Add parallel Print Page Options

عِظَةُ إرْمِيَا فِي الهَيْكَل

هَذِهِ هِيَ الرِّسَالَةُ النَّبَوِيَّةُ الَّتِي أتَتْ لِإرْمِيَا مِنَ اللهِ:

«قِفْ فِي بَوَّابَةِ بَيْتِ اللهِ، وَأعلِنْ هُنَاكَ هَذِهِ الرِّسَالَةَ:

«يَا كُلَّ بَنِي يَهُوذَا العَابِرِينَ مِنْ هَذهِ البَوَّابَاتِ لِتَعْبُدُوا اللهَ، اسْتَمِعُوا إلَى هَذِهِ الرِّسَالَةِ مِنَ اللهِ. هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ القَدِيرُ إلَهُ إسْرَائِيلَ: أصلِحُوا طُرُقَكُمْ وَأعْمَالَكُمْ. فَإنْ فَعَلْتُمْ هَذَا سَأدَعُكُمْ تَسْكُنُونَ فِي هَذَا المَكَانِ. لَا تَتَّكِلُوا عَلَى عِبَارَاتٍ خَادِعَةٍ يُرَدِّدُهَا بَعْضُكُمْ: ‹هَذَا هَيْكَلُ اللهِ، هَيْكَلُ اللهِ، هَيْكَلُ اللهِ.› إنْ أصلَحْتُمْ طُرُقَكُمْ وَأعْمَالَكُمْ، وَأنْصَفَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، إنْ كُنْتُمْ لَا تُضَايِقُونَ الغُرَبَاءَ وَاليَتَامَى وَالأرَامِلَ، وَلَا تَقْتُلُونَ الأبرِيَاءَ فِي هَذَا المَكَانِ، وَلَا تَعْبُدُونَ آلِهَةً أُخْرَى لِأجْلِ خَرَابِكُمْ، حِينَئِذٍ، سَأجعَلُكُمْ تَسْكُنُونَ فِي هَذَا المَكَانِ، فِي الأرْضِ الَّتِي أعْطَيْتُهَا لِآبَائِكُمْ لِتَكُونَ لَهُمْ دَائِمًا.

«لَكِنَّكُمْ تَثِقُونَ فِي وُعُودٍ فَارِغَةٍ لَا تَنْفَعُ. أتَسْرِقُونَ وَتَقْتُلُونَ وَتَزْنُونَ وَتُقسِمُونَ بِالكَذِبِ وَتُحْرِقُونَ بَخُورًا لِعِبَادَةِ البَعْلِ، وَتَعْبُدُونَ آلِهَةً أُخْرَى لَمْ تَكُونُوا تَعْرِفُونَهَا، 10 ثُمَّ تَأْتُونَ وَتَقِفُونَ أمَامَ هَذَا الهَيْكَلِ الَّذِي يَحْمِلُ اسْمِي وَتَقُولُونَ: لَقَدْ أُنقِذْنَا. تَقُولُونَ هَذَا لِكَي تَسْتَمِرُّوا فِي أعْمَالِكُمُ البَشِعَةِ؟ 11 هَلْ صَارَ هَذَا البَيْتُ الَّذِي يَحْمِلُ اسْمِي مَغَارَةَ لُصُوصٍ بِالنِّسبَةِ لَكُمْ؟ أنَا بِنَفْسِي رَأيْتُ أنَّ هَذَا هُوَ مَوقِفُكُمْ،» يَقُولُ اللهُ.

12 «لَكِنِ اذْهَبُوا إلَى مَكَانِي المُقَدَّسِ الَّذِي كَانَ فِي شِيلُوهَ، المَكَانِ الَّذِي كُنْتُ أدعُوهُ ‹بَيْتِي،› وَانظُرُوا مَا فَعَلتُ بِهِ بِسَبَبِ الأُمُورِ الشِّرِّيرَةِ الَّتِي عَمِلَهَا شَعْبِي إسْرَائِيلُ. 13 وَالْآنَ لِأنَّكُمْ فَعَلْتُمْ هَذِهِ الأُمُورَ، يَقُولُ اللهُ، وَأنَا كَلّمْتُكُمْ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، فَلَمْ تَسْتَمِعُوا إلَيَّ، 14 فَسأفَعَلُ بِهَذَا البَيْتِ الَّذِي يَحْمِلُ اسْمِي، وَالَّذِي بِهِ تَثِقُونَ – المَكَانِ الَّذِي أعْطَيْتُهُ لَكُمْ وَلآبَائِكُمْ، مَا عَمِلْتُهُ فِي شِيلُوهَ. 15 سَأُلقِيكُمْ بَعِيدًا عَنْ وَجْهِي، تَمَامًا كَمَا عَمِلْتُ مَعَ إخْوَتِكُمْ جَمِيعِ شَعْبِ أفْرَايِمَ.

16 «أمَّا أنْتَ يَا إرمِيَا، فَلَا تُصَلِّ لِأجْلِ شَعْبِكَ، وَلَا تَصْرُخْ لِأجْلِهِمْ. لَا تَتَضَرَّعْ لِأجْلِهِمْ، لِأنَّ صَلَاتَكَ لَنْ تَصِلَنِي، وَلَنْ أسمَعَكَ. 17 ألَا تَرَى مَا يَعْمَلُونَهُ فِي مُدُنِ يَهُوذَا وَفِي شَوَارِعِ القُدْسِ؟ 18 الأطْفَالُ يَجْمَعُونَ خَشَبًا وَالآبَاءُ يُشعِلُونَ نَارًا وَالنِّسَاءُ يَعْجِنَّ، لِعَمَلِ كَعكٍ لِمَلِكَةِ السَّمَاءِ. وَيَسْكُبُونَ خَمرًا لِلآلِهَةِ الأُخرَى لِكَي يُغِيظُونِي. 19 فَهَلْ أغَاظُونِي يَقُولُ اللهُ؟ ألَا يُغِيظُونَ أنْفُسَهُمْ نَائِلِينَ الخِزْيَ وَالعَارَ؟»

20 لِذَلِكَ، هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ الإلَهُ: «سَيَنْسَكِبُ غَضَبِي وَسَخَطِي عَلَى هَذَا المَكَانِ، عَلَى النَّاسِ وَعَلَى الحَيَوَانَاتِ. عَلَى أشْجَارِ الحَقْلِ وَعَلَى ثَمَرِ الأرْضِ. سَيَشْتَعِلُ غَضَبِي وَلَنْ يَنْطَفِئَ.»

الطَّاعَةُ لَا الذَّبِيحَة

21 هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ القَدِيرُ، إلَهُ إسْرَائِيلَ: «خُذُوا ذَبَائِحَكُمْ وَأضَاحِيَكُمْ وَكُلُوا لَحْمًا. 22 لِأنَّنِي لَمْ أتَكَلَّمْ مَعَ آبَائِكُمْ، وَلَمْ آمُرْهُمْ عِنْدَمَا أخرَجتُهُمْ مِنْ أرْضِ مِصْرٍ بِخُصُوصِ الذَّبَائِحِ وَالأضَاحِي. 23 لَكِنْ هَذِهِ هِيَ الوَصِيَّةُ الَّتِي أعْطَيْتُهَا لَكُمْ: ‹أطِيعُونِي فَأكُونَ إلَهَكُمْ وَأنْتُمْ تَكُونُونَ شَعْبِي. وَتَعْمَلُونَ مَا آمُرُكُمْ بِهِ، حَتَّى يَكُونَ لَكُمْ خَيْرٌ.›

24 «وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَسْتَمِعُوا وَلَمْ يَفَتَحُوا آذَانَهُمْ، وَسَارُوا وَرَاءَ رَغبَاتِهِمُ الشِّرِّيرَةِ، فَابْتَعَدُوا عَنِّي وَلَمْ يَقْتَرِبُوا. 25 مِنْ يَوْمِ خُرُوجِ آبَائِكُمْ مِنْ أرْضِ مِصْرٍ وَحَتَّى الآنَ، أرسَلْتُ إلَيْهِمْ خُدَّامِي الأنْبِيَاءَ وَاحِدًا بَعْدَ الآخَرِ. 26 لَكِنَّهُمْ لَمْ يَسْتَمِعُوا إلَيَّ، وَلَمْ يُبَالُوا، بَلْ قَسَّوْا رِقَابَهُمْ، وَكَانُوا أشَرَّ مِنْ آبَائِهِمْ.

27 «يَا إرْمِيَا، أنْتَ سَتَنْقُلُ إلَيْهِمْ كُلَّ رَسَائِلِي، لَكِنَّهُمْ لَنْ يَسْتَمِعُوا. سَتَدْعُوهُمْ، لَكِنَّهُمْ لَنْ يَسْتَجِيبُوا. 28 سَتَقُولُ لَهُمْ: ‹هَذِهِ هِيَ الأُمَّةُ الَّتِي لَمْ تُطِعِ صَوْتَ إلَهِهَا، وَلَمْ تَقْبَلْ تَأْدِيبَهُ.› الأمَانَةُ هَلَكَتْ، وَانقَطَعَتْ مِنْ أفوَاهِهِمْ.

وَادِي القَتْل

29 «قُصِّي شَعرَكِ وَاطرَحِيهِ بَعِيدًا. ضَعِي أُغنِيَةً حَزِينَةً عَلَى شَفَتَيْكِ، لِأنَّ اللهَ قَدْ رَفَضَ وَتَرَكَ هَذَا الجِيلَ الَّذِي أسخَطَهُ. 30 لِأنَّ بَنِي يَهُوذَا صَنَعُوا الشَّرَّ أمَامِي، يَقُولُ اللهُ. وَضَعُوا تَمَاثيلَهُمُ الحَقِيرَةَ فِي البَيْتِ الَّذِي يَحْمِلُ اسْمِي لِيُنَجِّسُوهُ. 31 وَمَا زَالُوا يَبْنُونَ المُرتَفَعَاتِ[a] الَّتِي فِي تُوفَةَ فِي وَادِي ابنِ هِنُّومَ، لِكَي يُحْرِقُوا أبْنَاءَهُمْ وَبَنَاتِهُمْ فِي النَّارِ. وَأنَا لَمْ آمُرْ بِهَذَا وَلَمْ أُفَكِّرْ بِهِ. 32 لِذَلِكَ سَتَأْتِي أيَّامٌ، يَقُولُ اللهُ، عِنْدَمَا لَنْ يَعُودَ يُقَالُ: ‹هَذَا وَادِي تُوفَةَ، وَهَذَا وَادِي ابنِ هِنُّومَ.› بَلْ سَيَقُولُونَ: ‹هَذَا وَادِي القَتلِ.› وَسَيَدْفِنُونَ فِي تُوفَةَ، لِأنَّ هَذَا هُوَ وَادِي الجُثَثِ. سَيَدْفِنُونَ النَّاسَ هُنَاكَ حَتَّى لَا يَعُودَ هُنَاكَ مُتَّسَعٌ. 33 سَتَكُونُ جُثَثُ هَذَا الشَّعْبِ طَعَامًا لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَوُحُوشِ الأرْضِ. وَلَنْ يَكُونَ هُنَاكَ مَنْ يُخِيفُهُمْ. 34 سَأُصمِتُ صَوْتَ الطَّرَبِ وَالبَهجَةِ، وَصَوْتَ العَرُوسِ وَالعَرِيسِ، فِي مُدُنِ يَهُوذَا وَفِي شَوَارِعِ القُدْسِ، لِأنَّ الأرْضَ سَتَكُونُ خَرِبَةً.»

يَقُولُ اللهُ: «فِي ذَلِكَ اليَوْمِ، سَيُخرِجُونَ عِظَامَ مُلُوكِ يَهُوذَا وَعِظَامَ رُؤَسَائِهِ وَعِظَامَ كَهَنَتِهِ وَعِظَامَ أنبِيَائِهِ وَعِظَامَ سُكَّانِ مَدِينَةِ القُدْسِ مِنْ قُبُورِهِمْ. سَيَنْشُرُونَهَا تَحْتَ الشَّمْسِ وَالقَمَرِ وَنُجُومِ السَّمَاءِ. فَهَذِهِ هِيَ الأجْرَامُ السَّمَاوِيَّةُ الَّتِي يُحِبُّونَهَا وَيَعْبُدُونَهَا وَيَطْلُبُونَهَا وَيَسْجُدُونَ لَهَا. وَلَنْ تُجمَعَ العِظَامُ وَلَنْ تُدفَنَ، لَكِنَّهَا سَتَكُونُ كَالرَّوثِ عَلَى الأرْضِ.

«سَأجْعَلُ مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ يُفَضِّلُ المَوْتَ عَلَى الحَيَاةِ. هَؤُلَاءِ الَّذِينَ سَيَبْقَوْنَ مِنْ هَذِهِ القَبِيلَةِ الشِّرِّيرَةِ سَيَعِيشُونَ فِي الأمَاكِنِ الَّتِي سَأطرُدُهُمْ إلَيْهَا،» يَقُولُ اللهُ القَدِيرُ.

الخَطِيَّةُ وَالعِقَاب

«وَأنْتَ يَا إرْمِيَا قُلْ لَهُمْ:

«هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ:
عِنْدَمَا يَسْقُطُ أُنَاسٌ،
أفَلَا يَقُومُونَ ثَانِيَةً؟
وَإنِ انحَرَفَ شَخْصٌ مَا عَنْ طَرِيقِهِ،
أفَلَا يَعُودُ إلَيْهِ؟
فَلِمَاذَا يَسْتَمِرُّ هَذَا الشَّعْبُ فِي الِابتِعَادِ عَنِّي؟
وَلِمَاذَا تَوَاصِلُ القُدْسُ ارتِدَادهَا عَنِّي؟
إنَّهُمْ يَتَمَسَّكُونَ بِالخِدَاعِ،
وَيَرْفُضُونَ التَّوبَةَ.
أصغَيتُ وَانتَظَرتُ، لَكِنْ لَمْ يَتَكَلَّمْ إلَيَّ أحَدٌ.
لَا يُوجَدُ مِنْهُمْ مَنْ يَتُوبُ عَنْ شَرِّهِ وَيَقُولُ:
‹مَاذَا عَمِلْتُ؟›
إنَّهُمْ مُسْتَمِرُّونَ بِالسَّيرِ فِي طَرِيقِهِمْ،
مِثْلَ حِصَانٍ يَتُوقُ إلَى مَعرَكَةٍ.
اللَّقلَقُ فِي السَّمَاءِ يَعْرِفُ وَقْتَهُ المُعَيَّنَ،
وَاليَمَامَةُ وَالسُّنُونَةُ تَحْفَظَانِ وَقْتَ مَجِيئِهِمَا،
أمَّا شَعْبِي فَلَا يَعْرِفُ مَا يُرِيدُهُ اللهُ.

«كَيْفَ تَقُولُونَ:
‹نَحْنُ حُكَمَاءُ،
وَلَدَيْنَا شَرِيعَةُ اللهِ.›
كَذَبَ الكَتَبَةُ بِأقلَامِهِمْ.
الحُكَمَاءُ ذُلُّوا وَارتَعَبُوا وَأُسِرُوا.
رَفَضُوا تَعْلِيمَ اللهِ،
فَكَيْفَ إذًا يَدَّعُونَ بِأنَّهُمْ حُكَمَاءُ؟
10 لِذَلِكَ سَأُعْطِي نِسَاءَهُمْ لِرِجَالٍ آخَرِينَ،
وَسَأُعْطِي حُقُولَهُمْ لِمَالِكِينَ آخَرِينَ.
لِأنَّهُمْ مِنْ أفقَرِهِمْ إلَى أغنَاهُمْ،
مَالُوا إلَى الكَسبِ غَيْرِ الشَّرِيفِ.
مِنَ الأنْبِيَاءِ إلَى الكَهَنَةِ،
كُلُّهُمْ مُخَادِعُونَ.
11 يُعَالِجُونَ كَسرَ شَعْبِي بِاسْتِخفَافٍ،
يَقُولُونَ: ‹سَلَامٌ لَكُمْ، سَلَامٌ لَكُمْ،›
وَمَا مِنْ سَلَامٍ.
12 فَهَلْ خَجِلُوا بِسَبِبِ أعْمَالِهِمُ النَّجِسَةِ؟
لَمْ يَخْجلُوا وَلَمْ يَعْرِفُوا الحيَاءَ.
لِذَلِكَ سَيَسْقُطُونَ مَعَ السَّاقِطِينَ.
فِي وَقْتِ عِقَابِي لَهُمْ سَيَتَعَثَّرُونَ،»
يَقُولُ اللهُ.

13 يَقُولُ اللهُ:
«أنَا سَأجمَعُ حَصَادَهُمْ،
فَلَا يَعُودُ هُنَاكَ عِنَبٌ عَلَى الكَرمَةِ،
وَلَا تِينٌ عَلَى التِّينَةِ.
سَتَذْبُلُ الأورَاقُ.
وَمَا أعْطَيْتُهُمْ إيَّاهُ سَيَزُولُ عَنْهُمْ.[b]

14 «فَيَقُولُونَ: ‹لِمَاذَا نَحْنُ جَالِسُونَ هُنَا؟
لِنَجتَمِعْ وَنَذهَبْ إلَى المُدُنِ المُحَصَّنَةِ،
وَلْنَهلِكْ هُنَاكَ،
لِأنَّ إلَهَنَا أصمَتَنَا.
جَعَلَنَا نَشرَبُ مَاءً مُرًّا،
لِأنَّنَا أخْطَأنَا نَحْوَ اللهِ.
15 نَنتَظِرُ السَّلَامَ،
لَكِنْ لَا يُوجَدُ خَيْرٌ.
نَشتَاقُ إلَى الشِّفَاءِ،
فَإذَا بِالرُّعبِ هُنَاكَ.
16 مِنْ أرْضِ دَانٍ سَمِعْنَا صَهِيلَ خُيُولِ العَدَوِّ.
تَهْتَزُّ أرْضُنَا كُلُّهَا مِنْ ضَرَبَاتِ حَوَافِرِهَا القَوِيَّةِ.
أتَوْا وَأكَلُوا الأرْضَ وَكُلَّ مَا فِيهَا،
التَهَمُوا المَدِينَةَ وَالسَّاكِنِينَ فِيهَا.›»

17 يَقُولُ اللهُ: «لِأنِّي سَأُرْسِلُ حَيَّاتٍ بَيْنَهُمْ،
وَأفَاعِيَ لَا تَطْرُدُهَا تَعَاوِيذُ السِّحْرِ.
وَسَتَلْدَغُهُمْ!»

حُزنُ إرْمِيَا عَلَى مَا حَدَثَ لِشَعْبِه

18 الحُزنُ يَغْمُرُنِي،
قَلْبِي مَرِيضٌ.
19 أسمَعُ صَوْتَ شَعْبِي العَزِيزِ يَسْتَغِيثُ بَاكِيًا
مِنْ أرْضٍ بَعِيدَةٍ:
«هَلِ اللهُ فِي صِهْيَوْنَ؟
هَلْ مَلِكُهَا فِيهَا؟»

فَقَالَ اللهُ:
«لِمَاذَا أغَاظُونِي بِأصْنَامِهِمْ وَبِآلِهَةٍ غَرِيبَةٍ؟»
20 وَالشَّعْبُ يَقُولُ:
«زَمَنُ الحَصَادِ انْتَهَى،
وَالصَّيفُ انقَضَى،
وَلَكِنَّنَا لَمْ نُنقَذْ.»

21 انسَحَقْتُ حُزْنًا بِسَبَبِ انسِحَاقِ شَعْبِي العَزِيزِ.
أنَا حَزِينٌ، وَقَدْ تَمَلَّكَنِي اليَأْسُ.
22 ألَا يُوجَدُ بَلَسَانٌ فِي جِلعَادَ؟
ألَا يُوجَدُ فِيهَا طَبِيبٌ؟
فَلِمَاذَا لَمْ يُشْفَ شَعْبِي العَزِيزُ؟
لَيْتَ رَأسِي مَلِيئًا بِالمَاءِ،
وَعَينَيَّ نَبعُ دُمُوعٍ.
حِينَئِذٍ، كُنْتُ سَأبكِي عَلَى جَرحَى شَعْبِي العَزِيزِ
لَيْلًا وَنَهَارًا.

لَيْتَ لِي نُزلًا لِلمُتَغَرِّبينَ فِي الصَّحْرَاءِ،
لَتَرَكْتُ شَعْبِي وَرَحَلْتُ بَعِيدًا عَنْهُمْ،
لِأنَّهُمْ جَمِيعًا زُنَاةٌ،
وَجَمَاعَةٌ مِنَ المُخَادِعِينَ.

يَقُولُ اللهُ:
«يَحْنُونَ ألسِنَتَهُمْ كَأقوَاسٍ لِإطلَاقِ سِهَامِ الكَذِبِ،
وَأصبَحُوا أقوِيَاءَ فِي الأرْضِ لَيْسَ لِأجْلِ الحَقِّ،
لِأنَّهُمْ يَتَقَدَّمُونَ مِنْ شَرٍّ إلَى آخَرَ،
وَهُمْ لَا يَعْرِفُونَنِي.

«فَليَحْذَرْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ،
وَلَا تَثِقُوا بِأقرِبَائِكُمْ.
لِأنَّ كُلَّ أخٍ غَشَّاشٌ،
وَكُلَّ قَرِيبٍ يَجُولُ مُتَكَلِّمًا بِالنَّمِيمَةِ.
يَخْدَعُ النَّاسُ أصْحَابَهُمْ،
وَلَا يَتَكَلَّمُ أحَدٌ بِالحَقِّ.
يُدَرِّبُونَ لِسَانَهُمْ عَلَى الكَذِبِ.
أتعَبتْهُمْ آثَامُهُمْ حَتَّى تَكَاسَلُوا عِنِ التَّوبَةِ.
ظُلمٌ بَعْدَ ظُلمٍ، وَخِدَاعٌ فُوقَ خِدَاعٍ!
رَفَضُوا أنْ يَعْرِفُونِي،»
يَقُولُ اللهُ.

لِذَلِكَ هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ القَدِيرُ:
«سَأُنَقِّيهِمْ وَسَأمتَحِنُهُمْ.
لِأنَّهُ مَاذَا أعمَلُ غَيْرَ هَذَا لِأجْلِ شَعْبِي العَزِيزِ؟
لِسَانُهُمْ سَهمٌ مَبرِيٌّ،
وَيَتَكَلَّمُونَ بِالخِيَانَةِ بِألسِنَتِهِمْ.
كُلُّ وَاحِدٍ يَتَكَلَّمُ بِالسَّلَامِ مَعَ صَاحِبِهِ،
وَلَكِنْ فِي دَاخِلِهِ يُفَكِّرُ بِالِانْقِضَاضِ عَلَيْهِ.
ألَا يَنْبَغِي أنْ أُعَاقِبَهُمْ لِأجْلِ هَذِهِ الأُمُورِ؟
ألَا يَنْبَغِي أنْ أنْتَقِمَ مِنْ أُمَّةٍ مِثْلِ هَذِهِ؟»
يَقُولُ اللهُ:

10 سَأبكِي وَأُوَلوِلُ عَلَى الجِبَالِ،
سَأُغَنِّي أُغنِيَةً حَزِينَةً عَلَى مَرَاعِي البَرِّيَّةِ،
لِأنَّهَا خَرِبَتْ، وَلَا يَمُرُّ فِيهَا أحَدٌ،
وَلَا يُسمَعُ صَوْتُ المَاشِيَةِ فِي الأرْضِ.
مِنْ طَيرِ السَّمَاءِ إلَى وَحشِ الأرْضِ،
كُلُّهُمْ تَاهُوا وَذَهَبُوا.

11 وَيَقُولُ: «سَأجْعَلُ مَدِينَةَ القُدْسِ كَومَةَ خَرَابٍ
وَمَسْكَنًا لِبَنَاتِ آوَى.
سَأُحَوِّلُ مُدُنَ يَهُوذَا إلَى خَرَائِبَ،
بِلَا سَاكِنِينَ.»

12 مَنْ هُوَ الحَكِيمُ الَّذِي يَفَهمُ هَذَا، وَالَّذِي تَكَلَّمَ فَمُ اللهِ إلَيْهِ؟ فَلِيَشْرَحْ سَبَبَ خَرَابِ الأرْضِ، وَسَبَبَ احتِرَاقِهَا كَالصَّحرَاءِ الَّتِي لَا يَعْبُرُهَا أحَدٌ.

13 وَقَالَ اللهُ: «هَذَا بِسَبَبِ تَرْكِهِمْ لِشَرِيعَتِي الَّتِي وَضَعتُهَا أمَامَهُمْ. لَمْ يَسْتَمِعُوا لِي، وَلَمْ يَعْمَلُوا مَا تَقُولُهُ الشَّرِيعَةُ. 14 بَلْ أصَرُّوا بِعِنَادٍ عَلَى السَّيرِ فِي طَرِيقِهِمْ، وَأصَرُّوا عَلَى السَّيرِ وَرَاءَ البَعْلِ الَّذِي عَلَّمَهُمْ آبَاؤُهُمْ عَنْهُ.»

15 لِذَلِكَ هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ القَدِيرُ، إلَهُ إسْرَائِيلَ:
«سَأجْعَلُ هَذَا الشَّعْبَ يَأْكُلُ المَرَارَةَ،
وَسَأسقِيهِمْ مَاءَ العَلقَمِ.
16 سَأُبَدِّدُهُمْ بَيْنَ الأُمَمِ
الَّتِي لَمْ يَعْرِفْهَا آبَاؤُهُمْ
وَلَا هُمْ عَرَفُوهَا.
وَسَأُرْسِلُ السَّيْفَ وَرَاءَهُمْ
حَتَّى أُبِيدَهُمْ تَمَامًا.»

17 هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ القَدِيرُ:
«فَكِّرُوا بِمَا سَيَحْدُثُ،
وَاستَدْعُوا النَّوَاحَاتِ،
النِّسَاءِ المَاهِرَاتِ فِي البُكَاءِ.
18 لِيَأْتِينَ سَرِيعًا،
وَلْيَرْفَعنَ عَلَيْنَا وَلوَلَةً وَنُواحًا،
حَتَّى تَفِيضَ الدُّمُوعُ مِنْ عُيُونِنَا،
وَتَتَدَفَّقُ أجفَانُنَا بِالمَاءِ.

19 «صَوْتُ النُّواحِ مَسمُوعٌ مِنْ صِهْيَوْنَ:
‹كَيْفَ خَرِبنَا!
نَحْنُ خَجِلُونَ جِدًّا
تَرَكْنَا الأرْضَ!
هَدَمَ الأعْدَاءُ مَسكَنَنَا.›»

20 أيَّتُهَا النِّسَاءُ، اسْمَعْنَ كَلِمَةَ اللهِ،
وَأصغِينَ إلَى مَا يَقُولُهُ.
عَلِّمْنَ بَنَاتِكُنَّ النُّواحَ،
وَلْتُعَلِّمِ المَرْأةُ جَارَتَهَا أغنِيَةَ الحُزنِ هَذِهِ:

21 «دَخَلَ المَوْتُ مِنْ نَوَافِذِنَا،
وَصَلَ إلَى حُصُونِنَا،
لِيَبْتَعِدِ الأطْفَالُ عَنِ الشَّوَارِعِ،
وَالشَّبَابُ عَنْ سَاحَاتِ المَدِينَةِ.»

22 «قُلْ: ‹هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ:
سَتَسْقُطُ الجُثَثُ فِي الحُقُولِ كَرَوْثِ المَاشِيَةِ،
وَكَحُزمَةٍ مِنَ القَمْحِ تُرِكَتْ بَعْدَ الحَصَادِ،
وَلَا يُوجَدُ مَنْ يَأْخُذُهَا.›»

23 هَذَ مَا يَقُولُهُ اللهُ:
«لَا يَفْتَخِرِ الحَكِيمُ بِحِكمَتِهِ،
وَلَا القَوِيُّ بِقُوَّتِهِ،
وَلَا الغَنِيُّ بِثَروَتِهِ،
24 لَكِنْ، إنْ أرَادَ أحَدٌ أنْ يَفْتَخِرَ،
فَلْيَفْتَخِرْ بِأنَّهُ يَفْهَمُنِي وَيَعْرِفُنِي
أنَا اللهَ الرَّحِيمَ العَادِلَ البَارَّ فِي الأرْضِ،
وَمِثْلُ هَؤُلَاءِ يَحْظَوْنَ بِرِضَايَ.»
يَقُولُ اللهُ.

25 يَقُولُ اللهُ: «هَا الأيَّامُ آتِيَةٌ، حِينَ أُعَاقِبُ كُلَّ المَختُونِينَ فِي الظَّاهِرِ فَقَطْ: 26 مِصْرٍ وَيَهُوذَا وَأدُومَ وَالعَمُّونِيِّينَ وَمُوآبَ. وَسَأُعَاقِبُ كُلَّ سُكَّانِ البَرِّيَّةِ الَّذِينَ يَحْلِقُونَ سَوَالِفَهُمْ.[c] وَكَذَلِكَ جَمِيعَ الأُمَمِ اللَّامَختُونِينَ[d] فِي أجسَادِهِمْ، وَجَمِيعَ بَنِي إسْرَائِيلَ الَّذِينَ قُلُوبُهُمْ غَيْرُ مَختُونَةٍ.»[e]

Footnotes

  1. 7‏:31 مرتفَعَات كَانَتْ أمَاكِنُ العِبَادَةِ وَتقديمِ الذَّبَائِحِ تَكْثُرُ فِي المَنَاطِقِ المُرْتَفِعَةِ.
  2. 8‏:13 مَا أعْطَيْتُهُمْ … عَنهُم هُنَاكَ صُعُوبَةٌ فِي فهمِ هَذَا المقطع فِي اللغةِ العِبْريّة.
  3. 9‏:26 يَحْلِقُونَ سَوَالِفَهُم كَانَ عَلَى رِجَالِ بَعْضِ الشُّعُوبِ الوَثَنِيّةِ أن يحلِقُوا سوَالِفَهُمْ كَجُزءٍ من طُقوسِ عبَادةِ آلِهَتِهِمْ. وَقَدْ نَهَى اللهُ بِنِي إسرَائيلَ عَنْ ذَلِكَ. (انْظُرْ كتَاب اللَّاوِيِّين 19‏:27)
  4. 9‏:26 اللَّامَخْتُونِين وَهُوَ لقبٌ يطلقه اليهودُ عَلَى غيرهم من الأمم الَّتِي لَمْ تُعتبرْ مشمولةً فِي عَهْد الله مَعَ إسرَائِيل. انْظُرْ أيْضًا أفسس 2‏:11.
  5. 9‏:26 قلوبهم غير مختونة أيْ غيرَ طَاهرة.