Chronological
صَلَاةُ نَحَمْيَا
1 هَذَا هُوَ مَا قَالَهُ نَحَمْيَا بْنُ حَكَلْيَا: فِي شَهْرِ كَسلُو مِنَ السَّنَةِ العِشْرِينَ لِحُكْمِ المَلِكِ أرْتَحْشَسْتَا،[a] كُنْتُ فِي العَاصِمَةِ شُوشَنَ. 2 فَجَاءَ حَنَانِي، وَهُوَ أحَدُ إخْوَتِي، مَعَ بَعْضِ رِجَالٍ آخَرِينَ مِنْ يَهُوذَا. فَسَألْتُهُمْ عَنْ العَائِلَاتِ اليَهُودِيَّةِ الَّتِي عَادَتْ مِنَ الأسْرِ. وَسَألْتُهُمْ عَنِ القُدْسِ أيْضًا.
3 فَأجَابُونِي: «إنَّ الَّذِينَ فِي أرْضِ يَهُوذَا مِنَ النَّاجِينَ مِنَ الأَسْرِ فِي حَالَةٍ مِنَ الضِّيقِ وَالعَارِ العَظِيمَينِ، حَيْثُ سُورُ القُدْسِ مُهَدَّمٌ، وَأبوَابُهَا مَحْرُوقَةٌ بِالنَّارِ!»
4 فَلَمَّا سَمِعْتُ هَذَا الكَلَامَ، جَلَسْتُ وَبَكَيْتُ وَنُحْتُ أيَّامًا كَثِيرَةً وَصُمْتُ وَصَلَّيْتُ لِإلَهِ السَّمَاءِ. 5 وَقُلْتُ:
«يَا اللهُ، يَا إلَهَ السَّمَاوَاتِ، يَا اللهُ المَهِيبُ الَّذِي يُحَافِظُ عَلَى عَهْدِ مَحَبَّتِهِ وَإخلَاصِهِ مَعَ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ وَيُطِيعُونَ وَصَايَاهُ، 6 افتَحْ أُذُنَيكَ وَعَيْنَيْكَ لِكَي تَسْمَعَ صَلَاتِي أنَا عَبدَكَ الَّذِي يُصَلِّي أمَامَكَ لَيلَ نَهَارَ مِنْ أجْلِ عَبِيدِكَ بَنِي إسْرَائِيلَ، وَيَعْتَرِفُ بِخَطَايَاهُمْ ضِدَّكَ. أعْتَرِفُ أنَّنِي أنَا وَبَيْتُ أبِي أخْطَأنَا إلَيْكَ. 7 وَقَدْ أسَأنَا إلَيْكَ كَثِيرًا، وَلَمْ نُطِعْ وَصَايَاكَ وَفَرَائِضَكَ وَشَرَائِعَكَ الَّتِي أعْطَيْتَهَا لِعَبدِكَ مُوسَى.
8 «تَذَكَّرْ أمْرَكَ لِعَبْدِكَ مُوسَى حِينَ قُلْتَ: ‹إنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ فَسَأُشَتِّتُكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ. 9 أمَّا إذَا رَجِعْتُمْ إلَيَّ، وَحَرِصْتُمْ عَلَى العَمَلِ بِوَصَايَايَ، حِينَئِذٍ، حَتَّى لَوْ كَانَ المُشَتَّتُونَ مِنْكُمْ فِي آخِرِ الدُّنيَا، فَسَأُلَملِمُهُمْ مِنْ هُنَاكَ، وَسَأُحْضِرُهُمْ إلَى المَكَانِ الَّذِي اختَرْتُ أنْ يُعبَدَ فِيهِ اسْمِي.› 10 إنَّهُمْ عَبِيدُكَ وَشَعْبُكَ الَّذِي حَرَّرْتَهُمْ بِقُوَّتِكَ العَظِيمَةِ وَيَدِكَ القَوِيَّةِ! 11 يَا رَبُّ، لِتَنْتَبِهْ أُذُنَاكَ إلَى صَلَاتِي أنَا عَبْدَكَ، وَلِصَلَاةِ جَمِيعِ عَبِيدِكَ الَّذِينَ يَجِدُونَ لَذَّةً فِي إكرَامِكَ وَإجلَالِ اسْمِكَ. فَوَفِّقِ اليَوْمَ عَبْدَكَ، لَعَلِّي أحظَى بِرِضَى المَلِكِ.»
فَقَدْ كُنْتُ حِينَئِذٍ مَسؤُولًا عَنْ تَقْدِيمِ الخَمْرِ لِلمَلِكِ.
المَلِكُ يُرْسِلُ نَحَمْيَا إلَى مَدِينَةِ القُدْس
2 وَفِي شَهْرِ نِيسَانَ مِنَ السَّنَةِ العِشرِينَ لِحُكْمِ المَلِكِ أرْتَحْشَسْتَا، عِنْدَمَا كَانَتِ الخَمْرُ مَوضُوعَةً أمَامَهُ، أخَذْتُ الخَمْرَ وَأعْطَيْتُهَا لِلمَلِكِ. 2 وَكَانَتْ هَذِهِ أوَّلَ مَرَّةٍ أبدُو حَزِينًا فِي حَضَرَتِهِ. فَسَألَنِي المَلِكُ: «لِمَاذَا أنْتَ حَزِينٌ؟ ألَعَلَّكَ مَرِيضٌ؟ لَا، بَلْ إنَّ قَلْبَكَ هُوَ الحَزِينُ.» فَخِفتُ كَثِيرًا، 3 وَقُلْتُ لِلمَلِكِ: «أطَالَ اللهُ عُمْرَكَ أيُّهَا المَلِكُ. كَيْفَ لَا أكُونُ حَزِينًا وَالمَدِينَةُ الَّتِي دُفِنَ فِيهَا آبَائِي خَرَابٌ وَبَوَّابَاتُهَا قَدْ دُمِّرَتْ بِالنَّار.»
4 فَقَالَ لِي المَلِكُ: «مَاذَا تَطْلُبُ مِنِّي؟»
فَوَجَّهْتُ صَلَاتِي إلَى إلَهِ السَّمَاءِ، 5 وَقُلْتُ لِلمَلِكِ: «إنْ شِئْتَ أيُّهَا المَلِكُ، وَإنْ كُنْتَ رَاضِيًا عَنْ عَبدِكَ، فَأرسِلْنِي إلَى بِلَادِ يَهُوذَا حَيْثُ تُوجَدُ المَدِينَةُ الَّتِي دُفِنَ فِيهَا آبَائِي، لِكَي أُعِيدَ بِنَاءَهَا.»
6 فَقَالَ لِي المَلِكُ، وَالمَلِكَةُ جَالِسَةٌ إلَى جَانِبِهِ: «كَمْ سَتَطُولُ رِحلَتُكَ، وَمَتَى سَتَعُودُ؟» وَبَعْدَ أنْ أعلَمْتُ المَلِكَ عَنْ مُدَّةِ غِيَابِي، وَافَقَ بِسُرُورٍ عَلَى أنْ يُرسِلَنِي. 7 ثُمَّ قُلْتُ لِلمَلِكِ: «إنْ شِئْتَ فَأصْدِرْ أمْرًا بِأنْ تُعطَى لِي رَسَائِلُ إلَى وُلَاةِ المَنَاطِقِ الوَاقِعَةِ غَرْبَ نَهْرِ الفُرَاتِ، لِكَي يَأْذَنُوا لِي بِالعُبُورِ حَتَّى أصِلَ إلَى يَهُوذَا. 8 وَبِأنْ تُعْطَى لِي رِسَالَةٌ إلَى آسَافَ المُشرِفِ عَلَى غَابَةِ المَلِكِ، لِيُعطِيَنِي خَشَبًا لِصُنْعِ سُقُوفٍ لِلبَوَّابَاتِ وَالأسوَارِ وَالجُدرَانِ المُحِيطَةِ بِالهَيْكَلِ، وَالبَيْتِ الَّذِي سَأنزِلُ فِيهِ.» فَاسْتَجَابَ المَلِكُ لِطَلَبِي، لِأنَّ إلَهِي كَانَ مَعِي وَأحْسَنَ إلَيَّ.
9 فَذَهَبْتُ إلَى وُلَاةِ المَنَاطِقِ الوَاقِعَةِ غَرْبَ النَّهْرِ، وَسَلَّمْتُهُمْ رَسَائِلَ المَلِكِ. وَكَانَ المَلِكُ قَدْ أرْسَلَ مَعِي ضُبَّاطًا مِنَ الجَيْشِ وَفُرسَانًا.
10 وَعِنْدَمَا عَرَفَ سَنْبَلَّطُ الحُورُونِيُّ وَطُوبِيَّا، وَهُوَ مَسؤُولٌ عَمُّونِيٌّ، عَنْ هَذَا الأمْرِ، اغتَاظَا غَيظًا شَدِيدًا لِأنَّ شَخْصًا جَاءَ يَسْعَى إلَى خَيرِ بَنِي إسْرَائِيلَ.
نَحَمْيَا يَتَفَقَّدُ الأسوَار
11 وَهَكَذَا جِئتُ إلَى مَدِينَةِ القُدْسِ وَبَقَيتُ فِيهَا ثَلَاثَةَ أيَّامٍ. 12 ثُمَّ انْطَلَقْتُ لَيْلًا مَعَ بَعْضِ الرِّجَالِ. وَلَمْ أكُنْ قَدْ أخْبَرْتُ أحَدًا مِنْهُمْ بِمَا وَضَعَ إلَهِي فِي قَلْبِي مِنْ أجْلِ القُدْسِ. وَلَمْ نَكُنْ قَدْ أحضَرْنَا مَعَنَا أيَّةَ دَابَّةٍ إلَّا الحِصَانَ الَّذِي كُنْتُ أرْكَبُهُ. 13 فَعَبَرْتُ بَابَ الوَادِي وَتَجَاوَزْتُ عَينَ التِّنِّينِ، حَتَّى وَصَلْتُ إلَى بَابِ الدِّمْنِ. وَتَفَقَّدتُ أسوَارَ القُدْسِ المُهُدَّمَةَ وَبَوَّابَاتِهَا الَّتِي دَمَّرَتْهَا النَّارُ. 14 ثُمَّ تَابَعْتُ إلَى بَابِ العَيْنِ وَبِرْكَةِ المَلِكِ. وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ مُتَّسَعٌ لِعُبُورِ الحِصَانِ الَّذِي أركَبُهُ. 15 فَصَعِدْتُ إلَى أعَلَى الوَادِي لَيْلًا مُتَفَحِّصًا السُّورَ، ثُمَّ عُدْتُ وَدَخَلْتُ مِنْ بَابِ الوَادِي. وَهَكَذَا رَجِعْتُ. 16 وَلَمْ يَعْلَمْ المَسؤُولُونَ أيْنَ ذَهَبْتُ أوْ مَا كُنْتُ أفْعَلُهُ، فَلَمْ أكُنْ بَعْدُ قَدْ أخبَرْتُ اليَهُودَ أوِ الكَهَنَةَ أوِ الأشْرَافَ أوِ المَسؤُولِينَ، أوْ بَقِيَّةَ الَّذِينَ سَيَقُومُونَ بِالعَمَلِ.
17 ثُمَّ قُلْتُ لَهُمْ: «أنْتُمْ تَرَوْنَ مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ مِحنَةٍ وَضِيقٍ، وَكَيْفَ أنَّ القُدْسَ مُهَدَّمَةٌ، وَأبْوَابَهَا مَحرُوقَةٌ بِالنَّارِ. فَلْنَبنِ سُورَ القُدْسِ مِنْ جَدِيدٍ، حَتَّى لَا نَخزَى بَعْدَ اليَوْمِ.»
18 وَأخبَرْتُهُمْ كَيْفَ أحْسَنَ إلَهِي إلَيَّ، وَمَا قَالَهُ المَلِكُ لِي.
فَقَالُوا: «لِنَنهَضْ وَنَبْنِ.» وَشَجَّعَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا عَلَى الِاسْتِعدَادِ لِهَذَا العَمَلِ الصَّالِحِ.
19 وَلَمَّا سَمِعَ بِهَذَا سَنَبَلَّطُ الحُورُونِيُّ وَطُوبِيَّا المَسؤُولُ العَمُّونِيُّ وَجَشَمُ العَرَبِيُّ، سَخِرُوا مِنَّا وَاسْتَهْزَأُوا بِنَا، وَقَالُوا: «مَا هَذَا الَّذِي تَفْعَلُونَهُ؟ هَلْ تَتَمَرَّدُونَ عَلَى المَلِكِ؟» 20 فَأجَبْتُهُمْ: «سَيُوَفِّقُ إلَهُ السَّمَاءِ مَسْعَانَا، وَسَنَقُومُ نَحْنُ عَبِيدَهُ بِإعَادَةِ البِنَاءِ. أمَّا أنْتُمْ فَلَيْسَتْ لَكُمْ مُمتَلَكَاتٌ أوْ حُقُوقٌ أوْ مَكَانٌ فِي القُدْسِ فِيهِ اسْمٌ لَكُمْ.»
بُنَاةُ السُّور
3 وَقَامَ ألِيَاشِيبُ رَئِيسُ الكَهَنَةِ وَزُمَلَاؤُهُ الكَهَنَةُ لِلعَمَلِ. فَأقَامُوا بَابَ الضَّأنِ. هُمْ رَفَعُوا دَفَّتَيْهِ، وَكَرَّسُوهُ للهِ حَتَّى بُرجِ المِئَةِ، وَإلَى بُرجِ حَنَئِيلَ.
2 وَبَنَى بِجَانِبِ ألِيَاشِيبَ رِجَالُ أرِيحَا، وَبِجَانِبِهِمْ بَنَى زَكُّورُ بْنُ إمرِي.
3 وَأقَامَ بَنُو هَسْنَاءَةَ بَابَ السَّمَكِ. هُمْ ثَبَّتُوا عَتَبَتَهُ العُليَا وَرَفَعُوا دَفَّتَيْهِ وَوَضَعُوا أقفَالَهُ وَمَزَالِيجَهُ.
4 وَقَامَ مَرِيمُوثُ بْنُ أُورِيَّا بْنِ هَقُّوصَ بِإصلَاحِ القِسْمِ المُجَاوِرِ مِنَ السُّورِ.
وَبِجَانِبِهِ رَمَّمَ مَشُلَّامُ بْنُ بَرَخْيَا بْنِ مَشِيزَبْئِيلَ.
وَبِجَانِبِهِ رَمَّمَ صَادُوقُ بْنُ بَعْنَا.
5 وَبِجَانِبِهِمْ رَمَّمَ رِجَالُ تَقُوعَ. لَكِنَّ أشرَافَهُمْ وَقَادَتَهُمْ رَفَضُوا أنْ يَعْمَلُوا لَدَى سَيِّدِهِمْ.
6 وَرَمَّمَ يُويَادَاعُ بْنُ فَاسِيحَ وَمَشُلَّامُ بْنُ بَسُودْيَا البَابَ العَتِيقَ لِلمَدِينَةِ. هُمَا ثَبَّتَا عَتَبَتَهُ العُليَا وَرَفَعَا دَفَّتَيْهِ وَوَضَعَا أقفَالَهُ وَمَزَالِيجَهُ.
7 وَبِجَانِبِهِمَا رَمَّمَ مَلَطْيَا الجِبْعُونِيُّ وَيَادُونُ المِيرُونُوثِيُّ مَعَ رِجَالٍ مِنْ جِبعُونَ وَالمِصْفَاةِ – وَهُمَا مَدِينَتَانِ تَابِعَتَانِ لِوَالِي مِنْطَقَةِ غَرْبِ النَّهْرِ.
8 وَبِجَانِبِ مَلَطْيَا رَمَّمَ عُزَّيئِيلُ بْنُ حَرْهَايَا، وَهُوَ صَائِغُ ذَهَبٍ. وَبِجَانِبِهِ رَمَّمَ حَنَنْيَا العَطَّارُ وَأصْلَحَ القُدْسَ حَتَّى السُّورِ العَرِيضِ.
9 وَبِجَانِبِهِ رَمَّمَ رَفَايَا بْنُ حُورٍ، وَهُوَ حَاكِمٌ عَلَى نِصْفِ مِنْطَقَةِ القُدْسِ.
10 وَبِجَانِبِهِ أصلَحَ يَدَايَا بْنُ حَرُومَافَ مُقَابِلَ بَيْتِهِ، وَبِجَانِبِهِ رَمَّمَ حَطُّوشُ بْنُ حَشَبْنِيَا. 11 وَأصلَحَ مَلْكِيَّا بْنُ حَارِيمَ وَحَشُّوبُ بْنُ فَحثٍ مُوآبَ قِسْمًا آخَرَ، وَبُرجَ التَنَانِيرِ.
12 وَبِجَانِبِهِمْ رَمَّمَ شَلُّومُ بْنُ هَلُّوحِيشَ حَاكِمُ نِصفِ مِنْطَقَةِ القُدْسِ مَعَ بَنَاتِهِ.
13 وَأصلَحَ حَانُونُ وَسُكَّانُ زَانُوحَ بَابَ الوَادِي. هُمْ أقَامُوهُ وَرَفَعُوا دَفَّتَيْهِ وَوَضَعُوا أقفَالَهُ وَمَزَالِيجَهُ. وَأصلَحُوا مَسَافَةَ ألْفِ ذِرَاعٍ مِنَ السُّورِ إلَى بَابِ الدِّمْنِ.
14 وَرَمَّمَ مَلْكِيَّا بْنُ رَكَابَ، وَهُوَ حَاكِمُ مِنْطَقَةِ بَيْتِ هَكَارِيمَ بَابَ الدِّمْنِ. فَبَنَاهُ وَثَبَّتَ مِصْرَاعَيهِ وَوَضَعَ أقْفَالَهُ وَمَزَالِيجَهُ.
15 وَرَمَّمَ شَلُّونُ بْنُ كَلحُوزَةَ، وَهُوَ وَالِي مِنْطَقَةِ المِصْفَاةِ، بَابَ العَيْنِ. هُوَ أقَامَهُ وَثَبَّتَ عَتَبَتَهُ العُليَا وَرَفَعَ دَفَّتَيْهِ وَوَضَعَ أقْفَالَهُ وَمَزَالِيجَهُ. كَمَا رَمَّمَ سُورَ بِرْكَةِ سِلْوَامَ عِنْدَ حَدِيقَةِ المَلِكِ إلَى الدَّرَجَاتِ النَّازِلَةِ مِنْ مَدِينَةِ دَاوُدَ.[b]
16 بَعْدَ ذَلِكَ رَمَّمَ نَحَمْيَا بْنُ عَزبُوقَ، وَهُوَ حَاكِمٌ عَلَى نِصْفِ مِنْطَقَةِ بَيْتِ صُورٍ إلَى مُقَابِلِ قُبُورِ دَاوُدَ وَحَتَّى البِركَةِ الصِّنَاعِيَّةِ وَبَيْتِ الأبطَالِ.
17 وَبَعْدَ ذَلِكَ رَمَّمَ اللَّاوِيُّونَ بِقِيَادَةِ رَحُومَ بْنِ بَانِي، وَبِجَانِبِهِ رَمَّمَ حَشَبْيَا حَاكِمُ مِنْطَقَةِ قَعِيلَةَ مَنطِقَتَهُ.
18 وَبَعْدَ ذَلِكَ قَامَ إخوَانُهُمْ بِالتَّرمِيمِ، فَرَمَّمَ بَوَّايُ بْنُ حِينَادَادَ، حَاكِمُ نِصْفِ مِنْطَقَةِ قَعِيلَةَ.
19 وَبِجَانِبِهِ رَمَّمَ عَازَرُ بْنُ يَشُوعَ حَاكِمُ المِصْفَاةِ قِسْمًا آخَرَ مُقَابِلَ مَطلَعِ مُسْتَوْدَعِ الأسلِحَةِ إلَى الزَّاوِيَةِ. 20 وَبَعْدَ ذَلِكَ رَمَّمَ بَارُوخُ بْنُ زَبَّايَ قِسْمًا ثَانِيًا مِنَ الزَّاوِيَةِ إلَى مَدْخَلِ بَيْتِ ألْيَاشِيبَ رَئِيسِ الكَهَنَةِ. 21 وَبَعْدَ ذَلِكَ رَمَّمَ أُورِيَّا بْنُ هَقُّوصَ قِسْمًا آخَرَ مِنْ مَدْخَلِ بَيْتِ ألْيَاشِيبَ إلَى آخِرِهِ. 22 وَبَعْدَ ذَلِكَ قَامَ كَهَنَةُ الأمَاكِنِ المُحِيطَةِ بِأعْمَالِ التَّرمِيمِ.
23 وَبَعْدَ ذَلِكَ أصلَحَ بَنْيَامِينُ وَحَشُّوبُ أمَامَ بَيْتِهِمَا، وَبَعْدَ ذَلِكَ رَمَّمَ عَزَرْيَا بْنُ مَعْسِيَّا بْنِ عَنَنْيَا قُرْبَ بَيْتِهِ.
24 وَبَعْدَ ذَلِكَ أصلَحَ بَنُّويُ بْنُ حِينَادَادَ جُزءًا آخَرَ مِنْ بَيْتِ عَزرِيَا إلَى الزَّاوِيَةِ وَالمُنعَطَفِ.
25 وَبَعْدَ ذَلِكَ رَمَّمَ فَلَالُ بْنُ أُوزَايَ مِنْ مُقَابِل الزَّاوِيَةِ لِبَيْتِ المَلِكِ العُلوِيِّ وَالبُرجِ البَارِزِ، وَهُوَ يَخُصُّ سَاحَةَ الحُرَّاسِ. وَبَعْدَ ذَلِكَ رَمَّمَ فَدَايَا بْنُ فَرْعُوشَ.
26 وَخُدَّامُ الهَيْكَلِ الَّذِينَ يَسْكُنُونَ تَلَّةَ عُوفَلَ، رَمَّمُوا إلَى مُقَابِلِ بَابِ المَاءِ شَرْقًا، وَإلَى البُرجِ البَارِزِ مِنَ القَصْرِ.
27 وَبَعْدَ ذَلِكَ أصلَحَ رِجَالُ تَقُوعَ جُزءًا آخَرَ مِنْ مَكَانٍ مُقَابِلَ البُرجِ الكَبِيرِ البَارِزِ إلَى سُورِ عُوفَلَ.
28 وَأصلَحَ الكَهَنَةُ فَوْقَ بَابِ الخَيلِ، كُلُّ وَاحِدٍ مُقَابِلَ بَيْتِهِ. 29 وَبَعْدَ ذَلِكَ رَمَّمَ صَادُوقُ بْنُ إمِّيرَ مُقَابِلَ بَيْتِهِ. وَبَعْدَ ذَلِكَ رَمَّمَ شَمَعْيَا بْنُ شَكَنْيَا حَارِسُ بَابِ الشَّرقِ.
30 وَبَعْدَ ذَلِكَ رَمَّمَ حَنَنْيَا بْنُ شَلَمْيَا وَحَانُونُ، وَهُوَ الِابْنُ السَّادِسُ لِصَالَافَ، جُزءًا ثَانِيًا. بَعْدَ ذَلِكَ رَمَّمَ مَشُلَّامُ بْنُ بَرَخْيَا مُقَابِلَ غُرفَتِهِ. 31 وَبَعْدَ ذَلِكَ رَمَّمَ مَلْكِيَّا، وَهُوَ صَائِغُ ذَهَبٍ، إلَى بَيْتِ خُدَّامِ الهَيْكَلِ وَالتُّجَّارِ، مُقَابِلَ بَابِ العَدِّ، وَإلَى الغُرفَةِ العُلوِيَّةِ عِنْدَ الزَّاوِيَةِ. 32 وَرَمَّمَ صَائِغُو الذَّهَبِ وَالتُّجَّارُ مَا بَيْنَ الغُرفَةِ العُلوِيَّةِ عِنْدَ الزَّاوِيَةِ وَبَابِ الضَّأنِ.
مُقَاوَمَةُ البِنَاء
4 وَلَمَّا سَمِعَ سَنَبَلَّطُ بِأنَّنَا عَاكِفُونَ عَلَى بِنَاءِ السُّورِ، غَضِبَ وَاهتَاجَ كَثِيرًا، وَرَاحَ يُحَقِّرُ اليَهُودَ وَيَسْخَرُ مِنْهُمْ. 2 وَقَالَ أمَامَ حُلَفَائِهِ وَجَيْشِ السَّامِرَةِ: «مَا الَّذِي يَفْعَلُهُ هَؤُلَاءِ اليَهُودُ الضُّعَفَاءُ؟ هَلْ سَيُبقُونَ الأمْرَ بَيْنَ أيدِيهِمْ؟ أمْ سَيُقَدِّمُونَ ذَبَائِحَ للهِ؟ هَلْ سَيُكمِلُونَ مَشرُوعَهُمْ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ؟ هَلْ يُعِيدَوْنَ الحَيَاةَ إلَى الحِجَارَةِ مِنْ أكْوَامِ التُّرَابِ وَالقُمَامَةِ، حَتَّى وَهِيَ مَحرُوقَةٌ؟»
3 وَكَانَ طُوبِيَّا العَمُّونِيُّ بِجَانِبِهِ فَقَالَ: «لَوْ تَسَلَّقَ حَتَّى ثَعلَبٌ عَلَى مَا يَبْنُونَهُ، فَسَيَهْدِمُ حِجَارَةَ سُورِهِمْ!»
4 فَصَلَّيتُ أنَا نَحَمْيَا وَقُلْتُ: «اسْمَعْ صَلَاتَنَا يَا إلَهَنَا، لِأنَّنَا صِرْنَا مُحتَقَرِينَ. عَاقِبْهُمْ عَلَى إهَانَتِهِمْ لَنَا. وَاجعَلْهُمْ يُسْبَونَ فِي أحَدِ المَنَافِي. 5 وَلَا تَسْتُرْ ذَنبَهُمْ هَذَا، وَلَا تَدَعْ خَطِيَّتَهُمْ تُمحَى مِنْ أمَامِ عَيْنَيْكَ. لِأنَّهُمْ أهَانُوا وَأحْبَطُوا البَنَّائِينَ.»
6 وَبَنَينَا السُّورَ وَوَصَلْنَاهُ، فَوَصَلَ إلَى نِصْفِ ارتِفَاعِهِ القَدِيمِ، لِأنَّ الشَّعْبَ كَانُوا مُتَحَمِّسِينَ لِلعَمَلِ.
7 وَلَمَّا سَمِعَ سَنْبَلَّطُ وَطُوبِيَّا وَالعَرَبُ وَالعَمُّونِيُّونَ وَسُكَّانُ أشدُودَ أنَّ تَرْمِيمَ أسْوَارِ القُدْسِ جَارٍ، وَأنَّ الثَّغَرَاتِ وَالأجزَاءَ الَّتِي انْهَدَمَتْ بَدَأتْ تُسَدُّ، غَضِبُوا غَضَبًا شَدِيدًا. 8 وَتَآمَرُوا جَمِيعًا عَلَى أنْ يَأْتُوا لِمُحَارَبَةِ القُدْسِ. وَخَطَّطُوا لِإثَارَةِ الفَوضَى وَالإربَاكِ. 9 لَكِنَّنا التَجَأنَا إلَى إلَهِنَا وَصَلَّينَا، وَأقَمْنَا حُرَّاسًا عَلَى الأسوَارِ لَيلَ نَهَارَ بِسَبَبِهِمْ.
10 غَيْرَ أنَّ بَنِي يَهُوذَا قَالُوا: «بَدَأتْ قُوَّةُ الحَمَّالِينَ تَضْعُفُ، وَهُنَاكَ حِجَارَةٌ مُكَسَّرَةٌ كَثِيرَةٌ. وَلِهَذَا لَنْ نَتَمَكَّنَ وَحدَنَا مِنْ إعَادَةِ بِنَاءِ السُّورِ.» 11 وَقَالَ أعْدَاؤُنَا: «سَنُهَاجِمُ اليَهُودَ بَغْتَةً وَنَقْتَحِمُهُمْ وَنَقتُلُهُمْ وَنُوقِفُ العَمَلَ.»
12 وَعِنْدَمَا جَاءَ اليَهُودُ الَّذِينَ يَسْكُنُونَ قُرْبَ أعْدَائِنَا، كَرَّرُوا عَلَى مَسَامِعِنَا قَولَهُمْ: «الأعْدَاءُ مُحِيطُونَ بِكُمْ مِنْ كُلِّ الجِهَاتِ فَاترُكُوا المَدِينَةَ وَارجِعُوا إلَينَا سَالِمِينَ!» 13 فَوَقَفْتُ فِي الجُزءِ المُنخَفِضِ خَلْفَ السُّورِ فِي المَكَانِ المَفتُوحِ، وَجَعَلْتُ الشَّعْبَ يَقِفُونَ حَسَبَ عَائِلَاتِهِمْ حَامِلِينَ سُيُوفَهُمْ وَرِمَاحَهُمْ وَأقوَاسَهُمْ. 14 وَبَعْدَ أنْ فَكَّرْتُ فِي الأمْرِ، نَهَضْتُ وَقُلْتُ لِلوُجَهَاءِ وَالمَسؤُولِينَ وَبَقِيَّةِ الشَّعْبِ: «لَا تَخَافُوا مِنْهُمْ. وَتَذَكَّرُوا الرَّبَّ العَظِيمَ المَخُوفَ. وَقَاتِلُوا مِنْ أجْلِ إخْوَتِكُمْ وَأبنَائِكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَزَوْجَاتِكُمْ وَبُيُوتِكُمْ.»
15 فَلَمَّا سَمِعَ أعْدَاؤُنَا أنَّ خُطَّتَهُمُ انكَشَفَتْ لَنَا، وَأنَّ اللهَ أفشَلَ مُؤَامَرَتَهُمْ، عُدْنَا جَمِيعًا إلَى السُّورِ، وَعَادَ كُلُّ وَاحِدٍ إلَى عَمَلِهِ. 16 وَمُنذُ ذَلِكَ اليَوْمِ عَمِلَ نِصفُ العَامِلِينَ مَعِي بِنَشَاطٍ عَلَى السُّورِ. بَيْنَمَا حَمَلَ النِّصفُ الآخَرُ التُّرُوسَ وَالرِّمَاحَ وَالأقوَاسَ وَالدُّرُوعَ. وَوَقَفَ المَسؤُولُونَ خَلْفَ بَنِي يَهُوذَا يَحْرُسُونَ وَيَدْعَمُونَ 17 الَّذِينَ يَبْنُونَ السُّورَ. وَكَانَ الحَمَّالُونَ يَحْمِلُونَ وَيَشْتَغِلُونَ بِيَدٍ، وَيَحْمِلُونَ سِلَاحًا بِاليَدِ الأُخرَى. 18 وَكَانَ البَنَّاؤُونَ يَبْنُونَ وَسُيُوفُهُمْ مُثَبَّتَةٌ إلَى جَانِبِهِمْ، وَكَانَ نَافِخُ البُوقِ يَقِفُ بِجَانِبِي. 19 وَقُلْتُ لِلوُجَهَاءِ وَالمَسؤُولِينَ وَبَقِيَّةِ الشَّعْبِ: «العَمَلُ كَثِيرٌ وَمُمتَدٌّ، وَالمَسَافَةُ الفَاصِلَةُ بَيْنَ الوَاحِدِ وَأخِيهِ عَلَى السُّورِ كَبِيرَةٌ جِدًّا. 20 فَانضَمُّوا إلَينَا مِنْ أيِّ مَكَانٍ تَسْمَعُونَ فِيهِ صَوْتَ البُوقِ، وَسَيُقَاتِلُ إلَهُنَا عَنَّا.»
21 فَتَابَعْنَا العَمَلَ وَنِصفُ الرِّجَالِ يَحْمِلُونَ رِمَاحَهُمْ مِنْ أوَّلِ الفَجرِ حَتَّى ظُهُورِ النُّجُومِ.
22 وَقُلْتُ أيْضًا لِلشَّعْبِ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ: «لِيَقْضِ كُلُّ رَجُلٍ مَعَ خَادِمِهِ اللَّيلَةَ فِي القُدْسِ، لِيَحْرُسُونَا لَيْلًا وَيَعْمَلُوا نَهَارًا.» 23 وَلَمْ نَخلَعْ لَا أنَا وَلَا أقرِبَائِي وَلَا رِجَالِي وَلَا الحُرَّاسُ الَّذِينَ تَبِعُونِي مَلَابِسَنَا. وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ يَضَعُ سِلَاحَهُ فِي مُتُنَاوَلِ يَمِينِهِ.
إعَانَةُ الفُقَرِاء
5 وَبَدَأ عَامَّةُ النَّاسِ وَزَوْجَاتُهُمْ يَتَذَمَّرُونَ مِنْ إخْوَتِهِمُ اليَهُودِ. 2 وَقَالَ بَعْضُهُمْ: «عَدَدُنَا كَبِيرٌ مَعَ أبنَائِنَا وَبَنَاتِنَا، فَأعطُونَا بَعْضَ القَمْحِ لِنَأكُلَ وَنَبقَى عَلَى قَيدِ الحَيَاةِ.»
3 وَقَالَ آخَرُونَ: «لَقَدْ قُمْنَا بِرَهْنِ حُقُولِنَا وَكُرُومِنَا وَبُيُوتِنَا لِنَسْتَدِينَ مَالًا لِشِرَاءِ قَمْحٍ أثْنَاءَ المَجَاعَةِ.»
4 وَقَالَ آخَرُونَ: «لَقَدِ اضْطُرِرْنَا إلَى رَهْنِ حُقُولِنَا وَكُرُومِنَا لِكَي نَدفَعَ ضَرِيبَةً لِلمَلِكِ. 5 وَنَحْنُ نَشتَرِكُ فِي الدَّمِ وَاللَّحمِ مَعَ إخْوَتِنَا الأغنِيَاءِ. أبنَاؤنَا مِنْ نَفْسِ طِينَةِ أبْنَائِهِمْ، غَيْرَ أنَّنَا نُوشِكُ عَلَى جَعلِ أبنَائِنَا وَبَنَاتِنَا عَبِيدًا لَهُمْ سَدَادًا لِدُيُونِنَا. وَبَعْضُ بَنَاتِنَا مُسْتَعْبَدَاتٌ فِعلًا، وَمَا بِيَدِنَا مِنْ حِيلَةٍ. فَحُقُولُنَا وَكُرُومُنَا هِيَ الآنَ لِآخَرِينَ.»
6 فَلَمَّا سَمِعْتُ شَكوَاهُمْ وَكَلَامَهُمْ غَضِبْتُ كَثِيرًا. 7 وَفَكَّرْتُ فِي نَفْسِي فِي الأمْرِ. وَلُمْتُ الوُجَهَاءَ وَالمَسؤُولِينَ، وَقُلْتُ لَهُمْ: «أنْتُمْ تَأْخُذُونَ أُنَاسًا وَمُمتَلَكَاتٍ مِنْ بَنِي جِنسِكُمْ رَهنًا كَضَمَانٍ لِاسْتِعَادَةِ القُرُوضِ.» وَدَعَوْتُ إلَى اجتِمَاعٍ كَبِيرٍ. 8 وَقُلْتُ لَهُمْ: «لَقَدِ افْتَدَينَا إخْوَتَنَا اليَهُودَ الَّذِينَ بَاعُوا أنْفُسَهُمْ لِلأُمَمِ الأُخْرَى عَلَى قَدْرِ طَاقَتِنَا. أمَّا الآنَ، فَأنْتُمْ أنْفُسُكُمْ تَبِيعُونَ إخْوَتَكُمْ. وَهَكَذَا نَجِدُ أنْفُسَنَا مُضطَرِّينَ إلَى شِرَائِهِمْ ثَانِيَةً.»
فَسَكَتُوا وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا الدِّفَاعَ عَنْ مَوقِفِهِمْ. 9 فَقُلْتُ لَهُمْ: «لَيْسَ حَسَنًا مَا تَفْعَلُونَهُ. ألَا يَنْبَغِي أنْ تَخَافُوا إلَهَنَا فِي حَيَاتِكُمْ لِكَي تَتَجَنَّبُوا سُخْرِيَةَ أعْدَائِكُمُ مِنَ الأُمَمِ الأُخْرَى بِكُمْ؟ 10 وَأنَا وَرِجَالِي، أيُّهَا الإخْوَةُ، نُقرِضُهُمُ المَالَ وَالقَمْحَ. فَدَعُونَا نَترُكُ المُطَالَبَةَ بِرَهْنٍ لِلقُرُوضِ. 11 وَرُدُّوا لَهُمُ اليَوْمَ حُقُولَهُمْ وَكُرُومَهُمْ وَبَسَاتِينَ زَيْتُونِهِمْ وَبُيُوتَهُمْ، وَتَوَقَّفُوا عَنْ أخذِ فَائِدَةٍ عَلَى مَا تُقرِضُونَهُمْ مِنْ مَالٍ وَقَمْحٍ وَنَبِيذٍ وَزَيْتٍ.»
12 عِنْدَ ذَلِكَ قَالُوا: «سَنَرُدُّ لَهُمْ كُلَّ شَيءٍ، وَلَنْ نَطلُبَ المَزِيدَ مِنْ أحَدٍ. وَسَنَفعَلُ كَمَا تَقُولُ.» فَدَعَوْتُ الكَهَنَةَ وَطَلَبْتُ مِنَ الدَّائِنِينَ أنْ يُقْسِمُوا أمَامَهُمْ أنْ يُحَافِظُوا عَلَى وَعدِهِمْ. 13 ثُمَّ نَفَضْتُ ثَنْيَةَ ثَوبِي عِنْدَ الحَضْنِ وَقُلْتُ: «لَيْتَ اللهَ يَنْفُضُ هَكَذَا مِنْ بَيْتِهِ وَمُلْكِهِ كُلَّ مَنْ لَا يَحْفَظُ هَذَا العَهْدَ. وَلَيْتَ مَنْ يَفْعَلُ هَذَا يُنْفَضُ خَارِجًا وَيِصِيرُ مُفلِسًا.» فَقَالَ كُلُّ الحَاضِرِينَ: «آمِينَ،» وَسَبَّحُوا اللهَ. وَحَافَظَ الشَّعْبُ عَلَى وَعدِهِمْ.
14 وَعُيِّنْتُ مِنْ ذَلِكَ اليَوْمِ وَالِيًا عَلَى أرْضِ يَهُوذَا، مِنَ السَّنَةِ العِشْرِينَ حَتَّى الثَّانِيَةِ وَالثَّلَاثِينَ مِنْ حُكْمِ المَلِكِ أرْتَحْشَسْتَا، أيْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً. وَلَمْ نَكُنْ أنَا وَأقَارِبِي نَأكُلُ مِنَ الطَّعَامِ المُخَصَّصِ لِلوَالِي.
15 لَقَدْ صَعَّبَ الوُلَاةُ الَّذِينَ سَبَقُونِي الحَيَاةَ عَلَى النَّاسِ، وَأخَذُوا مِنْهُمُ الطَّعَامَ وَالنَّبِيذَ، وَضَرَائِبَ يَوْمِيَّةً أرْبَعُينَ مِثْقَالًا مِنَ الفِضَّةِ. وَكَانَ العَامِلُونَ تَحْتَ إمرَتِهِمْ يُعَامِلُونَ الشَّعْبَ بِقَسوَةٍ. أمَّا أنَا فَلَمْ أفعَلْ مِثْلَ هَذِهِ الأُمُورِ لِأنِّي كُنْتُ أخَافُ اللهَ. 16 وَقَدْ كَرَّسْتُ نَفْسِي لِبِنَاءِ السُّورِ. كُلُّ رِجَالِي اجْتَمَعُوا لِلعَمَلِ هُنَاكَ. وَلَمْ نَحصُلْ أنَا وَجَمَاعَتِي عَلَى قِطْعَةِ أرْضٍ.
17 كُنْتُ أسْتَضِيفُ عَلَى مَائِدَتِي مِئَةً وَخَمْسِينَ مَسؤُولًا يَهُودِيًّا، عَدَا الضُّيُوفِ الَّذِينَ كَانُوا يَأْتُونَ إلَينَا مِنَ الأُمَمِ المُجَاوِرَةِ. 18 وَكُنْتُ أُقَدِّمُ لَهُمْ يَوْمِيًّا لِيَأْكُلُوا ثَوْرًا وَسِتَّةَ خِرَافٍ وَبَعْضَ الدَّوَاجِنِ عَلَى حِسَابِي. وَبَعْدَ كُلِّ عَشْرَةِ أيَّامٍ كُنْتُ أُقَدِّمُ لَهُمْ جَمِيعَ أنْوَاعِ النَّبِيذِ بِكَمِّيَّاتٍ كَبِيرَةٍ. وَرُغْمَ هَذَا لَمْ أُطَالِبْ بِحِصَّةِ الوَالِي مِنْ طَعَامِ النَّاسِ، لِأنَّ العَمَلَ كَانَ مُرهِقًا لِهَذَا الشَّعْبِ. 19 فَاذْكُرْ يَا إلَهِي مَا فَعَلْتُهُ مِنْ خَيرٍ لِهَذَا الشَّعْبِ.
Copyright © 2009, 2016 by Bible League International