الويل لأفرايم

28 وَيْلٌ (لِمَدِينَةِ السَّامِرَةِ) تَاجِ فَخْرِ سُكَارَى أَفْرَايِمَ، وَلِزَهْرَةِ جَمَالِهَا الْمَجِيدَةِ الذَّابِلَةِ الَّتِي تُتَوِّجُ رَأْسَ وَادِي خِصْبِ الْمَخْمُورِينَ. لأَنَّ لِلرَّبِّ مُتَسَلِّطاً قَوِيًّا عَاتِياً يَنْقَضُّ كَعَاصِفَةِ بَرَدٍ، كَنَوْءٍ مُدَمِّرٍ، كَزَوْبَعَةٍ هَائِلَةٍ مِنْ مِيَاهٍ جَارِفَةٍ فَيَطْرَحُهَا أَرْضاً بِعُنْفٍ، فَتُدَاسُ السَّامِرَةُ، تَاجُ فَخْرِ سُكَارَى أَفْرَايِمَ بِالأَقْدَامِ. وَتَضْحَى زَهْرَةُ جَمَالِهَا الْمَجِيدِ الَّتِي تُكَلِّلُ رَأْسَ الوَادِي الْخَصِيبِ كَبَاكُورَةِ التِّينِ قَبْلَ مَوْسِمِ الصَّيْفِ الَّتِي يَرَاهَا النَّاظِرُ فَيَقْتَطِفُهَا وَيَبْتَلِعُهَا. فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ الرَّبُّ القَدِيرُ تَاجَ بَهَاءٍ وَإِكْلِيلَ جَمَالٍ لِبَقِيَّةِ شَعْبِهِ وَيَكُونُ رُوحَ عَدْلٍ لِمَنْ يَتَبَوَّأُ كُرْسِيَّ القَضَاءِ وَمَصْدَرَ قُوَّةٍ لِمَنْ يُحَارِبُونَ رَادِّينَ الأَعْدَاءَ عَنْ بَّوابَاتِ الْمَدِينَةِ.

وَلَكِنَّ هَؤُلاءِ أَيْضاً أَضَلَّتْهُمُ الْخَمْرُ وَتَرَنَّحُوا بِالسُّكْرِ، فَسَلَبَ الْمُسْكِرُ عُقُولَ أَنْبِيَائِهِمْ وَكَهَنَتِهِمْ، فَأَرْبَكَهُمْ وَرَنَّحَهُمْ، فَأَخْطَأُوا الرُّؤْيَا، وَتَعَثَّرُوا فِي الأَحْكَامِ. فَامْتَلَأَتْ مَوَائِدُهُمْ كُلُّهَا بِالْقَيءِ، وَلَمْ يَبْقَ مَكَانٌ لَمْ يَتَلَوَّثْ. فَتَسَاءَلُوا: «لِمَنْ يُلَقِّنُ إِشَعْيَاءُ الْعِلْمَ، وَلِمَنْ يَشْرَحُ رِسَالَتَهُ؟ هَلْ لِلْمَفْطُومِينَ عَنِ اللَّبَنِ الْمُبْعَدِينَ عَنِ الثَّدْي؟ 10 لأَنَّهُ يُكَرِّرُ عَلَيْنَا أَوَامِرَهُ كَلِمَةً فَكَلِمَةً، وَوَصِيَّةً فَوَصِيَّةً؛ شَيْئاً مِنْ هُنَا وَشَيْئاً مِنْ هُنَاكَ». 11 سَيُخَاطِبُ الرَّبُّ هَذَا الشَّعْبَ بِلِسَانٍ غَرِيبٍ أَعْجَمِيٍّ 12 وَهُوَ الَّذِي قَالَ لَهُمْ: «هَذِهِ هِيَ أَرْضُ الرَّاحَةِ، فَأَرِيحُوا الْمُنْهَكَ، وَهُنَا مَكَانُ السَّكِينَةِ». وَلَكِنَّهُمْ أَبَوْا أَنْ يُطِيعُوهُ. 13 لِذَلِكَ سَيُكَرِّرُ الرَّبُّ عَلَيْهِمْ أَوَامِرَهُ كَلِمَةً فَكَلِمَةً وَوَصِيَّةً فَوَصِيَّةً؛ شَيْئاً مِنْ هُنَا وَشَيْئاً مِنْ هُنَاكَ، وَلَكِنَّهُمْ (لِحُمْقِهِمْ) يَتعَثَّرُونَ وَيَسْقُطُونَ فَيَتَحَطَّمُونَ وَيُؤْسَرُونَ وَيُسْتَعْبَدُونَ.

14 لِذَلِكَ اسْمَعُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ أَيُّهَا الْمُسْتَهْزِئُونَ الْمُتَحَكِّمُونَ فِي شَعْبِ أَورُشَلِيمَ: 15 لأَنَّكُمْ قُلْتُمْ: «قَدْ أَبْرَمْنَا عَهْداً مَعَ الْمَوْتِ، وَعَقَدْنَا مِيثَاقاً مَعَ الْهَاوِيَةِ، فَإِنَّ الأَشُورِيِّينَ الْمُقْتَحِمِينَ أَرْضَنَا لَنْ يَسْلُخُونَا، لأَنَّ السُّوطَ الْجَارِفَ إِذَا عَبَرَ لَا يُصِيبُنَا لأَنَّنَا اعْتَصَمْنَا بِالْمُرَاوَغَةِ وَلَجَأْنَا إِلَى النِّفَاقِ». 16 لِهَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: «هَا أَنَا أَضَعُ حَجَرَ أَسَاسٍ فِي صِهْيَوْنَ، حَجَرَ زَاوِيَةٍ ثَمِيناً لِيَكُونَ أَسَاساً رَاسِخاً وَكُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لَا يَهْرُبُ. 17 وَسَأَجْعَلُ الْعَدْلَ خَيْطَ قِيَاسٍ وَالْحَقَّ مِطْمَاراً (لأَكْشِفَ عَنْ زَيْفِ أَعْمَالِكُمْ) فَيَجْرِفُ البَرَدُ مُعْتَصَمَ الْكَذِبِ وَتَطْفُو الْمِيَاهُ عَلَى الْمَخَابِئِ 18 عِنْدَئِدٍ يُبْطَلُ عَهْدُكُمْ مَعَ الْمَوْتِ، وَيُلْغَى مِيثَاقُكُمْ مَعَ الْهَاويَةِ وَيَدُوسُكُمْ أَعْدَاؤُكُمْ عِنْدَ اقْتِحَامِهِمْ بِلادَكُمْ. 19 وَيَجْتَاحُونَكُمْ مَرَّةً تِلْوَ مَرَّةٍ، فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا إِنْ تُدْرِكُوا مَغْزَى هَذَا الْعِقَابِ حَتَّى يَطْغَى عَلَيْكُمُ الرُّعْبُ. 20 لأَنَّ السَّرِيرَ أَقْصَرُ مِنْ أَنْ تَتَمَدَّدُوا عَلَيْهِ، وَالغِطَاءَ أَضْيَقُ مِنْ أَنْ تَلْتَفُّوا بِهِ». 21 وَسَيُقْبِلُ الرَّبُّ بِسَخَطٍ، كَمَا أَقْبَلَ فِي جَبَلِ فَرَاصِيمَ وَفِي وَادِي جِبْعُونَ لِيُجرِيَ أَفْعَالَهُ الغَرِيبَةَ وَيُعَاقِبَ أَشَدَّ عِقَابٍ. 22 لِذَلِكَ لَا تَتَهَكَّمُوا لِئَلَّا يَتَفَاقَمَ عِقَابُكُمْ لأَنَّ رَبَّ كُلِّ الأَرْضِ الْقَدِيرَ قَدْ أَبْلَغَنِي قَضَاءَهُ بِهَلاكِكُمْ.

23 فَاسْتَمِعُوا إِلَى صَوْتِي وَأَصْغُوا إِلَى قَوْلِي وَأَطِيعُوا: 24 أَيُواظِبُ الحَارِثُ عَلَى حَرْثِ أَرْضِهِ وَتَتْلِيمِهَا وَتَمْهِيدِهَا كُلَّ يَوْمٍ؟ 25 أَلَيْسَ إِذَا سَوَّى أَرْضَهَا يَبْذُرُ الشُّونِيزَ وَيُذَرِّي الكَمُّونَ وَيَنْثُرُ الْحِنْطَةَ فِي أَتْلامِهَا وَالشَّعِيرَ فِي مَوَاضِعِهِ، وَالقَطَانِيَّ فِي أَطْرَافِهَا الْمَحْرُوثَةِ؟ 26 لأَنَّهُ قَدْ تَلَقَّى الْمَعْرِفَةَ الصَّحِيحَةَ مِنْ إِلَهِهِ. 27 فَيَعْلَمُ أَنَّ الشُّونِيزَ لَا يُدْرَسُ بِالنَّوْرَجِ، وَلا يُطْحَنُ الكَمُّونُ، بَلْ يُخْبَطُ كِلاهُمَا بِالْقَضِيبِ. 28 وَيَدُقُّ الحِنْطَةَ لأَنَّهُ لَا يُمْكِنُهُ أَنْ يَظَلَّ يَدْرُسُهَا إِلَى الأَبَدِ، وَإِنْ جَرَّ عَلَيْهَا بَكَرَةَ عَرَبَتِهِ فَإِنَّ خَيْلَهُ لَا تَطْحَنُهَا. 29 إِنَّ مَصْدَرَ هَذِهِ الْمَعْرِفَةِ هُوَ الرَّبُّ الْقَدِيرُ العَجِيبُ فِي مَشُورَتِهِ وَالعَظِيمُ فِي حِكْمَتِهِ.

الويل لمدينة داود

29 وَيْلٌ لأُورُشَلِيمَ الْمَدِينَةِ الَّتِي اسْتَقَرَّ فِيهَا دَاوُدُ. هَا السَّنَوَاتُ تَتَعَاقَبُ وَأَنْتُمْ مَازِلْتُمْ تَحْتَفِلُونَ بِالأَعْيَادِ. وَلَكِنْ سَأُحَاصِرُ أَورُشَلِيمَ، فَيَمْلَأُهَا الأَنِينُ وَالنَّوْحُ، فَتَكوُنُ فِي نَظَرِي كَمَذْبَحٍ مُلَطَّخٍ بِالدَّمِ. سَأَنْزِلُ عَلَيْكِ وَأُحِيطُ بِكِ وَأُحَاصِرُكِ بِأَبْرَاجٍ، وَأُقِيمُ عَلَيْكِ الْمَتَارِيسَ. عِنْدَئِذٍ تَنْخَفِضِينَ، وَتَتَكَلَّمِينَ مِنَ الأَرْضِ، وَمِنَ التُّرَابِ تَصْدُرُ عَنْكِ تَمْتَمَةُ كَلامٍ، فَيَكُونُ صَوْتُكِ كَصَوْتِ خَيَالٍ صَادِرٍ مِنَ الأَرْضِ، وَيَرْتَفِعُ كَلامُكَ هَامِساً مِنَ التُّرَابِ. وَلَكِنْ سَرْعَانَ مَا يَصِيرُ جُمْهُورُ أَعْدَائِكِ كَالْهَبَاءِ، وَجُمْهُورُ الْعُتَاةِ كَالْعُصَافَةِ الْعَابِرَةِ. ثُمَّ فَجْأَةً، وَفِي لَحْظَةٍ، يَفْتَقِدُكِ الرَّبُّ الْقَدِيرُ، فَيَأْتِي بِرَعْدٍ وَزِلْزَالٍ وَضَجِيجٍ عَظِيمٍ، مَعَ زَوْبَعَةٍ وَعَاصِفَةٍ وَلَهِيبِ نَارٍ آكِلَةٍ، وَتُصْبِحُ كُلُّ الشُّعُوبِ الَّتِي تُحَارِبُ أُورُشَلِيمَ، وَتُحَاصِرُ حُصُونَهَا كَالْحُلْمِ أَوْ كَرُؤْيَا اللَّيْلِ. وَكَمَا يَحْلُمُ الْجَائِعُ أَنَّهُ يَأْكُلُ ثُمَّ يَسْتَيْقِظُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُشْبِعَ جُوعَهُ، وَكَمَا يَحْلُمُ الظَّامِئُ أَنَّهُ يَشْرَبُ ثُمَّ يَفِيقُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَرْتَوِيَ عَطَشُهُ، هَكَذَا يَكُونُ جُمْهُورُ الأُمَمِ كُلِّهَا الْمُحَارِبِينَ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ.

ابْهَتُوا وَتَعَجَّبُوا. تَعَامَوْا وَاعْمَوْا. اسْكَرُوا وَلَكِنْ مِنْ غَيْرِ خَمْرٍ. تَرَنَّحُوا وَلَكِنْ مِنْ غَيْرِ مُسْكِرٍ، 10 لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَكَبَ عَلَيْكُمْ رُوحَ سُبَاتٍ عَمِيقٍ، فَأَغْلَقَ عُيُونَ أَنْبِيائِكُمْ وَغَطَّى رُؤُوسَ رَائِيكُمْ. 11 وَصَارَتْ لَكُمْ هَذِهِ الرُّؤْيَا جَمِيعُهَا كَكَلِمَاتِ كِتَابٍ مَخْتُومٍ، حِينَ يُنَاوِلُونَهُ لِمَنْ يُتْقِنُ الْقِرَاءَةَ قَائِلِينَ: اقْرَأْ هَذَا، يُجِيبُ: لَا أَسْتَطِيعُ لأَنَّهُ مَخْتُومٌ. 12 وَعِنْدَمَا يُنَاوِلُونَهُ لِمَنْ يَجْهَلُ الْقِرَاءَةَ قَائِلِينَ: اقْرَأْ هَذَا، يُجِيبُ: لَا أَسْتَطِيعُ الْقِرَاءَةَ.

13 لِذَلِكَ يَقُولُ الرَّبُّ: لأَنَّ هَذَا الشَّعْبَ يَقْتَرِبُ مِنِّي بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، بَيْنَمَا قَلْبُهُ بَعِيدٌ عَنَّى. وَمَا مَخَافَتُهُمْ مِنِّي سِوَى تَقْلِيدٍ تَلَقَّنُوهُ مِنَ النَّاسِ. 14 لِذَلِكَ سَأَنْتَقِمُ مِنْ هَؤُلاءِ الْمُنَافِقِينَ، فَتَبِيدُ حِكْمَةُ حُكَمَائِهِ وَتَتَلاشَى فِطْنَةُ فُهَمَائِهِ. 15 وَيْلٌ لِلَّذِينَ يُوْغِلُونَ فِي الأَعْمَاقِ لِيَكْتُمُوا عَنِ الرَّبِّ مَشُورَتَهُمْ، فَيَقُومُونَ بِأَعْمَالِهِمْ فِي الظَّلامِ قَائِلِينَ: مَنْ يَرَانَا؟ وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟ 16 يَالَتَحْرِيفِكُمْ! أَيُحْسَبُ الْخَزَّافُ كَالْخَزَفِ، فَيَقُولُ الشَّيءُ الْمَصْنُوعُ لِصَانِعِهِ: أَنْتَ لَمْ تَصْنَعْنِي؟ أَمْ أَنَّ الْمَجْبُولَ يَقُولُ لِجَابِلِهِ: أَنْتَ مُجَرَّدٌ مِنَ الْفَهْمِ؟

17 أَلا تَتَحَوَّلُ لُبْنَانُ فِي لَحْظَاتٍ إِلَى حَقْلٍ خَصِيبٍ، وَالْحَقْلُ الْخَصْبُ إِلَى غَابَةٍ؟ 18 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَسْمَعُ الأَصَمُّ أَقْوَالَ الْكِتَابِ، وَتُبْصِرُ عُيُونُ الْمَكْفُوفِينَ مِنْ وَرَاءِ الظُّلْمَةِ وَالْكَآبَةِ. 19 أَمَّا الْوُدَعَاءُ فَيَتَجَدَّدُ فَرَحُهُمْ بِالرَّبِّ، وَيَبْتَهِجُ الْبَائِسُونَ بِقُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ، 20 لأَنَّ الْعَاتِيَ قَدِ انْقَرَضَ، وَبَادَ الْمُسْتَهْزِئُ، وَاسْتُؤْصِلَ جَمِيعُ السَّاهِرِينَ لِارْتِكَابِ الإِثْمِ، 21 الَّذِينَ بِكَلِمَةٍ جَعَلُوا الإِنْسَانَ يُخْطِئُ، وَنَصَبُوا فَخّاً لِمَنْ يُفْحِمُهُمْ فِي سَاحَةِ الْقَضَاءِ، وَصَدُّوا الْبَارَّ بِادِّعَاءَاتِهِمِ الْجَوْفَاءِ.

22 لِذَلِكَ هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ مُفْتَدِي إِبْرَاهِيمَ لِبَيْتِ يَعْقُوبَ: لَنْ يَخْجَلَ يَعْقُوبُ فِي مَا بَعْدُ، وَلَنْ يَعْلُوَ وَجْهَهُ الشُّحُوبُ، 23 لأَنَّهُمْ عِنْدَمَا يَرَوْنَ أَبْنَاءَهُمْ يَتَزَايَدُونَ بِفَضْلِي، فَإِنَّهُمْ يُقَدِّسُونَ اسْمِي، وَيُقَدِّسُونَ قُدُّوسَ يَعْقُوبَ، وَيَرْهَبُونَ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ، 24 وَيَكْتَسِبُ الضَّالُّونَ فَهْماً وَيَتَقَبَّلُ الْمُتَذَمِّرُونَ التَّعْلِيمَ.

الويل للأمة العنيدة

30 يَقُولُ الرَّبُّ: «وَيْلٌ لِلْبَنِينَ الْمُتَمَرِّدينَ الَّذِينَ يَنْصَاعُونَ لِمَشُورَةٍ لَمْ تَصْدُرْ عَنِّي، وَيُبْرِمُونَ عَهْداً لَيْسَ مِنْ رُوحِي، لِيُضِيفُوا خَطِيئَةً إِلَى خَطِيئَةٍ. الَّذِينَ يَتَأَهَّبُونَ لِلِانْحِدَارِ إِلَى مِصْرَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَلْجَأُوا إِلَى مَشُورَتِي، لِيَلُوذُوا بِحِمَى فِرْعَوْنَ وَيَعْتَصِمُوا بِظِلِّ مِصْرَ، لِذَلِكَ يَصِيرُ لَكُمْ حِصْنُ فِرْعَوْنَ عَاراً، وَالاحْتِمَاءُ بِظِلِّ مِصْرَ خِزْياً، وَمَعَ أَنَّ سُلْطَانَهُ امْتَدَّ إِلَى صُوعَنَ وَحَانِيسَ حَتَّى أَقَامَ فِيهَا لِنَفْسِهِ وُلاةً وَمُمَثَّلِينَ فَإِنَّهُمْ يُلْحِقُونَ بِكُمُ العَارَ وَيَجْلِبُونَ عَلَيْكُمُ الْخِزْيَ لأَنَّهُمْ شَعْبٌ لَا جَدْوَى مِنْهُ». نُبُوءَةٌ بِشَأْنِ وُحُوشِ النَّقَبِ: عَبْرَ أَرْضِ العَنَاءِ وَالأَهْوَالِ حَيْثُ تَعِيشُ الأُسُودُ وَالأَفَاعِي، تَحْمِلُ قَوَافِلُهُمْ أَمْوَالَهُمْ عَلَى ظُهُورِ حَمِيرِهِمْ، وَكُنُوزَهُمْ عَلَى أَسْنِمَةِ جِمَالِهِمْ إِلَى مِصْرَ الَّتِي لَا رَجَاءَ فِيهَا. لأَنَّ عَوْنَ مِصْرَ بَاطِلٌ لَا طَائِلَ مِنْهُ، لِذَلِكَ دَعَوْتَهَا «التِّنِّينَ الْعَاصِي».

وَالآنَ، امْضِ وَدَوِّنْ ذَلِكَ عَلَى لَوْحٍ، وَسَجِّلْهُ فِي كِتَابٍ لِيَكُونَ شَاهِداً أَبَدِيًّا فِي الأَيَّامِ الآتِيَةِ. لأَنَّ إِسْرَائِيلَ شَعْبٌ مُتَمَرِّدٌ، أَبْنَاءٌ كَذَبَةٌ، يَأْبُونَ الاسْتِمَاعَ إِلَى شَرِيعَةِ الرَّبِّ، 10 وَيَقُولُونَ لِلأَنْبِياءِ: «لا تَتَنَبَّأُوا لَنَا بِمَا هُوَ حَقٌّ، بَلْ كَلِّمُونَا بِالْكَلامِ الْمُدَاهِنِ وَتَنَبَّأُوا بِالْمُخَادِعَاتِ. 11 اعْدِلُوا عَنِ الطَّرِيقِ، حِيدُوا عَنِ السَّبِيلِ، وَكُفُّوا عَنْ مُجَابَهَتِنَا بِكَلامِ قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ».

12 لِذَلِكَ هَكَذَا يَقُولُ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ: «لأَنَّكُمُ ازْدَرَيْتُمْ بهَذِهِ الْكَلِمَةِ وَاتَّكَلْتُمْ عَلَى الْجَوْرِ وَالانْحِرَافِ وَاعْتَمَدْتُمْ عَلَيْهِمَا، 13 لِذَلِكَ يُصْبِحُ هَذَا الذَّنْبُ لَكُمْ كَصَدْعٍ نَاتِئٍ فِي سُورٍ عَالٍ مُشْرِفٍ عَلَى الانّهِيَارِ الَّذِي يَحْدُثُ بَغْتَةً وَفِى لَحْظَةٍ 14 وَيَكُونُ انْهِيَارُهُ كَكَسْرِ إِنَاءِ خَزَّافٍ تَمَّ سَحْقُهُ بِقَسْوَةٍ، فَلَمْ تَبْقَ مِنْهُ شَقْفَةٌ لِالْتِقَاطِ نَارٍ مِنَ الْمَوْقِدِ أَوْ لِغَرْفِ مَاءٍ مِنَ الْجُبِّ.

15 لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ: إِنَّ خَلاصَكُمْ مَرْهُونٌ بِالتَّوْبَةِ وَالرُّكُونِ إِلَيَّ، وَقُوَّتَكُمْ فِي الطُّمَأْنِينَةِ وَالثِّقَةِ، لَكِنَّكُمْ أَبَيْتُمْ ذَلِكَ، 16 وَقُلْتُمْ: لَا بَلْ نَهْرُبُ عَلَى الْخَيْلِ، أَنْتُمْ حَقّاً تَهْرُبُونَ. وَقُلْتُمْ: سَنَرْكَبُ عَلَى مُتُونِ جِيَادٍ سَرِيعَةٍ، لِهَذَا فَإِنَّ مُطَارِدِيكُمْ يُسْرِعُونَ فِي تَعَقُّبِكُمْ. 17 يَهْرُبُ أَلْفٌ مِنْكُمْ أَمَامَ زَجْرَةِ وَاحِدٍ، وَيَتَشَتَّتُونَ جَمِيعاً أَمَامَ زَجْرَةِ خَمْسَةٍ، حَتَّى تُتْرَكُوا كَسَارِيَةٍ عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ أَوْ كَرَايَةٍ عَلَى قِمَّةِ تَلٍّ».

18 وَمَعَ ذَلِكَ فَإِنَّ الرَّبَّ يَنْتَطِرُ حَتَّى يُبْدِيَ نَحْوَكُمْ عَطْفَهُ، لِهَذَا يَقُومُ لِيَرْحَمَكُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ هُوَ إِلَهُ عَدْلٍ، فَطُوبَى لِجَمِيعِ الَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ. 19 يَا شَعْبَ صِهْيَوْنَ الْمُقِيمَ فِي أُورُشَلِيمَ، لَنْ تَبْكِيَ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الرَّبَّ يَرْحَمُكَ عِنْدَ ارْتِفَاعِ صَوْتِ بُكَائِكَ، وَحَالَمَا يَسْمَعُ يَسْتَجِيبُ لَكَ. 20 وَمَعَ أَنَّهُ يُعْطِيكَ خُبْزاً فِي الْمِحْنَةِ، وَمَاءً فِي الضَّنْكِ فَإِنَّ مُعَلِّمَكَ لَنْ يَحْجُبَ نَفْسَهُ عَنْكَ مِنْ بَعْدُ، بَلْ تَرَى عَيْنَاكَ مُعَلِّمَكَ. 21 وَتَسْمَعُ أُذْنَاكَ كَلِمَةً صَادِرَةً مِنْ خَلْفِكَ قَائِلَةً: 22 «هَذِهِ هِيَ الطَّرِيقُ لَا تَحِيدُوا عَنْهَا يَمِيناً أَوْ يَسَاراً اسْلُكُوا فِيهَا» وَتُدَنِّسُونَ كُلَّ أَصْنَامِكُمُ الْفِضِّيَّةِ وَالذَّهَبيَّةِ، وَتُلْقُونَ بِها بَعِيداً كَخِرْقَةٍ مُلَوَّثَةٍ بِدَمِ حَائِضٍ وَتَقُولُونَ لَهَا: «اذْهَبِي بِلا رَجْعَةٍ».

23 وَيَسْكُبُ الرَّبُّ مَطَرَهُ عَلَى بُذُورِكَ الَّتِي تَزْرَعُهَا فِي الأَرْضِ، فَيَكُونُ الطَّعَامُ الَّذِي تُغِلُّهُ مِنَ الأَرْضِ سَمِيناً دَسِماً، فَتَرْعَى مَوَاشِيكَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ فِي مَرَاعٍ فَسِيحَةٍ، 24 وَتَأْكُلُ ثِيرَانُكَ وَحَمِيرُكَ الَّتِي تَحْرُثُ الأَرْضَ عَلَفاً مُمَلَّحاً مُذَرّىً بِالرَّفْشِ وَالْمِذْرَاةِ. 25 وَفِي يَوْمِ مَجْزَرَةِ أَعْدَائِكُمْ، حِينَمَا تَنْهَارُ الأَبْرَاجُ، تَتَدَفَّقُ شَلّالاتُ مِيَاهٍ وَجَدَاوِلُ مِنْ كُلِّ جَبَلٍ وَتَلٍّ، 26 وَيُصْبِحُ نُورُ الْقَمَرِ كَنُورِ الشَّمْسِ، وَيَتَضَاعَفُ نَورُ الشَّمْسِ سَبْعَ مَرَّاتٍ كَنُورِ سَبْعَةِ أَيَّامٍ، فِي يَوْمٍ يَجْبُرُ الرَّبُّ فِيهِ كَسْرَ شَعْبِهِ وَيَشْفِي رُضُوضَ ضَرَبَاتِهِ.

27 انْظُرُوا هَا هُوَ الرَّبُّ مُقْبِلٌ مِنْ بَعِيدٍ بِغَضَبٍ مُتَوَهِّجٍ وَدُخَانٍ مُتَكَاثِفٍ مَتَصَاعِدٍ. شَفَتَاهُ تَفِيضَانِ سَخَطاً، وَلِسَانُهُ كَنَارٍ آكِلَةٍ، 28 وَنَفْخَتُهُ كَسَيْلٍ جَارِفٍ يَبْلُغُ إِلَى الْعُنُقِ، لِيُغَرْبِلَ الأُمَمَ بِغُرْبَالِ الْهَلاكِ، وَلِيَضَعَ لِجَاماً فِي فُكُوكِ الشُّعُوبِ إِضْلالاً لَهُمْ. 29 أَمَّا أَنْتُمْ فَتَشْدُونَ كَمَا فِي لَيْلَةِ الاحْتِفَالِ بِعيدٍ مُقَدَّسٍ، وَتَبْتَهِجُ قُلَوبُكُمْ كَقَلْبِ مَنْ يَسِيرُ عَلَى أَلْحَانِ نَايٍ، آتِياً إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ وَإِلَى صَخْرِ إِسْرَائِيلَ. 30 وَيُسَمِّعُ الرَّبُّ جَلالَ صَوْتِهِ وَيَجْعَلُ النَّاسَ يُعَايِنُونَ امْتِدَادَ ذِرَاعِهِ عَلَى الأَرْضِ بِلَهِيبِ غَضَبٍ ثَائِرٍ وَنَارٍ آكِلَةٍ، وَانْفِجَارِ أَمْطَارٍ وَعَوَاصِفَ وَبَرَدٍ. 31 فَيَرْتَاعُ أَشُورُ مِنْ زَئِيرِ صَوْتِهِ، وَيَضْرِبُهُ بِقَضِيبِهِ. 32 وَيُوْقِعُ الرَّبُّ كُلَّ ضَرْبَةٍ عَلَيْهِ بِقَضِيبِ عِقَابِهِ عَلَى أَنْغَامِ الدُّفُوفِ وَالْعِيدَانِ، وَيُحَارِبُ أَشُّورَ بِحُرُوبٍ ثَائِرَةٍ. 33 لأَنَّ مُحْرَقَةَ الْمَوْتِ جَاهِزَةٌ مُنْذُ زَمَنٍ بَعِيدٍ وَحُفْرَتَهَا وَاسِعَةٌ، تَكَوَّمَتْ فِيهَا الأَخْشَابُ لِيُلْقَى فِيهَا مُولَكُ إِلَهُ الأَشُورِيِّينَ، فَتُضْرِمُهَا نَفْخَةُ الرَّبِّ كَسَيْلٍ مِنْ كِبْرِيتٍ.

تَحْذِيرٌ إلَى مَمْلَكَةِ إسْرَائِيلَ الشِّمَالِيَّة

28 هَا سُكَارَى أفْرَايِمَ يَفْتَخِرُونَ بِكِ
جَالِسَةً كَإكلِيلِ رَأسِ التَّلَّةِ المُطِلَّةِ عَلَى الوَادي الخَصِيبِ.
لَكِنَّ الخَمْرَ غَلَبَتْهُمْ،
وَإكلِيلُكِ قَدْ ذَبُلَتْ زُهُورُهُ.

هَا إنَّ الرَّبَّ سَيُرسِلُ رَجُلًا قَوِيًّا جَبَّارًا،
كَهُطُولِ البَرَدِ وَالمَطَرِ،
كَعَاصِفَةٍ تَسْكُبُ فَيَضَانَاتٍ.
هَكَذَا سَيَطْرَحُ بِيَدِهِ إكلِيلَ أفْرَايِمَ إلَى الأرْضِ.
إكلِيلُ سُكَارَى أفْرَايِمَ الجَمِيلِ
سَيُدَاسُ تَحْتَ الأقدَامِ.
وَزَهرُ جَمَالِهِ الذَّابِلِ عَلَى قِمَّةِ الوَادِي الخَصِيبِ،
سَيَكُونُ مِثْلَ التِّينِ الَّذِي يَنْضِجُ قَبْلَ الصَّيفِ،
فَكُلُّ مَنْ يَرَاهُ يَقْطِفُهُ وَيَأْكُلُهُ.

فِي ذَلِكَ الوَقْتِ، سَيَكُونُ اللهُ القَدِيرُ كَإكلِيلِ جَمَالٍ وَكَتَاجٍ مَجْدُولٍ مِنَ الزُّهُورِ لِلبَاقِينَ مِنْ شَعْبِهِ. وَسَيُعطِي رُوحَ عَدلٍ لِلقُضَاةِ، وَشَجَاعَةً لِلمُدَافِعِينَ عَنْ بَوَّابَاتِ المَدِينَةِ فِي الحَرْبِ. أمَّا أُولَئِكَ فَيَتَرَنَّحُونَ الآنَ مِنَ الخَمْرِ، وَيَتَأرجَحُونَ مِنَ المُسْكِرِ. الكَهَنَةُ وَالأنْبِيَاءُ يَتَرَنَّحُونَ بِالمُسْكِرِ، وَهُمْ مُشَوَّشُونَ مِنَ الخَمْرِ. لِذَا يُخطِئُ الأنْبِيَاءُ عِنْدَمَا يَرَوْنَ رُؤَىً، وَالكَهَنَةُ عِنْدَمَا يُقَرِّرُونَ أحكَامًا. كُلُّ المَوَائِدِ مُغَطَّاةٌ بِالقَيءِ، وَمَا مِنْ مَكَانٍ نَظِيفٍ.

رَغبَةُ اللهِ فِي مُسَاعَدَةِ شَعْبِه

وَيُقَالُ: «أيَظُنُّنَا أطْفَالًا لِكَي يُعَلِّمَنَا وَيُفَهِّمُنَا بِهَذِهِ الطَريقَةِ؟ كَانَّنَا فُطِمْنَا وَأُخِذْنَا لِلتَّوِّ عَنْ صُدُورِ أُمَّهَاتِنَا! 10 فَكَلَامُهُ لَنَا:

«أمْرٌ بَعْدَ أمْرٍ، أمْرٌ بَعْدَ أمْرٍ
حُكْمٌ بَعْدَ حُكْمٍ، حُكْمٌ بَعْدَ حُكْمٍ
قَليلٌ هُنَا، قَليلٌ هُنَاكَ!»

11 لِأنَّهُ بِشِفَاهٍ مُتَلَعثِمَةٍ وَبِلُغَاتٍ أجنَبِيَّةٍ سَأُكَلِّمُ هَذَا الشَّعْبَ.

12 تَكَلَّمَ فِي المَاضِي فَقَالَ لَهُمْ: «هَذَا مَكَانُ الرَّاحَةِ وَالسُّكُونِ. فَلْيَسْتَرِحِ المُتْعَبُونَ.» لَكِنَّهُمْ لَمْ يُطِيعُوا. 13 لِذَلِكَ سَيَكُونُ كَلَامُ اللهِ لَهُمْ:

«أمْرًا بَعْدَ أمْرٍ، أمْرًا بَعْدَ أمْرٍ
حُكْمًا بَعْدَ حُكْمٍ، حُكْمًا بَعْدَ حُكْمٍ
قَلِيلًا هُنَا، قَلِيلًا هُنَاكَ!»

لَكَي يَسَقُطُوا إلَى الخَلْفِ وَيُكسَرُوا حِينَ يَمْشُونَ. وَلِكَي يُمْسَكُوا بِالفَخِّ وَيُؤسَرُوا.

تَحْذِيرُ اللهِ لِيَهُوذَا

14 اسمَعُوا كَلِمَةَ اللهِ أيُّهَا المُتَعَجرِفُونَ الَّذِينَ تَحْكُمُونَ هَذَا الشَّعْبَ فِي مَدِينَةِ القُدْسِ. 15 قُلْتُمْ:

«قَطَعْنَا عَهْدًا مَعَ المَوْتِ،
وَاتِّفَاقًا مَعَ الهَاوِيَةِ.
عِنْدَمَا يَأْتِي العِقَابُ الرَّهِيبُ
سَيَعْبُرُ عَنَّا وَلَنْ يُؤذِيَنَا،
لِأنَّنَا جَعَلْنَا الكَذِبَ مَلجأً لَنَا،
وَاختَبَأنَا وَرَاءَ الخِدَاعِ.»

16 لِذَلِكَ يَقُولُ الرَّبُّ الإلَهُ:
«هَا إنِّي أضَعُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرَ أسَاسٍ،
حَجَرًا قَوِيًّا،
حَجَرَ زَاوِيَةٍ ثَمِينًا،
وَأسَاسًا مَتِينًا.
وَالَّذِي يَثِقُ بِهِ لَنْ يُخْزَى.
17 سَأجْعَلُ العَدْلَ وَالبِرَّ مِقِيَاسًا.
وَسَيُحَطِمُ البَرَدُ مَلجَأهُمُ
الَّذِي حَصَلُوا عَلَيْهِ بِالكَذِبِ،
وَسَتَغْمُرُ المِيَاهُ مَخبأهُمْ.
18 سَيُلغَى عَهْدُكُمْ مَعَ المَوْتِ،
وَاتِّفَاقُكُمْ مَعَ القَبْرِ لَنْ يَسْتَمِرَّ.
وَعِنْدَمَا تَأْتِي العُقُوبَةُ الغَامِرَةُ سَتُدَاسُونَ تَحْتَهَا.
19 وَكُلَّمَا مَرَّتْ سَتَأْخُذُكُمْ،
لِأنَّهَا سَتَمُرُّ كُلَّ صَبَاحٍ،
وَكَذَلِكَ فِي النَّهَارِ وَفِي اللَّيلِ.
وَيَكُونُ فَهمُ هَذَا المَثَلِ رُعبًا لَكُمْ:

20 «قَصُرَ الفِرَاشُ عَنِ التَّمَدُّدِ،
وَضَاقَ الغِطَاءُ عَنِ الِالتِحَافِ!»

21 لِأنَّ اللهَ سَيَقُومُ وَيُحَارِبُ كَمَا فَعَلَ فِي جَبَلِ فَرَاصِيمَ، وَسَيَثُورُ غَضَبُهُ كَمَا حَدَثَ فِي وَادِي جِبعُونَ، لِكَي يَعْمَلَ عَمَلَهُ المُغَايِرَ، وَيُتَمِّمَ فِعلَهُ الغَرِيبَ. 22 وَالْآنَ، لَا تَسْتَهِينُوا بِهَذِهِ الأُمُورِ، لِئَلَّا تُصْبِحَ الحِبَالُ الَّتِي حَوْلَكُمْ أقوَى. لِأنَّنِي سَمِعْتُ أنَّ الإلَهَ القَدِيرَ حَكَمَ بِأنْ يُدَمِّرَ كُلَّ الأرْضِ.

عِقَابُ اللهِ العَادِل

23 أنصِتُوا لِصَوْتِي،
وَانتَبِهُوا، وَاسْمَعُوا قَولِي.
24 هَلْ يَحْرُثُ الحَارِثُ أرْضَهُ كُلَّ يَوْمٍ؟
هَلْ يَشُقُّ أرْضَهُ وَيُسَوِّيهَا كُلَّ يَوْمٍ؟
25 ألَا يُسَوِّي سَطحَهَا، ثُمَّ يَرُشُّ الشِّبِثَ،[a]
وَيَبْذُرُ الكَمُّونَ، وَيَزْرَعُ القَمْحَ فِي أتلَامٍ،[b]
وَالشَّعِيرَ فِي مَكَانِهِ، وَالعَلَسَ[c] عَلَى أطرَافِ الأرْضِ؟

26 إلَهُهُ يُعَلِّمُهُ وَيُرشِدُهُ إلَى الطَّرِيقَةِ الصَّحِيحَةِ.
27 فَالمُزَارِعُ لَا يَدْرُسُ الشِّبِثَ بِلُوحٍ كَبِيرٍ،
وَلَا يُدَحرِجُ مِدحَلَةً عَلَى حُبُوبِ الكَمُّونِ،
بَلْ يَضْرِبُ الشِّبِثَ وَالكَمُّونَ بِعَصًا صَغِيرَةٍ.
28 لَا بُدَّ مِنْ طَحْنِ القَمْحِ لِعَمَلِ الخُبْزِ.
لَكِنَّهُ لَا يُطحَنُ تَمَامًا بِأنْ يُدرَسَ بِاللَّوحِ بِلَا تَوَقٌّفٍ،
وَلَا بِمِدْحَلَةٍ تَجُرُّهَا الخَيلُ.
29 هَذِهِ المَعْرِفَةُ مِنَ اللهِ القَدِيرِ،
العَجِيبِ فِي مَشُورَتِهِ،
وَالعَظِيمِ فِي حِكْمَتِهِ.

مَحَبَّةُ اللهِ لِلقُدْس

29 آهٍ عَلَى أرِيئِيلَ،
المَدِينَةِ الَّتِي خَيَّمَ فِيهَا دَاوُدُ.
فَلْتَمَضِ سَنَةٌ بَعْدَ سَنَةٍ.
وَلِتَسْتَمِرَّ الأعيَادُ فِي دَورَتِهَا.
لَكِنِّي سَأجْلِبُ ضِيقًا عَلَى أرِيئِيلَ،
فَيَكُونُ فِيهَا نَوحٌ وَبُكَاءٌ.
وَسَتَكُونُ مَدِينَةُ القُدْسِ كَأنَّهَا أرِيئِيلُ لِي.
سَأحشِدُ الجُيُوشَ حَوْلَكِ، سَأُحَاصِرُكِ بِأبْرَاجٍ.
وَأضَعُ حَوْلَكِ حَوَاجِزَ تُرَابِيَّةً لِلهُجُومِ عَلَيْكِ.
سَتَهْبِطِينَ إلَى الأسفَلِ،
وَتَتَكَلَّمِينَ مِنَ الأرْضِ،
وَتُتَمْتِمِينَ بِكَلِمَاتِكِ مِنَ التُّرَابِ.
سَيَأْتِي صَوْتُكِ مِنَ الأرْضِ كَصَوْتِ شَبَحٍ،
وَمِنَ التُّرَابِ سَتَهْمِسِينَ بِكَلَامِكِ.

سَيُصبِحُ أعْدَاؤُكِ الكَثِيرُونَ كَالغُبَارِ النَّاعِمِ.
وَشَعْبُكِ القَاسِي الكَبِيرُ سَيَصِيرُ كَالتِّبنِ المُتَطَايِرِ.
وَفَجْأةً يَأْتِي اللهُ القَدِيرُ بِرَعدٍ
وَزَلزَلَةٍ وَضَجَّةٍ عَالِيَةٍ وَعَاصِفَةٍ
وَرِيحٍ عَاصِفَةٍ وَنَارٍ تُحرِقُ وَتُدَمِّرُ.
الجَمَاهِيرُ الَّتِي تُحَارِبُ أرِيئِيلَ،
وَكُلُّ الَّذِينَ يُحَارِبُونهَا
وَيُهَاجِمُونَ قِلَاعَهَا وَيُضَايِقُونَهَا،
سَيَكُونُونَ كَحُلمٍ وَكَرُؤْيَا فِي اللَّيلِ.
كَمَا يَحْلُمُ الجَائِعُ بِأنْ يَأْكُلَ،
وَيَسْتَيْقِظُ فَإذَا بِهِ مَا يَزَالُ جَائِعًا.
أوْ كَمَا يَحْلُمُ العَطشَانُ بِأنَّهُ يَشْرَبُ،
وَيَسْتَيْقِظُ فَإذَا هُوَ مَا يَزَالُ عَطشَانًا وَذَابِلًا مِنَ الجَفَافِ.
هَكَذَا أيْضًا يَحْدُثُ لِلأُمَمِ الكَثِيرَةِ
الَّتِي تُحَارِبُ جَبَلَ صِهْيَوْنَ.

اندَهِشُوا وَتَفَاجَأُوا،
انذَهِلُوا وَتَعَجَّبُوا،
اسْكَرُوا، وَلَكِنْ لَيْسَ مِنَ الخَمْرِ!
تَرَنَّحُوا، وَلَكِنْ لَيْسَ مِنَ المُسْكِرَاتِ!
10 قَدْ سَكَبَ اللهُ عَلَيْكُمْ رُوحَ نَومٍ،
وَأغمَضَ عُيُونَكُمْ – أيْ أنْبِيَاءَكُمْ،
وَغَطَّى رُؤُوسَكُمْ – أيْ أصْحَابُ الرُّؤَى بَيْنَكُمْ.

11 صَارَتْ لَكُمْ هَذِهِ الرُّؤيَا كَكَلَامِ كِتَابٍ مُغلَقٍ مَختُومٍ. إذَا أُعْطِيَ هَذَا الكِتَابُ لِمَنْ يَعْرِفُ القِرَاءَةَ، وَقِيلَ لَهُ: «اقرَأ،» فَإنَّهُ سَيَقُولُ: «لَا أسْتَطِيعُ لِأنَّهُ مَختُومٌ.» 12 أوْ إذَا أُعْطِيَ الكِتَابُ لِمَنْ لَا يَعْرِفُ القِرَاءَةَ، وَقِيلَ لَهُ: «اقرَأ،» فَإنَّهُ سَيَقُولُ: «لَا أعْرِفُ القِرَاءَةَ.»

13 يَقُولُ الرَّبُّ:
«هَذَا الشَّعْبُ يَقْتَرِبُ إلَيَّ بِفَمِهِ فَقَطْ.
يُمَجِّدُنِي بِالْكَلَامِ فَقَطْ،
أمَّا قُلْبُهُ فَبَعِيدٌ عَنِّي.
عِبَادَتُهُ لَيْسَتْ سِوَى وَصِيَّةٍ بَشَرِيَّةٍ يَتَعَلَّمُهَا.
14 لِذَلِكَ هَا أنَا أعمَلُ أُمُورًا مُدهِشَةً مَعَ هَذَا الشَّعْبِ،
أُمُورًا مُدهِشَةً وَغَيْرَ مُعْتَادَةٍ.
فَتَهْلِكُ حِكمَةُ الحُكَمَاءِ،
وَيَخْتَفِي ذَكَاءُ الأذكِيَاءِ.»

15 تَنَبَّهُوا يَا مَنْ تُخَبِّئُونَ مُؤَامَرَاتِكُمْ
كَأنَّ اللهَ لَا يَرَاهَا!
يَا مَنْ تَعْمَلُونَ عَمَلَكُمْ فِي الظُّلمَةِ،
وَتَقُولُونَ: «مَنْ يَرَانَا؟ مَنْ يَعْرِفُ مَاذَا نَفعَلُ؟»
16 تَقْلِبُونَ الأُمُورَ،
كَمَا لَوْ أنَّ الفَخَّارِيَّ هُوَ الطِّينُ!
هَلْ يُقُولُ المَصْنُوعُ عَنْ صَانِعِهِ:
«لَمْ يَصْنَعْنِي»؟
أوْ هَلْ يَقُولُ المَجبُولُ عَنْ جَابِلِهِ:
«لَا يَفْهَمُ»؟

أوقَاتٌ أفْضَلُ قَادِمَة

17 ألَنْ يَتَحَوَّل لُبنَانُ إلَى بُستَانٍ بَعْدَ فَترَةٍ قَصِيرَةٍ،
وَيُصبِحُ البُستَانُ غَابَةً؟
18 فِي ذَلِكَ الوَقْتِ، سَيَسْمَعُ الصُمُّ كَلَامَ الكِتَابِ.
وَبَعْدَ العَتمَةِ وَالظَّلمَةِ،
سَتُبصِرُ عُيُونُ العُمِي.
19 سَيَفْرَحُ الفُقَرَاءُ بِاللهِ مِنْ جَدِيدٍ،
وَيَبْتَهِجُ المَسَاكِينُ فِي أرْضِهِمْ بِقُدُّوسِ إسْرَائِيلَ.
20 لِأنَّ القُسَاةَ سَيَزُولُونَ،
وَالمُتَكَبِّرُونَ لَنْ يَكُونُوا فِيمَا بَعْدُ،
وَكُلُّ المُتَحَمِّسِينَ لِعَمَلِ الشَّرِّ سَيَفْنَوْنَ.
21 إنَّهُمْ يَتَّهِمُونَ الآخَرِينَ بِالشَّرِّ،
وَيَضَعُونَ الفِخَاخَ لِلمُدَافِعِينَ عَنِ العَدْلِ عِنْدَ البَوَّابَةِ.
يُنْكِرُونَ حَقَّ البَرِيءِ بِحُجَجٍ فَارِغَةٍ كَاذِبَةٍ.

22 لِذَلِكَ فَإنَّ اللهَ الَّذِي فَدَى إبْرَاهِيمَ يَقُولُ لِبَيْتِ يَعْقُوبَ:

«لَنْ يُخْزَى بَنُو يَعْقُوبَ فِيمَا بَعْدُ،
وَوُجُوهُهُمْ لَنْ تَصْفَرَّ مِنَ الخَجَلِ مِنَ اليَوْمِ فَصَاعِدًا.
23 وَعِنْدَمَا يَرَوْنَ أوْلَادَهُمُ – عَمَلَ يَدَيَّ – فِي وَسَطِهِمْ،
فَإنَّهُمْ سَيُعلِنُونَ اسْمِي القُدُّوسَ
وَسَيُكرِمُونَ قُدُّوسَ إسْرَائِيلَ،
وَيَقِفُونَ بِمَهَابَةٍ أمَامَ إلَهِ إسْرَائِيلَ.
24 وَسَيَفْهَمُ الضَّالُّونَ بِأرْوَاحِهِمْ،
وَالمُتَمَرِّدُونَ سَيَتَعَلَّمُونَ.»

الثِّقَةُ بِاللهِ لَا بِمِصْر

30 يَقُولُ اللهُ: «تَنَبَّهُوا أيُّهَا الأبْنَاءُ المُتَمَرِّدُونَ! أنْتُمْ تُنَفِّذُونَ خُطَّةً لَيْسَتْ هِيَ خُطَّتِي. وَتَعْقِدُونَ تَحَالُفًا بِخِلَافِ مَشيئَتِي. فَتُضِيفُونَ خَطَايَا عَلَى خَطَايَاكُمْ. وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَنْزِلُونَ إلَى مِصْرٍ مِنْ دُونِ مَشُورَتِي، لِيَطْلُبُوا حِمَايَةَ فِرعَوْنَ، وَمَلجأً فِي ظِلِّ مِصْرٍ.

«سَتَكُونُ حِمَايَةُ فِرعَوْنَ لَكُمْ خِزيًا، وَاللُّجُوءُ إلَى مِصْرٍ عَارًا. رُؤَسَاؤُهُ فِي صُوعَنَ، وَرُسُلُهُ فِي حَانِيسَ، إلَّا أنَّ الجَمِيعَ سَيَخْجَلُونَ مِنْ شَعْبٍ لَا يَسْتَطِيعُ مُسَاعَدَتَهُمْ. فَمِصْرٌ لَنْ تُعِينَهُمْ أوْ تَنْفَعَهُمْ، بَلْ سَتَأْتِي بِالخِزيِ وَالعَارِ.»

رِسَالَةُ اللهِ إلَى يَهُوذَا

هَذَا وَحيٌّ حَوْلَ حَيَوَانَاتِ أرْضِ النَّقَبِ:[d]

فِي أرْضِ ضِيقٍ وَخَطَرٍ،
فِي الأرْضِ المَلِيئَةِ بِاللَّبُواتِ وَالأُسُودِ
وَالأفَاعِي السَّامَّةِ الخَطِرَةِ،
سَيَحْمِلُونَ ثَروَتَهُمْ عَلَى ظُهُورِ الحَمِيرِ،
وَكُنُوزَهُمْ عَلَى أسنِمَةِ الجِمَالِ،
إلَى شَعْبٍ لَا يَسْتَطِيعُ مُسَاعَدَتَهُمْ.
مَعُونَةُ مِصْرٍ لَا قِيمَةَ لَهَا،
لِهَذَا سَمَّيتُهَا: «رَهَبُ[e] الَّتِي لَا تَعْمَلُ شَيْئًا.»

اذْهَبِ الآنَ وَانحَتْ هَذَا الكَلَامَ عَلَى لَوْحٍ أمَامَهُمْ.
اكتُبهُ فِي كِتَابٍ،
حَتَّى يَكُونَ شَاهِدًا فِي المُسْتَقْبَلِ وَإلَى الأبَدِ.
هَذَا شَعْبٌ مُتَمَرِّدٌ.
هُمْ كَالأوْلَادِ الخَدَّاعِينَ
الَّذِينَ يَرْفُضُونَ طَاعَةَ تَعْلِيمِ اللهِ
10 يَقُولُونَ لِأصْحَابِ الرُّؤَى: «لَا تَرَوْا رُؤَىً،»
وَلِلأنْبِيَاءِ: «لَا تَتَنَبَّأُوا لَنَا بِمَا هُوَ صَحِيحٌ،
بَلْ أخْبِرُونَا عَنِ الأُمُورِ النَّاعِمَةِ،
وَتَنَبَّأُوا لَنَا بِالأوْهَامِ.
11 ابتَعِدُوا عَنِ الطَّرِيقِ،
لَا نُرِيدُ أنْ نَسْمَعَ بِقُدُّوسِ إسْرَائِيلَ فِيمَا بَعْدُ.»

العَونُ مِنَ اللهِ فَقَطْ

12 يَقُولُ قُدُّوسُ إسْرَائِيلَ:

«لِأنَّكُمْ رَفَضتُمْ هَذَا الكَلَامَ
وَوَثِقتُمْ بِالظُّلمِ وَالخِدَاعِ وَاتَّكَلْتُمْ عَلَيْهِمَا.
13 لِذَلِكَ سَتَكُونُ هَذِهِ الخَطِيَّةُ لَكُمْ
مِثْلَ صَدعٍ فِي سُورٍ مُرْتَفِعٍ
عَلَى وَشَكِ السُّقُوطِ.
يَتَحَطَّمُ فَجْأةً فِي لَحظَةٍ وَاحِدَةٍ.
14 وَيَكُونُ حُطَامُهُ مِثْلَ وِعَاءٍ مِنْ فَخَّارٍ
يَتَحَطَّمُ إلَى شَظَايَا.
فَلَا تَجِدُ قِطعَةً كَبِيرَةً بِمَا يَكْفِي
لِأخْذِ جَمرَةٍ مِنْ مَوقِدٍ،
أوْ لِغَرفِ مَاءٍ مِنْ حَوضٍ.»

15 لِأنَّ هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ الإلَهُ قُدُّوسُ إسْرَائِيلَ:

«بِالطُّمَأْنِينَةِ وَالرُّجُوعِ إلَيَّ تَخْلُصُونَ،
بِالهُدُوءِ وَالثِّقَةِ بِي تُصبِحُونَ أقوِيَاءَ.»
وَلَكِنَّكُمْ رَفَضْتُمْ 16 وَقُلْتُمْ:
«لَا، بَلْ سَنَهْرُبُ عَلَى الخَيلِ.»
لِذَلِكَ سَتَهْرُبُونَ. وَقُلْتُمْ:
«سَنَركَبُ عَلَى خَيلٍ سَرِيعَةٍ.»
لِذَلِكَ يَكُونُ الَّذِينَ يُطَارِدُونَكُمْ سَرِيعِينَ.
17 ألْفٌ مِنْكُمْ سَيَهْرُبُونَ مِنْ صَرخَةِ وَاحِدٍ،
وَكُلُّكُمْ سَتَهْرُبُونَ مِنْ صَرخَةِ خَمْسَةٍ.
وَتُترَكُونَ وَحدَكُمْ كَسَارِيَةٍ عَلَى تَلَّةٍ،
وَكَأثَرٍ عَلَى رَابِيَةٍ.

مَعُونَةُ اللهِ لِشَعْبِه

18 لِذَلِكَ يَنْتَظِرُ اللهُ الوَقْتَ لِيَتَرَأَفَ عَلَيْكُمْ، وَلِيَقُومَ فَيَرْحَمَكُمْ. لِأنَّ اللهَ إلَهٌ عَادِلٌ، هَنِيئًا لِمُنتَظِرِي عَدلِهِ.

19 يَا شَعْبَ صِهْيَوْنَ السَّاكِنِينَ فِي مَدِينَةِ القُدْسِ، لَنْ تَبْكُوا فِيمَا بَعْدُ، فَاللهُ سَيَتَحَنَّنُ عَلَيْكُمْ عِنْدَمَا يَسْمَعُ صَوْتَ صُرَاخِكُمْ. فَعِنْدَ سَمَاعِهِ لِصَرخَتِكُمْ، سَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ سَريعًا.

20 فَمَعَ أنَّ الرَّبَّ يَجْعَلُ لَكُمُ الضِّيقَ طَعَامًا وَالشِّدَّةَ شَرَابًا، إلَّا أنَّ مُعَلِّمَكُمْ لَنْ يَخْتَفِيَ، بَلْ سَتَرَوْنَهُ بِعُيُونِكُمْ. 21 عِنْدَمَا تَتَّجِهُونَ إلَى اليَمِينِ أوِ اليَسَارِ، تَسْمَعُونَ صَوْتًا خَلفَكُمْ يَقُولُ: «هَذَا هُوَ الطَّرِيقُ، سِيرُوا فِيهِ.»

22 سَتَرَوْنَ نَجَاسَةَ تَمَاثِيلِكُمُ المُغَشَّاةِ بِالفِضَّةِ، وَأصْنَامِكُمُ المُغَشَّاةِ بِصَفَائِحِ الذَّهَبِ. سَتُلقُونَهَا بَعِيدًا كَمَلَابِسَ قَذِرَةٍ. وَسَتَقُولُونَ لَهَا: «ابتَعِدِي عَنَّا.»

23 ثُمَّ يُعْطِي اللهُ مَطَرًا لِحُبُوبِكَ الَّتِي تَبْذُرُهَا فِي الأرْضِ. وَسَتَكُونُ غَلَّةُ الأرْضِ وَافِرَةً. وَسَتَرْعَى قُطعَانُكَ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ فِي مَرعَىً وَاسِعٍ. 24 وَسَتَأْكُلُ ثِيرَانُكَ وَحَمِيرُكَ الَّتِي تَحْرُثُ الأرْضَ أفْضَلَ أنْوَاعِ العَلَفِ المُذَرَّى بِالمِذرَاةِ. 25 يَوْمَ يُقْتَلُ كَثِيرُونَ وَتَسْقُطُ الأبرَاجُ، سَتَكُونُ هُنَاكَ جَدَاوِلُ مِيَاهٍ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ عَالٍ، وَعَلَى كُلِّ تَلَّةٍ مُرْتَفِعَةٍ.

26 سَيَكُونُ نُورُ القَمَرِ كَنُورِ الشَّمْسِ، وَنُورُ الشَّمْسِ سَيَتَضَاعَفُ سَبْعَ مَرَّاتٍ كَمَا لَوْ كَانَ نُورَ سَبْعَةِ أيَّامٍ مَعًا. يَكُونُ ذَلِكَ فِي اليَوْمِ الَّذِي يُضَمِّدُ اللهُ فِيهِ جُرُوحَ شَعْبِهِ، وَيَشْفِي رُضُوضَ الضَّرَبَاتِ الَّتِي تَلَقُّوهَا.

27 هَا إنَّ اسْمَ اللهِ سَيَأْتِي مِنْ بَعِيدٍ.
غَضَبُهُ يَشْتَعِلُ كَنَارٍ
تُظَلِّلُهَا سَحَابَةُ دُخَانٍ ثَقِيلَةٌ.
شَفَتَاهُ مَملُوءَتَانِ بِالغَضَبِ،
وَلِسَانُهُ كَالنَّارِ المُلتَهِمَةِ.
28 نَفخَتُهُ كَالنَّهرِ المُتَدَفِّقِ الَّذِي يَصِلُ إلَى العُنقِ.
إلَى أنْ يُغَرْبِلَ الأُمَمَ فِي غِرْبَالِ الدَّمَارِ،
وَيُسَيطِرَ عَلَى الشَّعُوبِ بِلِجَامٍ عَلَى أفوَاهِهِمْ.

29 أمَّا أنْتُمْ فَسَتُغَنُّونَ كَأنَّكُمْ فِي لَيلَةِ عِيدٍ! سَتَفْرَحُونَ مِنَ القَلْبِ، كَمَنْ يَمْشِي علَى أنغَامِ النَّايِ وَهُوَ صَاعِدٌ إلَى جَبَلِ اللهِ، صَخرَةِ إسْرَائِيلَ.

30 وَسَيُسمِعُ اللهُ كُلَّ وَاحِدٍ صَوْتَهُ الجَلِيلَ. سَيُرِيهِمْ يَدَهُ القَوِيَّةَ وَهِيَ تَنْزِلُ بِسَخَطٍ وَلَهِيبِ نَارٍ مُدَمِّرَةٍ مِثْلَ عَاصِفَةٍ مَصحُوبَةٍ بِمَطَرٍ شَدِيدٍ وَبَرَدٍ. 31 لِأنَّ أشُّورَ سَتَرْتَعِبُ مِنْ صَوْتِ اللهَ إذْ يَضْرِبُ بِعَصَاهُ. 32 كُلُّ مَرَّةٍ يُعَاقِبُ بِهَا اللهُ أشُّورَ بِعَصَاهُ، تُضْرَبُ الدُّفُوفُ وَتُعْزَفُ القِيثَارَاتِ. فَاللهُ يُلوِّحُ بَقَبْضَتِهِ ضِدَّ أشُّورَ.

33 لِأنَّ وَادِيَ النَّارِ مُعَدٌّ مُنْذُ مُدَّةٍ لِلإلَهِ مُولَكَ. جُعِلَ عَمِيقًا وَوَاسِعًا، وَامتَلْأ نَارًا وَخَشَبًا. وَنَسمَةُ اللهِ تُشْعِلُهُ كَنَهْرٍ مِنْ كِبرِيتٍ.

Footnotes

  1. 28‏:25 الشِّبِث نبَات كَانت تستخدم بذورة فِي الطبخ كَالتوَابل، كَمَا أن له بَعْض الاستخدَامَات الطبية. (أيْضًا فِي العَدَد 27)
  2. 28‏:25 أتلَام مَا تترُكُهُ حرَاثةُ الأرْضِ مِنْ آثَار.
  3. 28‏:25 العَلَس يشبه القمح.
  4. 30‏:6 النّقب المِنْطَقَةُ الصّحرَاويّةُ فِي جَنُوبِ يَهُوذَا.
  5. 30‏:7 رَهَب تِنِّينٌ أوْ حَيَوَانٌ بَحريٌ ضَخمٌ كَانَ النَّاسُ يَظنُّونَ أنَّهُ يُسيطرُ علَى البحرِ. وَهُوَ فِي العَادَةِ رمزٌ للشَّرِّ وَلأعْدَاءِ الله. وَقَدْ عُرِفَتْ مِصْرٌ بِهذَا الاسْم.