنَترُكْ أعْمَالَ الظُّلمَةِ، وَلْنَلبَسْ أسلِحَةَ النُّورِ. 13 لِنَسْلُكْ كَمَا يَلِيقُ بِمَنْ يَمْشِي فِي النَّهَارِ: لَا بِاللَّهْوِ المُنحَرِفِ وَالسُّكرِ وَالزِّنَىْ وَالفِسْقِ وَالشَّجَارِ وَالحَسَدِ. 14 بَلِ البَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ المَسِيحَ، وَلَا تَنْشَغِلُوا بِإشْبَاعِ طَبِيعَتِكُمُ الجَسَدِيَّةِ بِشَهَوَاتِهَا.
Copyright © 2009, 2016 by Bible League International