لِدَاوُدَ. مَزْمُورٌ تَعْلِيمِيٌّ.

32 طُوبَى لِلَّذِي غُفِرَتْ آثَامُهُ وَسُتِرَتْ خَطَايَاهُ. طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَا يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيئَةً، وَلَيْسَ فِي رُوحِهِ غِشٌّ. حِينَ سَكَتُّ عَنِ الاعْتِرَافِ بِالذَّنْبِ بَلِيَتْ عِظَامِي فِي تَأَوُّهِي النَّهَارَ كُلَّهُ، فَقَدْ كَانَتْ يَدُكَ ثَقِيلَةً عَلَيَّ نَهَاراً وَلَيْلاً، حَتَّى تَحَوَّلَتْ نَضَارَتِي إِلَى جَفَافِ حَرِّ الصَّيْفِ أَعْتَرِفُ لَكَ بِخَطِيئَتِي، وَلَا أَكْتُمُ إِثْمِي. قُلْتُ: أَعْتَرِفُ لِلرَّبِّ بِمَعَاصِيَّ، حَقّاً صَفَحْتَ عَنْ إِثْمِ خَطِيئَتِي لِهَذَا لِيَعْتَرِفْ لَكَ كُلُّ تَقِيٍّ بِخَطَايَاهُ وَقْتَمَا يَجِدُكَ فلَا تَبْلُغَ إِلَيْهِ سُيُولُ التَّجَارِبِ الطَّامِيَةِ. أَنْتَ سِتْرٌ لِي، فِي الضِّيقِ تَحْرُسُنِي. بِتَرَانِيمِ بَهْجَةِ النَّجَاةِ تُطَوِّقُنِي.

يَقُولُ الرَّبُّ: أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي تَرْعَاكَ. لَا تَكُونُوا بِلَا عَقْلٍ كَالْحِصَانِ وَالْبَغْلِ؛ الَّذِي لَا يُطِيعُ إلّا إذَا ضُبِطَ بِاللِّجَامِ وَقُيِّدَ بِالْحَبْلِ. 10 كَثِيرَةٌ هِيَ أَوْجَاعُ الأَشْرَارِ. أَمَّا الْوَاثِقُ بِالرَّبِّ فَالرَّحْمَةُ تُحِيطُ بِهِ.

11 افْرَحُوا بِالرَّبِّ أَيُّهَا الأَبْرَارُ وَابْتَهِجُوا. اهْتِفُوا يَا جَمِيعَ الْمُسْتَقِيمِي الْقُلُوبِ.

33 سَبِّحُوا الرَّبَّ أَيُّهَا الأَبْرَارُ، فَإِنَّ الْحَمْدَ يَلِيقُ بِالْمُسْتَقِيمِينَ. اشْكُرُوا الرَّبَّ عَلَى الْعُودِ، رَنِّمُوا لَهُ بِرَبَابَةٍ ذَاتِ عَشَرَةِ أَوْتَارٍ. اعْزِفُوا أَمْهَرَ عَزْفٍ مَعَ الْهُتَافِ، رَنِّمُوا لَهُ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً. فَإِنَّ كَلِمَةَ الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ وَهُوَ يَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ بِالأَمَانَةِ. يُحِبُّ الْبِرَّ وَالْعَدْلَ. وَرَحْمَتُهُ تَغْمُرُ الأَرْضَ. بِكَلِمَةٍ مِنَ الرَّبِّ صُنِعَتِ السَّمَاوَاتُ وَبِنَسْمَةِ فَمِهِ كُلُّ مَجْمُوعَاتِ الْكَوَاكِبِ. يَجْمَعُ الْبِحَارَ كَكَوْمَةٍ وَالْلُّجَجَ فِي أَهْرَاءٍ. لِتَخَفِ الرَّبَّ الأَرْضُ كُلُّهَا، وَلْيُوَقِّرْهُ جَمِيعُ سُكَّانِ الْعَالَمِ. قَالَ كَلِمَةً فَكَانَ. وَأَمَرَ فَصَارَ! 10 الرَّبُّ أَحْبَطَ مُؤَامَرَةَ الأُمَمِ. أَبْطَلَ أَفْكَارَ الشُّعُوبِ. 11 أَمَّا مَقَاصِدُ الرَّبِّ فَتَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ، وَأَفْكَارُ قَلْبِهِ تَدُومُ مَدَى الدُّهُورِ.

12 طُوبَى لِلأُمَّةِ الَّتِي الرَّبُّ إِلَهُهَا، وَلِلشَّعْبِ الَّذِي اخْتَارَهُ مِيرَاثاً لَهُ: 13 يَنْظُرُ الرَّبُّ مِنَ السَّماوَاتِ فَيَرَى بَنِي الْبَشَرِ أَجْمَعِينَ. 14 وَمِنْ مَقَامِ سُكْنَاهُ يُرَاقِبُ جَمِيعَ سُكَّانِ الأَرْضِ. 15 فَهُوَ جَابِلُ قُلُوبِهِمْ جَمِيعاً وَالْعَلِيمُ بِكُلِّ أَعْمَالِهِمْ. 16 لَا يَخْلُصُ الْمَلِكُ بِالْجَيْشِ الْعَظِيمِ، وَلَا الْجَبَّارُ بِشِدَّةِ الْقُوَّةِ. 17 بَاطِلاً يَرْجُو النَّصْرَ مَنْ يَتَّكِلُ عَلَى الْخَيْلِ، فَإِنَّهَا لَا تُنَجِّي رَغْمَ قُوَّتِهَا. 18 هُوَذَا عَيْنُ الرَّبِّ عَلَى خَائِفِيهِ، الْمُتَّكِلِينَ عَلَى رَحْمَتِهِ، 19 لِيُنْقِذَ نُفُوسَهُمْ مِنَ الْمَوْتِ وَيَسْتَحْيِيَهُمْ فِي الْمَجَاعَةِ. 20 أَنْفُسُنَا تَنَتَظِرُ الرَّبَّ. عَوْنُنَا وَتُرْسُنَا هُوَ. 21 بِهِ تَفْرَحُ قُلُوبُنَا، لأَنَّنَا عَلَى اسْمِهِ الْقُدُّوسِ تَوَكَّلْنَا. 22 لِتَكُنْ يَا رَبُّ رَحْمَتُكَ عَلَيْنَا بِمُقْتَضَى رَجَائِنَا فِيكَ.

لِدَاوُدَ عِنْدَمَا ادَّعَى الْجُنُونَ أَمَامَ أَبِيمَالِكَ، فَصَرَفَهُ عَنْهُ، فَمَضَى آمِناً.

34 أُبَارِكُ الرَّبَّ فِي كُلِّ حِينٍ. تَسْبِيحُهُ دَائِماً فِي فَمِي. تَفْتَخِرُ نَفْسِي بِالرَّبِّ، فَيَسْمَعُنِي الْوُدَعَاءُ وَيَفْرَحُونَ. مَجِّدُوا الرَّبَّ مَعِي، وَلْنُعَظِّمِ اسْمَهُ مَعاً.

الْتَمَسْتُ الرَّبَّ فَأَجَابَنِي، وأَنْقَذَنِي مِنْ كُلِّ مَخَاوِفِي. الَّذِينَ تَطَلَّعُوا إِلَيْهِ اسْتَنَارُوا، وَلَمْ تَخْجَلْ وُجُوهُهُمْ قَطُّ. هَذَا الْمِسْكِينُ اسْتَغَاثَ، فَسَمِعَهُ الرَّبُّ وَأَنْقَذَهُ مِنْ جَمِيعِ ضِيقَاتِهِ. مَلاكُ الرَّبِّ يُخَيِّمُ حَوْلَ خَائِفِيهِ، وَيُنَجِّيهِمْ. ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ. طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ. اتَّقُوا الرَّبَّ يَا قِدِّيسِيهِ، لأَنَّهُ لَيْسَ عَوَزٌ لِمُتَّقِيهِ. 10 تَحْتَاجُ الأَشْبَالُ وَتَجُوعُ، وَأَمَّا طَالِبُو الرَّبِّ فَلَا يُعْوِزُهُمْ شَيْءٌ مِنَ الْخَيْرِ.

11 تَعَالَوْا أَيُّهَا الْبَنُونَ وَأَصْغُوا إِلَيَّ، فَأُعَلِّمَكُمْ مَخَافَةَ الرَّبِّ. 12 فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَمَتَّعَ بِحَيَاةٍ سَعِيدَةٍ وَأَيَّامٍ طَيِّبَةٍ، 13 فَلْيَمْنَعْ لِسَانَهُ عَنِ الشَّرِّ وَشَفَتَيْهِ عَنْ كَلامِ الْغِشِّ 14 لِيَتَحَوَّلْ عَنِ الشَّرِّ وَيَفْعَلِ الْخَيْرَ. لِيَطْلُبِ السَّلامَ وَيَسْعَ لِلْوُصُولِ إِلَيْهِ 15 لأَنَّ الرَّبَّ يَرْعَى الأَبْرَارَ بِعِنَايَتِهِ وَيَسْتَجِيبُ إِلَى دُعَائِهِمْ. 16 وَلَكِنْ يَقِفُ ضِدَّ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الشَّرَّ لِيَسْتَأْصِلَ مِنَ الأَرْضِ ذِكْرَهُمْ. 17 يَسْتَغِيثُ الأَبْرَارُ، فَيَسْمَعُ لَهُمُ الرَّبُّ وَيُنْقِذُهُمْ مِنْ جَمِيعِ ضِيقَاتِهِمْ. 18 الرَّبُّ قَرِيبٌ مِنْ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، وَيُخَلِّصُ مُنْسَحِقِي الرُّوحِ. 19 مَا أَكْثَرَ مَصَائِبَ الصِّدِّيقِ، وَلَكِنْ مِنْ جَمِيعِهَا يُنْقِذُهُ الرَّبُّ. 20 يَحْفَظُ عِظَامَهُ كُلَّهَا، فَلَا تُكْسَرُ وَاحِدَةٌ مِنْهَا. 21 الشَّرُّ يُمِيتُ الشِّرِّيرَ، وَالَّذِينَ يُبْغِضُونَ الصِّدِّيقَ يُعَاقَبُونَ. 22 الرَّبُّ يَفْدِي نُفُوسَ عَبِيدِهِ، وَكُلُّ مَنِ اعْتَصَمَ بِهِ يَنْجُو.

لِدَاوُدَ

35 يَا رَبُّ كُنْ خَصْماً لِمَنْ يُخَاصِمُونَنِي، وَحَارِبِ الَّذِينَ يُحَارِبُونَنِي. تَقَلَّدِ التُّرْسَ وَالدِّرْعَ وَهُبَّ لِنَجْدَتِي. جَرِّدْ رُمْحاً وَتَصَدَّ لِمُطَارِدِيَّ، وَقُلْ لِنَفْسِي: خَلاصُكِ أَنَا. لِيَخْزَ وَلْيَخْجَلِ السَّاعُونَ إِلَى قَتْلِي. لِيَنْهَزِمْ وَيَخْجَلِ الْمُتَوَاطِئُونَ عَلَى أَذِيَّتِي. لِيَكُونُوا مِثْلَ ذَرَّاتِ التِّبْنِ فِي مَهَبِّ الرِّيحِ. وَلْيَدْحَرْهُمْ مَلاكُ الرَّبِّ. لِتَكُنْ طَرِيقُهُمْ مُظْلِمَةً وَزَلِقَةً، وَلْيَتَعَقَّبْهُمْ مَلاكُ الرَّبِّ. فَإِنَّهُمْ مِنْ غَيْرِ سَبَبٍ أَخْفَوْا لِي شَبَكَةً فَوْقَ الْهُوَّةِ، وَمِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ حَفَرُوا لِي حُفْرَةً. لِيُطْبِقِ الْهَلاكُ فَجْأَةً عَلَى عَدُوِّي، وَلْتُمْسِكْ بِهِ الشَّبَكَةُ الَّتِي أَخْفَاهَا، فَيَهْلِكَ فِيهَا. أَمَّا نَفْسِي فَتَفْرَحُ بِالرَّبِّ وَتَبْتَهِجُ بِخَلاصِهِ. 10 جَمِيعُ عِظَامِي تَقُولُ: يَا رَبُّ مَنْ مِثْلُكَ، المُخَلِّصُ الْمِسْكِينَ مِمَّنْ هُوَ أَقْوَى مِنْهُ وَمُنْقِذُ الْفَقِيرِ وَالْبَائِسِ مِنْ يَدِ نَاهِبِهِ؟

11 يَقُومُ عَلَيَّ شُهُودُ زُورٍ يَتَّهِمُونَنِي ظُلْماً بِمَا لَا أَعْلَمُ. 12 يُجَازُونَنِي عَنِ الْخَيْرِ شَرّاً إِتْعَاساً لِنَفْسِي. 13 أَمَّا أَنَا فَقَدْ لَبِسْتُ الْمِسْحَ حُزْناً عَلَى مَرَضِهِمْ، وَأَذْلَلْتُ نَفْسِي بِالصَّوْمِ، وَلَكِنَّ صَلاتِي كَانَتْ تَرْتَدُّ إِلَى صَدْرِي مِنْ غَيْرِ اسْتِجَابَةٍ. 14 لَقَدْ عَامَلْتُ كُلًّا مِنْهُمْ كَأَنَّهُ صَدِيقِي وَأَخِي، وَأَطْرَقْتُ حُزْناً كَمَنْ يَنْدُبُ أُمَّهُ. 15 وَأَمَّا هُمْ فَشَمِتُوا فَرَحاً عِنْدَ سَقْطَتِي، وَتَجَمَّعُوا عَلَيَّ شَاتِمِينَ، وَشَرَعَ غُرَبَاءُ لَا أَعْرِفُهُمْ يَضْرِبُونَنِي. مَزَّقُونِي وَلَمْ يَرْتَدِعُوا. 16 كَفُجَّارٍ مَاجِنِينَ مُجْتَمِعِينَ حَوْلَ وَلِيمَةٍ حَرَّقُوا عَلَيَّ أَسْنَانَهُمْ.

17 يَا سَيِّدُ، حَتَّى مَتَى تَظَلُّ مُتَفَرِّجاً؟ نَجِّ نَفْسِي مِنْ مَهَالِكِهِمْ وَخَلِّصْ حَيَاتِي مِنْ بَيْنِ الأَشْبَالِ. 18 أَشْكُرُكَ فِي جَمَاعَةِ الْعَابِدِينَ، وَأَحْمَدُكَ فِي وَسَطِ حُشُودٍ كَثِيرَةٍ. 19 لَا يَشْمَتْ بِي أَعْدَائِي بِحُجَّةٍ بَاطِلَةٍ، وَلَا يَتَغَامَزْ مُبْغِضِيَّ عَلَيَّ، بِغَيْرِ عِلَّةٍ. 20 فَإِنَّهُمْ لَا يَتَكَلَّمُونَ بِالسَّلامِ، وَلَكِنَّهُمْ يَتَآمَرُونَ بِمَكْرٍ لِلإِيقَاعِ بِالْمُسَالِمِينَ السَّاكِنِينَ فِي الأَرْضِ. 21 فَغَرُوا علَيَّ أَفْوَاهَهُمْ عَلَى وِسْعِهَا، وَقَالُوا: «هَهْ! هَهْ! قَدْ رَأَيْنَا بِأَعْيُنِنَا (مَا فَعَلْتَ).» 22 قَدْ رَأَيْتَ يَا رَبُّ ذَلِكَ. لَا تَسْكُتْ وَلَا تَبْتَعِدْ عَنِّي. 23 انْهَضْ يَا إِلَهِي وَسَيِّدِي وَاسْتَيْقِظْ لإِحْقَاقِ حَقِّي وَإِنْصَافِ دَعْوَايَ. 24 احْكُمْ بِبَرَاءَتِي يَا رَبُّ يَا إِلَهِي حَسَبَ عَدْلِكَ، وَلَا تَدَعْهُمْ يَشْمَتُونَ بِي. 25 لِئَلّا يَقُولُوا فِي أَنْفُسِهِمْ: «هَهْ! قَدْ ظَفِرْنَا بِهِ» أَوْ يَقُولُوا: «قَدِ ابْتَلَعْنَاهُ!» 26 لِيَخْزَ وَيَخْجَلْ جَمِيعُ الشَّامِتِينَ بِي فِي مُصِيبَتِي. لِيَرْتَدِ الْمُتَعَظِّمُونَ عَلَيَّ لِبَاسَ الْخِزْيِ وَالْعَارِ. 27 وَلْيَهْتِفِ الْمَسْرُورُونَ بِبِرِّي بِهُتَافِ الْفَرَحِ وَالابْتِهَاجِ، قَائِلِينَ فِي كُلِّ حِينٍ: «لِيَتَمَجَّدِ الرَّبُّ الَّذِي يَبْتَهِجُ بِنَجَاحِ عَبْدِهِ». 28 فَيُذِيعَ لِسَانِي عَدْلَكَ، وَيَتَرَنَّمَ بِحَمْدِكَ النَّهَارَ كُلَّهُ.

قَصِيدَةٌ لِدَاوُدَ.

32 هَنِيئًا لِلَّذِينَ غُفِرَتْ آثَامُهُمْ
وَسُتِرَتْ خَطَايَاهُمْ.
هَنِيئًا لِمَنْ لَا يَحْسِبُ اللهُ إثمَهُ،
وَفِي رُوحِهِ لَا يُوجَدُ غِشٌّ.

طَوَالَ سُكُوتِي عَنْ خَطِيَّتِي،
كُنْتُ أزدَادُ ضَعفًا،
وَأنَا أصرُخُ كُلَّ يَوْمٍ.
ثَقِيلَةٌ يَدُكَ كَانَتْ عَلَيَّ،
تَبَخَّرَتْ قُوَّتِي كَمَا تَتَبَخَّرُ رُطُوبَةُ
النَّبَاتَاتِ فِي حَرِّ الصَّيفِ. سِلَاهْ[a]

لِهَذَا أعتَرِفُ لَكَ بِخَطَايَايَ كُلِّهَا،
خَطيَّةً وَاحِدَةً لَنْ أكتِمَ عَنْكَ.
قُلْتُ: «سَأعتَرِفُ للهِ بِذُنُوبِي.»
فَغَفَرْتَ ذَنبَ خَطِيَّتِي. سِلَاهْ

لِذَلِكَ يَنْبَغِي أنْ يُصَلِّيَ لَكَ كُلُّ تَقِيٍّ
طَالَمَا هُنَاكَ وَقْتٌ.
حِينَئِذٍ، حَتَّى وَلَوْ جَاءَ طُوفَانٌ هَائِلٌ مِنَ الضِّيقَاتِ،
فَإلَيْهِ لَنْ يَصِلَ.
مَخبَأي أنْتَ.
تَحْمِينِي مِنَ الضِّيقِ،
وَتُحِيطُ بِي، فَأبْتَهِجَ بِحُرِّيَّتِي. سِلَاهْ

«سَأُعَلِّمُكَ وَأُنِيرُ لَكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا.
عَلَيْكَ سَأسْهَرُ، وَسَأنصَحُكَ.»
لَا تَكُنْ كَحِصَانٍ أوْ بَغلٍ لَا يَفْهَمُ،
إذْ يَنْبَغِي كَبْحُهُ بِلِجَامٍ وَرَسَنٍ.
وَإلَّا فَإنَّهُ لَا يَكُونُ تَحْتَ سَيطَرَتِكَ.

10 كَثِيرَةٌ هِيَ آلَامُ الأشْرَارِ.
أمَّا المُتَّكِلُ عَلَى اللهِ فَمُحَاطٌ بِنِعْمَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ.
11 فَابْتَهِجُوا بِاللهِ وَافرَحُوا أيُّهَا الصَّالِحُونَ،
يَا كُلَّ أصْحَابِ القُلُوبِ المُسْتَقِيمَةِ، ابتَهِجُوا.

33 ابتَهِجُوا وَرَنِّمُوا بِاللهِ أيُّهَا الصَّالِحُونَ!
التَّسبِيحُ لَائِقٌ بِمُسْتَقِيمِي القُلُوبِ!
سَبِّحُوا اللهَ بِعَزْفِ العُودِ!
اعزِفُوا لَهُ بِقِيثَارٍ ذِي عَشْرَةِ أوتَارٍ.
رَنَّمُوا لَهُ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً.[b]
أحسِنُوا العَزْفَ وَاهتِفُوا فَرَحًا.
لِأنَّ كَلِمَةَ اللهِ صَادِقَةٌ.
وَهُوَ أمِينٌ فِي كُلِّ أفعَالِهِ.
يُحِبُّ الِاسْتِقَامَةَ وَالعَدْلَ.
وَالأرْضُ مَلأى بِرَحمَةِ اللهِ وَمَحَبَّتِهِ.
بِأمْرِ اللهِ خُلِقَتِ السَّمَاوَاتُ.
وَكُلُّ نُجُومِ السَّمَاءِ وُجِدَتْ بِنَسْمَةِ فَمِهِ.
جَمَعَ مِيَاهَ البَحْرِ مَعًا،
وَوَضَعَ المُحِيطَ فِي مَكَانِهِ.
يَا كُلَّ سُكَّانِ الأرْضِ اتَّقُوا اللهَ.
خَافُوهُ يَا جَمِيعَ سُكَّانِ المَسكُونَةِ.
لِأنَّهُ يَقُولُ شَيْئًا فَيَكُونَ،
وَيأمُرُ فَيَصِيرُ!
10 قَادِرٌ هُوَ اللهُ عَلَى إبْطَالِ مُخَطَّطَاتِ الأُمَمِ.
وَعَلَى إفْنَاءِ نَوَايَا الشُّعُوبِ كُلِّهَا.
11 أمَّا قَصْدُ اللهِ فَإلَى الأبَدِ يَدُومُ.
خُطَطُهُ تَبْقَى جِيلًا بَعْدَ جِيلٍ.
12 هَنِيئًا لِأُمَّةٍ جَعَلَتْ اللهَ إلَهَهَا،
لِأُمَّةٍ اخْتَارَهَا اللهُ مِلْكًا.
13 مِنَ السَّمَاءِ تَطَلَّعَ اللهُ،
وَرَأى البَشَرَ جَمِيعًا.
14 مِنْ عَرشِهِ يُشرِفُ
عَلَى كُلِّ سُكَّانِ الأرْضِ.
15 هُوَ الَّذِي خَلَقَهُمْ كُلَّهُمْ،
وَيَفْهَمُ كُلَّ مَا يَفْعَلُونَ.
16 لَا يَنْتَصِرُ المُلُوكُ بِكَثْرَةِ جُنُودِهِمْ،
وَلَا يَغْلِبُ الجُنُودُ بِقُوَّتِهِمْ.
17 الخَيلُ القَوِيَّةُ لَا تَضْمَنُ النَّصْرَ.
وَقُوَّتُهَا لَا تُنَجِّي.
18 هَا عَينُ اللهِ تَسْهَرُ عَلَى خَائِفِيهِ،
يَرْعَى الَّذِينَ يَتَرَقَّبُونَ مَحَبَّتَهُ الصَّادِقَةَ.
19 مِنَ المَوْتِ يُنْقِذُهُمْ،
وَفِي المَجَاعَةِ يُحيِيهِمْ.
20 تَتَرَقَّبُ اللهَ نُفُوسُنَا،
لِأنَّهُ لَنَا مُعِينٌ، وَعَنَّا مُحَامٍ.
21 لِأنَّنَا نَفْرَحُ بِهِ.
وَعَلَى اسْمِهِ القُدُّوسِ نَتَّكِلُ.
22 ظَلِّلنَا يَا اللهُ بِرَحمَتِكَ وَمَحَبَّتِكَ،
فَرَجَاؤُنَا هُوَ فِيكَ.

[c] مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ[d] عِنْدَمَا تَظَاهَرَ بِالجُنُونِ أمَامَ أبِيمَالِكَ فَطَرَدَهُ فَانْصَرَفَ دَاوُدُ.

34 أُبَارِكُ اللهَ فِي كُلِّ حِينٍ.
وَدَائِمًا تَسْبِيحُهُ عَلَى شَفَتَيَّ.
بِاللهِ فَخْرُ نَفْسِي.
لَيْتَ المَسَاكِينَ يَسْمَعُونَنِي لِيَفْرَحُوا!
كَرِّمُوا مَعِي اللهَ.
وَلْنَرْفَعْ مَعًا اسْمَهُ.
إنِّي للهِ لَجَأتُ، فَأجَابَنِي!
وَمِنْ جَمِيعِ مَخَاوِفِي خَلَّصَنِي.
انْظُرُوا إلَيْهِ وَاسْتَنِيرُوا،
فَلَنْ تَخْجَلَ وُجُوهُكُمْ.
دَعَوْتُ أنَا المِسْكِينَ،
فَسَمِعَنِي اللهُ،
وَمِنْ مَتَاعِبِي أنقَذَنِي.
مَلَاكُ اللهِ يُخَيِّمُ حَوْلَ خَائِفِيهِ،
وَهُوَ يُنْقِذُهُمْ.
ذُوقُوا لِتَعْرِفُوا مَا أطْيَبَ اللهَ.
هَنِيئًا لِلإنْسَانِ المُتَّكِلِ عَلَيْهِ.
اتَّقُوا اللهَ أيُّهَا المُقَدَّسونَ لَهُ.
لِأنَّ الَّذِينَ يَتَّقُونَهُ مُكتَفُونَ وَلَا يَنْقُصُهُمْ شَيءٌ.
10 حَتَّى الأُسُودُ القَوِيَّةُ تَجُوعُ وَتَحتَاجُ،
أمَّا المُلتَجِئُونَ إلَى اللهِ، فَلَا يَنْقُصُهُمْ شَيءٌ مِنَ الخَيْرِ.
11 تَعَالَوْا يَا أبنَائِي وَاستَمِعُوا إلَيَّ،
وَسَأُعَلِّمُكُمْ كَيْفَ تَتَّقُونَ اللهَ.
12 أتُحِبُّ أنْ تَتَمَتَّعَ بِالحَيَاةِ؟
أتُرِيدُ أنْ تَحيَا حَيَاةً طَوِيلَةً مَملوءَةً بِالخَيْرِ؟
13 فَاحفَظْ لِسَانَكَ مِنَ الشَّرِّ،
وَشَفَتَيْكَ مِنَ الكَلَامِ المُخَادِعِ.
14 تَجَنَّبِ الشَّرَّ، وَافْعَلِ الخَيْرَ.
إلَى السَّلَامِ اسْعَ، بَلْ جِدَّ فِي طَلَبِهِ!
15 عَينَا اللهِ عَلَى الأبْرَارِ،
وَأُذُنَاهُ مُنتَبِهَتَانِ إلَى صُرَاخِهِمْ.
16 لَكِنَّ اللهَ يُقَاوِمُ فَاعِلِي الشَّرِّ،
حَتَّى يَقْطَعَ مِنَ الأرْضِ ذِكْرَهُمْ.

17 صَرَخُوا إلَى اللهِ فَسَمِعَهُمْ،
وَمِنْ جَمِيعِ مَتَاعِبِهِمْ أنقَذَهُمْ.
18 اللهُ قَرِيبٌ مِنْ كَسِيرِي القُلُوبِ،
وَهُوَ يُخَلِّصُ الَّذِينَ انقَطَعَ رَجَاؤُهُمْ.
19 رُبَّمَا تَكْثُرُ ضِيقَاتُ الإنْسَانِ المُسْتَقِيمِ.
لَكِنْ مِنْهَا كُلِّهَا يُخَلِّصُهُ اللهُ.
20 يَحْفَظُ عِظَامَهُ كُلَّهَا،
فَلَا يُكسَرُ وَاحِدٌ مِنْهَا.
21 الشِّرِّيرُ سَيَقْتُلُهُ شَرُّهُ.
وَأعْدَاءُ الإنْسَانِ الصَّالِحِ سَيُعَاقَبُونَ.
22 اللهُ يَفْدِي حَيَاةَ عَبِيدِهِ،
يُعْفَى عَنْ كُلِّ المُحتَمِينَ بِهِ.

مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.[e]

35 قَاوِمْ مُقَاوِمِيَّ يَا اللهُ،
وَمَنْ يُقَاتِلوْنَنِي قَاتِلْهُمْ.
أمسِكْ تُرْسَكَ
وَانْهَضْ وَتَعَالَ إلَى عَونِي!
ارْفَعْ رُمْحًا وَعَصًا عَلَى مَنْ يُطَارِدُنِي.
قُلْ لِي: «أنَا أُنْقِذُكَ وَأنصُرُكَ.»

لَيْتَ السَّاعِينَ إلَى مَوْتِي يُهزَمُونَ وَيُخزَوْنَ.
لَيْتَ المُتَآمِرِينَ عَلَيَّ يَتَرَاجَعُونَ وَيَرْتَبِكُونَ.
لَيْتَ مَلَاكَ اللهِ يَطْرُدُهُمْ أمَامَهُ،
كَمَا تُطَيِّرُ الرِّيحُ القَشَّ!
لَيْتَ طَرِيقَ هُرُوبِهِمْ تَكُونُ مُظلِمَةً زَلِقَةً،
أمَامَ مَلَاكِ اللهِ، مُطَارِدِهِمْ.
لِأنَّهُمْ نَصَبُوا لِي فَخًّا بِلَا سَبَبٍ.
أرَادُوا أذِيَّتِي مِنْ دُونِ سَبَبٍ.
لِتَأْتِهِمْ مُصِيبَةٌ مِنْ حَيْثُ لَا يَدْرُونَ!
وَلْيَقَعُوا فِي الفَخِّ الَّذِي نَصَبَوْهُ لِي!
فَتَبْتَهِجَ نَفْسِي بِاللهِ وَأفرَحَ بِخَلَاصِهِ!
10 وَأقُولَ لَكَ بِكُلِّ كَيَانِي:
«لَا مِثْلَ لَكَ يَا اللهُ
يَا مَنْ تُخَلِّصُ المِسْكِينَ مِمَّنْ هُوَ أقوَى مِنْهُ،
وَالفُقَرَاءَ مِمَّنْ يَسْرِقُونَهُمْ.»
11 شُهُودٌ قُسَاةٌ يَقُومُونَ ضِدِّي،
وَيَتَّهِمُونَنِي بِجَرَائِمَ لَا أعمَلُهَا!
12 يُجَازُونَنِي عَنْ خَيرِي شَرًّا،
يُحزِنُونَ نَفْسِي حَتَّى المَوْتِ.
13 وَأنَا الَّذِي لَبِستُ خَيْشًا فِي مَرَضِهِمْ،
وَأنهَكْتُ جِسمِي بِالصَّومِ،
فَعَادَتْ صَلَوَاتِي إليَّ!
14 فَبَكَيتُ كَمَنْ فَقَدَ صَدِيقًا أوْ أخًا.
انحَنَيتُ حُزْنًا كَمَنْ يَنُوحُ عَلَى أُمِّهِ!
15 وَعِنْدَمَا تَعَثَّرْتُ، هَزِئُوا بِي.
لَمْ أكُنْ أعرِفُهُمْ حَقَّ المَعْرِفَةِ.
أحَاطُوا بِي. هَاجَمُونِي، لَمْ يَتَوَقَّفُوا.
16 سَخِرُوا بِي، تَهَكَّمُوا عَلَيَّ.
وَبِشَتَائِمَ فَظِيعَةٍ صَرَخُوا عَلَيَّ.

17 حَتَّى مَتَى يَا اللهُ تُرَاقِبُ؟
مِنَ الدَّمَارِ أنقِذْنِي.
خَلِّصْ حَيَاتِي الثَّمِينَةَ مِنْ هَذِهِ الأُسُودِ!
18 وَسَأُسَبِّحُكَ فِي الِاجْتِمَاعِ العَظِيمِ!
سَأحمَدُكَ بَيْنَ الجُمْهُورِ الكَبِيرِ!
19 لَا تَسْمَحْ لِأعْدَائِي بِأنْ يَهْزَأُوا بِي ظُلْمًا!
وَلَا تَسْمَحْ لِمَنْ يُبغِضُونِي بِلَا سَبَبٍ
بِأنْ يَتَغَامَزُوا عَلَيَّ.
20 لَا يَتَكَلَّمُونَ عَنِ السَّلَامِ،
وَهُمْ يَتَآمَرُونَ وَيَبْتَكِرُونَ شُرُورًا ضِدَّ
شَعْبِ هَذِهِ الأرْضِ.
21 يَكْذِبُونَ حِينَ يَقُولُونَ عَنِّي:
«نَعَمْ، رَأينَا بِأعْيُنِنَا مَا فَعَلَ.»
22 فَتَكَلَّمْ يَا اللهُ! لِأنَّكَ رَأيْتَ مَا حَدَثَ!
لَا تَبْعُدْ عَنِّي هَكَذَا يَا رَبِّي.
23 يَا إلَهِي وَرَبِّي اسْتَيْقِظْ!
قُمْ وَأبرِئْنِي. دَافِعْ أنْتَ عَنِّي.
24 أنصِفنِي يَا إلَهِي بِحَسَبِ بِرِّكَ.
وَلَا تَسْمَحْ بِأنْ يَهْزَأُوا بِي!
25 لَا تَسْمَحْ بِأنْ يَقُولُوا: «نِلنَا مُرَادَ قُلُوبِنَا!»
لَا تَسْمَحْ بِأنْ يَقُولُوا: «ابْتَلَعنَاهُ!»
26 لِيَخْزَ وَيُذَلُّ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ هَلَاكِي.
لَيْتَ الخِزيَ وَالعَارَ يُغَطِّيَانِ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَتَعَظَّمُونَ عَلَيَّ!
27 لِيَبْتَهِجْ وَيَفْرَحِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أنْ تَظْهَرَ بَرَاءَتِي!
لَيتَهُمْ يَقُولُونَ دَائِمًا: «عَظِيمٌ هُوَ اللهُ،
الَّذِي يَفْرَحُ بِنَجَاحِ عَبِيدِهِ وَخَيرِهِمْ!»

28 فَلْيُحَدِّثْ لِسَانِي بِعَدلِكَ،
وَيَحْمَدْكَ كُلَّ يَوْمٍ.

Footnotes

  1. 32‏:4 سِلَاهْ كلمةٌ تظهرُ فِي كِتَابِ المزَاميرِ وكتَابِ حَبَقُوقَ. وَهِيَ عَلَى الأغلبِ إشَارةٌ للمرنّمينَ أوِ العَازِفينَ بِمَعْنَى التّوقّفُ قليلًا أوْ تغييرِ الطبقة. (أيْضًا فِي العددين 5، 7)
  2. 33‏:3 ترنِيمَة جَدِيدَة كَانَ شُعرَاءُ الشّعبِ يكتبُونَ ترنيمَةً جديدةً فِي كُلِّ مرّةٍ يصنَعُ اللهُ أمْرًا عظيمًا لخيرِهِمْ.
  3. مزمور 34 فِي اللغةِ العِبْرِيِّة، يبدأ كلُّ مقطعٍ شعريٍّ فِي هَذَا المَزمُورِ بحرفٍ من حروفِ الأبجديةِ العبريّةِ عَلَى التّوَالي.
  4. مزمور 34 مزمور لدَاود توجدُ هذهِ الصّيغةُ فِي عنوَانِ الكثِير من المزَامير. وَقَدْ تعني أيْضًا «مَزْمُورٌ مُهدى لِدَاوُدَ.»
  5. مزمور 35 مزمور لدَاود توجدُ هذهِ الصّيغةُ فِي عنوَانِ الكثِير من المزَامير. وَقَدْ تعني أيْضًا «مَزْمُورٌ مُهدى لِدَاوُدَ.» (مكررة أيْضًا فِي المزَامير 36‏-41).