لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ تَسْبِيحَةٌ. نَشِيدٌ

65 لَكَ يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ فِي صِهْيَوْنَ يَا اللهُ، وَلَكَ يُوْفَى النَّذْرُ. يَا سَامِعَ الصَّلاةِ إِلَيْكَ يُقْبِلُ كُلُّ إِنْسَانٍ. قَدْ غَلَبَتِ الآثَامُ عَلَيَّ. أَنْتَ وَحْدَكَ تُكَفِّرُ عَنْهَا. طُوبَى لِمَنْ تَخْتَارُهُ وَتُقَرِّبُهُ لِيَسْكُنَ فِي دِيَارِكَ. فَنَشْبَعُ مِنْ خَيْرَاتِ بَيْتِكَ، خَيْرَاتِ هَيْكَلِكَ الْمُقَدَّسِ. بِعَجَائِبَ تَسْتَجِيبُ لَنَا أَيُّهَا الإِلَهُ مُخَلِّصُنَا، يَا مَنْ عَلَيْهِ تَتَوَكَّلُ جَمِيعُ أَقَاصِي الأَرْضِ وَأَطْرَافِ الْبَحْرِ الْبَعِيدَةِ. الْمُرَسِّخُ الْجِبَالَ بِقُوَّتِهِ، وَالْمُتَنَطِّقُ بِالْقُدْرَةِ. الْمُهَدِّئُ اضْطِرَابَ الْبِحَارِ، عَجِيجَ الأَمْوَاجِ، وَضَجِيجَ الأُمَمِ. يَخَافُ السَّاكِنُونَ فِي الأَمَاكِنِ الْبَعِيدَةِ مِنْ آيَاتِكَ الْعَجِيبَةِ. فَإِنَّكَ تَجْعَلُ مَطَالِعَ الصُّبْحِ وَمَغَارِبَ الْمَسَاءِ تَتَرَنَّمُ. تَعَهَّدْتَ الأَرْضَ وَجَعَلْتَهَا تَفِيضُ غَيْثاً، فَأَخْصَبْتَهَا. مَجْرَى نَهْرِ اللهِ دَافِقٌ بِالْمَاءِ فَتَفِيضُ الأَرْضُ بِالْمَحَاصِيلِ. 10 تُرْوِي أَتْلامَهَا (خُطُوطَ الْمِحْرَاثِ) وَتُسَوِّي رَوَابِيَهَا، فَتُلَيِّنُهَا وَتُبَارِكُ غَلَّتَهَا. 11 كَلَّلْتَ السَّنَةَ بِجُودِكَ، وَآثَارُ صَنَائِعِكَ تَفِيضُ خِصْباً. 12 تَمُوجُ مَرَاعِي الْبَرِّيَّةِ بِالْخَيْرِ، وَتَكْتَسِي التِّلالُ بِالْبَهْجَةِ. 13 تَتَغَطَّى الْمُرُوجُ بِالْقُطْعَانِ، وَتَتَوَشَّحُ الْوِدْيَانُ بِالْحِنْطَةِ، فَيَهْتِفُ لَكَ الْكُلُّ فَرَحاً وَتَسْبِيحاً.

لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ. تَسْبِيحَةٌ. مَزْمُورٌ

66 اهْتِفِي لِلهِ يَا كُلَّ الأَرْضِ. تَرَنَّمُوا بِعَظَمَةِ اسْمِهِ وَاجْعَلُوا تَسْبِيحَهُ مَجِيداً. قُولُوا لِلهِ: «مَا أَرْوَعَ أَعْمَالَكَ». يَتَمَلَّقُكَ أَعْدَاؤُكَ لأَنَّ قُوَّتَكَ عَظِيمَةٌ. كُلُّ الأَرْضِ تَسْجُدُ لَكَ وَتُسَبِّحُكَ. الْجَمِيعُ يَلْهَجُونَ بِاسْمِكَ.

تَعَالَوْا انْظُرُوا أَعْمَالَ اللهِ وَأَفْعَالَهُ الْمُرْهِبَةَ مَعَ بَنِي آدَمَ. حَوَّلَ الْبَحْرَ أَرْضاً يَابِسَةً، وَاجْتَازُوا فِي النَّهْرِ بِأَقْدَامِهِمْ. هُنَاكَ فَرِحْنَا بِهِ. يَحْكُمُ إِلَى الأَبَدِ بِقُوَّتِهِ، وَعَيْنَاهُ تُرَاقِبَانِ الأُمَمَ، فَلَا يَتَشَامَخُ الْمُتَمَرِّدُونَ.

أَيُّهَا الشُّعُوبُ بَارِكُوا إِلَهَنَا. ارْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ بِالتَّسْبِيحِ. هُوَ الَّذِي اسْتَحْيَانَا، وَلَمْ يَدَعْ أَرْجُلَنَا تَزِلُّ. 10 فَإِنَّكَ قَدِ اخْتَبَرْتَنَا يَا اللهُ، فَنَقَّيْتَنَا كَمَا تُنَقَّى الْفِضَّةُ. 11 أَوْقَعْتَنَا فِي الشَّبَكَةِ وَأَلْقَيْتَ حِمْلاً ثَقِيلاً عَلَى ظُهُورِنَا. 12 سَلَّطْتَ أُنَاساً عَلَيْنَا. اجْتَزْنَا فِي النَّارِ وَالْمَاءِ، وَلَكِنَّكَ أَخْرَجْتَنَا إِلَى أَرَاضٍ خَصِيبَةٍ.

13 أَدْخُلُ إِلَى بَيْتِكَ بِمُحْرَقَاتٍ وَأُوْفِيكَ نُذُورِي 14 الَّتِي نَطَقَتْ بِها شَفَتَايَ فِي وَقْتِ ضِيقِي، وَتَكَلَّمَ بِها فَمِي فِي بَلِيَّتِي. 15 أُقَرِّبُ لَكَ مُحْرَقَاتٍ سَمِينَةً مِنْ كِبَاشٍ مَعَ بَخُورٍ. أُقَدِّمُ بَقَراً مَعَ تُيُوسٍ.

16 تَعَالَوْا اسْمَعُوا يَا جَمِيعَ خَائِفِي اللهِ، فَأُحَدِّثَكُمْ بِمَا فَعَلَ لِنَفْسِي. 17 صَرَخْتُ إِلَيْهِ بِفَمِي وَعَظَّمْتُهُ بِلِسَانِي. 18 إِنْ تَعَهَّدْتُ إِثْماً فِي قَلْبِي لَا يَسْتَمِعُ لِيَ الرَّبُّ. 19 وَلَكِنَّ اللهَ قَدِ اسْتَجَابَ لِي. أَصْغَى إِلَى صَوْتِ صَلاتِي. 20 تَبَارَكَ اللهُ الَّذِي لَمْ يُقْصِ عَنْهُ صَلاتِي، وَلَا حَجَبَ عَنِّي رَحْمَتَهُ.

لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ عَلَى الآلاتِ الْوَتَرِيَّةِ.

67 لِيَتَرَأَّفِ اللهُ عَلَيْنَا وَلْيُبَارِكْنَا، وَلْيُضِئْ بِوَجْهِهِ عَلَيْنَا لِكَيْ يُعْرَفَ فِي الأَرْضِ طَرِيقُكَ، وَبَيْنَ جَمِيعِ الأُمَمِ خَلاصُكَ. تَحْمَدُكَ الشُّعُوبُ يَا اللهُ، تَحْمَدُكَ الشُّعُوبُ كُلُّهَا. تَفْرَحُ وَتَبْتَهِجُ الأُمَمُ لأَنَّكَ تَدِينُ الشُّعُوبَ بِالاسْتِقَامَةِ، وَتَهْدِي أُمَمَ الأَرْضِ. تَحْمَدُكَ الشُّعُوبُ يَا اللهُ، تَحْمَدُكَ الشُّعُوبُ كُلُّهَا. أَعْطَتِ الأَرْضُ غَلَّتَهَا الْوَفِيرَةَ. يُبَارِكُنَا اللهُ إِلَهُنَا، فَتَخَافُهُ كُلُّ أَقَاصِي الأَرْضِ.

لِقَائِدِ المُرَنِّمِينَ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ. تَرْنِيمَةٌ.

65 عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ تَنَالُ مَا تَسْتَحِقُّ مِنْ تَسْبِيحٍ
وَتُوفَى لَكَ النُّذُورُ.
هُنَاكَ سَيَأْتِي أمَامَكَ كُلُّ إنْسَانٍ،
يَا مَنْ تَسْمَعُ الصَّلَوَاتِ!
إثمُنَا يَغْمُرُنَا،
لَكِنَّكَ أنْتَ تُغَطِّي خَطَايَانَا وَتَغْفِرُهَا.
هَنيئًا لِمَنْ تَختَارُهُ لِلِاقتِرَابِ إلَيْكَ
وَالسُّكنَى فِي سَاحَاتِ بَيْتِكَ،
لِأنَّهُ سَيَشْبَعُ مِنْ أطَايِبِ هَيْكَلِكَ المُقَدَّسِ.
أنَتَ تُخَلِّصُنَا يَا إلَهَنَا، تَسْتَجِيبُ لَنَا،
وَبِقُوَّةٍ مُهِيبَةٍ تَنْصُرُنَا.
عَلَيْكَ يَعْتَمِدُ كُلُّ بَشَرٍ
فِي الأرَاضِي البَعِيدَةِ وَفِي البِحَارِ النَّائِيَةِ.
يَلبَسُ اللهُ القُدرَةَ.
يُثَبِّتُ الجِبَالَ بِقُوَّتِهِ.
يُهَدِّئُ البِحَارَ الهَائِجَةَ،
وَالأموَاجَ المُضطَرِبَةَ،
وَالشُّعُوبَ الثَّائِرَةَ.
آيَاتُكَ تُوقِعُ الهَيبَةَ فِي النَّاسِ فِي البِلَادِ البَعِيدَةِ.
وَأنْتَ تُدهِشُ السَّاكِنِينَ فِي أقَاصِي الشَّرقِ وَالغَربِ.
تَعْتَنِي بِالأرْضِ وَتَسْقِيهَا.
تَجْعَلُهَا خَصْبَةً وَمُثْمِرَةً.
أنْهَارُ اللهِ مَلآنَةٌ مَاءً،
تُهَيِّئُ الأرْضَ وَتَزِيدُ قَمْحَهَا وَغِلَالَهَا.
10 أنْتَ تُرَطِّبُ حُقُولَهَا.
الأمطَارُ الخَفِيفَةُ تُمَهِّدُ تُربَتَهَا وَتُنَعِّمُهَا.
وَأنْتَ تُبَارِكُ نَبَاتَاتِهَا وَغَلَّاتِهَا.
11 تُكَلِّلُ السَّنَةَ بِخَيرِكَ الوَفِيرِ،
وَتَملأُ عَرَبَاتِكَ بِغَلَّةٍ عَظِيمَةٍ.
12 تَفِيضُ المَرَاعِي دَسَمًا كَثِيرًا.
وَالتِّلَالُ المُحِيطَةُ تُعطِي ثَمَرَهَا كَامِلًا.
13 تَكْتَسِي المُرُوجُ بِقُطعَانِ الغَنَمِ.
وَبِالحُبُوبِ تَتَغَطَّى الوِديَانُ.
تَهْتِفُ وَتُغَنِّي.

لِقَائِدِ المُرَنِّمِينَ. تَرْنِيمَةٌ مَزمُورِيَّةٌ.

66 اهتِفِي تَكْرِيمًا للهِ يَا كُلَّ الأرْضِ.
اعزِفُوا تَكْرِيمًا لِاسْمِهِ المَجِيدِ!
بِالتَّسبِيحِ كَرِّمُوهُ!
قُولُوا للهِ:
«مُهِيبَةٌ هِيَ أعْمَالُكَ!
حَتَّى أعْدَاؤُكَ يَتَمَلَّقُونَكَ بِتَرَانِيمِ تَسْبِيحٍ كَثِيرَةٍ.
تَسْجُدُ لَكَ الأرْضُ كُلُّهَا.
لَكَ يُرَنِّمُونَ مَزَامِيرَ.
لِاسْمِكَ يُرَنِّمُونَ.» سِلَاهْ[a]

اذْهَبُوا لِتَرَوْا مَا فَعَلَ اللهُ.
صَنَعَ أعْمَالًا مُهِيبَةً فَلَا يُقَلِّدُهَا بَشَرٌ.
حَوَّلَ البَحْرَ الأحْمَرَ إلَى أرْضٍ يَابِسَةٍ.
وَمَشَى شَعْبُهُ عَبْرَ نَهْرِ الأُرْدُنِّ عَلَى أقْدَامِهِمْ.
وَهُنَاكَ ابتَهَجُوا بِهِ.
بِقُوَّتِهِ يَتَسَيَّدُ عَلَى الأرْضِ إلَى الأبَدِ.
بِعَيْنَيْهِ يُرَاقِبُ الشُّعُوبَ.
وَالمُتَمَرِّدُونَ عَلَيْهِ لَا ينْجَحُونَ! سِلَاهْ

يَا شُعُوبُ بَارِكُوا إلَهَنَا!
عَلُّوا تَسَابِيحَهُ!
هُوَ حَفِظَ حَيَاتَنَا،
وَلَمْ يَدَعْنَا نَسقُطُ.
10 لَكِنَّكَ امتَحَنتَنَا يَا اللهُ!
فِي تَجَارِبَ نَارِيَّةٍ أدخَلْتَنَا،
كَمَا يَمْتَحِنُ صَانِعُ الفِضَّةِ فِضَّتَهُ!
11 إلَى مِصيَدَةٍ أدخَلتَنَا.
وَرَبَطتَ حِبَالًا عَلَى خَوَاصِرِنَا.
12 مِنْ رُؤُوسِنَا جَرَرْتَنَا
وَفِي النَّارِ وَالمَاءِ أجَزْتَنَا.
قُدْتَنَا إلَى مَكَانٍ بَدِيعٍ.
13 هَا أنَا آتِي إلَى بَيْتِكَ بِذَبَائِحَ صَاعِدَةٍ
لِأُوفِيَ نُذُورِي
14 الَّتِي نَطَقْتُ بِهَا بِشَفَتّيَّ،
وَوَعَدْتُ بِهَا فِي ضِيقِي.
15 أُقَدِّمُ لَكَ ذَبَائِحَ صَاعِدَةً سَمينَةً
وَبَخُورًا وَكِبَاشًا، ثِيرَانًا وَتُيُوسًا. سِلَاهْ

16 تَعَالَوْا يَا خَائِفِي اللهَ،
وَسَأُخبِرُكُمْ بِمَا صَنَعَ لِي.
17 أنَا دَعَوتُهُ!
وَكَلِمَاتُ التَّعظِيمِ عَلَى لِسَانِي.
18 وَأنَا أُدرِكُ أنَّ سَيِّدِي لَنْ يَسْمَعَنِي
إذَا رَأيْتُ نَجَاسَةً فِي قَلْبِي وَلَمْ أنزَعْهَا.
19 لَكِنَّ اللهَ بِالفِعْلِ قَدْ سَمِعَ!
وَأصغَى إلَى صَلَاتِي!
20 أحمَدُ اللهَ الَّذِي لَمْ يَرُدَّ صَلَاتِي،
وَعَنِّي لَمْ يَمْنَعْ رَحْمَتَهُ.

لِقَائِدِ المُرَنِّمِينَ. مَعَ الآلَاتِ. تَرْنِيمَةٌ مَزمُورِيَّةٌ.

67 يَا اللهُ ارحَمْنَا وَبَارِكْنَا.
لَيْتَ وَجْهَكَ يُشرِقُ لَنَا. سِلَاهْ

لَيْتَ طَرِيقَكَ فِي كُلِّ مَكَانٍ تُعرَفُ.
لَيْتَ الشُّعُوبَ كُلَّهَا تَعْرِفُ قُوَّةَ خَلَاصِكَ.
لَيْتَ النَّاسَ يُسَبِّحُونَكَ يَا اللهُ.
لَيْتَ كُلَّ النَّاسِ يُسَبِّحُونَكَ.
يَنْبَغِي أنْ تَفْرَحَ كُلُّ الشُّعُوبِ.
لِأنَّكَ بِالإنصَافِ تَحْكُمُ البَشَرَ،
وَأنْتَ مَنْ يُرْشِدُهَا فِي الأرْضِ.
لِيُسَبِّحْكَ الشَّعْبُ يَا اللهُ.
لِيُسَبِّحْكَ كُلُّ البَشَرِ.
أعْطِ الأرْضَ غَلَّتَهَا الوَفِيرَةَ.
فَاللهُ إلَهُنَا، يُبَارِكُنَا دَائِمًا.
اللهُ يُبَارِكُنَا،
وَعَلَى البَشَرِ فِي البِلَادِ البَعِيدَةِ أنْ يَخْشَوْهُ.

Notas al pie

  1. 66‏:4 سِلَاهْ كلمةٌ تظهرُ فِي كِتَابِ المزَاميرِ وكتَابِ حَبَقُوقَ. وَهِيَ عَلَى الأغلبِ إشَارةٌ للمرنّمينَ أوِ العَازِفينَ بِمَعْنَى التّوقّفُ قليلًا أوْ تغييرِ الطبقة. (أيْضًا فِي العددين 7، 15)

لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ عَلَى السُّوسَنِّ. لِدَاوُدَ

69 خَلِّصْنِي يَا اللهُ، فَإِنَّ الْمِيَاهَ قَدْ غَمَرَتْ نَفْسِي. غَرِقْتُ فِي حَمْأَةٍ وَلَا مَكَانَ فِيهَا أَسْتَقِرُّ عَلَيْهِ. خُضْتُ أَعْمَاقَ الْمِيَاهِ. وَطَمَا عَلَيَّ السَّيْلُ. تَعِبْتُ مِنْ صُرَاخِي. جَفَّ حَلْقِي. كَلَّتْ عَيْنَايَ وَأَنَا أَنْتَظِرُ إِلَهِي. مُبْغِضِيَّ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ أَكْثَرُ عَدَداً مِنْ شَعْرِ رَأْسِي، وَطَالِبُو هَلاكِي طُغَاةٌ جَائِرُونَ. حِينَئِذٍ رَدَدْتُ مَا لَمْ أَغْتَصِبْهُ.

يَا اللهُ أَنْتَ تَعْرِفُ حَمَاقَتِي، وَمَعَاصِيَّ لَمْ تَخْفَ عَنْكَ. أَيُّهَا السَّيِّدُ رَبَّ الْجُنُودِ، لَا تَدَعْنِي أَكُونُ عِلَّةَ خِزْيِ مُلْتَمِسِيكَ، وَلَا مَثَارَ خَجَلِ طَالِبِيكَ يَا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ. لأَنَّنِي تَحَمَّلْتُ الْعَارَ مِنْ أَجْلِكَ، وَغَطَّى الْخَجَلُ وَجْهِي. صِرْتُ غَرِيباً فِي عُيُونِ إِخْوَتِي، وَأَجْنَبِيًّا فِي نَظَرِ بَنِي أُمِّي. لأَنَّ الْغَيْرَةَ عَلَى بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي وَتَعْيِيرَاتُ الَّذِينَ يُعَيِّرُونَكَ وَقَعَتْ عَلَيَّ. 10 صُمْتُ وَبَكَيْتُ فَعَيَّرُونِي. 11 اتَّشَحْتُ بِالمُسُوحِ فَصِرْتُ عِنْدَهُمْ مَثَلاً. 12 صِرْتُ حَدِيثَ الْجَالِسِينَ فِي بَابِ الْمَدِينَةِ، وَأُغْنِيَةً لِلسُّكَارَى.

13 أَمَّا أَنَا فَإِلَيْكَ صَلاتِي يَا رَبُّ؛ لأَنَّ هَذَا أَوَانُ الرِّضَى، فَاسْتَجِبْ لِي يَا اللهُ بِرَحْمَتِكَ الْغَزِيرَةِ وَبِحَقِّ خَلاصِكَ. 14 أَنْقِذْنِي مِنَ الوَحْلِ فَلَا أَغْرَقَ. نَجِّنِي مِنْ مُبْغِضِيَّ وَانْتَشِلْنِي مِنْ أَعْمَاقِ الْمِيَاهِ. 15 لَا يَطْمُ عَلَيَّ سَيْلُ الْمِيَاهِ، وَلَا يَبْتَلِعَنِّي الْعُمْقُ، وَلَا تُطْبِقِ الْهُوَّةُ عَلَيَّ فَمَهَا. 16 اسْتَجِبْ أَيُّهَا الرَّبُّ لأَنَّ رَحْمَتَكَ صَالِحَةٌ، وَبِحَسَبِ مَرَاحِمِكَ الْوَفِيرَةِ الْتَفِتْ إِلَيَّ. 17 لَا تَحْجُبْ وَجْهَكَ عَنْ عَبْدِكَ، لأَنَّنِي فِي ضِيقٍ، فَأَسْرِعْ وَاسْتَجِبْ لِي. 18 اقْتَرِبْ إِلَى نَفْسِي، وَفُكَّهَا. افْدِنِي بِأَعْدَائِي 19 أَنْتَ عَرَفْتَ عَارِي وَخِزْيِي وَهَوَانِي. أَنْتَ تَعْرِفُ كُلَّ مُضَايِقِيَّ. 20 كَسَرَ الْعَارُ قَلْبِي فَمَرِضْتُ. الْتَمَسْتُ عَطْفاً فَلَمْ أَجِدْ، وَمُعَزِّينَ فَلَمْ أَعْثُرْ عَلَى أَحَدٍ. 21 وَضَعُوا عَلْقَماً فِي طَعَامِي، وَفِي عَطَشِي يَسْقُونَنِي خَلاً.

22 لِتَصِرْ لَهُمْ مَائِدَتُهُمْ فَخّاً وَعَقَبَةً وَعِقَاباً. 23 لِتُظْلِمْ عُيُونُهُمْ كَيْ لَا يُبْصِرُوا وَلْتَكُنْ ظُهُورُهُمْ مُنْحَنِيَةً دَائِماً. 24 صُبَّ سَخَطَكَ عَلَيْهِمْ، وَلْيُدْرِكْهُمْ غَضَبُكَ الْمُحْتَدِمُ. 25 لِيَصِرْ مَسْكَنُهُمْ خَرَاباً، وَلَا يَبْقَ فِي خِيَامِهِمْ سَاكِنٌ. 26 لأَنَّهُمْ يَضْطَهِدُونَ مَنْ عَاقَبْتَهُ، وَيَشْمَتُونَ فِي وَجَعِ الَّذِينَ جَرَحْتَهُمْ. 27 زِدْ إِثْماً عَلَى إِثْمِهِمْ وَلَا تُبْرِئْ سَاحَتَهُمْ. 28 لِتُحْذَفْ أَسْمَاؤُهُمْ مِنْ سِجِلِّ الْحَيَاةِ وَلَا تُكْتَبْ مَعَ الأَبْرَارِ.

29 أَمَّا أَنَا فَمُتَضَايِقٌ وَمُتَوَجِّعٌ. فَلْيُرَفِّعْنِي خَلاصُكَ يَا اللهُ. 30 أُسَبِّحُ اسْمَ اللهِ بِنَشِيدٍ وَأُعَظِّمُهُ بِحَمْدٍ. 31 فَيَطِيبُ ذَلِكَ لَدَى الرَّبِّ أَكْثَرَ مِنْ مُحْرَقَةٍ: ثَوْرٍ أَوْ عِجْلٍ. 32 يَرَى الْوُدَعَاءُ ذَلِكَ فَيَفْرَحُونَ. وَتَحْيَا نُفُوسُكُمْ يَا طَالِبِي اللهِ. 33 لأَنَّ الرَّبَّ يَسْتَجِيبُ لِلْمُحْتَاجِينَ وَلَا يَحْتَقِرُ شَعْبَهُ الأَسِيرَ. 34 تُسَبِّحُهُ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَالْبِحَارُ وَكُلُّ مَا يَتَحَرَّكَ فِيهَا. 35 لأَنَّ اللهَ يُخَلِّصُ صِهْيَوْنَ وَيَبْنِي مُدُنَ يَهُوذَا، فَيَسْكُنُ الشَّعْبُ فِيهَا وَيَمْتَلِكُهَا. 36 تَرِثُهَا ذُرِّيَّةُ عَبِيدِهِ، وَمُحِبُّو اسْمِهِ يَسْكُنوُنَ فِيهَا.

لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ. لِلتَّذْكِيرِ

70 هَلُمَّ أَنْقِذْنِي يَا رَبُّ، وَأَسْرِعْ إِلَى مَعُونَتِي. لِيَخْزَ وَيَخْجَلِ السَّاعُونَ إِلَى قَتْلِي. لِيَرْتَدَّ وَيَخْجَلِ السَّاعُونَ لأَذِيَّتِي. لِيَرْجِعِ السَّاخِرُونَ مِنِّي مُكَلَّلِينَ بِالْعَارِ. لِيَفْرَحْ وَيَبْتَهِجْ بِكَ جَمِيعُ طَالِبِيكَ. وَلْيَقُلْ دَائِماً مُحِبُّو خَلاصِكَ: لِيَتَعَظَّمِ الرَّبُّ. إِنَّمَا أَنَا مُتَضَايِقٌ وَمُحْتَاجٌ، فَأَسْرِعِ الْلَهُمَّ إِلَيَّ. أَنْتَ عَوْنِي وَمُنْقِذِي. يَا رَبُّ لَا تَتَبَاطَأْ.

لِقَائِدِ المُرَنِّمِينَ. عَلَى لَحنِ «الزَّنَابِقِ.» مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.[a]

69 يَا اللهُ نَجِّنِي
لِأنَّ المَاءَ قَدِ ارتَفَعَ إلَى عُنقِي.
فِي الوَحلِ العَمِيقِ أغُوصُ،
وَلَيْسَ لِقَدَمَيَّ مَوضِعٌ.
دَخَلتُ فِي المِيَاهِ العَمِيقَةِ،
وَالتَّيَّارُ يَجْرِفُنِي!
مِنْ الِاسْتِغَاثَةِ تَعِبْتُ.
وَحَلقِي يُؤلِمُنِي.
تَعِبَتْ مِنَ النَّظَرِ عَيْنَايَ
بَيْنَمَا أنَا أنتَظِرُ اللهَ.
الَّذِينَ يَبْغِضُونَنِي بِلَا سَبَبٍ
أكْثَرُ مِنْ شَعرِ رَأسِي.
الَّذِينَ يُحَاوِلُونَ تَدْمِيرِي كَثِرُوا،
وَحَولِي كَذَبُوا.
وَالْآنَ لَا بُدَّ أنْ أرُدَّ مَا لَمْ أسرِقْ!
ذُنُوبِي مَعرُوفَةٌ لَدَيكَ يَا اللهُ!
لَا أقدِرُ أنْ أُخفِيَ عَنْكَ ذَنبِي.
أيُّهَا الرَّبُّ الإلَهُ القَدِيرُ،
لَا تَدَعْ مَنْ يَرْجُونَكَ يَخْجَلُونَ مِنِّي.
يَا إلَهَ إسْرَائِيلَ،
لَا تَدَعْ مَنْ يَطْلُبُونَكَ يَقُولُونَ فِيَّ سُوءًا.
وَجْهِي مُغَطَّىً بِالعَارِ،
وَأنَا أحتَمِلُ ذَلِكَ مِنْ أجْلِكَ!
كَغَرِيبٍ صِرتُ عِنْدَ إخْوَتِي.
وَكَأجنَبِيٍّ عِنْدَ أبْنَاءِ أُمِّي.
فَقَدْ أكَلَتْنِي الغَيْرَةُ عَلَى بَيْتِكَ،
وَإهَانَاتُ الَّذِينَ أهَانُوكَ وَقَعَتْ عَلَيَّ!
10 حِينَ أبكِي وَأصُومُ للهِ،
فَلَا يَكُفُّونَ عَنْ تَحْقِيرِي.
11 ألبَسُ الخَيْشَ حُزْنًا،
وَأصِيرُ لَهُمْ أُضحُوكَةً.
12 الَّذِينَ يَجْلِسُونَ عِنْدَ بَوَّابَةِ المَدِينَةِ يَتَكَلَّمُونَ عَلَيَّ،
وَشَارِبُو الخَمْرِ يُؤَلِّفُونَ عَنِّي أغَانِي.
13 أمَّا أنَا يَا اللهُ، فَأُصَلِّي لِكَي أحظَى بِرِضَاكَ.
فَاسْتَجِبْ لِي بِعَظِيمِ رَحمَتِكَ وَقُوَّةِ خَلَاصِكَ.
14 مِنْ هَذَا الوَحلِ نَجِّنِي،
لِئَلَّا أغرَقَ أكْثَرَ!
أعِنِّي فَأنجُوَ مِنْ أعْدَائِي،
وَمِنَ المِيَاهِ العَمِيقَةِ.
15 حِينَئِذٍ، لَا يَجْرِفُنِي التَّيَّارُ،
وَلَا تَبْتَلِعُنِي المِيَاهُ العَمِيقَةُ،
وَلَا تُغلِقُ الهَاوِيَةُ فَمَهَا عَلَيَّ!
16 استَجِبْ يَا اللهُ لِي بِرَحمَتِكَ الصَّالِحَةِ.
بِعَظِيمِ مَحَبَّتِكَ التَفِتْ إلَيَّ.
17 لَا تَخْتَفِ عَنْ عَبدِكَ!
أنَا فِي ضِيقٍ، فَأسرِعْ بِاسْتِجَابَتِكَ!
18 تَعَالَ خَلِّصْنِي! افدِنِي.
بِسَبَبِ أعْدَائِي تَعَالَ وَحَرِّرْنِي!
19 عَالِمٌ أنْتَ بِعَارِي وَحَرَجِي وَخِزيِي.
وَخُصُومِي أنْتَ تَعْرِفُهُمْ.
20 يُذِلُّنِي هَذَا الخِزيُ، فَأنَا يَائِسٌ!
رَجَوْتُ عَطفًا، فَلَمْ يَكُنْ مِنْ عَطفٍ.
رَجَوْتُ مَنْ يُعَزُّونَنِي، فَمَا وَجَدتُ أحَدًا.
21 لَكِنَّهُمْ دَسُّوا سُمًّا فِي طَعَامِي.
وَفِي عَطَشِي أعطُونِي خَلًّا.
22 لِتَكُنْ مَوَائِدُهُمْ مَصَائِدَ لَهُمْ.
وَلَيْتَ وَلَائِمَهُمْ لِأصْحَابِهِمْ تَصِيرُ مِصْيَدَةً.
23 لَيْتَ عُيُونَهُمْ تُظلِمُ كَي لَا يُبصِرُوا،
وَلَيْتَ ظُهُورَهُمْ تَنْحَنِي بِاسْتِمرَارٍ.
24 اسْكُبْ عَلَيْهِمْ غَضَبَكَ يَا اللهُ،
وَلْتُدرِكْهُمْ نَارُكَ!
25 خَرِّبْ بُيُوتَهُمْ!
فَلَا يَسْكُنُ فِيهَا أحَدٌ!
26 حَتَّى يَهْرُبُوا عِنْدَمَا أضرِبُهُمْ!
وَتَكُونَ لَهُمْ أوجَاعٌ وَجِرَاحٌ لِيَتَحَدَّثُوا عَنْهَا!
27 كَمَا يَسْتَحِقُّونَ عَاقِبْهُمْ!
وَبِعَدلِكَ لَا تَقْبَلْهُمْ.
28 امْحُ أسْمَاءَهُمْ مِنْ سِفرِ الحَيَاةِ!
وَمَعَ الصَّالِحِينَ لَا تَذْكُرْهَا.
29 أمَّا أنَا فَمِسكِينٌ وَمُتَألِّمٌ.
خَلَاصُكَ يَا اللهُ يَرْفَعُنِي.
30 سَأُسَبِّحُ اسْمَ اللهِ غِنَاءً،
سَأُمَجِّدُهُ بِتَرَانيمِ التَّسبِيحِ.
31 فَيَفْرَحُ اللهُ بِهَا أكْثَرَ مِنْ ذَبِيحَةِ ثَورٍ كَامِلٍ.
32 يَرَى المَسَاكِينُ هَذَا فَيَفْرَحُونَ،
وَتَنْتَعِشُ أروَاحُ عَابِدِي اللهِ.
33 لِأنَّهُمْ سَيَعْرِفُونَ أنَّ اللهَ يَسْتَمِعُ إلَى المَسَاكِينِ،
وَلَا يَحْتَقِرُ أسرَاهُ.
34 لِتُسَبِّحِ اللهَ السَّمَاءُ وَالأرْضُ وَكُلُّ مَا فِيهِمَا.
35 لِأنَّ اللهَ يُخَلِّصُ صِهْيَوْنَ،
وَيَبْنِي مُدُنَ يَهُوذَا.
لِيَسْكُنَ هُنَاكَ شَعْبُهُ وَيَرِثُوا الأرْضَ.
36 فَيَرِثَهَا نَسْلُ عَبِيدِهِ أيْضًا،
وَيَسْكُنَ كُلُّ مُحِبِّي اسْمِهِ هُنَاكَ.

لِقَائِدِ المُرَنِّمِينَ. مَزْمُورٌ تَذْكَارِيٌّ، مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.

70 لَيتَكَ يَا اللهُ تُنْقِذُنِي!
إلَى مَعُونَتِي وَنَجَاتِي أسْرِعْ يَا اللهُ.
لَيْتَ السَّاعِينَ إلَى قَتْلِي يَخْجَلُونَ وَيُخْذَلُونَ.
لَيْتَ طَالِبِي أذِيَّتِي يَنْدَحِرُونَ خِزْيًا،
لَيْتَ المُتَهَكِّمِينَ بِي يَتَرَاجَعُونَ فِي خَجَلِهِمْ،
بَيْنَمَا يَبْتَهِجُ وَيَفْرَحُ كُلُّ طَالِبِيكَ،
وَيَقُولُ مُحِبُّو خَلَاصِكَ دَائِمًا:
«عَظِيمٌ هُوَ اللهُ!»

أسْرِعْ يَا اللهُ وَأعِنِّي أنَا المِسْكِينَ.
أنْتَ عَونِي وَمُنقِذِي يَا اللهُ، فَلَا تَتَأخَّرْ.

Notas al pie

  1. مزمور 69 مزمور لدَاود توجدُ هذهِ الصّيغةُ فِي عنوَانِ الكثِير من المزَامير. وَقَدْ تعني أيْضًا «مَزْمُورٌ مُهدى لِدَاوُدَ.»