الدعوة للرجوع إلى الرب

فِي الشَّهْرِ الثَّامِنِ مِنَ السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِحُكْمِ دَارِيُّوسَ أَوْحَى الرَّبُّ بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ إِلَى النَّبِيِّ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا بْنِ عِدُّو قَائِلاً: «لَقَدْ غَضِبَ الرَّبُّ أَشَدَّ الْغَضَبِ عَلَى آبَائِكُمْ. وَلَكِنْ قُلْ لَهُمْ، هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ: ارْجِعُوا إِلَيَّ فَأَرْجِعَ إِلَيْكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ. وَلا تَكُونُوا كَآبَائِكُمُ الَّذِينَ نَادَاهُمُ الأَنْبِيَاءُ السَّالِفُونَ قَائِلِينَ: هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ، ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الْبَاطِلَةِ وَأَعْمَالِكُمُ الشِّرِّيرَةِ، وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا وَلَمْ يُصْغُوا إِلَيَّ، يَقُولُ الرَّبُّ. أَيْنَ هُمْ آبَاؤُكُمْ؟ وَهَلْ يَحْيَا الأَنْبِيَاءُ إِلَى الأَبَدِ؟ وَلَكِنْ أَلَمْ تُدْرِكْ أَقْوَالِي وَفَرَائِضِي الَّتِي أَمَرْتُ بِها عَبِيدِي الأَنْبِيَاءَ آبَاءَكُمْ فَتَابُوا قَائِلِينَ: لَقَدْ نَفَّذَ الرَّبُّ الْقَدِيرُ مَا عَزَمَ أَنْ يُعَاقِبَنَا بِمُقْتَضَى مَا ارْتَكَبْنَاهُ مِنْ أَعْمَالٍ بَاطِلَةٍ؟»

رجل بين أشجار الآس

وَفِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ الْحَادِي عَشَرَ، أَيْ شَهْرِ شَبَاطَ الْعِبْرِيِّ، مِنَ السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِحُكْمِ دَارِيُّوسَ أَوْحَى الرَّبُّ بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ إِلَى النَّبِيِّ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا بْنِ عِدُّو قَائِلاً: شَاهَدْتُ فِي رُؤْيَا اللَّيْلِ وَإذَا بِرَجُلٍ يَمْتَطِي فَرَساً أَحْمَرَ اللَّوْنِ يَقِفُ بَيْنَ أَشْجَارِ الآسِ الْمُتَوَارِيَةِ فِي الْوَادِي، وَخَلْفَهُ رِجَالٌ رَاكِبُونَ عَلَى خَيْلٍ حُمْرٍ وَشُقْرٍ وَبِيضٍ. فَسَأَلْتُ: «مَنْ هَؤُلاءِ يَا سَيِّدِي؟» فَأَجَابَنِي الْمَلاكُ الَّذِي كَلَّمَنِي: «أَنَا أُخْبِرُكَ مَنْ هَؤُلاءِ». 10 قَالَ الْفَارِسُ الْوَاقِفُ بَيْنَ الآسِ: «هَؤُلاءِ هُمُ الَّذِينَ أَوْفَدَهُمُ الرَّبُّ لِيَجُولُوا فِي الأَرْضِ». 11 عِنْدَئِذٍ قَالَ رَاكِبُو الْجِيَادِ لِلْمَلاكِ الْوَاقِفِ بَيْنَ الآسِ: «قَدْ جُلْنَا فِي الأَرْضِ، فَإِذَا بِها كُلِّهَا آمِنَةٌ مُطْمَئِنَّةٌ».

12 فَقَالَ الْمَلاكُ: «إِلَى مَتَى أَيُّهَا الرَّبُّ الْقَدِيرُ لَا تُشْفِقُ عَلَى أُورُشَلِيمَ وَمُدُنِ يَهُوذَا الَّتِي سُخْطْتَ عَلَيْهَا طَوَالَ هَذِهِ السَّبْعِينَ سَنَةً؟» 13 فَأَجَابَ الرَّبُّ الْمَلاكَ الَّذِي كَلَّمَنِي، بِعِبَارَاتٍ طَيِّبَةٍ مُعَزِّيَةٍ. 14 ثُمَّ خَاطَبَنِي الْمَلاكُ قَائِلاً: «نَادِ، هَذَا مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ: إِنِّي قَدْ غِرْتُ عَلَى أُورُشَلِيمَ وَعَلَى صِهْيَوْنَ غَيْرَةً عَظِيمَةً. 15 وَلَكِنَّ غَضَبِي مُتَأَجِّجٌ عَلَى الأُمَمِ الْمُتَنَعِّمَةِ. لَقَدِ اغْتَظْتُ قَلِيلاً مِنْ شَعْبِي إِلّا أَنَّهُمْ زَادُوا مِنْ فَوَاجِعِهِمْ. 16 لِذَلِكَ يَقُولُ الرَّبُّ سَأَرْجِعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ بِفَيْضٍ مِنَ الْمَرَاحِمِ، فَيُبْنَى هَيْكَلِي فِيهَا وَتَعْمُرُ أُورُشَلِيمُ، يَقُولُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ. 17 وَاهْتِفْ أَيْضاً قَائِلاً: هَذَا مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ: سَتَفِيضُ مُدُنِي خَيْراً ثَانِيَةً، وَيَرْجِعُ الرَّبُّ فَيُعَزِّي صِهْيَوْنَ وَيَصْطَفِي أُورُشَلِيمَ».

القرون الأربعة والصناع الأربعة

18 ثُمَّ رَفَعْتُ نَظَرِي وَإذَا بِي أَرَى أَرْبَعَةَ قُرُونٍ. 19 فَقُلْتُ لِلْمَلاكِ: «مَا هَذِهِ؟» فَأَجَابَ: «هَذِهِ هِيَ الْقُرُونُ الَّتِي بَدَّدَتْ أَهْلَ يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلَ وَأُورُشَلِيمَ». 20 وَأَرَانِي الرَّبُّ أَرْبَعَةَ صُنَّاعٍ، 21 فَسَأَلْتُ: «مَا الَّذِي جَاءَ يَفْعَلُهُ هَؤُلاءِ الرِّجَالُ؟» فَأَجَابَ: «هَذِهِ هِيَ الْقُرُونُ (أَيِ الأُمَمُ) الَّتِي بَدَّدَتْ أَهْلَ يَهُوذَا حَتَّى ذَلَّتْ كُلُّ نَفْسٍ. أَمَّا هَؤُلاءِ الصُّنَّاعُ فَقَدْ أَقْبَلُوا لِيُوْقِعُوا الرُّعْبَ فِي نُفُوسِ الأُمَمِ الَّتِي هَاجَمَتْ أَرْضَ يَهُوذَا لِيَطْرُدُوا أَهْلَهَا».

رجل وخيط قياس

ثُمَّ رَفَعْتُ عَيْنِي (فِي الرُّؤْيَا) وَإذَا بِي أَرَى رَجُلاً حَامِلاً بِيَدِهِ حَبْلَ قِيَاسٍ، فَسَأَلْتُهُ: «إِلَى أَيْنَ أَنْتَ ذَاهِبٌ؟» فَأَجَابَنِي: «لِأَمْسَحَ أَرْضَ أُورُشَلِيمَ، فَأَرَى مِقْدَارَ طُولِهَا وَعَرْضِهَا». ثُمَّ خَرَجَ الْمَلاكُ الَّذِي كَلَّمَنِي لِلِقَاءِ مَلاكٍ آخَرَ أَقْبَلَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: «أَسْرِعْ وَقُلْ لِهَذَا الشَّابِّ: سَتَكُونُ أُورُشَلِيمُ كَسَهْلٍ مَكْشُوفٍ آهِلَةً بِالنَّاسِ وَالْبَهَائِمِ الْمُطْمَئِنِّينَ فِيهَا لأَنِّي سَأَكُونُ لَهَا سُوراً مُحِيطاً مِنْ نَارٍ، يَقُولُ الرَّبُّ، وَمَجْداً فِي دَاخِلِهَا».

هَيَّا أَسْرِعُوا، اهْرُبُوا مِنْ أَرْضِ الشِّمَالِ، فَقَدْ شَتَّتُّكُمْ فِي أَرْبَعَةِ أَرْجَاءِ الأَرْضِ، يَقُولُ الرَّبُّ. أَمَّا الآنَ، فَهَيَّا اهْرُبُوا إِلَى صِهْيَوْنَ يَا مَنْ أَقَمْتُمْ فِي أَرْضِ بَابِلَ. فَإِنَّ الرَّبَّ الْقَدِيرَ يَقُولُ إِنَّهُ أَرْسَلَنِي إِلَى الأُمَمِ الَّتِي سَلَبَتْكُمْ إِعْلاءً لِمَجْدِهِ، لأَنَّ مَنْ يَمَسُّكُمْ يَمَسُّ حَدَقَةَ عَيْنِهِ. هَا أَنَا أَضْرِبُهُمْ بِيَدِي فَيَصِيرُونَ نَهْباً لِعَبِيدِهِمْ، فَتُدْرِكُونَ أَنَّ الرَّبَّ الْقَدِيرَ قَدْ أَرْسَلَنِي حَقّاً.

10 رَنِّمِي وَابْتَهِجِي يَا أُورُشَلِيمُ، لأَنِّي قَادِمٌ لأُقِيمَ فِي وَسَطِكِ، يَقُولُ الرَّبُّ. 11 فَتَنْضَمُّ أُمَمٌ كَثِيرَةٌ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى الرَّبِّ وَيَكُونُونَ لِي شَعْباً، فَأُقِيمُ فِي وَسَطِكِ، فَتُدْرِكِينَ أَنَّ الرَّبَّ الْقَدِيرَ قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكِ. 12 وَيَرِثُ الرَّبُّ يَهُوذَا نَصِيباً لَهُ فِي الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ، وَيَرْجِعُ فَيَصْطَفِي لِنَفْسِهِ أُورُشَلِيمَ. 13 لِيَصْمُتْ كُلُّ بَشَرٍ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ لأَنَّهُ قَدْ هَبَّ مِنْ مَسْكَنِ قُدْسِهِ.

ثياب رئيس الكهنة الطاهرة

ثُمَّ أَرَانِي الرَّبُّ يَهُوشَعَ رَئِيسَ الْكَهَنَةِ وَاقِفاً فِي حَضْرَةِ مَلاكِ الرَّبِّ، وَعَنْ يَمِينِهِ يَنْتَصِبُ الشَّيْطَانُ لِيُقَاوِمَهُ. فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «إِنَّ الرَّبَّ يَنْتَهِرُكَ يَا شَيْطَانُ، الرَّبُّ الَّذِي اصْطَفَى أُورُشَلِيمَ يَنْتَهِرُكَ، أَلَيْسَ هَذَا الرَّجُلُ كَحَطَبَةٍ مُشْتَعِلَةٍ انْتُشِلَتْ مِنَ النَّارِ؟»

وَكَانَ يَهُوشَعُ آنَئِذٍ وَاقِفاً فِي حَضْرَةِ الْمَلاكِ مُرْتَدِياً ثِيَاباً قَذِرَةً. فَقَالَ الْمَلاكُ لِلْمَاثِلِينَ فِي حَضْرَتِهِ: «اخْلَعُوا عَنْهُ هَذِهِ الثِّيَابَ الْقَذِرَةَ». ثُمَّ قَالَ لِيَهُوشَعَ: «انْظُرْ، هَا أَنَا قَدْ أَزَلْتُ عَنْكَ إِثْمَكَ وَكَسَوْتُكَ ثَوْباً جَدِيداً». ثُمَّ أَضَافَ: «ضَعُوا عِمَامَةً طَاهِرَةً عَلَى رَأْسِهِ». فَوَضَعُوا الْعِمَامَةَ الطَّاهِرَةَ عَلَى رَأْسِهِ وَكَسَوْهُ ثِيَاباً بَهِيَّةً، وَمَلاكُ الرَّبِّ مَا بَرِحَ وَاقِفاً. وَأَشْهَدَ مَلاكُ الرَّبِّ عَلَى يَهُوشَعَ قَائِلاً: «هَذَا مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ: إِنْ سَلَكْتَ فِي طَرِيقِي وَأَطَعْتَ أَوَامِرِي، فَأَنْتَ أَيْضاً تَتَوَلَّى شُؤُونَ هَيْكَلِي وَتُحَافِظُ عَلَى دِيَارِي، وَأَمْنَحُكَ مَقَاماً بَيْنَ هَؤُلاءِ الْمَاثِلِينَ فِي حَضْرَتِي. فَأَصْغِ يَا يَهُوشَعُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ أَنْتَ وَسَائِرُ رِفَاقِكَ الْكَهَنَةِ الْجَالِسِينَ أَمَامَكَ. أَنْتُمْ رِجَالُ آيَةٍ وَهَا أَنَا آتِي بِعَبْدِي الَّذِي يُدْعَى الْغُصْنُ. هَا هُوَ الْحَجَرُ الَّذِي وَضَعْتُهُ أَمَامَ يَهُوشَعَ، تَحْرُسُهُ سَبْعُ أَعْيُنٍ، قَدْ شَذَّبْتُهُ تَشْذِيباً وَكَتَبْتُ عَلَيْهِ»، يَقُولُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ: «وَأُزِيلُ إِثْمَ هَذِهِ الأَرْضِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ». 10 وَيَقُولُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ: «فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَدْعُو كُلٌّ مِنْكُمْ صَدِيقَهُ لِيَسْتَرِيحَ تَحْتَ كَرْمَتِهِ وَفِي ظِلِّ تِينَتِهِ».

منارة الذهب وشجرتا الزيتون

وَرَجَعَ مَلاكُ الرَّبِّ الَّذِي يُكَلِّمُنِي وَأَيْقَظَنِي كَمَا يُوْقَظُ رَجُلٌ مِنْ نَوْمِهِ، وَسَأَلَنِي: «مَاذَا تَرَى؟» فَأَجَبْتُ: «أَرَى مَنَارَةً مَصُوغَةً كُلُّهَا مِنْ ذَهَبٍ، عَلَى رَأْسِهَا صَحْنٌ قَائِمٌ، عَلَيْهِ سَبْعَةُ سُرُجٍ، مُتَّصِلَةٍ بِسَبْعِ أَنَابِيبَ مِنْ أَعْلَى يَنْتَصِبُ إِلَى جِوَارِهَا زَيْتُونَتَانِ إِحْدَاهُمَا عَنْ يَمِينِ الصَّحْنِ وَالأُخْرَى عَنْ يَسَارِهِ». ثُمَّ سَأَلْتُ الْمَلاكَ: «مَا هَذِهِ يَا سَيِّدِي؟» فَأَجَابَنِي: «أَلَمْ تَعْلَمْ مَا هَذِهِ؟» فَقُلْتُ: «لا يَا سَيِّدِي». فَقَالَ: «هَذِهِ رِسَالَةُ الرَّبِّ إِلَى زَرُبَّابِلَ: لَا بِالْقُدْرَةِ وَلا بِالْقُوَّةِ، وَلَكِنْ بِرُوحِي تُفْلِحُونَ يَقُولُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ. أَيُّ شَيْءٍ أَنْتَ أَيُّهَا الْجَبَلُ الْعَظِيمُ؟ أَنْتَ سَهْلٌ أَمَامَ زَرُبَّابِلَ، وَسَيَضَعُ زَرُبَّابِلُ حَجَرَ الزَّاوِيَةِ فِي خِضَمِّ هُتَافِ الْقَائِلِينَ: لِيُبَارِكْهُ، لِيُبَارِكْهُ الرَّبُّ».

ثُمَّ أَوْحَى الرَّبُّ إِلَيَّ بِكَلِمَتِهِ قَائِلاً: «قَدْ أَسَّسَتْ يَدَا زَرُبَّابِلَ هَذَا الْهَيْكَلَ، وَيَدَاهُ تُكَمِّلانِ بِنَاءَهُ، فَتُدْرِكُ أَنَّ الرَّبَّ الْقَدِيرَ قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. 10 مَنْ يَزْدَرِي بِيَوْمِ الإِنْجَازَاتِ الصَّغِيرَةِ؟ يَفْرَحُ الرِّجَالُ حِينَ يُشَاهِدُونَ مِيزَانَ الْبِنَاءِ فِي يَدِ زَرُبَّابِلَ، وَهَذِهِ السَّبْعَةُ هِيَ أَعْيُنُ الرَّبِّ الْجَائِلَةُ فِي كُلِّ الأَرْضِ». 11 ثُمَّ سَأَلْتُهُ: «مَا هَاتَانِ الزَّيْتُونَتَانِ الْقَائِمَتَانِ عَنْ يَمِينِ الْمَنَارَةِ وَعَنْ يَسَارِهَا؟ 12 وَمَا غُصْنَا الزَّيْتُونِ هَذَانِ الْمُنْتَصِبَانِ إِلَى جُوَارِ أُنْبُوبَتَيِ الذَّهَبِ، اللَّتَيْنِ تَصُبَّانِ الزَّيْتَ الذَّهَبِيَّ؟» 13 فَأَجَابَنِي: «أَلا تَعْلَمُ مَا هَاتَانِ؟» فَقُلْتُ: «لا يَا سَيِّدِي». 14 فَقَالَ: «هَاتَانِ تُمَثِّلانِ الْمَمْسُوحَيْنِ بِالزَّيْتِ اللَّذَيْنِ يَمْثُلانِ لَدَى رَبِّ الأَرْضِ كُلِّهَا».

اللهُ يَدْعُو شَعْبَهُ إلَى الرُّجُوع

فِي الشَّهْرِ الثَّامِنِ مِنَ السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِحُكْمِ دَارْيُوسَ،[a] مَلِكِ فَارِسَ، أتَتْ رِسَالَةٌ مِنَ اللهِ إلَى زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا بْنِ عِدُّو النَّبِيِّ. تَقُولُ الرِّسَالَةُ:

غَضِبَ اللهُ جِدًّا عَلَى آبَائِكُمْ. وَلِذَا عَلَيْكَ أنْ تَقُولَ لَهُمْ: «هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ القَدِيرُ: ‹ارجِعُوا إلَيَّ، يَقُولُ اللهُ القَدِيرُ، فَأرجِعَ إلَيكُمْ، يَقُولُ اللهُ القَدِيرُ.›

«لَا تَكُونُوا كَآبَائِكُمُ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ الأنْبِيَاءُ قَدِيمًا: ‹يَقُولُ اللهُ القَدِيرُ ارجِعُوا عَنْ مُمَارَسَاتِكُمُ الشِّرِّيرَةِ وَأعْمَالِكُمُ الشِّرِّيرَةِ.› وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَسْتَمِعُوا وَلَمْ يُصْغُوا إلَيَّ،» يَقُولُ اللهُ.

«أيْنَ آبَاؤكُمُ الآنَ؟ وَهَلْ يَحيَا الأنْبِيَاءُ إلَى الأبَدِ؟ كَلَامِي وَفَرَائِضْي الَّتِي أمَرْتُ خُدَّامِي الأنْبِيَاءَ بِإعلَانِهَا، ألَمْ تَكُنْ قَدْ وَصَلَتْ آبَاءَكُمْ؟ لَكِنَّهُمْ رَجِعُوا إلِيَّ وَقَالُوا: ‹لَقَدْ صَنَعَ اللهُ القَدِيرُ بِنَا بِحَسَبِ كَلَامِهِ، فَعَاقَبَنَا عَلَى أعْمَالِنَا وَسُلُوكِنَا.›»

الخُيولُ الأرْبَعة

فِي اليَوْمِ الرَّابِعِ وَالعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ الحَادِي عَشَرَ – أيْ شَهْرِ شُبَاطَ – فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ حُكْمِ دَارْيُوسَ، أتَتْ رِسَالَةٌ مِنَ اللهِ إلَى زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا بْنِ عِدُّو النَّبِيِّ كَمَا يَلِي:

رَأيْتُ فِي رُؤى اللَّيلِ فَارِسًا يَرْكَبُ فَرَسًا أحمَرَ، وَيَقِفُ وَسَطَ شَجَرِ الآسِ فِي الوَادِي. وَرَأيْتُ خَلْفَهُ ثَلَاثَةَ فُرْسَانٍ عَلَى ثَلَاثَةِ أفرَاسٍ: أحمَرَ وَأشقَرَ وَأبَيْضَ. فَقُلْتُ: «مَنْ هَؤلَاءِ يَا سَيِّدِي؟»

فَقَالَ لِيَ المَلَاكُ الَّذِي كَانَ يَتَكَلَّمُ مَعِي: «سَأُرِيكَ مَنْ هَؤلَاءِ.»

10 حِينَئِذٍ قَالَ الوَاقِفُ بَيْنَ شَجَرِ الآسِ: «هَؤُلَاءِ هُمُ الَّذِينَ أرسَلَهُمُ اللهُ لِلتَّجَوُّلِ فِي الأرْضِ.»

11 ثُمَّ قَالُوا هُمْ لِمَلَاكِ اللهِ الوَاقِفِ وَسَطَ الآسِ: «كُنَّا نَتَجَوَّلُ فِي الأرْضِ، وَإذَا الأرْضُ كُلُّهَا تَحيَا فِي هُدُوءٍ وَسَلَامٍ.»

12 فَقَالَ مَلَاكُ اللهِ: «أيُّهَا الإلَهُ القَدِيرُ، إلَى مَتَى لَا تَرْحَمُ مَدِينَةَ القُدْسِ وَمُدُنَ يَهُوذَا الَّتِي غَضِبْتَ عَلَيْهَا مُدَّةَ السَّبْعِينَ سَنَةً الأخِيرَةَ؟»

13 فَكَلَّمَ اللهُ المَلَاكَ الَّذِي كَانَ يَتَكَلَّمُ مَعِي، وَقَالَ لَهُ كَلَامًا طَيِّبًا وَمُعَزِّيًا. 14 ثُمَّ طَلَبَ مِنِّي المَلَاكُ الَّذِي كَانَ يَتَكَلَّمُ مَعِي أنْ أُعْلِنَ مَا يَلِي:

هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ القَدِيرُ:
«غِرْتُ عَلَى مَدِينَةِ القُدْسِ وَصِهْيَوْنَ[b] كَثِيرًا.
15 غَضِبْتُ جِدًّا عَلَى الأُمَمِ المُسْتَرِيحَةِ المُطمَئِنَّةِ.
غَضِبْتُ قَلِيلًا عَلَى شَعْبِي،
وَلَكِنَّهُمْ جَعَلُوا مُعَانَاةَ شَعْبِي أشَدَّ.»

16 لِذَلِكَ، هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ:
«رَجِعْتُ إلَى القُدْسِ بِالرَّحْمَةِ.
سَيُعَادُ بِنَاءُ بَيْتِي فِيهَا،»
يَقُولُ اللهُ القَدِيرُ.
«سَيُمَدُّ خَيطُ البِنَاءِ عَلَى مَدِينَةِ القُدْسِ
لِتَحْدِيدِ أسْوَارِهَا.»

17 وَقَالَ المَلَاكُ أيْضًا:
«هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ القَدِيرُ:
‹سَتَفِيضُ مُدُنِي بِالخَيْرِ ثَانِيَةً،
وَسَيُعَزِّي اللهُ صِهْيَوْنَ مِنْ جَدِيدٍ،
وَمَرَّةً أُخْرَى سَيَدْعُو مَدِينَةَ القُدْسِ مَدِينَتَهُ الخَاصَّةَ.›»

القُرُونُ الأرْبَعَةُ وَالصُّنَّاعُ الأرْبَعَة

18 ثُمَّ رَفَعْتُ عَينَيَّ وَرَأيْتُ أرْبَعَةَ قُرُونٍ. 19 فَقُلْتُ لِلمَلَاكِ الَّذِي كَانَ يَتَكَلَّمُ مَعِي: «مَا هَذِهِ القُرُونُ؟»

فَقَالَ لِي: «هَذِهِ هِيَ القُرُونُ الَّتِي شَتَّتَتْ يَهُوذَا وَإسْرَائِيلَ وَالقُدْسَ.»

20 ثُمَّ أرَانِي اللهُ أرْبَعَةَ صُنَّاعٍ. 21 فَقُلْتُ: «مَا العَمَلُ الَّذِي أتَى لِأجْلِهِ هَؤُلَاءِ الصُّنَّاعُ؟»

فَقَالَ لِيَ: «القُرُونُ هِيَ الأُمَمُ الَّتِي شَتَّتَتْ يَهُوذَا كَي لَا يَتَمَكَّنَ أحَدٌ مِنْهُمْ أنْ يَرْفَعَ رَأسَهُ. وَقَدْ أتَى هَؤُلَاءِ الصُّنَّاعُ لِيُرْعِبُوا وَيَطْرُدُوا قُرُونَ الأُمَمِ الَّتِي رَفَعَتْ ذَاتَهَا عَلَى أرْضِ إسْرَائِيلَ لِكَي تُشَتِّتَ شَعْبَهَا.»

قِيَاسُ مَدِينَةِ القُدْس

ثُمَّ رَفَعْتُ عَينَيَّ وَنَظَرْتُ فَرَأيْتُ رَجُلًا يَحْمِلُ خَيطَ قِيَاسٍ. فَسألْتُهُ: «إلَى أيْنَ أنْتَ ذَاهِبٌ؟»

فَقَالَ لِي: «أنَا ذَاهِبٌ لِأقِيسَ مَدِينَةَ القُدْسِ، لِأعرِفَ كَمْ عَرْضُهَا وَكَمْ طُولُهَا.»

ثُمَّ مضَى المَلَاكُ الَّذِي كَانَ يَتَكَلَّمُ مَعِي، وَخَرَجَ مَلَاكٌ آخَرُ لِلِقَائِهِ. فَقَالَ المَلَاكُ الأوَّلُ لِلثَّانِي: «اركُضْ وَقُلْ لِهَذَا الشَّابِّ:

‹سَتُسْكَنُ مَدِينَةُ القُدْسِ لَكِنْ بِلَا أسْوَارٍ
لِأنَّهُ سَيَكُونُ فِيهَا أُنَاسٌ وَحَيَوَانَاتٌ كَثِيرَةٌ.›
يَقُولُ اللهُ:
‹وَسَأكُونُ أنَا سُورًا مِنْ نَارٍ حَوْلَهَا،
وَسَأكُونُ مَجدًا فِي وَسَطِهَا.›»

دَعوَةُ اللهِ لِشَعْبِه

يَقُولُ اللهُ:
«أسْرِعُوا! اهرُبُوا مِنْ أرْضِ الشِّمَالِ.
لِأنِّي شَتَّتُّكُمْ كَالرِّيحِ فِي كُلِّ اتِّجَاهٍ،»
يَقُولُ اللهُ.

«يَا أهَلَ صِهْيَوْنَ السَّاكِنينَ فِي بَابِلَ،
اهرُبُوا مِنْهَا!»
أكرَمَنِي اللهُ القَدِيرُ،
ثُمَّ أرْسَلَنِي إلَى الأُمَمِ الَّتِي نَهَبَتْكُمْ وَقَالَ عَنْكُمْ:
«مَنْ يُؤذِيَكُمْ يُؤذِي عَيْنِي!»
وَقَالَ: «سَأرفَعُ يَدَيَّ ضِدَّ تِلْكَ الأُمَمِ،
حَتَّى إنَّ عَبِيدَهُمْ سَيَسْلِبُونَهُمْ.»
حِينَئِذٍ سَتَعْرِفُونَ أنَّ اللهَ القَدِيرَ أرْسَلَنِي.

10 يَقُولُ اللهُ:
«تَرَنَّمِي وَاحتَفِلِي أيَّتُهَا الِابْنَةُ صِهْيَوْنُ،
لِأنِّي سَآتِي لِأسْكُنَ فِيكِ،
11 سَتَنْضَمُّ أُمَمٌ كَثِيرَةٌ للهِ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ.
فَسَيَصِيرُونَ شَعْبًا لِي،
وَأنَا سَأسكُنُ فِي وَسْطِكِ يَا صِهْيَوْنُ.»
حِينَئِذٍ سَتَعْرِفِينَ أنَّ اللهَ القَدِيرَ أرْسَلَنِي إلَيكِ.

12 سَيتَّخِذُ اللهُ يَهُوذَا
مِلْكًا لَهُ فِي الأرْضِ المُقَدَّسَةِ،
وَسَيَختَارُ القُدْسَ ثَانِيَةً،
لِتَكُونَ مَكَانًا مُقَدَّسًا لَهُ.
13 اصْمُتُوا يَا كُلَّ البَشَرِ فِي حَضْرَةِ اللهِ،
فَهَا هُوَ يَنْهَضُ مِنْ مَكَانِ سُكنَاهُ المُقَدَّسِ.

رَئِيسُ الكَهَنَة

ثُمَّ أرَانِي المَلَاكُ يَشُوعَ رَئِيسَ الكَهَنَةِ وَاقِفًا أمَامَ مَلَاكِ اللهِ. وَكَانَ المُشتَكِي يَقِفُ عَنْ يَمِينِ يَشُوعَ لِيَشْتَكِيَ عَلَيْهِ. وَقَالَ مَلَاكُ اللهِ لِلشَّيطَانِ: «لِيَنْتَهِرْكَ اللهُ يَا شَيطَانُ. لِيَنْتَهِرْكَ اللهُ الَّذِي اخْتَارَ مَدينَتَهُ القُدْسَ. ألَيْسَ يَشْوعُ هَذَا كقِطعَةِ خَشَبٍ انتُشِلِتْ مِنَ النَّارِ؟»

كَانَ يَشُوعُ وَاقِفًا أمَامَ المَلَاكِ وَهُوَ يَرْتَدِي ثِيَابًا قَذِرَةً. فَقَالَ المَلَاكُ لِلوَاقِفِينَ أمَامَهُ: «اخلَعُوا عَنْهُ ثِيَابَهُ القَذِرَةَ.» وَقَالَ المَلَاكُ لِيَشُوعَ: «هَا إنِّي قَدْ أزَلْتُ عَنْكَ خَطِيَّتَكَ، وَسَأُلبِسُكَ ثِيَابًا كَهَنُوتِيَّةً.»

ثُمَّ قَالَ: «ألبِسُوهُ عِمَامَةً طَاهِرَةً عَلَى رَأسِهِ.» فَوَضَعُوا عِمَامَةً طَاهِرَةً عَلَى رَأسِهِ، وَألبَسُوهُ ثِيَابًا جَدِيدَةً، بَيْنَمَا مَلَاكُ اللهِ كَانَ يَقِفُ هُنَاكَ.

ثُمَّ شَهِدَ مَلَاكُ اللهِ لِيَشُوعَ، فَقَالَ:

هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ القَدِيرُ:
«إنْ تَبِعتَنِي وَأطَعْتَ وَصَايَايَ،
فَإنَّكَ سَتُشْرِفُ عَلَى هَيْكَلي،
وَتَكُونُ مَسؤُولًا عَنْ سَاحَاتِي.
وَسَأُعْطِيكَ حَقَّ الوُقُوفِ وَسَطَ هَؤُلَاءِ المَلَائِكَةِ الوَاقِفِينَ هُنَا.
اسمَعْ يَا يَشُوعُ، يَا رَئِيسَ الكَهَنَةِ،
أنْتَ وَشُرَكَاؤُكَ الجَالِسُونَ أمَامِي،
لِأنَّكُمْ رُمُوزٌ لِإظهَارِ مَا سَيَحْدُثُ
حِينَ سَآتِي بِخَادِمِي ‹الغُصْنِ.›
فَهَا هُوَ الحَجَرُ الكَريمُ الَّذِي وَضَعْتُهُ أمَامَ يَشُوعَ.
وَلِهَذَا الحَجَرِ سَبْعَةُ جَوَانِبَ،[c]
وَسَأنقُشُ عَلَيْهِ نَقْشًا،
يُقُولُ إنِّي سَأُزِيلُ شَرَّ تِلْكَ الأرْضِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ.»
يَقُولُ اللهُ القَدِيرُ.

10 يَقُولُ اللهُ القَدِيرُ:
«فِي ذَلِكَ الوَقْتِ،
سَيَدْعُو كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ صَاحِبَهُ
لِيَجْلِسَ تَحْتَ دَوَالِي العِنَبِ،
وَتَحْتَ أشْجَارِ التِّينِ.»

المَنَارَةُ وشَجَرتَا الزَّيْتُون

وَعَادَ المَلَاكُ الَّذِي كَانَ يَتَكَلَّمُ مَعِي وَأيقَظَنِي، كَمَا يُوقَظُ النَائِمُ. وَقَالَ لِي: «مَاذَا تَرَى؟»

فَقُلْتُ: «أرَى مَنَارَةً مَسْبُوكَةً مِنَ الذَّهَبِ. وَأرَى إنَاءً فَوْقَهَا. وَلِلمَنَارَةِ سَبْعَةُ سُرُجٍ. وَيَخْرُجُ أُنبُوبٌ مِنْ كُلِّ سِرَاجٍ مِنَ السُّرُجِ الَّتِي فِي أعْلَى المَنَارَةِ. وَرأيتُ شَجَرَتَي زَيْتُونٍ، وَاحِدَةً عَنْ يَمِينِ الإنَاءِ، وَوَاحِدَةً عَنْ يَسَارِهِ. فَقُلْتُ لِلمَلَاكِ الَّذِي كَانَ يَتَكَلَّمُ مَعِي: ‹يَا سَيِّدُ، مَا هَذِهِ؟›

«فَأجَابَ المَلَاكُ الَّذِي كَانَ يَتَكَلَّمُ مَعِي: ‹ألَا تَعْرِفُ مَا هَذِهِ؟›

«فَقُلْتُ: ‹لَا يَا سَيِّدِي.›

«فَقَالَ المَلَاكُ: ‹هَذِهِ هِيَ رِسَالَةُ اللهِ إلَى زَرُبَّابِلَ: لَا بِالقُوَّةِ وَلَا بِالقُدْرَةِ، بَلْ بِرُوحِي، يَقُولُ اللهُ القَدِيرُ. مَا أنْتَ أيُّهَا الجَبَلُ العَظِيمُ؟ أمَامَ زَرُبَّابِلَ سَتَصِيرُ سَهلًا. سَيُخرَجُ الحَجَرُ الأعْلَى فِي الهَيْكَلِ عَلَى صَوْتِ الهُتَافِ: مَرحَى! مَرحَى!›»

ثُمَّ تَلَقَّيتُ هَذِهِ الرِّسَالَةَ مِنَ اللهِ: «يَدَا زَرُبَّابِلَ وَضَعَتَا أسَاسَ هَذَا الهَيْكَلِ، وَيَدَاهُ سَتُكمِلَانِهِ. وَحِينَ يَحْدُثُ هَذَا سَتَعْرِفُ أنَّ اللهَ القَدِيرَ أرْسَلَنِي إلَيكُمْ. 10 لَنْ يَسْتَهينَ أحَدٌ بِالبِدَايَاتِ الصَّغِيرَةِ، بَلْ سَيَفْرَحُ الجَمِيعُ إذْ يَرَوْنَ خَيطَ القِيَاسِ[d] فِي يَدِ زَرُبَّابِلَ. أمَّا هَذِهِ السُّرُجُ السَّبْعَةُ، فَهِيَ عُيُونُ اللهِ الَّتِي تَجُولُ فِي كُلِّ الأرْضِ.»

11 ثُمَّ سَألْتُ المَلَاكَ: «وَمَا شَجَرَتَا الزَّيْتُونِ اللَّتَانِ عَنْ يَمِينِ المَنَارَةِ وَعَنْ يَسَارِهَا؟ 12 وَمَا غُصنَا الزَّيْتُونِ اللَّذَانِ يَقْطُرَانِ زَيْتًا مِنْ خِلَالِ أنَابِيبِ الذَّهَبِ؟»

13 فَقَالَ لِي: «ألَا تَعْرِفُ مَا هَذِهِ؟»

فَقُلْتُ: «لَا يَا سَيِّدِي.»

14 فَقَالَ: «هَذَانِ الغُصْنَانِ هُمَا الرَّجُلَانِ المَمْسُوحَانِ[e] الوَاقِفَانِ أمَامَ رَبِّ الأرْضِ كُلِّهَا.»

Notas al pie

  1. 1‏:1 السَّنَة الثَّانِيَة لِحُكم دَارْيُوس أيْ نحو سَنَة 520 قَبْلَ الميلَاد. كذلك فِي العَدَد 7.
  2. 1‏:14 صِهْيَوْن الجُزْء الجَنُوبِيّ الشرقي من الجبل الَّذِي تقع عليه القُدْسِ. وَقَدْ يُشَار بصِهْيَوْن إلَى القُدْسِ أوْ إلَى شَعْب اللهِ، أوْ إلَى الهيكل.
  3. 3‏:9 سبعة جوَانب حرفيًا: «سبع عيون.»
  4. 4‏:10 خيط القيَاس الأدَاة الَّتِي تدل عَلَى أن البنَاء قَدْ تم.
  5. 4‏:14 الرَّجُلَان المَمْسُوحَان حرفيًا «ابنَا الزّيت.»

سقوط بابل

18 بَعْدَ هَذَا رَأَيْتُ مَلاكاً آخَرَ نَازِلاً مِنَ السَّمَاءِ، لَهُ سُلْطَانٌ عَظِيمٌ، أَضَاءَ بَهَاؤُهُ الأَرْضَ. وَصَاحَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: «سَقَطَتْ، سَقَطَتْ بَابِلُ الْعُظْمَى، وَصَارَتْ وَكْراً لِلشَّيَاطِينِ وَمَأْوىً لِكُلِّ رُوحٍ نَجِسٍ وَلِكُلِّ طَائِرٍ نَجِسٍ مَكْرُوهٍ، لأَنَّ جَمِيعَ الأُمَمِ شَرِبَتْ مِنْ خَمْرِ زِنَاهَا، وَمُلُوكَ الأَرْضِ زَنَوْا مَعَهَا، وَتُجَّارَ الأَرْضِ اغْتَنَوْا مِنْ كَثْرَةِ تَرَفِهَا!»

تحذير للهروب من دينونة بابل

ثُمَّ سَمِعْتُ صَوْتاً آخَرَ يُنَادِي مِنَ السَّمَاءِ: «اخْرُجُوا مِنْهَا يَا شَعْبِي، لِئَلّا تَشْتَرِكُوا فِي خَطَايَاهَا، فَتُصَابُوا بِبَلايَاهَا، فَقَدْ تَرَاكَمَتْ خَطَايَاهَا حَتَّى بَلَغَتِ السَّمَاءَ، وَتَذَكَّرَ اللهُ مَا ارْتَكَبَتْهُ مِنْ آثَامٍ! افْعَلُوا بِها كَمَا فَعَلَتْ بِكُمْ، وَضَاعِفُوا لَهَا جَزَاءَ مَا اقْتَرَفَتْ. فِي الْكَأْسِ الَّتِي مَزَجَتْ فِيهَا لِلآخَرِينَ، امْزُجُوا لَهَا ضِعْفاً. أَنْزِلُوا بِها مِنَ الْعَذَابِ وَالشَّقَاءِ عَلَى قَدْرِ مَا عَظَّمَتْ نَفْسَهَا وَتَرَفَّهَتْ. فَإِنَّهَا تَقُولُ فِي نَفْسِهَا: أَنَا مَلِكَةٌ عَلَى الْعَرْشِ، وَلَسْتُ أَرْمَلَةً، وَلَنْ أَذُوقَ طَعْمَ الْحُزْنِ. لِذَلِكَ سَتَنْقَضُّ عَلَيْهَا الْبَلايَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، مِنْ مَوْتٍ وَحُزْنٍ وَجُوعٍ، وَسَتَحْتَرِقُ بِالنَّارِ، فَإِنَّ اللهَ الَّذِي يَدِينُهَا هُوَ رَبٌّ قَدِيرٌ.

الويل بسقوط بابل

وَسَيَبْكِي عَلَيْهَا مُلُوكُ الأَرْضِ الَّذِينَ زَنَوْا وَتَرَفَّهُوا مَعَهَا، وَسَيَنُوحُونَ وَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَى دُخَانِ حَرِيقِهَا، 10 فَيَقِفُونَ عَلَى بُعْدٍ مِنْهَا، خَوْفاً مِنْ عَذَابِهَا، وَهُمْ يَصْرُخُونَ: الْوَيْلُ، الْوَيْلُ، أَيَّتُهَا الْمَدِينَةُ الْعُظْمَى، بَابِلُ الْقَوِيَّةُ! فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ حَلَّ بِكِ الْعِقَابُ! 11 وَسَيَبْكِي تُجَّارُ الأَرْضِ وَيَحْزَنُونَ عَلَيْهَا، لأَنَّهُ لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ لِيَشْتَرِيَ بَضَائِعَهُمْ، 12 فَقَدْ كَانَتْ هِيَ تَشْتَرِي مِنْهُمُ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَالْحِجَارَةَ الْكَرِيمَةَ وَاللُّؤْلُؤَ، وَالْكَتَّانَ وَالأُرْجُوَانَ وَالْحَرِيرَ وَالْقِرْمِزَ، وَجَمِيعَ الأَخْشَابِ الْعَطِرَةِ وَأَدَوَاتِ الْعَاجِ وَالْمَصْنُوعَاتِ الْخَشَبِيَّةِ الثَّمِينَةِ، وَالنُّحَاسَ وَالْحَدِيدَ وَالرُّخَامَ، 13 وَالْقِرْفَةَ وَالْبَهَارَ، وَالعُطُورَ وَالطِّيبَ وَالْبَخُورَ، وَالْخَمْرَ وَالزَّيْتَ وَالدَّقِيقَ وَالْحُبُوبَ، وَالْبَهَائِمَ وَالْغَنَمَ، وَالْخَيْلَ وَالْمَرْكَبَاتِ، وَالأَجْسَادَ وَالنُّفُوسَ الْبَشَرِيَّةَ 14 وَسَيَقُولُونَ: مَضَى عَنْكِ الثَّمَرُ الَّذِي كَانَتْ تَشْتَهِيهِ نَفْسُكِ؛ وَزَالَتْ عَنْكِ مَظَاهِرُ التَّرَفِ وَالْعَظَمَةِ كُلُّهَا، وَلَنْ تَعُودَ! 15 هؤُلاءِ التُّجَّارُ الَّذِينَ اغْتَنَوْا مِنَ التِّجَارَةِ مَعَهَا، يَقِفُونَ عَلَى بُعْدٍ مِنْهَا، خَوْفاً مِنْ عَذَابِهَا، يَبْكُونَ وَيَنْتَحِبُونَ 16 قَائِلِينَ: الْوَيْلُ، الْوَيْلُ عَلَى الْمَدِينَةِ الْعُظْمَى! كَانَتْ تَرْتَدِي أَفْضَلَ الْكَتَّانِ وَالأُرْجُوَانِ وَالْقِرْمِزِ، وَتَتَحَلَّى بِالذَّهَبِ وَالأَحْجَارِ الْكَرِيمَةِ وَاللُّؤْلُوءِ، 17 وَقَدْ زَالَ هَذَا الْغِنَى كُلُّهُ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ!

وَيَقِفُ قَادَةُ السُّفُنِ وَرُكَّابُهَا وَمَلّاحُوهَا وَعُمَّالُ الْبَحْرِ جَمِيعاً عَلَى بُعْدٍ مِنْهَا 18 يَنْظُرُونَ إِلَى دُخَانِ حَرِيقِهَا، فَيَصْرُخُونَ: أَيَّةُ مَدِينَةٍ مِثْلُ هذِهِ الْمَدِينَةِ الْعُظْمَى؟ 19 وَيُذَرُّونَ التُّرَابَ عَلَى رُؤُوسِهِمْ وَهُمْ يَصْرُخُونَ بَاكِينَ مُنْتَحِبِينَ: الْوَيْلُ، الْوَيْلُ عَلَى الْمَدِينَةِ الْعُظْمَى الَّتِي اغْتَنَى أَصْحَابُ سُفُنِ الْبَحْرِ جَمِيعاً بِفَضْلِ ثَرْوَتِهَا! هَا هِيَ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ قَدْ زَالَتْ! 20 اشْمَتِي بِها أَيَّتُهَا السَّمَاءُ! وَاشْمَتُوا بِها أَيُّهَا الْقِدِّيسُونَ وَالرُّسُلُ وَالأَنْبِيَاءُ، فَقَدْ أَصْدَرَ اللهُ حُكْمَهُ عَلَيْهَا بَعْدَمَا أَصْدَرَتْ أَحْكَامَهَا عَلَيْكُمْ».

نهاية بابل

21 وَتَنَاوَلَ مَلاكٌ قَوِيٌّ حَجَراً كَأَنَّهُ حَجَرُ طَاحُونَةٍ عَظِيمٌ وَأَلْقَاهُ فِي الْبَحْرِ قَائِلاً: «هكَذَا تُدْفَعُ وَتُطْرَحُ بَابِلُ الْمَدِينَةُ الْعُظْمَى، فَتَخْتَفِي إِلَى الأَبَدِ! 22 لَنْ يُسْمَعَ فِيكِ عَزْفُ مُوسِيقَى بَعْدُ، لَا صَوْتُ قِيثَارَةٍ وَلا مِزْمَارٍ وَلا بُوقٍ، وَلَنْ تَقُومَ فِيكِ صِنَاعَةٌ بَعْدَ الآنَ، وَلَنْ يُسْمَعَ فِيكِ صَوْتُ رَحىً 23 وَلَنْ يُضِيءَ فِيكِ نُورُ مِصْبَاحٍ. وَلَنْ يُسْمَعَ فِيكِ صَوْتُ عَرِيسٍ وَعَرُوسٍ. فَقَدْ كَانَ تُجَّارُكِ سَادَةَ الأَرْضِ، وَبِسِحْرِكِ ضَلَّلْتِ جَمِيعَ الأُمَمِ. 24 وَفِيهَا وُجِدَتْ دِمَاءُ أَنْبِيَاءَ وَقِدِّيسِينَ وَجَمِيعِ الَّذِينَ قُتِلُوا عَلَى الأَرْضِ».

دَمَارُ بَابِل

18 بَعْدَ هَذَا رَأيْتُ مَلَاكًا آخَرَ نَازِلًا مِنَ السَّمَاءِ، لَهُ سُلطَانٌ عَظِيمٌ، وَقَدْ أضَاءَتِ الأرْضُ مِنْ بَهَائِهِ! وَصَرَخَ المَلَاكُ بِصَوْتٍ هَادِرٍ وَقَالَ:

«قَدْ سَقَطَتْ!
بَابِلُ العَظِيمَةُ قَدْ سَقَطَتْ!
أصبَحَتْ مَسكَنًا لِلأروَاحِ الشِّرِّيرَةِ،
وَوَكْرًا لِكُلِّ رُوحٍ نَجِسٍ.
صَارَتْ عُشًّا لِكُلِّ طَائِرٍ.
لِأنَّ جَمِيعَ الأُمَمِ شَرِبَتْ مِنْ خَمرِ سَخَطِ اللهِ بِسَبَبِ زِنَاهَا.
مُلُوكُ الأرْضِ قَدْ زَنَوْا مَعَهَا،
وَتُجَّارُ العَالَمِ اغتَنَوْا مِنْ إسرَافِهَا.»

ثُمَّ سَمِعْتُ صَوْتًا آخَرَ مِنَ السَّمَاءِ يَقُولُ:

«اخرُجُوا مِنْ تِلْكَ المَدِينَةِ يَا شَعْبِي،
حَتَّى لَا تَشْتَرِكُوا فِي خَطَايَاهَا،
وَحَتَّى لَا تُعَانُوا مِنَ الكَوَارِثِ الَّتِي سَتَحِلُّ بِهَا.
لِأنَّ خَطَايَاهَا قَدْ تَكَوَّمَتْ فَوَصَلَتِ إلَى السَّمَاءِ،
وَاللهُ لَمْ يَنْسَ آثَامَهَا!
عَامِلُوهَا كَمَا عَامَلَتِ الآخَرِينَ،
وَرُدُّوا لَهَا مَا فَعَلَتهُ مُضَاعَفًا.
فِي الكَأسِ الَّتِي خَلَطَتْ فِيهَا لِلآخَرِينَ،
اخلِطُوا لَهَا شَرَابًا مُضَاعَفًا.
أعطُوهَا عَذَابًا وَحُزنًا،
بِقَدرِ المَجْدِ وَالتَّرَفِ الَّذِي مَنَحَتهُ لِنَفْسِهَا.
لِأنَّهَا تَقُولُ فِي نَفْسِهَا:
‹إنِّي أجْلِسُ عَلَى عَرشِي كَمَلِكَةٍ.
أنَا لَسْتُ أرمَلَةً،
وَلَنْ أحزَنَ أبَدًا.›
لَكِنْ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ سَتَحِلُّ بِهَا الكَوَارِثُ:
الوَبَاءُ وَالأسَى وَالمَجَاعَةُ.
وَسَتُحرَقُ بِالنَّارِ،
لِأنَّ الرَّبَّ الإلَهَ الَّذِي أدَانَهَا جَبَّارٌ.»

مُلُوكُ الأرْضِ الَّذِينَ زَنَوْا مَعَهَا وَشَارَكُوهَا فِي تَرَفِهَا، سَيَنُوحُونَ عَلَيْهَا عِنْدَمَا يَرَوْنَ دُخَانَ احتِرَاقِهَا. 10 سَيَقِفُونَ بَعِيدًا عَنْهَا خَوْفًا مِنْ عَذَابِهَا، وَسَيَقُولُونَ:

«الوَيْلُ، الوَيْلُ، أيَّتُهَا المَدِينَةُ العَظِيمَةُ!
يَا مَدِينَةَ بَابِلَ القَوِيَّةَ!
فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ حَلَّ جَزَاؤُكِ!»

11 تُجَّارُ العَالَمِ سَيَبْكُونَ أيْضًا وَيَحِدُّونَ عَلَيْهَا، لِأنَّهُ لَنْ يَشْتَرِيَ أحَدٌ بَضَائِعَهُمْ بَعْدَ الآنِ، 12 بَضَائِعَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَالأحجَارِ الكَرِيمَةِ وَاللَّآلِئِ وَالكِتَّانِ وَالأُرجُوانِ وَالحَرِيرِ وَالقُمَاشِ القُرمُزِيِّ وَالنَبَاتَاتِ العِطْريَّةِ، وَجَمِيعِ الأشْيَاءِ المَصْنُوعَةِ مِنَ العَاجِ وَالأخشَابِ الثَّمِينَةِ وَالنُّحَاسِ وَالحَدِيدِ وَالرُّخَامِ، 13 وَالقِرفَةِ وَالمَرَاهِمِ وَالبَخُورِ وَالمُرِّ وَاللُّبَانِ وَالنَّبِيذِ وَزَيْتِ الزَّيْتُونِ وَالطَّحِينِ وَالقَمْحِ وَالمَاشِيَةِ وَالخِرَافِ وَالخَيلِ وَالعَرَبَاتِ وَحَتَّى أجْسَادِ العَبِيدِ مِنَ البَشَرِ.

14 «يَا بَابِلُ،
الأشْيَاءُ الحَسَنَةُ الَّتِي اشتَهَيتِهَا ذَهَبَتْ عَنْكِ.
صِحَّتُكِ وَبَهَاؤُكِ ضَاعَا
وَلَنْ تَجِدِيهِمَا ثَانِيَةً.»

15 التُّجَّارُ الَّذِينَ يَبِيعُونَ هَذِهِ الأشْيَاءَ، الّذِينَ صَارُوا أغنِيَاءَ بِسَبَبِهَا، سَيَقِفُونَ بَعِيدًا خَوْفًا مِنْ عَذَابِهَا. سَيَبْكُونَ وَيَنُوحُونَ 16 وَهُمْ يَقُولُونَ:

«وَيْلٌ، وَيْلٌ، لِلمَدِينَةِ العَظِيمَةِ!
كَانَتْ تَلْبَسُ الكِتَّانَ النَّاعِمَ،
وَالأُرجُوانَ وَالمَلَابِسَ القُرمُزِيَّةَ.
تَحَلَّتْ بِالذَّهَبِ وَبِالأحجَارِ الكَرِيمَةِ وَاللَّآلِئِ!
17 وَكُلُّ تِلْكَ الثَّروَةِ قَدْ دُمِّرَتْ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ!»

عَندَهَا سَيَقِفُ بَعِيدًا عَنِ المَدِينَةِ بَابِلَ، كُلُّ قُبطَانِ سَفِينَةٍ، وَكُلُّ مَنْ يَرْكَبُ البَحْرَ، وَالمَلَّاحونَ، وَكُلُّ الَّذِينَ يَعتَاشُونَ مِنَ البَحْرِ. 18 وَعِنْدَمَا يَرَوْنَ دُخَانَ احتِرَاقِهَا سَيَصِيحُونَ: «أيُّ المُدُنِ كَانَتْ مِثْلَ هَذِهِ المَدِينَةِ العَظِيمَةِ؟» 19 سَيَنْثُرُونَ التُّرَابَ فَوْقَ رُؤُوسِهِمْ، وَسَيَبْكُونَ وَيَنُوحُونَ وَيَصْرُخُونَ:

«وَيْلٌ، وَيْلٌ، لِلمَدِينَةِ العَظِيمَةِ!
أصْحَابُ السُفُنِ فِي البَحْرِ صَارُوا أغنِيَاءَ مِنْ ثَروَتِهَا،
لَكِنَّهَا دُمِّرَتْ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ!
20 افرَحِي أيَّتُهَا السَّمَاءُ لِأجْلِهَا،
افرَحُوا أيُّهَا الرُّسُلُ وَالأنْبِيَاءُ لِأجْلِهَا،
وَيَا كُلَّ المُؤمِنِينَ المُقَدَّسِينَ،
لِأنَّ اللهَ قَدْ أدَانَهَا بِسَبَبِ مَا فَعَلَتْهُ بِكُمْ!»

21 ثُمَّ التَقَطَ مَلَاكٌ قَوِيٌّ صَخرَةً كَبِيرَةً كَحَجَرِ الرَّحَى، وَألقَى بِهَا إلَى البَحْرِ وَقَالَ:

«هَكَذَا سَيُلقَى بِالمَدِينَةِ العَظِيمَةِ،
وَلَنْ تُرَى بَعْدَ الآنِ.
22 لَنْ يُسمَعَ فِيكِ ثَانِيَةً أصوَاتُ عَازِفِي القِيثَارَةِ
وَالمُغَنِّينَ وَنَافِخِي الأبوَاقِ.
لَنْ يَكُونَ فِيكِ حِرَفِيٌّ فِي أيَّةِ صِنَاعَةٍ فِيمَا بَعْدُ.
لَنْ يُسمَعَ فِيكِ صَوْتُ الطَّاحُونَةِ ثَانِيَةً.
23 لَنْ يُشِعَّ فِيكِ ضَوْءُ مِصبَاحٍ ثَانِيَةً.
لَنْ يُسمَعَ فِيكِ صَوْتُ عَرِيسٍ وَعَرُوسِهِ.
تُجَّارُكِ كَانُوا أعْظَمَ رِجَالِ العَالَمِ.
جَمِيعُ الأُمَمِ انخَدَعَتْ بِسِحرِكِ.
24 وَعَلَى تِلْكَ المَدِينَةِ ذَنبُ دَمِ الأنْبِيَاءِ،
وَدَمِ المُؤمِنِينَ المُقَدَّسِينَ،
وَدَمِ جَمِيعِ الَّذِينَ ذُبِحُوا عَلَى الأرْضِ.»