Book of Common Prayer
الجُزءُ الأوَّلُ
(المَزَامِيرُ 1-41)
1 هَنِيئًا لِلإنْسَانِ الَّذِي لَمْ يَمْشِ حَسَبَ نَصِيحَةِ الأشْرَارِ،
وَعَلَى طَرِيقِ الخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ،
وَلَمْ يُخَالِطِ المُسْتَهْزِئِينَ.
2 لَكِنَّهُ يُحِبُّ شَرِيعَةَ اللهِ.
وَيَتَأمَّلُ تَعَالِيمَهُ لَيلَ نَهَارٍ.
3 فَهُوَ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ قُرْبَ جَدَاوِلِ المِيَاهِ،
تُنتِجُ ثَمَرَهَا فِي وَقْتِهِ،
وَأوْرَاقُهَا لَا تَذْبُلُ أبَدًا،
وَيَنْجَحُ كُلُّ مَا يَفْعَلُهُ.
4 أمَّا الأشْرَارُ فَلَيْسُوا كَذَلِكَ،
بَلْ هُمْ كَبَقَايَا التِّبْنِ تُطَيِّرُهُ الرِّيحُ.
5 لِهَذَا لَا يُبَرَّأُ الأشْرَارُ عِنْدَ المُحَاكَمَةِ.
وَلَا يُحْسَبُ الخُطَاةُ بَيْنَ جَمَاعَةِ الأبْرَارِ.
6 لِأنَّ اللهَ يُرْشِدُ المُسْتَقِيمِينَ وَيَحْمِيهِمْ،
أمَّا الأشْرَارُ فَيَهْلِكُونَ.
2 لِمَاذَا تَتآمَرُ الأُمَمُ،
وَلِمَاذَا تُدَبِّرُ الشُّعُوبُ المَكَائِدَ عَبَثًا؟
2 أعَدَّ مُلُوكُ الأرْضِ أنْفُسَهُمْ لِلمَعرَكَةِ.
وَاجتَمَعَ الحُكَّامُ مَعًا عَلَى اللهِ وَعَلَى مَسِيحِهِ.[a]
3 يَقُولُونَ:
«لِنَتَخَلَّصْ مِنْ قُيُودِهِمْ،
وَلْنُلْقِ بِهَا بَعِيدًا عَنَّا!»
4 الجَالِسُ فِي السَّمَاءِ يَضْحَكُ،
اللهُ يَهْزَأُ بِهِمْ.
5 ثُمَّ يَتَحَدَّثُ إلَيْهِمْ فِي غَضَبِهِ،
وَبِسَخَطِهِ يُفزِعُهُمْ وَيَقُولُ:
6 «قَدْ نَصَّبْتُ مَلِكِي فِي صِهْيَوْنَ – جَبَلِي المُقَدَّسِ.»
7 دَعُونِي أُخبِرُكُمْ بِمَا
قَضَى بِهِ اللهُ.
قَالَ لِي: «أنْتَ ابْنِي،
وَأنَا اليَوْمَ وَلَدْتُكَ!
8 اطلُبْ، وَسَأجْعَلُ جَمِيعَ الشُّعُوبِ مِيرَاثًا لَكَ،
وَأطرَافَ الأرْضِ مِلْكًا لَكَ.
9 سَتَحْكُمُهَا بِصَولَجَانٍ مِنْ حَدِيدٍ،
وَتُكَسِّرُهَا كَآنِيَةِ الفَخَّارِ.»
10 وَالْآنَ، تَعَقَّلُوا أيُّهَا المُلُوكُ.
وَخُذُوا بِنَصِيحَتِي يَا قَادَةَ الأرْضِ.
11 اخدِمُوا اللهَ بِخَوْفٍ وَتَوْقِيرٍ.
ارتَعِدُوا أمَامَهُ ارتِعَادًا.
12 اخضَعُوا لِلِابْنِ لِئَلَّا يَغْضَبَ، فَتَهْلِكُوا!
لِأنَّ غَضَبَهُ يُوشِكُ أنْ يَنْفَجِرَ.
هَنِيئًا لِلمُتَّكِلِينَ عَلَيْهِ.
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ[b] عِنْدَمَا هَرَبَ مِنَ ابْنِهِ أبْشَالُوم.
3 ضِيقَاتِي كَثِيرَةٌ يَا اللهُ.
فَقَدْ قَامَ عَلَيَّ كَثِيرُونَ.
2 كَثِيرُونَ يَتَآمَرُونَ ضِدِّي.
وَيَقُولُونَ: «لَنْ يُخَلِّصَهُ اللهُ.» سِلَاهْ[c]
3 لَكِنَّكَ يَا اللهُ تُرسِي.
أنْتَ مَجْدِي.
أنْتَ مَنْ يَرْفَعُ رَأسِي.
4 بِصَوْتِي أدعُو اللهَ،
وَهُوَ يُجِيبُنِي مِنْ جَبَلِهِ المُقَدَّسِ. سِلَاهْ
5 اسْتَلْقَيتُ وَنِمْتُ.
وَهَا قَدِ استَيْقَظْتُ،
لِأنَّ اللهَ يَسْنِدُنِي!
6 فَلَا أخَافُ مِنْ
عَشَرَاتِ الأُلُوفِ الَّذِينَ أحَاطُوا بِي.
7 قُمْ يَا اللهُ![d]
قُدْنِي يَا إلَهِي إلَى النَّصْرِ!
عِنْدَمَا تَضْرِبُ كُلَّ أعْدَائِي
عَلَى وُجُوهِهِمْ،
سَتُكَسِّرُ كُلَّ أسنَانِ هَؤُلَاءِ الأشْرَارِ.
8 الِانْتِصَارُ مِنَ اللهِ!
لِتَكُنْ بَرَكَتُكَ عَلَى شَعْبِكَ! سِلَاهْ
لِقَائِدِ المُرَنِّمِينَ عَلَى آلَاتٍ وَتَرِيَّةٍ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.
4 أجِبْنِي يَا إلَهِي الصَّالِحَ عِنْدَمَا أدعُوكَ.
فِي الضِّيقِ أعْطِنِي فُسْحَةً وَرَاحَةً!
ارحَمْنِي وَاسْمَعْ صَلَاتِي.
2 حَتَّى مَتَى أيُّهَا النَّاسُ
تُحَوِّلُونَ كَرَامَتِي عَارًا؟
تَعْشَقُونَ الأقَاوِيلَ الفَارِغَةَ،
وَتُفَتِّشُونَ عَنْ أكَاذِيبَ ضِدِّي. سِلَاهْ
3 فَاعلَمُوا أنَّ اللهَ
يُصْغِي إلَى تَابِعِهِ الأمِينِ!
اللهُ يَسْمَعُنِي
عِنْدَمَا أدعُوهُ!
4 لَا تَجْعَلُوا غَضَبَكُمْ يَجُرَّكُمْ إلَى الخَطِيَّةِ.[e]
تَفَكَّرُوا فِي مَا حَدَثَ بِصَمتٍ عَلَى فِرَاشِكُمْ. سِلَاهْ
5 قَدِّمُوا الذَّبَائِحَ اللَّائِقَةَ،
وَاتَّكِلُوا عَلَى اللهِ!
6 كَثِيرُونَ يَقُولُونَ:
«مَنْ يُرِينَا خَيْرًا؟»
ارفَعْ عَلَيْنَا نُورَ وَجْهِكَ يَا اللهُ.
7 وَضَعْتَ فِي قَلْبِي سَعَادَةً
أعْظَمَ مِنَ الفَرَحِ
بِأغنَى مَوَاسِمِ حَصَادِ القَمْحِ وَالنَّبِيذِ.
8 فِي سَلَامٍ كَامِلٍ أستَلْقِي وَأنَامُ.
لِأنَّكَ وَحْدَكَ يَا اللهُ
تَجْعَلُنِي أستَلْقِي فِي أمَانٍ!
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ غَنَّاهُ للهِ مُشِيرًا إلَى كُوشٍ البَنْيَامِينِيِّ.
7 يَا إلَهِي، عَلَيْكَ أتَّكِلُ.
خَلِّصْنِي مِنْ كُلِّ مُضْطَهِدِيَّ.
أنقِذْنِي.
2 لِئَلَّا يُمَزِّقُونِي كَأسَدٍ،
فَأتَمّزَّقَ وَلَا مُنقِذَ لِي!
3 يَا إلَهِي،
إنْ كُنْتُ قَدِ اقتَرَفْتُ السَّيِّئَاتِ،
وَإنْ اقتَرَفَتْ يَدَايَ شَرًّا،
4 إنْ كُنْتُ قَدْ أسَأتُ إلَى مَنْ يُسَالِمُنِي،
وَإنْ غَنِمْتُ غَنَائِمَ مِنْ عَدُوِّي بِلَا سَبَبٍ،
5 فَلَيتَ عَدُوِّي يَسْعَى إلَى قَتلِي،
وَيُمسِكُ بِي وَيَدُوسُ حَيَاتِي فِي الأرْضِ!
وَيَضَعُ نَفْسِي وَكَرَامَتِي فِي التُّرَابِ. سِلَاهْ[a]
6 قُمْ يَا اللهُ[b] وَأظْهِرْ غَضَبَكَ!
وَتَصَدَّ لِأعْدَائِي الغَاضِبِينَ!
أيِّدْنِي بِالعَدْلِ الَّذِي أوْصَيتَنَا بِهِ!
7 لِتَجْتَمِعْ حَوْلَكَ الشُّعُوبُ،
وَلْتَرْتَفِعْ عَلَيْهَا قَاضِيًا.
8 اللهُ هُوَ مَنْ يَدِينُ الشُّعُوبَ.
فَاقْضِ لِي يَا اللهُ
حَسَبَ صَلَاحِي وَنَزَاهَتِي.
9 اقطَعْ شَرَّ الأشْرَارِ
وَأعِنِ المُستِقِيمَ.
فَأنْتَ أيُّهَا الإلَهُ البَارُّ،
فَاحِصُ الأفكَارِ وَالقُلُوبِ.
10 تُرسِي هُوَ اللهُ،
مُخَلِّصُ الصَّالِحِينَ الأُمَنَاءَ.
11 اللهُ قَاضٍ عَادِلٌ.
وَهُوَ يَدِينُ الأشْرَارَ عَلَى الدَّوَامِ.
12 فَإذَا لَمْ يَتُبِ الشِّرِّيرُ إلَى اللهِ،
سَيَسْتَلُّ اللهُ سَيفَهُ،
وَيَسْحَبُ قَوْسَهُ القَوِيَّ وَيُصَوِّبُ إلَيْهِ.
13 أعَدَّ اللهُ أسلِحَتَهُ المُمِيتَةَ لِلشِّرِّيرِ،
مُسْتَخْدِمًا حَتَّى سِهَامًا نَارِيَّةً.
14 هَا هُوَ الشِّرِّيرُ يَحْمِلُ الشَّرَّ.
يَحْبَلُ بِأعْمَالِ الأذَى،
وَيَلِدُ الخِدَاعَ.
15 قَدْ يَحْفِرُ إنْسَانٌ حُفرَةً وَيُغَطِّيهَا لِتَكُونَ فَخًّا.
فَيَقَعُ هُوَ فِيهَا.
16 يَهْوِي عَلَى رَأسِهِ الفَخُّ الَّذِي صَنَعَهُ.
وَعَلَى جُمجُمَتِهِ يَقَعُ عُنْفُهُ وَظُلْمُهُ.
17 أسَبِّحُ اللهَ حَسَبَ بِرِّهِ.
أُرَنِّمُ مَزَامِيرَ إكْرَامًا لِاسْمِ اللهِ العَلِيِّ.
[بِدَايةُ البَشَرِيَّة]
4 هَذِهِ هِيَ قِصَّةُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ عِنْدَمَا خُلِقَتَا، يَوْمَ صَنَعَ اللهُ[a] الأرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ: 5 لَمْ يَكُنْ أيُّ عُشْبٍ مِنْ أعْشَابِ الحُقُولِ قَدْ نَمَا بَعْدُ عَلَى الأرْضِ، وَلَمْ يَكُنْ نَبَاتُ الحَقْلِ قَدْ بَرْعَمَ، لِأنَّ اللهَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أرْسَلَ مَطَرًا عَلَى الأرْضِ بَعْدُ، وَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ إنْسَانٌ يَفْلَحُ التُّرْبَةَ. 6 لَكِنْ كَانَ يَخْرُجُ مِنَ الأرْضِ جَدْوَلٌ[b] يَسْقِي كُلَّ سَطْحِ التُّرْبَةِ.
7 ثُمَّ شَكَّلَ اللهُ الرَّجُلَ[c] مِنْ تُرَابِ الأرْضِ، وَنَفَخَ فِي أنفِهِ نَفَسَ الحَيَاةِ، فَصَارَ الرَّجُلُ نَفْسًا حَيَّةً. 8 ثُمَّ زَرَعَ اللهُ حَدِيقَةً فِي عَدْنٍ، فِي المَشْرِقِ.[d] وَهُنَاكَ وَضَعَ الرَّجُلَ الَّذِي شَكَّلَهُ. 9 وَأنْبَتَ اللهُ مِنَ الأرْضِ كُلَّ شَجَرَةٍ جَمِيلَةٍ وَصَالِحَةٍ لِلأكْلِ. وَكَانَت فِي وَسَطِ الحَدِيقَةِ شَجَرَةُ الحَيَاةِ، وَأيْضًا الشَّجَرَةُ الَّتِي تُعْطِي التَّمْيِيزَ بَيْنَ الخَيْرِ وَالشَّرِّ.
10 وَكَانَ نَهْرٌ يَجْرِي عَبْرَ عَدْنٍ لِيَسْقِيَ الحَدِيقَةَ. وَكَانَ النَّهْرُ يَنْقَسِمُ إلَى أرْبَعَةِ فُرُوعٍ. 11 اسْمُ الأوَّلِ فِيشُونُ. وَهُوَ الَّذِي يَجْرِي حَوْلَ أرْضِ الحَوِيلَةِ[e] كُلِّهَا، حَيْثُ الذَّهَبُ. 12 وَالذَّهَبُ هُنَاكَ مِنْ نَوْعِيَّةٍ جَيِّدَةٍ. وَهُنَاكَ أفْخَرُ العُطُورِ وَأحْجَارُ العَقِيقِ. 13 وَاسْمُ الثَّانِي جِيْحُونُ. وَهُوَ الَّذِي يَجْرِي حَوْلَ أرْضِ كُوشٍ[f] كُلِّهَا. 14 وَاسْمُ الثَّالِثِ دِجْلَةُ. وَهُوَ يَجْرِي شَرقِيَّ أشُّورَ.[g] وَالرَّابِعُ الفُرَاتُ.
15 وَأخَذَ اللهُ الرَّجُلَ وَوَضَعَهُ فِي حَدِيقَةِ عَدْنٍ لِيَفْلَحَهَا وَيَعْتَنِيَ بِهَا. 16 وَأوْصَى اللهُ الرَّجُلَ فَقَالَ: «لَكَ أنْ تَأْكُلَ مَا تَشَاءُ مِنْ كُلِّ أشْجَارِ الحَدِيقَةِ. 17 أمَّا الشَّجَرَةُ الَّتِي تُعْطِي التَّمْيِيزَ بَيْنَ الخَيْرِ وَالشَّرِّ، فَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا. لِأنَّكَ حِينَ تَأْكُلُ مِنْهَا، مَوْتًا تَمُوتُ.»
أوَّلُ امْرَأَة
18 ثُمَّ قَالَ اللهُ: «لَيسَ حَسَنًا أنْ يَكُونَ الرَّجُلُ وَحِيدًا. لِهَذَا سَأصْنَعُ لَهُ مُعِينًا مِثْلَهُ.» 19 فَشَكَّلَ اللهُ مِنَ التُّرَابِ كُلَّ حَيَوَانٍ فِي الحُقُولِ وَكُلَّ طَيرٍ فِي الهَوَاءِ. ثُمَّ أحضَرَهَا كُلَّهَا إلَى الرَّجُلِ لِيَرَى مَاذَا سَيُسَمِّي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهَا. وَمَهْمَا كَانَ الِاسْمُ الَّذِي أطلَقَهُ عَلَى كُلِّ كَائِنٍ حَيٍّ، فَذَاكَ صَارَ اسْمَهُ. 20 فَسَمَّى الرَّجُلُ كُلَّ المَوَاشِي، وَطُيُورَ السَّمَاءِ، وَكُلَّ الحَيَوَانَاتِ البَرِّيَّةِ. لَكِنْ لَمْ يَجِدْ بَيْنَهَا مَنْ هُوَ مِثْلُهُ مُعِينًا لَهُ.
21 فَأغْرَقَ اللهُ الرَّجُلَ فِي نَوْمٍ عَمِيقٍ. وَبَيْنَمَا هُوَ نَائِمٌ، أخَذَ اللهُ ضِلْعًا مِنْ أضلَاعِهِ، وَأغلَقَ الجِلْدَ مَكَانَهَا. 22 ثُمَّ صَنَعَ اللهُ مِنَ الضِّلْعِ الَّتِي أخَذَهَا مِنَ الرَّجُلِ امْرَأَةً. وَقَدَّمَهَا لَهُ. 23 فَقَالَ الرَّجُلُ:
«أخِيرًا!
هَذِهِ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي
وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي!
سَأُسَمِّي هَذِهِ ‹امْرَأَةً›
لِأنَّهَا أُخِذَتْ مِنِ امْرِئٍ.»
24 لِذَلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أبَاهُ وَأُمَّهُ، وَيَلْتَصِقُ بِزَوْجَتِهِ، فَيَصِيرَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. 25 وَكَانَ الرَّجُلُ وَزَوْجَتُهُ كِلَاهُمَا عُرْيَانَينِ. وَلَكِنَّهُمَا لَمْ يَكُونَا يَخْجَلَانِ.
اللهُ كَلَّمَنَا فِي ابْنِه
1 فِيمَا مَضَى كَلَّمَ اللهُ آبَاءَنَا بِوَاسِطَةِ الأنْبِيَاءِ مَرَّاتٍ كَثِيرَةً وَبِطُرُقٍ مُتَنَوِّعَةٍ. 2 أمَّا فِي هَذِهِ الأيَّامِ الأخِيرَةِ فَقَدْ كَلَّمَنَا فِي ابنِهِ الَّذِي عَيَّنَهُ وَارِثًا لِكُلِّ الأشْيَاءِ، وَبِهِ خَلَقَ الكَونَ. 3 فَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِ اللهِ، وَالتَّعْبِيرُ الدَّقِيقُ عَنْ جَوهَرِهِ، وَالَّذِي يُحَافِظُ عَلَى كُلِّ الأشْيَاءِ بِكَلِمَتِهِ القَدِيرَةِ. وَبَعْدَ أنْ تَمَّمَ تَطْهِيرَ خَطَايَا البَشَرِ، جَلَسَ عَنْ يَمِينِ اللهِ[a] العَظِيمِ فِي السَّمَاءِ. 4 فَصَارَ أرفَعَ مَنزِلَةً مِنَ المَلَائِكَةِ، بِمِقدَارِ ارتِفَاعِ الاسْمِ الَّذِي أخَذَهُ عَنْ أسمَائِهِمْ.
الابْنُ أعْظَمُ مِنَ الْمَلَائِكَة
5 فَلِأيٍّ مِنَ المَلَائِكَةِ قَالَ اللهُ يَومًا:
«أنْتَ ابنِي،
وَأنَا الَيَوْمَ وَلَدْتُكَ؟»[b]
أوْ لِأيٍّ مِنْهَا قَالَ اللهُ:
«سَأكُونُ أبَاهُ،
وَهُوَ سَيَكُونُ ابنِي؟»[c]
6 وَمَرَّةً أُخْرَى، حِينَ أدْخَلَ اللهُ ابنَهُ البِكرَ إلَى العَالَمِ، قَالَ:
«لِتَعْبُدْهُ كُلُّ مَلَائِكَةِ اللهِ.»[d]
7 فَاللهُ يَقُولُ عَنِ المَلَائِكَةِ:
8 أمَّا عَنْ الابْنِ فَيَقُولُ:
«عَرشُكَ يَا اللهُ بَاقٍ إلَى أبَدِ الآبِدِينَ،
بِصَولَجَانِ الاسْتِقَامَةِ سَتَحْكُمُ مَملَكَتَكَ.
9 عَلَى الدَّوَامِ أحبَبْتَ البِرَّ وَكَرِهتَ الإثمَ.
لِهَذَا مَسَحَكَ اللهُ إلَهُكَ بِزَيْتِ الابْتِهَاجِ
أكْثَرَ مِنْ كُلِّ رِفَاقِكَ.»[g]
10 وَقَالَ اللهُ أيْضًا:
«وَأنْتَ يَا رَبُّ
وَضَعْتَ أسَاسَاتِ الأرْضِ فِي البَدْءِ.
وَيَدَاكَ هُمَا اللَّتَانِ صَنَعَتَا السَّمَاوَاتِ.
11 لَكِنَّهَا كُلَّهَا سَتَفْنَى،
أمَّا أنْتَ فَتَبْقَى.
هِيَ سَتَبْلَى كَمَا يَبْلَى الثَّوبُ.
كَرِدَاءٍ سَتَطْوِيهَا،
12 وَتُغَيِّرُهَا كَمَا تَتَغَيَّرُ المَلَابِسُ.
أمَّا أنْتَ فَلَا تَتَغَيَّرُ أبَدًا،
وَلَا نِهَايَةَ لِسَنَوَاتِ حَيَاتِكَ.»[h]
13 وَلِمَنْ مِنَ المَلَائِكَةِ قَالَ اللهُ:
«اجلِسْ عَنْ يَمِينِي
إلَى أنْ أجعَلَ أعْدَاءَكَ مِسْنَدًا لِقَدَمَيكَ؟»[i]
14 ألَيْسَتِ المَلَائِكَةُ كُلُّهَا أروَاحًا تَعْمَلُ فِي خِدْمَةِ اللهِ؟ ألَيْسَتْ هِيَ مُرسَلَةٌ لِخِدْمَةِ الَّذِينَ سَيَرِثُونَ الخَلَاصَ؟
يَسُوعُ المَسِيحُ كَلِمَةُ الله
1 فِي البَدْءِ كَانَ الكَلِمَةُ[a] مَوْجُودًا،
وَكَانَ الكَلِمَةُ مَعَ اللهِ،
وَكَانَ الكَلِمَةُ هُوَ اللهَ.
2 كَانَ الكَلِمَةُ مَعَ اللهِ فِي البَدْءِ.
3 بِهِ خُلِقَ كُلُّ شيءٍ،
وَبِدُونِهِ لَمْ يُخلَقْ شَيءٌ مِمَّا خُلِقَ.
4 فِيهِ كَانَتِ الحَيَاةُ.
وَهَذِهِ الحَيَاةُ هِيَ الَّتِي جَاءَتْ بِالنُّورِ لِلبَشَرِ.
5 يَسْطَعُ النُّورُ فِي الظُّلْمَةِ،
وَالظُّلْمَةُ لَمْ تَهْزِمْهُ.[b]
6 جَاءَ رَجُلٌ مُرسَلًا مِنَ اللهِ اسْمُهُ يُوحَنَّا. 7 جَاءَ لِيَشْهَدَ عَنِ النُّورِ، لِكَي يُؤمِنَ بِوَاسِطَتِهِ جَمِيعُ النَّاسِ. 8 لَمْ يَكُنْ هُوَ النُّورَ. لَكِنَّهُ جَاءَ لِيَشْهَدَ عَنِ النُّورِ.
9 أمَّا النُّورُ الحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ حَيَاةَ كُلِّ إنْسَانٍ،
فَكَانَ آتِيًا إلَى العَالَمِ.
10 كَانَ فِي العَالَمِ،
وَبِهِ خُلِقَ العَالَمُ، لَكِنَّ العَالَمَ لَمْ يَعْرِفْهُ.
11 جَاءَ إلَى العَالَمِ الَّذِي لَهُ،
لَكِنَّ شَعْبَهُ لَمْ يُرَحِّبْ بِهِ.
12 أمَّا الَّذِينَ قَبِلُوهُ، أيِ الَّذِينَ آمَنُوا بِاسْمِهِ،
فَقَدْ أعطَاهُمُ الحَقَّ فِي أنْ يَصِيرُوا أوْلَادَ اللهِ.
13 فَهُمْ قَدْ وُلِدُوا مِنَ اللهِ،
خِلَافًا لِلوِلَادَةِ الطَّبِيعِيَّةِ مِنْ دَمٍ وَلَحْمٍ وَمِنْ إرَادَةِ رَجُلٍ.
14 وَصَارَ الكَلِمَةُ إنْسَانًا،
وَعَاشَ بَيْنَنَا.
وَنَحْنُ رَأينَا مَجْدَهُ،
ذَلِكَ المَجْدَ الَّذِي نَالَهُ مِنَ الآبِ
بَاعتِبَارِهِ ابْنَهُ الوَحِيدَ مَملُوءًا مِنَ النِّعمَةِ وَالحَقِّ.
15 شَهِدَ لَهُ يُوحَنَّا وَأعلَنَ: «هَذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي كُنْتُ أعْنِيهِ حِينَ قُلْتُ: ‹الآتِي بَعْدِي أعْظَمُ مِنِّي، لِأنَّهُ كَانَ قَبْلِي.›» 16 وَمِنْ ذَلِكَ المِلءِ أخَذْنَا كُلُّنَا نِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ. 17 فَالشَّرِيعَةُ أُعْطِيَتْ بِوَاسِطَةِ مُوسَى، أمَّا النِّعْمَةُ وَالحَقُّ فَجَاءَا بِيَسُوعَ المَسِيحِ. 18 مَا مِنْ أحَدٍ رَأى اللهَ قَطُّ، لَكِنَّ الابْنَ الوَحِيدَ الَّذِي هُوَ اللهُ المُتِّحِدُ بِالآبِ، عَرَّفَنَا بِهِ.
Copyright © 2009, 2016 by Bible League International