27 لَا تَتَبَاهَ بِالْغَدِ لأَنَّكَ لَا تَدْرِي مَاذَا يَلِدُ الْيَوْمُ. لِيُثْنِ عَلَيْكَ سِوَاكَ لَا فَمُكَ؛ لِيَمْدَحْكَ الْغَرِيبُ لَا شَفَتَاكَ. الْحَجَرُ ثَقِيلٌ، وَحُمُولَةُ الرَّمْلِ مُرْهِقَةٌ، وَلَكِنَّ غَضَبَ الْجَاهِلِ أَثْقَلُ مِنْهُمَا. الْغَضَبُ فَظٌّ، وَالسَّخَطُ قَهَّارٌ، وَلَكِنْ مَنْ يَصْمُدُ أَمَامَ الْغَيْرَةِ؟ التَّوْبِيخُ الظَّاهِرُ خَيْرٌ مِنَ الْحُبِّ الْمُضْمَرِ. أَمِينَةٌ هِيَ جُرُوحُ الْمُحِبِّ، وَخَادِعَةٌ هِيَ قُبْلاتُ الْعَدُوِّ النَّفْسُ الشَّبْعَانَةُ تَطَأُ الشَّهْدَ، أَمَّا النَّفْسُ الْجَائِعَةُ فَتَجِدُ كُلَّ مُرٍّ حُلْواً. الشَّارِدُ عَنْ مَوْطِنِهِ، كَالْعُصْفُورِ الشَّارِدِ عَنْ عُشِّهِ. الطِّيبُ وَالْبَخُورُ يُفْرِحَانِ الْقَلْبَ، وَمَسَرَّةُ الصِّدِّيقِ نَاجِمَةٌ عَنِ الْمَشُورَةِ الْمُخْلِصَةِ. 10 لَا تَتَخَلَّ عَنْ صَدِيقِكَ وَعَنْ صَدِيقِ أَبِيكَ، وَلا تَذْهَبْ إِلَى بَيْتِ قَرِيبِكَ فِي يَوْمِ بُؤْسِكَ، وَجَارٌ قَرِيبٌ خَيْرٌ مِنْ أَخٍ بَعِيدٍ.

11 كُنْ حَكِيماً يَا ابْنِي، وَفَرِّحْ قَلْبِي، فَأَرُدَّ عَلَى مُعَيِّرِيَّ وَأُفْحِمَهُمْ. 12 ذُو الْبَصِيرَةِ يَرَى الشَّرَّ فَيَتَوَارَى، أَمَّا الْحَمْقَى فَيَتَقَدَّمُونَ وَيُقَاسُونَ مِنْهُ. 13 خُذْ ثَوْبَ مَنْ كَفَلَ الْغَرِيبَ، وَرَهْناً مِمَّنْ ضَمِنَ الأَجْنَبِيَّ. 14 مَنْ يُبَارِكُ جَارَهُ فِي الصَّبَاحِ الْمُبَكِّرِ بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ، تُحْسَبُ بَرَكَتُهُ لَعْنَةً. 15 قَطَرَاتُ الْمَطَرِ الْمُتَتَابِعَةُ فِي يَوْمٍ مُمْطِرٍ، وَالْمَرْأَةُ الْمُشَاكِسَةُ سِيَّانِ، 16 مَنْ يَكْبَحُ جُمُوحَهَا كَمَنْ يَكْبَحُ الرِّيحَ، أَوْ كَمَنْ يَقْبِضُ عَلَى زَيْتٍ بِيَمِينِهِ.

17 كَمَا يَصْقُلُ الْحَدِيدُ الْحَدِيدَ، هَكَذَا يَصْقُلُ الإِنْسَانُ صَاحِبَهُ. 18 مَنْ يَرْعَى تِينَةً يَأْكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا، وَمَنْ يُرَاعِي سَيِّدَهُ يَحْظَى بِالإِكْرَامِ. 19 كَمَا يَعْكِسُ الْمَاءُ صُورَةَ الْوَجْهِ، كَذَلِكَ يَعْكِسُ قَلْبُ الإِنْسَانِ جَوْهَرَهُ. 20 كَمَا أَنَّ الْهَاوِيَةَ وَالْهَلاكَ لَا يَشْبَعَانِ، هَكَذَا لَا تَشْبَعُ عَيْنَا الإِنْسَانِ. 21 الْبَوْتَقَةُ لِتَنْقِيَةِ الْفِضَّةِ، وَالأَتُونُ لِتَمْحِيصِ الذَّهَبِ، وَالإِنْسَانُ يُحْكَمُ عَلَيْهِ بِمَوْقِفِهِ مِمَّا يُكَالُ لَهُ مِنْ مَدِيحٍ. 22 لَوْ دَقَقْتَ الأَحْمَقَ بِمِدَقٍّ فِي هَاوُنٍ مَعَ السَّمِيذِ، فَلَنْ تَبْرَحَ عَنْهُ حَمَاقَتُهُ. 23 اجْتَهِدْ فِي مَعْرِفَةِ أَحْوَالِ غَنَمِكَ، وَاحْرِصْ كُلَّ الْحِرْصِ عَلَى قُطْعَانِكَ. 24 لأَنَّ الْغِنَى لَا يَدُومُ إِلَى الأَبَدِ، وَلا يَخْلُدُ التَّاجُ مَدَى الدُّهُورِ. 25 عِنْدَمَا يَضْمَحِلُّ الْعُشْبُ، وَيَنْمُو الْحَشِيشُ الْجَدِيدُ وَيُجْمَعُ كَلَأُ الْجِبَالِ، 26 فَإِنَّ الحُمْلانَ تُوَفِّرُ لَكَ كِسَاءَكَ، وَتَكُونُ الْجِدَاءُ ثَمَناً لِحَقْلِكَ. 27 وَيَكُونُ لَكَ مِنْ لَبَنِ الْمَاعِزِ قُوتٌ يَكْفِيكَ، وَطَعَامٌ لأَهْلِ بَيْتِكَ وَغِذَاءٌ لِجَوَارِيكَ.

28 يَهْرُبُ الشِّرِّيرُ مَعَ أَنَّ لَا مُطَارِدَ لَهُ، أَمَّا الصِّدِّيقُونَ فَشَجَاعَتُهُمْ كَشَجَاعَةِ الشِّبْلِ. عِنْدَمَا يَتَمَرَّدُ أَهْلُ أَرْضٍ يَكْثُرُ رُؤَسَاؤُهُمْ وَتَعُمُّ الْفَوْضَى، وَلَكِنَّهَا تَدُومُ إِنْ حَكَمَهَا ذُو فَهْمٍ وَمَعْرِفَةٍ. الْفَقِيرُ الْجَائِرُ عَلَى الْمُعْوَزِ، كَمَطَرٍ جَارِفٍ لَا يُبْقِي عَلَى طَعَامٍ. مَنْ يُهْمِلِ الشَّرِيعَةَ يَحْمَدِ الشِّرِّيرَ، وَالَّذِي يُحَافِظُ عَلَيْهَا يُخَاصِمُهُ. لَا يَفْهَمُ الأَشْرَارُ الْعَدْلَ، أَمَّا مُلْتَمِسُو الرَّبِّ فَيُدْرِكُونَهُ تَمَاماً. الرَّجُلُ الْفَقِيرُ السَّالِكُ بِكَمَالِهِ، خَيْرٌ مِنَ الْغَنِيِّ المُنْحَرِفِ فِي طُرُقِهِ. مَنْ يُحَافِظُ عَلَى الشَّرِيعَةِ هُوَ ابْنٌ حَكِيمٌ، أَمَّا عَشِيرُ الْجَشِعِينَ فَيُخْجِلُ أَبَاهُ. الْمُكْثِرُ مَالَهُ بِالرِّبَا وَالاسْتِغْلالِ، إِنَّمَا يَجْمَعُهُ لِمَنْ هُوَ رَحِيمٌ بِالْفُقَرَاءِ. مَنْ يَصْرِفُ أُذُنَهُ عَنِ الاسْتِمَاعِ إِلَى الشَّرِيعَةِ، تَصِيرُ حَتَّى صَلاتُهُ رَجَاسَةً.

10 مَنْ يُضِلُّ الْمُسْتَقِيمِينَ لِيَسْلُكُوا فِي سَبِيلِ الشَّرِّ، يَسْقُطُ فِي حُفْرَتِهِ، أَمَّا الْكَامِلُونَ فَيَنَالُونَ مِيرَاثَ خَيْرٍ. 11 الْغَنِيُّ حَكِيمٌ فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ، لَكِنَّ الْفَقِيرَ الْبَصِيرَ يَكْتَشِفُ حَقِيقَتَهُ. 12 عِنْدَمَا يَظْفَرُ الصِّدِّيقُ يَشِيعُ الْفَخْرُ الْعَظِيمُ، لَكِنْ حِينَ يَتَسَلَّطُ الأَشْرَارُ يَتَوَارَى النَّاسُ. 13 مَنْ يَكْتُمُ آثَامَهُ لَا يُفْلِحُ، وَمَنْ يَعْتَرِفُ بِها وَيُقْلِعُ عَنْهَا يَحْظَى بِالرَّحْمَةِ. 14 طُوبَى لِلإِنْسَانِ الَّذِي يَتَّقِي الرَّبَّ دَائِماً، أَمَّا مَنْ يُقَسِّي قَلْبَهُ فَيَسْقُطُ فِي الْبَلِيَّةِ. 15 الْحَاكِمُ الْعَاتِي الْمُتَسَلِّطُ عَلَى الضُّعَفَاءِ، مِثْلُ أَسَدٍ زَائِرٍ أَوْ دُبٍّ ثَائِرٍ. 16 الْحَاكِمُ الْمُفْتَقِرُ إِلَى الْفِطْنَةِ، هُوَ مُتَسَلِّطٌ جَائِرٌ. وَمَنْ يَمْقُتُ الرِّبْحَ الْحَرَامَ يَتَمَتَّعُ بِعُمْرٍ مَدِيدٍ.

17 مَنْ هُوَ مُثَقَّلٌ بِارْتِكَابِ سَفْكِ دَمٍ، يَظَلُّ طَرِيداً حَتَّى وَفَاتِهِ، وَلا يُعِينُهُ أَحَدٌ. 18 مَنْ يَسْلُكْ بِالْكَمَالِ يَنْجُ، أَمَّا الْمُنْحَرِفُ إِلَى سَبِيلَيْنِ فَيَسْقُطُ فِي أَحَدِهِمَا. 19 مَنْ يَفْلَحْ أَرْضَهُ يَكْثُرْ طَعَامُهُ، أَمَّا مَنْ يَتْبَعْ أَوْهَاماً بَاطِلَةً فَيَشْتَدّ فَقْرُهُ. 20 الرَّجُلُ الأَمِينُ يَحْظَى بِبَرَكَاتٍ غَزِيرَةٍ، وَالْمُتَعَجِّلُ إِلَى الثَّرَاءِ لَا يَكُونُ بَرِيئاً. 21 الْمُحَابَاةُ نَقِيصَةٌ، وَمِنْ أَجْلِ كِسْرَةِ خُبْزٍ يَرْتَكِبُ الإِنْسَانُ الإِسَاءَةَ. 22 ذُو الْعَيْنِ الشِّرِّيرَةِ يَسْعَى مُسْرِعاً وَرَاءَ الْغِنَى، وَلا يُدْرِكُ أَنَّ الْفَقْرَ مُطْبِقٌ عَلَيْهِ. 23 مَنْ يُوَبِّخْ إِنْسَاناً يَحْظَ مِنْ بَعْدُ بِرِضَاهُ أَكْثَرَ مِمَّنْ يَتَمَلَّقُ بِلِسَانِهِ. 24 مَنْ يَسْلُبُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ قَائِلاً: لَيْسَ فِي هَذَا إِثْمٌ، هُوَ شَرِيكُ الْهَادِمِ.

25 الإِنْسَانُ الْجَشِعُ يُثِيرُ النِّزَاعَ، وَالْمُتَوَكِّلُ عَلَى الرَّبِّ يُغْنَى. 26 الْمُتَّكِلُ عَلَى رَأْيِهِ أَحْمَقُ، أَمَّا السَّالِكُ فِي الْحِكْمَةِ فَيَنْجُو. 27 مَنْ يُحْسِنْ إِلَى الْفَقِيرِ لَا يُدْرِكْهُ عَوَزٌ وَمَنْ يَحْجِبُ عَيْنَيْهِ عَنْهُ تَنْصَبُّ عَلَيْهِ لَعْنَاتٌ كَثِيرَةٌ. 28 عِنْدَمَا يَتَسَلَّطُ الأَشْرَارُ يَتَوَارَى النَّاسُ، وَعِنْدَمَا يَبِيدُونَ يَكْثُرُ الأَبْرَارُ.

29 مَنْ كَثُرَ تَوْبِيخُهُ وَظَلَّ مُعْتَصِماً بِعِنَادِهِ، يَتَحَطَّمُ فَجْأَةً وَلا شِفَاءَ لَهُ. إِذَا سَادَ الأَبْرَارُ فَرِحَ الشَّعْبُ، وَإذَا تَسَلَّطَ الأَشْرَارُ أَنَّ النَّاسُ. مُحِبُّ الْحِكْمَةِ يُفَرِّحُ أَبَاهُ، وَعَشِيرُ الزَّوَانِي يُتْلِفُ مَالَهُ. بِالْعَدْلِ يُشِيعُ الْمَلِكُ الاسْتِقْرَارَ فِي أَرْضِهِ، وَالْمُوْلَعُ بِالرِّشْوَةِ يُدَمِّرُهَا. الْمَرْءُ الَّذِي يَتَمَلَّقُ صَاحِبَهُ يَنْشُرُ شَبَكَةً لِرِجْلَيْهِ. الشِّرِّيرُ مُقْتَنَصٌ فِي شَرَكِ إِثْمِهِ، أَمَّا الصِّدِّيقُ فَيَشْدُو وَيَبْتَهِجُ. الصِّدِّيقُ يُدْرِكُ حَقَّ الْفَقِيرِ، أَمَّا الشِّرِّيرُ فَلا يَعْبَأُ بِمَعْرِفَتِهِ. الْمُسْتَهْزِئُونَ يَفْتِنُونَ الْمَدِينَةَ، أَمَّا الْحُكَمَاءُ فَيَصْرِفُونَ الْغَضَبَ. إِنْ خَاصَمَ الْحَكِيمُ سَفِيهاً، فَلَنْ يَجِدَ رَاحَةً، سَوَاءٌ غَضِبَ السَّفِيهُ أَوْ ضَحِكَ. 10 الْمُتَعَطِّشُونَ إِلَى الدِّمَاءِ يَكْرَهُونَ الْكَامِلَ، وَالأَشْرَارُ يَلْتَمِسُونَ هَلاكَ الْمُسْتَقِيمِ. 11 الْجَاهِلُ يُفَجِّرُ غَضَبَهُ، أَمَّا الْحَكِيمُ فَيَكْبَحُهُ بِهُدُوءٍ.

12 إِنْ أَصْغَى الْحَاكِمُ إِلَى الأَكَاذِيبِ، يَكُونُ جَمِيعُ رِجَالِ حَاشِيَتِهِ أَشْرَاراً لأَنَّهُمْ يَتَمَلَّقُونَهُ. 13 فِي هَذَا يَتَشَابَهُ الْفَقِيرُ وَالظَّالِمُ، إِنَّ الرَّبَّ يُعْطِي نُوراً لِعَيْنَيْ كُلٍّ مِنْهُمَا. 14 عَرْشُ الْمَلِكِ الْقَاضِي بِالْحَقِّ لِلْفُقَرَاءِ يَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ.

15 الْعَصَا وَالتَّأْنِيبُ يُثْمِرَانِ حِكْمَةً، لَكِنَّ الصَّبِيَّ الْمُهْمَلَ يُخْجِلُ أُمَّهُ. 16 إِذَا سَادَ الأَشْرَارُ كَثُرَتِ الآثَامُ، أَمَّا الأَبْرَارُ فَيَشْهَدُونَ سُقُوطَهُمْ. 17 قَوِّمِ ابْنَكَ فَيُرِيحَكَ، وَيُشِيعَ الْمَسَرَّةَ فِي نَفْسِكَ. 18 حَيْثُ لَا رُؤْيَا يَجْمَحُ الشَّعْبُ، وَطُوبَى لِمَنْ يَحْفَظُ الشَّرِيعَةَ. 19 لَا تُؤَدِّبِ الْعَبْدَ بِمُجَرَّدِ الْكَلامِ، لأَنَّهُ وَإِنْ فَهِمَ لَا يَسْتَجِيبُ. 20 أَرَأَيْتَ إِنْسَاناً مُتَهَوِّراً فِي كَلامِهِ؟ إِنَّ لِلْجَاهِلِ رَجَاءً فِي الإِصْلاحِ أَكْثَرَ مِنْهُ. 21 مَنْ دَلَّلَ عَبْدَهُ فِي حَدَاثَتِهِ، يَتَمَرَّدُ عَلَيْهِ فِي النِّهَايَةِ. 22 الإِنْسَانُ الْغَضُوبُ يُثِيرُ النِّزَاعَ، وَالرَّجُلُ السَّخُوطُ كَثِيرُ الْمَعَاصِي. 23 كِبْرِيَاءُ الإِنْسَانِ تَحُطُّ مِنْ قَدْرِهِ، وَالْمُتَوَاضِعُ الرُّوحِ يُحْرِزُ كَرَامَةً. 24 شَرِيكُ اللِّصِّ يَمْقُتُ نَفْسَهُ، يَسْمَعُ اللَّعْنَةَ وَيَكْتُمُ الْجَرِيمَةَ. 25 الْخَشْيَةُ مِنَ النَّاسِ فَخٌّ مَنْصُوبٌ، أَمَّا الْمُتَّكِلُ عَلَى الرَّبِّ فَآمِنٌ. 26 كَثِيرُونَ يَلْتَمِسُونَ رِضَى الْمُتَسَلِّطِ، إِنَّمَا مِنَ الرَّبِّ يَصْدُرُ قَضَاءُ كُلِّ إِنْسَانٍ. 27 الرَّجُلُ الظَّالِمُ مَكْرَهَةٌ لِلصِّدِّيقِ، وَذُو السَّبِيلِ الْمُسْتَقِيمِ رِجْسٌ عِنْدَ الشِّرِّيرِ.

نَصَائِحُ عَامَّة

27 لَا تَتَفَاخَرْ بِالغَدِ، لِأنَّكَ لَا تَعْلَمُ مَا الَّذِي يَأْتِي بِهِ الغَدُ.

دَعِ الآخَرِينَ يَمْدَحُونَكَ، وَلَا تَمْتَدِحْ أنْتَ نَفْسَكَ.

الصَّخرُ ثَقِيلٌ وَالرَّملُ ثَقِيلٌ، وَلَكِنَّ غَضَبَ الأحمَقِ أثقَلُ مِنَ الصَّخرِ وَالرَّملِ مَعًا.

الغَضَبُ قَاسٍ وَالغَيظُ كَالطَّوَفَانِ، وَلَكِنْ مَنْ يَسْتَطِيعُ أنْ يَقِفَ أمَامَ الغَيْرَةِ.

التَّوبِيخُ الصَّرِيحُ أفْضَلُ مِنَ الحُبِّ المَخفِيِّ.

الجُرُوحُ الَّتِي يُسَبِّبُهَا الصَّدِيقُ دَافِعُهَا الأمَانَةُ، أمَّا العَدُوُّ، فَحَتَّى قُبُلَاتُهُ مُزَيَّفَةٌ.

الشَّبعَانُ يَدُوسُ العَسَلَ، وَلِلجَائِعِ كُلُّ مُرٍّ هُوَ حُلْوٌ.

البَعِيدُ عَنْ وَطَنِهِ يُشْبِهُ العُصفُورَ البَعِيدَ عَنْ عُشِّهِ.

كَلِمَاتُ الصَّديقِ المُخْلِصَةُ حُلْوَةٌ وَتُفَرِّحُ القَلْبَ كَالعُطُورِ الشَّذِيَّةِ.

10 لَا تَتَخَلَّ عَنْ صَدِيقِكَ وَلَا عَنْ صَدِيقِ وَالِدِكَ، وَلَكِنْ لَا تَدْخُلْ بَيْتَ أخِيكَ إذَا كُنْتَ تُواجِهُ المَشَاكِلَ. وَالجَارُ القَرِيبُ أفْضَلُ مِنَ الأخِ البَعِيدِ.

11 يَا بُنَيَّ، كُنْ حَكِيمًا فَيَفْرَحَ قَلْبِي، وَأرُدَّ عَلَى كُلِّ مَنْ يُعَيِّرُونَنِي.

12 العَاقِلُ يَرَى المَشَاكِلَ فَيَخْتَبِئُ، أمَّا الجَاهِلُ فَيَدْخُلُ فِي المَشَاكِلِ وَيَنَالُ جَزَاءَهُ.

13 خُذْ ثَوبَهُ وَارهِنْ مَا لَدَيهِ لِأنَّهُ كَفِلَ رَجُلًا غَرِيبًا وَامْرَأةً أجْنَبيَّةً.

14 الَّذِي يُلقِي التَّحِيَّةَ صَبَاحًا بِصَوْتٍ مُزعِجٍ تُحْسَبُ تَحِيَّتُهُ لَعنَةً.

15 الزَّوجَةُ الَّتِي تُثِيرُ النِّزَاعِ، تُشبِهُ نَقَرَاتِ المَاءِ المُتَسَرِّبِ فِي يَوْمٍ مُمطِرٍ.

16 وَمَنْ يُحَاوِلُ أنْ يُوقِفَهَا يَكُونُ كَمَنْ يُحَاوِلُ أنْ يُوقِفَ الرِّيحَ، أوْ كَمَنْ يُمْسِكُ زَيْتًا بِيَدٍ وَاحِدَةٍ.

17 الحَدِيدُ يَصْقُلُ الحَدِيدَ، وَالإنْسَانُ يُعَلِّمُ الإنْسَانَ وَيُهَذِّبُهُ.

18 مَنْ يَعْتَنِي بِشَجَرَةِ تِينٍ يَأْكُلُ ثَمَرَهَا، أيْضًا مَنْ يَعْتَنِي بِسَيِّدِهِ يُكَرَّمُ.

19 المَاءُ يَعْكِسُ وَجْهَ الإنْسَانِ، وَكَذَلِكَ القَلْبُ يُظْهِرُ حَالَةَ الإنْسَانِ وَطَبِيعَتَهُ.

20 الهَاوِيَةُ وَمَوْضِعُ الهَلَاكِ[a] لَا يَكْتَفِيَانِ، وَكَذَلِكَ عَينَا الإنْسَانِ لَا تَشْبَعَانِ.

21 النَّارُ تَمْتَحِنُ الفِضَّةَ وَالذَّهَبَ، كَمَا أنَّ المَدِيحَ يَمْتَحِنُ الإنْسَانَ.

22 حَتَّى لَوْ طَحَنْتَ الأحمَقَ بِمِدَقَّةٍ، فَلَنْ يُفَارِقَهُ غَبَاؤهُ!

23 اهتَمَّ بِحَالَةِ قَطِيعِكَ، وَارعَ غَنَمَكَ بِأفْضَلِ مَا تَسْتَطِيعُ،

24 لِأنَّ الغِنَى لَا يَدُومُ وَكَذَلِكَ التَّاجُ لَا يَدُومُ إلَى الأبَدِ.

25 عِنْدَمَا يَزُولُ العُشْبُ، وَيَنْمُو غَيرُهُ، وَيُجمَعُ القَشُّ مِنَ الجِبَالِ،

26 عِنْدَهَا يَكُونُ لَدَيْكَ خِرَافٌ تَلْبَسُ صُوفَهَا، وَتُيوُسٌ تَبِيعُهَا وَتَشْتَرِي حَقْلًا، 27 وَمَاعِزٌ يَكْفِي حَلِيبُهَا طَعَامًا لَكَ وَلِبَيْتِكَ وَلِخَدَمِكَ.

28 يَهْرُبُ الشِّرِّيرُ وَلَيْسَ مَنْ يُطَارِدُهُ، أمَّا البَارُّ فَشُجَاعٌ كَالأسَدِ.

الشَّعْبُ المُتَمَرِّدُ يَحْكُمُهُ كَثِيرُونَ، أمَّا الحَاكِمُ الفَطِنُ فَيُحَافِظُ عَلَى استِقْرَارِ بَلَدِهِ.

الفَقِيرُ الَّذِي يَظْلِمُ الفُقَرَاءَ يُشْبِهُ المَطَرَ الجَارِفَ الَّذِي لَا يُبقِي خَلْفَهُ شَيْئًا.

الَّذِينَ لَا يَخْضَعُونَ لِلقَوَانِينِ يُدَافِعُونَ عَنِ الشَّرِّ، أمَّا الَّذِينَ يَخْضَعُونَ لِلقَوَانِينِ فَيُقَاوِمُونَ الشَّرَّ.

الأشرَارُ لَا يَفْهَمُونَ العَدْلَ، أمَّا الَّذِينَ يتْبَعُونَ اللهَ فَيَفْهَمُونَهُ تَمَامًا.

الفَقِيرُ الَّذِي يَسْلُكُ بِاسْتِقَامَةٍ، أفْضَلُ مِنْ غَنِيٍّ يَسْلُكُ بِاحْتِيَالٍ.

مَنْ يَخْضَعُ لِلقَوَانِينِ هُوَ ابنٌ حَكِيمٌ، أمَّا صَدِيقُ المُنحَلِّينَ فَيُخزِي أبَاهُ.

مَنْ يَزِيدُ ثَروَتَهُ عَنْ طَرِيقِ الرِّبَا، سَتُعْطَى ثَروَتُهُ لِآخَرَ يَكُونُ طَيِّبًا مَعَ الفُقَرَاءِ.

مَنْ يَرْفُضُ الخُضُوعَ لِلشَّرِيعَةِ وَالتَّعلِيمِ، فَحَتَّى صَلَاتُهُ مَكرُوهَةٌ.

10 مَنْ يُضِلُّ البَارَّ لِيَسْلُكَ فِي طَرِيقِ الشَّرِّ سَيَسْقُطُ هُوَ فِي شَرِّ أعْمَالِهِ، أمَّا النَّزِيهُ فَيَنَالُ خَيْرًا.

11 الرَّجُلُ الغَنِيُّ حَكِيمٌ فِي نَظَرِ نَفْسِهِ، أمَّا الرَّجُلُ الفَقِيرُ الفَهِيمُ فَيَرى الحَقِيقَةَ.

12 عِنْدَمَا يَفْرَحُ الأبْرَارُ فَهَذَا فَخرٌ عَظِيمٌ، وَلَكِنْ عِنْدَمَا يَأْتِي الأشرَارُ يَخْتَبِئُ جَمِيعُ النَّاسِ.

13 مَنْ يُخفي خَطَايَاهُ لَا يَنْجَحُ، أمَّا مَنْ يَعْتَرِفُ بِهَا وَيَتَخَلَّى عَنْهَا فَسَيَجِدُ رَحْمَةً.

14 مُبَارَكٌ الإنْسَانُ الَّذِي يَحْفَظُ اعتِبَارَ الآخَرِينَ، أمَّا عَنِيدُ القَلْبِ فَيُواجِهُ المَشَاكِلَ.

15 الإنْسَانُ الشِّرِّيرُ الَّذِي يَحْكُمُ شَعْبًا فَقِيرًا وَضَعِيفًا يُشْبِهُ الأسَدَ الزَّائِرَ أوَالدُّبَّ الشَّرِسَ.

16 الحَاكِمُ الَّذِي يَحْكُمُ بِدُونِ فَهْمٍ هُوَ ظَالِمٌ، أمَّا الَّذِي يَكْرَهُ النَّهبَ فَسَيَحْكُمُ لِوَقْتٍ طَوِيلٍ.

17 المُثقَلُ بِذَنبِ جَرِيمَةِ قَتلٍ سَيَعِيشُ هَارِبًا حَتَّى المَوْتِ، وَلَا يَنْبَغِي أنْ يُعِينَهُ أحَدٌ.

18 مَنْ يَسْلُكُ بِأمَانَةٍ سَيَحيَا آمِنًا، أمَّا المُحتَالُ فِي أسَالِيبِهِ فَسَيَسْقُطُ فَجْأةً.

19 الَّذِي يَعْمَلُ فِي حَقلِهِ سَيَحْصُدُ الكَثِيرَ مِنَ الطَّعَامِ، أمَّا الَّذِي يَتْبَعُ الأحْلَامَ، فَسَيَجْنِي الفَقْرَ.

20 الإنْسَانُ الأمِينُ الجَدِيرُ بِالثِّقَةِ يُبَارَكُ كَثِيرًا، أمَّا الَّذِي يَبْحَثُ عَنِ الغِنَى السَّرِيعِ فَلَنْ يُفلِتَ مِنَ العِقَابِ.

21 التَّحَيُّزُ فِي الحُكْمِ لَيْسَ حَسَنًا، وَقَدْ يُخطِئُ إنْسَانٌ مِنْ أجْلِ كِسرَةِ خُبْزٍ.

22 البَخِيلُ يَبْحَثُ عَنِ الغِنَى السَّرِيعِ، وَلَكِنَّهُ لَا يُدْرِكُ أنَّهُ سَيَجِدُ الفَقرَ.

23 مَنْ يُوَبِّخُ إنْسَانًا سَيَحْظَى بِرِضَاهُ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ، أكْثَرَ مِنَ الَّذِي يَمْدَحُهُ مَدِيحًا كَاذِبًا.

24 الَّذِي يَسْرِقُ أبَاهُ وَأُمَّهُ ثُمَّ يَقُولُ: «هَذِهِ لَيْسَتْ خَطِيَّةً!» فَهُوَ أشبَهُ بِالمُخَرِّبِ!

25 الجَشِعُ يُثِيرُ الخِصَامَ، أمَّا الَّذِي يَثِقُ فِي اللهِ فَسَيُلَاقِي النَّجَاحَ.

26 الأحْمَقُ هُوَ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى نَفْسِهِ، أمَّا الَّذِي تَقُودُهُ الحِكْمَةَ فَسَيَحيَا آمِنًا.

27 الَّذِي يُعْطِي الفُقَرَاءَ لَنْ يَصِيرَ فَقِيرًا، أمَّا الَّذِي يُغلِقُ عَيْنَيْهِ عَنْهُمْ فَسَيَكْثُرُ لَاعِنُوهُ.

28 عِنْدَمَا يَحْكُمُ الأشرَارُ يَخْتَبِئُ النَّاسُ، وَلَكِنْ عِنْدَمَا يَسْقُطُ الأشرَارُ فَإنَّ الأبْرَارَ يَزْدَادُونَ.

29 الَّذِي يُصِرُّ عَلَى عِنَادِهِ عَلَى الرُّغمِ مِنْ كَثرَةِ التَّوبِيخِ، سَيَهْلِكُ مِنْ دُونِ أمَلٍ بِالإنْقَاذِ.

يَفْرَحُ النَّاسُ عِنْدَمَا يَزْدَادُ الأبْرَارُ، وَلَكِنَّهُمْ يَنُوحُونَ وَيَئِنُّونَ إذَا حَكَمَهُمُ الأشرَارُ.

مَنْ يُحِبُّ الحِكْمَةَ يُسعِدُ أبَاهُ، أمَّا مَنْ يُرَافِقُ الزَّانِيَاتِ فَسَيَخْسَرُ ثَروَتَهُ.

المَلِكُ الَّذِي يَحْكُمُ بِالعَدْلِ يُثَبِّتُ دَولَتَهُ، أمَّا المَلِكُ الَّذِي يُحِبُّ الهَدَايَا فَسَيُدَمَّرُهَا.

مَنْ يَتَمَلَّقُ صَدِيقَهُ فَإنَّهُ يَنْصِبُ لِقَدَمِيهِ فَخًّا.

الشِّرِّيرُ سَيَقَعُ فِي فَخِّ خَطِيَّتِهِ، أمَّا البَارُّ فَسَيُغَنِّي فَرِحًا.

الرَّجُلُ العَادِلُ يَهْتَمُّ بِقَضِيَّةِ الفَقِيرِ، أمَّا الشِّرِّيرُ فَلَا يَهْتَمُّ.

المُسْتَهْزِئُونَ يُشعِلُونَ المَشَاكِلَ فِي المَدِينَةِ، أمَّا الحُكَمَاءُ فَيُهَدِّئُونَ الغَضَبَ.

إذَا دَخَلَ حَكِيمٌ فِي مُحَاكَمَةٍ مَعَ حَمقَى، يَكُونُ هُنَاكَ صَخَبٌ وَاستِهزَاءٌ، وَلَا تُحَلَّ المُشكِلَةُ.

10 الَّذِينَ يَسْفُكُونَ الدِّمَاءَ يَكْرَهُونَ الأبْرَارَ، وَيُرِيدُونَ أنْ يَقْتُلُوا المُسْتَقِيمِينَ.

11 الأحْمَقُ يُظهِرُ كُلَّ غَضَبِهِ، أمَّا الحَكِيمُ فَيَضْبُطُ نَفْسَهُ.

12 الحَاكِمُ الَّذِي يُصغِي إلَى الأكَاذِيبِ، يَصِيرُ كُلُّ وُزَرَائِهِ أشْرَارًا.

13 الفَقِيرُ وَالظَّالِمُ مُتَشَابِهَانِ، فَاللهُ خَلَقَ كِلَيهِمَا.

14 إذَا حَكَمَ المَلِكُ لِلفَقِيرِ بِالعَدْلِ فَإنَّ حُكمَهُ سَيَثْبُتُ.

15 العَصَا وَالتَّوبِيخُ تُعطِيَانِ حِكْمَةً، أمَّا الوَلَدُ المَترُوكُ لِيَفْعَلَ مَا يَشَاءُ فَسَيَجْلِبُ الخِزْيَ لِأُمِّهِ.

16 إذَا ازْدَادَ الأشرَارُ ازدَادَ الإثمُ، وَالأبْرَارُ سَيَرَوْنَ سُقُوطَ الأشْرَارِ.

17 أدِّبِ ابنَكَ فَيُرِيحَكَ وَيُبهِجُ قَلْبَكَ.

18 بِلَا رُؤْيَا مِنَ اللهِ يَجْمَحُ[b] الشَّعْبَ، وَهَنيئًا لِمَنْ يَحْفَظُ تَعْلِيمَ الشَّرِيعَةِ.

19 الخَادِمُ لَا يُوَبَّخُ بِالْكَلَامِ وَحْدَهُ فَقَطْ، لِأنَّهُ يَسْمَعُ وَيَفْهَمُ وَلَكِنَّهُ لَا يَسْتَجِيبُ.

20 هَلْ رَأيْتَ إنْسَانًا مُتَسَرِّعًا فِي كَلَامِهِ؟ فَاعلَمْ أنَّهُ يُوجَدُ أمَلٌ فِي الأحمَقِ أكْثَرُ مِنْهُ.

21 إذَا دَلَّلَ الرَّجُلُ عَبْدَهُ وَهُوَ صَغِيرٌ سَيُصبِحُ عَنِيدًا عِنْدَمَا يَكْبُرُ.

22 الغَضُوبُ يُثِيرُ المِشَاكِلَ، وَالعَصَبِيُّ يَقْتَرِفُ الكَثِيرَ مِنَ الخَطَايَا.

23 الكِبرِيَاءُ تُقَلِّلُ مِنْ شَأنِ الإنْسَانِ، أمَّا المُتَوَاضِعُ فَيَحْصُلُ عَلَى الكَرَامَةِ.

24 شَرِيكُ اللِّصِّ يَكْرَهُ حَيَاتَهُ، فَهُوَ يُحَلَّفُ بِأنْ يَقُولَ الصِّدْقَ وَلَا يُجِيبُ بِشَيءٍ.

25 خَوفُ الإنْسَانِ سَيُوقِعُهُ فِي الفَخِّ، أمَّا مَنْ يَثِقُ بِاللهِ فَسَيَكُونُ فِي أمَانٍ.

26 كَثِيرُونَ يَطْلُبُونَ رِضَى الحُكَّامِ، وَلَكِنَّ العَدْلَ مِنْ عِندِ اللهِ.

27 البَارُّ يَسْتَقْبِحُ الظَّالِمَ، وَالشِّرِّيرُ يَسْتَقْبِحُ المُسْتَقِيمَ.

Footnotes

  1. 27‏:20 مَوْضِع الهَلَاك حرفيًا «أبَدُّون» وَهُوَ اسمٌ من أسْمَاءِ «الهَاوِيَة» أيْضًا. (انْظُرْ كتَاب رُؤيَا يُوحَنَّا 9‏:12)
  2. 29‏:18 يَجْمَح تحتمل معَانيَ مثل: يَفْلِتُ زِمَامُهُ، يُشَرَّدُ، يَهْلِكُ.