يهوذا في خدمة نبوخذنصر

27 وَفِي مُسْتَهَلِّ حُكْمِ يَهُويَاقِيمَ بْنِ يُوشِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا أَوْحَى الرَّبُّ بِهَذِهِ النُّبُوءَةِ إِلَى إِرْمِيَا: «هَذَا مَا أَعْلَنَهُ الرَّبُّ: اصْنَعْ لِنَفْسِكَ رُبُطاً وَأَنْيَاراً وَضَعْهَا عَلَى عُنْقِكَ، وَابْعَثْ بِرِسَالَةٍ إِلَى مُلُوكِ أَدُومَ وَمُوآبَ وَبَنِي عَمُّونَ وَصُورَ وَصِيدُونَ مَعَ الرُّسُلِ الْمُوْفَدِينَ إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى صِدْقِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا، وَأَوْصِهِمْ أَنْ يَنْقُلُوا هَذِهِ الرِّسَالَةَ إِلَى سَادَتِهِمْ قَائِلاً: هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: أَنَا بِقُوَّتِي الْعَظِيمَةِ وَبِذِرَاعِي الْمَمْدُودَةِ صَنَعْتُ الأَرْضَ بِمَا عَلَيْهَا مِنْ بَشَرٍ وَبَهَائِمَ، وَوَهَبْتُهَا لِمَنْ طَابَ لِي أَنْ أَهَبَهَا لَهُ. وَالآنَ قَدْ عَهِدْتُ بِجَمِيعِ هَذِهِ الأَرَاضِي إِلَى نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ عَبْدِي، وَأَعْطَيْتُهُ أَيْضاً حَيَوَانَ الْحَقْلِ لِيَكُونَ فِي خِدْمَتِهِ. فَتُسْتَعْبَدُ لَهُ وَلابْنِهِ وَلِحَفِيدِهِ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، إِلَى أَنْ يَحِينَ مَوْعِدُ اسْتِعْبَادِ أَرْضِهِ، عِنْدَئِذٍ تَسْتَعْبِدُهُ أُمَمٌ كَثِيرَةٌ وَمُلُوكٌ عُظَمَاءُ. وَلَكِنْ إِنْ أَبَتْ أَيَّةُ أُمَّةٍ أَوْ مَمْلَكَةٍ الاسْتِعْبَادَ لِنَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ، وَرَفَضَتْ أَنْ تَضَعَ عُنُقَهَا تَحْتَ نِيرِهِ، فَإِنِّي أُعَاقِبُهَا بِالسَّيْفِ وَالْجَوعِ وَالْوَبَاءِ إِلَى أَنْ أُبِيدَهُمْ بِيَدِهِ، يَقُولُ الرَّبُّ. فَلا تُصْغُوا إِلَى أَنْبِيَائِكُمُ الْكَذَبَةِ وَعَرَّافِيكُمْ وَحَالِمِيكُمْ وَمُشَعْوِذِيكُمْ وَسَحَرَتِكُمُ الْقَائِلِينَ لَكُمْ: لَنْ تُسْتَعْبَدُوا لِمَلِكِ بَابِلَ، 10 لأَنَّهُمْ إِنَّمَا يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ بِالْبَاطِلِ لِيُبْعِدُوكُمْ عَنْ أَرْضِكُمْ وَلأُجْلِيَكُمْ عَنْهَا فَتَهْلِكُوا 11 وَلَكِنَّ كُلَّ أُمَّةٍ تَسْتَسْلِمُ لِمَلِكِ بَابِلَ وَتُسْتَعْبَدُ لَهُ أُبْقِيهَا فِي أَرْضِهَا، يَقُولُ الرَّبُّ، فَتَحْرُثُهَا وَتُقِيمُ فِيهَا».

12 فَبَلَّغْتُ صِدْقِيَّا مَلِكَ يَهُوذَا جَمِيعَ هَذَا الْكَلامِ وَقُلْتُ: «اخْضَعُوا لِمَلِكِ بَابِلَ وَاخْدُمُوهُ وَشَعْبَهُ فَتَحْيَوْا. 13 فَلِمَاذَا تَمُوتُ أَنْتَ وَشَعْبُكَ بِحَدِّ السَّيْفِ وَالْجُوعِ وَالْوَبَاءِ كَمَا قَضَى الرَّبُّ عَلَى الأُمَّةِ الَّتِي لَا تُسْتَعْبَدُ لِمَلِكِ بَابِلَ؟ 14 لَا تَسْتَمِعُوا لِكَلامِ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَكُمْ: لَا تُسْتَعْبَدُوا لِمَلِكِ بَابِلَ لأَنَّهُمْ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ كَذِباً، 15 فَأَنَا لَمْ أَرْسِلْهُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، إِنَّمَا هُمْ يَتَنَبَّأُونَ بِاسْمِي كَذِباً لأَجْلِكُمْ فَتُطْرَدُونَ أَنْتُمْ وَأَنْبِيَاؤُكُمُ الْمُتَنَبِّئُونَ لَكُمْ».

16 وَقُلْتُ لِلْكَهَنَةِ وَكُلِّ الشَّعْبِ: «هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ: لَا تَسْمَعُوا لِكَلامِ أَنْبِيَائِكُمُ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ قَائِلِينَ إِنَّ آنِيَةَ هَيْكَلِ الرَّبِّ سَتُرَدُّ سَرِيعاً مِنْ بَابِلَ، فَإِنَّهُمْ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ كَذِباً. 17 لَا تُصْغُوا لَهُمْ، بَلِ اخْدُمُوا مَلِكَ بَابِلَ وَاحْيَوْا، فَلِمَاذَا تَتَحَوَّلُ هَذِهِ الْمَدِينَةُ إِلَى أَطْلالٍ؟ 18 وَإِنْ كَانُوا حَقّاً أَنْبِيَاءَ، وَإِنْ كَانَ حَقّاً وَحْيُ الرَّبِّ لَدَيْهِمْ فَلْيَبْتَهِلُوا إِلَى الرَّبِّ الْقَدِيرِ لِكَيْ لَا يُحْمَلَ مَا تَبَقَّى مِنْ آنِيَةِ هَيْكَلِ الرَّبِّ، وَقَصْرِ مَلِكِ يَهُوذَا، وَأُورُشَلِيمَ إِلَى بَابِلَ.

19 فَإِنَّ الرَّبَّ الْقَدِيرَ يَقُولُ عَنِ الأَعْمِدَةِ، وَبِرْكَةِ الْمَاءِ وَالْقَوَاعِدِ وَسَائِرِ الآنِيَةِ الْمُتَبَقِّيَةِ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ 20 مِمَّا لَمْ يَسْتَوْلِ عَلَيْهَا نَبُوخَذْنَصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ عِنْدَمَا سَبَى يَكُنْيَا بْنَ يَهُويَاقِيمَ مَلِكَ يَهُوذَا مِنْ أُورُشَلِيمَ مَعَ جَمِيعِ أَشْرَافِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ، 21 فَبَقِيَتْ فِي هَيْكَلِ الرَّبِّ وَفِي قَصْرِ الْمَلِكِ وَفِي أُورُشَلِيمَ: 22 إِنَّهَا سَتُحْمَلُ إِلَى بَابِلَ وَتَبْقَى هُنَاكَ إِلَى يَوْمِ افْتِقَادِي، يَقُولُ الرَّبُّ، فَأَسْتَرْجِعُهَا وَأَرُدُّهَا إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ».

حننيا النبي الكاذب

28 وَفِي الشَّهْرِ الْخَامِسِ مِنَ السَّنَةِ الرَّابِعَةِ فِي مُسْتَهَلِّ حُكْمِ صِدْقِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا، قَالَ لِي حَنَنِيَّا بْنُ عَزُورَ النَّبِيُّ الْكَاذِبُ، الَّذِي مِنْ جِبْعُونَ، فِي حُضُورِ الْكَهَنَةِ وَكُلِّ الشَّعْبِ الْمُجْتَمِعِينَ فِي هَيْكَلِ الرَّبِّ: «هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: إِنِّي قَدْ حَطَّمْتُ نِيرَ مَلِكِ بَابِلَ. وَبَعْدَ عَامَيْنِ أَرُدُّ إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ كُلَّ آنِيَةِ هَيْكَلِ الرَّبِّ الَّتِي اسْتَوْلَى عَلَيْهَا نَبُوخَذْنَصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ مِنْ هَذَا الْمَكَانِ وَحَمَلَهَا إِلَى بَابِلَ. وَأَرُدُّ إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ يَكُنْيَا بْنَ يَهُويَاقِيمَ مَلِكَ يَهُوذَا، وَكُلَّ سَبْيِ يَهُوذَا الَّذِينَ نُفُوا إِلَى بَابِلَ، لأَنِّي سَأُحَطِّمُ نِيرَ مَلِكِ بَابِلَ».

عِنْدَئِذٍ قَالَ إِرْمِيَا النَّبِيُّ لِحَنَنِيَّا الْمُتَنَبِّئِ أَمَامَ الْكَهَنَةِ وَسَائِرِ الشَّعْبِ الْمَاثِلِ فِي هَيْكَلِ الرَّبِّ: «آمِينَ. لِيُحَقِّقِ الرَّبُّ هَذَا، وَلْيُتَمِّمِ الرَّبُّ كَلامَكَ الَّذِي تَنَبَّأْتَ بِهِ، وَيَرُدَّ آنِيَةَ هَيْكَلِهِ وَكُلَّ الْمَسْبِيِّينَ مِنْ بَابِلَ إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ. لَكِنْ أَصْغِ إِلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ الَّتِي أَنْطِقُ بِها عَلَى مَسْمَعِكَ وَعَلَى مَسَامِعِ الشَّعْبِ كُلِّهِ: إِنَّ الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلِي وَقَبْلَكَ فِي الأَزْمِنَةِ السَّالِفَةِ، تَنَبَّأُوا عَلَى بُلْدَانٍ كَثِيرَةٍ وَمَمَالِكَ عَظِيمَةٍ بِالْحُرُوبِ وَالْجُوعِ وَالْوَبَاءِ، أَمَّا النَّبِيُّ الَّذِي تَنَبَّأَ بِالسَّلامِ، فَعِنْدَ تَحَقُّقِ نُبُوءَتِهِ يُعْرَفُ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَرْسَلَهُ حَقّاً».

10 فَأَخَذَ حَنَنِيَّا الْمُتَنَبِّئُ الْكَاذِبُ النِّيرَ عَنْ عُنُقِ إِرْمِيَا النَّبِيِّ وَحَطَّمَهُ، 11 وَقَالَ أَمَامَ كُلِّ الشَّعْبِ: «هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ: هَكَذَا أُحَطِّمُ نِيرَ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ بَعْدَ عَامَيْنِ عَنْ أَعْنَاقِ جَمِيعِ الأُمَمِ». ثُمَّ مَضَى إِرْمِيَا النَّبِيُّ فِي سَبِيلِهِ.

12 وَبَعْدَ أَنْ حَطَّمَ حَنَنِيَّا الْمُتَنَبِّئُ الْكَاذِبُ النِّيرَ عَنْ عُنُقِ إِرْمِيَا قَالَ الرَّبُّ لإِرْمِيَا النَّبِيِّ: 13 «اذْهَبْ وَقُلْ لِحَنَنِيَّا: هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ: أَنْتَ حَطَّمْتَ أَنْيَارَ خَشَبٍ، وَلَكِنِّي أَعْدَدْتُ مَكَانَهَا أَنْيَاراً مِنْ حَدِيدٍ. 14 لأَنَّ هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: إِنِّي قَدْ وَضَعْتُ نِيراً مِنْ حَدِيدٍ عَلَى أَعْنَاقِ جَمِيعِ الأُمَمِ لَتُسْتَعْبَدَ لِنَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ، فَيَكُونُونَ لَهُ عَبِيداً وَقَدْ عَهِدْتُ إِلَيْهِ أَيْضاً بِحَيَوَانِ الْحَقْلِ».

15 وَأَضَافَ إِرْمِيَا النَّبِيُّ مُخَاطِباً حَنَنِيَّا الْمُتَنَبِّئَ: «اسْمَعْ يَا حَنَنِيَّا، هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ: إِنَّ الرَّبَّ لَمْ يَبْعَثْكَ، وَأَنْتَ جَعَلْتَ هَذَا الشَّعْبَ يُصَدِّقُ كَذِبَكَ. 16 لِذَلِكَ هَكَذَا يُعْلِنُ الرَّبُّ: هَا أَنَا أُبِيدُكَ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ فَتَمُوتُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ لأَنَّكَ نَطَقْتَ بِالتَّمَرُّدِ عَلَى الرَّبِّ». 17 وَفِي الشَّهْرِ السَّابِعِ مِنْ تِلْكَ السَّنَةِ عَيْنِهَا مَاتَ حَنَنِيَّا.

الرسالة إلى المسبيين

29 هَذَا هُوَ نَصُّ الرِّسَالَةِ الَّتِي بَعَثَ بِها إِرْمِيَا النَّبِيُّ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى بَقِيَّةِ شُيُوخِ الْمَسْبِيِّينَ، وَإِلَى الْكَهَنَةِ، وَالْمُتَنَبِّئِينَ الْكَذَبَةِ، وَسَائِرِ الشَّعْبِ، مِمَّنْ سَبَاهُمْ نَبُوخَذْنَصَّرُ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى بَابِلَ، وَذَلِكَ بَعْدَ خُرُوجِ يَكُنْيَا الْمَلِكِ وَالْمَلِكَةِ وَالْخِصْيَانِ وَرُؤَسَاءِ يَهُوذَا وَالنَّجَّارِينَ وَالْحَدَّادِينَ مِنْ أُورُشَلِيمَ. وَحَمَلَ هَذِهِ الرِّسَالَةَ أَلْعَاسَةُ بْنُ شَافَانَ وَجَمَرْيَا بْنُ حَلْقِيَا اللَّذَانِ أَرْسَلَهُمَا صِدْقِيَّا مَلِكُ يَهُوذَا إِلَى نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ، وَقَدْ وَرَدَ فِيهَا: هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ لِكُلِّ الْمَسْبِيِّينَ الَّذِينَ أَجْلَيْتُهُمْ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى بَابِلَ. ابْنُوا بُيُوتاً وَأَقِيمُوا فِيهَا. اغْرِسُوا بَسَاتِينَ وَكُلُوا مِنْ نِتَاجِهَا. تَزَوَّجُوا وَأَنْجِبُوا بَنِينَ وَبَنَاتٍ، وَاتَّخِذُوا نِسَاءً لأَبْنَائِكُمْ وَزَوِّجُوا بَنَاتِكُمْ، وَلْيَلِدْنَ أَبْنَاءَ وَبَنَاتٍ. وَتَكَاثَرُوا هُنَاكَ، وَلا تَتَنَاقَصُوا، وَالْتَمِسُوا سَلامَ الْمَدِينَةِ الَّتِي سَبَيْتُكُمْ إِلَيْهَا، وَصَلُّوا مِنْ أَجْلِهَا إِلَى الرَّبِّ لأَنَّ سَلامَكُمْ يَتَوَقَّفُ عَلَى سَلامِهَا. لأَنَّ هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: «لَا يَخْدَعَنَّكُمْ أَنْبِيَاؤُكُمُ الْكَذَبَةُ الْمُقِيمُونَ فِي وَسَطِكُمْ، وَالْعَرَّافُونَ. لَا تَسْتَمِعُوا إِلَى أَحْلامِهِمِ الَّتِي تُوْهِمُكُمْ بِالأَمَلِ، لأَنَّهُمْ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ بِاسْمِي كَذِباً، وَأَنَا لَمْ أَبْعَثْهُمْ»، يَقُولُ الرَّبُّ.

10 وَلَكِنْ بَعْدَ انْقِضَاءِ سَبْعِينَ سَنَةً عَلَيْكُمْ فِي بَابِلَ، أَلْتَفِتُ إِلَيْكُمْ وَأَفِي لَكُمْ بِوُعُودِي الصَّالِحَةِ بِرَدِّكُمْ إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ. 11 لأَنِّي عَرَفْتُ مَا رَسَمْتُهُ لَكُمْ. إِنَّهَا خُطَطُ سَلامٍ لَا شَرٍّ لأَمْنَحَكُمْ مُسْتَقْبَلاً وَرَجَاءً. 12 فَتَدْعُونَنِي وَتُقْبِلُونَ، وَتُصَلُّونَ إِلَيَّ فَأَسْتَجِيبُ لَكُمْ، 13 وَتَلْتَمِسُونَنِي فَتَجِدُونَنِي إِذْ تَطْلُبُونَنِي بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ. 14 وَحِينَ تَجِدُونَنِي أَرُدُّ سَبْيَكُمْ، وَأَجْمَعُكُمْ مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ الأُمَمِ وَمِنْ جَمِيعِ الأَمَاكِنِ الَّتِي شَتَّتُّكُمْ إِلَيْهَا.

15 وَلأَنَّكُمْ قُلْتُمْ: «قَدْ بَعَثَ الرَّبُّ فِينَا أَنْبِيَاءَ فِي بَابِلَ». 16 يَقُولُ الرَّبُّ عَنِ الْمَلِكِ الْجَالِسِ عَلَى عَرْشِ دَاوُدَ، وَعَنْ سَائِرِ الشَّعْبِ الْمُقِيمِ فِي الْمَدِينَةِ مِنْ أَقْرِبَائِكُمُ الَّذِينَ لَمْ يَذْهَبُوا إِلَى السَّبْيِ: 17 «هَا أَنَا أَقْضِي عَلَيْهِمْ بِالسَّيْفِ وَالْجُوعِ وَالْوَبَاءِ، وَأَجْعَلُهُمْ كَتِينٍ رَدِيءٍ تَعَافُ النَّفْسُ أَكْلَهُ لِفَرْطِ رَدَاءَتِهِ. 18 وَأَتَعَقَّبُهُمْ بِالسَّيْفِ وَالْجُوعِ وَالْوَبَاءِ، وَأُعَرِّضُهُمْ لِلرُّعْبِ فِي كُلِّ مَمَالِكِ الأَرْضِ، فَيُصْبِحُونَ لَعْنَةً وَمَثَارَ دَهْشَةٍ وَصَفِيرٍ وَعَارٍ فِي جَمِيعِ الأُمَمِ الَّتِي شَتَّتُّهُمْ إِلَيْهَا، 19 لأَنَّهُمْ لَمْ يُطِيعُوا كَلامِي الَّذِي أَنْذَرْتُهُمْ بِهِ مُنْذُ الْبَدْءِ عَلَى لِسَانِ عَبِيدِي الأَنْبِيَاءِ وَلَمْ يَسْمَعُوا».

20 أَمَّا أَنْتُمْ فَاسْمَعُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ يَا جَمِيعَ الْمَسْبِيِّينَ الَّذِينَ أَجْلَيْتُهُمْ عَنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى بَابِلَ. 21 يَقُولُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ عَنْ آخْابَ بْنِ قُولايَا وَعَنْ صِدْقِيَّا بْنِ مَعْسِيَّا اللَّذَيْنِ يَتَنَبَّآنِ لَكُمْ بِاسْمِي زُوراً: «هَا أَنَا أُسَلِّمُهُمَا لِيَدِ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ فَيَقْتُلُهُمَا عَلَى مَرْأَى مِنْكُمْ، 22 فَيُصْبِحَانِ مَثَلَ لَعْنَةٍ بَيْنَ جَمِيعِ الْمَسْبِيِّينَ مِنْ يَهُوذَا فِي بَابِلَ، فَيُقَالُ: لِيَجْعَلْكَ اللهُ نَظِيرَ صِدْقِيَّا وَأَخَآبَ اللَّذَيْنِ قَلاهُمَا مَلِكُ بَابِلَ بِالنَّارِ، 23 لأَنَّهُمَا ارْتَكَبَا الْفَوَاحِشَ فِي إِسْرَائِيلَ وَزَنَيَا مَعَ نِسَاءِ أَصْحَابِهِمَا وَتَنَبَّآ بِاسْمِي نُبُوءَاتٍ كَاذِبَةً لَمْ آمُرْهُمَا بِها. فَأَنَا الْعَارِفُ وَالشَّاهِدُ» يَقُولُ الرَّبُّ.

رسالة لشمعيا

24 وَأَيْضاً قُلْ لِشِمْعِيَا النِّحْلامِيِّ: 25 «هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: لَقَدْ بَعَثْتَ بِرَسَائِلَ بِاسْمِكَ إِلَى جَمِيعِ الشَّعْبِ الْمُقِيمِ فِي أُورُشَلِيمَ، وَإِلَى صَفَنْيَا بْنِ مَعْسِيَّا الْكَاهِنِ وَإِلَى سَائِرِ الْكَهَنَةِ قَائِلاً: 26 إِنَّ الرَّبَّ قَدْ أَقَامَكَ كَاهِناً عِوَضَ يَهُويَادَاعَ الْكَاهِنِ لِتَكُونُوا جَمِيعاً وُلاةً فِي هَيْكَلِ الرَّبِّ، فَتَضَعُوا حَدّاً لِكُلِّ رَجُلٍ مَجْنُونٍ وَمُتَنَبِّئٍ فَتَزُجُّ بِهِ فِي الْمِقْطَرَةِ وَالْقُيُودِ. 27 فَمَا بَالُكُمْ لَا تَزْجُرُونَ إِرْمِيَا الْعَنَاثُوثِيَّ الَّذِي تَنَبَّأَ لَكُمْ؟ 28 إِنَّهُ قَدْ بَعَثَ إِلَيْنَا فِي بَابِلَ قَائِلاً: إِنَّ حِقْبَةَ السَّبْيِ طَوِيلَةٌ، فَابْنُوا لأَنْفُسِكُمْ بُيُوتاً وَأَقِيمُوا فِيهَا، وَاغْرِسُوا بَسَاتِينَ وَكُلُوا مِنْ ثِمَارِهَا». 29 فَقَرَأَ صَفَنْيَا الْكَاهِنُ هَذِهِ الرِّسَالَةَ عَلَى مَسْمَعِ إِرْمِيَا النَّبِيِّ.

30 فَأَوْحَى الرَّبُّ إِلَى إِرْمِيَا بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ: 31 «ابْعَثْ إِلَى جَمِيعِ الْمَسْبِيِّينَ قَائِلاً: هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ عَنْ شِمْعِيَا النِّحْلامِيِّ: بِمَا أَنَّ شِمْعِيَا قَدْ تَنَبَّأَ لَكُمْ مَعَ أَنِّي لَمْ أُرْسِلْهُ وَجَعَلَكُمْ تُصَدِّقُونَ الْكَذِبَ، 32 فَلِذَلِكَ يَقُولُ الرَّبُّ: هَا أَنَا أُعَاقِبُ شِمْعِيَا وَذُرِّيَّتَهُ فَلا يَمْتَدُّ الْعُمْرُ بِأَحَدٍ مِنْهُمْ بَيْنَ هَذَا الشَّعْبِ لِيَشْهَدَ الْخَيْرَ الَّذِي سَأُجْرِيهِ عَلَى شَعْبِي، لأَنَّهُ نَطَقَ بِالتَّمُرُّدِ عَلَيَّ».

عمل ما هو صالح

ذَكِّرِ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَخْضَعُوا لِلْحُكَّامِ وَالسُّلُطَاتِ، وَيُطِيعُوا الْقَانُونَ، وَيَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ، وَلا يَقُولُوا سُوءاً فِي أَحَدٍ، وَلا يَكُونُوا مُخَاصِمِينَ، بَلْ لُطَفَاءَ يُعَامِلُونَ الْجَمِيعَ بِوَدَاعَةٍ تَامَّةٍ. فَإِنَّنَا نَحْنُ أَيْضاً كُنَّا فِي الْمَاضِي جُهَّالاً، غَيْرَ مُطِيعِينَ، تَائِهِينَ فِي الضَّلالِ، عَبِيداً يَخْدِمُونَ الشَّهَوَاتِ وَاللَّذَّاتِ الْمُخْتَلِفَةَ، نَعِيشُ فِي الْخُبْثِ وَالْحَسَدِ، مَكْرُوهِينَ، وَكَارِهِينَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ.

وَلَكِنْ، لَمَّا ظَهَرَ لُطْفُ مُخَلِّصِنَا اللهِ، وَمَحَبَّتُهُ لِلنَّاسِ، خَلَّصَنَا، لَا عَلَى أَسَاسِ أَعْمَالِ بِرٍّ قُمْنَا بِها نَحْنُ، وَإِنَّمَا بِمُوجِبِ رَحْمَتِهِ، وَذَلِكَ بِأَنْ غَسَلَنَا كُلِّيًّا غُسْلَ الْخَلِيقَةِ الْجَدِيدَةِ وَالتَّجْدِيدِ الَّذِي يُجْرِيهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَكَبَهُ عَلَيْنَا بِغِنىً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ مُخَلِّصِنَا. حَتَّى إِذَا تَبَرَّرْنَا بِنِعْمَتِهِ، نَصِيرُ وَرَثَةً، وَفْقاً لِرَجَائِنَا بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ. صَادِقٌ هَذَا الْقَوْلُ! وَأُرِيدُ أَنْ تُقَرِّرَ هَذِهِ الأُمُورَ قَرَاراً حَاسِماً، حَتَّى يَهْتَمَّ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ بِأَنْ يَجْتَهِدُوا فِي الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ. هَذِهِ الأُمُورُ حَسَنَةٌ وَنَافِعَةٌ لِلنَّاسِ. أَمَّا الْمَسَائِلُ السَّخِيفَةُ، وَسَلاسِلُ النَّسَبِ، وَالْمُخَاصَمَاتُ، وَالْمُنَازَعَاتُ حَوْلَ الشَّرِيعَةِ، فَتَجَنَّبْهَا، لأَنَّهَا غَيْرُ نَافِعَةٍ، وَبَاطِلَةٌ. 10 وَصَاحِبُ الْهَرْطَقَةِ اقْطَعِ الْعَلاقَةَ بِهِ بَعْدَ إِنْذَارِهِ أَوَّلاً وَثَانِياً، 11 عَالِماً أَنَّ مِثْلَ هَذَا مُنْحَرِفٌ يَمْضِي فِي الْخَطِيئَةِ وَقَدْ حَكَمَ عَلَى نَفْسِهِ بِنَفْسِهِ!

وصايا ختامية

12 حَالَمَا أُرْسِلُ إِلَيْكَ أَرْتِمَاسَ أَوْ تِيخِيكُسَ، اجْتَهِدْ أَنْ تَأْتِيَنِي إِلَى مَدِينَةِ نِيكُوبُولِيسَ، لأَنِّي قَرَّرْتُ أَنْ أُقَضِّيَ فَصْلَ الشِّتَاءِ هُنَاكَ. 13 اجْتَهِدْ فِي إِطْلاقِ زِينَاسَ الْمُحَامِي وَأَبُلُّوسَ بَعْدَ تَزْوِيدِهِمَا لِلسَّفَرِ، حَتَّى لَا يَحْتَاجَا إِلَى شَيْءٍ. 14 وَلْيَتَعَلَّمْ ذَوُونَا أَيْضاً أَنْ يُمَارِسُوا أَعْمَالاً حَسَنَةً، لِسَدِّ الْحَاجَاتِ الضَّرُورِيَّةِ، لِكَيْ لَا يَكُونُوا عَدِيمِي الثَّمَرِ.

15 جَمِيعُ الَّذِينَ مَعِي يُسَلِّمُونَ عَلَيْكَ. سَلِّمْ عَلَى مُحِبِّينَا فِي الإِيمَانِ.

لِتَكُنِ النِّعْمَةُ مَعَكُمْ جَمِيعاً!