لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ

140 أَنْقِذْنِي يَا رَبُّ مِنَ الأَشْرَارِ وَاحْفَظْنِي مِنَ الظَّالِمِينَ، الَّذِينَ يَنْوُونَ عَلَى الشَّرِّ فِي قُلُوبِهِمْ وَيُثِيرُونَ الْحَرْبَ دَائِماً، سَنُّوا أَلْسِنَتَهُمْ كَالْحَيَّةِ، وَسُمُّ الأَصْلالِ تَحْتَ شِفَاهِهِمْ. احْمِنِي يَا رَبُّ مِنْ قَبْضَةِ الشِّرِّيرِ، وَأَنْقِذْنِي مِنَ الظَّالِمِينَ الْمُتَآمِرِينَ عَلَى عَرْقَلَةِ خُطْوَاتِي. أَخْفَى لِي الْمُتَكَبِّرُونَ فَخّاً، وَنَشَرُوا شَبَكَةً بِجَانِبِ الطَّرِيقِ، وَنَصَبُوا لِي أَشْرَاكاً.

قُلْتُ لِلرَّبِّ: «أَنْتَ إِلَهِي» فَيَا رَبُّ أَصْغِ إِلَى صَوْتِ تَضَرُّعِي. أَيُّهَا الرَّبُّ السَّيِّدُ، يَا قُوَّةَ خَلاصِي، أَنْتَ وَقَيْتَ رَأْسِي فِي يَوْمِ الْقِتَالِ. لَا تُحَقِّقْ يَا رَبُّ رَغْبَاتِ الأَشْرَارِ، وَلَا تُنْجِحْ مَكِيدَتَهُمْ لِئَلّا يَسْتَكْبِرُوا. رُدَّ عَلَى رُؤُوسِ مَنْ يُحَاصِرُونَنِي مَكَائِدَ مَا يَتَكَلَّمُونَ به. 10 لِيَسْقُطْ عَلَيْهِمْ جَمْرٌ مُلْتَهِبٌ، وَلْيُطْرَحُوا إِلَى النَّارِ، وَإِلَى غَمَرَاتِ اللُّجَجِ، فَلَا يَنْهَضُوا أَيْضاً. 11 لَا تَدَعْ ذَا اللِّسَانِ السَّلِيطِ يَثْبُتُ فِي الأَرْضِ: فَالشَّرُّ يَتَصَيَّدُ رَجُلَ الظُّلْمِ لِيُهْلِكَهُ. 12 قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ الرَّبَّ يُنْصِفُ دَعْوَى الْمَسَاكِينِ وَيَحْكُمُ بِالْحَقِّ لِلْمُحْتَاجِينَ. 13 نَعَمْ، إِنَّ الصِّدِّيقِينَ يَحْمَدُونَ اسْمَكَ، وَالصَّالِحِينَ يُقِيمُونَ فِي حَضْرَتِكَ.

مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ

141 يَا رَبُّ إِلَيْكَ دَعَوْتُ، فَأَسْرِعْ لإِغَاثَتِي. أَصْغِ إِلَى صَوْتِي عِنْدَمَا أَصْرُخُ إِلَيْكَ. لِتَكُنْ صَلاتِي أَمَامَكَ كَالْبَخُورِ، وَرَفْعُ يَدَيَّ مِثْلَ تَقْدِمَةِ الْمَسَاءِ. أَقِمْ يَا رَبُّ حَارِساً لِفَمِي، وَاحْفَظْ بَابَ شَفَتَيَّ. لَا تَدَعْ قَلْبِي يَتَعَلَّقُ بِشَيْءٍ رَدِيءٍ، فَيُمَارِسَ أَعْمَالَ الشَّرِّ مَعَ فَاعِلِي الإِثْمِ. وَلَا تَدَعْنِي آكُلُ مِنْ أَطَايِبِهِمْ.

لِيَضْرِبْنِي الصِّدِّيقُ فَذَلِكَ رَحْمَةٌ، وَلْيُوَبِّخْنِي فَذَلِكَ زَيْتٌ عَاطِرٌ لِرَأْسِي. أَمَّا الأَشْرَارُ فَإِنِّي أُصَلِّي دَائِماً (كَي تَحْفَظَنِي مِنْ أَفْعَالِهِمِ الأَثِيمَةِ). عِنْدَمَا يُلْقَى بِقُضَاتِهِمِ الظَّالِمِينَ مِنْ عَلَى الصَّخْرَةِ، آنَئِذٍ يَسْمَعُونَ لِكَلِمَاتِي إِذْ يُوْقِنُونَ أَنَّهَا حَقٌّ. تَتَنَاثَرُ عِظَامُهُمْ عِنْدَ فَمِ الْقَبْرِ كَشَظَايَا الْحَطَبِ الْمُشَقَّقَةِ الْمُبَعْثَرَةِ عَلَى الأَرْضِ. لَكِنَّ نَحْوَكَ أَيُّهَا الرَّبُّ السَّيِّدُ رَفَعْتُ عَيْنَيَّ، وَبِكَ لُذْتُ، فَلَا تَتْرُكْ نَفْسِي عُرْضَةً لِلْمَوْتِ. احْفَظْنِي مِنَ الْفَخِّ الَّذِي نَصَبُوهُ لِي، وَمِنْ أَشْرَاكِ فَاعِلِي الإِثْمِ. 10 لِيَسْقُطِ الأَشْرَارُ فِي أَشْرَاكِهِمْ حَتَّى أَنْجُوَ تَمَامَ النَّجَاةِ.

قَصِيدَةٌ لِدَاوُدَ عِنْدَمَا كَانَ مُخْتَبِئاً فِي الْمَغَارَةِ. صَلاةٌ

142 بِصَوْتِي إِلَى الرَّبِ أَصْرُخُ. بِصَوْتِي إِلَى الرَّبِّ أَتَضَرَّعُ. أَبُثُّهُ شَكْوَايَ وَأُحَدِّثُهُ بِضِيقِي. عِنْدَمَا غُشِيَ عَلَى رُوحِي فِي دَاخِلِي كُنْتَ أَنْتَ عَالِماً بِمَسْلَكِي. فِي الطَّرِيقِ الَّتِي سَلَكْتُهَا نَصَبُوا لِي فَخّاً. الْتَفِتْ نَحْوَ يَمِينِي فَلَا تَجِدَ مَنْ يَحْفَلُ بِي، لَمْ يَبْقَ لِي مَلاذٌ أَوْ مَنْ يَسْأَلُ عَنِّي. إِيَّاكَ دَعَوْتُ يَا رَبُّ قَائِلاً: «أَنْتَ مَلْجَإِي، أَنْتَ نَصِيبِي فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ». أَصْغِ إِلَى صُرَاخِي لأَنَّنِي قَدْ تَذَلَّلْتُ جِدّاً. أَنْقِذْنِي مِنْ مُضْطَهِدِيَّ لأَنَّهُمْ أَشَدُّ مِنِّي. أَفْرِجْ كُرْبَةَ نَفْسِي لأُسَبِّحَ بِاسْمِكَ، فَيَلْتَفَّ الصِّدِّيقُونَ حَوْلِي ثَوَاباً لِي مِنْكَ.

لِلقَائِدِ. مَزْمُورٌ لِدَاوُد.

140 أنقِذْنِي مِنَ الأشْرَارِ، يَا اللهُ.
احمِنِي مِنَ العُنَفَاءِ،
الَّذِينَ يُخَطِّطُونَ لِلشَّرِّ
وَيُثِيرُونَ النِّزَاعَاتِ.
ألسِنَتُهُمْ حَادَّةٌ كَلِسَانِ الأفعَى،
وَسُمُّ الأفَاعِي عَلَى شِفَاهِهِمْ! سِلَاهْ[a]

مِنْ هَؤُلَاءِ الأشْرَارِ، يَا اللهُ، احمِنِي،
احْمِنِي مِنَ هَؤُلَاءِ العُنَفَاءِ
الَّذِينَ يَسْعُونَ إلَى إعثَارِ قَدَمَيَّ.
يَنْصِبُ هَؤُلَاءِ المُتَغَطرِسُونَ مَصيَدَةً لِي
يَحْفُرُونَ حُفَرًا وَيَبْسِطُونَ شِبَاكَهُمْ قُرْبَ مَصَائِدِهِمْ.
يُرِيدُونَ إيقَاعِي فِي الشَّرَكِ. سِلَاهْ

فَقُلْتُ للهِ: «أنْتَ إلَهِي.»
فَاسْتَمِعْ إلَى التِمَاسِي رَحمَتَكَ.
اللهُ هُوَ رَبِّي.
مُخَلِّصِي القَدِيرُ أنْتَ،
فَاحمِنِي فِي يَوْمِ المَعْرَكَةِ.
يَا اللهُ، لَا تُمَكِّنْ هَؤُلَاءِ الأشْرَارَ مِنْ مُرَادِهِمْ!
لَا تُوَفِّقْ خُطَطَهُمْ لِئِلَّا يَغْتَرُّوا بِأنفُسِهِمْ. سِلَاهْ

يُحِيطُونَ بِي رَافِعِينَ رُؤُوسَهُمْ.
فَاجعَلْ مَا يُخَطِّطُونَ لَهُ مِنَ الإسَاءَةِ يَسْحَقُهُمْ.
10 أسْقِطْ عَلَيْهِمْ جَمَرَاتٍ مُلتَهِبَةٍ.
وَادفَعْهُمْ إلَى قُبُورٍ لَا يَقُومُونَ مِنْهَا!
11 لَا تَسْمَحْ لِلمُفتَرِينَ بِأنْ يَسْتَقِرُّوا فِي هَذِهِ الأرْضِ،
بَلْ لِيَقْتَنِصْهُمُ الشَّرُّ سَرِيعًا.
12 أعْلَمُ أنَّ اللهَ سَيَفْعَلُ مَا هُوَ حَقٌّ لِلمَسَاكِينِ،
وَمَا هُوَ مُنصِفٌ لِلبَائِسِينَ.
13 وَأعرِفُ أنَّ الصَّالِحِينَ وَالمُسْتَقِيمِينَ،
سَيُكرِمُونَ اسْمَكَ وَيَعِيشُونَ فِي حَضرَتِكَ.

مَزْمُورٌ لِدَاوُد.

141 بِكَ استَغَثتُ يَا اللهُ،
فَأسرِعْ إلَى عَونِي!
أصغِ إلَيَّ حينَمَا أدعُوكَ!
لَيتَكَ تَقْبَلُ صَلَوَاتِي كَرَائِحَةِ البَخُورِ،
وَكَفَّيَّ المُرْتَفِعَتَيْنِ كَتَقْدِمَةِ المَسَاءِ.

أعِنِّي، يَا اللهُ، وَاضبُطْ لِسَانِي.
أعِنِّي فَأنْتَبِهَ إلَى مَا يَخْرُجُ مِنْ فَمِي.
لَا تُحَوِّلْ قَلْبِي إلَى الشَّرِّ،
فَأنْشَغِلَ فِي الشُّرُورِ مَعَ رِفَاقِ الإثْمِ.
لَا تَجْعَلْنِي أتَلَذَّذُ بِمَا يَشْتَهُونَ.
إنْ أدَّبَنِي إنْسَانٌ صَالِحٌ،
فَسَأعتَبِرُ ذَلِكَ كَرَمًا.
وَإنْ وَبَّخَنِي،
فَكَزَيْتٍ لِرأسِي.
وَأُواصِلُ صَلَاتِي ضِدَّ أفعَالِ الأشْرَارِ.
لَيتَهُ يُلقِي بِقَادَتِهِمْ مِنْ أعَالِي الصُّخُورِ،
فَيَعْلَمُ الأشرَارُ أنِّي تَكَلَّمْتُ بِالحَقِّ.

تَنَاثَرَتْ عِظَامُنَا عِنْدَ بَابِ القَبْرِ
كَمَا يُنْثَرُ التُّرَابُ عِنْدَ الفِلَاحَةِ وَالحَفرِ.
نَحوَكَ عَيْنَايَ أيُّهَا الرَّبُّ الإلَهُ،
عَلَيْكَ أتَّكِلُ، فَلَا تُسَلِّمنِي إلَى المَوْتِ!
احمِنِي مِنَ الأشرَاكِ وَالمَصَائِدِ
الَّتِي نَصَبَهَا لِيَ الأشرَارُ لِيَصطَادُونِي!
10 لِيَسْقُطِ الأشرَارُ فِي شِبَاكِهِمْ
بَيْنَمَا أمُرُّ عَنْهَا بِسَلَامَةٍ.

قَصِيدَةٌ لِدَاوُدَ عِنْدَمَا كَانَ فِي الكَهْفِ. صَلَاة.

142 بِصَوْتِي إلَى اللهِ أصرُخُ!
بِصَوْتِي أتَضَرَّعُ إلَى اللهِ.
أسكُبُ أمَامَهُ شَكْوَايَ،
وَعَنْ كُلِّ ضِيقَاتِي أُخبِرُهُ.
عِنْدَمَا يَتَمَلَّكُنِي الخَوفُ، أنْتَ تَعْرِفُ أيْنَ أنَا،
وَتَعْرِفُ أنَّ أعْدَائِي يَنْصِبُونَ
مَصَائِدَ فِي طَرِيقِي.

هَا أنَا بِلَا صَدِيقٍ يَقِفُ مَعِي!
أنَا بِلَا مَلَاذٍ،
وَلَيْسَ مَنْ يَهْتَمُّ إنْ عِشتُ أوْ مِتُّ.
دَعَوتُكَ يَا اللهُ.
قُلْتُ لَكَ: «أنْتَ مَلْجَأي!
كُلُّ نَصِيبِي أنْتَ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ!»
اسْتَمِعْ إلَى صَلَاتِي لِأنَّ حَاجَتِي مَاسَّةٌ!
مِنْ مُطَارِدِيَّ نَجِّنِي،
لِأنَّهُمْ أقوَى مِنِّي.
حَرِّرنِي مِنْ هَذَا الفَخِّ،
فَأُسَبِّحَ اسْمَكَ.
عِنْدَئِذٍ سَيَلْتَفُّ الصَّالِحُونَ حَوْلِي
لِأنَّكَ اهتَمَمتَ بِي.

Footnotes

  1. 140‏:3 سِلَاهْ كلمةٌ تظهرُ فِي كِتَابِ المزَاميرِ وكتَابِ حَبَقُوقَ. وَهِيَ عَلَى الأغلبِ إشَارةٌ للمرنّمينَ أوِ العَازِفينَ بِمَعْنَى التّوقّفُ قليلًا أوْ تغييرِ الطبقة. (أيْضًا فِي العددين 5، 8)

موهبتا النبوة واللغات

14 اسْعَوْا وَرَاءَ الْمَحَبَّةِ، وَتَشَوَّقُوا إِلَى الْمَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ، بَلْ بِالأَحْرَى مَوْهِبَةِ التَّنَبُّؤِ. ذَلِكَ لأَنَّ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِلُغَةٍ مَجْهُولَةٍ يُخَاطِبُ لَا النَّاسَ بَلِ اللهَ. إِذْ لَا أَحَدَ يَفْهَمُهُ، وَلكِنَّهُ بِالرُّوحِ يَتَكَلَّمُ بِأَلْغَازٍ. أَمَّا الَّذِي يَتَنَبَّأُ، فَهُوَ يُخَاطِبُ النَّاسَ بِكَلامِ الْبُنْيَانِ وَالتَّشْجِيعِ وَالتَّعْزِيَةِ. فَالَّذِي يَتَكَلَّمُ بِلُغَةٍ مَجْهُولَةٍ يَبْنِي نَفْسَهُ؛ وَأَمَّا الَّذِي يَتَنَبَّأُ، فَيَبْنِي الْكَنِيسَةَ. إِنِّي أَرْغَبُ فِي أَنْ تَتَكَلَّمُوا جَمِيعاً بِلُغَاتٍ مَجْهُولَةٍ، وَلَكِنْ بِالأَحْرَى أَنْ تَتَنَبَّأُوا. فَإِنَّ مَنْ يَتَنَبَّأُ أَفْضَلُ مِمَّنْ يَتَكَلَّمُ بِاللُّغَاتِ إِلّا إِذَا تَرْجَمَ (مَا يَقُولُهُ) لِتَنَالَ الْكَنِيسَةُ بُنْيَاناً.

وَالآنَ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ، افْرِضُوا أَنِّي جِئْتُكُمْ مُتَكَلِّماً بِلُغَاتٍ مَجْهُولَةٍ، فَأَيَّةَ مَنْفَعَةٍ تَنَالُونَ مِنِّي، إِلّا إِذَا كَلَّمْتُكُمْ بِإِعْلانٍ أَوْ عِلْمٍ أَوْ نُبُوءَةٍ أَوْ تَعْلِيمٍ؟ فَحَتَّى الآلاتُ الْمُصَوِّتَةُ الَّتِي لَا حَيَاةَ فِيهَا، كَالْمِزْمَارِ وَالْقِيثَارَةِ، إِنْ كَانَتْ لَا تُعْطِي أَنْغَاماً مُمَيَّزَةً، فَكَيْفَ يَعْرِفُ السَّامِعُ أَيَّ لَحْنٍ يُؤَدِّيهِ الْمِزْمَارُ أَوِ الْقِيثَارَةُ؟ وَإِنْ كَانَ بُوقُ الْحَرْبِ أَيْضاً يُطْلِقُ صَوْتاً غَيْرَ وَاضِحٍ، فَمَنْ يَسْتَعِدُّ لِلْقِتَالِ؟ فَهَذِهِ حَالُكُمْ أَيْضاً فِي التَّكَلُّمِ بِلُغَةٍ مَجْهُولَةٍ، فَإِنْ كُنْتُمْ لَا تَنْطِقُونَ بِكَلامٍ مُمَيَّزٍ، فَكَيْفَ يَفْهَمُ السَّامِعُونَ مَا تَقُولُونَ؟ فَإِنَّكُمْ تَكُونُونَ كَمَنْ يُخَاطِبُ الْهَوَاءَ! 10 قَدْ يَكُونُ فِي الْعَالَمِ عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنَ اللُّغَاتِ، وَلا تَقْتَصِرُ وَاحِدَةٌ مِنْهَا عَلَى أَصْوَاتٍ بِلا مَعْنىً. 11 فَإِنْ كُنْتُ لَا أَفْهَمُ مَعْنَى الأَصْوَاتِ فِي لُغَةٍ مَا، أَكُونُ أَجْنَبِيًّا عِنْدَ النَّاطِقِ بِها، وَيَكُونُ هُوَ أَجْنَبِيًّا عِنْدِي! 12 وَهكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً، إِذْ إِنَّكُمْ مُتَشَوِّقُونَ إِلَى الْمَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ، اسْعَوْا فِي طَلَبِ الْمَزِيدِ مِنْهَا لأَجْلِ بُنْيَانِ الْكَنِيسَةِ. 13 لِذلِكَ يَجِبُ عَلَى الْمُتَكَلِّمِ بِلُغَةٍ مَجْهُولَةٍ أَنْ يَطْلُبَ مِنَ اللهِ مَوْهِبَةَ التَّرْجَمَةِ. 14 فَإِنِّي إِنْ صَلَّيْتُ بِلُغَةٍ مَجْهُولَةٍ، فَرُوحِي تُصَلِّي، وَلَكِنَّ عَقْلِي عَدِيمُ الثَّمَرِ. 15 فَمَا الْعَمَلُ إِذَنْ؟ سَأُصَلِّي بِالرُّوحِ، وَلكِنْ سَأُصَلِّي بِالْعَقْلِ أَيْضاً. سَأُرَنِّمُ بِالرُّوحِ، وَلكِنْ سَأُرَنِّمُ بِالْعَقْلِ أَيْضاً. 16 وَإلَّا، فَإِنْ كُنْتَ تَحْمَدُ اللهَ بِالرُّوحِ فَقَطْ، فَكَيْفَ يَسْتَطِيعُ قَلِيلُ الْخِبْرَةِ أَنْ يَقُولَ: «آمِينَ» لَدَى تَقْدِيمِكَ الشُّكْرَ مَادَامَ لَا يَفْهَمُ مَا تَقُولُ؟ 17 طَبْعاً، أَنْتَ تُقَدِّمُ الشُّكْرَ بِطَرِيقَةٍ حَسَنَةٍ، وَلَكِنَّ غَيْرَكَ لَا يُبْنَى. 18 أَشْكُرُ اللهَ لأَنِّي أَتَكَلَّمُ بِلُغَاتٍ مَجْهُولَةٍ أَكْثَرَ مِنْكُمْ جَمِيعاً. 19 وَلكِنْ، حَيْثُ أَكُونُ فِي الْكَنِيسَةِ، أُفَضِّلُ أَنْ أَقُولَ خَمْسَ كَلِمَاتٍ مَفْهُومَةٍ، لِكَيْ أُعَلِّمَ بِها الآخَرِينَ أَيْضاً، عَلَى أَنْ أَقُولَ عَشَرَةَ آلافِ كَلِمَةٍ بِلُغَةٍ مَجْهُولَةٍ.

20 أَيُّهَا الإِخْوَةُ، لَا تَكُونُوا أَوْلاداً فِي التَّفْكِيرِ، بَلْ كُونُوا أَطْفَالاً فِي الشَّرِّ. وَأَمَّا فِي التَّفْكِيرِ، فَكُونُوا رَاشِدِينَ.

Read full chapter

المَوَاهِبُ هِيَ لِمَنفَعَةِ الكَنِيسَة

14 اسْعَوْا وَرَاءَ المَحَبَّةِ، وَتَشَوَّقُوا لِلمُوُاهِبِ الرُّوحِيَّةِ بِإخْلَاصٍ، ولَاسِيَّمَا مَوهِبَةُ التَّنَبُّؤِ. فَمَنْ يَتَكَلَّمُ بِلُغَةٍ أُخْرَى، لَا يُكَلِّمُ النَّاسَ، بَلِ اللهَ، لِأنَّهُ مَا مِنْ أحَدٍ يَفْهَمُ مَا يَقُولُهُ. فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِأسرَارٍ بِالرُّوحِ. أمَّا الَّذِي يَتَنَبَّأُ، فَيَتَكَلَّمُ بِأشْيَاءَ تَبْنِي وَتُشَجِّعُ وَتُعَزِّي الآخَرِينَ. مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلُغَةٍ أُخْرَى يَبْنِي نَفْسَهُ، أمَّا الَّذِي يَتَنَبَّأُ فَيَبْنِي الكَنِيسَةَ كُلَّهَا.

وَأنَا أوَدُّ أنْ تَكُونَ لَكُمْ جَمِيعًا مَوهِبَةُ التَّكَلُّمِ بِلُغَاتٍ، لَكِنِّي أوَدُّ أكْثَرَ أنْ تَتَنَبَّأُوا. فَمَنْ يَتَنَبَّأُ أكْثَرُ فَائِدَةً مِمَّنْ يَتَكَلَّمُ بِلُغَاتٍ أُخْرَى، إلَّا إذَا كَانَ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلُغَاتٍ أُخْرَى لَهُ مَوهِبَةُ تَفْسِيرِ مَا يَقُولُهُ، فَبِهَذَا تُبنَى الكَنِيسَةُ كُلُّهَا.

أيُّهَا الإخْوَةُ، إنْ أتَيْتُكُمْ مُتَكَلِّمًا بِلُغَاتٍ أُخْرَى، فَكَيْفَ سَأُفِيدُكُمْ إلَّا إذَا تَكَلَّمْتُ بِإعلَانٍ أوْ مَعْرِفَةٍ أوْ نُبُوَّةٍ أوْ تَعْلِيمٍ؟ كَذَلِكَ الآلَاتُ المُوسِيقِيَّةُ الخَالِيَةُ مِنَ الحَيَاةِ. فَإنْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ تَمْيِيزٌ وَاضِحٌ بَيْنَ النَّغَمَاتِ الَّتِي تُطلِقُهَا، كَيْفَ يُمْكِنُ لأحَدٍ أنْ يُمَيِّزَ اللَحْنَ الَّذِي يُعزَفُ عَلَى النَّايِ أوِ القِيثَارِ؟ وَإذَا أصدَرَ البُوقُ صَوْتًا غَيْرَ وَاضِحٍ، فَمَنِ الَّذِي سَيُهَيِّئُ نَفْسَهُ لِلمَعرَكَةِ؟ كَذَلِكَ إنْ لَمْ يُصدِرْ لِسَانُكُمْ كَلَامًا مَفهُومًا، فَكَيْفَ يُمْكِنُ لِأيِّ أحَدٍ أنْ يَفْهَمَ مَا قُلْتُمُوهُ؟ لِأنَّكُمْ عِنْدَئِذٍ تَتَكَلَّمُونَ فِي الهَوَاءِ. 10 لَا شَكَّ أنَّ هُنَاكَ لُغَاتٍ كَثِيرَةً فِي العَالَمِ، وَجَمِيعُهَا لَهَا مَعنَى. 11 فَإنْ لَمْ أكُنْ أعْرِفُ مَعنَى اللُّغَةِ، سَأكُونُ مِثْلَ الأجنَبِيِّ عِنْدَ المُتَكَلِّمِ، وَسَيَكُونُ المُتَكَلِّمُ أجنَبِيًّا عِندِي أيْضًا.

12 وَهَكَذَا أنْتُمْ. فَبِمَا أنَّكُمْ مُتَشَوِّقُونَ لَامتِلَاكِ المَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ، اجتَهِدُوا أنْ تَتَفَوَّقُوا فِيهَا مِنْ أجْلِ بِنَاءِ الكَنِيسَةِ. 13 فَعَلَى مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلُغَةٍ أُخْرَى، أنْ يُصَلِّيَ طَالِبًا مَوهِبَةَ تَفْسِيرِ اللُغَةِ أيْضًا. 14 فَإنْ صَلَّيتُ بِلُغَةٍ أُخْرَى، فَإنَّ رُوحِي هِيَ الَّتِي تُصَلِّي، وَأمَّا عَقلِي فَيَكُونُ خَامِلًا. 15 فَمَا العَمَلُ إذًا؟ سَأُصَلِّي بِرُوحِي، وَسَأُصَلِّي بِعَقلِي أيْضًا. سَأُرَنِّمُ بِرُوحِي، وَسَأُرَنِّمُ بِعَقلِي أيْضًا. 16 فَإنْ حَمَدتَ اللهَ بِرُوحِكَ فَكَيْفَ يُمْكِنُ لِمَنْ لَا يَفْهَمُ كَلَامَكَ أنْ يَقُولَ: «آمِين»؟ وَهُوَ لَمْ يَفْهَمْ مَا قُلْتَهُ. 17 رُبَّمَا تَشْكُرُ اللهَ بِطَرِيقَةٍ حَسَنَةٍ، لَكِنَّ الشَّخصَ الآخَرَ لَا يُبنَى.

18 أنَا أشكُرُ اللهَ عَلَى أنِّي أتَكَلَّمُ بِلُغَاتٍ أُخْرَى أكْثَرَ مِنْكُمْ جَمِيعًا. 19 لَكِنِّي أُفَضِّلُ عِنْدَ اجتِمَاعِ الكَنِيسَةِ أنْ أتَكَلَّمَ خَمْسَ كَلِمَاتٍ مُسْتَخْدِمًا عَقلِي لِأُعَلِّمَ الآخَرِينَ، عَلَى أنْ أتَكَلَّمَ عَشْرَةَ آلَافِ كَلِمَةٍ بِلُغَةٍ أُخْرَى! 20 أيُّهَا الإخْوَةُ، لَا تَكُونُوا أطْفَالًا فِي تَفْكِيرِكُمْ، بَلْ كُونُوا أبرِيَاءَ كَالأطْفَالِ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِالشَّرِّ. أمَّا فِي تَفْكِيرِكُمْ، فَكُونُوا نَاضِجِينَ.

Read full chapter