Book of Common Prayer
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.
26 أنْصِفْنِي يَا اللهُ لِأنِّي عِشْتُ بِاسْتِقَامَةٍ،
وَلأنِّي عَلَى اللهِ أتَّكَلْتُ بِلَا تَرَدُّدٍ.
2 امتَحِنِّي يَا اللهُ، جَرِّبْنِي.
افْحَصْ عَقلِي وَقَلْبِي.
3 مَحَبَّتُكَ أمَامَ عَينَيَّ دَائِمًا.
وَأنَا أسِيرُ حَسْبَ أمَانَتِكَ.
4 لَا أُعَاشِرُ الأدنِيَاءَ.
وَالمُنَافِقُونَ لَا أُخَالِطُهُمْ.
5 أبغَضُ رِفقَةَ أُنَاسِ السُّوءِ.
وَلَا أُرَافِقُ الأشْرَارَ.
6 أغسِلُ يَدَيَّ لِأُظهِرَ بَرَاءَتِي،
لِكَي أطُوفَ حَوْلَ مَذْبَحِكَ، يَا اللهُ.
7 لِكَي أُسَمِّعَ النَّاسَ تَرَانِيمَ تَسْبِيحِكَ،
وَأُحَدِّثَ بِأعْمَالِكَ العَجِيبَةِ.
8 أُحِبُّ يَا اللهُ أنْ أكُونَ فِي بَيْتِكَ حَيْثُ تَسْكُنُ،
فِي الخَيْمَةِ حَيْثُ مَجْدُكَ.
9 لَا تُهلِكْنِي مَعَ الخُطَاةِ يَا اللهُ،
وَلَا تَأْخُذْ حَيَاتِي مَعَ القَتَلَةِ.
10 الَّذِينَ يُدَبِّرُونَ مَكَائِدَ لِلآخَرِينَ،
وَيَقْبَلُونَ الرِّشوَةَ دَائِمًا.
11 أمَّا أنَا، فَأحيَا بِالنَّقَاءِ.
فَارحَمْنِي وَخَلِّصْنِي.
12 عَلَى سَهلٍ أقِفُ ثَابِتًا
وَفِي الجَمَاعَةِ أقِفُ وَأُبَارِكُ اللهَ.
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.
28 أدعُوكَ يَا اللهُ يَا صَخرَتِي،
فَلَا تَرْفَضْ أنْ تَسْمَعَنِي.
لِأنَّكَ إنْ سَكَتَّ،
سَأكُونُ مِثْلَ الهَابِطِينَ إلَى الهَاوِيَةِ.
2 اسْمَعْ صَوْتَ تَضَرُّعِي وَأنَا أستَغِيثُ بِكَ.
رَافِعًا يَدَيَّ نَحْوَ قُدْسِ الأقْدَاسِ.
3 لَا تَجُرَّنِي مَعَ فَاعِلِي السُّوءِ،
الَّذِينَ يُلقُونَ السَّلَامَ مُخَطِّطِينَ لِلشَّرِّ
فِي قُلُوبِهِمْ.
4 عَاقِبْهُمْ كَمَا يَسْتَحِقُّونَ!
عَاقِبْهُمْ بِالمَصَائِبِ الَّتِي يُخَطِّطُونَهَا لِلآخَرِينَ!
كَمَا فَعَلُوا بِغَيرِهِمِ افْعَلْ بِهِمْ!
5 وَلِأنَّهُمْ لَا يَهْتَمُّونَ بِمَا فَعَلَهُ اللهُ وَصَنَعَهُ.
فَسَيُدَمِّرُهُمُ اللهُ،
وَلَا يَبْنِيهِمْ.
6 أُبَارِكُ اللهَ
لِأنَّهُ اسْتَجَابَ لِطِلْبَاتِي.
7 اللهُ قُوَّتِي وَتُرسِي،
لِهَذَا أثِقُ بِهِ وَأطْمَئِنُّ.
إلَى مَعُونَتِي جَاءَ،
لِهَذَا يَبْتَهِجُ قَلْبِي، وَأحمَدُهُ بِتَرْنِيمِي!
8 اللهُ قُوَّةُ شَعْبِهِ،
مَصْدَرُ انتِصَارٍ لِمَلِكِهِ المُختَارِ.
9 انصُرْ شَعْبَكَ.
بَارِكْ جَمَاعَتَكَ.
ارعَهُمْ وَتَعَهَّدْهُمْ إلَى الأبَدِ بِرِعَايَتِكَ!
لِقَائِدِ المُرَنِّمين، مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ خَادِمِ اللهِ.
36 فِي أعْمَاقِ قَلْبِ الشِّرِّيرِ صَوْتٌ يَدْعُوهُ لِلإثمِ.
وَلَا يَضَعُ مَهَابَةَ اللهِ أمَامَ عَيْنَيْهِ.
2 يَكْذِبُ عَلَى نَفْسِهِ فَلَا يَرَى إثْمَهُ.
وَلِهَذَا لَا يَطْلُبُ الغُفْرَانَ.
3 كَلِمَاتُهُ أكَاذِيبٌ بَاطِلَةٌ وَخِدَاعٌ،
لَا تُعطِي حِكْمَةً وَلَا نَفْعَ مِنْهَا.
4 يُخَطِّطُ لِعَمَلِ الشَّرِّ وَهُوَ مُسْتَلْقٍ فِي فِرَاشِهِ.
يَقُومُ وَيَسْلُكُ فِي طَرِيقٍ لَا نَفْعَ مِنْهَا.
لَا يَرْفُضُ أنْ يَفْعَلَ شَرًّا.
5 يَا اللهُ، يَا سَاكِنَ السَّمَاوَاتِ،
إلَى السَّمَاءِ مَحَبَّتُكَ الصَّادِقَةُ،
وَإلَى السَّحَابِ أمَانَتُكَ!
6 بِرُّكَ كَالجِبَالِ الشَّاهِقَةِ.
وَأحكَامُكَ كَعُمْقِ المُحِيطِ.
تَهْتَمُّ بِالإنْسَانِ وَالحَيَوَانِ يَا اللهُ.
7 أثْمَنُ مِنْ مَحَبَّتِكَ المُخْلِصَةِ لَا يُوجَدُ.
المَلَائِكَةُ وَالنَّاسُ يَلْجَأُونَ إلَى ظِلِّ جَنَاحَيكَ.
8 مِنْ فَيضِ أطَايِبِ بَيْتِكَ يَأْكُلُونَ.
مِنْ نَهْرِكَ العَذْبِ يَشْرَبُونَ.
9 فَمِنْكَ يَتَدَفَّقُ يُنْبُوعُ الحَيَاةِ،
وَبِفَضلِ نُورِكَ نَرَى النُّورَ.
10 فَأظْهِرْ لُطفَكَ وَرَحْمَتَكَ لِعَارِفِيكَ،
وَجُودَكَ لِمُسْتَقِيمِي القَلْبِ.
11 لَا تَدَعِ المُتَكَبِّرِينَ يَدُوسُونِي،
وَلَا الأشْرَارَ يُؤذُونِي.
12 انْظُرْ أيْنَ سَقَطَ فَاعِلُو الشَّرِّ.
هَا هُمْ مَطرُوحُونَ لَا يَقُومُونَ.
لِقَائِدِ المُرَنِّمين، لِيَدُوثُونَ.[a] مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.
39 قُلْتُ: «سَأُدَقِّقُ فِي كُلِّ مَا أفْعَلُ.
وَسَأحْذَرُ بِأنْ لَا أُخْطِئَ فِي مَا أقُولُ.
سَأُبْقِي فَمِي مُغْلَقًا وَالشَّرُّ حَوْلِي.»
2 لِهَذَا لَمْ أقُلْ شَيْئًا،
وَلَا حَتَّى شَيْئًا حَسَنًا.
لَكِنِّي ازْدَدْتُ انزِعَاجًا!
3 مِنَ الدَّاخِلِ كُنْتُ أشتَعِلُ
وَكُلَّمَا تَفَكَّرْتُ فِي ذَلِكَ، ازدَدْتُ اشْتِعَالًا،
فَتَكَلَّمَ لِسَانِي.
4 يَا اللهُ، قُلْ لِي كَيْفَ سَيَنْتَهِي الأُمْرُ بِي!
كَمْ تَبَقَّى لِي فِي هَذِهِ الحَيَاةِ؟
عَرِّفْنِي كَمْ قَصِيرٌ هُوَ عُمْرِي!
5 هَا قَدْ جَعَلْتَ عُمرِي قَصِيرًا،
بِالشِّبْرِ يُقَاسُ.
وَعُمرِي القَصِيرُ لَيْسَ شَيْئًا بِالقِيَاسِ بِكَ.
وَحَيَاةُ الإنْسَانِ أشْبَهُ بِغَيمَةِ بُخَارٍ زَائِلَةٍ. سِلَاهْ[b]
6 الإنْسَانُ مُجَرَّدُ ظِلٍّ.
نَندَفِعُ بِسُرعَةٍ مَحمُومَةٍ
جَامِعِينَ أشْيَاءَ لَا نَدرِي لِمَنْ سَتَكُونُ.
7 فَأيُّ رَجَاءٍ لِي يَا رَبُّ؟
رَجَائِي هُوَ أنْتَ!
8 مِنْ عَوَاقِبِ مَعَاصِيَّ أنْقِذْنِي.
لَا تَجْعَلْنِي أُخْزَى كَالجَاهِلِ.
9 سَأكُونُ كَالأخرَسِ،
لَنْ أفتَحَ فَمِي.
لِأنَّكَ أنْتَ مَنْ فَعَلَ هَذَا بِي!
10 ارفَعْ عِقَابَكَ عَنِّي!
قُوَّةُ يَدِكَ أهْلَكَتْنِي.
11 أنْتَ تُوَبِّخُ النَّاسَ عَلَى ذَنبِهِمْ لِتُعَلِّمَهُمْ.
كَقُمَاشٍ أكَلَهُ العَثُّ تَخْتَفِي مُشْتَهَيَاتُ النَّاسِ.
حَيَاةُ الإنْسَانِ هِيَ كَبُخَارٍ حَقًّا. سِلَاهْ
12 اسْمَعْ صَلَاتِي يَا اللهُ،
وَإلَى صُرَاخِي أصْغِ.
لَا تَتَجَاهَلْ دُمُوعِي.
فَمَا أنَا إلَّا غَرِيبٌ عِنْدَكَ.
كَجَمِيعِ آبَائِي، أنَا نَزِيلٌ هُنَا.
13 كُفَّ عَنِّي وَدَعْنِي أسعَدُ
قَبْلَ أنْ أمُوتَ وَأختَفِيَ!
يُونَاثَانُ يُسَاعدُ دَاوُد
19 أمَرَ شَاوُلُ ابنَهُ يُونَاثَانَ وَضُبَّاطَهُ بأِنْ يَقْتُلُوا دَاوُدَ. لَكِنَّ يُونَاثَانَ كَانَ يُحِبُّ دَاوُدَ حُبًّا عَظِيمًا. 2 فَقَالَ لِدَاوُدَ: «احْذَرْ فَأبي شَاوُلُ يَتَحَيَّنُ الفُرَصَ لقَتْلِكَ. فَاذهَبْ فِي الصَّبَاحِ وَاختَبِئْ فِي الحَقْلِ. 3 وَسَأخرُجُ فِي الصَّبَاحِ إلَى الحَقْلِ مَعَ أبِي. وَسَنَقِفُ فِي الحَقْلِ حَيْثُ أنْتَ مُختَبِئٌ. سَأتَكَلَّمُ مَعَ أبِي عَنْكَ. وَإنْ عَرَفْتُ شَيْئًا سَأُخْبِرُكَ بِهِ.»
4 فَتَحَدَّثَ يُونَاثَانُ مَعَ أبِيهِ شَاوُلَ، فَمَدَحَهُ كَثِيرًا. وَقَالَ يُونَاثَانُ: «أنْتَ المَلِكُ. وَمَا دَاوُدُ إلَّا خَادِمٌ لَكَ. هُوَ لَمْ يُسِئْ إلَيْكَ بِشَيءٍ، فَلَا تُسِئْ إلَيْهِ. وَهُوَ لَمْ يَفْعَلْ إلَّا خَيْرًا مَعَكَ. 5 ألَا تَذْكُرُ كَيْفَ خَاطَرَ بحَيَاتِهِ عندَمَا قَاتَلَ جُليَاتَ وَقَتَلَهُ. فَحَقَّقَ اللهُ نَصْرًا عَظيمًا لِإسْرَائِيلَ عَلَى يَدِ دَاوُدَ. وَأنْتَ رَأيْتَ ذَلِكَ وَفَرِحْتَ. فَلِمَاذَا تُرِيدُ أنْ تُؤذِيَ دَاوُدَ وَهُوَ بَريءٌ؟ لَا يُوجَدُ سَبَبٌ يَسْتَوْجِبُ قَتلَهُ.»
6 فَاقتَنَعَ شَاوُلُ بِكَلَامِ يُونَاثَانَ. وَقَالَ: «أُقْسِمُ بِاللهِ الحَيِّ، لَنْ أقتُلَ دَاوُدَ.»
7 فَدَعَا يُونَاثَانُ دَاوُدَ وَأخبَرَهُ بِكُلِّ مَا دَارَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ شَاوُلَ. ثُمَّ أحْضَرَ يُونَاثَانُ دَاوُدَ إلَى شَاوُلَ. فَعَادَتِ العَلَاقَةُ بَيْنَ دَاوُدَ وَشَاوُلَ إلَى مَجَارِيهَا كَمَا فِي السَّابِقِ.
شَاوُلُ يُكَرِّرُ مُحَاوَلَةَ قَتلِ دَاوُد
8 وَنَشَبَتِ الحَرْبُ مَرَّةً أُخْرَى. فَخَرَجَ دَاوُدُ لِمُقَاتَلَةِ الفِلِسْطِيِّينَ. وَألحَقَ بِهِمْ هَزِيمَةً شَدِيدَةً، فَهَرَبُوا. 9 وَفِيمَا بَعْدُ، كَانَ دَاوُدُ يَعْزِفُ عَلَى القِيثَارِ فِي بَيْتِ شَاوُلَ. وَكَانَ شَاوُلُ هُنَاكَ يَحْمِلُ رُمحًا فِي يَدِهِ. فَحَلَّ عَلَى شَاوُلَ رُوحٌ شِرِّيرٌ مِنَ اللهِ. 10 فَرَمَى شَاوُلُ الرُّمحَ عَلَى دَاوُدَ مُحَاولًا قَتلَهُ وَتَسْمِيرَهُ عَلَى الحَائِطِ. فَتَنَحَّى دَاوُدُ جَانِبًا، فَلَمْ يُصِبْهُ الرُّمحُ، بَلِ انغَرَزَ فِي الحَائطِ. وَفِي تِلْكَ اللَّيلَةِ هَرَبَ دَاوُدُ.
11 فَأرْسَلَ شَاوُلُ رِجَالًا لمُرَاقَبَةِ بِيْتِ دَاوُدَ، وَظَلُّوا هُنَاكَ طَوَالَ اللَّيلِ. وَكَانُوا يَنْوُونَ قَتلَهُ فِي الصَّبَاحِ لَدَى خُرُوجِهِ. لَكِنَّ زَوْجَتَهُ ميكَالَ حَذَّرَتْهُ وَقَالَتْ لَهُ: «اهْرُبِ اللَّيلَةَ لتَنْجُوَ، وَإلَّا فَإنَّكَ سَتُقتَلُ غَدًا.» 12 ثُمَّ أنزَلَتْهُ مِيكَالُ مِنْ إحْدَى نَوَافِذِ البَيْتِ. فَهَرَبَ وَنَجَا. 13 فَأخَذَتْ مِيكَالُ تِمْثَالَ التَّرَافيمَ وَلَفَّتهُ بِمَلَابِسَ. وَوَضَعَتْ شَعْرَ مَاعِزٍ عَلَى رَأسِهِ. ثُمَّ وَضَعَتِ التِّمثَالَ فِي السَّرِيرِ.
14 فَأرْسَلَ شَاوُلُ رُسُلًا لِإلقَاءِ القَبْضِ عَلَى دَاوُدَ. لَكِنَّ مِيكَالَ قَالَتْ: «إنَّهُ مَرِيضٌ.»
15 فَرَجِعَ الرِّجَالُ وَأخبَرُوا شَاوُلَ، لَكِنَّهُ أعَادَهُمْ لِكَي يَرَوْا دَاوُدَ. وَقَالَ لَهُمْ: «أحْضِرُوا دَاوُدَ إلَيَّ. اجْلِبُوهُ عَلَى فِرَاشهِ إنْ كَانَ ذَلِكَ ضَرُورِيًّا، لِأقْتُلَهُ.»
16 فَذَهَبَ الرُّسُلُ إلَى بَيْتِ دَاوُدَ. وَدَخَلُوا غُرفَةَ نَومِهِ. فَلَمْ يَجِدُوا إلَّا تِمثَالًا يُغَطِّي رَأسَهُ شَعْرُ مَاعِزٍ.
17 فَقَالَ شَاوُلُ لِمِيكَالَ: «لِمَاذَا خَدَعْتِنِي هَكَذَا؟ تَرَكْتِ عَدُوِّي يَهْرُبُ مِنْ قَبْضَتِي. وَهَا هُوَ الآنَ قَدِ اخْتَفَى.»
فَأجَابَتْ مِيكَالُ شَاوُلَ: «هَدَّدَ بِأنْ يَقْتُلَنِي إذَا لَمْ أُسَاعِدْهُ عَلَى الهَرَبِ.»
دَاوُدُ يَذْهَبُ إلَى المُخَيَّمَاتِ فِي الرَّامَة
18 تَمَكَّنَ دَاوُدُ مِنَ النَّجَاةِ وَلَجَأ إلَى صَمُوئِيلَ فِي الرَّامَةِ. وَأخبَرَ دَاوُدُ صَمُوئِيلَ بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ بِهِ شَاوُلُ. ثُمَّ ذَهَبَ دَاوُدُ وَصَمُوئيلُ إلَى مُخَيَّمَاتِ الأنْبِيَاءِ.
12 وَفِي نَحوِ ذَلِكَ الوَقْتِ، بَدَأ المَلِكُ هِيرُودُسُ يَضْطَهِدُ أعضَاءَ الكَنِيسَةِ. 2 فَأمَرَ بِقَتلِ يَعْقُوبَ أخِي يُوحَنَّا بِالسَّيفِ. 3 وَلَمَّا رَأى أنَّ هَذَا أرْضَى اليَهُودَ، قَبَضَ عَلَى بُطْرُسَ أيْضًا أثْنَاءَ عِيدِ الخُبْزِ غَيْرِ المُخْتَمِرِ. 4 وَبَعْدَ أنْ قَبَضَ عَلَيْهِ، وَضَعَهُ فِي السِّجْنِ. وَسَلَّمَهُ إلَى وِحدَةٍ عَسكَرِيَّةٍ تَتَألَّفُ مِنْ سِتَّةَ عَشَرَ جُندِيًّا لِحِرَاسَتِهِ. وَكَانَ فِي نِيَّتِهِ أنْ يُحَاكِمَهُ أمَامَ النَّاسِ بَعْدَ عِيدِ الفِصْحِ. 5 فَكَانَ بُطرُسُ مُحتَجَزًا فِي السِّجْنِ. أمَّا الكَنِيسَةُ فَكَانَتْ تَرْفَعُ إلَى اللهِ صَلَوَاتٍ حَارَّةً مِنْ أجْلِهِ.
إنْقَاذُ بُطْرُسَ مِنَ السِّجْن
6 وَكَانَ هِيرُودُسُ يُرِيدُ أنْ يُحَاكِمَ بُطْرُسَ عَلَنًا فِي اليَوْمِ التَّالِي. فِي تِلْكَ اللَّيلَةِ كَانَ بُطرُسُ نَائِمًا بَيْنَ جُندِيَّينِ، مُقَيَّدًا بِسِلسِلَتَيْنِ. وَكَانَ هُنَاكَ حُرَّاسٌ عِنْدَ البَوَّابَةِ يُرَاقِبُونَ السِّجْنَ. 7 وَفَجْأةً، وَقَفَ مَلَاكٌ مِنْ عِندِ الرَّبِّ هُنَاكَ. وَلَمَعَ نُورٌ فِي الزِّنزَانَةِ. فَضَرَبَ المَلَاكُ بُطْرُسَ ضَربَةً خَفِيفَةً عَلَى جَنبِهِ، وَأيقَظَهُ وَقَالَ لَهُ: «قُمْ بِسُرعَةٍ!» فَسَقَطَتِ السِّلسِلَتَانِ عَنْ يَدَيهِ. 8 ثُمَّ قَالَ المَلَاكُ لِبُطرُسَ: «البَسْ حِزَامَكَ وَحِذَاءَكَ.» فَفَعَلَ. ثُمَّ قَالَ المَلَاكُ لَهُ: «البَسْ رِدَاءَكَ وَاتبَعْنِي.»
9 فَتَبِعَهُ إلَى الخَارِجِ، وَلَمْ يَكُنْ يَدْرِي أنَّ مَا يَفْعَلُهُ المَلَاكُ كَانَ حَقِيقِيًّا، فَقَدْ ظَنَّ أنَّهُ يَرَى رُؤيَا. 10 وَبَعْدَ أنْ مَرَّا بِالمَجمُوعَتَيْنِ الأُولَى وَالثَّانِيَةِ مِنَ الحُرَّاسِ، وَصَلَا إلَى البَوَّابَةِ الحَدِيدِيَّةِ المُؤَدِّيَةِ إلَى المَدِينَةِ. فَانفَتَحَتْ مِنْ ذَاتِهَا، فَخَرَجَا مِنْهَا. وَتَابَعَا سَيرَهُمَا مَسَافَةَ شَارِعٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ تَرَكَهُ المَلَاكُ فَجْأةً.
11 فأدرَكَ بُطرُسُ أنَّهُ لَا يَحْلُمُ، وَقَالَ: «الآنَ أعْرِفُ أنَّ هَذَا صَحِيحٌ فِعلًا: أرْسَلَ الرَّبُّ مَلَاكَهُ، وَأنقَذَنِي مِنْ يَدَي هِيرُودُسَ، وَمِنْ كُلِّ مَا كَانَ اليَهُودُ يَنْتَظِرُونَ أنْ يَحْدُثَ لِي.»
12 فَلَمَّا أدرَكَ هَذَا، ذَهَبَ إلَى بَيْتِ مَريَمَ، أُمِّ يُوحَنَّا الَّذِي يُدْعَى أيْضًا مَرقُسَ. وَكَانَ قَدْ تَجَمَّعَ هُنَاكَ أشخَاصٌ كثِيرُونَ يُصَلُّونَ. 13 فَقَرَعَ بُطرُسُ البَابَ الخَارِجِيَّ. فَجَاءَتْ خَادِمَةٌ اسْمُهَا رُودَا لِكَي تَرُدَّ. 14 فَلَمَّا مَيَّزَتْ صَوْتَ بُطْرُسَ، رَكَضَتْ مِنْ فَرحَتِهَا إلَى الدَّاخِلِ دُونَ أنْ تَفْتَحَ لَهُ البَابَ. وَقَالَتْ: «بُطرُسُ وَاقِفٌ بِالبَابِ.» 15 فَقَالُوا لَهَا: «أنْتِ مَجنُونَةٌ!» لَكِنَّهَا ظَلَّتْ تُصِرُّ عَلَى أنَّهُ هُوَ. فَقَالُوا: «إنَّهُ مَلَاكُهُ.»
16 غَيْرَ أنَّ بُطْرُسَ وَاصَلَ قَرْعَ البَابِ. فَلَمَّا فَتَحُوا البَابَ وَرَأَوْهُ، ذُهِلُوا. 17 فَأشَارَ لَهُمْ بِيَدِهِ أنْ يَهْدَأُوا، وَشَرَحَ لَهُمْ كَيْفَ أنَّ الرَّبَّ أخرَجَهُ مِنَ السِّجْنِ. وَقَالَ لَهُمْ: «أخبِرُوا يَعْقُوبَ وَالإخوَةَ بِهَذَا.» ثُمَّ غَادَرَ وَذَهَبَ إلَى مَكَانٍ آخَرَ.
يَسُوعُ يَشْفِي مَشلُولًا
(مَتَّى 9:1-8؛ لُوقَا 5:17-26)
2 وَبَعْدَ عِدَّةِ أيَّامٍ، عَادَ يَسُوعُ إلَى كَفْرِنَاحُومَ، وَانتَشَرَتْ أخْبَارُ عَودَتِهِ. 2 فَاجتَمَعَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ حَتَّى لَمْ يَعُدْ هُنَاكَ مُتَّسَعٌ لأحَدٍ، وَلَا حَتَّى خَارِجَ البَابِ. وَكَانَ يَسُوعُ يُكَلِّمُ النَّاسَ بِكَلِمَةِ اللهِ. 3 فَجَاءُوا إلَيْهِ بِمَشلُولٍ يَحْمِلُهُ أرْبَعَةُ رِجَالٍ. 4 لَكِنَّهُمْ لَمْ يَتَمَكَّنُوا مِنْ إدخَالِهِ إلَى يَسُوعَ بِسَبَبِ الازْدِحَامِ. فَكَشَفُوا السَّقْفَ فَوْقَ المَكَانِ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ فِيهِ، وَفَتَحُوا السَّقفَ، وَأنزَلُوا الفِرَاشَ الَّذِي كَانَ المَشلُولُ رَاقِدًا عَلَيْهِ. 5 فَلَمَّا رَأى يَسُوعُ إيمَانَهُمْ، قَالَ لِلمَشلُولِ: «يَا بُنَيَّ، مَغفُورَةٌ خَطَايَاكَ.»
6 وَكَانَ بَعْضُ مُعَلِّمِي الشَّرِيعَةِ يَجْلِسُونَ هُنَاكَ، فَأخَذُوا يُفَكِّرُونَ فِي دَاخِلِهِمْ: 7 «لِمَاذَا يَتَحَدَّثُ هَذَا الرَّجُلُ بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ؟ إنَّهُ يُهِينُ اللهَ بِكَلَامِهِ! فَمَنْ غَيْرُ اللهِ يَسْتَطِيعُ أنْ يَغْفِرَ الخَطَايَا؟»
8 فَعَرَفَ يَسُوعُ أفكَارَ قُلُوبِهِمْ، وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهَذِا فِي قُلُوبِكُمْ؟ 9 فَأيُّ الأمْرَينِ أسهَلُ: أنْ يُقَالَ لِلمَشْلُولِ: ‹خَطَايَاكَ مَغفُورَةٌ› أمْ أنْ يُقَالَ: ‹انْهَضْ وَاحْمِلْ فِرَاشَكَ وَامشِ؟› 10 لَكِنِّي سَأُرِيكُمْ أنَّ ابْنَ الإنْسَانِ يَمْلِكُ سُلطَانًا عَلَى الأرْضِ لِمَغفِرَةِ الخَطَايَا.» وَقَالَ لِلرَّجُلِ المَشلُولِ: 11 «أنَا أقُولُ لَكَ، انْهَضْ وَاحْمِلْ فِرَاشَكَ وَاذْهَبْ إلَى بَيْتِكَ!»
12 فَنَهَضَ وَحَمَلَ فِرَاشَهُ فَوْرًا وَمَشَى عَلَى مَرأىً مِنَ الجَمِيعِ، فَاندَهَشَ الجَمِيعُ وَمَجَّدُوا اللهَ وَقَالُوا: «لَمْ نَرَ شَيْئًا كَهَذَا مِنْ قَبْلُ!»
Copyright © 2009, 2016 by Bible League International