تَسْبِيحَةٌ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ

108 إِنَّ قَلْبِي ثَابِتٌ يَا اللهُ. أُرَنِّمُ وَأَشْدُو لَكَ. فَهَيَّا اسْتَيْقِظِي يَا نَفْسِي. اسْتَيْقِظِي أَيَّتُهَا الرَّبَابُ وَالْعُودُ. أَنَا أَسْتَيْقِظُ قُبَيْلَ الْفَجْرِ. أَحْمَدُكَ بَيْنَ الشُّعُوبِ يَا رَبُّ وَأَشْدُو لَكَ بَيْنَ الأُمَمِ. فَإِنَّ رَحْمَتَكَ قَدْ عَظُمَتْ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ وَحَقَّكَ بَلَغَ الْغُيُومَ. ارْتَفِعْ يَا اللهُ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ، وَلْيَتَسَامَ مَجْدُكَ فَوْقَ الأَرْضِ كُلِّهَا. اسْتَجِبْ لِي وَخَلِّصْ بِيَمِينِكَ الْمُقْتَدِرَةِ كَي يَنْجُوَ أَحِبَّاؤُكَ.

قَدْ تَكَلَّمَ اللهُ فِي قَدَاسَتِهِ، لِذَلِكَ أَبْتَهِجُ وَأَقْسِمُ أَرْضَ شَكِيمَ وَأَقِيسُ وَادِي سُكُّوتَ، لِي جِلْعَادُ، وَلِي مَنَسَّى؛ أَفْرَايِمُ خُوذَةُ رَأْسِي، وَيَهُوذَا صَوْلَجَانِي. مُوآبُ مِرْحَضَتِي، وَعَلَى أَدُومَ أُلْقِي حِذَائِي، وعَلَى فَلَسْطِينَ أَهْتِفُ مُنْتَصِراً.

10 مَنْ يَقُودُنِي لِمُحَارَبَةِ الْمَدِينَةِ الْمُحَصَّنَةِ؟ مَنْ يَهْدِينِي إِلَى أَدُومَ؟ 11 أَلَيْسَ أَنْتَ يَا اللهُ الَّذِي أَقْصَيْتَنَا وَلَمْ تَعُدْ تَخْرُجُ مَعَ جُيُوشِنَا؟ 12 هَبْ لَنَا عَوْناً فِي الضِّيقِ، فَعَبَثٌ هُوَ خَلاصُ الإِنْسَانِ. 13 لَكِنْ بِعَوْنِ اللهِ نُحَارِبُ بِبَأْسٍ، وَهُوَ الَّذِي يَدُوسُ أَعْدَاءَنَا.

لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ – مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ

109 يَا اللهُ، يَا مَنْ أُسَبِّحُهُ، لَا تَعْتَصِمْ بِالصَّمْتِ. فَقَدْ فَغَرَ أَشْرَارٌ مُخَادِعُونَ أَفْوَاهَهُمْ ضِدِّي، وَتَقَوَّلُوا عَلَيَّ بِالكَذِبِ، يُحَاصِرُونَنِي بِكَلامِ بُغْضٍ، وَيُهَاجِمُونَنِي مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ. يُبَادِلُونَ مَحَبَّتِي بِخِصَامٍ، أَمَّا أَنَا فَأُصَلِّي مِنْ أَجْلِهِمْ. يُجَازُونَنِي شَرّاً مُقَابِلَ خَيْرِي، وَبُغْضاً بَدَلَ حُبِّي.

وَلِّ عَلَى عَدُوِّي قَاضِياً ظَالِماً، وَلْيَقِفْ خَصْمُهُ عَنْ يَمِينِهِ يَتَّهِمُهُ جَوْراً. عِنْدَ مُحَاكَمَتِهِ لِيَثْبُتْ عَلَيْهِ ذَنْبُهُ، وَلْتُحْسَبْ لَهُ صَلاتُهُ خَطِيئَةً. لِتَقْصُرْ أَيَّامُهُ وَلْيَتَوَلَّ وَظِيفَتَهُ آخَرُ. لِيَتَيَتَّمْ بَنُوهُ وَتَتَرَمَّلْ زَوْجَتُهُ. 10 لِيَتَشَرَّدْ بَنُوهُ وَيَسْتَعْطُوا، وَلْيَلْتَمِسُوا قُوتَهُمْ بَعِيداً عَنْ خَرَائِبِ سُكْنَاهُمْ. 11 لِيَسْتَرْهِنِ الْمُدَايِنُ كُلَّ مُمْتَلَكَاتِهِ، وَلْيَنْهَبِ الْغُرَبَاءُ ثِمَارَ تَعَبِهِ. 12 لِيَنْقَرِضْ مَنْ يَتَرَاءَفُ عَلَيْهِ، وَلْيَنْقَطِعْ مَنْ يَتَحَنَّنُ عَلَى أَيْتَامِهِ. 13 لِيَنْقَرِضْ نَسْلُهُ وَلْيُمْحَ اسْمُهُمْ مِنَ الْجِيلِ الْقَادِمِ. 14 لِيَذْكُرِ الرَّبُّ إِثْمَ آبَائِهِ، وَلَا يَغْفِرْ خَطِيئَةَ أُمِّهِ. 15 لِتَمْثُلْ خَطَايَاهُمْ أَمَامَ الرَّبِّ دَائِماً كَيْ يَسْتَأْصِلَ مِنَ الأَرْضِ ذِكْرَهُمْ. 16 لأَنَّهُ تَغَافَلَ عَنْ إِبْدَاءِ الرَّحْمَةِ، بَلْ تَعَقَّبَ الفَقِيرَ الْمُنْسَحِقَ الْقَلْبِ، لِيُمِيتَهُ. 17 أَحَبَّ اللَّعْنَةَ فَلَحِقَتْ بِهِ، وَلَمْ يُسَرَّ بِالْبَرَكَةِ فَابْتَعَدَتْ عَنْهُ. 18 اكْتَسَى اللَّعْنَةَ كَرِدَاءٍ، فَتَسَرَّبَتْ إِلَى بَاطِنِهِ كَالْمِيَاهِ وَإِلَى عِظَامِهِ كَالزَّيْتِ. 19 فَلْتَكُنْ لَهُ كَرِدَاءٍ يَتَلَفَّعُ بِهِ، وَكَحِزَامٍ يَتَنَطَّقُ بِهِ دَائِماً. 20 هَذِهِ أُجْرَةُ مُبْغِضِيَّ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ، النَّاطِقِينَ شَرّاً عَلَى نَفْسِي. 21 أَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الرَّبُّ السَّيِّدُ فَأَحْسِنْ إِلَيَّ مِنْ أَجْلِ اسْمِكَ، وَأَنْقِذْنِي لأَنَّ رَحْمَتَكَ صَالِحَةٌ.

22 فَإِنِّي فَقِيرٌ وَمِسْكِينٌ وَقَلْبِي جَرِيحٌ فِي دَاخِلِي. 23 قَدْ تَلاشَيْتُ كَالظِّلِّ عِنْدَ الْمَغِيبِ، وَانْتَفَضْتُ كَجَرَادَةٍ. 24 وَهَنَتْ رُكْبَتَايَ مِنَ الصَّوْمِ، وَهُزِلَ جَسَدِي كَثِيراً. 25 صِرْتُ عِنْدَهُمْ عَاراً، يَنْظُرُونَ إِلَيَّ فَيَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ شَامِتِينَ.

26 أَعِنِّي يَا رَبُّ يَا إِلَهِي، خَلِّصْنِي بِمُقْتَضَى رَحْمَتِكَ. 27 فَيُدْرِكُوا أَنَّ هَذِهِ هِيَ يَدُكَ، وَأَنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ قَدْ فَعَلْتَ هَذَا الأَمْرَ. 28 هُمْ يَلْعَنُونَنِي أَمَّا أَنْتَ فَتُبَارِكُنِي. لِيَخْزَ المُشْتَكُونَ عَلَيَّ، فَأَفْرَحَ أَنَا عَبْدَكَ. 29 لِيَكْتَسِ خُصُومِي خَجَلاً، وَلْيَتَلَفَّعُوا بِخِزْيِهِمْ كَالرِّدَاءِ. 30 بِهُتَافٍ أَرْفَعُ لِلرَّبِّ شُكْراً عَظِيماً، وَفِي وَسَطِ جُمْهُورٍ غَفِيرٍ أُسَبِّحُهُ. 31 لأَنَّهُ يَقِفُ عَنْ يَمِينِ المَظْلُومِ لِيُخَلِّصَهُ مِنَ الْحَاكِمِينَ عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ.

مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ

110 قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: «اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ». يَجْعَلُ الرَّبُّ صِهْيَوْنَ مُنْطَلَقاً لِسُلْطَانِكَ، وَيَقُولُ: «احْكُمْ فِي وَسَطِ أَعْدَائِكَ». فِي يَوْمِ مُحَارَبَةِ أَعْدَائِكَ يَتَطَوَّعُ شَعْبُكَ. يَجِيءُ شَبَابُكَ إِلَى التِّلالِ الْمُقَدَّسَةِ كَالنَّدَى فِي قَلْبِ الْفَجْرِ.

أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَتَرَاجَعَ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِيصَادَقَ». الرَّبُّ وَاقِفٌ عَنْ يَمِينِكَ. فِي يَوْمِ غَضَبِهِ يُحَطِّمُ مُلُوكاً. يَقْضِي بَيْنَ الأُمَمِ، فَيَمْلَأُ الأَرْضَ الرَّحْبَةَ بِجُثَثِ رُؤَسَائِهَا. يَشْرَبُ الْمَلِكُ مِنَ النَّهْرِ الْمُجَاوِرِ لِلطَّرِيقِ، لِذَلِكَ يَشْمَخُ بِرَأْسِهِ مُنْتَصِراً.

111 هَلِّلُويَا! أَشْكُرُ الرَّبَّ مِنْ كُلِّ قَلْبِي فِي مَحْفَلِ أَتْقِيَاءِ الشَّعْبِ. مَا أَعْظَمَ أَعْمَالَ الرَّبِّ! يَتَأَمَّلُهَا جَمِيعُ الْمَسْرُورِينَ بِها. صَنِيعُهُ جَلالٌ وَبَهَاءٌ، وَعَدْلُهُ ثَابِتٌ إِلَى الأَبَدِ. جَعَلَ لِعَجَائِبِهِ ذِكْراً، فَالرَّبُّ حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ. أَعْطَى مُتَّقِيهِ طَعَاماً، لأَنَّهُ لَا يَنْسَى عَهْدَهُ أَبَداً. أَظْهَرَ قُوَّتَهُ لِشَعْبِهِ حِينَ أَوْرَثَهُمْ أَرْضَ الأُمَمِ. أَعْمَالُ يَدَيْهِ حَقٌّ وَعَدْلٌ. وَكُلُّ وَصَايَاهُ أَمِينَةٌ. رَاسِخَةٌ أَبَدَ الدَّهْرِ، مَصْنُوعَةٌ بِالْحَقِّ وَالاسْتِقَامَةِ. افْتَدَى شَعْبَهُ وَكَرَّسَ عَهْدَهُ مَعَهُ إِلَى الأَبَدِ، قَدُّوسٌ وَمَهُوبٌ اسْمُهُ. 10 رَأْسُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ. وَالعَامِلُ بِها ذُو فِطْنَةٍ شَدِيدَةٍ. تَسْبِيحُ الرَّبِّ دَائِمٌ إِلَى الأَبَدِ.

112 هَلِّلُويَا! طُوبَى لِمَنْ يَخْشَى الرَّبَّ وَيَبْتَهِجُ جِدّاً بِوَصَايَاهُ. ذُرِّيَّتُهُ تَكُونُ قَوِيَّةً فِي الأَرْضِ، جِيلُ الْمُسْتَقِيمِينَ يَكُونُ مُبَارَكاً. يَمْتَلِئُ بَيْتُهُ مَالاً وَغِنىً، وَبِرُّهُ يَدُومُ إِلَى الأَبَدِ. يُشْرِقُ نُورٌ فِي الظُّلْمَةِ لِلْمُسْتَقِيمِينَ لأَنَّ الرَّبَّ حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ وَصِدِّيقٌ.

سَعِيدٌ هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَحَنَّنُ وَيُقْرِضُ مَجَّاناً وَيُدَبِّرُ شُؤُونَهُ بِالْحَيْطَةِ وَالْعَدْلِ. فَإِنَّهُ لَنْ يَتَزَعْزَعَ أَبَداً. ذِكْرُ الصِّدِّيقِ يَخْلُدُ إِلَى الأَبْدِ. لَنْ يَخَافَ مِنْ خَبَرِ سُوءٍ، فَقَلْبُهُ ثَابِتٌ مُتَّكِلٌ عَلَى الرَّبِّ. قَلْبُهُ ثَابِتٌ لَا تَعْتَرِيهِ الْمَخَاوِفُ، وَيَشْهَدُ عِقَابَ مَضْطَهِدِيهِ. يُوَزِّعُ بِسَخَاءٍ وَيُعْطِي الْفُقَرَاءَ، وَبِرُّهُ يَدُومُ إِلَى الأَبَدِ، فَيَرْتَفِعُ رَأْسُهُ بِاعْتِزَازٍ. 10 يَرَى الشِّرِّيرُ ذَلِكَ فَيَغْتَاظُ، يَصِرُّ بِأَسْنَانِهِ وَيَذُوبُ إِذْ شَهْوَةُ الشِّرِّيرِ لَا تَتَحَقَّقُ.

113 هَلِّلُويَا. سَبِّحُوا يَا عَبِيدَ الرَّبِّ، سَبِّحَوا اسْمَ الرَّبِّ. لِيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكاً مِنَ الآنَ وَإِلَى الأَبَدِ. لِيُسَبَّحْ بِاسْمِ الرَّبِّ مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا. الرَّبُّ مُتَسَامٍ عَلَى جَمِيعِ الأُمَمِ، وَمَجْدُهُ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ. مَنْ هُوَ نَظِيرُ الرَّبِّ إِلَهِنَا السَّاكِنِ فِي الأَعَالِي؟ الْمُطِلِّ مِنْ عَلْيَائِهِ إِلَى أَسْفَلَ لِيَرَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. يُنْهِضُ الْمِسْكِينَ مِنَ التُّرَابِ، وَيَرْفَعُ الْبَائِسَ مِنْ الْمَزْبَلَةِ، لِيُجْلِسَهُ مَعَ أَشْرَافِ شَعْبِهِ. يَرْزُقُ العَاقِرَ أَوْلاداً. يَجْعَلُهَا أُمّاً سَعِيدَةً. هَلِّلُويَا.

114 عِنْدَ خُرُوجِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ، وَآلِ يَعْقُوبَ مِنْ بَيْنِ شَعْبٍ غَرِيبِ اللِّسَانِ. صَارَ يَهُوذَا هَيْكَلاً مُقَدَّساً لَهُ، وَإِسْرَائِيلُ مَقَرَّ سُلْطَانِهِ. رَأَى الْبَحْرُ الأَحْمَرُ ذَلِكَ فَهَرَبَ، وَتَرَاجَعَ نَهْرُ الأُرْدُنِّ إِلَى الْوَرَاءِ. قَفَزَتِ الْجِبَالُ كَأَنَّهَا كِبَاشٌ، وَالتِّلالُ كَأَنَّهَا حُمْلانٌ. مَالَكَ يَا بَحْرُ قَدْ هَرَبْتَ، وَيَا أُرْدُنُّ قَدْ رَجَعْتَ إِلَى الْوَرَاءِ؟ مَالَكِ يَا جِبَالُ تَقْفِزِينَ كَالْكِبَاشِ، وَيَا تِلالُ كَالْحُمْلانِ؟ تَزَلْزَلِي يَا أَرْضُ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ إِلَهِ يَعْقُوبَ. الَّذِي حَوَّلَ الصَّخْرَةَ إِلَى جَدَاوِلَ، وَالصَّوَّانَ إِلَى يَنَابِيعِ مِيَاهٍ.

قَصِيدَةٌ مَزمُورِيَّةٌ لِدَاوُد.

108 قَلْبِي ثَابِتٌ يَا اللهُ،
قَلْبِي ثَابِتٌ،
وَسَأُغَنِّي وَأعزِفُ لَكَ،
فَاسْتَيْقِظِي يَا نَفْسِي.
استَيْقِظِي يَا قِيثَارَتِي، يَا عُودِي
هَيَّا نُوقِظُ الفَجرَ!
أحمَدُكَ، يَا اللهُ، بَيْنَ الأُمَمِ،
وَأُسَبِّحُكَ بَيْنَ الشُّعُوبِ.
فَمَحَبَّتُكَ تَعْلُو كَثِيرًا فَوْقَ السَّمَاءِ،
وَأمَانَتُكَ إلَى السَّحَابِ.
ارْتَفِعْ يَا اللهُ مُعَظَّمًا فَوْقَ السَّمَاءِ،
وَلْيَرْتَفِعْ مَجْدُكَ فَوْقَ الأرْضِ كُلِّهَا.
خَلِّصْنِي بِيَمِينِكَ،
استَجِبْ لِصَلَاتِي وَخَلِّصِ الَّذِينَ تُحِبُّهُمْ.

قَالَ اللهُ فِي هَيْكَلِهِ:
«سَأربَحُ المَعرَكَةَ وَأبتَهِجُ!
سَأُعْطِي شَكِيمَ[a] حِصَّةً لِمَنْ أُرِيدُ،
وَأُقَسِّمُ وَادِي سُكُّوتَ.
لِي سَتَكُونُ جِلعَادُ، وَكَذَلِكَ مَنَسَّى.
أفْرَايِمُ خُوذَتِي،
وَيَهُوذَا صَولَجَانُ مُلْكِي.
مِغسَلَةً لِقَدَمَيَّ سَتَكُونُ مُوآبُ،
وَأُدُومُ حَيْثُ أخلَعُ حِذَائِي.
وَفِي فِلِسْطِيَةَ يُدَوِّي هُتَافُ انتِصَارِي.»

10 لَكِنْ مَنْ سَيَأْخُذُنِي إلَى المَدِينَةِ المُحَصَّنَةِ؟
مَنْ سَيَقُودُنِي إلَى أدُومَ؟
11 ألَسْتَ أنْتَ مَنْ هَجَرتَنَا، يَا اللهُ؟
ألَسْتَ تَرْفُضُ الخُرُوجَ إلَى المَعْرَكَةِ مَعَ جُيُوشِنَا؟
12 أعِنَّا فَنَتَخَلَّصَ مِنَ العَدُوِّ!
فَعَونُ البَشَرِ بِلَا فَائِدَةٍ!
13 أمَّا بِعَونِ اللهِ فَنَنتَصِرُ.
وَهُوَ يَدُوسُ أعْدَاءَنَا.

لِلقَائِدِ، مَزْمُورٌ لِدَاوُد.[b]

109 يَا اللهُ، يَا مَنْ إيَّاهُ أُسَبِّحُ،
أجِبْنِي وَلَا تَسْكُتْ!
فَقَدِ افتَرَى عَلَيَّ أشرَارٌ مُخَادِعُونَ.
بِالأكَاذِيبِ تَكَلَّمُوا عَلَيَّ.
بِألسِنَتِهِمْ هَاجَمُونِي،
وَقَالُوا عَلَيَّ أشْيَاءَ بَغِيضَةً،
وَيُحَارِبُونَنِي بِلَا سَبَبٍ.
كَافَأُوا مَحَبَّتِي بِالعَدَاوَةِ.
وَهَا أنَا الآنَ أُصَلِّي إلَيْكَ يَا اللهُ.
صَنَعُوا مَعِي شَرًّا مُقَابِلَ الخَيْرِ،
بِالبُغضِ قَابَلُوا مَحَبَّتِي.

قَالُوا: «عَيِّنُوا رَجُلًا شِرِّيرًا يُدَافِعُ عَنْهُ،
فَيَكُونُ مُقَاوِمًا لَهُ يَقِفُ عَنْ يَمِينِهِ.
لِيُوجَدَ مُذْنِبًا حِينَ يُحَاكَمُ،
وَلِتُستَخْدَمَ صَلَاتُهُ ضِدَّهُ!
وَهَكَذَا تُقطَعُ حَيَاتُهُ قَبْلَ أوَانِهَا،
وَيُشغِلُ وَظِيفَتَهُ شَخْصٌ آخَرُ.
لِيُصْبِحْ أوْلَادُهُ يَتَامَى،
وَلْتَتَرَمَّلْ زَوْجَتُهُ.
10 لِيَتَنَقَّلْ أبنَاؤُهُ مِنْ مَكَانٍ إلَى مَكَانٍ مُتَسَوِّلِينَ،
وَلْيُطرَدُوا مِنْ مَسْكَنِهِمُ الخَرِبِ!
11 لِيتَ مُقرِضِيهِ يَأْخُذُونَ كُلَّ مَا لَهُ،
وَلَيْتَ الغُرَبَاءَ يَنْهَبُونَ كُلَّ مَا تَعِبَ فِيهِ.
12 لَيْتَ أحَدًا لَا يَرْحَمُهُ،
وَلَيتَهُ لَا يُوجَدُ مَنْ يُشفِقُ عَلَى أبنَائِهِ اليَتَامَى.
13 لِيُقطَعْ نَسْلُهُ،
وَليُمْحَ ذِكْرُ اسْمِهِ فِي الجِيلِ التَّالِي.
14 لَيْتَ اللهَ يُذَكَّرُ دَائِمًا بِخَطيَّةِ آبَائِهِ،
وَلَيْتَ خَطَايَا أُمِّهِ لَا تُمحَى أبَدًا.
15 لَيْتَ هَذِهِ الخَطَايَا تَكُونُ أمَامَ اللهِ دَائِمًا،
وَلَيْتَ كُلَّ ذِكرَى لَهَا عَلَى الأرْضِ تُنسَى.
16 فَهُوَ لَمْ يُفَكِّرْ يَومًا أنْ يُبدِيَ لُطفًا،
بَلِ اضطَهَدَ المَسَاكِينَ الفُقَرَاءَ
وَطَارَدَ المُنسَحِقِينَ حَتَّى المَوْتِ.
17 أحَبَّ أنْ يَلْعَنَ الآخَرِينَ،
فَلْتُصِبهُ هُوَ هَذِهِ اللَّعَنَاتُ.
لَمْ يُحِبَّ أنْ يَتَبَارَكَ النَّاسُ،
فَلَيتَهُ لَا يَرَى البَرَكَاتِ.
18 لَبِسَ اللَّعَنَاتِ كَثِيَابٍ،
فَلْتَكُنْ هَذِهِ اللَّعَنَاتُ المَاءَ الَّذِي يَشْرَبُهُ،
وَالطَّعَامَ الَّذِي يُسَمِّنُ بِهِ عِظَامَهُ!
19 لَيتَهَا تَكُونُ عَلَى الدَّوَامِ ثِيَابًا لَهُ،
وَحِزَامًا يَشُدُّهُ حَوْلَ خَصْرِهِ.»

20 لَيْتَ اللهَ يَفْعَلُ كُلَّ هَذِهِ الأُمُورَ
بِمَنْ يَتَّهِمُونَنِي،
لِمَنْ يَتَكَلَّمُونَ بِالشَّرِّ عَلَيَّ.
21 أمَّا أنْتَ أيُّهَا الرَّبُّ الإلَهُ،
فَافْعَلْ بِي مَا يُمَجِّدُ اسْمَكَ.
أنقِذنِي حَسَبَ صَلَاحِ مَحَبَّتِكَ الصَّادِقَةِ وَرَحمَتِكَ.
22 فَأنَا مِسكِينٌ فَقِيرٌ!
قُوَّتِي وَشَجَاعَتِي مَيِّتَتَانِ.
23 وَصَلَتْ حَيَاتِي إلَى نِهَايَتِهَا،
كَظِلِّ زَائِلٍ،
كَحَشَرَةٍ مَطرُودَةٍ!
24 رُكبَتَايَ تَضْعُفَانِ مِنَ الجُوعِ.
جِسمِي يَنْقُصُ وَزنُهُ وَيَهْزَلُ.
25 يَحْتَقِرُونَنِي،
يَنْظُرُونَ إلَيَّ وَيَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ.
26 أعِنِّي يَا اللهُ.
أنقِذْنِي، يَا اللهُ، حَسَبَ مَحَبَّتِكَ.
27 فَعِنْدَئِذٍ يَعْلَمُونَ أنَّ قُوَّتَكَ، يَا اللهُ،
هِيَ الَّتِي خَلَّصَتنِي.
28 عِنْدَمَا يُطلِقُونَ لَعنَةً، حَوِّلْهَا إلَى بَرَكَةٍ!
وَعِنْدَمَا يُهَاجِمُونَنِي أخْزِهِمْ.
وَلَيْتَ عَبدَكَ يَفْرَحُ.
29 لَيْتَ المُشْتَكِينَ عَلَيَّ يَلبَسُونَ خِزيَهُمْ كَثَوبٍ
وَذُلَّهُمْ كَمِعطَفٍ.
30 بِفَمِي أشكُرُ اللهَ كَثِيرًا،
وَفِي الِاجْتِمَاعِ العَظِيمِ أُسَبِّحُهُ.
31 فَهُوَ يَأْخُذُ بِيَمِينِ المَسَاكِينِ،
لِيُنصِفَهُمْ مِنَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ لَهُمْ حُكْمَ المَوْتِ.

مَزْمُورٌ لِدَاوُد

110 قَالَ اللهُ لِسَيِّدِي:
«اجلِسْ عَنْ يَمِينِي،
إلَى أنْ أجعَلَ أعْدَاءَكَ تَحْتَ قَدَمَيكَ.»

سَيَمُدُّ اللهُ سَيطَرَتَكَ أبعَدَ مِنْ صِهْيَوْنَ
وَسَتَسُودُ أعْدَاءَكَ.
سَيَتَطَوَّعُ شَعْبُكَ لِلِانضِمَامِ إلَيْكَ حِينَ تَقُودُ جَيْشَكَ بِبَهَاءٍ مُقدَّسٍ.
وَسَيَأْتِي شُبَّانُكَ إلَيْكَ كَمَا يأتِي النَّدَى مِنْ رَحِمِ الصّبَاحِ.[c]

أقْسَمَ اللهُ وَلَنْ يَتَرَاجَعَ:
«أنْتَ كَاهِنٌ إلَى الأبَدِ
عَلَىْ رُتْبَةِ مَلْكِيصَادَقَ.»

عَنْ يَمِينِكَ يَقِفُ الرَّبُّ.
وَعِنْدَمَا يَغْضَبُ،
سَيَسْحَقُ المُلُوكَ وَالحُكَّامَ.
وَسَيَقْضِي بَيْنَ الأُمَمِ،
وَيَملأُ تِلْكَ الأرْضَ العَظِيمَةَ بِالجُثَثِ.

فِي الطَّرِيقِ سَيَنْحَنِي لِيَشْرَبَ مِنْ جَدوَلٍ،
وَفِي تِلْكَ البُقعَةِ سَيَرْفَعُ رَأسَهُ.

[d]111 هَلِّلُويَا! أحمَدُ اللهَ بِكُلِّ قَلْبِي
فِي مَجَالِسِ المُسْتَقِيمِينَ وَاجتِمَاعَاتِهِمْ.
يَصْنَعُ اللهُ أُمُورًا عَظِيمَةً،
يَسْعَى إلَيْهَا الصَّالِحُونَ الَّذِينَ يَسُرُّونَهُ.
أعْمَالُهُ عَجِيبَةٌ وَمَجِيدَةٌ،
إلَى الأبَدِ تَثْبُتُ أعْمَالُ بِرِّهِ.
عَجَائِبُهُ لَا تُنسَى،
تُذَكِّرُ بِأنَّ اللهَ طَيِّبٌ وَرَحِيمٌ!
دَائِمًا يَتَذَكَّرُ عَهْدَهُ،
وَيُعطِي لِتَابِعِيهِ طَعَامًا.
أخبَرَ شَعْبَهُ كَمْ سَتَكُونُ قُوَّةُ أعْمَالِهِ،
لِكَي يُعطِيَهُمْ أرْضَ شُعُوبٍ أُخْرَى.
أعْمَالُهُ مَوثُوقَةٌ وَمُنصِفَةٌ.
أحكَامُهُ يُتَّكَلُ عَلَيْهَا.
تَظَلُّ رَاسِخَةً إلَى الأبَدِ،
بِأمَانَةٍ وَإخلَاصٍ صُنِعَتْ.
حَرَّرَ شَعْبَهُ مِنْ آسِرِيهِمْ
أعطَاهُمْ عَهْدَهُ إلَى الأبَدِ.
اسْمُهُ مُقَدَّسٌ وَمَهُوبٌ.
10 مَخَافَةُ اللهِ هِيَ بِدَايَةُ الحِكْمَةِ.
وَكُلُّ مَنْ يُطِيعُ وَصَايَاهُ فَهِيمٌ.
إلَى الأبَدِ يَسْتَمِرُّ تَسْبِيحُهُ!

[e]112 هَلِّلُويَا!
هَنِيئًا لِمَنْ يَخَافُ اللهَ،
وَيَشْتَهِي طَاعَةَ وَصَايَاهُ.
سيَكُونُ نَسْلُهُ مُحَارِبِينَ أشِدَّاءَ فِي الأرْضِ،
ذَلِكَ الجِيلُ المُسْتَقِيمُ سَيُبَارِكُهُ اللهُ.
الغِنَى وَالكَرَامَةُ سَيَملآنِ بَيْتَهُ.
إلَى الأبَدِ تَقُومُ أعْمَالُ بِرِّهِ.
الضِّيَاءُ يَسْطَعُ فِي الظُّلمَةِ لِلمُسْتَقِيمِينَ،
لِأنَّ اللهَ طَيِّبٌ وَرَحِيمٌ وَعَادِلٌ.
الخَيْرُ يُصِيبُ الإنْسَانَ الطَّيِّبَ وَالكَرِيمَ
الَّذِي يُجرِي شُؤُونَهُ بِالعَدْلِ.

لَنْ يَسْقُطَ الأبْرَارُ،
وَلَنْ يُنْسَى ذِكرُهُمْ إلَى الأبَدِ.
لَا يَخْشَوْنَ أخْبَارَ السُّوءِ،
فقُلُوبُهُمْ رَاسِخَةٌ وَآمِنَةٌ فِي اللهِ.
قُلُوبُهُمْ ثَابِتَةٌ فَلَا يَخَافُونَ،
وَسَيُخضِعُونَ أعْدَاءَهُمْ فِي نِهَايَةِ الأمْرِ.
يُوَزِّعُونَ عَلَى الفُقَرَاءِ بِسَخَاءٍ.
بِرُّهُمْ إلَى الأبَدِ يَبْقَى،
وَتَرْتَفِعُ رُؤُوسُهُمْ كَرَامَةً.

10 يَرَى الأشرَارُ هَذَا فَيَغتَاظُونَ،
وَيُصِرُّونَ بِأسنَانِهِمْ،
لَكِنَّهُمْ يَزُولُونَ.
شَهَوَاتُ الأشْرَارِ لَنْ تَؤُولَ إلَى شَيءٍ.

113 هَلِّلُويَا!
يَا خُدَّامَ اللهِ سَبِّحُوهُ!
سَبِّحُوا اسْمَ اللهِ!
لِيَتَبَارَكِ اسْمُ اللهِ،
الآنَ وَإلَى الأبَدِ!
لِيُسَبَّحِ اسْمُ اللهِ
مِنَ الشَّرقِ حَيْثُ تُشرِقُ الشَّمْسُ
وَإلَى حَيْثُ تَغْرُبُ.
مُعَظَّمٌ هُوَ اللهُ فَوْقَ كُلِّ الشُّعُوبِ،
أعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ مَجْدُهُ.
لَيْسَ مِنْ مَثِيلٍ لِإلَهِنَا.
رَفَعَ عَرشَهُ لِيَتَرَبَّعَ عَلَيْهِ.
يُشرِفُ مِنَ السَّمَاءِ،
لِيَنْظُرَ إلَى السَّمَاءِ وَالأرْضِ.
يَرْفَعُ المَسَاكِينَ مِنَ الحَضِيضِ.
وَيُقِيمُ المَسَاكِينَ مِنَ الرَّمَادِ.
ثُمَّ يُجلِسُهُمْ بَيْنَ النُّبَلَاءِ،
قَادَةِ شَعْبِهِ.
يُملأُ بَيْتَ المَرْأةِ العَاقِرِ،
يُعطيهَا فَرَحَ الأُمِّ بِأوْلَادِهَا.

هَلِّلُويَا!

114 لَمَّا تَرَكَ إسرَائِيلُ مِصْرًا
لَمَّا غَادَرَ يَعْقُوبُ تِلْكَ الأرْضَ الغَرِيبَةَ،
صَارَ بَنُو يَهُوذَا وَبَنُو إسْرَائِيلَ
شَعْبَهُ المُقَدَّسَ.
نَظَرَ البَحرُ ذَلِكَ فَهَرَبَ.
وَنَهْرُ الأُرْدُنِّ تَرَاجَعَ.
الجِبَالُ رَقَصَتْ كَالمَاعِزِ البَرِّيِّ،
وَالتِّلَالُ كَالحِمْلَانِ.

لِمَاذَا هَرَبْتَ يَا بَحرُ؟
لِمَاذَا تَوَقَّفَ نَهْرُ الأُرْدُنِّ عَنِ الجَرَيَانِ وَتَرَاجَعَ؟
أيَّتُهَا الجِبَالُ، لِمَاذَا رَقَصْتِ كَالكِبَاشِ،
أيَّتُهَا التِّلَالُ لِمَاذَا رَقَصْتِ كَالحِمْلَانِ؟

أيَّتُهَا الأرْضُ،
ارتَعِدِي مِنْ حَضْرَةِ الرَّبِّ،
مِنْ حَضْرَةِ إلَهِ يَعْقُوبَ،
الَّذِي حَوَّلَ الصَّخرَةَ إلَى بِرْكَةِ مَاءٍ،
وَالصُّوَّانَ إلَى يُنْبُوعٍ.

Notas al pie

  1. 108‏:7 شكيم وَهِيَ مَدِينَةُ نَابُلُسَ اليَوم.
  2. مزمور 109 مزمور لدَاود توجدُ هذهِ الصّيغةُ فِي عنوَانِ الكثِير من المزَامير. وَقَدْ تعني أيْضًا «مَزْمُورٌ مُهدى لِدَاوُدَ.» (أيْضًا فِي المَزْمُور 110).
  3. 110‏:3 هُنَاكَ صُعُوبَةٌ فِي فهمِ هَذَا المقطع فِي اللغةِ العِبْريّة. حرفيًا: «سيَكُونُ شعبُكَ تقدمةً اختيَاريّةً فِي يومِ قُوَّتِكَ. وَسَيكُونُ ندى شَبَابِكَ لَكَ، فِي بهَاءٍ مُقدَّسٍ مِنْ رَحِمِ لفَجرِ.»
  4. مزمور 111 فِي اللغةِ العِبْرِيِّة، يبدأ كلُّ مقطعٍ شعريٍّ فِي هَذَا المَزمُورِ بحرفٍ من حروفِ الأبجديةِ العبريّةِ عَلَى التّوَالي.
  5. مزمور 112 فِي اللغةِ العِبْرِيِّة، يبدأ كلُّ مقطعٍ شعريٍّ فِي هَذَا المَزمُورِ بحرفٍ من حروفِ الأبجديةِ العبريّةِ عَلَى التّوَالي.