Book of Common Prayer
—أ[a]—
119 هَنِيئًا لِمَنْ يَعِيشُونَ فِي طَهَارَةٍ،
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ تَعَالِيمَ اللهِ.
2 هَنِيئًا لِمَنْ يَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ،
وَيَطْلُبُونَهُ مِنْ كُلِّ قُلُوبِهِمْ.
3 لَا يَصْنَعُونَ الشَّرَّ أبَدًا.
بَلْ يَتَّبِعُونَ طُرُقَهُ.
4 أعْطَيْتَنَا وَصَايَاكَ،
وَأمَرتَنَا بِأنْ نَحفَظَهَا بِدِقَّةٍ.
5 آهِ، لَيتَنِي كُنْتُ أكْثَرَ ثَبَاتًا
فِي حِفظِ شَرَائِعِكَ.
6 حِينَئِذٍ لَا أخْجَلُ
بَلْ أتَأمَّلُ جَمِيعَ وَصَايَاكَ.
7 مِنْ قَلْبٍ نَقِيٍّ أحمَدُكَ
لِأنَّكَ عَلَّمتَنِي أحكَامَكَ المُنصِفَةَ.
8 لَا تَتْرُكنِي طَوِيلًا
لِأنِّي أُطِيعُ شَرَائِعَكَ حَقًّا.
—ب—
9 كَيْفَ يُنَقِّي الشَّابُّ نَفْسَهُ؟
بِحِفْظِهِ وَصَايَاكَ.
10 مِنْ كُلِّ قَلْبِي أطلُبُكَ،
فَاحفَظْنِي مِنْ أنْ أضِلَّ عَنْ وَصَايَاكَ.
11 خَزَّنتُ كَلَامَكَ فِي قَلْبِي
لِئَلَّا أُخطِئَ إلَيْكَ.
12 تَبَارَكْ، يَا اللهُ.
عَلِّمْنِي شَرَائِعَكَ.
13 بِشَفَتَيَّ أُخبِرُ بِكُلِّ الأحكَامِ
الخَارِجَةِ مِنْ فَمِكَ.
14 بِوَصَايَا عَهْدِكَ أُسَرُّ،
كَمَنْ يَبْتَهِجُ بِثَروَةٍ عَظِيمَةٍ.
15 أحكَامُكَ أتَأمَّلُهَا
وَطُرُقُكَ بِحِرصٍ أفحَصُهَا.
16 شَرَائِعُكَ لَذَّتِي،
وَلَا أنْسَى كَلَامَكَ أبَدًا.
—ج—
17 كَافِئْ عَبدَكَ بِسَخَاءٍ،
فَأحيَا وَأحفَظَ وَصَايَاكَ.
18 افتَحْ عَينَيَّ
حَتَّى أرَى عَجَائِبَ تَعَالِيمِكَ.
19 غَرِيبٌ أنَا فِي هَذِهِ الأرْضِ،
فَلَا تُخْفِ وَصَايَاكَ عَنِّي.
20 تَلْتَهِبُ نَفْسِي شَوقًا
إلَى أحكَامِ شَرِيعَتِكَ فِي كُلِّ حِينٍ.
21 أنْتَ تُوَبِّخُ المُتَكَبِّرِينَ
الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ وَصَايَاكَ.
مَلعُونُونَ هُمْ!
22 حَفِظْتُ عَهْدَكَ،
فَانزِعْ عَنِّي الهُزءَ وَالِازْدِرَاءَ.
23 قَادَةٌ قَدْ يَجْلِسُونَ لِيَتَآمَرُوا عَلَيَّ،
وَأنَا عَبدَكَ أتَأمَّلُ فِي أحْكَامِكَ.
24 أتَلَذَّذُ بِوَصَايَا عَهْدِكَ.
تَعَالِيمُكَ هِيَ نَصَائِحِي.
لِقَائِدِ المُرَنِّمِينَ عَلَى الشِّيمِنِيتِ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.
12 نَجِّنِي يَا اللهُ!
فَقَدْ تَلَاشَى الأتقِيَاءُ!
وَاختَفَى كُلُّ الأُمَنَاءِ مِنْ بَينِهِمْ.
2 لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ إلَّا بِالتَّوَافِهِ.
وَلَا يُفَكِّرُونَ إلَّا بِأكَاذِيبِ النِّفَاقِ.
هَذَا مَا يُحَدِّثُ بِهِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا!
3 لَيْتَ اللهَ يَقْطَعُ تِلْكَ الشِّفَاهَ الكَاذِبَةَ،
وَتِلْكَ الألسِنَةَ المُتَفَاخِرَةَ.
4 يَقُولُونَ:
«نَعْرِفُ كَيْفَ نَسْتَخْدِمُ ألسِنَتَنَا وَنَنتَصِرُ.
شِفَاهُنَا تَحْتَ سَيطَرَتِنَا، فَمَنْ يَتَسَيَّدَ عَلَيْنَا؟»
5 «لِأنَّ المَسَاكِينَ قَدْ سُلِبُوا،
وَالبَائِسِينَ يَئِنُّونَ ألَمًا،
سَأقُومُ، يَقُولُ اللهُ.
سَأُعْطِيهِمُ الأمَانَ الَّذِي يَتُوقُونَ إلَيْهِ.»
6 وُعُودُ اللهِ نَقِيَّةٌ،
مِثْلَ الفِضَّةِ المُصَفَّاةِ فِي فُرنٍ،
المُنَقَّاةِ سَبْعَ مَرَّاتٍ.
7 احْمِ المَسَاكِينَ يَا اللهُ.
وَاحفَظْهُمْ مِنْ هَذَا الجِيلِ الشِّرِّيرِ إلَى الأبَدِ.
8 يَختَالُ الأشرَارُ حَوْلَنَا.
حِينَ يُمْتَدَحُ مَا هُوَ تَافِهٌ بَيْنَ البَشَرِ.
لِقَائِدِ المُرَنِّمِينَ، مَزْمُورٌ لِدَاوُد.
13 حَتَّى مَتَى تَنسَانِي يَا اللهُ؟ أإلَى الأبَدِ؟
حَتَّى مَتَى تُشِيحُ بِوَجْهِكَ عَنِّي؟
2 حَتَّى مَتَى يَنْبَغِي أنْ أُصَارِعَ
هَذِهِ الأفكَارَ فِي نَفْسِي؟
حَتَّى مَتَى أحمِلُ هَذَا الحُزْنَ فِي قَلْبِي
طَوَالَ النَّهَارِ؟
حَتَّى مَتَى يَتَسَلَّطُ عَدُوِّي عَلَيَّ؟
3 اللهُ، يَا إلَهِي، التَفِتْ إلَيَّ! أجِبْنِي.
أنِرْ عَينَيَّ وَإلَّا مِتُّ!
4 أجِبْنِي لِئَلَّا يَقُولَ عَدُوِّي:
«قَضَيتُ عَلَيْهِ!»
إنْ تَعَثَّرْتُ وَسَقَطتُ، سَيَبْتَهِجُ خُصُومِي.
5 أمَّا أنَا، فَأتَّكِلُ عَلَى مَحَبَّتِكَ المُخْلِصَةِ!
يَبْتَهِجُ قَلْبِي بِخَلَاصِكَ
6 سَأُرَنِّمُ للهِ،
لِأنَّهُ اهتَمَّ بِي كَثِيرًا.
لِقَائِدِ المُرَنِّمِينَ، مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.
14 يَقُولُ الأحْمَقُ فِي قَلْبِهِ: «اللهُ غَيْرُ مَوجُودٍ!»
الحَمْقَى يُخَرِّبونَ.
يَفْعَلُونَ أُمُورًا مُلتَوِيَةً.
وَلَيْسَ فِيهِمْ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلًا صَالِحًا.
2 مِنَ السَّمَاءِ نَظَرَ اللهُ إلَى البَشَرِ،
لِيَرَى إنْ كَانَ بَيْنَهُمْ أيُّ حَكِيمٍ،
إنْ كَانَ هُنَاكَ مَنْ يَطْلُبُهُ.
3 لَكِنَّهُمُ انْحَرَفُوا جَمِيعًا وَابْتَعَدُوا.
جَمِيعُهُمْ فَاسِدُونَ.
وَلَيْسَ فِيهِمْ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلًا صَالِحًا، وَلَا وَاحِدٌ!
4 ألَا يَفْهَمُونَ؟
لَا يَطْلُبُ هَؤلَاءِ الأشْرَارُ مَشُورَةَ اللهِ،
لَكِنَّهُمْ يَلْتَهِمُونَ شَعْبِي كَمَا يَلْتَهِمُونَ الطَّعَامَ!
5 وَعِنْدَمَا يُعَاقِبُهُمُ اللهُ،
سَيَرْتَعِبُ الأشرَارُ رُعبًا.
لِأنَّ اللهَ يَقِفُ مَعَ الصَّالِحِينَ.
6 يَسْتَصْغِرُ الأشرَارُ سَعيَ المَسَاكِينِ إلَى النَّصِيحَةِ.
لِأنَّ اللهَ هُوَ مَلَاذُهُمْ وَمَلْجَأُهُمْ.
7 لَيْتَ خَلَاصَ بَنِي إسْرَائِيلَ
يَأْتِي سَرِيعًا مِنْ عِندِ اللهِ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ!
عَندَمَا يُعِيدُ اللهُ أسرَى الحَرْبِ،
سَيَبْتَهِجُ يَعْقُوبُ وَيَفْرَحُ بَنُو إسْرَائِيلَ.
صَمُوئِيلُ يَذْهَبُ إلَى بَيْتِ لَحْم
16 وَقَالَ اللهُ لِصَمُوئِيلَ: «حَتَّى مَتَى سَتَحْزَنُ عَلَى شَاوُلَ؟ أنْتَ مَا زِلْتَ حَزِينًا عَلَيْهِ حَتَّى بَعْدَ أنْ قُلْتُ لَكَ إنِّي رَفَضْتُهُ مَلِكًا عَلَى إسْرَائِيلَ. فَاملأ قَرْنَكَ بِالزَّيْتِ وَاذْهَبْ إلَى بَيْتِ لَحْمٍ. فَإنِّي مُرسِلُكَ إلَى رَجُلٍ مِنْ سُكَّانِ بَيْتِ لَحْمٍ اسْمُهُ يَسَّى. وَقَدِ اختَرْتُ أحَدَ أبنَائِهِ لِيَكُونَ مَلِكًا.»
2 لَكِنَّ صَمُوئِيلَ قَالَ: «إنْ ذَهَبْتُ، سَيَسْمَعُ شَاوُلُ بِالخَبَرِ فَيَقْتُلُنِي.»
فَقَالَ اللهُ: «اذْهَبْ إلَى بَيْتِ لَحْمٍ. وَخُذْ مَعَكَ عِجلًا وَقُلْ لَهُمْ: ‹جِئتُ لِأُقَدِّمَ للهِ ذَبِيحَةً.› 3 وَادعُ يَسَّى إلَى الذَّبِيحَةِ. وَبَعْدَ ذَلِكَ سَأُرِيكَ مَا يَنْبَغِي أنْ تَفْعَلَهُ. يَنْبَغِي أنْ تَمْسَحَ الشَّخصَ الَّذِي أُرِيكَ إيَّاهُ.»
4 فَفَعَلَ صَمُوئِيلُ كَمَا قَالَ لَهُ اللهُ. فَذَهَبَ إلَى بَيْتِ لَحْمٍ. فَارتَعَدَ شُيُوخُ بَيْتِ لَحْمٍ خَوْفًا. وَاستَقْبَلُوا صَمُوئِيلَ وَسَألُوهُ: «هَلْ أنْتَ هُنَا فِي مَهَمَّةِ سَلَامٍ؟»
5 فَأجَابَ: «أنَا هُنَا فِي مَهَمَّةِ سَلَامٍ. فَقَدْ جِئتُ لِأُقَدِّمَ ذَبِيحَةً للهِ. طَهِّرُوا أنْفُسَكُمْ وَتَعَالَوا لِلِاشتِرَاكِ فِي الذَّبِيحَةِ مَعِي.» وَطَهَّرَ صَمُوئِيلُ يَسَّى وَأبْنَاءَهُ. ثُمَّ دَعَاهُمْ صَمُوئِيلُ إلَى المَجِيءٍ وَالِاشتِرَاكِ فِي الذَّبِيحَةِ.
6 فَلَمَّا وَصَلَ يَسَّى وَأبْنَاؤهُ رَأى صَمُوئِيلُ ألِيآبَ. فَفَكَّرَ فِي نَفْسِهِ: «لَا شَكَّ أنَّ هَذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي اخْتَارَهُ اللهُ.»
7 لَكِنَّ اللهَ قَالَ لِصَمُوئِيلَ: «صَحِيحٌ أنَّ أليآبَ طَوِيلٌ وَوَسِيمٌ، لَكِنْ لَا تُدخِلْ هَذِهِ الأُمُورَ فِي اعتبَارِكَ. فَاللهُ لَا يَنْظُرُ إلَى مَا يَرَاهُ النَّاسُ. هُوَ لَا يَنْظُرُ إلَى مَظهَرِ الإنْسَانِ، وَإنَّمَا إلَى قَلْبِهِ. فَلَيْسَ أليآبُ هُوَ الَّذِي اختَرْتُهُ.»
8 ثُمَّ دَعَا يَسَّى ابنَهُ الثَّانِي أبِينَادَابَ. فَمَرَّ أبِينَادَابُ مِنْ أمَامِ صَمُوئِيلَ. فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «لَا، لَيْسَ هَذَا هُوَ الَّذِي اخْتَارَهُ اللهُ.»
9 ثُمَّ طَلَبَ يَسَّى مِنْ شَمَّةَ أنْ يَمُرَّ مِنْ أمَامِ صَمُوئِيلَ. لَكِنَّ صَمُوئِيلَ قَالَ: «لَمْ يَخْتَرِ اللهُ هَذَا الرَّجُلَ أيْضًا.»
10 عَرَضَ يَسَّى أبْنَاءَهُ السَّبعَةَ لِصَمُوئِيلَ. لَكِنَّ صَمُوئِيلَ قَالَ لِيَسَّى: «لَمْ يَخْتَرِ اللهُ أيًّا مِنْ هَؤُلَاءِ الرِّجَالِ.»
11 ثُمَّ سَألَ صَمُوئِيلُ يَسَّى: «ألَدَيكَ أبْنَاءٌ غَيْرُ هَؤُلَاءِ؟»
فَأجَابَ يَسَّى: «لَدَيَّ ابنٌ آخَرُ، هُوَ الأصغَرُ. لَكِنَّهُ فِي المَرعَى يَرْعَى الغَنَمَ.»
فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «أرسِلْ فِي طَلَبِهِ. أحضِرْهُ هُنَا. فَنَحْنُ لَنْ نَجلِسَ لِلطّعَامِ حَتَّى يَأْتِيَ.»
12 فَأرْسَلَ يَسَّى مَنْ يَسْتَدْعِي ابنَهُ الأصغَرَ. وَكَانَ شَابًّا وَسِيمًا مَوفُورَ الصِّحَّةِ.
فَقَالَ اللهُ لِصَمُوئِيلَ: «قُمْ وَامْسَحهُ فَهُوَ الَّذِي اختَرْتُهُ.»
13 فَأخَذَ صَمُوئِيلُ قَرنَ الزَّيْتِ وَسَكَبَ الزَّيْتَ عَلَى الِابْنِ الأصْغَرِ لِيَسَّى أمَامَ إخْوَتِهِ. فَحَلَّ رُوحُ اللهِ بِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ عَلَى دَاوُدَ مِنْ ذَلِكَ اليَوْمَ. ثُمَّ عَادَ صَمُوئِيلُ إلَى بَيْتِهِ فِي الرَّامَةِ.
بُطرُسُ وَكَرنِيليُوس
10 وَكَانَ فِي مَدِينَةِ قَيصَرِيَّةَ رَجُلٌ اسْمُهُ كَرنِيليُوسُ، وَهُوَ ضَابِطٌ رومَانِيٌّ[a] فِي كَتِيبَةٍ يُطلَقُ عَلَيْهَا الكَتِيبَةَ الإيطَالِيَّةَ. 2 كَانَ كَرنِيليُوسُ تَقِيًّا يَخَافُ اللهَ هُوَ وَعَائِلَتُهُ كُلُّهَا، وَكَانَ يَتَصَدَّقُ بِسَخَاءٍ عَلَى الفُقَرَاءِ، وَيُصَلِّي إلَى اللهِ دَائِمًا. 3 وَنَحْوَ السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ مِنْ بَعدِ الظُّهرِ، رَأى كَرنِيليُوسُ فِي رُؤيَا مَلَاكًا مِنْ عِندِ اللهِ يَدْخُلُ عَلَيْهِ وَيَقُولُ لَهُ: «يَا كَرنِيليُوسُ!»
4 فَحَدَّقَ كَرنِيليُوسُ فِيهِ بِخَوفٍ وَقَالَ: «مَا الأمْرُ يَا سَيِّدُ؟» فَقَالَ لَهُ المَلَاكُ: «صَلَوَاتُكَ وَصَدَقَاتُكَ لَيْسَتْ خَافِيَةً عَنِ اللهِ. 5 وَالْآنَ أرسِلْ رِجَالًا إلَى بَلْدَةِ يَافَا وَاسْتَدْعِ رَجُلًا اسْمُهُ سِمْعَانُ، وَيُدْعَى أيْضًا بُطْرُسَ. 6 إنَّهُ ضَيفٌ عَلَى دَبَّاغٍ اسْمُهُ سِمْعَانُ، بَيتُهُ عِنْدَ البَحْرِ.»
7 فَلَمَّا مَضَى المَلَاكُ الَّذِي كَلَّمَهُ، استَدْعَى اثْنَيْنِ مِنْ خُدَّامِهِ وَجُندِيًّا تَقِيًّا[b] مِنْ مُرَافِقِيهِ، 8 وَشَرَحَ لَهُمْ كُلَّ مَا حَصَلَ، وَأرسَلَهُمَا إلَى يَافَا.
9 وَفِي اليَوْمِ التَّالِي، وَبَيْنَمَا كَانُوا يَقْتَرِبُونَ مِنَ البَلدَةِ، صَعِدَ بُطرُسُ إلَى السَّطحِ عِنْدَ الظُّهرِ تَقْرِيبًا لِيُصَلِّيَ. 10 فَأحَسَّ بِالجُوعِ وَأرَادَ أنْ يَأْكُلَ. وَبَيْنَمَا كَانُوا يُعِدُّونَ الطَّعَامَ، رَاحَ فِي حَالَةِ سُبَاتٍ. 11 وَرَأى السَّمَاءَ مَفتُوحَةً، وَرَأى شَيْئًا يُشْبِهُ قِطْعَةَ قُمَاشٍ كَبِيرَةً مُدَلَّاةً مِنْ أطرَافِهَا الأرْبَعَةِ إلَى الأرْضِ. 12 وَكَانَ فِيهَا كُلُّ أنْوَاعِ بَهَائِمِ الأرْضِ وَزَوَاحِفِهَا وَطُيُورِ السَّمَاءِ. 13 ثُمَّ قَالَ لَهُ صَوْتٌ: «هَيَّا يَا بُطرُسُ، اذبَحْ وَكُلْ!»
14 فَقَالَ بُطرُسُ: «لَنْ أفعَلَ هَذَا يَا رَبُّ! فَأنَا لَمْ آكُلْ يَومًا شَيْئًا مُحَرَّمًا أوْ نَجِسًا.»
15 فَقَالَ لَهُ الصَّوْتُ مَرَّةً ثَانِيَةً: «مَا طّهَّرَهُ اللهُ، لَا تُحَرِّمْهُ أنْتَ!» 16 وَحَدَثَ هَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. وَفِي الحَالِ رُفِعَ ذَلِكَ الشِّيءُ إلَى السَّمَاءِ.
12 لَكِنَّ بُطْرُسَ نَهَضَ وَرَكَضَ إلَى القَبْرِ. وَلَمَّا وَصَلَ، انحَنَى، لَكِنَّهُ لَمْ يَرَ غَيْرَ الأكفَانِ. ثُمَّ مَضَى مُتَفَكِّرًا فِي مَا حَدَثَ.
عَلَى طَرِيقِ عِموَاس
(مَرْقُس 16:12-13)
13 وَفِي ذَلِكَ اليَوْمِ نَفْسِهِ، كَانَ اثْنَانِ مِنْ تَلَامِيذِ يَسُوعَ ذَاهِبَينِ إلَى قَريَةٍ تَبْعُدُ نَحْوَ سَبْعَةِ أمْيَالٍ عَنْ مَدِينَةِ القُدْسِ، اسْمُهَا عِموَاسُ. 14 وَكَانَا يَتَحَادَثَانِ عَنْ كُلِّ الأُمُورِ الَّتِي حَدَثَتْ. 15 وَبَيْنَمَا كَانَا يَتَكَلَّمَانِ وَيُنَاقِشَانِ هَذِهِ الأُمُورَ، اقْتَرَبَ يَسُوعُ نَفْسُهُ مِنهُمَا وَسَارَ مَعَهُمَا، 16 لَكِنَّ أعيُنَهُمَا مُنِعَتَا مِنَ التَّعَرُّفِ إلَيْهِ. 17 فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هِيَ هَذِهِ الأُمُورُ الَّتِي تَتَنَاقَشَانِ فِيهَا وَأنْتُمَا سَائِرَانِ؟» فَتَوَقَّفَا، وَعَبَسَ وَجْهَاهُمَا. 18 وَقَالَ لَهُ أحَدُهُمَا وَاسْمُهُ كِلْيُوبَاسُ: «لَا بُدَّ أنَّكَ الشَّخصُ الوَحِيدُ فِي مَدِينَةِ القُدْسِ الَّذِي لَا يَدْرِي بِالأُمُورِ الَّتِي حَدَثَتْ فِي الأيَّامِ القَلِيلَةِ المَاضِيَةِ!»
19 فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «أيَّةُ أُمُورٍ؟» فَقَالَا لَهُ: «الأُمُورِ المُتَعَلِّقَةِ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيَّ. لَقَدْ كَانَ رَجُلًا بَيَّنَ أنَّهُ نَبِيٌّ عَظِيمٌ أمَامَ اللهِ وَالنَّاسِ فِي أعْمَالِهِ وَأقْوَالِهِ. 20 وَكُنَّا نَتَحَدَّثُ كَيْفَ أنَّ كِبَارَ كَهَنَتِنَا وَحُكَّامِنَا أسلَمُوهُ لِيُحكَمَ عَلَيْهِ بِالمَوْتِ، ثُمَّ صَلَبُوهُ. 21 وَقَدْ كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَأمَلُ أنْ يَكُونَ هُوَ الَّذِي سَيُحَرِّرُ بَنِي إسْرَائِيلَ.
«وَالْآنَ هَا قَدْ مَضَى عَلَى حُدُوثِ ذَلِكَ ثَلَاثَةُ أيَّامٍ. 22 وَقَدْ أذهَلَتْنَا بَعْضُ النِّسَاءِ فِي جَمَاعَتِنَا بِمَا قُلْنَهُ. فَقَدْ ذَهَبنَ إلَى القَبْرِ فِي وَقْتٍ مُبَكِّرٍ مِنَ الصَّبَاحِ، 23 لَكِنَّهُنَّ لَمْ يَجِدْنَ جَسَدَهُ، وَجِئْنَ وَأخبَرْنَنَا أنَّهُنَّ رَأينَ مَا يُشْبِهُ مَلَائِكَةً أخبَرُوهُنَّ بِأنَّهُ حَيٌّ. 24 فَذَهَبَ بَعْضٌ مِنْ جَمَاعَتِنَا إلَى القَبْرِ، وَوَجَدُوهُ فَارِغًا كَمَا قَالَتِ النِّسَاءُ، لَكِنَّهُمْ لَمْ يَرَوْهُ هُوَ.»
25 فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «أنْتُمَا غَبِيَّانِ وَبَطِيئَانِ فِي الإيمَانِ بِكُلِّ مَا قَالَهُ الأنْبِيَاءُ. 26 ألَمْ يَكُنْ ضَرُورِيًّا أنْ يَحْتَمِلَ المَسِيحُ هَذِهِ الأشْيَاءَ فَيَدْخُلَ إلَى مَجْدِهِ؟» 27 وَفَسَّرَ لَهُمَا مَا قِيلَ عَنْهُ فِي جَمِيعِ كُتُبِ مُوسَىْ وَالأنْبِيَاءِ.
28 وَاقْتَرَبُوا مِنَ القَريَةِ الَّتِي كَانَا مُتَوَجِّهَينِ إلَيْهَا، فَتَظَاهَرَ يَسُوعُ بِأنَّهُ يُرِيدُ أنْ يُواصِلَ المَسِيرَ. 29 لَكِنَّهُمَا ألَحَّا عَلَيْهِ بِشِدَّةٍ وَقَالُوا لَهُ: «ابقَ عِنْدَنَا، فَقَدِ اقْتَرَبَ المَسَاءُ، وَأوشَكَتِ الشَّمْسُ عَلى المَغِيبِ،» فَدَخَلَ. 30 وَعِنْدَمَا جَلَسَ إلَى المَائِدَةِ مَعَهُمَا، أخَذَ الخُبْزَ وَشَكَرَ اللهَ، ثُمَّ قَسَّمَهُ وَنَاوَلَهُمَا. 31 فَفُتِحَتْ أعيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ، لَكِنَّهُ اختَفَى عَنهُمَا.
32 فَقَالَ أحَدُهُمَا لِلآخَرِ: «ألَمْ يَكُنْ قَلْبَانَا يَتَّقِدَانِ فِينَا وَهُوَ يُكَلِّمُنَا فِي الطَّرِيقِ، وَيَشْرَحُ لَنَا الكُتُبَ؟» 33 وَقَامَا فَوْرًا وَرَجِعَا إلَى مَدِينَةِ القُدْسِ، وَوَجَدَا الأحَدَ عَشَرَ رَسُولًا وَالآخَرِينَ مُجتَمِعِينَ مَعًا. 34 وَكَانُوا يَقُولُونَ: «لَقَدْ قَامَ الرَّبُّ حَقًّا! وَقَدْ ظَهَرَ لِسِمعَانَ.» 35 ثُمَّ شَرَحَ التِّلمِيذَانِ مَا حَدَثَ عَلَى الطَّرِيقِ، وَكَيْفَ تَعَرَّفَا إلَيْهِ عِنْدَمَا قَسَمَ الخُبْزَ.
Copyright © 2009, 2016 by Bible League International