هللويا، سقطت بابل

19 وَبَعْدَ هَذَا سَمِعْتُ صَوْتاً عَالِياً كَأَنَّهُ صَادِرٌ مِنْ جَمْعٍ كَبِيرٍ فِي السَّمَاءِ يَقُولُ: «هَلِّلُويَا! الْخَلاصُ وَالْمَجْدُ وَالْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ لِلرَّبِّ إِلَهِنَا فَإِنَّ أَحْكَامَهُ حَقٌّ وَعَدْلٌ، لأَنَّهُ عَاقَبَ الزَّانِيَةَ الْكُبْرَى الَّتِي أَفْسَدَتِ الأَرْضَ، وَانْتَقَمَ لِدَمِ عَبِيدِهِ مِنْهَا». وَهَتَفُوا ثَانِيَةً: «هَلِّلُويَا! دُخَانُ حَرِيقِهَا يَتَصَاعَدُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ!» وَجَثَا الشُّيُوخُ الأَرْبَعَةُ وَالْعِشْرُونَ وَالْكَائِنَاتُ الْحَيَّةُ الأَرْبَعَةُ سُجُوداً لِلهِ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ، وَهَتَفُوا: «آمِينَ! هَلِّلُويَا!» وَخَرَجَ مِنَ الْعَرْشِ صَوْتٌ يَقُولُ: «سَبِّحُوا إِلهَنَا يَا جَمِيعَ عَبِيدِهِ الَّذِينَ يَتَّقُونَهُ صِغَاراً وَكِبَاراً!» ثُمَّ سَمِعْتُ صَوْتاً كَأَنَّهُ صَوْتُ جَمْعٍ كَبِيرٍ أَوْ شَلّالٍ غَزِيرٍ أَوْ رَعْدٍ شَدِيدٍ، يَقُولُ: «هَلِّلُويَا! فَإِنَّ الرَّبَّ الإِلهَ الْقَادِرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدْ مَلَكَ، لِنَفْرَحْ وَنَبْتَهِجْ وَنُمَجِّدْهُ، فَإِنَّ عُرْسَ الْحَمَلِ قَدْ حَانَ مَوْعِدُهُ، وَعَرُوسَهُ قَدْ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا، وَوُهِبَ لَهَا أَنْ تَلْبَسَ الكَتَّانَ الأَبْيَضَ النَّاصِعَ!» وَالْكَتَّانُ يَرْمِزُ إِلَى أَعْمَالِ الصَّلاحِ الَّتِي قَامَ بِها الْقِدِّيسُونَ.

وَأَمْلَى عَلَيَّ الْمَلاكُ أَنْ أَكْتُبَ: «طُوبَى لِلْمَدْعُوِّينَ إِلَى وَلِيمَةِ عُرْسِ الْحَمَلِ». ثُمَّ قَالَ: «اللهُ نَفْسُهُ يَقُولُ هَذَا الْقَوْلَ الْحَقَّ». 10 فَجَثَوْتُ عِنْدَ قَدَمَيْهِ لأَسْجُدَ لَهُ، فَقَالَ لِي: «لا تَفْعَلْ! إِنِّي عَبْدٌ لِلهِ، مِثْلُكَ وَمِثْلُ إِخْوَتِكَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ لَدَيْهِمِ الشَّهَادَةُ الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ: لِلهِ اسْجُدْ! فَإِنَّ الشَّهَادَةَ الْمخْتَصَّةَ بِيَسُوعَ هِيَ رُوحُ النُّبُوءَةِ».

الراكب على الحصان الأبيض

11 ثُمَّ رَأَيْتُ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإذَا حِصَانٌ أَبْيَضُ يُسَمَّى رَاكِبُهُ «الأَمِينَ الصَّادِقَ» الَّذِي يَقْضِي وَيُحَارِبُ بِالْعَدْلِ. 12 عَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ، وَعَلَى رَأْسِهِ أَكَالِيلُ كَثِيرَةٌ، وَقَدْ كُتِبَ عَلَى جَبْهَتِهِ اسْمٌ لَا يَعْرِفُهُ أَحَدٌ إِلّا هُوَ. 13 وَكَانَ يَرْتَدِي ثَوْباً مُغَمَّساً بِالدَّمِ؛ أَمَّا اسْمُهُ فَهُوَ «كَلِمَةُ اللهِ» 14 وَكَانَ الأَجْنَادُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ يَتْبَعُونَهُ رَاكِبِينَ خُيُولاً بَيْضَاءَ، وَلابِسِينَ كَتَّاناً نَقِيًّا نَاصِعَ الْبَيَاضِ، 15 وَكَانَ يَخْرُجُ مِنْ فَمِهِ سَيْفٌ حَادٌّ لِيَضْرِبَ بِهِ الأُمَمَ وَيَحْكُمَهُمْ بِعَصاً مِنْ حَدِيدٍ، وَيَدُوسَهُمْ فِي مِعْصَرَةِ شِدَّةِ غَضَبِ اللهِ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. 16 وَقَدْ كُتِبَ عَلَى ثَوْبِهِ وَعَلَى فَخْذِهِ «مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ».

17 ثُمَّ رَأَيْتُ مَلاكاً وَاقِفاً فِي الشَّمْسِ، يُنَادِي الطُّيُورَ الطَّائِرَةَ فِي وَسَطِ السَّمَاءِ بِصَوْتٍ عَالٍ قَائِلاً: «هَلُمِّي اجْتَمِعِي مَعاً إِلَى وَلِيمَةِ اللهِ الْكُبْرَى! 18 تَعَالَيْ وَالْتَهِمِي لُحُومَ الْمُلُوكِ وَالْقَادَةِ وَالأَبْطَالِ، وَالْخُيُولِ وَفُرْسَانِهَا، وَلُحُومَ الْبَشَرِ جَمِيعاً مِنْ أَحْرَارٍ وَعَبِيدٍ، وَصِغَارٍ وَكِبَارٍ».

19 وَرَأَيْتُ الْوَحْشَ وَمُلُوكَ الأَرْضِ وَجُيُوشَهُمْ وَقَدِ احْتَشَدُوا لِيُحَارِبُوا هَذَا الْفَارِسَ وَجَيْشَهُ. 20 فَقُبِضَ عَلَى الْوَحْشِ وَعَلَى النَّبِيِّ الدَّجَّالِ الَّذِي قَامَ بِالْمُعْجِزَاتِ فِي حُضُورِ الْوَحْشِ وَأَضَلَّ بِها الَّذِينَ قَبِلُوا عَلامَةَ الْوَحْشِ، وَسَجَدُوا لِتِمْثَالِهِ. وَطُرِحَ كِلاهُمَا حَيًّا فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ وَالْكِبْرِيتِ الْمُتَّقِدَةِ، 21 وَقَتَلَ السَّيْفُ الْخَارِجُ مِنْ فَمِ الْفَارِسِ جَمِيعَ الْبَاقِينَ، وَشَبِعَتِ الطُّيُورُ كُلُّهَا مِنْ لُحُومِهِمْ.

الألف سنة

20 ثُمَّ رَأَيْتُ مَلاكاً نَازِلاً مِنَ السَّمَاءِ، وَبِيَدِهِ مِفْتَاحُ الْهَاوِيَةِ وَسِلْسِلَةٌ عَظِيمَةٌ قَيَّدَ بِها التِّنِّينَ، أَيِ الْحَيَّةَ الْقَدِيمَةَ، وَهُوَ إِبْلِيسُ أَوِ الشَّيْطَانُ، وَسَجَنَهُ مُدَّةَ أَلْفِ سَنَةٍ، وَطَرَحَهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَأَغْلَقَهَا عَلَيْهِ، وَخَتَمَهَا، حَتَّى يَكُفَّ عَنْ تَضْلِيلِ الأُمَمِ، إِلَى أَنْ تَنْقَضِيَ الأَلْفُ سَنَةٍ. وَلَكِنْ لابُدَّ مِنْ إِطْلاقِهِ بَعْدَ ذَلِكَ لِمُدَّةٍ قَصِيرَةٍ.

ثُمَّ رَأَيْتُ عُرُوشاً مُنِحَ الْجَالِسُونَ عَلَيْهَا حَقَّ الْقَضَاءِ. وَرَأَيْتُ نُفُوسَ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ الشَّهَادَةِ لِيَسُوعَ وَفِي سَبِيلِ كَلِمَةِ اللهِ، وَالَّذِينَ رَفَضُوا أَنْ يَسْجُدُوا لِلْوَحْشِ وَلِتِمْثَالِهِ، وَالَّذِينَ رَفَضُوا عَلامَتَهُ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَجِبَاهِهِمْ، وَقَدْ عَادُوا إِلَى الْحَيَاةِ، وَمَلَكُوا مَعَ الْمَسِيحِ أَلْفَ سَنَةٍ. هَذِهِ هِيَ الْقِيَامَةُ الأُولَى. أَمَّا بَقِيَّةُ الأَمْوَاتِ فَلا يَعُودُونَ إِلَى الْحَيَاةِ حَتَّى تَنْقَضِيَ الأَلْفُ سَنَةٍ. مَا أَسْعَدَ وَأَقْدَسَ مَنْ كَانَ لَهُمْ نَصِيبٌ فِي الْقِيَامَةِ الأُولَى! لَنْ يَكُونَ لِلْمَوْتِ الثَّانِي سُلْطَةٌ عَلَيْهِمْ، بَلْ يَكُونُونَ كَهَنَةً لِلهِ وَالْمَسِيحِ، وَيَمْلِكُونَ مَعَهُ أَلْفَ سَنَةٍ.

دينونة الشيطان

فَحِينَ تَنْقَضِي الأَلْفُ سَنَةٍ، يُطْلَقُ الشَّيْطَانُ مِنْ سِجْنِهِ، فَيَخْرُجُ لِيُضَلِّلَ الأُمَمَ فِي زَوَايَا الأَرْضِ الأَرْبَعِ، جُوجَ وَمَاجُوجَ، وَيَجْمَعُهُمْ لِلْقِتَالِ، وَعَدَدُهُمْ كَثِيرٌ جِدّاً كَرَمْلِ الْبَحْرِ! فَيَصْعَدُونَ عَلَى سُهُولِ الأَرْضِ الْعَرِيضَةِ، وَيُحَاصِرُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ مُعَسْكَرَ الْقِدِّيسِينَ وَالْمَدِينَةَ الْمَحْبُوبَةَ، وَلَكِنَّ نَاراً مِنَ السَّمَاءِ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ وَتَلْتَهِمُهُمْ. 10 ثُمَّ يُطْرَحُ إِبْلِيسُ الَّذِي كَانَ يُضَلِّلُهُمْ، فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ وَالْكِبْرِيتِ، حَيْثُ الْوَحْشُ وَالنَّبِيُّ الدَّجَّالُ. هُنَاكَ سَوْفَ يُعَذَّبُونَ نَهَاراً وَلَيْلاً، إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ.

دينونة الأموات

11 ثُمَّ رَأَيْتُ عَرْشاً عَظِيماً أَبْيَضَ هَرَبَتِ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ مِنْ أَمَامِ الْجَالِسِ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَبْقَ لَهُمَا مَكَانٌ. 12 وَرَأَيْتُ الأَمْوَاتَ، كِبَاراً وَصِغَاراً، وَاقِفِينَ قُدَّامَ الْعَرْشِ. وَفُتِحَتِ الْكُتُبُ، ثُمَّ فُتِحَ كِتَابٌ آخَرُ هُوَ سِجِلُّ الْحَيَاةِ، وَدِينَ الأَمْوَاتُ بِحَسَبِ مَا هُوَ مُدَوَّنٌ فِي تِلْكَ الْكُتُبِ، كُلُّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ. 13 وَسَلَّمَ الْبَحْرُ مَنْ فِيهِ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَسَلَّمَ الْمَوْتُ وَهَاوِيَةُ الْمَوْتَى الأَمْوَاتَ الَّذِينَ فِيهِمَا، وَحُكِمَ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ. 14 وَطُرِحَ الْمَوْتُ وَهَاوِيَةُ الْمَوْتَى فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ، هَذَا هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي. 15 وَكُلُّ مَنْ لَمْ يُوْجَد اسْمُهُ مَكْتُوباً فِي سِجِلِّ الْحَيَاةِ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ!

سماء جديدة وأرض جديدة

21 ثُمَّ رَأَيْتُ سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضاً جَدِيدَةً لَا بَحْرَ فِيهَا، لأَنَّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ الْقَدِيمَتَيْنِ قَدْ زَالَتَا. وَأَنَا رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ، أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ، نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ، مُجَهَّزَةً كَأَنَّهَا عَرُوسٌ مُزَيَّنَةٌ لِعَرِيسِهَا. وَسَمِعْتُ صَوْتاً هَاتِفاً مِنَ الْعَرْشِ: «الآنَ صَارَ مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، هُوَ يَسْكُنُ بَيْنَهُمْ، وَهُمْ يَصِيرُونَ شَعْباً لَهُ. اللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلهاً لَهُمْ! وَسَيَمْسَحُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ. إِذْ يَزُولُ الْمَوْتُ وَالْحُزْنُ وَالصُّرَاخُ وَالأَلَمُ، لأَنَّ الأُمُورَ الْقَدِيمَةَ كُلَّهَا قَدْ زَالَتْ!» وَقَالَ الْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ: «سَأَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيداً». ثُمَّ قَالَ لِي: «اكْتُبْ هَذَا، فَإِنَّ مَا أَقُولُهُ هُوَ الصِّدْقُ وَالْحَقُّ». ثُمَّ قَالَ: «قَدْ تَمَّ. أَنَا الأَلِفُ وَالْيَاءُ (الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ). أَنَا أَسْقِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّاناً. هَذَا كُلُّهُ نَصِيبُ الْمُنْتَصِرِ، وَأَكُونُ إِلَهاً لَهُ، وَهُوَ يَكُونُ ابْناً لِي. أَمَّا الْجُبَنَاءُ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَالْفَاسِدُونَ وَالْقَاتِلُونَ وَالزُّنَاةُ، وَالْمُتَّصِلُونَ بِالشَّيَاطِينِ وَعَبَدَةُ الأَصْنَامِ وَجَمِيعُ الدَّجَّالِينَ، فَمَصِيرُهُمْ إِلَى الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِالنَّارِ وَالْكِبْرِيتِ، الَّذِي هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي».

أورشليم الجديدة، وعرس الحمل

وَجَاءَ أَحَدُ الْمَلائِكَةِ السَّبْعَةِ الَّذِينَ أَفْرَغُوا كُؤُوسَ بَلايَاهُمُ السَّبْعِ الأَخِيرَةِ، وَقَالَ لِي: «تَعَالَ فَأُرِيَكَ عَرُوسَ الْحَمَلِ». 10 وَأَخَذَنِي بِالرُّوحِ إِلَى قِمَّةِ جَبَلٍ ضَخْمٍ عَالٍ، وَأَرَانِي الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ أُورُشَلِيمَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ 11 وَلَهَا مَجْدُ اللهِ، وَهِيَ تَتَلأْلأُ كَالأَحْجَارِ الْكَرِيمَةِ، وَكَأَنَّهَا مِنْ حَجَرِ الْيَشْبِ الْبِلَّوْرِيِّ! 12 لَهَا سُورٌ ضَخْمٌ عَالٍ وَاثْنَا عَشَرَ بَاباً يَحْرُسُهَا اثْنَا عَشَرَ مَلاكاً، وَقَدْ كُتِبَتْ عَلَيْهَا أَسْمَاءُ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ؛ 13 إِلَى الشَّرْقِ ثَلاثَةُ أَبْوَابٍ؛ وَإِلَى الشِّمَالِ ثَلاثَةُ أَبْوَابٍ، وَإِلَى الْجَنُوبِ ثَلاثَةُ أَبْوَابٍ؛ وَإِلَى الْغَرْبِ ثَلاثَةُ أَبْوَابٍ. 14 وَيَقُومُ سُورُ الْمَدِينَةِ عَلَى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ دِعَامَةً كُتِبَتْ عَلَيْهَا أَسْمَاءُ رُسُلِ الْحَمَلِ الاثْنَيْ عَشَرَ. 15 وَكَانَ الْمَلاكُ الَّذِي يُكَلِّمُنِي يُمْسِكُ قَصَبَةً مِنَ الذَّهَبِ لِيَقِيسَ بِها الْمَدِينَةَ وَأَبْوَابَهَا وَسُورَهَا. 16 وَكَانَتْ أَرْضُ الْمَدِينَةِ مُرَبَّعَةً، طُولُهَا يُسَاوِي عَرْضَهَا، فَلَمَّا قَاسَهَا بِالْقَصَبَةِ تَبَيَّنَ أَنَّ ضِلْعَهَا يُسَاوِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفِ غَلْوَة (أَلْفَيْنِ وَأَرْبَعْمِئَةِ كِيلُومِتْرٍ)، وَهِيَ مُتَسَاوِيَةُ الطُّولِ وَالْعَرْضِ وَالارْتِفَاعِ. 17 ثُمَّ قَاسَ السُّورَ، فَتَبَيَّنَ أَنَّهُ يُسَاوِي مِئَةً وَأَرْبَعاً وَأَرْبَعِينَ ذِرَاعاً، وَكَانَ الْمَلاكُ يَسْتَعْمِلُ قِيَاساً يُعَادِلُ ذِرَاعَ إِنْسَانٍ. 18 كَانَتِ الْمَدِينَةُ مَبْنِيَّةً مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ شَفَّافٍ كَالزُّجَاجِ النَّقِيِّ. أَمَّا سُورُهَا فَمِنَ الْيَشْبِ، 19 وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ دِعَامَةً مُرَصَّعَةً بِالأَحْجَارِ الْكَرِيمَةِ: كَانَتِ الدِّعَامَةُ الأُولَى مِنَ الْيَشْبِ؛ وَالثَّانِيَةُ مِنَ الْيَاقُوتِ الأَزْرَقِ؛ وَالثَّالِثَةُ مِنَ الْعَقِيقِ الأَبْيَضِ؛ وَالرَّابِعَةُ مِنَ الزُّمُرُّدِ الذُّبَابِيِّ؛ 20 وَالْخَامِسَةُ مِنَ الْجَزْعِ الْعَقِيقِيِّ؛ وَالسَّادِسَةُ مِنَ الْعَقِيقِ الأَحْمَرِ؛ وَالسَّابِعَةُ مِنَ الزَّبَرْجَدِ؛ وَالثَّامِنَةُ مِنَ الزُّمُرُّدِ السِّلْقِيِّ؛ وَالتَّاسِعَةُ مِنَ الْيَاقُوتِ الأَصْفَرِ، وَالْعَاشِرَةُ مِنَ الْعَقِيقِ الأَخْضَرِ؛ وَالْحَادِيَةَ عَشْرَةَ مِنَ الأَسْمَانْجُونِيِّ؛ وَالثَّانِيَةَ عَشْرَةَ مِنَ الْجَمَشْتِ. 21 أَمَّا الأَبْوَابُ الاثْنَا عَشَرَ فَهِيَ اثْنَتَا عَشْرَةَ لُؤْلُؤَةً: كُلُّ بَابٍ لُؤْلُؤَةٌ وَاحِدَةٌ. وَسَاحَةُ الْمَدِينَةِ مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ كَالزُّجَاجِ الشَّفَّافِ. 22 وَلَمْ أَجِدْ فِي الْمَدِينَةِ هَيْكَلاً، لأَنَّ الرَّبَّ الإِلهَ الْقَادِرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَالْحَمَلَ هُمَا هَيْكَلُهَا. 23 وَلَمْ تَكُنِ الْمَدِينَةُ فِي حَاجَةٍ إِلَى نُورِ الشَّمْسِ أَوِ الْقَمَرِ، لأَنَّ مَجْدَ اللهِ يُنِيرُهَا، وَالْحَمَلَ مِصْبَاحُهَا. 24 سَتَسِيرُ بِنُورِهَا الأُمَمُ، وَيَأْتِيهَا مُلُوكُ الأَرْضِ بِكُنُوزِهِمْ. 25 وَلا تُقْفَلُ أَبْوَابُهَا أَبَداً طُولَ النَّهَارِ، لأَنَّ اللَّيْلَ لَا يَأْتِي عَلَيْهَا! 26 وَسَتُحْمَلُ إِلَيْهَا كُنُوزُ الأُمَمِ وَأَمْجَادُهَا. 27 وَلَنْ يَدْخُلَهَا شَيْءٌ نَجِسٌ، وَلا الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الْقَبَائِحَ وَيُدَجِّلُونَ، بَلْ فَقَطِ الَّذِينَ كُتِبَتْ أَسْمَاؤُهُمْ فِي سِجِلِّ الْحَيَاةِ لِلْحَمَلِ!

نهر الحياة

22 ثُمَّ أَرَانِي الْمَلاكُ نَهْرَ مَاءِ الْحَيَاةِ صَافِياً كَالْبَلُّورِ، يَنْبُعُ مِنْ عَرْشِ اللهِ وَالْحَمَلِ وَيَخْتَرِقُ سَاحَةَ الْمَدِينَةِ، وَعَلَى ضَفَّتَيْهِ شَجَرَةُ الْحَيَاةِ تُثْمِرُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةً، كُلَّ شَهْرٍ مَرَّةً. وَأَوْرَاقُهَا دَوَاءٌ يَشْفِي الأُمَمَ. لَنْ تَكُونَ فِيمَا بَعْدُ لَعْنَةٌ أَبَداً. لأَنَّ عَرْشَ اللهِ وَالْحَمَلِ قَائِمٌ فِي الْمَدِينَةِ، حَيْثُ يَخْدِمُهُ عَبِيدُهُ وَيَرَوْنَ وَجْهَهُ، وَقَدْ كُتِبَ اسْمُهُ عَلَى جِبَاهِهِمْ. وَلَنْ يَكُونَ هُنَالِكَ لَيْلٌ، فَلا يَحْتَاجُونَ إِلَى نُورِ مِصْبَاحٍ أَوْ شَمْسٍ، لأَنَّ الرَّبَّ الإِلهَ يُنِيرُ عَلَيْهِمْ، وَهُمْ سَيَمْلِكُونَ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ!

يوحنا والملاك

وَقَالَ لِيَ الْمَلاكُ: «هَذَا الْكَلامُ صِدْقٌ وَحَقٌّ. إِنَّ الرَّبَّ إِلهَ أَرْوَاحِ الأَنْبِيَاءِ أَرْسَلَ مَلاكَهُ لِيُخْبِرَ عَبِيدَهُ بِمَا لَا بُدَّ أَنْ يَحْدُثَ سَرِيعاً.

إِنِّي آتٍ سَرِيعاً! طُوبَى لِمَنْ يُرَاعِي مَا وَرَدَ فِي كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا!»

أَنَا يُوحَنَّا رَأَيْتُ وَسَمِعْتُ هَذِهِ الأُمُورَ كُلَّهَا. وَبَعْدَمَا سَمِعْتُ وَرَأَيْتُ كُلَّ مَا حَدَثَ، ارْتَمَيْتُ عَلَى قَدَمَيِ الْمَلاكِ الَّذِي أَرَانِي إِيَّاهَا لأَسْجُدَ لَهُ. فَقَالَ لِي: «لا تَفْعَلْ! إِنَّنِي عَبْدٌ مِثْلُكَ وَمِثْلُ إِخْوَتِكَ الأَنْبِيَاءِ، وَمِثْلُ الَّذِينَ يُرَاعُونَ مَا جَاءَ فِي هَذَا الْكِتَابِ. لِلهِ اسْجُدْ!» 10 ثُمَّ قَالَ لِي: «لا تَخْتُمْ عَلَى مَا جَاءَ فِي كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا، لأَنَّ مَوْعِدَ إِتْمَامِهِ قَدِ اقْتَرَبَ. 11 فَمَنْ كَانَ ظَالِماً، فَلْيُمْعِنْ فِي الظُّلْمِ؛ وَمَنْ كَانَ نَجِساً، فَلْيُمْعِنْ فِي النَّجَاسَةِ؛ وَمَنْ كَانَ صَالِحاً، فَلْيُمْعِنْ فِي الصَّلاحِ؛ وَمَنْ كَانَ مُقَدَّساً، فَلْيُمْعِنْ فِي الْقَدَاسَةِ!»

خاتمة: دعوة وتحذير

12 «إِنِّي آتٍ سَرِيعاً، وَمَعِي الْمُكَافَأَةُ لأُجَازِيَ كُلَّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ عَمَلِهِ. 13 أَنَا الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الأَوَّلُ وَالآخِرُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ. 14 طُوبَى لِلَّذِينَ يَغْسِلُونَ ثِيَابَهُمْ، فَلَهُمُ السُّلْطَةُ عَلَى شَجَرَةِ الْحَيَاةِ، وَالْحَقُّ فِي دُخُولِ الْمَدِينَةِ مِنَ الأَبْوَابِ! 15 أَمَّا فِي خَارِجِ الْمَدِينَةِ، فَهُنَالِكَ الْكِلابُ وَالْمُتَّصِلُونَ بِالشَّيَاطِينِ، وَالزُّنَاةُ وَالْقَتَلَةُ، وَعَبَدَةُ الأَصْنَامِ وَالدَّجَّالُونَ وَمُحِبُّو التَّدْجِيلِ!

16 أَنَا يَسُوعُ أَرْسَلْتُ مَلاكِي لأَشْهَدَ لَكُمْ بِهَذِهِ الأُمُورِ فِي الْكَنَائِسِ. أَنَا أَصْلُ دَاوُدَ وَنَسْلُهُ. أَنَا كَوْكَبُ الصُّبْحِ الْمُنِيرُ».

17 الرُّوحُ وَالْعَرُوسُ يَقُولانِ: «تَعَالَ!» وَمَنْ يَسْمَعْ فَلْيُرَدِّدِ النِّدَاءَ: «تَعَالَ!»

فَلْيَأْتِ الْعَطْشَانُ! وَكُلُّ مَنْ يُرِيدُ، فَلْيَشْرَبْ مِنْ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّاناً!

18 وَإِنَّنِي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ مَا جَاءَ فِي كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا: إِنْ زَادَ أَحَدٌ شَيْئاً عَلَى مَا كُتِبَ فِيهِ، يَزِيدُهُ اللهُ مِنَ الْبَلايَا الَّتِي وَرَدَ ذِكْرُهَا، 19 وَإِنْ أَسْقَطَ أَحَدٌ شَيْئاً مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا، يُسْقِطُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، اللَّتَيْنِ جَاءَ ذِكْرُهُمَا فِي هَذَا الْكِتَابِ.

20 وَالَّذِي يَشْهَدُ بِهذِهِ الأُمُورِ يَقُولُ: «نَعَمْ! أَنَا آتٍ سَرِيعاً».

آمِين! تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ!

21 وَلْتَكُنْ نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَكُمْ جَمِيعاً.