رسالة بخصوص موآب

48 نُبُوءَةٌ عَنِ الْمُوَآبِيِّينَ: هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: «وَيْلٌ لِنَبُو لأَنَّهَا أَصْبَحَتْ أَطْلالاً. لَحِقَ الْعَارُ بِقَرْيَتَايِمَ وَتَمَّ الاسْتِيلاءُ عَلَيْهَا. خَزِيَ الْحِصْنُ وَارْتَعَبَ. زَالَ فَخْرُ مُوآبَ وَتَآمَرُوا فِي حَشْبُونَ عَلَيْهَا شَرّاً قَائِلِينَ: هَيَّا نَهْدِمُهَا فَلا تَكُونُ أُمَّةً بَعْدُ. وَأَنْتِ أَيْضاً يَا مَدْمِينُ، يُهَيْمِنُ عَلَيْكِ صَمْتُ الْمَوْتِ وَيُلاحِقُكِ السَّيْفُ. اسْمَعُوا صَوْتَ صُرَاخٍ مِنْ حُورُونَايِمَ: قَدْ حَلَّ بِنَا هَلاكٌ وَدَمَارٌ عَظِيمَانِ. قَدْ تَحَطَّمَتْ مُوآبُ، وَبَلَغَ صُرَاخُهَا صُوغَرَ. إِذْ عَلَى مُرْتَفَعِ لُوحِيتَ يَصْعَدُونَ بَاكِينَ بِمَرَارَةٍ، وَعَلَى مُنْحَدَرِ حُورُونَايِمَ يَتَرَدَّدُ صُرَاخُ الانْكِسَارِ. اهْرُبُوا وَانْجُوا بِأَنْفُسِكُمْ. كُونُوا كَعَرْعَرٍ فِي الْبَرِّيَّةِ.

لأَنَّكُمُ اتَّكَلْتُمْ عَلَى أَعْمَالِكُمْ وَكُنُوزِكُمْ، سَتُسْبَوْنَ أَيْضاً وَيَقَعُ الصَّنَمُ كَمُوشُ أَيْضاً أَسِيراً وَيُؤْخَذُ إِلَى الْمَنْفَى مَعَ كَهَنَتِهِ وَرُؤَسَائِهِ. وَيَزْحَفُ الْمُدَمِّرُ إِلَى كُلِّ مَدِينَةٍ، فَلا تُفْلِتُ مِنْهُ إِحْدَاهَا، فَيَبِيدُ الْوَادِي، وَيَتْلَفُ السَّهْلُ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ قَضَى. أَعْطُوا مُوآبَ أَجْنِحَةً، فَيُحَلِّقَ طَائِراً. قَدْ أَصْبَحَتْ مُدُنُهُ أَطْلالاً مَهْجُورَةً مِنَ النَّاسِ.

10 مَلْعُونٌ مَنْ يَقُومُ بِعَمَلِ الرَّبِّ مُتَهَاوِناً، وَمَلْعُونٌ مَنْ حَظَرَ عَلَى سَيْفِهِ الدَّمَ.

11 قَدْ قَضَى مُوآبُ حَيَاةً مُتْرَفَةً مُنْذُ حَدَاثَتِهِ، كَالْخَمْرِ الْمُسْتَقِرِّ عَلَى عَكَرِهِ. لَمْ يُفْرَغْ مِنْ إِنَاءٍ إِلَى إِنَاءٍ، وَلَمْ يَذْهَبْ إِلَى السَّبْيِ قَطُّ لِذَلِكَ ظَلَّ مُحْتَفِظاً بِطَعْمِهِ وَلَمْ تَتَغَيَّرْ رَائِحَتُهُ. 12 هَا هِيَ أَيَّامٌ مُقْبِلَةٌ، يَقُولُ الرَّبُّ، أُرْسِلُ فِيهَا إِلَيْهِ عَابِرِي السَّبِيلِ سَاكِبِي الْجِرَارِ، فَيَسْكُبُونَهُ وَيُفْرِغُونَ جِرَارَهُ وَيُحَطِّمُونَ دِنَانَهُ. 13 فَيَعْتَرِي الْمُوآبِيِّينَ الْخَجَلُ مِنْ كَمُوشَ، كَمَا اعْتَرَى الْخَجَلُ الإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنْ بَيْتِ إِيلَ، مُتَّكَلِهِمْ.

14 كَيْفَ تَقُولُونَ: إِنَّنَا أَبْطَالٌ وَجَبَابِرَةُ حَرْبٍ؟ 15 إِنَّ مُوآبَ سَيُدَمَّرُ، وَتُغْزَى مُدُنُهُ، وَتَنْزِلُ نُخْبَةُ شُبَّانِهِ لِلذَّبْحِ، يَقُولُ الْمَلِكُ الَّذِي اسْمُهُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ. 16 قَدْ أَزِفَتْ بَلِيَّةُ مُوآبَ وَمِحْنَتُهُ أَقْبَلَتْ مُسْرِعَةً. 17 فَارْثُوهُ يَا جَمِيعَ الْمُحِيطِينَ بِهِ وَسَائِرَ الْعَارِفِينَ اسْمَهُ. قُولُوا انْكَسَرَ صَوْلَجَانُ الْعِزِّ وَقَضِيبُ الْمَجْدِ. 18 اهْبِطِي مِنَ الْمَجْدِ وَاجْلِسِي عَلَى الأَرْضِ الْظَّمْأَى أَيَّتُهَا السَّاكِنَةُ فِي دِيبُونَ، لأَنَّ مُدَمِّرَ مُوآبَ قَدْ زَحَفَ عَلَيْكِ وَهَدَمَ حُصُونَكِ. 19 قِفِي عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ وَرَاقِبِي يَا سَاكِنَةَ عَرُوعِيرَ. اسْأَلِي الْهَارِبَ وَالنَّاجِيَةَ بِنَفْسِهَا: مَاذَا جَرَى؟ 20 فَيَأْتِيَ الْجَوَابُ: قَدْ لَحِقَ الْخِزْيُ بِمُوآبَ، لأَنَّهُ صَارَ أَطْلالاً فَوَلْوِلُوا وَأَعْوِلُوا. أَذِيعُوا فِي أَرْنُونَ أَنَّ مُوآبَ قَدْ أَصْبَحَ خَرَاباً.

21 قَدْ وَقَعَ الْقَضَاءُ عَلَى أَرْضِ السَّهْلِ، وَعَلَى حُولُونَ، وَعَلَى يَهْصَةَ، وَعَلَى مَيْفَعَةَ، 22 وَعَلَى دِيبُونَ، وَعَلَى نَبُو، وَعَلَى بَيْتِ دَبْلَتَايِمَ، 23 وَعَلَى قَرْيَتَايِمَ، وَعَلَى بَيْتِ جَامُولَ، وَعَلَى بَيْتِ مَعُونَ، 24 وَعَلَى قَرْيُوتَ، وَعَلَى بُصْرَةَ، وَعَلَى كَافَّةِ مُدُنِ بِلادِ مُوآبَ الْبَعِيدَةِ وَالْقَرِيبَةِ. 25 قَدْ كُسِرَ قَرْنُ مُوآبَ، وَتَحَطَّمَتْ ذِرَاعُهُ، يَقُولُ الرَّبُّ.

26 أَسْكِرُوهُ حَتَّى يَتَمَرَّغَ فِي قَيْئِهِ، وَيُصْبِحَ مَهْزَأَةً، لأَنَّهُ تَغَطْرَسَ عَلَى الرَّبِّ. 27 أَلَمْ يُصْبِحْ إِسْرَائِيلُ مَهْزَأَةً لَدَيْكَ؟ أَكَانَ بَيْنَ اللُّصُوصِ حَتَّى كُنْتَ تَهُزُّ رَأْسَكَ بِاحْتِقَارٍ كُلَّمَا جَاءَ ذِكْرُهُ عَلَى لِسَانِكَ؟

28 اهْجُرُوا الْمُدُنَ وَأَقِيمُوا بَيْنَ الصُّخُورِ يَا أَهْلَ مُوآبَ، وَكُونُوا كَالْحَمَامَةِ الَّتِي تُعَشِّشُ عِنْدَ حَافَةِ فَوَّهَةِ الْكَهْفِ. 29 قَدْ سَمِعْنَا عَنْ عَجْرَفَةِ مُوآبَ الْمُفْرِطَةِ. إِنَّهُ شَدِيدُ الْكِبْرِيَاءِ. سَمِعْنَا عَنْ غَطْرَسَتِهِ وَتَشَامُخِهِ وَغُرُورِهِ، وَعَنِ ارْتِفَاعِ قَلْبِهِ. 30 قَدْ عَرَفْتُ كِبْرِيَاءَهُ يَقُولُ الرَّبُّ، إِنَّمَا زَهْوُهُ بَاطِلٌ، وَتَفَاخُرُهُ عَدِيمُ الْجَدْوَى. 31 لِذَلِكَ أَنُوحُ عَلَى مُوآبَ وَأُعْوِلُ عَلَى كُلِّ أَهْلِهِ، وَأَئِنُّ عَلَى رِجَالِ قِيرَ حَارِسَ. 32 أَبْكِي عَلَيْكِ أَكْثَرَ مِنَ الْبُكَاءِ عَلَى يَعْزِيرَ يَا جَفْنَةَ سَبْمَةَ الَّتِي امْتَدَّتْ فُرُوعُهَا حَتَّى الْبَحْرِ، بَلْ بَلَغَتْ بَحْرَ يَعْزِيرَ، فَإِنَّ الْمُدَمِّرَ قَدِ انْقَضَّ عَلَى حَصَادِكِ النَّاضِجِ وَقِطَافِكِ. 33 قَدْ تَلاشَى الْفَرَحُ وَالْغِبْطَةُ مِنْ بَسَاتِينِ مُوآبَ وَمِنْ حُقُولِهِ، وَأُوْقِفَ تَدَفُّقُ الْخَمْرِ مِنَ الْمَعَاصِرِ فَلا يَدُوسُهَا دَائِسٌ بِهُتَافٍ، بَلْ تَعْلُو صَرَخَاتٌ لَا هُتَافَ فِيهَا. 34 يَرْتَفِعُ الصُّرَاخُ مِنْ حَشْبُونَ إِلَى أَلْعَالَةَ فَيَاهَصَ. أَطْلَقُوا أَصْوَاتَهُمْ مِنْ صُوغَرَ إِلَى حُورُونَايِمَ حَتَّى الْعِجْلَةِ الثَّالِثَةِ، لأَنَّ مِيَاهَ نِمْرِيمَ أَيْضاً قَدْ نَضَبَتْ. 35 وَأُبِيدُ مِنْ مُوآبَ، يَقُولُ الرَّبُّ، مَنْ يُقَرِّبُ ذَبِيحَةً عَلَى مُرْتَفَعَةٍ، وَمَنْ يُحْرِقُ بَخُوراً لِآلِهَةِ الْوَثَنِ. 36 لِذَلِكَ يَئِنُّ قَلْبِي عَلَى مُوآبَ كَأَنِينِ مِزْمَارٍ، وَيَنُوحُ فُؤَادِي عَلَى رِجَالِ قِيرَ حَارِسَ كَنَوْحِ النَّايِ، فَإِنَّ ثَرْوَتَهُمْ الَّتِي اكْتَسَبُوهَا قَدْ تَبَدَّدَتْ.

37 قَدْ أَصْبَحَ كُلُّ رَأْسٍ أَقْرَعَ، وَكُلُّ لِحْيَةٍ مَحْلُوقَةً، تَجَرَّحَتِ الأَيْدِي وَتَمَنْطَقَتِ الأَحْقَاءُ بِالْمُسُوحِ. 38 شَاعَ الْنَّوْحُ عَلَى سُطُوحِ مُوآبَ وَفِي شَوَارِعِهَا كُلِّهَا، لأَنِّي حَطَّمْتُ مُوآبَ كَإِنَاءٍ لَيْسَ لأَحَدٍ رَغْبَةٌ فِيهِ، يَقُولُ الرَّبُّ. 39 لَشَدَّ مَا تَحَطَّمْتَ! لَشَدَّ مَا يُوَلْوِلُونَ: كَيْفَ أَدْبَرَ مُوآبُ مُجَلَّلاً بِالْخِزْيِ؟ قَدْ صَارَ مَثَارَ هُزْءٍ وَرُعْبٍ لِكُلِّ مَنْ حَوْلَهُ». 40 لأَنَّ هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ: «انْظُرُوا، هَا وَاحِدٌ يَطِيرُ مُسْرِعاً كَالنَّسْرِ بَاسِطاً جَنَاحَيْهِ ضِدَّ مُوآبَ. 41 فَيَسْتَوْلِي عَلَى الْمُدُنِ، وَتَسْقُطُ الْحُصُونُ، وَتُصْبِحُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ قُلُوبُ مُحَارِبِي مُوآبَ كَقَلْبِ امْرَأَةٍ فِي مَخَاضِهَا. 42 يَهْلِكُ مُوآبُ وَلا يَبْقَى أُمَّةً، لأَنَّهُ قَدْ تَغَطْرَسَ عَلَى الرَّبِّ. 43 يَتَرَصَّدُكُمُ الرُّعْبُ وَالْحُفْرَةُ وَالْفَخُّ يَا أَهْلَ مُوآبَ، يَقُولُ الرَّبُّ. 44 مَنْ يَهْرُبُ مِنَ الْخَوْفِ يَقَعُ فِي الْحُفْرَةِ، وَمَنْ يَصْعَدُ مِنَ الْحُفْرَةِ يَعْلَقُ بِالْفَخِّ، لأَنِّي أَجْلِبُ عَلَى مُوآبَ هَذِهِ الْمِحَنَ فِي سَنَةِ عِقَابِهِمْ، يَقُولُ الرَّبُّ. 45 فِي ظِلِّ حَشْبُونَ وَقَفَ الْهَارِبُونَ خَائِرِي الْقُوَى، لأَنَّ نَاراً انْدَلَعَتْ مِنْ حَشْبُونَ، وَشُعْلَةً مِنْ سِيحُونَ، فَالْتَهَمَتْ رُكْنَ مُوآبَ وَهَامَةَ الْمُتَبَجِّحِينَ الْغَوْغَائِيِّينَ. 46 وَيْلٌ لَكَ يَا مُوآبُ! قَدْ بَادَ شَعْبُ كَمُوشَ، لأَنَّ بَنِيكَ وَبَنَاتِكَ أُخِذُوا إِلَى السَّبْيِ. 47 وَلَكِنِّي أَرُدُّ سَبْيَ مُوآبَ فِي الأَيَّامِ الآتِيَةِ»، يَقُولُ الرَّبُّ. إِلَى هُنَا خِتَامُ الْقَضَاءِ عَلَى مُوآبَ.

رسالة بخصوص عمون

49 نُبُوءَةٌ عَنْ بَنِي عَمُّونَ، هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ: «أَلَيْسَ لإِسْرَائِيلَ أَبْنَاءُ؟ أَلَيْسَ لَهُ وَارِثٌ؟ فَمَا بَالُ مَلِكِ الْعَمُّونِيِّينَ قَدِ اسْتَوْلَى عَلَى مِيرَاثِ سِبْطِ جَادٍ وَسَكَنَ شَعْبُهُ فِي مُدُنِهِ؟ لِذَلِكَ هَا أَيَّامٌ مُقْبِلَةٌ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَجْعَلُ فِيهَا هُتَافَ الْقِتَالِ يَتَرَدَّدُ فِي رَبَّةِ الْعَمُّونِيِّينَ، فَتَصِيرُ تَلَّةَ أَطْلالٍ، وَتُحْرَقُ قُرَاهَا بِالنَّارِ فَيُجْلِي الإِسْرَائِيلِيُّونَ الَّذِينَ أَجْلَوْهُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ. أَعْوِلِي يَا حَشْبُونُ لأَنَّ عَايَ قَدْ خَرِبَتْ. ابْكِينَ يَا بَنَاتِ رَبَّةَ وَتَمَنْطَقْنَ بِالْمُسُوحِ. انْدُبْنَ وَاذْرَعْنَ الأَرْضَ بَيْنَ السِّيَاجَاتِ فَإِنَّ مَلِكَكُنَّ سَيَذْهَبُ إِلَى السَّبْيِ مَعَ كَهَنَتِهِ وَرُؤَسَائِهِ جَمِيعاً. مَا بَالُكِ تُبَاهِينَ بِالأَوْدِيَةِ أَيَّتُهَا الابْنَةُ الْمُخَادِعَةُ الَّتِي اتَّكَلَتْ عَلَى نَفَائِسِهَا قَائِلَةً: مَنْ يُهَاجِمُنِي؟ هَا أَنَا أُوْقِعُ بِكِ الرُّعْبَ مِنْ جَمِيعِ الْمُحِيطِينَ بِكِ، فَيَتَشَرَّدُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَطْرُوداً، وَلَيْسَ مَنْ يَجْمَعُ شَتَاتَ الْهَارِبِينَ. ثُمَّ أَعُودُ فَأَرُدُّ سَبْيَ الْعَمُّونِيِّينَ، يَقُولُ الرَّبُّ».

رسالة بخصوص أدوم

نُبُوءَةٌ عَنِ الأَدُومِيِّينَ: هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ: «أَلَمْ تَبْقَ فِي تِيمَانَ حِكْمَةٌ بَعْدُ؟ هَلْ بَادَتِ الْمَشُورَةُ مِنْ ذَوِي الْفَهْمِ؟ هَلْ تَلاشَتْ حِكْمَتُهُمْ؟ اهْرُبُوا: أَدْبِرُوا، اخْتَبِئُوا فِي الأَعْمَاقِ يَا سُكَّانَ دَدَانَ، لأَنِّي سَأُوْقِعُ الْبَلِيَّةَ بِذُرِّيَّةِ عِيسُو فِي أَوَانِ عِقَابِهَا. لَوْ أَقْبَلَ قَاطِفُو الْعِنَبِ إِلَيْكَ، أَلا يُبْقُونَ خُصَاصَةً؟ وَلَوِ انْسَلَّ اللُّصُوصُ لَيْلاً، أَلا يَقْنَعُونَ بِسَلْبِ مَا يَكْفِيهِمْ؟ 10 أَمَّا أَنَا فَقَدْ جَرَّدْتُ ذُرِّيَّةَ عِيسُو، وَكَشَفْتُ عَنْ مَخَابِئِهَا السِّرِّيَّةِ، وَلَيْسَ فِي وُسْعِهَا الاخْتِفَاءُ. هَلَكَ أَبْنَاءُ عِيسُو وَإخْوَتُهُ وَجِيرَانُهُ وَلَمْ يَبْقَ لَهُ أَثَرٌ بَعْدُ. 11 اتْرُكْ أَيْتَامَكَ فَإِنِّي أُحْيِيهِمْ، وَلْتَتَّكِلْ أَرَامِلُكَ عَلَيَّ». 12 لأَنَّ هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ: «إِنْ كَانَ الَّذِينَ لَا يَسْتَحِقُّونَ تَجَرُّعَ كَأْسِ الْعِقَابِ قَدْ تَجَرَّعُوهُ، أَتُفْلِتُ أَنْتَ مِنَ الْعِقَابِ؟ إِنَّكَ لَنْ تُفْلِتَ مِنَ الْعِقَابِ، بَلْ عَلَيْكَ أَنْ تَجْرَعَهُ حَتْماً. 13 هَا أَنَا قَدْ أَقْسَمْتُ بِنَفْسِي»، يَقُولُ الرَّبُّ، «أَنْ تُصْبِحَ بُصْرَةُ عُرْضَةً لِلرُّعْبِ وَالْعَارِ وَالْخَرَابِ وَاللَّعْنَةِ، وَتَغْدُو مُدُنُهَا خَرَائِبَ دَائِمَةً». 14 تَبَلَّغْتُ رِسَالَةً مِنْ لَدُنِ الرَّبِّ، أَنَّ سَفِيراً قَدْ بُعِثَ إِلَى الأُمَمِ قَائِلاً: «احْشِدُوا أَنْفُسَكُمْ لِمُهَاجَمَتِهَا. هُبُّوا لِلْقِتَالِ. 15 قَدْ جَعَلْتُكَ صَغِيراً فِي الأُمَمِ، حَقِيراً بَيْنَ النَّاسِ. 16 قَدْ خَدَعَكَ مَا تُثِيرُهُ مِنْ رُعْبٍ، وَأَغْوَتْكَ كِبْرِيَاءُ قَلْبِكَ، يَا مَنْ تُقِيمُ فِي شُقُوقِ الصَّخْرِ وَتَعْتَصِمُ بِقِمَّةِ التَّلِّ. وَلَكِنَّنِي سَأَطْرَحُكَ مِنْ هُنَاكَ وَلَوْ بَنَيْتَ عُشَّكَ عَالِياً كَعُشِّ النَّسْرِ، يَقُولُ الرَّبُّ. 17 سَتُصْبِحُ أَدُومُ مَثَارَ رُعْبٍ، وَكُلُّ مَنْ يَمُرُّ بِها تَعْتَرِيهِ رِعْدَةٌ، وَيَصْفَرُ مِنْ جَرَّاءِ كُلِّ نَكْبَاتِهَا، 18 وَيُصِيبُهَا مَا أَصَابَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَمَا جَاوَرَهُمَا، مِنِ انْقِلابٍ، يَقُولُ الرَّبُّ، فَلا يَسْكُنُ هُنَاكَ إِنْسَانٌ وَلا يَتَغَرَّبُ فِيهَا أَحَدٌ. 19 هَا هُوَ يَنْقَضُّ عَلَى الأَدُومِيِّينَ فِي مَوَاطِنِ صُخُورِهِمْ كَمَا يَنْقَضُّ فَجْأَةً أَسَدٌ مِنْ أَجَمَاتِ نَهْرِ الأُرْدُنِّ؛ وَفِي لَحْظَةٍ أَطْرُدُهُمْ مِنْهَا وَأُقِيمُ عَلَيْهَا مَنْ أَخْتَارُهُ، لأَنَّهُ مَنْ هُوَ مِثْلِي؟ وَمَنْ يُحَاكِمُنِي؟ وَأَيُّ رَاعٍ يَقْوَى عَلَى مُوَاجَهَتِي؟ 20 لِذَلِكَ اسْمَعُوا مَا خَطَّطَهُ الرَّبُّ ضِدَّ أَدُومَ، وَمَا دَبَّرَهُ ضِدَّ سَاكِنِي تِيمَانَ: هَا صِغَارُ الْقَوْمِ يُجَرُّونَ، وَتَنْهَدِمُ مَسَاكِنُهُمْ عَلَيْهِمْ. 21 مِنْ صَوْتِ سُقُوطِهِمْ تَرْجُفُ الأَرْضُ، وَأَصْدَاءُ صُرَاخِهِمْ تَبْلُغُ الْبَحْرَ الأَحْمَرَ. 22 هَا هُوَ يُحَلِّقُ كَالنَّسْرِ، وَيَنْشُرُ جَنَاحَيْهِ عَلَى بُصْرَةَ، فَتُصْبِحُ قُلُوبُ جَبَابِرَةِ أَدُومَ كَقَلْبِ امْرَأَةٍ مَاخِضٍ».

رسالة بخصوص دمشق

23 نُبُوءةٌ عَنْ دِمَشْقَ: «قَدْ لَحِقَ الْخِزْيُ بِحَمَاةَ وَأَرْفَادَ إِذْ بَلَغَتْهُمَا الأَنْبَاءُ الْمُزْعِجَةُ، ذَابَتَا خَوْفاً وَاضْطَرَبَتَا كَالْبَحْرِ الْهَائِجِ. 24 خَارَتْ قُوَى دِمَشْقَ وَأَدْبَرَتْ لِتَهْرُبَ، وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا الرُّعْبُ، وَأَدْرَكَهَا الْكَرْبُ وَالأَلَمُ كَامْرَأَةٍ مَاخِضٍ. 25 كَيْفَ لَمْ يُبْقِ عَلَى الْمَدِينَةِ الشَّهِيرَةِ، مَدِينَةِ مَسَرَّتِي؟ 26 لِذَلِكَ سَيَتَسَاقَطُ شَبَابُهَا فِي سَاحَاتِهَا، وَيَبِيدُ جَمِيعُ جُنُودِهَا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، يَقُولُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ. 27 سَأُضْرِمُ النَّارَ فِي سُورِ دِمَشْقَ فَتَلْتَهِمُ قُصُورَ بَنْهَدَدَ».

رسالة بخصوص قيدار وممالك حاصور

28 نُبُوءَةٌ عَنْ قِيدَارَ وَمَمَالِكِ حَاصُورَ الَّتِي هَاجَمَهَا نَبُوخَذْنَصَّرُ: «هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ: هُبُّوا وَازْحَفُوا عَلَى قِيدَارَ. دَمِّرُوا أُمَمَ الْمَشْرِقِ. 29 فَإِنَّ خِيَامَهُمْ وَقُطْعَانَ أَغْنَامِهِمْ يُسْتَوْلَى عَلَيْهَا، وَتُؤْخَذُ أَسْتَارُهُمْ وَأَمْتِعَتُهُمْ، وَتُنْهَبُ جِمَالُهُمْ مِنْهُمْ، وَيَهْتِفُ بِهِمِ الرِّجَالُ: الرُّعْبُ يُحْدِقُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ.

30 اهْرُبُوا سَرِيعاً. تَفَرَّقُوا. تَوَارَوْا فِي الأَعْمَاقِ يَا أَهْلَ حَاصُورَ، يَقُولُ الرَّبُّ، لأَنَّ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكَ بَابِلَ تَآمَرَ عَلَيْكُمْ وَدَبَّرَ خُطَّتَهُ ضِدَّكُمْ. 31 هُبُّوا، وَازْحَفُوا عَلَى أُمَّةٍ مُتْرَفَةٍ تَسْكُنُ فِي طُمَأْنِينَةٍ، يَقُولُ الرَّبُّ. لَا بَوَّابَاتِ لَهَا وَلا مَزَالِيجَ بَلْ تَسْكُنُ مُنْفَرِدَةً. 32 سَتُصْبِحُ إِبِلُهُمْ غَنِيمَةً وَمَاشِيَتُهُمْ سَلْباً، وَأُذَرِّي لِكُلِّ رِيحٍ كُلَّ مَقْصُوصِي زَوَايَا الشَّعْرِ، وَأُوْقِعُ بِهِمِ الْبَلِيَّةَ مِنْ كُلِّ جَوَانِبِهِمْ، يَقُولُ الرَّبُّ. 33 فَتُصْبِحُ حَاصُورُ مَأْوَى لِبَنَاتِ آوَى، وَخَرَاباً إِلَى الأَبَدِ. لَا يُقِيمُ هُنَاكَ أَحَدٌ، وَلا يَتَغَرَّبُ فِيهَا إِنْسَانٌ».

رسالة بخصوص عيلام

34 النُّبُوءَةُ الَّتِي أَوْحَى بِها الرَّبُّ إِلَى إِرْمِيَا عَنْ عِيلامَ فِي مُسْتَهَلِّ حُكْمِ صِدْقِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا: 35 هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ: «هَا أَنَا أُحَطِّمُ قَوْسَ عِيلامَ، عِمَادَ قُوَّتِهِمْ. 36 وَأُرْسِلُ عَلَى عِيلامَ الرِّيَاحَ الأَرْبَعَ مِنْ أَطْرَافِ السَّمَاءِ الأَرْبَعَةِ، وَأُذَرِّيهِمْ لِكُلِّ تِلْكَ الرِّيَاحِ، فَلا تَبْقَى أُمَّةٌ لَا يُسْبَى إِلَيْهَا الْعِيلامِيُّونَ. 37 وَأُفْزِعُ عِيلامَ أَمَامَ أَعْدَائِهِمْ وَأَمَامَ طَالِبِي نُفُوسِهِمْ، وَأُعَاقِبُهُمْ بِالشَّرِّ وَبِغَضَبِي اللّاهِبِ، وَأَجْعَلُ السَّيْفَ يَتَعَقَّبُهُمْ حَتَّى أُفْنِيَهُمْ. 38 وَأَنْصِبُ عَرْشِي فِي عِيلامَ، وَأَقْضِي عَلَى مَلِكِهِمْ وَعَلَى عُظَمَائِهِمْ.

39 وَلَكِنْ أَرُدُّ سَبْيَ عِيلامَ فِي الأَيَّامِ الآتِيَةِ يَقُولُ الرَّبُّ».

رِسَالَةُ اللهِ عَنْ مُوآب

48 هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ القَدِيرُ، إلَهُ إسْرَائِيلَ، عَنْ مُوآبَ:

«وَيْلٌ لِجَبَلِ نَبُو،
لِأنَّهُ سَيُدَمَّرُ.
قِرْيَنَايِمُ تَعَرَّضَتْ لِلعَارِ وَالسَّبْيِ،
القَلعَةُ خَزِيَتْ وَارتَعَبَتْ.
لَمْ تَعُدْ هُنَاكَ أغَانٍ عَنْ مُوآبَ.
تَآمَرُوا بِالشَّرِّ عَلَيْهَا فِي حَشبُونَ.
يَقُولُونَ: ‹تَعَالَوْا لِنُفْنِ هَذِهِ الأُمَّةَ.›
وَأنتِ أيْضًا يَا مَدْمِينُ سَتَصْمُتِينَ،
وَالمَعرَكَةُ سَتُتعِبُكِ.
صَوْتُ صَرخَةٍ سُمِعَ مِنْ حُورُونَايِمَ،
هُنَاكَ خَرَابٌ وَكَارِثَةٌ عَظِيمَةٌ.
تَحَطَّمَتْ مُوآبُ،
وَصِغَارُهَا صَرَخُوا.
لِأنَّ شَعْبَ مُوآبَ بِالبُكَاءِ يَصْعَدُونَ
فِي طَرِيقِهِمْ إلَى لُوحِيثَ.
لِأنَّهُمْ فِي مُنحَدَرِ حُورُونَايِمَ،
سَمِعُوا صُرَاخَ الجَرحَى.
اهرُبُوا، انجُوا بِحَيَاتِكُمْ،
صِيرُوا كَشُجَيرَةِ شَوكٍ فِي الصَّحرَاءِ.

«بِسَبَبِ اتِّكَالِكِ عَلَى أعْمَالِكِ وَكُنُوزِكِ.
أنْتِ أيْضًا سَتُؤخَذِينَ.
وَسَيَذْهَبُ كَمُوشُ إلَى السَّبْيِ
مَعَ كَهَنَتِهِ وَرُؤَسَائِهِ.
سَيَأْتِي مُدَمِّرٌ إلَى كُلِّ مَدِينَةٍ،
وَلَنْ تَنْجُوَ أيَّةُ مَدِينَةٍ.
سَيَهْلِكُ الوَادِي، وَالسَّهلُ سَيُدَمَّرُ،
تَمَامًا كَمَا قَالَ اللهُ.
ضَعُوا مِلحًا عَلَى مُوآبَ
لِأنَّهَا سَتَتَحَوَّلُ إلَى خَرَابٍ،[a]
سَتُصبِحُ مُدُنُهَا مَهجُورَةً
لَا يَسْكُنُ فِيهَا سَاكِنٌ.

10 «مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ اللهِ بِتَرَاخٍ،
وَمَلعُونٌ مَنْ يَمْنَعُ سَيفَهُ عَنْ سَفكِ الدَّمِ.

11 «مُوآبُ مُسْتَرِيحٌ مُنْذُ شَبَابِهِ،
مُسْتَقِرٌّ كَالخَمْرِ العَتِيقَةِ
الَّتِي لَمْ تُسكَبْ مِنْ إنَاءٍ إلَى إنَاءٍ.
لَمْ يَذْهَبْ إلَى السَّبْيِ،
وَلِهَذَا حَافَظَ عَلَى مَذَاقِهِ،
وَرَائِحَتُهُ لَمْ تَتَغَيَّرْ.
12 لِذَلِكَ، سَتَأْتِي أيَّامٌ، يَقُولُ اللهُ،
عِنْدَمَا سَأُرْسِلُ عَلَيْهِ مَنْ يَقْلِبُ آنِيَتَهُ،
فَيَقْلِبُونَهُ وَيُفرِغُونَ آنِيَتَهُ،
وَيُحَطِّمُونَ أوعِيَتَهُ.»

13 حِينَئِذٍ، سَيَخْجَلُ مُوآبُ مِنْ إلَهِهِ كَمُوشَ، كَمَا خَجِلَ بَنُو إسْرَائِيلَ مِنِ اتِّكَالِهِمْ عَلَى بَيْتِ إيلٍ.

14 «كَيْفَ تَقُولُونَ: ‹نَحْنُ مُحَارِبُونَ،
نَحْنُ جُنُودٌ أقوِيَاءُ؟›
15 الدَّمَارُ صَعِدَ إلَى مُوآبَ وَمُدُنِهَا،
وَأفضَلُ شَبَابِهِ قَدْ قُتِلُوا،
يَقُولُ المَلِكُ، الَّذِي اسْمُهُ يهوه[b] القَدِيرُ.
16 كَارِثَةُ مُوآبَ وَشِيكَةُ الوُصُولِ،
وَالشَّرُّ مُسرِعٌ جِدًّا بَاتِّجَاهِهِ.
17 نُوحُوا لِأجْلِهِ، يَا كُلَّ السَّاكِنِينَ حَوْلَهُ،
يَا كُلَّ الَّذِينَ يَعْرِفُونَ اسْمَهُ.
قُولُوا: ‹كَيْفَ انكَسَرَ الرُّمحُ القَوِيُّ!
كَيْفَ انكَسَرَ قَضِيبُ الجَلَالِ!›

18 «انزِلِي عَنْ مَجْدِكِ،
وَاجلِسِي فِي الأرْضِ القَاحِلَةِ،
أيَّتُهَا السَّاكِنَةُ فِي دِيبُونَ.
لِأنَّ مُدَمِّرَ مُوآبَ صَعِدَ إلَيكِ،
وَسَيُدَمِّرُ حُصُونَكِ.

19 «قِفِي بِجَانِبِ الطَّرِيقِ،
وَرَاقِبِي الأرْضَ،
يَا سَاكِنَةَ عَرُوعِيرَ.
اسألِي الهَارِبَ، وَقُولِي لِلفَارِّ:
‹مَاذَا حَدَثَ؟›

20 «خَزِيَ مُوآبُ،
لِأنَّهُ قَدْ دُمِّرَ.
وَلْوِلُوا وَاصرُخُوا،
وَخَبِّرُوا عَلَى طُولِ نَهْرِ أرنُونَ
إنَّ مُوآبَ قَدْ دُمِّرَ.
21 أتَى الحُكْمُ عَلَى سُهُولِ مُوآبَ،
وَعَلَى حُولُونَ وَعَلَى يَهْصَةَ وَعَلَى مَيفَعَةَ
22 وَعَلَى دَيبُونَ وَعَلَى نَبُو وَعَلَى بَيْتِ دَبلَتَايِمَ
23 وَعَلَى بَيْتِ جَامُولَ وَعَلَى بَيْتِ مَعُونَ
24 وَعَلَى قَرْيُوتَ وَعَلَى بَيْتِ بُصْرَةَ
وَعَلَى كُلِّ مُدُنِ أرْضِ مُوآبَ البَعِيدَةِ وَالقَرِيبَةِ.
25 قُطِعَ قَرنُ مُوآبَ،
وَذِرَاعُهُ اليُمْنَى انكَسَرَتْ.»
يَقُولُ اللهُ.

26 «أسْكِرُوهُ،
لِأنَّهُ تَعَظَّمَ عَلَى اللهِ.
سَيَتَمَرَّغُ مُوآبُ فِي قَيئِهِ،
سَيَكُونُ أُضحُوكَةً.

27 «ألَمْ يَكُنْ إسْرَائِيلُ أُضحُوكَةً لَدَيكَ؟
فَقَدْ أُمسِكَ مَعَ اللًّصُوصِ.
لِأنَّكَ تَهُزُّ رَأسَكَ عِنْدَمَا تَتَكَلَّمُ عَنْهُ.
28 اهجُرُوا المُدُنَ،
وَاسكُنُوا فِي الصُّخُورِ،
يَا سُكَّانَ مُوآبَ.
صِيرُوا مِثْلَ يَمَامَةٍ تُعَشِّشُ فِي شُقُوقِ الكُهُوفِ.

29 «سَمِعْنَا عَنْ كِبرِيَاءِ مُوآبَ وَتَعَظُّمِهِ.
سَمِعْنَا عَنْ تَشَامُخِهِ وَكِبرِيَائِهِ
وَعَجرَفَتِهِ وَقَلْبِهِ المُتعَالِي.»

30 يَقُولُ اللهُ:
«أنَا أعْرِفُ غَطرَسَتَهُ،
يَتَبَاهَى كَذِبًا،
وَلَا يَعْمَلُ بِمَا يَقُولُ.»
31 لِهَذَا، سَأنُوحُ عَلَى مُوآبَ،
سَأصرُخُ بِألَمٍ عَلَى كُلِّ مُوآبَ.
سَأئِنُّ عَلَى رِجَالِ قِيرِ حَارِسَ.
32 بِسَبَبِ بُكَاءِ يَعْزِيرَ،
سَأبكِي عَلَيْكِ يَا كَرمَةَ سِبْمَةَ.
وَصَلَتْ فُرُوعُكِ إلَى البَحْرِ،
امتَدَّتْ إلَى بَحرِ يَعْزِيزَ،
وَقَعَ الدَّمَارُ عَلَى ثَمَرِكِ وَعَلَى عِنَبِكِ.
33 السَّعَادَةُ وَالفَرَحُ نُزِعَا مِنَ الكَرمِلِ[c]
وَمِنْ أرْضِ مُوآبَ.
مَنَعْتُ النَّبِيذَ مِنَ المَعَاصِرِ.
لَا أحَدَ يَدُوسُ العِنَبَ بِهُتَافَاتِ الِابتِهَاجِ.
غَابَتْ هُتَافَاتُ الفَرَحِ.

34 «يَصْرُخُ النَّاسُ بِألَمٍ مِنْ حَشْبُونَ إلَى ألعَالَةَ إلَى يَاهَصَ، وَمِنْ صُوغَرَ إلَى حُورُونَايِمَ وَعِجلَةَ شَلِيشَةَ. فَحَتَّى مِيَاهُ نِمرِيمَ جَفَّتْ.» 35 يَقُولُ اللهُ: «سَأمْنَعُ شَعْبَ مُوآبَ مِنْ تَقْدِيمِ الذَّبَائِحِ فِي المُرتَفعَاتِ، وَتَقْدِيمِ القَرَابِينِ لِآلِهَتِهِمْ.

36 «لِذَلِكَ، يَنُوحُ قَلْبِي عَلَى مُوآبَ مِثْلَ نَايٍ. يَنُوحُ قَلْبِي عَلَى رِجَالِ قِيرِ حَارِسَ مِثْلَ نَايٍ لِأنَّ ثَروَةَ مُوآبَ هَلَكَتْ. 37 لِأنَّ كُلَّ رَأسٍ أصلَعُ، وَكُلَّ لِحيَةٍ مَحلُوقَةٌ. الجُرُوحُ عَلَى أيدِيهِمْ، وَالخَيْشُ عَلَى أجْسَامِهِمْ. 38 فِي كُلِّ سَاحَاتِ مُدُنِهَا نَوْحٌ لِأنِّي كَسَرْتُ مُوآبَ مِثْلَ إنَاءٍ لَا يَرْغَبُ فِيهِ أحَدٌ،» يَقُولُ اللهُ.

39 «يُنُوحُ أهْلُ مُوآبَ وَيَقُولُونَ: تَحَطَّمَ شَعْبُ مُوآبَ! أعْطَى ظَهرَهُ بِخِزيٍ! صَارَ أُضحُوكَةً وَعِبرَةً تُرعِبُ جَمِيعَ مَنْ هُمْ حَوْلَهُ.»

40 لِأنَّ هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ:
«سَيَكُونُ الأمْرُ كَنَسرٍ مُنقَضٍّ
وَبَاسِطٍ جَنَاحَيهِ عَلَى مُوآبَ.
41 أُخِذَتِ المُدُنُ،
وَهُزِمَتِ الحُصُونُ.
فِي ذَلِكَ اليَوْمِ،
سَتَكُونُ قَلُوبُ أقوِيَاءِ مُوآبَ
كَقَلْبِ امْرأةٍ فِي آلَامِ الوِلَادَةِ.
42 لَنْ يَعُودَ مُوآبُ شَعْبًا فِيمَا بَعْدُ،
لِأنَّهُ تَعَظَّمَ عَلَى اللهِ

43 يَقُولُ اللهُ:
«خَوفٌ وَحُفرَةٌ ومِصيَدَةٌ عَلَيْكَ
يَا سَاكِنَ مُوآبَ.
44 مَنْ يَهْرُبُ مِنَ الخَوفِ
سَيَقَعُ فِي الحُفرَةِ.
وَالَّذِي يَصْعَدُ مِنَ الحُفرَةِ،
سَيُمسَكُ بِالمِصيَدَةِ.
لِأنِّي سَأجْلِبُ هَذَا عَلَى شَعْبِ مُوآبَ
فِي سَنَةِ عِقَابِهِمْ.»
يَقُولُ اللهُ.

45 «فِي ظِلِّ حَشبُونَ وَقَفَ الهَارِبُونَ بِلَا قُوَّةٍ،
لِأنَّ نَارًا خَرَجَتْ مِنْ حَشْبُونَ،
وَلَهِيبًا مِنْ بَيْتِ سِيحُونَ،
وَسَيَلْتَهِمُ نَوَاصِيَ مُوآبَ،
وَرَؤوسَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَحْتَفِلُونَ.
46 وَيْلٌ لَكَ يَا مُوآبُ!
شَعْبُ كَمُوشَ[d] قَدْ فَنِيَ.
لِأنَّ أبْنَاءَكَ أُخِذُوا إلَى السَّبيِ،
وَبَنَاتِكَ إلَى الأسرِ.

47 «لَكِنِّي سَأُعِيدُ مَا أُخِذَ مِنْ مُوآبَ
فِي الأيَّامِ الأخِيرَةِ.»
يَقُولُ اللهُ.

هَذِهِ نِهَايَةُ الحُكْمِ عَلَى مُوآبَ.

رِسَالَةُ اللهِ إلَى عَمُّون

49 رِسَالَةٌ عَنِ العَمُّونِيِّينَ. هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ:

«ألَا يُوجَدُ لِإسْرَائِيلَ أبْنَاءٌ؟
ألَا يُوجَدُ لَهُ وَارِثٌ؟
إذًا لِمَاذَا يَمْتَلِكُ عَابِدُو مُولَكَ مُدُنَ جَادٍ،
وَلِمَاذَا يَعِيشُ شَعْبُ مُولَكَ فِي مُدُنِ جَادٍ؟»

يَقُولُ اللهُ:
«لِذَلِكَ سَتَأْتِي أيَّامٌ،
حِينَ أُطلِقُ صَوْتَ نِدَاءِ المَعْرَكَةِ
عَلَى رَبَّةِ العَمُّونِيِّينَ،
سَتَصِيرُ تَلًّا خَرِبًا.
كُلُّ القُرَى المُحِيطَةِ بِهَا سَتُحرَقُ بِالنَّارِ.
وَسَيَمْتَلِكُ بَنُو إسْرَائِيلَ الَّذِينَ امتَلَكُوهُمْ،»
يَقُولُ اللهُ.

«وَلْوِلِي يَا حَشبُونُ،
لِأنَّ عَايًا، قَدْ خَرِبَتْ.
اصرُخنَ يَا بَنَاتِ رَبَّةَ.
البَسْنَ الخَيْشَ،
وَلْوِلْنَ وَطُفْنَ بَيْنَ حَظَائِرِ الغَنَمِ.
اعمَلْنَ هَذَا لِأنَّ مُولَكَ سَيَذْهَبُ إلَى السَّبيِ
مَعَ كَهَنَتِهِ وَرُؤَسَائِهِ.
لِمَاذَا تَتَفَاخَرِينَ بِقُوَّتِكِ؟
قُوَّتُكِ سَتَنهَارُ أيَّتُهَا البِنتُ الخَائِنَةُ!
تَثِقينَ بِثَروَتِكِ وَتَقُولِينَ:
‹مَنْ يَقْدِرُ أنْ يُهَاجِمَنِي؟›»

يَقُولُ الرَّبُّ الإلَهُ القَديرُ:
«سَآتِي بِالخَوفِ عَلَيْكِ
مِنْ كُلِّ الَّذِينَ هُمْ حَوْلَكِ.
كُلُّكُمْ سَتُطرَدُونَ،
وَلَنْ يَكُونَ هُنَاكَ جَمعٌ لِلتَّائِهِينَ.»

يَقُولُ اللهُ: «وَبَعْدَ هَذَا، سَأُعِيدُ مَا سُبِيَ مِنَ العَمُّونِيِّينَ.»

رِسَالَةُ اللهِ إلَى أدُوم

رِسَالَةٌ عَنْ أدُومَ. هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ القَدِيرُ:

«ألَمْ تَعُدْ هُنَاكَ حِكمَةٌ فِي تَيمَانَ؟
هَلْ بَادَتِ القُدرَةُ عَلَى إعطَاءِ النَّصِيحَةِ مِنَ الفُهَمَاءِ؟
هَلْ فُقِدَتْ حِكمَتُهُمْ؟
يَا سُكَّانَ دَدَانَ، اهْرُبُوا، ارْجِعُوا وَاخْتَبِئُوا.
لِأنِّي سَأجْلِبُ رُعبًا عَلَى عِيسُو، وَقْتَ عِقَابِي لَهُ.

«إنْ جَاءَ قَاطِفُو العِنَبِ إلَيْكَ،
فَإنَّهُمْ يَتْرُكُونَ بَعْضَ العَنَاقِيدِ.
وَإنْ أتَى اللُّصُوصُ فِي اللَّيلِ،
فَإنَّهُمْ يَنْهَبُونَ مَا يُرِيدُونَ فَقَطْ.
10 أمَّا أنَا فَقَدْ جَرَّدْتُ عِيسُو تَمَامًا،
كَشَفتُ أمَاكِنَهُ المُسْتَتِرَةَ،
حَتَّى لَا يَسْتَطِيعَ أنْ يَخْتَبِئَ.
سَيُقضَى عَلَى نَسْلِهِ وَعَائِلَتِهِ وَأصْحَابِهِ،
فَلَا يَعُودُ لَهُ وُجُودٌ فِيمَا بَعْدُ.
11 اترُكْ يَتَامَاكَ،
وَأنَا سَأُعْطِيهِمْ حَيَاةً.
اترُكْ أرَامِلَكَ،
وَسَيَتَّكِلْنَ عَلَيَّ.»

12 لِأنَّ هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ: «بَعْضُ الَّذِينَ سَيَشْرَبُونَ كَأسَ الغَضَبِ لَمْ يُتَّهَمُوا بِخَطيَّةٍ، أمَّا أنْتَ يَا أدُومُ فَقَدْ أخطَأتَ، وَلِذَا فَإنَّكَ حَتمًا سَتَشْرَبُ مِنْ كَأسِ غَضَبِ اللهِ. 13 فَأنَا قَدْ أقْسَمْتُ بِذَاتِي، يَقُولُ اللهُ، إنَّكَ سَتَصِيرُ خَرَابًا وَسَبَبَ رُعبٍ وَسُخْرِيَةٍ وَلَعنَةً. سَتَصِيرُ بُصرَةُ وَمُدُنُهَا خَرَابًا أبَدِيًّا.»

14 سَمِعْتُ خَبَرًا مِنَ اللهِ،
وَأرْسَلَ رَسُولًا إلَى الأُمَمِ يَقُولُ:
«تَجَمَّعُوا وَتَعَالَوْا عَلَى أدُومَ،
وَانْهَضُوا لِلمَعرَكَةِ.
15 هَا إنِّي سَأجَعَلُكَ صَغِيرًا بَيْنَ الأُمَمِ يَا أدُومُ،
وَسَتَكُونُ مُحتَقَرًا بَيْنَ النَّاسِ.
16 خُدِعْتَ بِقُدرَتِكَ عَلَى إثَارَةِ الرُّعبِ،
وَبِكِبرِيَاءِ قَلْبِكَ.
أيُّهَا السَّاكِنُ فِي شُقُوقِ الصَّخرِ،
وَالمَالِكُ التَّلَّةَ المُرْتَفِعَةَ.
مَعَ أنَّكَ تَجْعَلُ عُشَّكَ مُرْتَفِعًا كَمَا يَعْمَلُ النَّسرُ،
لَكِنِّي سَأُنزِلُكَ مِنْ هُنَاكَ.»
يَقُولُ اللهُ.

17 «سَتُصبِحُ أدُومُ مَثَارَ رُعبٍ لِغَيرِهَا،
وَسَيَذْعَرُ وَيَنْدَهِشُ كُلُّ مَنْ يَمُرُّ فِيهَا.
18 كَمَا انقَلَبَتْ سَدُومُ وَعَمُورَةُ وَسُكَّانُهَا،
هَكَذَا لَنْ يَسْكُنَ أحَدٌ هُنَاكَ،
وَلَنْ يَرْتَحِلَ فِيهَا أحَدٌ.»
يَقُولُ اللهُ.

19 كَمَا يَصْعَدُ أسَدٌ مِنْ أدغَالِ نَهْرِ الأُرْدُنِّ إلَى مَرعَىً دَائِمٍ، هَكَذَا سَأطرُدُ أدُومَ سَرِيعًا مِنْ هَذِهِ الأرْضِ، وَسَأُعَيِّنُ مَنْ أختَارُهُ. لِأنَّهُ مَنْ مِثْلِي؟ وَمَنْ سَيَدْعُونِي إلَى المَحْكَمَةِ؟ وَمَنْ هُوَ الرَّاعِي الَّذِي يَقِفُ أمَامِي؟

20 لِذَلِكَ اسْمَعُوا قَضَاءَ اللهِ عَلَى أدُومَ،
وَالأحكَامَ الَّتِي قَرَّرَهَا ضِدَّ سُكَّانِ تَيمَانَ.
سَيُسْحَبُ الصِّغَارُ كَالغَنَمِ،
وَلَنْ يَبْقَى أحَدٌ فِي المَرَاعِي بِسَبِبِ ذَلِكَ.
21 سَتَرْتَجِفُ الأرْضُ
مِنْ صَوْتِ سُقُوطِهِمْ.
وَسَيُسمَعُ صَوْتُ صُرَاخِهِمْ حَتَّى فِي البَحْرِ الأحْمَرِ.

22 سَأكُونُ كَالنَّسرِ الَّذِي يَرْتَفِعُ وَيَنْطَلِقُ
وَيَبْسُطُ جَنَاحَيهِ عَلَى بُصْرَةَ،
وَقَلْبُ جَبَابِرَةِ أدُومَ
سَيَصِيرُ كَقَلْبِ امْرأةٍ تَتَمَخَّضُ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ.

رِسَالَةُ اللهِ عَنْ دِمَشق

23 رِسَالَةُ اللهِ عَنْ دِمَشقَ:

«خَزِيَتْ حَمَاةُ وَأرفَادُ،
لِأنَّهُمَا سَمِعَتَا خَبَرًا رَدِيئًا.
ذَابَ سُكَّانُهُمَا مِنَ الخَوفِ،
وَاضطَرَبُوا كَبَحرٍ هَائِجٍ لَا يَهْدَأُ.
24 ضَعُفَتْ دِمَشقُ.
التَفَتَتْ لِتَهْرُبَ،
لَكِنَّ الرُّعبَ أمسَكَهَا.
أمسَكَتْهَا الرَّعدَةُ وَالألَمُ.
مِثْلَ امْرأةٍ تَلِدُ.

25 «كَيْفَ لَمْ تُهْجَرِ المَدِينَةُ السَّعِيدَةُ بَعْدُ،
مَدِينَةُ المُتْعَةِ؟
26 لِذَلِكَ، سَيَسْقُطُ شَبَابُهَا فِي سَاحَاتِهَا،
وَجُنُودُهَا سَيُقْتَلُونَ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ،»
يَقُولُ اللهُ القَدِيرُ.

27 «سَأُشعِلُ نَارًا فِي أسْوَارِ دِمَشقَ،
وَسَتَلْتَهِمُ قُصُورَ بَنْهَدَدَ.»

رِسَالَةُ اللهِ عَنْ قِيدَارَ وَحَاصُور

28 رِسَالَةٌ بِخُصُوصِ قِيدَارَ وَمَمَالِكِ حَاصُورَ الَّتِي ضَرَبَهَا نَبُوخَذْنَاصَّرُ، مَلِكُ بَابِلَ. هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ:

«قُومُوا وَاصعَدُوا إلَى قِيدَارَ،
وَاضرِبُوا سُكَّانَ المَشْرِقِ.
29 خِيَمُهُمْ وَقُطعَانُهُمْ سَتُؤخَذُ،
مَعَ سَتَائِرِ خِيَمِهِمُ الدَّاخِلِيَّةِ وَآنِيَتِهِمْ.
سَيَأْخُذُونَ جِمَالَهُمْ، وَيُنَادُونَ إلَيْهِمْ:
‹الرُّعبُ مِنْ حَوْلِكُمْ،›
30 اهرُبُوا!
فِرُّوا بَعِيدًا!
اختَبِئُوا، يَا سُكَّانَ حَاصُورَ،»
يَقُولُ اللهُ،
«لِأنَّ نَبُوخَذْنَاصَّرَ، مَلِكَ بَابِلَ،
قَدْ وَضَعَ عَلَيْكُمْ خُطَطًا،
وَتَآمَرَ عَلَيْكُمْ.

31 «قُومُوا! حَارِبُوا أُمَّةً تَسْكُنُ بِاطمِئنَانٍ،
أُمَّةً تَشْعُرُ بِالأمَانِ وَالحِمَايَةِ.
لَيْسَ لَهَا بَوَّابَاتٌ أوْ عَوَارِضُ،
وَتَسْكَنُ وَحدَهَا.»
يَقُولُ اللهُ.

32 «سَتَصِيرُ جِمَالُهُمْ غَنِيمَةً،
وَمَاشِيَتُهُمُ الكَثِيرَةُ سَلْبًا.
وَسَأُبَدِّدُ الشَّعْبَ مَحلُوقَ السَّوَالِفِ[e]
إلَى جِهَاتِ الرِّيَاحِ الأرْبَعِ.
وَسَأجْلِبُ المَصَائِبَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ الجِهَاتِ،»
يَقُولُ اللهُ.

33 «وَسَتَصِيرُ حَاصُورُ مَسكَنًا لِبَنَاتِ آوَى،
وَمَكَانًا خَرِبًا إلَى الأبَدِ.
لَنْ يَسْكُنَ هُنَاكَ أحَدٌ،
وَلَنْ يَرْتَحِلَ فِيهَا أحَدٌ.»

رِسَالَةُ اللهِ عَنْ عِيلَام

34 هَذِهِ هِيَ كَلِمَةُ اللهِ الَّتِي أتَتْ إلَى إرْمِيَا النَّبِيِّ بِخُصُوصِ عِيلَامَ فِي بِدَايَةِ مُلكِ صِدْقِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا.

35 هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ القَدِيرُ:
«سَأُكَسِّرُ قُوَّةَ عِيلَامَ العَسكَرِيَّةَ،
سَأُكَسِّرُ قُوَّتَهَا العَظِيمَةَ،
36 سَأجْلِبُ عَلَى عِيلَامَ الرِّيَاحَ الأرْبَعَ
مِنْ أرْبَعِ زَوَايَا السَّمَاءِ.
سَأُبَدِّدُهُمْ إلَى جِهَاتِ الرِّيحِ الأرْبَعِ،
وَلَنْ تَكُونَ هُنَاكَ أُمَّةٌ لَنْ يُطرَدَ إلَيْهَا شَعْبُ عِيلَامَ.
37 سَأُحَطِّمُ شَعْبَ عِيلَامَ أمَامَ أعْدَائِهِمْ،
وَأمَامَ مَنْ يُرِيدُونَ قَتْلَهُمْ.
وَسَأجْلِبُ عَلَيْهِمْ ألَمًا،
لِأُرِيهِمْ غَضَبِي عَلَيْهِمْ،
وَسَأطرُدُهُمْ بِالحَرْبِ حَتَّى أُفنِيهِمْ.»
يَقُولُ اللهُ.

38 «سَأضَعُ عَرشِي فِي عِيلَامَ،
سَأُلَاشِي المَلِكَ وَالرُّؤَسَاءَ مِنْ هُنَاكَ.»
يَقُولُ اللهُ.

39 «وَلَكِنْ بَعْدَ تِلْكَ الأيَّامِ،
سَأُعِيدُ مَا أُخِذَ مِنْ عِيلَامَ.» يَقُولُ اللهُ.

Footnotes

  1. 48‏:9 ضَعُوا … خَرَاب هُنَاكَ صُعُوبَةٌ فِي فهمِ هَذَا المقطع فِي اللغةِ العِبْريّة.
  2. 48‏:15 يهوه أقْرَب مَعْنَى لِهذَا الاسْم «الكَائن.»
  3. 48‏:33 الكرمل أيْ الأرْض الخصبة، ويقصد بِهَا أرْض مُوآب.
  4. 48‏:46 كَمُوش أحد الآلهة الرئيسيين فِي مُوآب.
  5. 49‏:32 محلُوق السَّوَالِف كَانَ عَلَى رِجَالِ بَعْضِ الشُّعُوبِ الوَثَنِيّةِ أن يحلِقُوا سوَالِفَهُمْ كَجُزءٍ من طُقوسِ عبَادةِ آلِهَتِهِمْ. وَقَدْ نَهَى اللهُ بِنِي إسرَائيلَ عَنْ ذَلِكَ. (انْظُرْ كتَاب اللَّاوِيِّين 19‏:27)

ملكيصادق الكاهن

فَإِنَّ مَلْكِيصَادَقَ الْمَذْكُورَ، كَانَ مَلِكاً عَلَى مَدِينَةِ سَالِيمَ وَكَاهِناً لِلهِ الْعَلِيِّ، فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ. وَقَدِ اسْتَقْبَلَ إِبْرَاهِيمَ الْعَائِدَ مُنْتَصِراً مِنْ مَعْرَكَةٍ هَزَمَ فِيهَا عَدَداً مِنَ الْمُلُوكِ، وَبَارَكَهُ. وَأَدَّى لَهُ إِبْرَاهِيمُ عُشْراً مِنْ كُلِّ مَا غَنِمَهُ فِي الْمَعْرَكَةِ. فَمِنْ جِهَةٍ، يَعْنِي اسْمُ مَلْكِيصَادَقَ «مَلِكَ الْعَدْلِ». وَمِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، كَانَ لَقَبُهُ «مَلِكَ سَالِيمَ» أَيْ «مَلِكَ السَّلامِ». وَالْوَحْيُ لَا يَذْكُرُ لَهُ أَباً وَلا أُمّاً وَلا نَسَباً، كَمَا لَا يَذْكُرُ شَيْئاً عَنْ وِلادَتِهِ أَوْ مَوْتِهِ. وَذَلِكَ لِكَيْ يَصِحَّ اعْتِبَارُهُ رَمْزاً لابْنِ اللهِ، بِوَصْفِهِ كَاهِناً إِلَى الأَبَدِ. لِنَتَأَمَّلِ الآنَ كَمْ كَانَ هَذَا الشَّخْصُ عَظِيماً. فَحَتَّى إِبْرَاهِيمُ، جَدُّنَا الأَكْبَرُ، أَدَّى لَهُ عُشْراً مِنْ غَنَائِمِهِ. وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ شَرِيعَةَ مُوسَى تُوصِي الْكَهَنَةَ الْمُتَحَدِّرِينَ مِنْ نَسْلِ لاوِي بِأَنْ يَأْخُذُوا الْعُشُورَ مِنَ الشَّعْبِ، أَيْ مِنْ إِخْوَتِهِمْ، مَعَ أَنَّ أَصْلَهُمْ جَمِيعاً يَرْجِعُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ. وَلَكِنَّ مَلْكِيصَادَقَ الَّذِي لَا يَجْمَعُهُ بِهَؤُلاءِ أَيُّ نَسَبٍ، أَخَذَ الْعُشْرَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ وَبَارَكَهُ، مَعَ كَوْنِ إِبْرَاهِيمَ حَاصِلاً عَلَى وُعُودٍ بِالْبَرَكَةِ مِنَ اللهِ.

إِذَنْ، لَا خِلافَ أَنَّ مَلْكِيصَادَقَ أَعْظَمُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ، وَإلَّا فَمَا كَانَ قَدْ بَارَكَهُ!

أَضِفْ إِلَى ذَلِكَ أَنَّ الْكَهَنَةَ الْمُتَحَدِّرِينَ مِنْ نَسْلِ لاوِي، الَّذِينَ يَأْخُذُونَ العُشُورَ بِمُوجِبِ الشَّرِيعَةِ، هُمْ بَشَرٌ يَمُوتُونَ. أَمَّا مَلْكِيصَادَقُ، الَّذِي أَخَذَ الْعُشُورَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ، فَمَشْهُودٌ لَهُ بِأَنَّهُ حَيٌّ. وَلَوْ جَازَ الْقَوْلُ، لَقُلْنَا: حَتَّى لاوِي، الَّذِي يَأْخُذُ نَسْلُهُ الْعُشُورَ، هُوَ أَيْضاً قَدْ أَدَّى الْعُشُورَ لِمَلْكِيصَادَقَ مِنْ خِلالِ إِبْرَاهِيمَ. 10 فَمَعَ أَنَّ لاوِي لَمْ يَكُنْ قَدْ وُلِدَ بَعْدُ، فَإِنَّهُ كَانَ مَوْجُوداً فِي صُلْبِ جَدِّهِ إِبْرَاهِيمَ، عِنْدَمَا لاقَاهُ مَلْكِيصَادَقُ.

يسوع مثل ملكيصادق

11 إِنَّ شَرِيعَةَ مُوسَى كُلَّهَا كَانَتْ تَدُورُ حَوْلَ نِظَامِ الْكَهَنُوتِ الَّذِي قَامَ بَنُو لاوِي بِتَأْدِيَةِ وَاجِبَاتِهِ. إِلّا أَنَّ ذَلِكَ النِّظَامَ لَمْ يُوصِلْ إِلَى الْكَمَالِ أُولئِكَ الَّذِينَ كَانُوا يَعْبُدُونَ اللهَ عَلَى أَسَاسِهِ. وَإلَّا، لَمَا دَعَتِ الْحَاجَةُ إِلَى تَعْيِينِ كَاهِنٍ آخَرَ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِيصَادَقَ، وَلَيْسَ عَلَى رُتْبَةِ هَرُونَ! 12 وَحِينَ يَحْدُثُ أَيُّ تَغَيُّرٍ فِي الْكَهَنُوتِ، فَمِنَ الضَّرُورِيِّ أَنْ يُقَابِلَهُ تَغَيُّرٌ مُمَاثِلٌ فِي شَرِيعَةِ الْكَهَنُوتِ. 13 فَالْمَسِيحُ، رَئِيسُ كَهَنَتِنَا، لَمْ يَكُنْ مِنْ سِبْطِ لاوِي، الَّذِي كَانَ كَهَنَةُ الْيَهُودِ يَتَحَدَّرُونَ مِنْهُ. 14 إِذْ مِنَ الْوَاضِحِ تَارِيخِيًّا أَنَّ رَبَّنَا يَرْجِعُ بِأَصْلِهِ الْبَشَرِيِّ إِلَى يَهُوذَا. وَشَرِيعَةُ مُوسَى لَا تَذْكُرُ أَيَّةَ عَلاقَةٍ لِنَسْلِ يَهُوذَا بِنِظَامِ الْكَهَنُوتِ.

15 وَمِمَّا يَزِيدُ الأَمْرَ وُضُوحاً، أَنَّ الْكَاهِنَ الْجَدِيدَ، الشَّبِيهَ بِمَلْكِيصَادَقَ، 16 لَمْ يُعَيَّنْ كَاهِناً عَلَى أَسَاسِ الشَّرِيعَةِ الَّتِي تُوصِي بِضَرُورَةِ الانْتِمَاءِ إِلَى نَسْلٍ بَشَرِيٍّ مُعَيَّنٍ، بَلْ عَلَى أَسَاسِ الْقُوَّةِ النَّابِعَةِ مِنْ حَيَاتِهِ الَّتِي لَا تَزُولُ أَبَداً. 17 ذَلِكَ لأَنَّ الْوَحْيَ يَشْهَدُ لَهُ قَائِلاً: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِيصَادَقَ!»

18 هَكَذَا، يَتَبَيَّنُ أَنَّ نِظَامَ الْكَهَنُوتِ الْقَدِيمَ قَدْ أُلْغِيَ لأَنَّهُ عَاجِزٌ وَغَيْرُ نَافِعٍ. 19 فَالشَّرِيعَةُ لَمْ تُوصِلِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْبُدُونَ اللهَ بِحَسَبِهَا وَلَوْ إِلَى أَدْنَى دَرَجَاتِ الْكَمَالِ. وَلِذَلِكَ، وَضَعَ اللهُ أَسَاساً جَدِيداً لِلاقْتِرَابِ إِلَيْهِ، مُقَدِّماً لَنَا رَجَاءً أَفْضَلَ.

20 ثُمَّ إِنَّ تَعْيِينَ الْمَسِيحِ رَئِيسَ كَهَنَةٍ، قَدْ تَأَيَّدَ بِالْقَسَمِ. 21 أَمَّا بَنُو لاوِي، فَكَانُوا يَصِيرُونَ كَهَنَةً دُونَ أَيِّ قَسَمٍ. هَذَا الْقَسَمُ وَاضِحٌ فِي قَوْلِ الله: «أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَتَرَاجَعَ: أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ» 22 فَعَلَى أَسَاسِ ذَلِكَ الْقَسَمِ، صَارَ يَسُوعُ ضَامِناً لِعَهْدٍ أَفْضَلَ! 23 فَضْلاً عَنْ هَذَا، فالْكَهَنَةُ الْعَادِيُّونَ كَانُوا يَتَغَيَّرُونَ دَائِماً، لأَنَّ الْمَوْتَ كَانَ يَمْنَعُ أَيَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِنَ الْبَقَاءِ. 24 وَأَمَّا الْمَسِيحُ، فَلأَنَّهُ حَيٌّ إِلَى الأَبَدِ، فَهُوَ يَبْقَى صَاحِبَ كَهَنُوتٍ لَا يَزُولُ! 25 وَهُوَ لِذَلِكَ قَادِرٌ دَائِماً أَنْ يُحَقِّقَ الْخَلاصَ الْكَامِلَ لِلَّذِينَ يَتَقَرَّبُونَ بِهِ إِلَى اللهِ. فَهُوَ، فِي حَضْرَةِ اللهِ، حَيٌّ عَلَى الدَّوَامِ لِيَتَضَرَّعَ مِنْ أَجْلِهِمْ وَيُحَامِيَ عَنْهُمْ! 26 نَعَمْ، هَذَا هُوَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ الَّذِي كُنَّا مُحْتَاجِينَ إِلَيْهِ. إِنَّهُ قُدُّوسٌ، لَا عَيْبَةَ فِيهِ، وَلا نَجَاسَةَ، قَدِ انْفَصَلَ عَنِ الْخَاطِئِينَ، وَارْتَفَعَ حَتَّى صَارَ أَسْمَى مِنَ السَّمَاوَاتِ. 27 وَهُوَ لَا يَحْتَاجُ إِلَى مَا كَانَ يَحْتَاجُ إِلَيْهِ قَدِيماً كُلُّ رَئِيسِ كَهَنَةٍ: أَنْ يُقَدِّمَ الذَّبَائِحَ يَوْمِيًّا لِلتَّكْفِيرِ عَنْ خَطَايَاهُ الْخَاصَّةِ أَوَّلاً، ثُمَّ عَنْ خَطَايَا الشَّعْبِ، وَذَلِكَ لأَنَّهُ كَفَّرَ عَنْ خَطَايَاهُمْ مَرَّةً وَاحِدَةً، حِينَ قَدَّمَ نَفْسَهُ عَنْهُمْ. 28 إِذَنْ، كَانَتِ الشَّرِيعَةُ تُعَيِّنُ كُلَّ رَئِيسِ كَهَنَةٍ مِنْ بَيْنِ الْبَشَرِ الضُّعَفَاءِ. أَمَّا كَلِمَةُ الْقَسَمِ، الَّتِي جَاءَتْ بَعْدَ الشَّرِيعَةِ، فَقَدْ عَيَّنَتِ ابْنَ اللهِ، الْمُؤَهَّلَ تَمَاماً لِمُهِمَّتِهِ، رَئِيسَ كَهَنَةٍ إِلَى الأَبَدِ!

مَلْكِيصَادَق

كَانَ مَلْكِيصَادَقُ مَلِكًا عَلَى سَالِيمَ،[a] وَكَاهِنًا للهِ العَلِيِّ. وَذَاتَ يَوْمٍ، قَابَلَ مَلْكِيصَادَقُ إبرَاهِيمَ وَهُوَ عَائِدٌ مِنَ المَعْرَكَةِ الَّتِي هَزَمَ فِيهَا المُلُوكَ. فَبَارَكَ مَلْكِيصَادَقُ إبْرَاهِيمَ. وَأعْطَاهُ إبْرَاهِيمُ عُشْرًا مِنْ كُلِّ مَا غَنِمَهُ مِنَ الحَرْبِ. وَاسْمُهُ يَعْنِي «مَلِكَ البِرِّ،» وَهُوَ أيْضًا «مَلِكُ سَالِيمَ» أيْ «مَلِكُ السَّلَامِ.» وَلَا ذِكْرَ لِأبِيهِ أوْ أُمِّهِ أوْ أصلِهِ،[b] وَلَا ذِكْرَ لِبِدَايَةِ حَيَاتِهِ أوْ نِهَايَتِهَا. وَهُوَ، مِثْلُ ابْنِ اللهِ، يَبْقَى كَاهِنًا إلَى الأبَدِ.

فَأنْتُمْ تَرَوْنَ إذًا عَظَمَةَ هَذَا الرَّجُلِ! فَحَتَّى أبُونَا إبرَاهِيمُ قَدَّمَ لَهُ عُشْرًا مِمَّا غَنِمَهُ. وَتَأْمُرُ شَرِيعَةُ مُوسَى نَسْلَ لَاوِي الكَهَنَةَ أنْ يَجْمَعُوا عُشْرًا مِنَ الشَّعْبِ، أيْ مِنْ إخْوَتِهِمْ، مَعَ أنَّ إخْوَتَهُمْ هُمْ أيْضًا مِنْ نَسْلِ إبرَاهِيمَ.

وَمَلْكِيصَادَقُ لَمْ يَأْتِ مِنْ نَسْلِ لَاوِي. وَمَعَ هَذَا فَقَدْ أخَذَ العُشْرَ مِنْ إبرَاهِيمَ نَفْسِهِ. وَبَارَكَ مَلْكِيصَادَقُ إبرَاهِيمَ الَّذِي أعْطَاهُ اللهُ الوُعُودَ. وَلَا شَكَّ فِي أنَّ الأعْلَى هُوَ الَّذِي يُبَارِكُ الأدْنَى.

فَفِي حَالَةِ اللَّاوِيِّينَ، يَجْمَعُ العُشْرَ كَهَنَةٌ فَانُونَ. أمَّا مَلْكِيصَادَقُ فَقَدْ شُهِدَ بِأنَّهُ حَيٌّ. كَمَا نَسْتَطِيعُ أنْ نَقُولَ إنَّ لَاوِي الَّذِي يَجْمَعُ العُشُورَ قَدْ دَفَعَ هُوَ نَفْسُهُ العُشْرَ مِنْ خِلَالِ إبرَاهِيمَ، 10 لِأنَّهُ كَانَ مَا يَزَالُ فِي جِسْمِ جَدِّهِ إبرَاهِيمَ لَمَّا قَابَلَهُ مَلْكِيصَادَقُ.

11 فَمِنَ الوَاضِحِ أنَّ الكَهَنُوتَ اللَّاوِيَّ، الَّذِي أُعْطِيَتِ الشَّرِيعَةُ عَلَى أسَاسِهِ إلَى الشَّعْبِ، عَاجِزٌ عَنْ إيصَالِ النَّاسِ إلَى الكَمَالِ. وَإلَّا فَلِمَاذَا كَانَتْ هُنَاكَ بَعْدُ حَاجَةٌ إلَى ظُهُورِ كَاهِنٍ آخَرَ عَلَىْ رُتْبَةِ مَلْكِيصَادَقَ، وَلَيْسَ عَلَى رُتْبَةِ هَارُونَ؟ 12 فَحِينَ يَكُونُ هُنَاكَ تَغْيِيرٌ لِلكَهَنُوتِ، فَلَا بُدَّ أنْ يَتْبَعَ هَذَا تَغْيِيرٌ لِلشَّرِيعَةِ. 13 فَالمَسِيحُ الَّذِي تُقَالُ فِيهِ هَذِهِ الأُمُورُ جَاءَ مِنْ عَشِيرَةٍ أُخْرَى غَيْرِ قَبِيلَةِ لَاوِي. وَهِيَ عَشِيرَةٌ لَمْ يَخْدِمْ أحَدٌ مِنْهَا كَكَاهِنٍ عِنْدَ المَذْبَحِ. 14 فَمِنَ الْمَعْرُوفِ أنَّ رَبَّنَا أتَى مِنْ قَبِيلَةِ يَهُوذَا الَّتِي لَمْ يَذْكُرْ مُوسَى أيَّ ارتِبَاطٍ لَهَا بِالكَهَنُوتِ.

يَسُوعُ كَاهِنٌ كَمَلْكِيصَادَق

15 وَتُصبِحُ المَسألَةُ أكْثَرَ وُضُوحًا مَعَ ظُهُورِ هَذَا الكَاهِنِ الآخَرِ الَّذِي يُشْبِهُ مَلْكِيصَادَقَ. 16 وَقَدْ جُعِلَ كَاهِنًا، لَا عَلَى أسَاسِ شَرِيعَةٍ تَتَضَمَّنُ تَرْتِيبًا بَشَرِيًّا، بَلْ عَلَى أسَاسِ قُوَّةِ حَيَاةٍ لَا تَفْنَى. 17 إذْ يُقَالُ عَنْهُ فِي الكِتَابِ: «أنْتَ كَاهِنٌ إلَى الأبَدِ عَلَىْ رُتْبَةِ مَلْكِيصَادَقَ.»

18 وَالْآنَ يُوضَعُ النِّظَامُ القَدِيمُ جَانِبًا، لِأنَّهُ كَانَ ضَعِيفًا وَعَدِيمَ الفَائِدَةِ. 19 فَشَرِيعَةُ مُوسَى لَمْ تَجْعَلْ شَيْئًا كَامِلًا، أمَّا الآنَ فَقَدْ صَارَ لَنَا رَجَاءٌ أفْضَلُ، بِهِ نَسْتَطِيعُ أنْ نَقتَرِبَ مِنَ اللهِ. 20 وَمَا يَهُمُّ أيْضًا أنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْ يَسُوعَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ مِنْ دُونَ قَسَمٍ. 21 فَالآخَرُونَ صَارُوا كَهَنَةً مِنْ دُونِ قَسَمٍ، أمَّا هُوَ فَصَارَ كَاهِنًا بِقَسَمٍ إذْ قَالَ اللهُ لَهُ:

«أقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَتَرَاجَعَ:
‹أنْتَ كَاهِنٌ إلَى الأبَدِ.›»[c]

22 وَهَذَا يَجْعَلُ يَسُوعَ ضَمَانَتَنَا لِعَهْدٍ أفْضَلَ.

23 كَانَ فِي العَهْدِ القَدِيمِ رُؤَسَاءُ كَهَنَةٍ كَثِيرُونَ. وَكُلَّمَا مَاتَ أحَدُهُمْ، كَانَ لَا بُدَّ مِنَ استِبدَالِهِ. 24 أمَّا يَسُوعُ فَهُوَ حَيٌّ إلَى الأبَدِ، لِذَلِكَ فَإنَّ كَهَنُوتَهُ كَهَنُوتٌ دَائِمٌ. 25 وَلِذَلِكَ يَقْدِرُ أنْ يُعطِيَ خَلَاصًا أبَدِيًّا لِلَّذِينَ يَأْتُونَ إلَى اللهِ بِوَاسِطَتِهِ، لِأنَّهُ حَيٌّ عَلَى الدَّوَامِ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ عِنْدَ اللهِ.

26 فَيَسُوعُ هُوَ رَئيسُ كَهَنَةٍ يُنَاسِبُ احتِيَاجَاتِنَا. وَهُوَ قُدُّوسٌ بِلَا خَطِيَّةٍ وَطَاهِرٌ، وَلَا يَتَأثَّرُ بِالخُطَاةِ. وَهُوَ مُمَجَّدٌ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ. 27 وَلَا يَحْتَاجُ كَأيِّ رَئيسِ كَهَنَةٍ آخَرَ، إلَى تَقْدِيمِ ذَبَائِحَ يَوْمِيَّةٍ عَنْ خَطَايَاهُ أوَّلًا، ثُمَّ عَنْ خَطَايَا الشَّعْبِ. فَقَدْ قَدَّمَ يَسُوعُ ذَبِيحَةً عَنْ خَطَايَا النَّاسِ مَرَّةً وَاحِدَةً نِهَائِيَّةً حَاسِمَةً، عِنْدَمَا قَدَّمَ نَفْسَهُ. 28 فَالشَّرِيعَةُ تُعَيِّنُ رُؤَسَاءَ كَهَنَةٍ مِنَ البَشَرِ الضُّعَفَاءِ. لَكِنَّ اللهَ أعْطَى فِيمَا بَعْدُ وَعْدًا مَصحُوبًا بِقَسَمٍ. وَبِحَسَبِ هَذَا الوَعْدِ، فَإنَّ الابْنَ المُكَمَّلَ[d] إلَى الأبَدِ هُوَ الَّذِي عُيِّنَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ.

Footnotes

  1. 7‏:1 سَاليم الأغلب أن هَذِهِ إشَارة إلَى مدينةِ القدسِ.
  2. 7‏:3 وَلَا ذكر … أصلِه حرفيًا «بِلَا أبٍ، بِلَا أمٍّ، بِلَا نَسَبٍ.»
  3. 7‏:21 المَزْمُور 110‏:4.
  4. 7‏:28 المُكَمَّل الَّذِي أعَدَّهُ اللهُ تمَامًا مِنْ خِلَالِ الآلَامِ ليكونَ مُخَلِّصَ العَالم. رَاجِعْ 2‏:10، و 5‏:9.