Add parallel Print Page Options

حَيَاةُ الأشْرَارِ وَنَتِيجَتُهَا

59 لَيْسَتْ يَدُ اللهِ قَاصِرَةً عَنْ أنْ تُخَلِّصَكُمْ!
وَلَا هُوَ أصَمُّ، بَلْ يَسْمَعُ.
لَكِنَّ آثَامَكُمْ تَفْصِلُكُمْ عَنْ إلَهِكُمْ.
خَطَايَاكُمْ جَعَلَتهُ يَسْتُرُ وَجْهَهُ عَنْكُمْ حَتَّى لَا يَسْمَعَكُمْ.
لِأنَّ أيدِيَكُمْ مُلَطَّخَةٌ بِالدَّمِ،
وَأصَابِعَكُمْ بِالإثْمِ.
شِفَاهُكُمْ تَتَكَلَّمُ بِالكَذِبِ،
وَلِسَانُكُمْ يَنْطِقُ بِالشَّرِّ.
لَا أحَدَ يَصْدُقُ عِنْدَ اتِّهَامِهِ لِلآخَرِينَ،
وَلَا أحَدَ يُحَاكِمُ بِالعَدْلِ.
كُلُّهُمْ يَعْتَمِدُونَ عَلَى الكَلَامِ الفَارِغِ وَالكَذِبِ.
يَصْنَعُونَ الألَمَ، وَيُنتِجُونَ الشَّرَّ.
يَفْقِسُونَ بَيضَ الأفَاعِي،
وَيَنْسِجُونَ شَبَكَةَ عَنْكَبُوتٍ.
مَنْ يَأْكُلُ مِنْ بَيضِهِمْ يَمُوتُ،
وَالبَيضَةُ الَّتِي تُكسَرُ تَفْقِسُ حَيَّةً سَامَّةً.
خُيُوطُهُمْ لَا تَصْلُحُ لِنَسْجِ الثِّيَابِ،
وَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَتْرَ أنْفُسِهِمْ بِمَا يَصْنَعُونَ.
أعْمَالُهُمْ أعْمَالُ إثمٍ،
وَأيدِيهِمْ مَليئَةٌ بِالعُنفِ.
يَرْكُضُونَ إلَى عَمَلِ الشَّرِّ،
وَيُسرِعُونَ إلَى قَتلِ الأبرِيَاءِ.
أفكَارُهُمْ شِرِّيرَةٌ،
وَيَتْرُكُونَ وَرَاءَهُمُ الخَرَابَ وَالدَّمَارَ.
أمَّا طَرِيقُ السَّلَامِ فَلَا يَعْرِفُونَهُ،
وَلَيْسَ فِي مَسَالِكِهِمْ عَدلٌ.
طُرُقُهُمْ عَوجَاءُ،
وَكُلُّ مَنْ يَسِيرُ فِيهَا لَنْ يَعْرِفَ السَّلَامَ.

خَطِيَّةُ إسْرَائِيلَ وَنَتِيجَتُهَا

لِذَلِكَ تَرَكَنَا العَدلُ،
وَالإنصَافُ لَا يَأْتِي إلَينَا.
نَرجُو النُّورَ،
وَلَوْ شُعَاعَ نُورٍ فِي العَتمَةِ،
لَكِنَّ طَرِيقَنَا يَلُفُّهُ الظَّلَامُ.
10 نَتَحَسَّسُ الحَائِطَ كَالعِميَانِ،
نَتَلَمَّسُ طَرِيقَنَا كَمَنْ لَا عُيُونَ لَهُمْ.
نَتَعَثَّرُ فِي الظَّهِيرَةِ كَمَا لَوْ كُنَّا فِي العَتمَةِ.
صِرنَا كَالمَوْتَى مَعَ أنَّنَا بَيْنَ الأحيَاءِ.
11 كُلُّنَا نَخُورُ كَدُبَّةٍ،
وَنَنُوحُ نُواحًا كَالحَمَامِ.
نَنتَظِرُ العَدْلَ وَلَكِنَّهُ لَا يَتَحَقَّقُ،
وَنَنتَظِرُ الخَلَاصَ، وَلَكِنَّهُ بَعِيدٌ عَنَّا.
12 لِأنَّ أعْمَالَنَا البَشِعَةَ أمَامَكَ كَثِيرَةٌ،
وَخَطَايَانَا تَشْهَدُ عَلَيْنَا.
لِأنَّ أعْمَالَنَا البَشِعَةَ تُرَافِقُنَا،
وَنَحْنُ نَعْرِفُ آثَامَنَا.
13 عَصَينَا اللهَ،
وَكُنَّا غَيْرَ أُمَنَاءَ نَحوَهُ.
ابتَعَدْنَا عَنْ إلَهِنَا.
كُنَّا نَتَكَلَّمُ عَنِ الظُّلمِ وَالعِصيَانِ،
وَنَتَكَلَّمُ بِكَلِمَاتٍ كَاذِبَةٍ مِنْ قُلُوبِنَا.
14 ابتَعَدَ العَدلُ،
وَالحَقُّ وَقَفَ بَعِيدًا.
لِأنَّ الحَقَّ يَتَعَثَّرُ فِي السَّاحَاتِ العَامَّةِ،
وَالصِّدقَ لَا يَسْتَطِيعُ دُخُولَ المَدِينَةِ.
15 زَالَتِ الأمَانَةُ،
وَكُلُّ مَنْ يَبْتَعِدُ عَنِ الشَّرِّ يُسلَبُ.
رَأى اللهُ هَذَا وَلَمْ يُسَرَّ،
إذْ لَا تُوجَدُ عَدَالَةٌ.
16 رَأى أنَّهُ لَا يُوجَدُ أحَدٌ،
وَتَحَيَّرَ لِأنَّهُ مَا مِنْ أحَدٍ يَقِفُ لِيُدَافِعَ عَنِ الشَّعْبِ.
فَنَصَرَتْهُ ذِرَاعُهُ،
وَأيَّدَهُ بِرُّهُ.
17 لَبِسَ البِرَّ كَدِرعٍ،
وَخُوذَةُ الخَلَاصِ عَلَى رَأسِهِ.
لَبِسَ الِانْتِقَامَ كَثِيَابٍ،
وَاكتَسَى بِالغَيْرَةِ كَعَبَاءَةٍ.
18 سَيُجَازِي أعْدَاءَهُ كَمَا يَسْتَحِقُّونَ:
غَضَبًا عَلَى خُصُومِهِ،
وَعِقَابًا عَلَى أعْدَائِهِ.
سَيُجَازِي الجُزُرَ وَالشَّوَاطِئَ حَسَبَ مَا تَسْتَحِقُّ.
19 سَيَخْشَى الَّذِينَ فِي الغَرْبِ اسْمَ اللهِ،
وَالَّذِينَ فِي الشَّرقِ سَيَخَافُونَ مَجْدَهُ.
لِأنَّ العَدُوَّ سَيَأْتِي كَنَهْرٍ،
وَلَكِنَّ قُوَّةَ اللهِ تَدْفَعُهُ.
20 فَهُوَ سَيَأْتِي فَادِيًا لِصِهْيَوْنَ
لِجَمِيعِ التَّائِبِينَ فِي عَائِلَةِ يَعْقُوبَ،
يَقُولُ اللهُ.

21 يَقُولُ اللهُ: «هَذَا هُوَ عَهْدِي مَعَهُمْ: رُوحِي الَّذِي جَعَلْتُهُ عَلَيْكَ، وَكَلَامِي الَّذِي وَضَعتُهُ فِي فَمِكَ، لَنْ يَبْتَعِدَا عَنْكَ وَلَا عَنْ أوْلَادِكَ وَلَا عَنْ أحفَادِكَ مِنَ الآنَ وَإلَى الأبَدِ.»

اللهُ آتٍ

60 «قُومِي وَأنِيرِي، لِأنَّ نُورَكِ أتَى،
وَمَجْدُ اللهِ أشرَقَ عَلَيْكِ.
لِأنَّ الظُّلمَةَ تُغَطِّي الأرْضَ،
وَالظَّلَامَ الشَّدِيدَ يُغَطِّي الأُمَمَ.
وَلَكِنَّ اللهَ يُشرِقُ عَلَيْكِ،
وَمَجْدُهُ عَلَيْكِ سَيَظْهَرُ.
سَتَأْتِي الأُمَمُ إلَى نُورِكِ،
وَالمُلُوكُ إلَى ضِيَاءِ فَجْرِكِ.
ارفَعِي عَيْنَيْكِ وَانْظُرِي حَوْلَكِ.
إنَّهُمْ يَجْتَمِعُونَ وَيَأْتُونَ إلَيكِ.
أبنَاؤُكِ سَيَأْتُونَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ،
وَبَنَاتُكِ سَيُحْمَلنَ عَلَى الأيْدِي.

«حِينَئِذٍ، سَتَرِيْنَ وَتُشْرِقِينَ ابْتِهَاجًا.
سَيَسْعَدُ قَلْبُكِ وَيَمْتَلئُ مِنَ الفَرَحِ،
لِأنَّ ثَروَةَ البَحْرِ سَتَتَحَوَّلُ إلَيكِ،
وَغِنَى الأُمَمِ إلَيكِ سَيَأتِي.
قُطعَانُ الجِمَالِ سَتُغَطِّيكِ،
الجِمَالُ الفَتِيَّةُ مِنْ مِدْيَانَ وَعِيفَةَ.
كُلُّهَا تَأْتِي مِنْ سَبَأٍ بِالذَّهَبِ وَالبَخُورِ،
وَسَتُعلِنُ مَجْدَ اللهِ.
سَتُجمَعُ كُلُّ غَنَمِ قِيدَارَ إلَيكِ.
كِبَاشُ نَبَايُوتَ سَتَخْدِمُكِ.
وَسَتَكُونُ ذَبَائِحًا مَقبُولَةً عَلَى مَذْبَحِي،
وَسَأجْعَلُ هَيْكَلِي الجَمِيلَ مَجِيدًا.
مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَطِيرُونَ كَسَحَابَةٍ،
وَكَالحَمَامِ إلَى أعشَاشِهَا؟
لِأنَّ السَّوَاحِلَ تَنْتَظِرُنِي،
وَسُفُنُ تَرْشِيشَ سَتَأْتِي أوَّلًا،
لِتَأْتِيَ بِأوْلَادِكِ مِنَ الأرَاضِي البَعِيدَةِ،
وَمَعَهُمْ فِضَّتُهُمْ وَذَهَبُهُمْ،
لِأجْلِ مَجْدِ إلَهِكِ،
لِأجْلِ قُدُّوسِ إسْرَائِيلَ لِأنَّهُ مَجَّدَكِ.
10 وَأوْلَادُ الغُرَبَاءِ سَيَبْنُونَ أسوَارَكِ،
وَمُلُوكُهُمْ سَيَخْدِمُونَكِ.

«لِأنِّي عَاقَبتُكِ فِي غَضَبِي،
وَلَكِنِّي سَأرْحَمُكِ فِي رِضَايَ.
11 سَتَكُونُ بَوَّابَاتُكِ مَفتُوحَةً دَائِمًا،
لَنْ تُغلَقَ نَهَارًا وَلَا لَيْلًا،
كَي يُؤتَى بِغِنَى الأُمَمِ وَمُلُوكِهِمْ إلَيكِ.
12 لِأنَّ الأُمَّةَ أوِ المَملَكَةَ الَّتِي لَا تَخْدِمُكِ سَتَهْلِكُ،
تِلْكَ الأُمَمُ سَتُدَمَّرُ تَمَامًا.
13 مَجْدُ لُبْنَانَ سَيَأْتِي إلَيكِ:
أشْجَارُ السَّروِ وَالسِّندِيَانِ وَالشَّربِينِ مَعًا،
لِتَجْمِيلِ مَكَانِي المُقَدَّسِ،
وَسَأُمَجِّدُ مَوطِئَ قَدَمَيَّ.
14 سَيَأْتِي أوْلَادُ الَّذِينَ ضَايَقُوكِ إلَيكِ رَاكِعِينَ.
وَجَمِيعُ الَّذِينَ أسَاءُوا إلَيكِ
سَيَنْحَنُونَ عِنْدَ قَدَميكِ.
وَسَيَدْعُونَكِ ‹مَدِينَةَ يهوه،›
‹صِهْيَوْنَ قُدُّوسِ إسْرَائِيلَ.›

إسْرَائِيلُ الجَدِيدَةُ: أرْضُ السَّلَام

15 «أنْتِ مَهجُورَةٌ وَمَترُوكَةٌ،
وَلَا أحَدَ يُسَافِرُ عَبْرَ أرَاضِيكِ.
لِكِنَّنِي سَأجعَلُكِ سَبَبَ فَخرٍ إلَى الأبَدِ،
وَمَصدَرَ فَرَحٍ لِكُلِّ الأجيَالِ.
16 سَتَرْضَعِينَ حَلِيبَ الأُمَمِ،
سَتَرْضَعِينَ ثَروَةَ المُلُوكِ.
حِينَئِذٍ، سَتَعْرِفِينَ أنِّي أنَا اللهَ مُخَلِّصُكِ،
وَفَادِيكِ مُخَلِّصُ يَعْقُوبَ.

17 «سَأُعْطِيكِ ذَهَبًا عِوَضًا عَنِ البُرُونْزِ،
وَفِضَّةً عِوَضًا عَنِ الحَدِيدِ،
وَنُحَاسًا عِوَضًا عَنِ الخَشَبِ،
وَحَدِيدًا عِوَضًا عَنِ الحِجَارَةِ.
سَأجْعَلُ السَّلَامَ يُشرِفُ عَلَيْكِ،
وَالعَدْلَ يَحْكُمُكِ.
18 لَنْ يُسمَعَ الظُّلمُ فِي أرْضِكِ فِيمَا بَعْدُ،
وَلَنْ يَكُونَ هُنَاكَ خَرَابٌ وَدَمَارٌ ضِمنَ حُدُودِكِ.
سَتُسَمِّينَ أسوَارَكِ ‹خَلَاصًا،›
وَبَوَّابَاتِكِ ‹تَسْبِيحًا.›

19 «لَنْ تَعُودَ الشَّمْسُ مَصدَرَ نُورِكِ فِي النَّهَارِ،
وَلَا القَمَرُ لِإضَاءَةِ اللَّيلِ،
لِأنَّ اللهَ سَيَكُونُ نُورًا أبَدِيًّا لَكِ،
وَإلَهُكِ سَيَكُونُ مَجْدَكِ.
20 لَنْ تَغِيبَ شَمْسُكِ،
وَلَنْ يَنْقُصَ قَمَرُكِ فِيمَا بَعْدُ.
لِأنَّ اللهَ سَيَكُونُ نُورًا أبَدِيًّا لَكِ،
فَتَنْتَهِيَ أيَّامُ حُزنِكِ.

21 «كُلُّ شَعْبِكِ سَيَعْمَلُ مَا هُوَ حَقٌّ،
وَسَيَمْتَلِكُونَ الأرْضَ إلَى الأبَدِ.
هُمُ الغُصنُ الَّذِي زَرَعتُهُ،
وَعَمَلُ يَدَيَّ لِإظهَارِ مَجْدِي.
22 أقَلُّ العَائِلَاتِ شَأنًا سَتَصِيرُ قَبيلَةً،
وَالأصغَرُ سَتَصِيرُ أُمَّةً قَوِيَّةً.
أنَا اللهُ.
عِنْدَمَا يَحِينُ الوَقْتُ،
سَأصْنَعُ هَذَا سَرِيعًا.»

رِسَالَةُ الحُرِّيَّة

61 رُوحُ الرَّبِّ الإلَهِ عَلَيَّ.
لِأنَّ اللهَ مَسَحَنِي لِكَي أُعْلِنَ البِشَارَةَ لِلمَسَاكِينِ،
لِأُضَمِّدَ مُنْكَسِرِي القُلُوبِ،
وَلِأُعلِنَ الحُرِّيَّةَ لِلمَأْسُورِينَ،
وَالإطلَاقَ لِلمَسْجُونِينَ،
وَأُعلِنَ أنَّ وَقْتَ اللهِ لِلقُبُولِ[a] قَدْ جَاءَ،
وَكَذَلِكَ جَاءَ وَقْتُ انتِقَامِ إلَهِنَا!
أرْسَلَنِي لِأُعَزِّيَ كُلَّ الحَزَانَى،
وَلِأُعْطِيَ لِلنَّائِحِينَ فِي صِهْيَوْنَ
إكلِيلًا عِوَضًا عَنِ الرَّمَادِ،
وَزَيْتَ فَرَحٍ عِوَضًا عَنِ الحُزْنِ،
وَثَوبَ تَسْبِيحٍ عِوَضًا عَنِ الرُّوحِ الضَّعِيفَةِ.
وَسَيُدْعَونَ أشْجَارَ العَدلِ وَزَرعَ اللهِ المَجِيدِ.
سَيَبْنُونَ الخِرَبَ القَدِيمَةَ،
وَيُرَمِّمُونَ الأمَاكِنَ الَّتِي دُمِّرَتْ قَدِيمًا.
سَيُصلِحُونَ المُدُنَ الخَرِبَةَ الَّتِي تُرِكَتْ عَبْرَ الأجيَالِ.

سَيَقِفُ الغُرَبَاءُ وَيَرْعُونَ غَنَمَكُمْ،
وَأوْلَادُ الغُرَبَاءِ سَيَعْمَلُونَ فِي حُقُولِكُمْ وَكُرُومِكُمْ.
أمَّا أنْتُمْ فَسَتُدعَونَ «كَهَنَةَ اللهِ
وَسَتُسَمَّونَ «خُدَّامَ إلَهِنَا.»
سَتَسْتَمْتِعُونَ بِثَروَةِ الأُمَمِ،
وَسَتَتَسَلَّطُونَ عَلَى غِنَاهُمْ.
عِوَضًا عَنْ خِزيِكُمْ سَتَنَالُونَ ضِعفَينِ.
وَعِوَضًا عَنْ عَارِكُمْ سَتَفْرَحُونَ بِنَصِيبِكُمْ.
لِذَلِكَ سَيَمْتَلِكُونَ نَصِيبًا مُضَاعَفًا فِي أرْضِهِمْ،
وَسَيَدُومُ فَرَحُهُمْ إلَى الأبَدِ.
لِأنِّي، أنَا اللهَ، أُحِبُّ العَدْلَ
وَأكرَهُ السَّرِقَةَ وَالظُّلمَ.
سَأُعْطِيهِمْ جَزَاءَهُمْ بِأمَانَةٍ،
وَسَأقطَعُ مَعَهُمْ عَهْدًا يَدُومُ إلَى الأبَدِ.
سَيَكُونُ نَسْلُهُمْ مَعْرُوفًا بَيْنَ الأُمَمِ،
وَزَرعُهُمْ وَسَطَ الشُّعُوبِ.
كُلُّ الَّذِينَ يَرَوْنَهُمْ سَيَعْرِفُونَ
أنَّهُمْ نَسْلٌ بَارَكَهُ اللهُ.

خَلَاصُ الله

10 أفرَحُ فَرَحًا عَظِيمًا بِاللهِ.
نَفْسِي تَبْتَهِجُ بِإلَهِي.
لِأنَّهُ ألبَسَنِي ثِيَابَ الخَلَاصِ،
وَغَطَّانِي بِثَوبِ العَدلِ،
مِثْلَ عَرِيسٍ يَلبَسُ عَلَى رَأسِهِ إكلِيلًا،
وَمِثْلَ عَرُوسٍ تَتَزَيَّنُ بِجَوَاهِرِهَا.
11 لِأنَّهُ كَمَا أنَّ الأرْضَ تَجْعَلُ النَّبَاتَاتِ تَنْمُو،
وَالحَدِيقَةَ تُنبِتُ بُذُورَهَا،
هَكَذَا سَيَجْعَلُ الرَّبُّ الإلَهُ العَدْلَ يَنْمُو،
وَالتَّسبِيحَ أمَامَ كُلِّ الأُمَمِ.

فَرَحُ القُدْس

62 لِأجْلِ صِهْيَوْنَ لَنْ أبقَى صَامِتًا،
وَلِأجْلِ مَدِينَةِ القُدْسِ لَنْ أهدَأ،
إلَى أنْ يُشرِقَ نَصرُهَا كَالفَجرِ،
وَخَلَاصُهَا كَالمِصبَاحِ المُتَّقِدِ.
حِينَئِذٍ، سَتَرَى الأُمَمُ صَلَاحَكِ،
وَسَيَرَى المُلُوكُ مَجْدَكِ.
وَسَتُدعَينَ بِاسْمٍ جَدِيدٍ يُعطِيهِ لَكِ اللهُ.
سَتَكُونِينَ تَاجًا جَمِيلًا بِيَدِ اللهِ،
وَإكليلًا مَلَكِيًّا بِيَدِ إلَهِكِ.
لَنْ تُدعَي فِيمَا بَعْدُ «مَهجُورَةً،»
وَأرْضُكِ لَنْ تُدعَى «خَرِبَةً.»
بَلْ سَتُدعَينَ «مَسَرَّةً،»
وَأرْضُكِ سَتُدعَى «عَرُوسًا.»
لِأنَّ اللهَ يُسَرُّ بِكِ،
وَسَتَكُونُ أرْضُكِ عَرُوسًا.
فَكَمَا يَتَزَوَّجُ الشَّابُّ مِنْ فَتَاةٍ،
هَكَذَا يَتَزَوَّجُكِ أوْلَادُكِ.
وَكَمَا يَفْرَحُ العَرِيسُ بِعَرُوسِهِ،
هَكَذَا يَفْرَحُ إلَهُكِ بِكِ.

حِفظُ اللهِ لِوُعُودِه

عَلَى أسوَارِكِ يَا قُدْسُ،
وَضَعتُ حُرَّاسًا لَا يَسْكُتُونَ كُلَّ النَّهَارِ وَكُلَّ اللَّيلِ.

يَا مُذَكِّرِي اللهَ بِوَعدِهِ لَا تَهْدَأُوا،
وَلَا تَدَعُوهُ يَهْدَأُ،
حَتَّى يُثَبِّتَ مَدِينَةَ القُدْسِ،
وَيَجْعَلَهَا أُغنِيَةً فِي الأرْضِ.
أقْسَمَ اللهُ بِيَدِهِ اليُمْنَى وَبِذِرَاعِهِ القَوِيَّةِ فَقَالَ:
«لَنْ أُعْطِيَ قَمْحَكِ ثَانِيَةً طَعَامًا لِأعْدَائِكِ.
وَالغُرَبَاءُ لَنْ يَشْرَبُوا نَبِيذَكِ الَّذِي تَعِبْتِ فِيهَا.

«وَلَكِنَّ الَّذِينَ يَحْصُدُونَهُ هُمْ يَأْكُلُونَهُ،
وَيُسَبِّحُونَ اللهَ.
وَالَّذِينَ يَجْنُونَ العِنَبَ هُمْ يَشْرَبُونَ النَّبِيذَ فِي سَاحَةِ مَقْدِسِي.»

10 اعبُرُوا، اعبُرُوا الأبْوَابَ،
هَيِّئُوا الطَّرِيقَ لِلشَّعْبِ.
أزِيلُوا الحِجَارَةَ مِنَ الطَّرِيقِ وَضَعُوهَا فِي أكْوَامٍ.

11 فَاللهُ أعْلَنَ لِكُلِّ الأرْضِ وَقَالَ:
«قُولُوا لِلعَزِيزَةِ صِهْيَوْنَ،
هَا إنَّ مُخَلِّصَكِ[b] آتٍ إلَيكِ.
إنَّهُ يَحْمِلُ جَزَاءَهُ مَعَهُ،
وَتَتَقَدَّمُهُ أُجرَتُهُ.»

12 سَيُدْعَى شَعْبُهُ «الشَّعْبَ المُقَدَّسَ،»
«الشَّعْبَ الَّذِي فَدَاهُ اللهُ
وَأنتِ يَا قُدْسُ،
سَتُدعَينَ «الَّتِي بَحَثَ اللهُ عَنْهَا،»
«المَدِينَةَ غَيْرَ المَترُوكَةِ.»

مُحَاكَمَةُ اللهِ لِشَعْبِه

63 مَنْ هَذَا الآتِي مِنْ أدُومَ،
مِنْ مَدِينَةِ بُصْرَى وَثِيَابُهُ مُلَطَّخَةٌ بِاللَّونِ الأحْمَرِ؟
مَنْ ذَاكَ اللَّابِسُ ثِيَابًا جَمِيلَةً،
وَيَسِيرُ بِقُوَّتِهِ العَظِيمَةِ؟

«هَذَا أنَا، المُعْلِنُ النَّصْرَ،
القَادِرُ عَلَى الخَلَاصِ.»

«فَلِمَاذَا ثِيَابُكَ مُلَطَّخَةٌ بِاللَّونِ الأحْمَرِ
كَثِيَابِ مَنْ يَدُوسُونَ العِنَبَ فِي المِعْصَرَةِ؟»

«دُسْتُ مِعْصَرَةَ الخَمْرِ وَحْدِي،
وَلَمْ يُسَاعِدْنِي مِنَ الشُّعُوبِ أحَدٌ.
مَشَيْتُ عَلَيْهِمْ فِي غَضَبِي،
وَدُسْتُهُمْ فِي سَخَطِي.
رُشَّتْ ثِيَابِي بعَصِيرِهِمْ،
فَتَلَطَّخَتْ كُلُّ مَلَابِسِي.
لِأنَّنِي حَدَّدْتُ يَوْمَ عِقَابٍ لِلأُمَمِ،
وَسَنَةُ تَحْرِيرِ شَعْبِي قَدِ جَاءَتْ.
نَظَرتُ، فَلَمْ يَكُنْ مِنْ مُعِينٍ،
وَاندَهَشتُ، إذْ لَمْ يَكُنْ مِنْ سَنيدٍ.
فَنَصَرَتْنِي ذِرَاعِي،
وَسَنَدَنِي غَضَبِي.
دُستُ شُعُوبًا فِي غَضَبِي،
وَحَطَّمتُهُمْ فِي سَخَطِي،
وَسَكَبتُ عَصِيرَهُمْ عَلَى التُّرَابِ.»

إحسَانَاتُ اللهِ نَحْوَ شَعْبِه

سَأُخْبِرُ بِإحْسَانَاتِ اللهِ،
بأعْمَالِ اللهِ الَّتِي بِسَبَبِهَا يَسْتَحِقُّ التَّسْبِيحَ،
وَلِأجْلِ جَمِيعِ مَا صَنَعَهُ اللهُ لَنَا.
لِأجْلِ إحْسَانِهِ الكَثِيرِ لِبَيْتِ إسْرَائِيلَ،
الَّذِي أجْزَلَهُ لَهُمْ بِحَسَبِ رَحْمَتِهِ
وَكَثرَةِ مَحَبَّتِهِ.
قَالَ: «إنَّمَا هُمْ شَعْبِي،
وَأوْلَادِي الَّذِينَ لَنْ يَخُونُونِي.»
وَلِذَلِكَ صَارَ مُخَلِّصَهُمْ.
فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ لَمْ يَكُنْ رَسُولٌ أوْ مَلَاكٌ لِيُخَلِّصَهُمْ،
وَلَكِنَّهُ هُوَ نَفْسُهُ خَلَّصَهُمْ،
وَبِمَحَبَّتِهِ وَرَحْمَتِهِ هُوَ فَدَاهُمْ،
وَرَفَعَهُمْ وَحَمَلَهُمْ كُلَّ الأيَّامِ المَاضِيَةِ.
10 وَلَكِنَّهُمْ تَمَرَّدُوا،
وَأحزَنُوا رُوحَهُ القُدُّوسَ.
لِذَلِكَ صَارَ عَدُوَّهُمْ،
وَحَارَبَهُمْ.

11 حِينَئِذٍ، تَذَكَّرُوا الأيَّامَ المَاضِيَةَ،
تَذَكَّرَ شَعْبُهُ مُوسَى.
أيْنَ الَّذِي أخرَجَهُمْ مِنَ البَحْرِ،
الَّذِي كَانَ يَرْعَى غَنَمَهُ؟
أيْنَ الَّذِي وَضَعَ فِيهِمْ رُوحَهُ القُدُّوسَ؟
12 أيْنَ الَّذِي وَضَعَ ذِرَاعَهُ المَجِيدَةَ
فِي يَمِينِ مُوسَى لِيَقُودَهُ؟
أيْنَ الَّذِي شَقَّ المَاءَ أمَامَهُمْ،
لِيَكُونَ اسْمُهُ مَعْرُوفًا إلَى الأبَدِ؟
13 أيْنَ الَّذِي قَادَهُمْ فِي المِيَاهِ العَمِيقَةِ؟
كَالحِصَانِ فِي البَرِّيَّةِ، فَلَمْ يَتَعَثَّرُوا،
14 وَكَالبَهَائِمِ الَّتِي تَنْزِلُ إلَى الوَادِي؟
فَرُوحُ اللهِ قَادَهُمْ إلَى الرَّاحَةِ.
هَكَذَا قُدْتَ شَعْبَكَ
حَتَّى تَصْنَعَ لِنَفْسِكَ اسْمًا مَجِيدًا.

صَلَاةٌ إلَى الله

15 انْظُرْ مِنَ السَّمَاوَاتِ،
مِنْ مَسْكَنِكَ المُقَدَّسِ المَجِيدِ.
أيْنَ غَيْرَتُكَ وَقُوَّتُكَ،
تَوْقُ قَلْبِكَ وَشَفَقَتُكَ؟
لِمَاذَا تُخفيهَا عَنِّي؟
16 لِأنَّكَ أنْتَ أبُونَا،
حَتَّى لَوْ كَانَ إبْرَاهِيمُ لَا يَعْرِفُنَا،
وَإسْرَائِيلُ لَا يَعْلَمُ مَنْ نَحْنُ.
أنْتَ، يَا اللهُ، أبُونَا،
وَاسْمُكَ مِنَ القَدِيمِ هُوَ «فَادِينَا.»
17 لِمَاذَا تَرَكتَنَا يَا اللهُ نَضِلُّ عَنْ طُرُقِكَ؟
وَلِمَاذَا تَرَكتَ قُلُوبَنَا لِتَتَقَسَّى فَلَا نَخَافَكَ؟
ارجِعْ لِأجْلِ خُدَّامِكَ،
وَلِأجْلِ القَبَائِلِ الَّتِي هِيَ لَكَ.
18 شَعْبُكَ المُقَدَّسُ امتَلَكَ هَيْكَلَكَ لِفَترَةٍ قَصِيرَةٍ،
وَلَكِنَّ أعْدَاءَنَا دَاسُوهُ.
19 كُنَّا لِفَترَةٍ طَوِيلَةٍ كَمَنْ لَمْ تَحْكُمْهُمْ،
وَكَالَّذِينَ لَمْ يُدْعَوْا بِاسْمِكَ.

Footnotes

  1. 61‏:2 وقت الرَّبّ للقُبول حرفيًا «سَنَة الرَّبِّ المَقبُولَة.» قَارنْ بِإشعيَاء 49‏:8. هَذِهِ إشَارةٌ إلَى سنةِ اليُوبيلِ، رَاجعْ شروح المفردَات.
  2. 62‏:11 مُخَلِّصَك حَرْفيًّا «خلَاصُكِ.»