الخطيئة والاعتراف والفداء

59 انْظُرُوا، إِنَّ ذِرَاعَ الرَّبِّ لَيْسَتْ قَاصِرَةً حَتَّى تَعْجِزَ عَنْ أَنْ تُخَلِّصَ، وَلا أُذُنَهُ ثَقِيلَةٌ حَتَّى لَا تَسْمَعَ. إِنَّمَا خَطَايَاكُمْ أَضْحَتْ تَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلَهِكُمْ، وَآثَامُكُمْ حَجَبَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ، فَلَمْ يَسْمَعْ، لأَنَّ أَيْدِيَكُمْ تَلَوَّثَتْ بِالدَّمِ وَأَصَابِعَكُمْ بِالإِثْمِ، وَنَطَقَتْ شِفَاهُكُمْ بِالْكَذِبِ، وَلَهَجَتْ أَلْسِنَتُكُمْ بِالشَّرِّ. لَيْسَ بَيْنَكُمْ مَنْ يُطَالِبُ بِالْعَدْلِ، أَوْ يَحْكُمُ بِالْحَقِّ. يَتَّكِلُونَ عَلَى الْبَاطِلِ وَيَتَفَوَّهُونَ بِالزُّورِ، يَحْبَلُونَ بِالْغِشِّ، وَيَلِدُونَ بِالإِثْمِ. يَفْقِسُونَ بَيْضَ أَفْعَى، وَيَنْسِجُونَ خُيُوطَ الْعَنْكَبُوتِ. مَنْ يَأْكُلُ مِنْ بَيْضِهِمْ يَمُوتُ، وَمِنَ الْبَيْضَةِ الْمَكْسُورَةِ تَخْرُجُ حَيَّةٌ. لَا تَصْلُحُ خُيُوطُهُمْ لِنَسِيجِ الثِّيَابِ، وَلا يَكْتَسُونَ بِأَعْمَالِهِمْ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ هِيَ أَعْمَالُ إِثْمٍ، وَأَفْعَالُ الظُّلْمِ قَدِ ارْتَكَبَتْهَا أَيْدِيهِمْ. تُسْرِعُ أَرْجُلُهُمْ لاِقْتِرَافِ الشَّرِّ، وَيُهَرْوِلُونَ لِسَفْكِ دَمِ الْبَرِيءِ، أَفْكَارُهُمْ أَفْكَارٌ أَثِيمَةٌ، وَفِي طُرُقِهِمْ دَمَارٌ وَخَرَابٌ، لَمْ يَعْرِفُوا سَبِيلَ السَّلامِ، وَلا عَدْلَ فِي مَسَالِكِهِمْ. عَوَّجُوا طُرُقَهُمْ، وَالسَّالِكُ فِيهَا لَا يَعْرِفُ سَلاماً.

الْحَقُّ ابْتَعَدَ عَنَّا، وَلَمْ يُدْرِكْنَا الْعَدْلُ. نَرْتَقِبُ نُوراً، فَيُحْدِقُ بِنَا الظَّلامُ، وَنَنْشُدُ ضَوْءاً فَنَسْلُكُ فِي الْعَتْمَةِ. 10 نَتَحَسَّسُ الْحَائِطَ كَالأَعْمَى، وَنَتَلَمَّسُ كَالْمَكْفُوفِ، نَتَعَثَّرُ فِي الظَّهِيرَةِ كَمَا لَوْ كُنَّا نَسِيرُ فِي عَتْمَةِ اللَّيْلِ وَنَكُونُ كَالأَمْوَاتِ بَيْنَ الْمُتَدَفِّقِينَ بِالْحَيَاةِ. 11 كُلُّنَا نُزَمْجِرُ كَالدِّبَبَةِ، وَنَنُوحُ كَالْحَمَامِ. نَبْحَثُ عَنِ الْعَدْلِ فَلا نَجِدُهُ، وَعَنِ الْخَلاصِ وَإذَا بِهِ قَدِ ابْتَعَدَ عَنَّا، 12 لأَنَّ مَعَاصِيَنَا كَثُرَتْ أَمَامَكَ، وَآثَامَنَا تَشْهَدُ عَلَيْنَا. فَمَعَاصِينَا مَعَنَا، وَذُنُوبُنَا نَعْرِفُهَا. 13 تَمَرَّدْنَا وَتَنَكَّرْنَا لِلرَّبِّ. ارْتَدَدْنَا عَنِ اتِّبَاعِ طُرُقِ إِلَهِنَا، تَفَوَّهْنَا بِالظُّلْمِ وَالْعِصْيَانِ افْتِرَاءً، وَبِكَلامِ زُورٍ مِنَ الْقَلْبِ. 14 قَدِ ارْتَدَّ عَنَّا الإِنْصَافُ، وَوَقَفَ الْعَدْلُ بَعِيداً، إِذْ سَقَطَ الْحَقُّ صَرِيعاً فِي الشَّوَارِعِ، وَالْبِرُّ لَمْ يَسْتَطِعِ الدُّخُولَ. 15 أَضْحَى الْحَقُّ مَفْقُوداً، وَالْحَائِدُ عَنِ الشَّرِّ ضَحِيَّةً. رَأَى الرَّبُّ ذَلِكَ فَأَسْخَطَهُ فُقْدَانُ الإِنْصَافِ.

16 وَإِذْ لَمْ يَجِدْ إِنْسَاناً يَنْتَصِرُ لِلْحَقِّ، وَأَدْهَشَهُ أَنْ لَا يَرَى شَفِيعاً، أَحْرَزَتْ لَهُ ذِرَاعُهُ انْتِصَاراً، وَعَضَدَهُ بِرُّهُ. 17 فَتَدَرَّعَ بِالْبِرِّ وَارْتَدَى عَلَى رَأْسِهِ خُوذَةَ الْخَلاصِ، وَاكْتَسَى بِثِيَابِ الانْتِقَامِ، وَالْتَفَّ بِعَبَاءَةِ الْغَضَبِ. 18 فَهُوَ يُجَازِيهِمْ بِمُقْتَضَى أَعْمَالِهِمْ. يُجَازِي أَعْدَاءَهُ، وَيُعَاقِبُ خُصُومَهُ، وَيُنْزِلُ الْقَصَاصَ بِالْجَزَائِرِ، 19 فَيَتَّقُونَ مِنَ الْمَغْرِبِ اسْمَ الرَّبِّ، وَمِنَ الْمَشْرِقِ يَخْشَوْنَ مَجْدَ الرَّبِّ، لأَنَّهُ سَيَأْتِي الْعَدُوُّ كَنَهْرٍ مُتَدَفِّقٍ فَتَدْفَعُهُ رِيحُ الرَّبِّ.

20 وَيُقْبِلُ الْفَادِي إِلَى صِهْيَوْنَ، وَإِلَى التَّائِبِينَ عَنْ مَعَاصِيهِمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ يَعْقُوبَ، يَقُولُ الرَّبُّ. 21 أَمَّا أَنَا، يَقُولُ الرَّبُّ، فَهَذَا عَهْدِي مَعَهُمْ: إِنَّ رُوحِي الْحَالَّ عَلَيْكَ وَكَلامِي الَّذِي لَقَّنْتُكَ إِيَّاهُ، لَا يَزُولُ مِنْ فَمِكَ أَوْ مِنْ فَمِ أَبْنَائِكَ أَوْ أَحْفَادِكَ، مِنَ الآنَ وَإِلَى الأَبَدِ.

المجد المنتظر

60 قُومِي اسْتَضِيئِي، فَإِنَّ نُورَكِ قَدْ جَاءَ، وَمَجْدَ الرَّبِّ أَشْرَقَ عَلَيْكِ. هَا إِنَّ الظُّلْمَةَ تَغْمُرُ الأَرْضَ، وَاللَّيْلَ الدَّامِسَ يَكْتَنِفُ الشُّعُوبَ، وَلَكِنَّ الرَّبَّ يُشْرِقُ عَلَيْكِ، وَيَتَجَلَّى مَجْدُهُ حَوْلَكِ، فَتُقْبِلُ الأُمَمُ إِلَى نُورِكِ، وَتَتَوَافَدُ الْمُلُوكُ إِلَى إِشْرَاقِ ضِيَائِكِ. تَأَمَّلِي حَوْلَكِ وَانْظُرِي، فَهَا هُمْ جَمِيعاً قَدِ اجْتَمَعُوا، وَأَتَوْا إِلَيْكِ. يَجِيءُ أَبْنَاؤُكِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ، وَتُحْمَلُ بَنَاتُكِ عَلَى الأَذْرُعِ. عِنْدَئِذٍ تَنْظُرِينَ وَتَتَهَلَّلِينَ، وَتَطْغَى الإِثَارَةُ عَلَى قَلْبِكِ، وَتَمْتَلِئِينَ فَرَحاً لأَنَّ ثَرْوَاتِ الْبَحْرِ تَتَحَوَّلُ إِلَيْكِ وَغِنَى الأُمَمِ يَتَدَفَّقُ عَلَيْكِ. تَكْتَظُّ أَرْضُكِ بِكَثْرَةِ الإِبِلِ. مِنْ أَرْضِ مِدْيَانَ وَعِيفَةَ تَغْشَاكِ بَوَاكِيرُ، تَتَقَاطَرُ إِلَيْكِ مِنْ شَبَا مُحَمَّلَةً بِالذَّهَبِ وَاللُّبَانِ وَتُذِيعُ تَسْبِيحَ الرَّبِّ. جَمِيعُ قُطْعَانِ قِيدَارَ تَجْتَمِعُ إِلَيْكِ، وَكِبَاشُ نَبَايُوتَ تَخْدُمُكِ، تُقَدِّمُ قَرَابِينَ مَقْبُولَةً عَلَى مَذْبَحِي، وَأُمَجِّدُ بَيْتِي الْبَهِيَّ.

مَنْ هُؤُلاءِ الطَّائِرُونَ كَالسَّحَابِ وَكَالْحَمَامِ إِلَى أَعْشَاشِهَا؟ فَالْجَزَائِرُ تَنْتَظِرُنِي، وَفِي الطَّلِيعَةِ سُفُنُ تَرْشِيشَ حَامِلَةٌ أَبْنَاءَكِ لِتَأْتِيَ بِهِمْ مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ، وَمَعَهُمْ فِضَّتُهُمْ وَذَهَبُهُمْ، تَكْرِيماً لاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِكِ وَلِقُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ قَدْ مَجَّدَكِ.

10 يُعَمِّرُ الْغُرَبَاءُ أَسْوَارَكِ، وَيَخْدُمُكِ مُلُوكُهُمْ، لأَنِّي فِي غَضَبِي عَاقَبْتُكِ، وَفِي رِضَايَ رَحَمْتُكِ. 11 تَنْفَتِحُ أَبْوَابُكِ دَائِماً وَلا تُوْصَدُ لَيْلَ نَهَارَ، لِيَحْمِلَ إِلَيْكِ النَّاسُ ثَرْوَةَ الأُمَمِ، وَفِي مَوْكِبٍ يُسَاقُ إِلَيْكِ مُلُوكُهُمْ، 12 لأَنَّ الأُمَّةَ وَالْمَمْلَكَةَ الَّتِي لَا تَخْضَعُ لَكِ تَهْلِكُ، وَهَذِهِ الشُّعُوبُ تَتَعَرَّضُ لِلْخَرَابِ السَّاحِقِ. 13 يَأْتِي إِلَيْكِ مَجْدُ لُبْنَانَ بِسَرْوِهِ وَسِنْدِيَانِهِ وَشِرْبِينِهِ لِتَزْيِينِ مَوْضِعِ مَقْدِسِي، فَأَجْعَلُ مَوْطِئَ قَدَمَيَّ مَجِيداً.

14 وَيُقْبِلُ إِلَيْكِ أَبْنَاءُ مُضَايِقِيكِ خَاضِعِينَ، وَكُلُّ الَّذِينَ احْتَقَرُوكِ يَنْحَنُونَ عِنْدَ قَدَمَيْكِ، وَيَدْعُونَكِ مَدِينَةَ الرَّبِّ، صِهْيَوْنَ قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ. 15 وَبَعْدَ أَنْ كُنْتِ مَهْجُورَةً مَمْقُوتَةً لَا يَعْبُرُ بِكِ أَحَدٌ، سَأَجْعَلُكِ بَهِيَّةً إِلَى الأَبَدِ، وَفَرَحَ كُلِّ الأَجْيَالِ، 16 وَتَشْرَبِينَ لَبَنَ الأُمَمِ، وَتَرْضَعِينَ ثُدِيَّ الْمُلُوكِ، وَتُدْرِكِينَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ مُخَلِّصُكِ وَفَادِيكِ عَزِيزُ يَعْقُوبَ. 17 وَعِوَضاً عَنِ النُّحَاسِ أَجْلِبُ لَكِ الذَّهَبَ، وَبَدَلَ الْحَدِيدِ آتِي لَكِ بِالْفِضَّةِ، وَعِوَضَ الْخَشَبِ نُحَاساً، وَبَدَلَ الْحِجَارَةِ حَدِيداً، وَأَجْعَلُ وُلاتَكِ مَصْدَرَ سَلامٍ، وَمُسَخِّرِيكِ يَعَامِلُونَكِ بِالْعَدْلِ.

18 وَلا يُسْمَعُ بِظُلْمٍ فِي أَرْضِكِ، وَلا بِدَمَارٍ أَوْ خَرَابٍ دَاخِلَ تُخُومِكِ، وَتَدْعِينَ أَسْوَارَكِ خَلاصاً، وَبَوَّابَاتِكِ تَسَابِيحَ. 19 وَلا تَعُودُ الشَّمْسُ نُوراً لَكِ فِي النَّهَارِ وَلا يُشْرِقُ ضَوْءُ الْقَمَرِ عَلَيْكِ لأَنَّ الرَّبَّ يَكُونُ نُورَكِ الأَبَدِيَّ، وَإِلَهُكِ يَكُونُ مَجْدَكِ. 20 وَلا تَغْرُبُ شَمْسُكِ مِنْ بَعْدُ، وَلا يَتَضَاءَلُ قَمَرُكِ، لأَنَّ الرَّبَّ يَكُونُ نُورَكِ الأَبَدِيَّ، وَتَنْقَضِي أَيَّامُ مَنَاحَتِكِ. 21 وَيَكُونُ شَعْبُكِ جَمِيعاً أَبْرَاراً وَيَرِثُونَ الأَرْضَ إِلَى الأَبَدِ، فَهُمْ غُصْنُ غَرْسِي وَعَمَلُ يَدَيَّ لأَتَمَجَّدَ. 22 وَيَضْحَى أَقَلُّهُمْ أَلْفاً، وَأَصْغَرُهُمْ أُمَّةً قَوِيَّةً، أَنَا الرَّبُّ أُسْرِعُ فِي تَحْقِيقِ ذَلِكَ فِي حِينِهِ.

سنة الرب المقبولة

61 رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأُضَمِّدَ جِرَاحَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالعِتْقِ وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالْحُرِّيَّةِ، لأُعْلِنَ سَنَةَ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةَ، وَيَوْمَ انْتِقَامٍ لإِلَهِنَا، لأُعَزِّيَ جَمِيعَ النَّائِحِينَ. لأَمْنَحَ نَائِحِي صِهْيَوْنَ تَاجَ جَمَالٍ بَدَلَ الرَّمَادِ، وَدُهْنَ السُّرُورِ بَدَلَ النَّوْحِ، وَرِدَاءَ تَسْبِيحٍ بَدَلَ الرُّوحِ الْيَائِسَةِ، فَيُدْعَوْنَ أَشْجَارَ الْبِرِّ وَغَرْسَ الرَّبِّ لِكَيْ يَتَمَجَّدَ.

فَيُعَمِّرُونَ الْخَرَائِبَ الْقَدِيمَةَ، وَيَبْنُونَ الدَّمَارَ الْغَابِرَ، وَيُرَمِّمُونَ الْمُدُنَ الْمُتَهَدِّمَةَ، وَالْخِرَبَ الَّتِي انْقَضَتْ عَلَيْهَا أَجْيَالٌ. وَيَقُومُ الْغُرَبَاءُ عَلَى رِعَايَةِ قُطْعَانِكُمْ، وَأَبْنَاءُ الأَجَانِبِ يَكُونُونَ لَكُمْ حُرَّاثاً وَكَرَّامِينَ. أَمَّا أَنْتُمْ فَتُدْعَوْنَ كَهَنَةَ الرَّبِّ، وَيُسَمِّيكُمُ النَّاسُ خُدَّامَ إِلَهِنَا، فَتَأْكُلُونَ ثَرْوَةَ الأُمَمِ وَتَتَعَظَّمُونَ بِغِنَاهُمْ.

وَعِوَضاً عَنْ عَارِكُمْ تَنَالُونَ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْمِيرَاثِ، وَعِوَضاً عَنِ الْهَوَانِ تَبْتَهِجُونَ بِنَصِيبِكُمْ، لِهَذَا تَمْلِكُونَ فِي أَرْضِكُمْ نَصِيبَيْنِ، وَيَكُونُ فَرَحُكُمْ أَبَدِيًّا. لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ أُحِبُّ الْعَدْلَ وَأَمْقُتُ الاخْتِلاسَ وَالظُّلْمَ، وَأُكَافِئُهُمْ بِأَمَانَةٍ، وَأَقْطَعُ مَعَهُمْ عَهْداً أَبَدِيًّا. وَتَشْتَهِرُ ذُرِّيَّتُهُمْ بَيْنَ الأُمَمِ، وَنَسْلُهُمْ وَسَطَ الشُّعُوبِ، وَكُلُّ مَنْ يَرَاهُمْ يَعْرِفُهُمْ، وَيُقِرُّ أَنَّهُمْ شَعْبٌ بَارَكَهُ الرَّبُّ.

10 إِنَّنِي أَبْتَهِجُ حَقّاً بِالرَّبِّ وَتَفْرَحُ نَفْسِي بِإِلَهِي، لأَنَّهُ كَسَانِي ثِيَابَ الْخَلاصِ وَسَرْبَلَنِي بِرِدَاءِ الْبِرِّ، مِثْلَ عَرِيسٍ يُزَيِّنُ رَأْسَهُ بِتَاجٍ، وَكَعَرُوسٍ تَتَجَمَّلُ بِحُلِيِّهَا. 11 لأَنَّهُ كَمَا تُنْبِتُ الأَرْضُ مَزْرُوعَاتِهَا، وَالْحَدِيقَةُ تُخْرِجُ نَبَاتَاتِهَا الَّتِي زُرِعَتْ فِيهَا، هَكَذَا السَّيِّدُ الرَّبُّ يَجْعَلُ الْبِرَّ وَالتَّسْبِيحَ يَنْبُتَانِ أَمَامَ جَمِيعِ الأُمَمِ.

اسم جديد لصهيون

62 إِكْرَاماً لِصِهْيَوْنَ لَا أَصْمُتُ، وَمِنْ أَجْلِ أُورُشَلِيمَ لَا أَسْتَكِينُ حَتَّى يَتَجَلَّى كَضِيَاءٍ بِرُّهَا وَخَلاصُهَا كَمِشْعَلٍ مُتَوَهِّجٍ، فَتَرَى الأُمَمُ بِرَّكِ وَكُلُّ الْمُلُوكِ مَجْدَكِ، وَتُدْعَيْنَ بِاسْمٍ جَدِيدٍ يُطْلِقُهُ عَلَيْكِ فَمُ الرَّبِّ. وَتَكُونِينَ تَاجَ جَمَالٍ فِي يَدِ الرَّبِّ، وَإِكْلِيلاً مَلَكِيًّا فِي كَفِّ إِلَهِكِ. وَلا تَعُودِينَ تُدْعَيْنَ بِالْمَهْجُورَةِ، وَلا يُقَالُ لأَرْضِكِ مِنْ بَعْدُ خَرِبَةً، بَلْ تُدْعَيْنَ «حَفْصِيبَةَ» (أَيْ مَسَرَّتِي بِها)، وَأَرْضُكِ تُدْعَى ذَاتَ بَعْلٍ، لأَنَّ الرَّبَّ يُسَرُّ بِكِ، وَأَرْضُكِ تُصْبِحُ ذَاتَ بَعْلٍ. فَكَمَا يَتَزَوَّجُ الشَّابُ عَذْرَاءَ هَكَذَا يَتَزَوَّجُكِ أَبْنَاؤُكِ، وَكَمَا يَفْرَحُ الْعَرِيسُ بِعَرُوسِهِ هَكَذَا يَبْتَهِجُ الرَّبُّ بِكِ.

عَلَى أَسْوَارِكِ يَا أُورُشَلِيمُ أَقَمْتُ حُرَّاساً يَبْتَهِلُونَ نَهَاراً وَلَيْلاً. يَا ذَاكِرِي الرَّبِّ لَا تَكُفُّوا. وَلا تَدَعُوهُ يَسْتَكِينُ حَتَّى يُعِيدَ تَأْسِيسَ أُورُشَلِيمَ وَيَجْعَلَهَا مَفْخَرَةَ الأَرْضِ. قَدْ أَقْسَمَ الرَّبُّ بِيَمِينِهِ وَبِذِرَاعِهِ الْقَدِيرَةِ قَائِلاً: لَنْ أُعْطِيَ حِنْطَتَكِ مِنْ بَعْدُ طَعَاماً لأَعْدَائِكِ، وَلَنْ يَشْرَبَ الْغُرَبَاءُ خَمْرَكِ الَّتِي تَعِبْتِ فِيهَا، بَلْ يَأْكُلُهَا الَّذِينَ تَكَبَّدُوا مَشَقَّةَ زَرْعِهَا، وَيَحْمَدُونَ اللهَ. وَالَّذِينَ جَنَوْا الْكَرْمَ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ فِي سَاحَاتِ مَقْدِسِي.

10 اُعْبُرُوا بِالأَبْوَابِ، وَأَعِدُّوا طَرِيقاً لِلشَّعْبِ. عَبِّدُوا السَّبِيلَ، وَنَقُّوهُ مِنَ الْحِجَارَةِ، ارْفَعُوا رَايَةً لِلشَّعْبِ. 11 الرَّبُّ قَدْ أَذَاعَ فِي كُلِّ أَقَاصِيِ الأَرْضِ: قُولُوا لابْنَةِ صِهْيَوْنَ قَدْ أَقْبَلَ مُخَلِّصُكِ. هَا أُجْرَتُهُ مَعَهُ وَجَزَاؤُهُ يَتَقَدَّمُهُ. 12 وَيَدْعُونَهُ شَعْباً مُقَدَّساً، مَفْدِيِّي الرَّبِّ. وَأَنْتِ تُدْعَيْنَ «الْمَطْلُوبَةَ» وَالْمَدِينَةَ غَيْرَ الْمَهْجُورَةِ.

يوم انتقام الرب وفدائه

63 مَنْ هَذَا الْمُقْبِلُ مِنْ أَدُومَ، بِثِيَابٍ حَمْرَاءَ مِنْ بُصْرَةَ؛ هَذَا الْمُتَسَرْبِلُ بِالْبَهَاءِ. السَّائِرُ بِخُيَلاءِ قُوَّتِهِ؟ إِنَّهُ أَنَا الرَّبُّ النَّاطِقُ بِالْبِرِّ، الْعَظِيمُ لِلْخَلاصِ. مَا بَالُ رِدَائِكَ أَحْمَرُ وَثِيَابِكَ كَمَنْ دَاسَ عِنَبَ الْمِعْصَرَةِ؟ لَقَدْ دُسْتُ الْمِعْصَرَةَ وَحْدِي، وَلَمْ يَكُنْ مَعِي أَحَدٌ مِنَ الشُّعُوبِ. قَدْ دُسْتُهُمْ فِي سَخَطِي وَوَطِئْتُهُمْ فِي غَيْظِي، فَتَنَاثَرَ دَمُهُمْ عَلَى رِدَائِي وَلَطَخْتُ ثِيَابِي. لأَنَّ يَوْمَ الانْتِقَامِ كَانَ كَامِناً فِي قَلْبِي، وَسَنَةَ مَفْدِيِّيَّ قَدْ أَتَتْ. تَلَفَّتُّ فَلَمْ أَعْثُرْ عَلَى مُعِينٍ، وَعَجِبْتُ إِذْ لَمْ يَكُنْ مِنْ نَاصِرٍ، فَانْتَصَرْتُ بِقُوَّةِ ذِرَاعِي، وَتَأَيَّدْتُ بِنَجْدَةِ سَخَطِي، فَدُسْتُ الشُّعُوبَ فِي غَيْظِي، وَأَسْكَرْتُهُمْ فِي غَضَبِي، وَسَكَبْتُ دِمَاءَهُمْ فَوْقَ الأَرْضِ.

تسبيح وصلاة

أَلْهَجُ بِرَأْفَاتِ الرَّبِّ وَتَسَابِيحِهِ وَإحْسَانَاتِهِ الَّتِي أَغْدَقَهَا عَلَى بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بِفَضْلِ خَيْرِهِ وَرَحْمَتِهِ. لأَنَّهُ قَالَ: إِنَّهُمْ حَقّاً شَعْبِي وَأَبْنَاءُ أَوْفِيَاءُ، لَنْ يَعُودُوا لِلْبَاطِلِ، فَخَلَّصَهُمْ. تَضَايَقَ فِي كُلِّ ضِيقَاتِهِمْ، وَمَلاكُ حَضْرَتِهِ أَنْقَذَهُمْ، وَبِفَضْلِ مَحَبَّتِهِ وَحَنَانِهِ افْتَدَاهُمْ وَرَفَعَهُمْ وَحَمَلَهُمْ طَوَالَ الأَيَّامِ الْغَابِرَةِ.

10 لَكِنَّهُمْ تَمَرَّدُوا وَأَحْزَنُوا رُوحَهُ فَاسْتَحَالَ إِلَى عَدُوٍّ لَهُمْ وَحَارَبَهُمْ بِنَفْسِهِ. 11 ثُمَّ تَذَكَّرُوا الأَيَّامَ الْقَدِيمَةَ، أَيَّامَ مُوسَى عَبْدِهِ وَتَسَاءَلُوا: أَيْنَ مَنْ أَصْعَدَنَا مِنَ الْبَحْرِ مَعَ رَاعِي قَطِيعِهِ؟ أَيْنَ مَنْ أَقَامَ رُوحَهُ الْقُدُّوسَ فِي وَسَطِنَا؟ 12 مَنْ جَعَلَ ذِرَاعَ قُوَّتِهِ الْمَجِيدَةِ تَسِيرُ إِلَى يَمِينِ مُوسَى؟ مَنْ شَقَّ مِيَاهَ الْبَحْرِ أَمَامَنَا لِيَكْتَسِبَ اسْماً أَبَدِيًّا؟ 13 مَنِ اقْتَادَنَا فِي اللُّجَجِ؟ فَسِرْنَا كَفَرَسٍ فِي الْبَرِّيَّةِ مِنْ غَيْرِ أَنْ نَعْثُرَ؟ 14 كَقَطِيعٍ مُنْحَدِرٍ إِلَى وَادٍ، أَنْعَمَ عَلَيْهِمْ رُوحُ الرَّبِّ بِالرَّاحَةِ، هَكَذَا هَدَيْتَ شَعْبَكَ لِتَصْنَعَ لِنَفْسِكَ اسْماً مَجِيداً.

15 تَطَلَّعْ مِنَ السَّمَاءِ وَانْظُرْ مِنْ مَسْكَنِكَ الْمُقَدَّسِ وَالْمَجِيدِ. أَيْنَ غَيْرَتُكَ وَاقْتِدَارُكَ؟ قَدِ امْتَنَعَ عَنِّي لَهِيبُ أَشْوَاقِكَ وَإِحْسَانَاتِكَ. 16 فَأَنْتَ هُوَ أَبُونَا، مَعَ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ لَا يَعْرِفُنَا، وَإِسْرَائِيلَ لَا يَعْتَرِفُ بِنَا، فَأَنْتَ أَيُّهَا الرَّبُّ، هُوَ أَبُونَا، وَاسْمُكَ فَادِينَا مُنْذُ الْقَدِيمِ.

17 لِمَاذَا يَا رَبُّ تَرَكْتَنَا نَضِلُّ عَنْ طُرُقِكَ وَقَسَّيْتَ قُلُوبَنَا حَتَّى لَمْ نَعُدْ نَتَّقِيكَ؟ ارْجِعْ إِلَيْنَا مِنْ أَجْلِ عَبِيدِكَ، أَسْبَاطِ مِيرَاثِكَ. 18 قَدْ دَاسَ أَعْدَاؤُنَا هَيْكَلَكَ الَّذِي امْتَلَكَهُ شَعْبُكَ الْمُقَدَّسُ زَمَناً يَسِيراً، 19 وَأَصْبَحْنَا نَظِيرَ الَّذِينَ لَمْ تَتَسَلَّطْ عَلَيْهِمْ قَطُّ وَلَمْ يُدْعَ عَلَيْهِمْ بِاسْمِكَ.

حَيَاةُ الأشْرَارِ وَنَتِيجَتُهَا

59 لَيْسَتْ يَدُ اللهِ قَاصِرَةً عَنْ أنْ تُخَلِّصَكُمْ!
وَلَا هُوَ أصَمُّ، بَلْ يَسْمَعُ.
لَكِنَّ آثَامَكُمْ تَفْصِلُكُمْ عَنْ إلَهِكُمْ.
خَطَايَاكُمْ جَعَلَتهُ يَسْتُرُ وَجْهَهُ عَنْكُمْ حَتَّى لَا يَسْمَعَكُمْ.
لِأنَّ أيدِيَكُمْ مُلَطَّخَةٌ بِالدَّمِ،
وَأصَابِعَكُمْ بِالإثْمِ.
شِفَاهُكُمْ تَتَكَلَّمُ بِالكَذِبِ،
وَلِسَانُكُمْ يَنْطِقُ بِالشَّرِّ.
لَا أحَدَ يَصْدُقُ عِنْدَ اتِّهَامِهِ لِلآخَرِينَ،
وَلَا أحَدَ يُحَاكِمُ بِالعَدْلِ.
كُلُّهُمْ يَعْتَمِدُونَ عَلَى الكَلَامِ الفَارِغِ وَالكَذِبِ.
يَصْنَعُونَ الألَمَ، وَيُنتِجُونَ الشَّرَّ.
يَفْقِسُونَ بَيضَ الأفَاعِي،
وَيَنْسِجُونَ شَبَكَةَ عَنْكَبُوتٍ.
مَنْ يَأْكُلُ مِنْ بَيضِهِمْ يَمُوتُ،
وَالبَيضَةُ الَّتِي تُكسَرُ تَفْقِسُ حَيَّةً سَامَّةً.
خُيُوطُهُمْ لَا تَصْلُحُ لِنَسْجِ الثِّيَابِ،
وَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَتْرَ أنْفُسِهِمْ بِمَا يَصْنَعُونَ.
أعْمَالُهُمْ أعْمَالُ إثمٍ،
وَأيدِيهِمْ مَليئَةٌ بِالعُنفِ.
يَرْكُضُونَ إلَى عَمَلِ الشَّرِّ،
وَيُسرِعُونَ إلَى قَتلِ الأبرِيَاءِ.
أفكَارُهُمْ شِرِّيرَةٌ،
وَيَتْرُكُونَ وَرَاءَهُمُ الخَرَابَ وَالدَّمَارَ.
أمَّا طَرِيقُ السَّلَامِ فَلَا يَعْرِفُونَهُ،
وَلَيْسَ فِي مَسَالِكِهِمْ عَدلٌ.
طُرُقُهُمْ عَوجَاءُ،
وَكُلُّ مَنْ يَسِيرُ فِيهَا لَنْ يَعْرِفَ السَّلَامَ.

خَطِيَّةُ إسْرَائِيلَ وَنَتِيجَتُهَا

لِذَلِكَ تَرَكَنَا العَدلُ،
وَالإنصَافُ لَا يَأْتِي إلَينَا.
نَرجُو النُّورَ،
وَلَوْ شُعَاعَ نُورٍ فِي العَتمَةِ،
لَكِنَّ طَرِيقَنَا يَلُفُّهُ الظَّلَامُ.
10 نَتَحَسَّسُ الحَائِطَ كَالعِميَانِ،
نَتَلَمَّسُ طَرِيقَنَا كَمَنْ لَا عُيُونَ لَهُمْ.
نَتَعَثَّرُ فِي الظَّهِيرَةِ كَمَا لَوْ كُنَّا فِي العَتمَةِ.
صِرنَا كَالمَوْتَى مَعَ أنَّنَا بَيْنَ الأحيَاءِ.
11 كُلُّنَا نَخُورُ كَدُبَّةٍ،
وَنَنُوحُ نُواحًا كَالحَمَامِ.
نَنتَظِرُ العَدْلَ وَلَكِنَّهُ لَا يَتَحَقَّقُ،
وَنَنتَظِرُ الخَلَاصَ، وَلَكِنَّهُ بَعِيدٌ عَنَّا.
12 لِأنَّ أعْمَالَنَا البَشِعَةَ أمَامَكَ كَثِيرَةٌ،
وَخَطَايَانَا تَشْهَدُ عَلَيْنَا.
لِأنَّ أعْمَالَنَا البَشِعَةَ تُرَافِقُنَا،
وَنَحْنُ نَعْرِفُ آثَامَنَا.
13 عَصَينَا اللهَ،
وَكُنَّا غَيْرَ أُمَنَاءَ نَحوَهُ.
ابتَعَدْنَا عَنْ إلَهِنَا.
كُنَّا نَتَكَلَّمُ عَنِ الظُّلمِ وَالعِصيَانِ،
وَنَتَكَلَّمُ بِكَلِمَاتٍ كَاذِبَةٍ مِنْ قُلُوبِنَا.
14 ابتَعَدَ العَدلُ،
وَالحَقُّ وَقَفَ بَعِيدًا.
لِأنَّ الحَقَّ يَتَعَثَّرُ فِي السَّاحَاتِ العَامَّةِ،
وَالصِّدقَ لَا يَسْتَطِيعُ دُخُولَ المَدِينَةِ.
15 زَالَتِ الأمَانَةُ،
وَكُلُّ مَنْ يَبْتَعِدُ عَنِ الشَّرِّ يُسلَبُ.
رَأى اللهُ هَذَا وَلَمْ يُسَرَّ،
إذْ لَا تُوجَدُ عَدَالَةٌ.
16 رَأى أنَّهُ لَا يُوجَدُ أحَدٌ،
وَتَحَيَّرَ لِأنَّهُ مَا مِنْ أحَدٍ يَقِفُ لِيُدَافِعَ عَنِ الشَّعْبِ.
فَنَصَرَتْهُ ذِرَاعُهُ،
وَأيَّدَهُ بِرُّهُ.
17 لَبِسَ البِرَّ كَدِرعٍ،
وَخُوذَةُ الخَلَاصِ عَلَى رَأسِهِ.
لَبِسَ الِانْتِقَامَ كَثِيَابٍ،
وَاكتَسَى بِالغَيْرَةِ كَعَبَاءَةٍ.
18 سَيُجَازِي أعْدَاءَهُ كَمَا يَسْتَحِقُّونَ:
غَضَبًا عَلَى خُصُومِهِ،
وَعِقَابًا عَلَى أعْدَائِهِ.
سَيُجَازِي الجُزُرَ وَالشَّوَاطِئَ حَسَبَ مَا تَسْتَحِقُّ.
19 سَيَخْشَى الَّذِينَ فِي الغَرْبِ اسْمَ اللهِ،
وَالَّذِينَ فِي الشَّرقِ سَيَخَافُونَ مَجْدَهُ.
لِأنَّ العَدُوَّ سَيَأْتِي كَنَهْرٍ،
وَلَكِنَّ قُوَّةَ اللهِ تَدْفَعُهُ.
20 فَهُوَ سَيَأْتِي فَادِيًا لِصِهْيَوْنَ
لِجَمِيعِ التَّائِبِينَ فِي عَائِلَةِ يَعْقُوبَ،
يَقُولُ اللهُ.

21 يَقُولُ اللهُ: «هَذَا هُوَ عَهْدِي مَعَهُمْ: رُوحِي الَّذِي جَعَلْتُهُ عَلَيْكَ، وَكَلَامِي الَّذِي وَضَعتُهُ فِي فَمِكَ، لَنْ يَبْتَعِدَا عَنْكَ وَلَا عَنْ أوْلَادِكَ وَلَا عَنْ أحفَادِكَ مِنَ الآنَ وَإلَى الأبَدِ.»

اللهُ آتٍ

60 «قُومِي وَأنِيرِي، لِأنَّ نُورَكِ أتَى،
وَمَجْدُ اللهِ أشرَقَ عَلَيْكِ.
لِأنَّ الظُّلمَةَ تُغَطِّي الأرْضَ،
وَالظَّلَامَ الشَّدِيدَ يُغَطِّي الأُمَمَ.
وَلَكِنَّ اللهَ يُشرِقُ عَلَيْكِ،
وَمَجْدُهُ عَلَيْكِ سَيَظْهَرُ.
سَتَأْتِي الأُمَمُ إلَى نُورِكِ،
وَالمُلُوكُ إلَى ضِيَاءِ فَجْرِكِ.
ارفَعِي عَيْنَيْكِ وَانْظُرِي حَوْلَكِ.
إنَّهُمْ يَجْتَمِعُونَ وَيَأْتُونَ إلَيكِ.
أبنَاؤُكِ سَيَأْتُونَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ،
وَبَنَاتُكِ سَيُحْمَلنَ عَلَى الأيْدِي.

«حِينَئِذٍ، سَتَرِيْنَ وَتُشْرِقِينَ ابْتِهَاجًا.
سَيَسْعَدُ قَلْبُكِ وَيَمْتَلئُ مِنَ الفَرَحِ،
لِأنَّ ثَروَةَ البَحْرِ سَتَتَحَوَّلُ إلَيكِ،
وَغِنَى الأُمَمِ إلَيكِ سَيَأتِي.
قُطعَانُ الجِمَالِ سَتُغَطِّيكِ،
الجِمَالُ الفَتِيَّةُ مِنْ مِدْيَانَ وَعِيفَةَ.
كُلُّهَا تَأْتِي مِنْ سَبَأٍ بِالذَّهَبِ وَالبَخُورِ،
وَسَتُعلِنُ مَجْدَ اللهِ.
سَتُجمَعُ كُلُّ غَنَمِ قِيدَارَ إلَيكِ.
كِبَاشُ نَبَايُوتَ سَتَخْدِمُكِ.
وَسَتَكُونُ ذَبَائِحًا مَقبُولَةً عَلَى مَذْبَحِي،
وَسَأجْعَلُ هَيْكَلِي الجَمِيلَ مَجِيدًا.
مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَطِيرُونَ كَسَحَابَةٍ،
وَكَالحَمَامِ إلَى أعشَاشِهَا؟
لِأنَّ السَّوَاحِلَ تَنْتَظِرُنِي،
وَسُفُنُ تَرْشِيشَ سَتَأْتِي أوَّلًا،
لِتَأْتِيَ بِأوْلَادِكِ مِنَ الأرَاضِي البَعِيدَةِ،
وَمَعَهُمْ فِضَّتُهُمْ وَذَهَبُهُمْ،
لِأجْلِ مَجْدِ إلَهِكِ،
لِأجْلِ قُدُّوسِ إسْرَائِيلَ لِأنَّهُ مَجَّدَكِ.
10 وَأوْلَادُ الغُرَبَاءِ سَيَبْنُونَ أسوَارَكِ،
وَمُلُوكُهُمْ سَيَخْدِمُونَكِ.

«لِأنِّي عَاقَبتُكِ فِي غَضَبِي،
وَلَكِنِّي سَأرْحَمُكِ فِي رِضَايَ.
11 سَتَكُونُ بَوَّابَاتُكِ مَفتُوحَةً دَائِمًا،
لَنْ تُغلَقَ نَهَارًا وَلَا لَيْلًا،
كَي يُؤتَى بِغِنَى الأُمَمِ وَمُلُوكِهِمْ إلَيكِ.
12 لِأنَّ الأُمَّةَ أوِ المَملَكَةَ الَّتِي لَا تَخْدِمُكِ سَتَهْلِكُ،
تِلْكَ الأُمَمُ سَتُدَمَّرُ تَمَامًا.
13 مَجْدُ لُبْنَانَ سَيَأْتِي إلَيكِ:
أشْجَارُ السَّروِ وَالسِّندِيَانِ وَالشَّربِينِ مَعًا،
لِتَجْمِيلِ مَكَانِي المُقَدَّسِ،
وَسَأُمَجِّدُ مَوطِئَ قَدَمَيَّ.
14 سَيَأْتِي أوْلَادُ الَّذِينَ ضَايَقُوكِ إلَيكِ رَاكِعِينَ.
وَجَمِيعُ الَّذِينَ أسَاءُوا إلَيكِ
سَيَنْحَنُونَ عِنْدَ قَدَميكِ.
وَسَيَدْعُونَكِ ‹مَدِينَةَ يهوه،›
‹صِهْيَوْنَ قُدُّوسِ إسْرَائِيلَ.›

إسْرَائِيلُ الجَدِيدَةُ: أرْضُ السَّلَام

15 «أنْتِ مَهجُورَةٌ وَمَترُوكَةٌ،
وَلَا أحَدَ يُسَافِرُ عَبْرَ أرَاضِيكِ.
لِكِنَّنِي سَأجعَلُكِ سَبَبَ فَخرٍ إلَى الأبَدِ،
وَمَصدَرَ فَرَحٍ لِكُلِّ الأجيَالِ.
16 سَتَرْضَعِينَ حَلِيبَ الأُمَمِ،
سَتَرْضَعِينَ ثَروَةَ المُلُوكِ.
حِينَئِذٍ، سَتَعْرِفِينَ أنِّي أنَا اللهَ مُخَلِّصُكِ،
وَفَادِيكِ مُخَلِّصُ يَعْقُوبَ.

17 «سَأُعْطِيكِ ذَهَبًا عِوَضًا عَنِ البُرُونْزِ،
وَفِضَّةً عِوَضًا عَنِ الحَدِيدِ،
وَنُحَاسًا عِوَضًا عَنِ الخَشَبِ،
وَحَدِيدًا عِوَضًا عَنِ الحِجَارَةِ.
سَأجْعَلُ السَّلَامَ يُشرِفُ عَلَيْكِ،
وَالعَدْلَ يَحْكُمُكِ.
18 لَنْ يُسمَعَ الظُّلمُ فِي أرْضِكِ فِيمَا بَعْدُ،
وَلَنْ يَكُونَ هُنَاكَ خَرَابٌ وَدَمَارٌ ضِمنَ حُدُودِكِ.
سَتُسَمِّينَ أسوَارَكِ ‹خَلَاصًا،›
وَبَوَّابَاتِكِ ‹تَسْبِيحًا.›

19 «لَنْ تَعُودَ الشَّمْسُ مَصدَرَ نُورِكِ فِي النَّهَارِ،
وَلَا القَمَرُ لِإضَاءَةِ اللَّيلِ،
لِأنَّ اللهَ سَيَكُونُ نُورًا أبَدِيًّا لَكِ،
وَإلَهُكِ سَيَكُونُ مَجْدَكِ.
20 لَنْ تَغِيبَ شَمْسُكِ،
وَلَنْ يَنْقُصَ قَمَرُكِ فِيمَا بَعْدُ.
لِأنَّ اللهَ سَيَكُونُ نُورًا أبَدِيًّا لَكِ،
فَتَنْتَهِيَ أيَّامُ حُزنِكِ.

21 «كُلُّ شَعْبِكِ سَيَعْمَلُ مَا هُوَ حَقٌّ،
وَسَيَمْتَلِكُونَ الأرْضَ إلَى الأبَدِ.
هُمُ الغُصنُ الَّذِي زَرَعتُهُ،
وَعَمَلُ يَدَيَّ لِإظهَارِ مَجْدِي.
22 أقَلُّ العَائِلَاتِ شَأنًا سَتَصِيرُ قَبيلَةً،
وَالأصغَرُ سَتَصِيرُ أُمَّةً قَوِيَّةً.
أنَا اللهُ.
عِنْدَمَا يَحِينُ الوَقْتُ،
سَأصْنَعُ هَذَا سَرِيعًا.»

رِسَالَةُ الحُرِّيَّة

61 رُوحُ الرَّبِّ الإلَهِ عَلَيَّ.
لِأنَّ اللهَ مَسَحَنِي لِكَي أُعْلِنَ البِشَارَةَ لِلمَسَاكِينِ،
لِأُضَمِّدَ مُنْكَسِرِي القُلُوبِ،
وَلِأُعلِنَ الحُرِّيَّةَ لِلمَأْسُورِينَ،
وَالإطلَاقَ لِلمَسْجُونِينَ،
وَأُعلِنَ أنَّ وَقْتَ اللهِ لِلقُبُولِ[a] قَدْ جَاءَ،
وَكَذَلِكَ جَاءَ وَقْتُ انتِقَامِ إلَهِنَا!
أرْسَلَنِي لِأُعَزِّيَ كُلَّ الحَزَانَى،
وَلِأُعْطِيَ لِلنَّائِحِينَ فِي صِهْيَوْنَ
إكلِيلًا عِوَضًا عَنِ الرَّمَادِ،
وَزَيْتَ فَرَحٍ عِوَضًا عَنِ الحُزْنِ،
وَثَوبَ تَسْبِيحٍ عِوَضًا عَنِ الرُّوحِ الضَّعِيفَةِ.
وَسَيُدْعَونَ أشْجَارَ العَدلِ وَزَرعَ اللهِ المَجِيدِ.
سَيَبْنُونَ الخِرَبَ القَدِيمَةَ،
وَيُرَمِّمُونَ الأمَاكِنَ الَّتِي دُمِّرَتْ قَدِيمًا.
سَيُصلِحُونَ المُدُنَ الخَرِبَةَ الَّتِي تُرِكَتْ عَبْرَ الأجيَالِ.

سَيَقِفُ الغُرَبَاءُ وَيَرْعُونَ غَنَمَكُمْ،
وَأوْلَادُ الغُرَبَاءِ سَيَعْمَلُونَ فِي حُقُولِكُمْ وَكُرُومِكُمْ.
أمَّا أنْتُمْ فَسَتُدعَونَ «كَهَنَةَ اللهِ
وَسَتُسَمَّونَ «خُدَّامَ إلَهِنَا.»
سَتَسْتَمْتِعُونَ بِثَروَةِ الأُمَمِ،
وَسَتَتَسَلَّطُونَ عَلَى غِنَاهُمْ.
عِوَضًا عَنْ خِزيِكُمْ سَتَنَالُونَ ضِعفَينِ.
وَعِوَضًا عَنْ عَارِكُمْ سَتَفْرَحُونَ بِنَصِيبِكُمْ.
لِذَلِكَ سَيَمْتَلِكُونَ نَصِيبًا مُضَاعَفًا فِي أرْضِهِمْ،
وَسَيَدُومُ فَرَحُهُمْ إلَى الأبَدِ.
لِأنِّي، أنَا اللهَ، أُحِبُّ العَدْلَ
وَأكرَهُ السَّرِقَةَ وَالظُّلمَ.
سَأُعْطِيهِمْ جَزَاءَهُمْ بِأمَانَةٍ،
وَسَأقطَعُ مَعَهُمْ عَهْدًا يَدُومُ إلَى الأبَدِ.
سَيَكُونُ نَسْلُهُمْ مَعْرُوفًا بَيْنَ الأُمَمِ،
وَزَرعُهُمْ وَسَطَ الشُّعُوبِ.
كُلُّ الَّذِينَ يَرَوْنَهُمْ سَيَعْرِفُونَ
أنَّهُمْ نَسْلٌ بَارَكَهُ اللهُ.

خَلَاصُ الله

10 أفرَحُ فَرَحًا عَظِيمًا بِاللهِ.
نَفْسِي تَبْتَهِجُ بِإلَهِي.
لِأنَّهُ ألبَسَنِي ثِيَابَ الخَلَاصِ،
وَغَطَّانِي بِثَوبِ العَدلِ،
مِثْلَ عَرِيسٍ يَلبَسُ عَلَى رَأسِهِ إكلِيلًا،
وَمِثْلَ عَرُوسٍ تَتَزَيَّنُ بِجَوَاهِرِهَا.
11 لِأنَّهُ كَمَا أنَّ الأرْضَ تَجْعَلُ النَّبَاتَاتِ تَنْمُو،
وَالحَدِيقَةَ تُنبِتُ بُذُورَهَا،
هَكَذَا سَيَجْعَلُ الرَّبُّ الإلَهُ العَدْلَ يَنْمُو،
وَالتَّسبِيحَ أمَامَ كُلِّ الأُمَمِ.

فَرَحُ القُدْس

62 لِأجْلِ صِهْيَوْنَ لَنْ أبقَى صَامِتًا،
وَلِأجْلِ مَدِينَةِ القُدْسِ لَنْ أهدَأ،
إلَى أنْ يُشرِقَ نَصرُهَا كَالفَجرِ،
وَخَلَاصُهَا كَالمِصبَاحِ المُتَّقِدِ.
حِينَئِذٍ، سَتَرَى الأُمَمُ صَلَاحَكِ،
وَسَيَرَى المُلُوكُ مَجْدَكِ.
وَسَتُدعَينَ بِاسْمٍ جَدِيدٍ يُعطِيهِ لَكِ اللهُ.
سَتَكُونِينَ تَاجًا جَمِيلًا بِيَدِ اللهِ،
وَإكليلًا مَلَكِيًّا بِيَدِ إلَهِكِ.
لَنْ تُدعَي فِيمَا بَعْدُ «مَهجُورَةً،»
وَأرْضُكِ لَنْ تُدعَى «خَرِبَةً.»
بَلْ سَتُدعَينَ «مَسَرَّةً،»
وَأرْضُكِ سَتُدعَى «عَرُوسًا.»
لِأنَّ اللهَ يُسَرُّ بِكِ،
وَسَتَكُونُ أرْضُكِ عَرُوسًا.
فَكَمَا يَتَزَوَّجُ الشَّابُّ مِنْ فَتَاةٍ،
هَكَذَا يَتَزَوَّجُكِ أوْلَادُكِ.
وَكَمَا يَفْرَحُ العَرِيسُ بِعَرُوسِهِ،
هَكَذَا يَفْرَحُ إلَهُكِ بِكِ.

حِفظُ اللهِ لِوُعُودِه

عَلَى أسوَارِكِ يَا قُدْسُ،
وَضَعتُ حُرَّاسًا لَا يَسْكُتُونَ كُلَّ النَّهَارِ وَكُلَّ اللَّيلِ.

يَا مُذَكِّرِي اللهَ بِوَعدِهِ لَا تَهْدَأُوا،
وَلَا تَدَعُوهُ يَهْدَأُ،
حَتَّى يُثَبِّتَ مَدِينَةَ القُدْسِ،
وَيَجْعَلَهَا أُغنِيَةً فِي الأرْضِ.
أقْسَمَ اللهُ بِيَدِهِ اليُمْنَى وَبِذِرَاعِهِ القَوِيَّةِ فَقَالَ:
«لَنْ أُعْطِيَ قَمْحَكِ ثَانِيَةً طَعَامًا لِأعْدَائِكِ.
وَالغُرَبَاءُ لَنْ يَشْرَبُوا نَبِيذَكِ الَّذِي تَعِبْتِ فِيهَا.

«وَلَكِنَّ الَّذِينَ يَحْصُدُونَهُ هُمْ يَأْكُلُونَهُ،
وَيُسَبِّحُونَ اللهَ.
وَالَّذِينَ يَجْنُونَ العِنَبَ هُمْ يَشْرَبُونَ النَّبِيذَ فِي سَاحَةِ مَقْدِسِي.»

10 اعبُرُوا، اعبُرُوا الأبْوَابَ،
هَيِّئُوا الطَّرِيقَ لِلشَّعْبِ.
أزِيلُوا الحِجَارَةَ مِنَ الطَّرِيقِ وَضَعُوهَا فِي أكْوَامٍ.

11 فَاللهُ أعْلَنَ لِكُلِّ الأرْضِ وَقَالَ:
«قُولُوا لِلعَزِيزَةِ صِهْيَوْنَ،
هَا إنَّ مُخَلِّصَكِ[b] آتٍ إلَيكِ.
إنَّهُ يَحْمِلُ جَزَاءَهُ مَعَهُ،
وَتَتَقَدَّمُهُ أُجرَتُهُ.»

12 سَيُدْعَى شَعْبُهُ «الشَّعْبَ المُقَدَّسَ،»
«الشَّعْبَ الَّذِي فَدَاهُ اللهُ
وَأنتِ يَا قُدْسُ،
سَتُدعَينَ «الَّتِي بَحَثَ اللهُ عَنْهَا،»
«المَدِينَةَ غَيْرَ المَترُوكَةِ.»

مُحَاكَمَةُ اللهِ لِشَعْبِه

63 مَنْ هَذَا الآتِي مِنْ أدُومَ،
مِنْ مَدِينَةِ بُصْرَى وَثِيَابُهُ مُلَطَّخَةٌ بِاللَّونِ الأحْمَرِ؟
مَنْ ذَاكَ اللَّابِسُ ثِيَابًا جَمِيلَةً،
وَيَسِيرُ بِقُوَّتِهِ العَظِيمَةِ؟

«هَذَا أنَا، المُعْلِنُ النَّصْرَ،
القَادِرُ عَلَى الخَلَاصِ.»

«فَلِمَاذَا ثِيَابُكَ مُلَطَّخَةٌ بِاللَّونِ الأحْمَرِ
كَثِيَابِ مَنْ يَدُوسُونَ العِنَبَ فِي المِعْصَرَةِ؟»

«دُسْتُ مِعْصَرَةَ الخَمْرِ وَحْدِي،
وَلَمْ يُسَاعِدْنِي مِنَ الشُّعُوبِ أحَدٌ.
مَشَيْتُ عَلَيْهِمْ فِي غَضَبِي،
وَدُسْتُهُمْ فِي سَخَطِي.
رُشَّتْ ثِيَابِي بعَصِيرِهِمْ،
فَتَلَطَّخَتْ كُلُّ مَلَابِسِي.
لِأنَّنِي حَدَّدْتُ يَوْمَ عِقَابٍ لِلأُمَمِ،
وَسَنَةُ تَحْرِيرِ شَعْبِي قَدِ جَاءَتْ.
نَظَرتُ، فَلَمْ يَكُنْ مِنْ مُعِينٍ،
وَاندَهَشتُ، إذْ لَمْ يَكُنْ مِنْ سَنيدٍ.
فَنَصَرَتْنِي ذِرَاعِي،
وَسَنَدَنِي غَضَبِي.
دُستُ شُعُوبًا فِي غَضَبِي،
وَحَطَّمتُهُمْ فِي سَخَطِي،
وَسَكَبتُ عَصِيرَهُمْ عَلَى التُّرَابِ.»

إحسَانَاتُ اللهِ نَحْوَ شَعْبِه

سَأُخْبِرُ بِإحْسَانَاتِ اللهِ،
بأعْمَالِ اللهِ الَّتِي بِسَبَبِهَا يَسْتَحِقُّ التَّسْبِيحَ،
وَلِأجْلِ جَمِيعِ مَا صَنَعَهُ اللهُ لَنَا.
لِأجْلِ إحْسَانِهِ الكَثِيرِ لِبَيْتِ إسْرَائِيلَ،
الَّذِي أجْزَلَهُ لَهُمْ بِحَسَبِ رَحْمَتِهِ
وَكَثرَةِ مَحَبَّتِهِ.
قَالَ: «إنَّمَا هُمْ شَعْبِي،
وَأوْلَادِي الَّذِينَ لَنْ يَخُونُونِي.»
وَلِذَلِكَ صَارَ مُخَلِّصَهُمْ.
فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ لَمْ يَكُنْ رَسُولٌ أوْ مَلَاكٌ لِيُخَلِّصَهُمْ،
وَلَكِنَّهُ هُوَ نَفْسُهُ خَلَّصَهُمْ،
وَبِمَحَبَّتِهِ وَرَحْمَتِهِ هُوَ فَدَاهُمْ،
وَرَفَعَهُمْ وَحَمَلَهُمْ كُلَّ الأيَّامِ المَاضِيَةِ.
10 وَلَكِنَّهُمْ تَمَرَّدُوا،
وَأحزَنُوا رُوحَهُ القُدُّوسَ.
لِذَلِكَ صَارَ عَدُوَّهُمْ،
وَحَارَبَهُمْ.

11 حِينَئِذٍ، تَذَكَّرُوا الأيَّامَ المَاضِيَةَ،
تَذَكَّرَ شَعْبُهُ مُوسَى.
أيْنَ الَّذِي أخرَجَهُمْ مِنَ البَحْرِ،
الَّذِي كَانَ يَرْعَى غَنَمَهُ؟
أيْنَ الَّذِي وَضَعَ فِيهِمْ رُوحَهُ القُدُّوسَ؟
12 أيْنَ الَّذِي وَضَعَ ذِرَاعَهُ المَجِيدَةَ
فِي يَمِينِ مُوسَى لِيَقُودَهُ؟
أيْنَ الَّذِي شَقَّ المَاءَ أمَامَهُمْ،
لِيَكُونَ اسْمُهُ مَعْرُوفًا إلَى الأبَدِ؟
13 أيْنَ الَّذِي قَادَهُمْ فِي المِيَاهِ العَمِيقَةِ؟
كَالحِصَانِ فِي البَرِّيَّةِ، فَلَمْ يَتَعَثَّرُوا،
14 وَكَالبَهَائِمِ الَّتِي تَنْزِلُ إلَى الوَادِي؟
فَرُوحُ اللهِ قَادَهُمْ إلَى الرَّاحَةِ.
هَكَذَا قُدْتَ شَعْبَكَ
حَتَّى تَصْنَعَ لِنَفْسِكَ اسْمًا مَجِيدًا.

صَلَاةٌ إلَى الله

15 انْظُرْ مِنَ السَّمَاوَاتِ،
مِنْ مَسْكَنِكَ المُقَدَّسِ المَجِيدِ.
أيْنَ غَيْرَتُكَ وَقُوَّتُكَ،
تَوْقُ قَلْبِكَ وَشَفَقَتُكَ؟
لِمَاذَا تُخفيهَا عَنِّي؟
16 لِأنَّكَ أنْتَ أبُونَا،
حَتَّى لَوْ كَانَ إبْرَاهِيمُ لَا يَعْرِفُنَا،
وَإسْرَائِيلُ لَا يَعْلَمُ مَنْ نَحْنُ.
أنْتَ، يَا اللهُ، أبُونَا،
وَاسْمُكَ مِنَ القَدِيمِ هُوَ «فَادِينَا.»
17 لِمَاذَا تَرَكتَنَا يَا اللهُ نَضِلُّ عَنْ طُرُقِكَ؟
وَلِمَاذَا تَرَكتَ قُلُوبَنَا لِتَتَقَسَّى فَلَا نَخَافَكَ؟
ارجِعْ لِأجْلِ خُدَّامِكَ،
وَلِأجْلِ القَبَائِلِ الَّتِي هِيَ لَكَ.
18 شَعْبُكَ المُقَدَّسُ امتَلَكَ هَيْكَلَكَ لِفَترَةٍ قَصِيرَةٍ،
وَلَكِنَّ أعْدَاءَنَا دَاسُوهُ.
19 كُنَّا لِفَترَةٍ طَوِيلَةٍ كَمَنْ لَمْ تَحْكُمْهُمْ،
وَكَالَّذِينَ لَمْ يُدْعَوْا بِاسْمِكَ.

Notas al pie

  1. 61‏:2 وقت الرَّبّ للقُبول حرفيًا «سَنَة الرَّبِّ المَقبُولَة.» قَارنْ بِإشعيَاء 49‏:8. هَذِهِ إشَارةٌ إلَى سنةِ اليُوبيلِ، رَاجعْ شروح المفردَات.
  2. 62‏:11 مُخَلِّصَك حَرْفيًّا «خلَاصُكِ.»