Book of Common Prayer
الجُزءُ الأوَّلُ
(المَزَامِيرُ 1-41)
1 هَنِيئًا لِلإنْسَانِ الَّذِي لَمْ يَمْشِ حَسَبَ نَصِيحَةِ الأشْرَارِ،
وَعَلَى طَرِيقِ الخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ،
وَلَمْ يُخَالِطِ المُسْتَهْزِئِينَ.
2 لَكِنَّهُ يُحِبُّ شَرِيعَةَ اللهِ.
وَيَتَأمَّلُ تَعَالِيمَهُ لَيلَ نَهَارٍ.
3 فَهُوَ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ قُرْبَ جَدَاوِلِ المِيَاهِ،
تُنتِجُ ثَمَرَهَا فِي وَقْتِهِ،
وَأوْرَاقُهَا لَا تَذْبُلُ أبَدًا،
وَيَنْجَحُ كُلُّ مَا يَفْعَلُهُ.
4 أمَّا الأشْرَارُ فَلَيْسُوا كَذَلِكَ،
بَلْ هُمْ كَبَقَايَا التِّبْنِ تُطَيِّرُهُ الرِّيحُ.
5 لِهَذَا لَا يُبَرَّأُ الأشْرَارُ عِنْدَ المُحَاكَمَةِ.
وَلَا يُحْسَبُ الخُطَاةُ بَيْنَ جَمَاعَةِ الأبْرَارِ.
6 لِأنَّ اللهَ يُرْشِدُ المُسْتَقِيمِينَ وَيَحْمِيهِمْ،
أمَّا الأشْرَارُ فَيَهْلِكُونَ.
2 لِمَاذَا تَتآمَرُ الأُمَمُ،
وَلِمَاذَا تُدَبِّرُ الشُّعُوبُ المَكَائِدَ عَبَثًا؟
2 أعَدَّ مُلُوكُ الأرْضِ أنْفُسَهُمْ لِلمَعرَكَةِ.
وَاجتَمَعَ الحُكَّامُ مَعًا عَلَى اللهِ وَعَلَى مَسِيحِهِ.[a]
3 يَقُولُونَ:
«لِنَتَخَلَّصْ مِنْ قُيُودِهِمْ،
وَلْنُلْقِ بِهَا بَعِيدًا عَنَّا!»
4 الجَالِسُ فِي السَّمَاءِ يَضْحَكُ،
اللهُ يَهْزَأُ بِهِمْ.
5 ثُمَّ يَتَحَدَّثُ إلَيْهِمْ فِي غَضَبِهِ،
وَبِسَخَطِهِ يُفزِعُهُمْ وَيَقُولُ:
6 «قَدْ نَصَّبْتُ مَلِكِي فِي صِهْيَوْنَ – جَبَلِي المُقَدَّسِ.»
7 دَعُونِي أُخبِرُكُمْ بِمَا
قَضَى بِهِ اللهُ.
قَالَ لِي: «أنْتَ ابْنِي،
وَأنَا اليَوْمَ وَلَدْتُكَ!
8 اطلُبْ، وَسَأجْعَلُ جَمِيعَ الشُّعُوبِ مِيرَاثًا لَكَ،
وَأطرَافَ الأرْضِ مِلْكًا لَكَ.
9 سَتَحْكُمُهَا بِصَولَجَانٍ مِنْ حَدِيدٍ،
وَتُكَسِّرُهَا كَآنِيَةِ الفَخَّارِ.»
10 وَالْآنَ، تَعَقَّلُوا أيُّهَا المُلُوكُ.
وَخُذُوا بِنَصِيحَتِي يَا قَادَةَ الأرْضِ.
11 اخدِمُوا اللهَ بِخَوْفٍ وَتَوْقِيرٍ.
ارتَعِدُوا أمَامَهُ ارتِعَادًا.
12 اخضَعُوا لِلِابْنِ لِئَلَّا يَغْضَبَ، فَتَهْلِكُوا!
لِأنَّ غَضَبَهُ يُوشِكُ أنْ يَنْفَجِرَ.
هَنِيئًا لِلمُتَّكِلِينَ عَلَيْهِ.
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ[b] عِنْدَمَا هَرَبَ مِنَ ابْنِهِ أبْشَالُوم.
3 ضِيقَاتِي كَثِيرَةٌ يَا اللهُ.
فَقَدْ قَامَ عَلَيَّ كَثِيرُونَ.
2 كَثِيرُونَ يَتَآمَرُونَ ضِدِّي.
وَيَقُولُونَ: «لَنْ يُخَلِّصَهُ اللهُ.» سِلَاهْ[c]
3 لَكِنَّكَ يَا اللهُ تُرسِي.
أنْتَ مَجْدِي.
أنْتَ مَنْ يَرْفَعُ رَأسِي.
4 بِصَوْتِي أدعُو اللهَ،
وَهُوَ يُجِيبُنِي مِنْ جَبَلِهِ المُقَدَّسِ. سِلَاهْ
5 اسْتَلْقَيتُ وَنِمْتُ.
وَهَا قَدِ استَيْقَظْتُ،
لِأنَّ اللهَ يَسْنِدُنِي!
6 فَلَا أخَافُ مِنْ
عَشَرَاتِ الأُلُوفِ الَّذِينَ أحَاطُوا بِي.
7 قُمْ يَا اللهُ![d]
قُدْنِي يَا إلَهِي إلَى النَّصْرِ!
عِنْدَمَا تَضْرِبُ كُلَّ أعْدَائِي
عَلَى وُجُوهِهِمْ،
سَتُكَسِّرُ كُلَّ أسنَانِ هَؤُلَاءِ الأشْرَارِ.
8 الِانْتِصَارُ مِنَ اللهِ!
لِتَكُنْ بَرَكَتُكَ عَلَى شَعْبِكَ! سِلَاهْ
لِقَائِدِ المُرَنِّمِينَ عَلَى آلَاتٍ وَتَرِيَّةٍ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.
4 أجِبْنِي يَا إلَهِي الصَّالِحَ عِنْدَمَا أدعُوكَ.
فِي الضِّيقِ أعْطِنِي فُسْحَةً وَرَاحَةً!
ارحَمْنِي وَاسْمَعْ صَلَاتِي.
2 حَتَّى مَتَى أيُّهَا النَّاسُ
تُحَوِّلُونَ كَرَامَتِي عَارًا؟
تَعْشَقُونَ الأقَاوِيلَ الفَارِغَةَ،
وَتُفَتِّشُونَ عَنْ أكَاذِيبَ ضِدِّي. سِلَاهْ
3 فَاعلَمُوا أنَّ اللهَ
يُصْغِي إلَى تَابِعِهِ الأمِينِ!
اللهُ يَسْمَعُنِي
عِنْدَمَا أدعُوهُ!
4 لَا تَجْعَلُوا غَضَبَكُمْ يَجُرَّكُمْ إلَى الخَطِيَّةِ.[e]
تَفَكَّرُوا فِي مَا حَدَثَ بِصَمتٍ عَلَى فِرَاشِكُمْ. سِلَاهْ
5 قَدِّمُوا الذَّبَائِحَ اللَّائِقَةَ،
وَاتَّكِلُوا عَلَى اللهِ!
6 كَثِيرُونَ يَقُولُونَ:
«مَنْ يُرِينَا خَيْرًا؟»
ارفَعْ عَلَيْنَا نُورَ وَجْهِكَ يَا اللهُ.
7 وَضَعْتَ فِي قَلْبِي سَعَادَةً
أعْظَمَ مِنَ الفَرَحِ
بِأغنَى مَوَاسِمِ حَصَادِ القَمْحِ وَالنَّبِيذِ.
8 فِي سَلَامٍ كَامِلٍ أستَلْقِي وَأنَامُ.
لِأنَّكَ وَحْدَكَ يَا اللهُ
تَجْعَلُنِي أستَلْقِي فِي أمَانٍ!
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ غَنَّاهُ للهِ مُشِيرًا إلَى كُوشٍ البَنْيَامِينِيِّ.
7 يَا إلَهِي، عَلَيْكَ أتَّكِلُ.
خَلِّصْنِي مِنْ كُلِّ مُضْطَهِدِيَّ.
أنقِذْنِي.
2 لِئَلَّا يُمَزِّقُونِي كَأسَدٍ،
فَأتَمّزَّقَ وَلَا مُنقِذَ لِي!
3 يَا إلَهِي،
إنْ كُنْتُ قَدِ اقتَرَفْتُ السَّيِّئَاتِ،
وَإنْ اقتَرَفَتْ يَدَايَ شَرًّا،
4 إنْ كُنْتُ قَدْ أسَأتُ إلَى مَنْ يُسَالِمُنِي،
وَإنْ غَنِمْتُ غَنَائِمَ مِنْ عَدُوِّي بِلَا سَبَبٍ،
5 فَلَيتَ عَدُوِّي يَسْعَى إلَى قَتلِي،
وَيُمسِكُ بِي وَيَدُوسُ حَيَاتِي فِي الأرْضِ!
وَيَضَعُ نَفْسِي وَكَرَامَتِي فِي التُّرَابِ. سِلَاهْ[a]
6 قُمْ يَا اللهُ[b] وَأظْهِرْ غَضَبَكَ!
وَتَصَدَّ لِأعْدَائِي الغَاضِبِينَ!
أيِّدْنِي بِالعَدْلِ الَّذِي أوْصَيتَنَا بِهِ!
7 لِتَجْتَمِعْ حَوْلَكَ الشُّعُوبُ،
وَلْتَرْتَفِعْ عَلَيْهَا قَاضِيًا.
8 اللهُ هُوَ مَنْ يَدِينُ الشُّعُوبَ.
فَاقْضِ لِي يَا اللهُ
حَسَبَ صَلَاحِي وَنَزَاهَتِي.
9 اقطَعْ شَرَّ الأشْرَارِ
وَأعِنِ المُستِقِيمَ.
فَأنْتَ أيُّهَا الإلَهُ البَارُّ،
فَاحِصُ الأفكَارِ وَالقُلُوبِ.
10 تُرسِي هُوَ اللهُ،
مُخَلِّصُ الصَّالِحِينَ الأُمَنَاءَ.
11 اللهُ قَاضٍ عَادِلٌ.
وَهُوَ يَدِينُ الأشْرَارَ عَلَى الدَّوَامِ.
12 فَإذَا لَمْ يَتُبِ الشِّرِّيرُ إلَى اللهِ،
سَيَسْتَلُّ اللهُ سَيفَهُ،
وَيَسْحَبُ قَوْسَهُ القَوِيَّ وَيُصَوِّبُ إلَيْهِ.
13 أعَدَّ اللهُ أسلِحَتَهُ المُمِيتَةَ لِلشِّرِّيرِ،
مُسْتَخْدِمًا حَتَّى سِهَامًا نَارِيَّةً.
14 هَا هُوَ الشِّرِّيرُ يَحْمِلُ الشَّرَّ.
يَحْبَلُ بِأعْمَالِ الأذَى،
وَيَلِدُ الخِدَاعَ.
15 قَدْ يَحْفِرُ إنْسَانٌ حُفرَةً وَيُغَطِّيهَا لِتَكُونَ فَخًّا.
فَيَقَعُ هُوَ فِيهَا.
16 يَهْوِي عَلَى رَأسِهِ الفَخُّ الَّذِي صَنَعَهُ.
وَعَلَى جُمجُمَتِهِ يَقَعُ عُنْفُهُ وَظُلْمُهُ.
17 أسَبِّحُ اللهَ حَسَبَ بِرِّهِ.
أُرَنِّمُ مَزَامِيرَ إكْرَامًا لِاسْمِ اللهِ العَلِيِّ.
مَجَاعَةٌ فِي يَهُوذَا
1 حَدَثَتْ فِي زَمَنِ القُضَاةِ[a] مَجَاعَةٌ فِي أرْضِ يَهُوذَا. وَتَغَرَّبَ فِي تِلْكَ الفَتْرَةِ رَجُلٌ وَزَوْجَتُهُ وَابْنَاهُمَا فِي حُقُولِ مُوآبَ. 2 كَانَ اسْمُ الرَّجُلِ ألِيمَالِكَ، وَاسْمُ زَوْجَتِهِ نُعْمِي، وَاسْمَا ابْنَيهِ مَحْلُونَ وَكِلْيُونَ. كَانُوا أفْرَاتِيِّينَ مِنْ مَدِينَةِ بَيْتِ لَحْمٍ فِي مُقَاطَعَةِ يَهُوذَا. فَرَحَلُوا إلَى حُقُولِ مُوآبَ[b] وَاسْتَقَرُّوا هُنَاكَ.
3 وَمَاتَ ألِيمَالِكُ زَوْجُ نُعمِي بَعْدَ فَتْرَةٍ مِنَ الزَّمَنِ، فَبَقِيَتْ هِيَ وَابْنَاهَا 4 اللَّذَانِ تَزَوَّجَا امْرأتَيْنِ مُوآبِيَّتَيْنِ. اسْمُ الأُولَى عُرْفَةُ، وَاسْمُ الثَّانِيَةِ رَاعُوثُ. وَقَدْ مَكَثُوا هُنَاكَ عَشْرَ سَنَوَاتٍ. 5 ثُمَّ مَاتَ أيْضًا الِابْنَانِ مَحْلُونُ وَكِلْيُونُ. فَتُرِكَتْ نُعمِي وَحِيدَةً لَا زَوْجٌ لَهَا وَلَا أوْلَادٌ.
نُعمِي تَعُودُ إلَى بِلَادِهَا
6 وَهَكَذَا اسْتَعَدَّتْ نُعْمِي وَكَنَّتَاهَا لِتَرْكِ حُقُولِ مُوآبَ. فَقَدْ سَمِعَتْ، وَهِيَ هُنَاكَ، أنَّ اللهَ قَدْ أعْطَى شَعْبَهُ طَعَامًا. 7 فَتَرَكَتْ نُعْمِي المَكَانَ الَّذِي كَانَتْ تَسْكُنُ فِيهِ، وَكَانَتْ كَنَّتَاهَا مَعَهَا. وَابْتَدَأنَ مَسيرَتَهُنَّ إلَى أرْضِ يَهُوذَا.
8 ثُمَّ قَالَتْ نُعمِي لِكَنَّتَيهَا: «لِتَرْجِعْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا إلَى بَيْتِ أُمِّهَا. لَيْتَ اللهَ يُحْسِنُ إلَيكُمَا كَمَا أحسَنْتُمَا إلَى زَوْجَيكُمَا المَيِّتَيْنِ وإليَّ. 9 وَلْيَرْزُقِ اللهُ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا بِزَوْجٍ تَسْتَقِرُّ فِي بَيْتِهِ.»
ثُمَّ قَبَّلَتْ نُعمِي كَنَّتَيهَا. وَبَدَأنَ يَبْكِينَ بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ. 10 وَقَالَتَا لَهَا: «نُرِيدُ أنْ نَذْهَبَ مَعْكِ إلَى شَعْبِكِ.»
11 فَقَالَتْ نُعْمِي: «ارْجِعَا يَا ابْنَتَيَّ. لِمَاذَا تَذْهَبَانِ مَعِي؟ هَلْ مَا يَزَالُ لِي أبْنَاءٌ فِي رَحمِي لِكَي تَتَزَوَّجَا بِهِمَا؟ 12 هَيَّا ارجِعَا يَا ابنَتَيَّ. فَأنَا كَبِرْتُ عَلَى الزَّوَاجِ. وَحَتَّى إنْ أقْنَعْتُ نَفْسِي بِأنَّ هُنَاكَ أمَلًا بِذَلِكَ، فَتَزَوَّجْتُ اللَّيلَةَ وَأنجَبْتُ أبْنَاءً، 13 فَهَلْ سَتَنْتَظِرَانَ حَتَّى يَكْبُرَا؟ لَا يَا ابْنَتَيَّ. أنَا جَرَّبْتُ طَعْمَ المَرَارِ أكْثَرَ مِنْكُمَا، فَقَدْ أدْخَلَنِي اللهُ فِي مَصَاعِبَ كَثِيرَةٍ.»
14 فَابْتَدَأنَ يَبْكِينَ ثَانِيَةً بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ. وَقَبَّلَتْ عُرْفَةُ حَمَاتَهَا وَرَجِعَتْ، أمَّا رَاعُوثُ فَالْتَصَقَتْ بِهَا.
15 فَقَالَتْ نُعْمِي: «هَا سِلْفَتُكِ قَدْ رَجِعَتْ إلَى شَعْبِهَا وَإلَهِهَا. قُومِي اتْبَعِيهَا.»
16 فَقَالَتْ رَاعُوثُ لَهَا: «لَا تُجبِرِينِي عَلَى تَرْكِكِ وَالكَفِّ عَنْ اتِّبَاعِكِ. لِأنَّهُ حَيْثُ تَذْهَبِينَ أذْهَبُ، وَحَيْثُ تَقْضِينَ اللَّيلَ أقِضِيهِ. شَعْبُكِ شَعْبِي، وَإلَهُكِ إلَهِي. 17 وَحَيْثُ تَمُوتِينَ أمُوتُ، وَهُنَاكَ أُدفَنُ. وَلْيَضْرِبْنِي اللهُ إنْ لَمْ يَكُنِ المَوْتُ هُوَ الأمْرُ الوَحِيدُ الَّذِي سَيَفْصِلُنِي عَنْكِ.»
18 وَرَأتْ نُعْمِي أنَّ رَاعُوثَ مُصَمِّمَةٌ عَلَى الذَّهَابِ مَعْهَا، فَكَفَّتْ عَنِ الجِدَالِ مَعَهَا.
1 مِنْ بُولُسَ الَّذِي هُوَ رَسُولٌ لِلمَسِيحِ يَسُوعَ بِأمْرِ اللهِ مُخَلِّصِنَا، وَأمْرِ المَسِيحِ يَسُوعَ رَجَائِنَا. 2 إلَى تِيمُوثَاوُسَ ابنِي الأصِيلِ فِي الإيمَانِ: لِيَكُنْ لَكَ نِعْمَةٌ وَرَحمَةٌ وَسَلَامٌ مِنَ اللهِ الآبِ، وَمِنَ المَسِيحِ يَسُوعَ، رَبِّنَا.
تَحْذِيرَاتٌ مِنَ التَّعَالِيمِ الزَّائِفَة
3 أرِيدُكَ أنْ تَبْقَى فِي أفَسُسَ، كَمَا سَبَقَ أنْ طَلَبتُ مِنْكَ حِينَ كُنْتَ مُتَوَجِّهًا إلَى مَكدُونِيَّةَ. فَأنَا أُرِيدُكَ أنْ تَأْمُرَ أُنَاسًا مُعَيَّنِينَ أنْ يَتَوَقَّفُوا عَنْ نَشرِ عَقَائِدَ خَاطِئَةٍ. 4 وَمُرْهُمْ بِأنْ لَا يَنْتَبِهُوا لِخُرَافَاتٍ وَسَلَاسِلِ نَسَبٍ لَا تَنْتَهِي. فَهَذِهِ أُمُورٌ تُعَزِّزُ المُشَاجَرَاتِ، لَا خُطَطَ اللهِ الَّتِي تَتَحَقَّقُ بِالإيمَانِ. 5 وَهَدَفُ هَذِهِ الوَصِيَّةِ هُوَ التَّشجِيعُ عَلَى المَحَبَّةِ النَّابِعَةِ مِنْ قَلْبٍ نَقِيٍّ، وَضَمِيرٍ صَالِحٍ، وَإيمَانٍ مُخْلِصٍ.
6 فَقَدِ انحَرَفَ بَعْضُهُمْ عَنْ هَذِهِ الأُمُورِ الأسَاسِيَّةِ، وَالتَفَتُوا إلَى الأحَادِيثِ الفَارِغَةِ. 7 وَهُمْ يُرِيدُونَ أنْ يَكُونُوا مُعَلِّمِينَ لِلشَّرِيعَةِ دُونَ أنْ يَفْهَمُوا مَا يَقُولُونَهُ أوْ مَا يُؤَكِّدُونَهُ بِثِقَةٍ! 8 أمَّا نَحْنُ فَنَعْرِفُ أنَّ الشَّرِيعَةَ صَالِحَةٌ إنْ كَانَ أحَدٌ يُطَبِّقُهَا بِطَرِيقَةٍ صَحِيحَةٍ، 9 عَالِمًا أنَّ الشَّرِيعَةَ لَا تَسْتَهْدِفُ الصَّالِحِينَ، بَلِ العُصَاةَ وَالمُتَمَرِّدِينَ وَغَيْرَ الأتقِيَاءِ وَالخُطَاةَ، وَالنَّجِسِينَ وَالدُّنيَوِيِّينَ، وَقَتَلَةَ آبَائِهِمْ وَقَتَلَةَ أُمَّهَاتِهِمْ، وَجَمِيعَ القَتَلَةِ، 10 وَالمُنحَلِّينَ جِنسِيًّا، وَالشَّاذِّينَ جِنسِيًّا، وَتُجَّارَ العَبِيدِ، وَالكَذَّابِينَ وَشَاهِدي الزُّورِ، وَكُلَّ مَنْ يُقَاوِمُ التَّعلِيمَ الصَّحِيحَ 11 الَّذِي يَنْسَجِمُ مَعَ البِشَارَةِ المَجِيدَةِ الآتِيَةِ مِنَ اللهِ المُبَارَكِ، وَالَّتِي استَأْمَنَنِي اللهُ عَلَيْهَا.
شُكرٌ للهِ عَلَى رَحمَتِه
12 وَأنَا أشكُرُ المَسِيحَ يَسُوعَ رَبَّنَا، الَّذِي قَوَّانِي، لِأنَّهُ اعتَبَرَنِي أمِينًا وَعَيَّنَنِي لِخِدمَتِهِ. 13 أكرَمَنِي بِهَذَا مَعَ أنَّنِي كُنْتُ فِيمَا مَضَى أنتَقِصُ مِنْ قَدرِ اللهِ. كُنْتُ مُجَدِّفًا وَمُضطَهِدًا وَعَنِيفًا. غَيْرَ أنِّي رُحِمتُ، حَيْثُ أنِّي فَعَلْتُ مَا فَعَلْتُ عَنْ عَدَمِ إيمَانٍ وَعَنْ جَهلٍ. 14 لَكِنَّ نِعْمَةَ رَبِّنَا فَاضَتْ مَعَ الإيمَانِ وَالمَحَبَّةِ اللَّذَيْنِ فِي المَسِيحِ يَسُوعَ.
15 هَذَا قَولٌ جَدِيرٌ بِالثِّقَةِ وَيَسْتَحِقُّ قُبُولًا كَامِلًا: لَقَدْ دَخَلَ المَسِيحُ يَسُوعُ عَالَمَنَا لِيُخَلِّصَ الخُطَاةَ، وَأنَا أسوَأُهُمْ! 16 لَكِنَّنِي رُحِمتُ لِهَذَا السَّبَبِ: لِكَي يُبَيِّنَ المَسِيحُ يَسُوعُ، بِاستِخدَامِهِ لِي أنَا أسوَإِ الخُطَاةِ، كَامِلَ صَبرِهِ. وَهُوَ يَضْرِبُ بِي مَثَلًا لِلَّذِينَ سَيُؤمِنُونَ بِهِ مُسْتَقْبَلًا لِيَنَالُوا الحَيَاةَ الأبَدِيَّةَ. 17 فَلِلمَلِكِ السَّرمَدِيِّ[a] الخَالِدِ وَغَيرِ المَنظُورِ، لِلإلَهِ الوَحِيدِ الكَرَامَةُ وَالمَجْدُ إلَى أبَدِ الآبِدِينَ. آمِين.
التَّوْبَة
13 فِي ذَلِكَ الوَقْتِ، أخبَرَهُ أشخَاصٌ حَاضِرُونَ عَنِ الجَلِيلِيِّينَ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ بِيلَاطُسُ حَتَّىْ إنَّ دِمَائَهُمُ اخْتَلَطَتْ بِدَمِ ذَبَائِحَهُمْ! 2 فَأجَابَهُمْ: «أتَظُنُّونَ أنَّ هَؤُلَاءِ الجَلِيلِيِّينَ كَانُوا أكْثَرَ شَرًّا مِنْ بَقيَّةِ أهْلِ الجَلِيلِ، لِأنَّ هَذَا حَصَلَ لَهُمْ؟ 3 أقُولُ لَكُمْ إنَّ هَذَا غَيْرُ صَحِيحٍ، بَلْ إنْ لَمْ تَتُوبُوا، فَسَتَمُوتُونَ جَمِيعًا كَمَا مَاتُوا. 4 أوْ مَاذَا تَقُولُونَ فِي الثَّمَانِيَةَ عَشَرَ شَخْصًا الَّذِينَ سَقَطَ عَلَيْهِمُ البُرجُ فِي سِلوَامَ فَقَتَلَهُمْ؟ أتَظُنُّونَ أنَّهُمْ كَانُوا أكْثَرَ شَرًّا مِنْ بَقيَّةِ أهْلِ القُدْسِ؟ 5 أقُولُ لَكُمْ إنَّ هَذَا غَيْرُ صَحِيحٍ، بَلْ إنْ لَمْ تَتُوبُوا، فَسَتَمُوتُونَ جَمِيعًا كَمَا مَاتُوا.»
شَجَرَةٌ بِلَا فَائِدَة
6 ثُمَّ رَوَى لَهُمْ هَذَا المَثَلَ: «كَانَ لِرَجُلٍ شَجَرَةُ تِينٍ مَزرُوعَةٌ فِي بُستَانِهِ. فَجَاءَ مُتَوَقِّعًا أنْ يَرَى ثِمَارًا عَلَيْهَا، 7 لَكِنَّهُ لَمْ يَجِدْ شَيْئًا. فَقَالَ لِلبُستَانِيِّ: ‹هَا قَدْ مَضَتْ ثَلَاثُ سَنَوَاتٍ وَأنَا آتِي مُتَوَقِّعًا ثَمَرًا مِنْ شَجَرَةِ التِّينِ هَذِهِ، لَكِنِّي لَا أجِدُ شَيْئًا. اقطَعْهَا، فَلِمَاذَا أترُكُهَا تُضَيِّعُ مَسَاحَةً مِنَ الأرْضِ؟› 8 فَأجَابَهُ البُستَانِيُّ: ‹يَا سَيِّدُ، اترُكْهَا هَذِهِ السَّنَةَ فَقَطْ. فَسَأحفِرُ حَوْلَهَا وَأُسَمِّدُهَا، 9 لَعَلَّهَا تُثمِرُ. فإنْ لَمْ تُثمِرِ اقْطَعْهَا.›»
Copyright © 2009, 2016 by Bible League International