Book of Common Prayer
الجُزءُ الأوَّلُ
(المَزَامِيرُ 1-41)
1 هَنِيئًا لِلإنْسَانِ الَّذِي لَمْ يَمْشِ حَسَبَ نَصِيحَةِ الأشْرَارِ،
وَعَلَى طَرِيقِ الخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ،
وَلَمْ يُخَالِطِ المُسْتَهْزِئِينَ.
2 لَكِنَّهُ يُحِبُّ شَرِيعَةَ اللهِ.
وَيَتَأمَّلُ تَعَالِيمَهُ لَيلَ نَهَارٍ.
3 فَهُوَ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ قُرْبَ جَدَاوِلِ المِيَاهِ،
تُنتِجُ ثَمَرَهَا فِي وَقْتِهِ،
وَأوْرَاقُهَا لَا تَذْبُلُ أبَدًا،
وَيَنْجَحُ كُلُّ مَا يَفْعَلُهُ.
4 أمَّا الأشْرَارُ فَلَيْسُوا كَذَلِكَ،
بَلْ هُمْ كَبَقَايَا التِّبْنِ تُطَيِّرُهُ الرِّيحُ.
5 لِهَذَا لَا يُبَرَّأُ الأشْرَارُ عِنْدَ المُحَاكَمَةِ.
وَلَا يُحْسَبُ الخُطَاةُ بَيْنَ جَمَاعَةِ الأبْرَارِ.
6 لِأنَّ اللهَ يُرْشِدُ المُسْتَقِيمِينَ وَيَحْمِيهِمْ،
أمَّا الأشْرَارُ فَيَهْلِكُونَ.
2 لِمَاذَا تَتآمَرُ الأُمَمُ،
وَلِمَاذَا تُدَبِّرُ الشُّعُوبُ المَكَائِدَ عَبَثًا؟
2 أعَدَّ مُلُوكُ الأرْضِ أنْفُسَهُمْ لِلمَعرَكَةِ.
وَاجتَمَعَ الحُكَّامُ مَعًا عَلَى اللهِ وَعَلَى مَسِيحِهِ.[a]
3 يَقُولُونَ:
«لِنَتَخَلَّصْ مِنْ قُيُودِهِمْ،
وَلْنُلْقِ بِهَا بَعِيدًا عَنَّا!»
4 الجَالِسُ فِي السَّمَاءِ يَضْحَكُ،
اللهُ يَهْزَأُ بِهِمْ.
5 ثُمَّ يَتَحَدَّثُ إلَيْهِمْ فِي غَضَبِهِ،
وَبِسَخَطِهِ يُفزِعُهُمْ وَيَقُولُ:
6 «قَدْ نَصَّبْتُ مَلِكِي فِي صِهْيَوْنَ – جَبَلِي المُقَدَّسِ.»
7 دَعُونِي أُخبِرُكُمْ بِمَا
قَضَى بِهِ اللهُ.
قَالَ لِي: «أنْتَ ابْنِي،
وَأنَا اليَوْمَ وَلَدْتُكَ!
8 اطلُبْ، وَسَأجْعَلُ جَمِيعَ الشُّعُوبِ مِيرَاثًا لَكَ،
وَأطرَافَ الأرْضِ مِلْكًا لَكَ.
9 سَتَحْكُمُهَا بِصَولَجَانٍ مِنْ حَدِيدٍ،
وَتُكَسِّرُهَا كَآنِيَةِ الفَخَّارِ.»
10 وَالْآنَ، تَعَقَّلُوا أيُّهَا المُلُوكُ.
وَخُذُوا بِنَصِيحَتِي يَا قَادَةَ الأرْضِ.
11 اخدِمُوا اللهَ بِخَوْفٍ وَتَوْقِيرٍ.
ارتَعِدُوا أمَامَهُ ارتِعَادًا.
12 اخضَعُوا لِلِابْنِ لِئَلَّا يَغْضَبَ، فَتَهْلِكُوا!
لِأنَّ غَضَبَهُ يُوشِكُ أنْ يَنْفَجِرَ.
هَنِيئًا لِلمُتَّكِلِينَ عَلَيْهِ.
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ[b] عِنْدَمَا هَرَبَ مِنَ ابْنِهِ أبْشَالُوم.
3 ضِيقَاتِي كَثِيرَةٌ يَا اللهُ.
فَقَدْ قَامَ عَلَيَّ كَثِيرُونَ.
2 كَثِيرُونَ يَتَآمَرُونَ ضِدِّي.
وَيَقُولُونَ: «لَنْ يُخَلِّصَهُ اللهُ.» سِلَاهْ[c]
3 لَكِنَّكَ يَا اللهُ تُرسِي.
أنْتَ مَجْدِي.
أنْتَ مَنْ يَرْفَعُ رَأسِي.
4 بِصَوْتِي أدعُو اللهَ،
وَهُوَ يُجِيبُنِي مِنْ جَبَلِهِ المُقَدَّسِ. سِلَاهْ
5 اسْتَلْقَيتُ وَنِمْتُ.
وَهَا قَدِ استَيْقَظْتُ،
لِأنَّ اللهَ يَسْنِدُنِي!
6 فَلَا أخَافُ مِنْ
عَشَرَاتِ الأُلُوفِ الَّذِينَ أحَاطُوا بِي.
7 قُمْ يَا اللهُ![d]
قُدْنِي يَا إلَهِي إلَى النَّصْرِ!
عِنْدَمَا تَضْرِبُ كُلَّ أعْدَائِي
عَلَى وُجُوهِهِمْ،
سَتُكَسِّرُ كُلَّ أسنَانِ هَؤُلَاءِ الأشْرَارِ.
8 الِانْتِصَارُ مِنَ اللهِ!
لِتَكُنْ بَرَكَتُكَ عَلَى شَعْبِكَ! سِلَاهْ
لِقَائِدِ المُرَنِّمِينَ عَلَى آلَاتٍ وَتَرِيَّةٍ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.
4 أجِبْنِي يَا إلَهِي الصَّالِحَ عِنْدَمَا أدعُوكَ.
فِي الضِّيقِ أعْطِنِي فُسْحَةً وَرَاحَةً!
ارحَمْنِي وَاسْمَعْ صَلَاتِي.
2 حَتَّى مَتَى أيُّهَا النَّاسُ
تُحَوِّلُونَ كَرَامَتِي عَارًا؟
تَعْشَقُونَ الأقَاوِيلَ الفَارِغَةَ،
وَتُفَتِّشُونَ عَنْ أكَاذِيبَ ضِدِّي. سِلَاهْ
3 فَاعلَمُوا أنَّ اللهَ
يُصْغِي إلَى تَابِعِهِ الأمِينِ!
اللهُ يَسْمَعُنِي
عِنْدَمَا أدعُوهُ!
4 لَا تَجْعَلُوا غَضَبَكُمْ يَجُرَّكُمْ إلَى الخَطِيَّةِ.[e]
تَفَكَّرُوا فِي مَا حَدَثَ بِصَمتٍ عَلَى فِرَاشِكُمْ. سِلَاهْ
5 قَدِّمُوا الذَّبَائِحَ اللَّائِقَةَ،
وَاتَّكِلُوا عَلَى اللهِ!
6 كَثِيرُونَ يَقُولُونَ:
«مَنْ يُرِينَا خَيْرًا؟»
ارفَعْ عَلَيْنَا نُورَ وَجْهِكَ يَا اللهُ.
7 وَضَعْتَ فِي قَلْبِي سَعَادَةً
أعْظَمَ مِنَ الفَرَحِ
بِأغنَى مَوَاسِمِ حَصَادِ القَمْحِ وَالنَّبِيذِ.
8 فِي سَلَامٍ كَامِلٍ أستَلْقِي وَأنَامُ.
لِأنَّكَ وَحْدَكَ يَا اللهُ
تَجْعَلُنِي أستَلْقِي فِي أمَانٍ!
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ غَنَّاهُ للهِ مُشِيرًا إلَى كُوشٍ البَنْيَامِينِيِّ.
7 يَا إلَهِي، عَلَيْكَ أتَّكِلُ.
خَلِّصْنِي مِنْ كُلِّ مُضْطَهِدِيَّ.
أنقِذْنِي.
2 لِئَلَّا يُمَزِّقُونِي كَأسَدٍ،
فَأتَمّزَّقَ وَلَا مُنقِذَ لِي!
3 يَا إلَهِي،
إنْ كُنْتُ قَدِ اقتَرَفْتُ السَّيِّئَاتِ،
وَإنْ اقتَرَفَتْ يَدَايَ شَرًّا،
4 إنْ كُنْتُ قَدْ أسَأتُ إلَى مَنْ يُسَالِمُنِي،
وَإنْ غَنِمْتُ غَنَائِمَ مِنْ عَدُوِّي بِلَا سَبَبٍ،
5 فَلَيتَ عَدُوِّي يَسْعَى إلَى قَتلِي،
وَيُمسِكُ بِي وَيَدُوسُ حَيَاتِي فِي الأرْضِ!
وَيَضَعُ نَفْسِي وَكَرَامَتِي فِي التُّرَابِ. سِلَاهْ[a]
6 قُمْ يَا اللهُ[b] وَأظْهِرْ غَضَبَكَ!
وَتَصَدَّ لِأعْدَائِي الغَاضِبِينَ!
أيِّدْنِي بِالعَدْلِ الَّذِي أوْصَيتَنَا بِهِ!
7 لِتَجْتَمِعْ حَوْلَكَ الشُّعُوبُ،
وَلْتَرْتَفِعْ عَلَيْهَا قَاضِيًا.
8 اللهُ هُوَ مَنْ يَدِينُ الشُّعُوبَ.
فَاقْضِ لِي يَا اللهُ
حَسَبَ صَلَاحِي وَنَزَاهَتِي.
9 اقطَعْ شَرَّ الأشْرَارِ
وَأعِنِ المُستِقِيمَ.
فَأنْتَ أيُّهَا الإلَهُ البَارُّ،
فَاحِصُ الأفكَارِ وَالقُلُوبِ.
10 تُرسِي هُوَ اللهُ،
مُخَلِّصُ الصَّالِحِينَ الأُمَنَاءَ.
11 اللهُ قَاضٍ عَادِلٌ.
وَهُوَ يَدِينُ الأشْرَارَ عَلَى الدَّوَامِ.
12 فَإذَا لَمْ يَتُبِ الشِّرِّيرُ إلَى اللهِ،
سَيَسْتَلُّ اللهُ سَيفَهُ،
وَيَسْحَبُ قَوْسَهُ القَوِيَّ وَيُصَوِّبُ إلَيْهِ.
13 أعَدَّ اللهُ أسلِحَتَهُ المُمِيتَةَ لِلشِّرِّيرِ،
مُسْتَخْدِمًا حَتَّى سِهَامًا نَارِيَّةً.
14 هَا هُوَ الشِّرِّيرُ يَحْمِلُ الشَّرَّ.
يَحْبَلُ بِأعْمَالِ الأذَى،
وَيَلِدُ الخِدَاعَ.
15 قَدْ يَحْفِرُ إنْسَانٌ حُفرَةً وَيُغَطِّيهَا لِتَكُونَ فَخًّا.
فَيَقَعُ هُوَ فِيهَا.
16 يَهْوِي عَلَى رَأسِهِ الفَخُّ الَّذِي صَنَعَهُ.
وَعَلَى جُمجُمَتِهِ يَقَعُ عُنْفُهُ وَظُلْمُهُ.
17 أسَبِّحُ اللهَ حَسَبَ بِرِّهِ.
أُرَنِّمُ مَزَامِيرَ إكْرَامًا لِاسْمِ اللهِ العَلِيِّ.
5 وَرَفَّعَ أدُونِيَّا ابْنُ حَجِّيتَ نَفْسَهُ طَمَعًا فِي المُلْكِ. فَخَصَّصَ عَرَبَةً مَلَكِيَّةً لَهُ وَخُيُولًا وَخَمْسِينَ رَجُلًا يَرْكُضُونَ فِي المَوكِبِ أمَامَهُ. 6 وَلَمْ يَكُنْ أبُوهُ دَاوُدُ قَدْ أغْضَبَهُ يَومًا بِأنْ يُحَاسِبَهُ عَلَى أيِّ شَيءٍ يَعْمَلُهُ. وَكَانَ أيْضًا وَسِيمًا جِدًّا، وَوُلِدَ بَعْدَ أبْشَالُومَ. 7 وَعَلِمَ يُوآبُ بْنُ صُرُوِيَّةَ وَالكَاهِنُ أبِيَاثَارُ بِنَوَايَاهُ، فَوَافَقَا عَلَى أنْ يُسَاعِدَاهُ فِي مَسعَاهُ. 8 لَكِنَّ عِدَّةَ رِجَالٍ لَمْ يُطَاوِعُوا أدُونِيَّا عَلَى ذَلِكَ، وَظَلُّوا عَلَى وَلَائِهِمْ لِدَاوُدَ. وَهُمُ الكَاهِنُ صَادُوقُ، وَبَنَايَاهُو بْنُ يَهُويَادَاعَ، وَالنَّبِيُّ نَاثَانُ، وَشِمْعَى وَرِيعِي، وَحَرَسُ دَاوُدَ الخَاصُّ.
9 وَذَاتَ يَوْمٍ، ذَهَبَ أدُونِيَّا إلَى صَخرَةِ الزَّاحِفَةِ قُرْبَ عَيْنِ رُوجَلَ، وَقَدَّمَ غَنَمًا وَبَقَرًا وَعُجُولًا مُسَمَّنَةً ذَبِيحَةَ سَلَامٍ. وَدَعَا إخْوَتَهُ، بَقِيَّةَ أبْنَاءِ المَلِكِ دَاوُدَ، وَجَمِيعَ المَسؤُولِينَ فِي يَهُوذَا لِحُضُورِ هَذَا الِاحْتِفَالِ. 10 لَكِنَّهُ لَمْ يَدْعُ حَرَسَ أبِيهِ الخَاصَّ، أوْ أخَاهُ سُلَيْمَانَ أوْ بَنَايَاهُو أوِ النَّبِيَّ نَاثَانَ.
نَاثَانُ وَبَتْشَبَعُ يُنَاصِرَانِ سُلَيمَان
11 فَلَمَّا سَمِعَ نَاثَانُ، ذَهَبَ إلَى بَتشَبَعَ أُمِّ سُلَيْمَانَ وَسَألَهَا: «أمَا سَمِعْتِ مَا فَعَلَهُ أدُونِيَّا ابْنُ حَجِّيتَ؟ قَدْ نَصَّبَ نَفْسَهُ مَلِكًا دُونَ معرِفَةِ مَولَانَا المَلِكِ دَاوُدَ. 12 وَهَذَا يُعَرِّضُ حَيَاتَكِ وَحَيَاةَ ابْنِكِ سُلَيْمَانَ إلَى الخَطَرِ. لَكِنِّي سَأُقَدِّمُ لَكِ نَصِيحَةً سَتُنَجِّيكِ أنْتِ وَابْنَكِ إذَا عَمِلْتِ بِهَا. 13 اذهَبِي إلَى المَلِكِ دَاوُدَ وَقُولِي لَهُ: ‹يَا مَوْلَايَ وَمَلِكِي، لَقَدْ قَطَعْتَ لِي وَعدًا بِأنْ يَخْلِفَكَ ابنِي سُلَيْمَانُ عَلَى العَرْشِ. فَلِمَاذَا تُوَلِّي أدُونِيَّا المُلكَ الآنَ؟› 14 حِينَئِذٍ، سَأدخُلُ وَأنتِ بَعْدُ تَتَكَلَّمِينَ. وَبَعْدَ أنْ تَذْهَبِي، سَأُخبِرُ المَلِكَ بِكُلِّ مَا حَدَثَ تأكيدًا عَلَى كَلَامِكِ.»
15 فَدَخَلَتْ بَتْشَبَعُ إلَى غُرفَةِ نَومِ المَلِكِ لِتَرَاهُ، وَكَانَ المَلِكُ طَاعِنًا فِي السِّنِّ، وَكَانَتْ أبِيشَجُ، الفَتَاةُ الشُّونَمِيَّةُ، تَخْدِمُهُ. 16 فَانحَنَتْ بَتشَبَعُ أمَامَ المَلِكِ. فَسَألَهَا المَلِكُ: «مَا الأمْرُ؟»
17 فَأجَابَتْ بَتشَبَعُ: «مَوْلَايَ، لَقَدْ حَلَفْتَ لِي بِإلَهِكَ بِأنَّ ابْنَكَ سُلَيْمَانَ سَيَخْلِفُكَ عَلَى العَرْشِ وَيَتَوَلَّى الحُكْمَ بَعدَكَ. 18 وَالْآنَ، هَا هُوَ أدُونِيَّا قَدْ نَصَّبَ نَفْسَهُ مَلِكًا، دُونَ مَعْرِفَتِكَ أوْ الرُّجُوعِ إلَيْكَ يَا مَوْلَايَ. 19 وَقَدْ أقَامَ وَلِيمَةَ شَرِكَةٍ كَبِيرَةً. وَذَبَحَ بَقَرًا وَعُجُولًا مُسَمَّنَةً وَغَنَمًا بِكَثرَةٍ. وَدَعَا جَمِيعَ أبنَائِكَ مَا عَدَا سُلَيْمَانَ، ابنِكَ الوَفِيِّ. وَدَعَا أيْضًا الكَاهِنَ أبِيَاثَارَ وَيُوآبَ قَائِدَ جَيْشِكَ. 20 وَالْآنَ يَا مَوْلَايَ وَمَلِكِي، عُيُونُ كُلِّ بَنِي إسْرَائِيلَ مُتَّجِهَةٌ إلَيْكَ، مُنتَظِرِينَ أنْ تُخبِرَهُمْ مَنِ الَّذِي سَيَخْلِفُكَ عَلَى العَرْشِ. 21 فَإنْ لَمْ تَحْسِمْ هَذَا الأمْرَ قَبْلَ وَفَاتِكَ وَدَفنِكَ مَعَ آبَائِكَ، سَنُحْسَبُ أنَا وَسُلَيْمَانُ ابْنِي مُجْرِمَينِ.»
22 وَبَيْنَمَا كَانَتْ بَتْشَبَعُ لَا تَزَالُ تَتَكَلَّمُ مَعَ المَلِكِ، جَاءَ النَّبِيُّ نَاثَانُ لِيَرَاهُ. 23 فَقَالَ الخُدَّامُ لِلمَلِكِ: «حَضَرَ النَّبِيُّ نَاثَانُ.» فَدَخَلَ إلَى المَلِكِ وَانحَنَى أمَامَهُ. 24 وَقَالَ: «يَا مَوْلَايَ وَمَلِكِي، أأنْتَ أصدَرْتَ مَرسُومًا مَلَكِيًّا بِأنْ يَخْلِفَكَ أدُونِيَّا فِي المُلك؟ أقَرَّرْتَ أنْ يَحْكُمَ أدُونِيَّا الشَّعْبَ الآنَ؟ 25 لِأنَّ أدُونِّيَا قَدْ نَزَلَ اليَوْمَ إلَى الوَادِي لِيُقَدِّمَ بَقَرًا وَعُجُولًا مُسَمَّنَةً وَغَنَمًا بِكَثْرَةٍ كَذَبَائِحِ شَرِكَةٍ. وَقَدْ دَعَا إلَى هَذَا الِاحْتِفَالِ كُلَّ أبنَائِكَ الآخَرِينَ وَقَادَةَ جَيْشِكَ وَالكَاهِنَ أبِيَاثَارَ. وَهَا هُمُ الآنَ يَأْكلُوُنَ وَيَشْرَبُونَ مَعَهُ وَهُمْ يَهْتِفُونَ: ‹يَعيشُ المَلِكُ أدُونِيَّا!› 26 لَكِنَّهُ لَمْ يَدْعُنِي أنَا وَلَا الكَاهِنَ صَادُوقَ وَلَا بَنَايَاهُو بْنَ يَهُويَادَاعَ وَلَا ابْنَكَ سُلَيْمَانَ. 27 فَهَلْ فَعَلْتَ هَذَا يَا مَوْلَايَ وَمَلِكِي دُونَ أنْ تُخبِرَنَا نَحْنُ خُدَّامَكَ؟ فَمَنْ هُوَ الَّذِي اختَرْتَهُ لِيَخْلِفَكَ فِي المُلْكِ؟»
28 فَقَالَ المَلِكُ دَاوُدُ: «قُلْ لِبَتْشَبَعَ أنْ تَدْخُلَ!» فَدَخَلَتْ وَوَقَفَتْ أمَامَ المَلِكِ.
29 حِينَئِذٍ، قَطَعَ المَلِكُ وَعدًا بِقَسَمٍ فَقَالَ: «أُقْسِمُ بِاللهِ الحَيِّ، الَّذِي أنقَذَنِي مِنْ كُلِّ خَطَرٍ وَضِيقٍ. 30 قَدْ حَلَفْتُ لَكِ مِنْ قَبْلُ بِاللهِ، إلَهِ إسْرَائِيلَ، وَقُلْتُ إنَّ سُلَيْمَانَ ابْنَكِ سَيَكُونُ المَلِكَ بَعدِي وَيَجْلِسُ عَلَى عَرشِي. وَاليَوَمَ أُنَفِّذُ وَعْدِي.»
31 حِينَئِذٍ، سَجَدَتْ بَتْشَبَعُ عَلَى الأرْضِ أمَامَ المَلِكِ، وَقَالَتْ: «أطَالَ اللهُ عُمرَ مَوْلَايَ المَلِكِ دَاوُدَ!»
بُولُسُ أمَامَ أغرِيبَاس
26 فَقَالَ أغرِيبَاسُ لِبُولُسَ: «آذَنُ لَكَ بِأنْ تَتَحَدَّثَ دِفَاعًا عَنْ نَفْسِكَ.» فَمَدَّ بُولُسُ يَدَهُ وَبَدَأ دِفَاعَهُ 2 فَقَالَ: «أيُّهَا المَلِكُ أغرِيبَاسُ، أنَا مَسرُورٌ لِأنِّي سَأُقَدِّمُ أمَامَكَ أنْتَ اليَوْمَ دِفَاعِي ضِدَّ كُلِّ الأُمُورِ الَّتِي يَتَّهِمُنِي بِهَا اليَهُودُ. 3 فَأنْتَ مُطَّلِعٌ اطِّلَاعًا وَاسِعًا عَلَى كُلِّ التَّقَالِيدِ وَالمُجَادَلَاتِ اليَهُودِيَّةِ. وَلِهَذَا فَإنِّي أرْجُو أنْ تَسْتَمِعَ إلَيَّ بِصَبرٍ.
4 «يَعْرِفُ كُلُّ اليَهُودِ كَيْفَ عِشتُ مُنْذُ أوَّلِ شَبَابِي فِي بَلَدِي وَفِي القُدْسِ أيْضًا. 5 فَهُمْ يَعْرِفُونَنِي مُنْذُ زَمَنٍ طَوِيلٍ وَيَسْتَطِيعُونَ أنْ يَشْهَدُوا، إذَا أرَادُوا، أنِّي عِشتُ فِرِّيسِيًّا، وَأنِّي كُنْتُ مُلْتَزِمًا بِأكثَرِ مَذَاهِبِ دِينِنَا صَرَامَةً. 6 وَأنَا أقِفُ هُنَا الآنَ لِلمُحَاكَمَةِ لِأنَّ عِندِي رَجَاءٌ فِي الوَعدِ الَّذِي قَطَعَهُ اللهُ لآبَائِنَا. 7 إنَّهُ الوَعدُ الَّذِي تَرْجُو قَبَائِلُنَا الاثْنَتَا عَشَرةَ أنْ تَنَالَهُ، وَهِيَ تَخْدِمُ اللهَ لَيلَ نَهَارٍ. وَبِسَبَبِ رَجَائِي هَذَا، أيُّهَا المَلِكُ، يُوَجِّهُ إلَيَّ اليَهُودُ التُّهَمَ. 8 فَلِمَاذَا يَعْتَبِرُ أيٌّ مِنْكُمْ إقَامَةَ اللهِ لِلأمْوَاتِ أمْرًا لَا يُصَدَّقُ؟
9 «وَقَدِ اعتَقَدتُ أنَا أيْضًا فِي المَاضِي أنَّهُ يَنْبَغِي عَلَيَّ أنْ أفعَلَ كُلَّ مَا يُمكِنُنِي ضِدَّ اسْمِ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ. 10 وَهَذَا هُوَ مَا فَعَلتُهُ فِي القُدْسِ. إذْ وَضَعتُ كَثِيرِينَ مِنَ المُؤمِنِينَ المُقَدَّسِينَ فِي السِّجْنِ، بَعْدَ أنْ أخَذتُ تَفْوِيضًا بِذَلِكَ مِنْ كِبَارِ الكَهَنَةِ. وَحِينَ كَانَ يُحكَمُ عَلَيْهِمْ بِالمَوْتِ كُنْتُ أُصَوِّتُ ضِدَّهُمْ. 11 وَكَثِيرًا مَا كُنْتُ أُعَاقِبُهُمْ فِي المَجَامِعِ. كَمَا حَاوَلتُ أنْ أُجبِرَهُمْ عَلَى شَتمِ يَسُوعَ. كُنْتُ نَاقِمًا عَلَيْهِمْ إلَى حَدٍّ كَبيرٍ حَتَّى إنِّي ذَهَبتُ إلَى مُدُنٍ أجنَبِيَّةٍ لَاضطِهَادِهِمْ.
بُولُسُ يَتَحَدَّثُ عَنْ رُؤيَتِهِ لِيَسُوع
12 «وَأثنَاءَ أحَدِ أسفَارِي هَذِهِ، كُنْتُ ذَاهِبًا إلَى دِمَشقَ، بِسُلطَةٍ وَتَفْوِيضٍ مِنْ كِبَارِ الكَهَنَةِ. 13 وَعِنْدَ الظُّهرِ، وَبَيْنَمَا كُنْتُ عَلَى الطَّرِيقِ، رَأيْتُ أيُّهَا المَلِكُ نُورًا مِنَ السَّمَاءِ. وَكَانَ النُّورُ أكْثَرَ سُطُوعًا مِنَ الشَّمْسِ يُضِيءُ حَولِي وَحَولَ الَّذِينَ كَانُوا مَعِي. 14 فَوَقَعنَا جَمِيعًا عَلَى الأرْضِ. وَسَمِعتُ صَوْتًا يَقُولُ بِاللُّغَةِ الأرَامِيَّةِ: ‹يَا شَاوُلُ، يَا شَاوُلُ، لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟ أنْتَ تُؤذِي نَفْسَكَ إذْ تُحَاوِلُ أنْ تُؤذِيَنِي.›
15 «فَقُلْتُ: ‹مَنْ أنْتَ يَا سَيِّدُ؟› فَقَالَ لِي: ‹أنَا يَسُوعُ الَّذِي أنْتَ تَضْطَهِدُهُ. 16 لَكِنِ انْهَضْ وَقِفْ عَلَى قَدَمَيكَ. فَقَدْ ظَهَرتُ لَكَ لِكَي أُعَيِّنَكَ خَادِمًا وَشَاهِدًا لِمَا رَأيْتَ مِنِّي وَلِمَا سَأُرِيكَ. 17 وَسَأُنقِذُكَ مِنَ اليَهُودِ وَمِنْ غَيْرِ اليَهُودِ الَّذِينَ سَأُرْسِلُكَ إلَيْهِمْ. 18 سَأُرْسِلُكَ إلَيْهِمْ لِتَفْتَحَ عُيُونَهُمْ وَتَرُدَّهُمْ مِنَ الظُّلمَةِ إلَى النُّورِ، وَمِنْ سُلطَانِ إبْلِيسَ إلَى اللهِ. فَأنَا أُرِيدُهُمْ أنْ يَنَالُوا غُفرَانًا لِخَطَايَاهُمْ وَمَكَانًا بَيْنَ الَّذِينَ تَقَدَّسُوا بِالإيمَانِ بِي.›
بُولُسُ يَتَحَدَّثُ عَنْ خِدمَتِه
19 «وَأنَا لَمْ أعْصِ هَذِهِ الرُّؤيَا السَّمَاوِيَّةَ، أيُّهَا المَلِكُ أغرِيبَاسُ، 20 بَلْ بَشَّرتُ أوَّلًا فِي دِمَشقَ، ثُمَّ فِي القُدْسِ وَفِي جَمِيعِ أنْحَاءِ اليَهُودِيَّةِ. كَمَا بَشَّرتُ غَيْرَ اليَهُودِ وَحَثَثْتُهُمْ عَلَى أنْ يَتُوبُوا وَيَرْجِعُوا إلَى اللهِ وَيَعْمَلُوا أعْمَالًا تَدُلُّ عَلَى تَوْبَتِهِمْ.
21 «وَلِهَذَا السَّبَبِ، أمسَكَ بِي اليَهُودُ وَأنَا فِي سَاحَةِ الهَيْكَلِ، وَحَاوَلُوا أنْ يَقْتُلُونِي. 22 لَكِنَّ اللهَ أعَانَنِي حَتَّى هَذَا اليَوْمِ. وَهَكَذَا فَإنِّي أقِفُ هُنَا لِأشهَدَ لِلنَّاسِ جَمِيعًا، صَغِيرِهِمْ وَكَبِيرِهِمْ. وَلَا أقُولُ سِوَى مَا سَبَقَ وَأنْ تَنَبَّأ بِهِ الأنْبِيَاءُ وَمُوسَى: 23 أنَّ المَسِيحَ سَيَتَألَّمُ، وَسَيَكُونُ أوَّلَ مَنْ يَقُومُ مِنَ المَوْتِ، وَأنَّهُ سَيُعلِنُ النُّورَ لِليَهُودِ وَلِغَيرِ اليَهُودِ.»
14 «لَكِنْ عِنْدَمَا تَرَوْنَ ‹النَّجِسَ المُخَرِّبَ›[a] الَّذِي أشَارَ إليهِ دَانيَالُ النَّبِيُّ قَائِمًا حَيْثُ لَا يَنْبَغِي أنْ يَكُونَ – لِيَفْهَمِ القَارِئُ هَذَا الكَلَامَ – فَليَهْرُبْ حينَئِذٍ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي إقْلِيمِ اليَهُودِيَّةِ إلَى الجِبَالِ. 15 وَمَنْ كَانَ عَلَى سَطْحِ مَنزِلِهِ فَلَا يَنْزِلْ لِيَأْخُذَ أيَّ شَيءٍ. 16 وَلَا يَعُدِ العَامِلُ فِي الحَقْلِ إلَى بيتِهِ لِيَأْخُذَ رِدَاءَهُ.
17 «وَمَا أعسَرَ أحوَالَ الحَوَامِلِ وَالمُرضِعَاتِ فِي تِلْكَ الأيَّامِ! 18 لَكِنْ صَلُّوا أنْ لَا يَحْدُثَ ذَلِكَ فِي الشِّتَاءِ، 19 لِأنَّهُ سَيَكُونُ فِي تِلْكَ الأيَّامِ ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلَهُ مُنْذُ أنْ خَلَقَ اللهُ العَالَمَ إلَى الآنَ، وَلَنْ يَكُونَ مِثْلَهُ. 20 وَلَولَا أنَّ الرَّبَّ قَدْ قَصَّرَ تِلْكَ الأيَّامَ، لَمَا بَقِيَ أحَدٌ حَيًّا. وَلَكِنَّهُ قَصَّرَهَا مِنْ أجْلِ شَعْبِهِ الخَاصِّ الَّذِي اخْتَارَهُ.
21 «فَإنْ قَالَ لَكُمْ أحَدٌ: ‹هَا إنَّ المَسِيحَ هُنَا،› أوْ ‹هَا هُوَ هُنَاكَ!› فَلَا تُصَدِّقُوا كَلَامَهُ. 22 فَسَيَظْهَرُ أكْثَرُ مِنْ مَسِيحٍ مُزَيَّفٍ، وَأكثَرُ مِنْ نَبِيٍّ كَاذِبٍ. وَسَيَصْنَعُونَ مُعجِزَاتٍ وَعَجَائِبَ غَيْرَ عَادِيَّةٍ، لِيَخْدَعُوا حَتَّى الَّذِينَ اخْتَارَهُمُ اللهُ لَوِ استَطَاعُوا. 23 فَاحذَرُوا، لِأنِّي قَدْ أخبَرْتُكُمْ بِكُلِّ شَيءٍ قَبْلَ حُدُوثِهِ.
عِنْدَمَا سَيَظْهَرُ ابْنُ الإنْسَان
(مَتَّى 24:29-51؛ لُوقَا 21:25-36)
24 «وَلَكِنْ فِي تِلْكَ الأيَّامِ، وَبَعْدَ هَذِهِ الضِّيقَاتِ،
‹سَتُظلِمُ الشَّمْسُ،
وَالقَمَرُ لَنْ يُعطِيَ نُورَهُ.
25 سَتَسْقُطُ النُّجُومُ مِنَ السَّمَاءِ،
وَتُزَعزَعُ الأجرَامُ السَّمَاوِيَّةُ.›[b]
26 «حينَئِذٍ سَيَرَوْنَ ابْنَ الإنْسَانِ قَادِمًا فِي السَّحَابِ بِقُوَّةٍ وَمَجدٍ عَظِيمَينِ. 27 وَسَيُرسِلُ ابْنُ الإنْسَانِ مَلَائِكَتَهُ لِتَجْمَعَ النَّاسَ الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ مِنَ الجِهَاتِ الأرْبَعِ، مِنْ أقْصَى الأرْضِ إلَى أقْصَى السَّمَاءِ.»
Copyright © 2009, 2016 by Bible League International