Book of Common Prayer
قَصِيدَةٌ مَزمُورِيَّةٌ لِبَنِي قُورَح. لِلقَائِدِ عَلَى لَحْنِ «مَرَضٍ ألِيمٍ.» قَصِيدَةٌ لِهَيمَانَ الأزْرَاحِيِّ.
88 يَا اللهُ، أنْتَ الإلَهُ الَّذِي يُخَلِّصُنِي.
دَعَوتُكَ نَهَارًا وَلَيلًا.
2 اقبَلْ صَلَاتِي،
وَإلَى طِلبَتِي أمِلْ أُذُنَكَ.
3 أخَذَتْ نَفْسِي نَصِيبَهَا الكَامِلَ مِنَ المَصَائِبِ.
وَهَا حَيَاتِي تَقْتَرِبُ مِنَ الهَاوِيَةِ!
4 أنَا كَالنَّازِلِينَ إلَى القَبْرِ،
كَمُحَارِبٍ فَقَدَ قُوَّتَهُ.
5 ابْحَثْ عَنِّي بَيْنَ الأمْوَاتِ،
بَيْنَ الجُثَثِ المُمَدَّدَةِ فِي القَبْرِ،
الَّذِينَ انقَطَعْتَ عَنْ تَذَكُّرِهِمْ،
وَانقَطَعُوا عَنْكَ وَعَنْ مَحضَرِكَ.
6 وَضَعَنِي اللهُ فِي أعمَقِ حُفرَةٍ،
مَحبُوسًا فِي ظُلمَةِ القَبْرِ.
7 بِغَضَبِكَ غَطَّيتَنِي
وَبِأموَاجِ ضِيقَاتِكَ آلَمْتَنِي. سِلَاهْ
8 أصدِقَائِي يَتَجَنَّبُونَنِي بِسَبَبِ مَا فَعَلْتَهُ بِي.
وَكَمَنبُوذٍ يُعَامِلُونَنِي.
مَحبُوسٌ أنَا وَلَا أسْتَطِيعُ الخُرُوجَ!
9 عَيْنَايَ تُؤلِمَانِنِي مِنَ البُكَاءِ بِسَبَبِ ألَمِي!
أبسِطُ ذِرَاعَيَّ كُلَّ يَوْمٍ
إلَيْكَ يَا اللهُ!
10 أأنْتَ تُجرِي عَجَائِبَ لِلمَوْتَى؟
أتَقُومُ الأشبَاحُ مِنَ القَبْرِ لِتُسَبِّحَكَ؟ سِلَاهْ
11 هَلْ يُخبِرُ المَوْتَى مِنَ القُبُورِ بِمَحَبَّتِكَ،
وَهَلْ يَتَحَدَّثُونَ عَنْ أمَانَتِكَ فِي مَوْضِعِ الهَلَاكِ؟[a]
12 لَا يُحَدِّثُ المَوْتَى فِي عَالَمِ الظُّلمَةِ
بِعَجَائِبِكَ وَأعْمَالِكَ الصَّالِحَةِ.
13 أمَّا أنَا يَا اللهُ، فَأصْرُخُ إلَيْكَ
مُصَلِّيًا كُلَّ صَبَاحٍ قُدَّامَكَ!
14 لِمَاذَا تَرَكتَنِي يَا اللهُ؟
لِمَاذَا حَجَبْتَ وَجْهَكَ عَنِّي؟
15 ضَعِيفٌ وَسَقِيمٌ أنَا مُنْذُ شَبَابِي.
احتَمَلتُ أنَا البَائِسُ غَضَبَكَ.
16 اكتَسَحَنِي غَضَبُكَ،
وَكَادَ الرُّعبُ مِنْكَ يَقْتَلِعُ حَيَاتي.
17 كَمَوجَاتٍ مُتَلَاحِقَةٍ يَغْمُرُنِي الألَمُ طَوَالَ اليَوْمِ.
تَضْرِبُنِي مِنْ كُلِّ جَانِبٍ مَعًا.
18 عَنْ كُلِّ صَدِيقٍ وَحَبِيبٍ فَصَلتَنِي.
وَالظُّلمَةُ هِيَ رَفِيقِي الوَحِيدُ!
91 السَّاكِنُ تَحْتَ سِترِ العَلِيِّ،
تُظَلِّلُهُ حِمَايَةُ القَدِيرِ.
2 أقُولُ للهِ الَّذِي أتَّكِلُ عَلَيْهِ:
«أنْتَ إلَهِي وَمَلْجَأي وَحِصنِي!»
3 مِنَ الفَخِّ سَيُنقِذُكَ.
سَيُنقِذُكَ مِنَ المُصِيبَةِ وَالأوْبِئَةِ.
4 سَيَفْرِدُ جَنَاحَيهِ فَوقَكَ،
وَيَدَعُكَ تَحْتَمِي تَحْتَ جَنَاحَيهِ.
وَسَيَكُونُ إخلَاصُهُ سِيَاجًا حَامِيًا حَوْلَكَ!
5 لَنْ تَخْشَى مِنْ رُعبِ اللَّيلِ،
وَلَا مِنْ سِهَامِ العَدُوِّ الطَّائِرَةِ فِي النَّهَارِ!
6 لَنْ تَخْشَى مِنْ مَرَضٍ يَنْتَشِرُ فِي الخَفَاءِ.
وَلَا مِنْ وَبَاءٍ يَضْرِبُ عِنْدَ الظُّهرِ.
7 ألْفٌ مِنْ جُنُودِ الأعَادِي سَيَسْقُطُونَ حَوْلَكَ.
وَعَشْرَةُ آلَافٍ سَيَسْقُطُونَ بِسَيفِكَ،
لَنْ يُؤذِيَكَ أيٌّ مِنْهُمْ!
8 أجَلْ، بِأُمِّ عَيْنَيْكَ سَتَرَى كُلَّ هَذَا!
سَتَرَى الأشرَارَ يَنَالُونَ مَا يَسْتَحِقُّونَ!
9 لِأنَّكَ جَعَلْتَ اللهَ مَلجَأكَ،
وَالعَلِيَّ مَسكَنَكَ الآمِنَ.
10 لِهَذَا مَا مِنْ مُصِيبَةٍ سَتُصِيبُكَ.
وَمَا مِنْ وَبَاءٍ سَيَدْخُلُ مَسكَنَكَ.
11 لِأنَّهُ يُوصِي مَلَائِكَتَهُ بِكَ
لِكَي يَحْرُسُوكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ!
12 سَيَحْمِلونَكَ عَلَى أيَادِيهِمْ،
لِئَلَّا تَرْتَطِمَ قَدَمُكَ بِحَجَرٍ.
13 عَلَى الأسَدِ وَالأفعَى تَدُوسُ،
وَتَطَأُ الشِبلَ وَالتَّنِّينَ!
14 فَكَمَا يَقُولُ اللهُ:
«يُحِبُّنِي، لِهَذَا سَأُنقِذُهُ!
سَأُرَفِّعُهُ لِأنَّهُ يَعْتَرِفُ بِاسْمِي.
15 يَسْتَنْجِدُ بِي فَأسْتَجِيبُ.
فِي وَقْتِ الضِّيقِ أكُونُ مَعَهُ.
أُنقِذُهُ وَأُكَرِّمُهُ.
16 أُعْطِيهِ عُمرًا طَوِيلًا،
وَأُرِيهِ خَلَاصِي.»
مَزْمُورٌ شِعرِيٌّ لِلسَّبْت.
92 حَسَنٌ هُوَ تَقْدِيمُ الشُّكْرِ وَالتَّسْبِيحِ للهِ،
وَالتَّغَنِّي بِاسْمِكَ أيُّهَا اللهُ العَلِيُّ.
2 حَسَنٌ أنْ يُخبَرَ بِمَحَبَّتِكَ كُلَّ صَبَاحٍ.
وَبِإخلَاصِكَ فِي اللَّيلِ.
3 حَسَنٌ أنْ يَكُونَ التَّغَنِّي مَصْحُوبًا بِقَيثَارَةٍ ذَاتِ عَشْرَةِ أوتَارٍ،
وَدَندَنَةِ العُودِ.
4 لِأنَّكَ فَرَّحتَنِي يَا اللهُ بِأعْمَالِكَ.
وَأنَا أبتَهِجُ بِأعْمَالِ يَدَيْكَ.
5 أعْمَالُكَ عَظِيمَةٌ جِدًّا يَا اللهُ،
وَأفكَارُكَ تَتَجَاوَزُ الفَهمَ.
6 كَثِيرًا مَا يُشْبِهُ النَّاسُ البَهَائِمَ الغَبِيَّةَ،
هُمْ لَا يَفْهَمُونَ شَيْئًا.
7 رُبَّمَا يُزهِرُ الأشرَارُ كَالأزهَارِ البَرِّيَّةِ،
وَقَدْ يَنْمُو فَاعِلُو الشَّرِّ فِي كُلِّ مَكَانٍ،
لَكِنَّهُمْ إلَى الأبَدِ سَيُدَمَّرُونَ!
8 أمَّا أنْتَ يَا اللهُ،
فَإلَى الأبَدِ مُرْتَفِعٌ!
9 أمَّا أعْدَاؤكَ يَا اللهُ فَسَيَهْلِكُونَ،
وَكُلُّ فَاعِلِي الشَّرِّ سَيَتَبَعثَرُونَ.
10 وَأنْتَ قَوَّيتَنِي كَثَورٍ بَرِّيٍّ.[a]
وَسَكَبْتَ زَيْتَكَ النَّقِيَّ عَلَى رأسِي!
11 أجَلْ، رَأيْتُ رِجَالَ العِصَابَاتِ يَكْمُنُونَ لِي،
يَتَأهَّبُونَ لِلِانقِضَاضِ عَلَيَّ!
سَمِعْتُ أُولَئِكَ الأشرَارَ وَهُمْ يَتَسَلَّلُونَ لِلهُجُومِ عَلَيَّ!
12 كَنَخلَةٍ يُزهِرُ الإنْسَانُ الصَّالِحُ،
وَكَأرْزَةٍ فِي لُبْنَانَ سَيَعْلُو.
13 يُزهِرُ أُولَئِكَ المَزرُوعُونَ فِي سَاحَةِ بَيْتِ اللهِ إلَهِنَا!
14 حَتَّى فِي شَيخُوخَتِهِمْ سَيُواصِلُونَ الإثْمَارَ،
كَأشْجَارٍ دَائِمَةِ الخُضرَةِ.
15 لِكَي يُخبِرُوا بِأنَّ اللهَ أمِينٌ،
هُوَ صَخْرَتِي، وَلَا ظُلمَ فِيهِ.
الأمْرُ المَلَكِيُّ بِمُسَاعَدَةِ اليَهُود
8 وَفِي ذَلِكَ اليَوْمِ، سَلَّمَ المَلِكُ أحَشْوِيرُوشُ لِلمَلِكَةِ أسْتِيرَ كُلَّ مُمْتَلَكَاتِ عَدُوِّ اليَهُودِ هَامَانُ. أمَّا مُرْدَخَايُ فَقَدْ جَاءَ لِيُقَابِلَ المَلِكَ، بَعْدَ أنْ أخْبَرَتْ أسْتِيرُ المَلِكَ عَنْ صِلَةِ قَرَابَتِهَا بِهِ. 2 فَنَزَعَ المَلِكُ خَاتَمَهُ الَّذِي استَرَدَّهُ مِنْ هَامَانَ وَأعْطَاهُ لِمُرْدَخَايَ. أمَّا أسْتِيرُ فَقَدْ أوْكَلَتْ لِمُرْدَخَايَ مَهَمَّةَ الإشْرَافِ عَلَى مُمتَلَكَاتِ هَامَانَ. 3 ثُمَّ تَكَلَّمَتْ أسْتِيرُ مَرَّةً أُخْرَى مَعَ المَلِكِ، وَسَجَدَتْ أمَامَهُ، وَبَكَتْ وَطَلَبَتْ وَقْفَ شَرِّ هَامَانَ الأجَاجِيِّ، وَمُؤَامَرَتِهِ ضِدَّ اليَهُودِ. 4 فَمَدَّ المَلِكُ صَولَجَانَهُ الذَهَبِيِّ نَحْوَ أسْتِيرَ. 5 فَوَقَفَتْ أستِيرُ أمَامَ المَلِكِ وَقَالَتْ: «إنْ شَاءَ المَلِكُ وَرَضِيَ عَنِّي، وَاستَحْسَنَ رَأيِي وَوَافَقَ عَلَيْهِ، فَلْيُصْدِرْ أمْرًا يُلغِي فِيهِ أمرَ هَامَانَ بْنِ هَمَدَاثَا الأجَاجِيَّ الَّذِي أصدَرَهُ لِيَقْضِيَ عَلَى اليَهُودِ فِي كُلِّ مُقَاطَعَاتِ المَلِكِ. 6 لِأنَّهُ كَيْفَ أسْتَطِيعُ رؤْيَةَ شَعْبِي يَتألّمُ، وَكَيْفَ أسْتَطِيعُ احتِمَالَ رُؤْيَةِ أفرَادَ عَائِلَتِي يَمُوتُونَ؟»
7 فَقَالَ المَلِكُ أحَشْوِيرُوشَ لِلمَلِكَةِ أسْتِيرَ وَلِمُرْدَخَايَ اليَهُودِيِّ: «قَدْ سَلَّمْتُ لِأسْتِيرَ كُلَّ مُمتَلَكَاتِ هَامَانَ، لِأنَّهُ تآمَرَ لِقَتلِ اليَهُودِ. وَهَا هُوَ قَدْ عُلِّقَ عَلَى العَمُودِ الخَشَبِيِّ. 8 فَاكتُبَا بِاسْمِ اليَهُودِ مَا تَرَيَانِهِ مُنَاسِبًا لَهُمْ، وَاختِمَاهُ بِخَاتَمِ المَلِكِ، لِأنَّهُ لَا يُمْكِنُ إلغَاءُ أمْرٍ يُصدَرُ بِأمْرِ المَلِكِ وَيُختَمُ بِخَاتَمِهِ.»
15 وَخَرَجَ مُرْدَخَايُ مِنْ عِنْدِ المَلِكِ بِثِيَابٍ مَلَكِيَّةٍ بَيْضَاءَ وَأُرجُوانِيَّةٍ. وَعَلَى رَأسِهِ تَاجٌ ذَهَبِيٌّ كَبِيرٌ، وَيَرْتَدِي رِدَاءً مِنَ الكِتَّانِ الأُرجُوانِيِّ. وَعَمَّتِ الفَرحَةُ مَدِينَةَ شُوشَنَ.
16 أمَّا اليَهُودُ فَكَانُوا مُبتَهِجَينَ وَفَرِحِينَ وَسُعَدَاءَ وَفَخُورِينَ. 17 وَأُقِيمَتِ الوَلَائِمُ وَالأفرَاحُ فِي كُلِّ الأمَاكِنِ وَالبِلَادِ وَالمُدُنِ التِي سَمِعَتْ بِأمْرِ المَلِكِ. وَكَثِيرُونَ مِنَ السَّاكِنِينَ فِي تِلْكَ الأرْضِ تَظَاهَرُوا بِأنَّهُمْ يَهُودٌ لِخَوفِهِمْ مِنْهُمْ.
بُولُسُ يُخَطِّطُ لِرِحلَةِ رُومَا
21 بَعْدَ ذَلِكَ، قَرَّرَ بُولُسُ أنْ يَمُرَّ فِي مُقَاطَعَتَي مَكدُونِيَّةَ وَأخَائِيَّةَ فِي طَرِيقِهِ إلَى مَدِينَةِ القُدْسِ. وَقَالَ: «بَعْدَ ذَهَابِي إلَى هُنَاكَ، يَنْبَغِي أنْ أذْهَبَ إلَى رُومَا أيْضًا.» 22 فَأرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ مُعَاوِنِيهِ إلَى مُقَاطَعَةِ مَكدُونِيَّةَ، وَهُمَا تِيمُوثَاوُسُ وَأرَسْطُوسُ. أمَّا هُوَ فَمَدَّدَ إقَامَتَهُ فِي أسِيَّا.
مَتَاعِبُ فِي أفَسُس
23 وَفِي ذَلِكَ الوَقْتِ، حَدَثَ شَغَبٌ كَبِيرٌ بِسَبَبِ «الطَّرِيقِ.» 24 إذْ كَانَ هُنَاكَ صَائِغُ فِضَّةٍ اسْمُهُ دِيمِترِيُوسُ يَصْنَعُ نَمَاذِجَ فِضِّيَّةً صَغِيرَةً لِمَعبَدِ أرطَامِيسَ. فَكَانَ هَذَا يُدِرُّ رِبحًا كَبِيرًا عَلَى الحِرَفِيِّينَ.
25 فَجَمَعَهُمْ مَعَ عُمَّالٍ يَعْمَلُونَ فِي حِرَفٍ مُرتَبِطَةٍ بِحِرفَتِهِمْ وَقَالَ لَهُمْ: «أيُّهَا الرِّجَالُ، أنْتُمْ تَعْرِفُونَ أنَّهُ يَأْتِينَا دَخلٌ مُمتَازٌ مِنْ هَذَا العَمَلِ. 26 وَأمَّا الآنَ فَأنْتُمْ تَرَوْنَ وَتَسْمَعُونَ أنَّ بُولُسَ قَدْ أقنَعَ أشخَاصًا كَثِيرِينَ، وَأبعَدَهُمْ عَنْ شِرَاءِ بِضَاعَتِنَا. وَقَدْ فَعَلَ هَذَا، لَيْسَ فِي أفَسُسَ فَحَسْبُ، بَلْ أيْضًا فِي مُقَاطَعَةِ أسِيَّا كُلِّهَا. فَهُوَ يَقُولُ إنَّ الآلِهَةَ الَّتِي تَصْنَعُهَا أيدِي البَشَرِ لَيْسَتْ آلِهَةً حَقًّا. 27 فَهُنَاكَ خَطَرٌ مُزدَوَجٌ: أنْ تَسُوءَ سُمعَةُ حِرفَتِنَا، وَأنْ يَفْقِدَ مَعبَدُ الإلَهَةِ العَظِيمَةِ أرطَامِيسَ أهَمِّيَتَهُ. وَمِنْ شَأنِ هَذَا أنْ يُزِيلَ العَظَمَةَ عَنِ الإلَهَةِ الَّتِي يَعْبُدُهَا النَّاسُ فِي كُلِّ أسِيَّا وَالعَالَمِ.»
28 فَلَمَّا سَمِعُوا هَذَا، امتَلْأُوا غَضَبًا، وَصَرَخُوا: «المَجْدُ لِأرطَامِيسَ، إلَهَةِ أهْلِ أفَسُس!»
29 وَعَمَّ الاضطِرَابُ المَدِينَةَ كُلَّهَا، وَاندَفَعُوا إلَى سَاحَةِ المَسرَحِ. وَهُنَاكَ جَرُّوا مَعَهُمْ غَايُوسَ وَأرِسْتَرْخُسَ، وَهُمَا مَكدُونِيَّانِ يُرَافِقَانِ بُولُسَ فِي سَفَرِهِ. 30 وَأرَادَ بُولُسُ أنْ يُواجِهَ الجُمهُورَ، لَكِنَّ المُؤمِنِينَ لَمْ يَدَعُوهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ. 31 حَتَّى إنَّ أصدِقَاءَهُ مِنَ المَسؤُولِينَ فِي مقَاطَعَةِ أسِيَّا أرسَلُوا إلَيْهِ رِسَالَةً يَرْجُونَهُ فِيهَا ألَّا يُخَاطِرَ بِدُخُولِ المَسرَحِ. 32 وَكَانَ بَعْضُ الجُمهُورِ يَصْرُخُونَ بِشَيءٍ، وَبَعْضُهُمْ يَصْرُخُونَ بِشَيءٍ آخَرَ. إذْ كَانَ النَّاسُ فِي حَالَةِ فَوضَى، حَتَّى إنَّ أغلَبَهُمْ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ لِمَاذَا هُمْ مُجْتَمِعُونَ!
33 وَكَانَ بَعْضُ اليَهودِ قَدْ دَفَعُوا إلَى الأمَامِ رَجُلًا اسْمُهُ إسكَندَرَ لِكَي يُمَثِّلَهُمْ، فَكَانُوا يَحُثُّونَهُ مِنْ وَسَطِ النَّاسِ. فَلَمَّا أشَارَ إسْكَنْدَرُ بِيَدِهِ لِكَي يَتَكَلَّمَ، 34 أدرَكُوا أنَّهُ يَهُودِيٌّ، فَصَرَخُوا جَمِيعًا مَعًا مُدَّةَ سَاعَتَيْنِ تَقْرِيبًا وَهُمْ يَقُولُونَ: «المَجْدُ لِأرطَامِيسَ إلَهَةِ أهْلِ أفَسُسَ!»
35 فَوَقَفَ كَاتِبُ المَدِينَةِ وَهَدَّأ الجُمهُورَ وَقَالَ: «يَا أهْلَ أفَسُسَ، هَلْ يُوجَدُ فِي العَالَمِ مَنْ لَا يَعْلَمُ أنَّ مَدِينَةَ أفَسُسَ هِيَ حَارِسَةٌ لِمَعبَدِ أرطَامِيسَ العَظِيمَةِ وَلِلحَجَرِ المُقَدَّسِ[a] الَّذِي سَقَطَ مِنَ السَّمَاءِ؟ 36 فَبِمَا أنَّهُ لَا مَجَالَ لإنكَارِ هَذِهِ الأُمُورِ، اهدَأُوا وَلَا تَتَصَرَّفُوا تَصَرُّفًا طَائِشًا.
37 «فَقَدْ جِئتُمْ بِهَذَينِ الرَّجُلَينِ[b] إلَى هُنَا رُغْمَ أنَّهُمَا لَمْ يَسْطُوا عَلَى مَعَابِدِنَا وَلَا شَتَمَا إلَهَتَنَا. 38 فَإذَا كَانَ لِدِيمِيترِيُوسَ وَالحِرَفِيِّينَ الَّذِينَ مَعَهُ شَكوَى عَلَى أحَدٍ، فَهُنَاكَ مَحَاكِمُ تَفْتَحُ أبوَابَهَا للقَضَاءِ. وَهُنَاكَ وُلَاةٌ، فَلْيَرْفَعُوا شَكْوَاهُمْ هُنَاكَ.
39 «وَإذَا كَانَتْ لَدَيْكُمْ مَسألَةٌ أُخْرَى تُرِيدُونَ إثَارَتَهَا، فَنَاقِشُوهَا فِي الاجتِمَاعِ العَامِ لِأهْلِ المَدِينَةِ. 40 أمَّا بِأُسلُوبِكُمْ هَذَا، فَإنَّكُمْ تُعَرِّضُونَنَا لِتُهمَةِ إثَارَةِ الشَّغبِ بِسَبَبِ مَا حَدَثَ اليَوْمَ. وَلَا يُوجَدُ لَدَيْنَا سَبَبٌ نُقَدِّمُهُ لِتَبْرِيرِ هَذَا الهِيَاجِ.» 41 وَبَعْدَ أنْ قَالَ هَذَا، صَرَفَ الجُمهُورَ.
يَسُوعُ يُحَرِّرُ رَجُلًا مِنْ رُوحٍ نَجِس
(مَرْقُس 1:21-28)
31 ثُمَّ ذَهَبَ إلَى كَفْرِنَاحُومَ فِي إقْلِيمِ الجَلِيلِ، وَكَانَ يُعَلِّمُهُمْ يَوْمَ السَّبْتِ. 32 فَذُهِلُوا مِنْ تَعْلِيمِهِ، لِأنَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ بِسُلطَانٍ.
33 وَكَانَ فِي المَجْمَعِ رَجُلٌ يَسْكُنُهُ رُوحٌ شِرِّيرٌ نَجِسٌ، فَصَرَخَ الرُّوحُ بِصَوْتٍ عَالٍ: 34 «مَهلًا، مَاذَا تُرِيدُ مِنَّا يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ؟ هَلْ جِئْتَ لِكَي تُهلِكَنَا؟ أنَا أعْرِفُ مَنْ تَكُونُ، أنْتَ قُدُّوسُ اللهِ.» 35 فَوَبَّخَهُ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «اخرَسْ وَاخرُجْ مِنْهُ!» فَطَرَحَ الرُّوحُ الشِّرِّيرُ الرَّجُلَ أرْضًا أمَامَ النَّاسِ، وَخَرَجَ مِنْهُ دُونَ أنْ يُؤذِيَهُ.
36 فَاندَهَشَ الجَمِيعُ وَبَدَأُوا يَقُولُونَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «أيُّ تَعْلِيمٍ هَذَا؟ فَهُوَ يَأْمُرُ الأروَاحَ النَّجِسَةَ بِسُلطَانٍ وَقُوَّةٍ فَتَخْرُجُ!» 37 وَانتَشَرَتْ أخْبَارُهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ فِي تِلْكَ المِنْطَقَةِ.
Copyright © 2009, 2016 by Bible League International