حماية الممتلكات

22 وَإذَا سَرَقَ إِنْسَانٌ ثَوْراً أَوْ خَرُوفاً وَذَبَحَهُ أَوْ بَاعَهُ، فَعَلَيْهِ أَنْ يُعَوِّضَ صَاحِبَ الثَّوْرِ بِخَمْسَةِ ثِيرَانٍ، وَصَاحِبَ الْخَرُوفِ بِأَرْبَعَةٍ مِنَ الْغَنَمِ. إِذَا ضُبِطَ السَّارِقُ وَهُوَ يَنْقُبُ لَيْلاً وَضُرِبَ فَمَاتَ، يَذْهَبُ دَمُهُ هَدْراً. وَلَكِنْ إِنْ ضُبِطَ بَعْدَ شُرُوقِ الشَّمْسِ وَهُوَ يَنْقُبُ وَضُرِبَ حَتَّى قُتِلَ، يَكُونُ الضَّارِبُ مُطَالَباً بِدَمِهِ. عَلَى اللِّصِّ أَنْ يَدْفَعَ تَعْوِيضاً. إِنْ كَانَ مُعْدَماً، يُبَاعُ بِسَرِقَتِهِ. وَإذَا وُجِدَ الْحَيَوَانُ الْمَسْرُوقُ حَيًّا فِي حَوْزَتِهِ، ثَوْراً كَانَ أَمْ حِمَاراً أَمْ خَرُوفاً، يُعَوِّضُ السَّارِقُ بِمِثْلَيْنِ.

إِذَا سَرَّحَ إِنْسَانٌ بَهَائِمَهُ لِتَرْعَى فِي حَقْلِ جَارِهِ أَوِ كَرْمِهِ، فَعَلَيْهِ أَنْ يُعَوِّضَ صَاحِبَ الْحَقْلِ أَوِ الْكَرْمِ مِنْ أَجْوَدِ نِتَاجِ حَقْلِهِ أَوْ كَرْمِهِ. إذَا انْدَلَعَتْ نَارٌ وَامْتَدَّتْ مِنَ الشَّوْكِ إِلَى أَكْدَاسِ الْقَمْحِ أَوِ السَّنَابِلِ النَّامِيَةِ أَوْ مَزْرُوعَاتِ الْحُقُولِ، فَعَلَى مَنْ أَوْقَدَ النَّارَ أَنْ يُعَوِّضَ الْخَسَارَةَ. إذَا أَوْدَعَ إِنْسَانٌ صَاحِبَهُ فِضَّةً أَوْ أَمْتِعَةً أَمَانَةً، ثُمَّ سُرِقَتْ مِنْ بَيْتِ صَاحِبِهِ، فَعَلَى السَّارِقِ إِذَا اكْتُشِفَ أَمْرُهُ أَنْ يَدْفَعَ ضِعْفَيْ قِيمَةِ الْمَسْرُوقِ كَتَعْوِيضٍ. وَلَكِنْ إِذَا لَمْ يُقْبَضْ عَلَى اللِّصِّ، يَمْثُلُ صَاحِبُ الْبَيْتِ أَمَامَ الْقُضَاةِ لِيُقَرِّرُوا إنْ كَانَ هُوَ الَّذِي امْتَدَّتْ يَدُهُ إِلَى أَمْتِعَةِ صَاحِبِهِ. فِي كُلِّ قَضِيَّةِ حِيَازَةٍ غَيْرِ شَرْعِيَّةٍ سَوَاءَ أَكَانَتْ مُتَعَلِّقَةً بِثَوْبٍ أَمْ حِمَارٍ أَمْ خَرُوفٍ أَمْ ثَوْرٍ أَمْ أَيِّ شَيْءٍ مَفْقُودٍ، يَدَّعِي شَخْصٌ مَا أَنَّهُ يمْلِكُهُ، يَمْثُلُ الطَّرَفَانِ الْمُتَنَازِعَانِ أَمَامَ الْقُضَاةِ، وَمَنْ يَحْكُمُ عَلَيْهِ الْقُضَاةُ بِالذَّنْبِ يُعَوِّضُ صَاحِبَهُ بِمِثْلَيْنِ. 10 إِذَا أَوْدَعَ إِنْسَانٌ ثَوْراً أَوْ حِمَاراً أَوْ بَهِيمَةً أَمَانَةً، فَمَاتَ أَوْ تَأَذَّى أَوْ سُرِقَ فِي غَفْلَةٍ. 11 يَحْلِفُ صَاحِبُ الْبَيْتِ بِالرَّبِّ أَنَّهُ لَمْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى مِلْكِ جَارِهِ، فَيَقْبَلُ مِنْهُ صَاحِبُهُ الْيَمِينَ وَلا يَأْخُذُ تَعْوِيضاً. 12 وَلَكِنْ إِنْ سُرِقَ مِنْهُ بِفِعْلِ الْإِهْمَالِ فَعَلَيْهِ أَنْ يُعَوِّضَ صَاحِبَهُ. 13 أَمَّا إِذَا افْتُرِسَ فَعَلَيْهِ أَنْ يَأْتِيَ بِأَشْلائِهِ شَهَادَةً عَلَى ذَلِكَ، وَلا يُطَالَبُ بِالتَّعْوِيضِ عَنِ الْحَيَوَانِ الْمُفْتَرَسِ. 14 إِذَا اسْتَعَارَ إِنْسَانٌ مِنْ صَاحِبِهِ شَيْئاً فَانْكَسَرَ أَوْ مَاتَ فِي غِيَابِ صَاحِبِهِ، يَدْفَعُ المُسْتَعِيرُ تَعْوِيضاً. 15 لَكِنْ إِنْ كَانَ صَاحِبُ الْحَيَوَانِ حَاضِراً، فَلا يَدْفَعُ الْمُسْتَعِيرُ تَعْوِيضاً. أَمَّا إِذَا كَانَ الْحَيَوَانُ أَوِ الشَّيْءُ مُسْتَأْجَراً، فَتُغَطِّي الأُجْرَةُ الْمَدْفُوعَةُ قِيمَةَ الْخَسَارَةِ.

المسؤولية الاجتماعية

16 إِذَا رَاوَدَ رَجُلٌ عَذْرَاءَ غَيْرَ مَخْطُوبَةٍ، وَعَاشَرَهَا، يَدْفَعُ مَهْرَهَا وَيَتَزَوَّجُهَا، 17 وَإِنْ أَبَى وَالِدُهَا قَطْعِيًّا أَنْ يُزَوِّجَهَا مِنْهُ، يَتَحَتَّمْ عَلَيْهِ أَيْضاً أَنْ يَدْفَعَ لَهُ مَهْرَ العَذَارَى. 18 لَا تَدَعْ سَاحِرَةً تَعِيشُ. 19 كُلُّ مَنْ ضَاجَعَ بَهِيمَةً حَتْماً يُقْتَلُ. 20 مَنْ يُقَرِّبْ ذَبَائِحَ لِآلِهَةٍ غَيْرِ الرَّبِّ وَحْدَهُ، يُبَدْ.

21 لَا تَضْطَهِدْ غَرِيباً وَلا تُضَايِقْهُ، فَقَدْ كُنْتُمْ غُرَبَاءَ فِي دِيَارِ مِصْرَ. 22 لَا تُسِئْ إِلَى أَرْمَلَةٍ أَوْ يَتِيمٍ، 23 لأَنَّكَ إِنْ أَسَأْتَ إِلَيْهِمَا وَصَرَخَا إِلَيَّ أَسْمَعْ صُرَاخَهُمَا، 24 فَيَحْتَدِمُ غَضَبِي وَأَقْتُلُكُمْ بِالسَّيْفِ، فَتُصْبِحُ زَوْجَاتُكُمْ أَرَامِلَ وَأَوْلادُكُمْ يَتَامَى. 25 إِنْ أَقْرَضْتَ فَقِيراً مِنْ شَعْبِيَ الْمُقِيمِ عِنْدَكَ فَلا تُعَامِلْهُ كَالْمُرَابيِ، وَلا تَتَقَاضَ مِنْهُ فَائِدَةً. 26 إِذَا اسْتَرْهَنْتَ ثَوْبَ صَاحِبِكَ لِقَاءَ دَيْنٍ، فَرُدَّهُ إِلَيْهِ عِنْدَ مَغِيبِ الشَّمْسِ، 27 لأَنَّ ذَلِكَ الثَّوْبَ هُوَ ثَوْبُهُ الَّذِي يَقِي بِهِ بَدَنَهُ، وَإلَّا فَبِأَيِّ شَيْءٍ يَنَامُ؟ إِذَا صَرَخَ إِلَيَّ أَسْمَعُهُ لأَنِّي رَحِيمٌ.

28 لَا تَشْتِمِ الْقُضَاةَ وَلا تَلْعَنْ رُؤَسَاءَ شَعْبِكَ. 29 لَا تُؤَخِّرْ تَقْدِيمَ بَاكُورَةِ مَحْصُولِ بَيْدَرِكَ وَمَعْصَرَتِكَ، وَأَعْطِنِي أَبْكَارَ بَنِيكَ. 30 وَكَذَلِكَ تَفْعَلُ بِبَقَرِكَ وَغَنَمِكَ. سَبْعَةَ أَيَّامٍ تُبْقِي الْبِكْرَ مَعَ أُمِّهِ، وَفِي يَوْمِهِ الثَّامِنِ تُقَدِّمُهُ لِي. 31 وَتَكُونُونَ لِي شَعْباً مُقَدَّساً. لَا تَأْكُلُوا لَحْمَ فَرِيسَةٍ فِي الصَّحْرَاءِ، بَلِ اطْرَحُوهُ طَعَاماً لِلْكِلابِ.

شرائع العدل والرحمة

23 لَا تَنْقُلْ أَخْبَاراً كَاذِبَةً، وَلا تَتَعَاوَنْ مَعَ المُنَافِقِ فِي شَهَادَةِ زُورٍ. لَا تَتْبَعِ الأَغْلَبِيَّةَ لاِرْتِكَابِ الشَّرِّ، وَلا تُحَرِّفْ شَهَادَتَكَ فِي دَعْوَى انْجِرَافاً مَعَ الأَكْثَرِيَّةِ، وَلا تَتَحَيَّزْ لِلْفَقِيرِ فِي دَعْوَاهُ لِمُجَرَّدِ كَوْنِهِ فَقِيراً فَقَطْ. إِذَا صَادَفْتَ ثَوْرَ عَدُوِّكَ أَوْ حِمَارَهُ شَارِداً، فَرُدَّهُ إِلَيْهِ. وَإذَا عَايَنْتَ حِمَارَ مُبْغِضِكَ وَاقِعاً تَحْتَ حِمْلِهِ، فَلا تَتَجَاوَزْهُ حَتَّى تُسْعِفَ عَدُوَّكَ فِي حَلِّ ثِقْلِ حِمَارِهِ. لَا تَتَهَاوَنْ فِي حَقِّ فَقِيرِكَ فِي دَعْوَاهُ لِكَوْنِهِ فَقِيراً. اجْتَنِبْ الاتِّهَامَ الْكَاذِبَ وَلا تَقْتُلِ الْبَرِيءَ وَالصَّالِحَ، لأَنَّنِي لَا أُبْرِىءُ المُذْنِبَ. لَا تَقْبَلْ رِشْوَةً لأَنَّ الرِّشْوَةَ تُعْمِي الْمُبْصِرِينَ وَتُحَرِّفُ أَقْوَالَ الصَّالِحِينَ. لَا تُضَايِقْ غَرِيباً لأَنَّكُمْ تَعْلَمُونَ مَشَاعِرَ الغَرِيبِ، فَقَدْ كُنْتُمْ غُرَبَاءَ فِي دِيَارِ مِصْرَ.

شرائع السبت

10 ازْرَعْ أَرْضَكَ وَاحْصُدْ غَلَّتَهَا سِتَّ سِنِينَ، 11 ثُمَّ أَرِحْهَا فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ وَاتْرُكْهَا لِيَأْكُلَ مِنْهَا فُقَرَاءُ شَعْبِكَ. وَمَا فَضَلَ عَنْهُمْ تَقْتَاتُهُ وُحُوشُ الْبَرِّيَّةِ. وَهَكَذَا تَفْعَلُ أَيْضاً بِكَرْمِكَ وَزَيْتُونِكَ. 12 اعْمَلْ سِتَّةَ أَيَّامٍ فَقَطْ، وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ تَسْتَرِيحُ لِكَيْ يَسْتَرِيحَ أَيْضاً ثَوْرُكَ وَحِمَارُكَ، وَيَنْتَعِشَ ابْنُ أَمَتِكَ وَالغَرِيبُ. 13 أَطِيعُوا كُلَّ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ، وَلا تَذْكُرُوا اسْمَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلا يَتَلَفَّظْ بِهِ فَمُكَ.

الأعياد السنوية الثلاثة

14 ثَلاثَ مَرَّاتٍ تَحْتَفِلُ لِي فِي السَّنَةِ: 15 تَحْتَفِلُ بِعِيدِ الْفَطِيرِ فَتَأْكُلُ كَمَا أَمَرْتُكَ فَطِيراً، مُدَّةَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ، فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ مِنْ شَهْرِ أَبِيبَ (أَيْ شَهْرِ آذَارَ – مَارِسَ)، لأَنَّهُ فِيهِ خَرَجْتَ مِنْ مِصْرَ. وَلا يَمْثُلُ أَحَدٌ أَمَامِي بِيَدَيْنِ فَارِغَتَيْنِ. 16 وَتَحْتَفِلُ أَيْضاً بِعِيدِ الْحَصَادِ، حَيْثُ تُقَدِّمُ بَاكُورَةَ غَلّاتِكَ الَّتِي زَرَعْتَهَا فِي الْحَقْلِ، ثُمَّ عِيدِ الْجَمْعِ فِي نِهَايَةِ مَوْسِمِ الْحَصَادِ عِنْدَمَا تَجْمَعُ غَلّاتِكَ مِنَ الْحَقْلِ. 17 ثَلاثَ مَرَّاتٍ يَمْثُلُ جَمِيعُ الرِّجَالِ أَمَامَ السَّيِّدِ الرَّبِّ. 18 لَا تُقَرِّبْ لِي دَمَ ذَبِيحَةٍ مَعَ خُبْزٍ مُخْتَمِرٍ، وَلا يَبِتْ شَحْمُ ذَبَائِحِ عِيدِي إِلَى صَبَاحِ الْغَدِ. 19 أَحْضِرْ أَجْوَدَ بَاكُورَةِ أَرْضِكَ إِلَى بَيْتِ إِلَهِكَ. وَلا تَطْبُخْ جَدْياً فِي لَبَنِ أُمِّهِ.

ملاك الله يعد الطريق

20 هَا أَنَا مُرْسِلٌ مَلاكِي أَمَامَكَ لِيَحْرُسَكَ طَوَالَ الطَّرِيقِ، وَيَقُودَكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَعْدَدْتُهَا لَكَ. 21 فَأصْغِ إِلَيْهِ وَامْتَثِلْ لَهُ وَلا تَعْصَهُ لأَنَّهُ لَا يَصْفَحُ عَنْ ذُنُوبِكُمْ إِذْ أَنَّ اسْمِي فِيهِ. 22 إِنْ حَرِصْتَ عَلَى الاسْتِمَاعِ إِلَى أَقْوَالِهِ وَفَعَلْتَ كُلَّ مَا قُلْتُهُ، أُعَادِي مَنْ يُعَادِيكَ، وَأُقَاوِمُ مُقَاوِمِيكَ، 23 إِذْ يَسِيرُ مَلاكِي أَمَامَكَ حَتَّى يُدْخِلَكَ بِلادَ الأَمُورِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ الَّذِينَ أُبِيدُهُمْ. 24 إِيَّاكَ أَنْ تَسْجُدَ لِآلِهَتِهِمْ، وَلا تَعْبُدْهَا، وَلا تَعْمَلْ أَعْمَالَهُمْ، بَلْ تُبِيدُهُمْ وَتُحَطِّمُ أَصْنَامَهُمْ. 25 إِنَّمَا تَعْبُدُونَنِي أَنَا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ فَأُبَارِكُ طَعَامَكَ وَشَرَابَكَ وَأُزِيلُ الأَمْرَاضَ مِنْ بَيْنِكُمْ 26 فَلا تَكُونُ مُجْهِضَةٌ وَلا عَاقِرٌ فِي أَرْضِكَ. وَأُمَتِّعُكَ بِكَامِلِ عُمْرِكَ. 27 وَأَجْعَلُ هَيْبَتِي تَتَقَدَّمُكَ، أُزْعِجُ كُلَّ أُمَّةٍ تَقِفُ فِي وَجْهِكَ، وَأَجْعَلُ أَعْدَاءَكَ يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ أَمَامَكَ. 28 وَأَبْعَثُ الزَّنَابِيرَ أَمَامَكَ، فَتَطْرُدُ الْحِوِّيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ مِنْ قُدَّامِكَ. 29 إِنَّمَا لَنْ أَطْرُدَهُمْ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ لِئَلّا تُقْفِرَ الأَرْضُ فَتَتَكَاثَرَ عَلَيْكَ وُحُوشُ الْبَرِّيَّةِ، 30 بَلْ أَطْرُدُهُمْ تَدْرِيجِيًّا مِنْ أَمَامِكَ رَيْثَمَا تَنْمُونَ وَتَرِثُونَ الْبِلادَ. 31 وَأَجْعَلُ تُخُومَكَ تَمْتَدُّ مِنَ الْبَحْرِ الأَحْمَرِ إِلَى سَاحِلِ فِلِسْطِينَ، وَمِنَ الْبَرِّيَّةِ حَتَّى نَهْرِ الْفُرَاتِ، وَأُخْضِعُ لَكَ سُكَّانَ الأَرْضِ فَتَطْرُدُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ. 32 لَا تَقْطَعْ مَعَهُمْ وَلا مَعْ آلِهَتِهِمْ عَهْداً، 33 وَلا تُسْكِنْهُمْ فِي أَرْضِكَ لِئَلّا يَجْعَلُوكَ تُخْطِئُ إِلَيَّ، لأَنَّكَ إنْ عَبَدْتَ آلِهَتَهُمْ، يَكُونُ ذَلِكَ لَكَ فَخّاً».

تأكيد العهد

24 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اصْعَدْ إِلَيَّ أَنْتَ وَهَرُونُ وَنَادَابُ وَأَبِيهُو، وَسَبْعُونَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ وَلْيَسْجُدْ هَؤُلاءِ مِنْ بَعِيدٍ. لَا يَقْتَرِبْ إِلَيَّ أَحَدٌ سِوَاكَ، أَمَّا الآخَرُونَ فَيَبْقُونَ بَعِيداً. وَحَذَارِ أَنْ يَصْعَدَ الشَّعْبُ مَعَكَ».

فَجَاءَ مُوسَى وَبَلَّغَ الشَّعْبَ بِكُلِّ كَلامِ الرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ، فَأَجَابَ الشَّعْبُ بِصَوْتٍ وَاحِدٍ: «كُلُّ مَا أَمَرَنَا بِهِ الرَّبُّ نَفْعَلُ». فَكَتَبَ مُوسَى جَمِيعَ أَقْوَالِ الرَّبِّ، ثُمَّ بَكَّرَ فِي الصَّبَاحِ وَشَيَّدَ مَذْبَحاً عَلَى سَفْحِ الجَبَلِ، وَنَصَبَ اثْنَيْ عَشَرَ عَمُوداً عَلَى عَدَدِ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ. وَأَرْسَلَ بَعْضَ شُبَّانِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَدَّمُوا مُحْرَقَاتٍ وَقَرَّبُوا ذَبَائِحَ سَلامَةٍ لِلرَّبِّ مِنَ الْعُجُولِ، وَأَخَذَ مُوسَى نِصْفَ الدَّمِ وَاحْتَفَظَ بِهِ فِي طُسُوسٍ وَرَشَّ النِّصْفَ الْبَاقِي عَلَى الْمَذْبَحِ. وَتَنَاوَلَ كِتَابَ الْعَهْدِ وَتَلاهُ عَلَى مَسَامِعِ الشَّعْبِ، فَقَالُوا: «كُلُّ مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ نَفْعَلُهُ وَنُطِيعُهُ». ثُمَّ أَخَذَ مُوسَى الدَّمَ الَّذِي فِي الطُّسُوسِ وَرَشَّهُ عَلَى الشَّعْبِ قَائِلاً: «هُوَذَا دَمُ الْعَهْدِ الَّذِي قَطَعَهُ الرَّبُّ مَعَكُمْ بِنَاءً عَلَى جَمِيعِ هَذِهِ الأَقْوَالِ».

ثُمَّ صَعِدَ مُوسَى وَهَرُونُ وَنَادَابُ وَأَبِيهُو وَسَبْعُونَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ، 10 وَرَأَوْا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ، وَتَحْتَ قَدَمَيْهِ أَرْضِيَّةٌ كَأَنَّهَا مَصْنُوعَةٌ مِنَ الْيَاقُوتِ الأَزْرَقِ الشَّفَّافِ تُمَاثِلُ السَّمَاءَ فِي النَّقَاءِ، 11 وَلَكِنَّ اللهَ لَمْ يَمُدَّ يَدَهُ لِيُهْلِكَ أَشْرَافَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَرَأَوْا اللهَ وَأَكَلُوا وَشَرِبُوا.

12 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اصْعَدْ إِلَى الْجَبَلِ وَامْكُثْ هُنَاكَ لأُعْطِيَكَ الْوَصَايَا وَالشَّرَائِعَ الَّتِي كَتَبْتُهَا عَلَى لَوْحَيِ الْحَجَرِ لِتُلَقِّنَهَا لَهُمْ». 13 فَقَامَ مُوسَى وَأَخَذَ خَادِمَهُ يَشُوعَ وَصَعِدَ إِلَى جَبَلِ اللهِ. 14 وَقَالَ لِلشُّيُوخِ: «انْتَظِرُونَا هُنَا حَتَّى نَرْجِعَ إِلَيْكُمْ. وَهُوَذَا هَرُونُ وَحُورُ مَعَكُمْ، فَإِنْ كَانَ لأَحَدٍ دَعْوَى فَلْيَرْفَعْهَا إِلَيْهِمَا». 15 وَعِنْدَمَا صَعِدَ مُوسَى إِلَى الجَبَلِ، تَغَطَّى الجَبَلُ بِالسَّحَابِ، 16 وَحَلَّ مَجْدُ الرَّبِّ عَلَى جَبَلِ سِينَاءَ، وَغَطَّاهُ السَّحَابُ سِتَّةَ أَيَّامٍ. وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ دَعَا الرَّبُّ مُوسَى مِنْ وَسَطِ السَّحَابِ. 17 وَبَدَا مَجْدُ الرَّبِّ لِعُيُونِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَنَارٍ آكِلَةٍ عَلَى قِمَّةِ الجَبَلِ. 18 وَاخْتَفَى مُوسَى فِي وَسَطِ السَّحَابِ وَصَعِدَ إِلَى الجَبَلِ حَيْثُ مَكَثَ هُنَاكَ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً.

السَّرِقَة

22 «إنْ سَرَقَ رَجُلٌ ثَوْرًا أوْ خَرُوفًا وَذَبَحَهُ أوْ بَاعَهُ، يُعَوِّضُ السَّارِقُ بِخَمْسَةِ ثِيرَانٍ عَنِ الثَّورِ، وَبِأرْبَعَةِ خِرَافٍ عَنِ الخَرُوفِ.

«إنْ أُمسِكَ لِصٌ وَهُوَ يَقْتَحِمُ بَيتًا فَضُرِبَ وَمَاتَ، لَا يَكُونُ لِأحَدٍ حَقُّ الثَّأرِ لِدَمِهِ. لَكِنْ إنْ قُتِلَ فِي النَّهَارِ، يَكُونُ هُنَاكَ حَقٌّ لِلثَّأرِ لِدَمِهِ. فَإنْ أُمْسِكَ حَيًّا وَلَيسَ مَعَهُ مَا يُعَوِّضُ بِهِ عَمَّا سَرَقَهُ، يُبَاعُ كَعَبدٍ تَعْويضًا عَمَّا سَرَقَهُ. وَإنْ وُجِدَ مَا سَرَقَهُ مَعَهُ حَيًّا، سَوَاءٌ أكَانَ ثَوْرًا أمْ حِمَارًا أمْ خَرُوفًا، فَإنَّهُ يُعَوِّضُ بِالضِّعْفِ.

التَّعوِيضُ عَنِ الضَّرَر

«إنْ رَعَى رَجُلٌ قَطِيعَهُ فِي حَقْلِهِ أوْ كَرْمِهِ، ثُمَّ تُرِكَتْ مَاشِيَتُهُ لِتَرْعَى فِي حَقْلِ رَجُلٍ آخَرَ، يَنْبَغِي أنْ يُعَوِّضَ مِنْ أفْضَلِ إنتَاجِ حَقْلِهِ أوْ كَرْمِهِ.

«إنْ أشعَلَ رَجُلٌ نَارًا فَتَخَطَّتْ حُدُودَ أرْضِهِ، وَأحرَقَتْ قَمْحًا مُكَدَّسًا أوْ زَرْعًا أوْ حَقلًا، يُعَوِّضُ مَنْ أشعَلَ النَّارَ عَنْ مَا احتَرَقَ.

«إنْ أعْطَى رَجُلٌ مَالًا أوْ بَضَائِعَ لِجَارِهِ لِيَحْتَفِظَ بِهَا لَهُ، وَسُرِقَتْ مِنْ بَيْتِ الرَّجُلِ، وَقُبِضَ عَلَى اللِّصِّ، يُعَوِّضُ اللِّصُّ عَنْهَا كُلِّهَا. فَإنْ لَمْ يُقبَضْ عَلَى اللِّصِّ، يَقِفُ صَاحِبُ البَيْتِ أمَامَ القُضَاةِ[a] لِمَعْرِفَةِ إنْ كَانَ هُوَ قَدْ سَرَقَ جَارَهُ.

«إنْ فُقِدَ ثَورٌ أوْ حِمَارٌ أوْ خَرُوفٌ أوْ ثَوبٌ أوْ أيُّ شَيءٍ آخَرُ، وَجَاءَ رَجُلَانِ يَقُولُ كُلٌّ مِنْهُمَا إنَّ المَفْقُودَ لَهُ، تُقَدَّمُ دَعْوَاهُمَا إلَى القُضَاةِ، وَالَّذِي يَحْكُمُ القُضَاةُ بِأنَّهُ المُذنِبُ، يُعَوِّضُ جَارَهُ ضِعفَينِ.

10 «إنْ أعْطَى رَجُلٌ جَارَهُ حِمَارًا أوْ ثَوْرًا أوْ خَرُوفًا أوْ أيَّ حَيَوَانٍ لِيَحْتَفِظَ لَهُ بِهِ، وَمَاتَ الحَيَوَانُ أوْ جُرِحَ أوْ سُرِقَ وَلَمْ يَجِدْهُ أحَدٌ، 11 يَحْلِفُ الجَارُ بِاللهِ إنَّهُ لَمْ يَسْرِقْ مُلْكَ جَارِهِ. وَيَقْبَلُ المَالِكُ بِالحُكْمِ. وَلَا يَكُونُ عَلَى الرَّجُلِ الآخَرِ أنْ يُعَوِّضَ بِشَيءٍ. 12 لَكِنْ إنْ سُرِقَ مِنْهُ بِسَبَبِ إهمَالِهِ، فَإنَّهُ يُعَوِّضُ مَالِكَهُ. 13 وَإنِ مَزَّقَهُ حَيَوَانٌ بَرِّيٌّ، فَلْيُحِضِرْ بَقَايَا الحَيَوَانِ. وَلَا يَكُونُ عَلَيْهِ أنْ يُعَوِّضَ عَنِ الحَيَوَانِ المُمَّزَقِ بِشَيءٍ.

14 «إنِ استَعَارَ رَجُلٌ شَيْئًا أوْ حَيَوَانًا مِنْ جَارِهِ، فَكُسِرَ مَا استَعَارَهُ أوْ مَاتَ وَلَمْ يَكُنِ المَالِكُ مَعَهُ، فَيَنْبَغِي أنْ يُعَوِّضَ المَالِكَ بِشَكلٍ كَامِلٍ. 15 لَكِنْ إنْ كَانَ مَالِكُهُ مَعَهُ، لَا يُعَوِّضُهُ بِشَيءٍ. وَإنْ كَانَ الشَّيءُ أوِ الحَيَوَانُ مُسْتَأْجَرًا، فَالخَسَارَةُ تُغَطَّى بِأُجرَةِ الِاسْتِئجَارِ.

16 «إنْ أغْوَى رَجُلٌ فَتَاةً عَذْرَاءَ غَيْرَ مَخطُوبَةٍ لَهُ وَعَاشَرَهَا، يَدْفَعُ مَهْرَهَا كَامِلًا وَيَتَزَوْجُهَا. 17 فَإنْ رَفَضَ أبُوهَا أنْ يُزَوِّجَهَا مِنْهُ، يَدْفَعُ الرَّجُلُ، عَلَى أيَّةِ حَالٍ، مَا يُعَادِلُ مَهْرَ عَذْرَاءَ.

أخْلَاقٌ عَامَّة

18 «لَا تَسْمَحْ لِسَاحِرَةٍ بِأنْ تَعِيشَ.

19 «مَنْ عَاشَرَ حَيَوَانًا مُعَاشَرَةً جِنْسيَّةً، يُقْتَلُ قَتلًا.

20 «مَنْ يُقَدِّمُ ذَبَائِحَ لِآلِهَةٍ أُخْرَى غَيرِ اللهِ يَنْبَغِي أنْ يُبَادَ.[b]

21 «لَا تُسِئْ مُعَامَلَةَ الغَرِيبِ المُقِيمِ فِي أرْضِكَ، لِأنَّكُمْ كُنْتُمْ غُرَبَاءَ فِي أرْضِ مِصْرٍ.

22 «لَا تُسِئْ إلَى أرمَلَةٍ أوْ يَتِيمٍ. 23 فَإنْ أسَأتَ إلَيْهَا أوْ إلَيْهِ، وَصَرَخَ إلَيَّ فَإنِّي سَأسمَعُ صَرْخَتَهُ. 24 سَيَشْتَدُّ غَضَبِي وَأقتُلُكُمْ بِالسَّيْفِ، وَتَصِيرُ زَوْجَاتُكُمْ أرَامِلَ، وَأوْلَادُكُمْ يَتَامَى.

25 «إنْ أقرَضْتَ مَالًا لِفَقِيرٍ مِنْ شَعْبِي، فَلَا تُعَامِلْهُ بِالرِّبَا. لَا تأخُذْ مِنْهُ فَائِدَةً. 26 وَإنْ كُنْتَ تَحْتَفِظُ بِثَوبِ جَارِكَ كَرَهِينَةٍ، أعِدْهُ إلَيْهِ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، 27 فَهُوَ غِطَاؤُهُ الوَحِيدُ، وَهُوَ ثَوبُ جِلْدِهِ. بِمَاذَا يَتَغَطَّى حِينَ يَنَامُ؟ فَحِينَ يَصْرُخُ إلَيَّ، سَأسمَعُهُ لِأنِّي رَحِيمٌ.

28 «لَا تَشْتِمِ القُضَاةِ. وَلَا تَنْطِقْ بِلَعنَةٍ عَلَى قَائِدِ شَعْبِكَ.

29 «لَا تَحْتَفِظْ بِأوَّلِ إنتَاجِ حَقلِكَ مِنَ الحُبُوبِ أوْ مِنْ نَبِيذِ مِعصَرَتِكَ. وَكَرِّسْ لِي بِكْرَ أبْنَائِكَ. 30 وَكَذَلِكَ قَدِّمْ أبكَارَ ثِيرَانِكَ وَغَنَمِكَ. أبْقِ بِكرَ الحَيَوَانِ سَبْعَةَ أيَّامٍ مَعَ أُمِّهِ، ثُمَّ قَدِّمْهُ لِي فِي اليَوْمِ الثَّامِنِ.

31 «كُونُوا مُخَصَّصِينَ لِي، فَلَا تَأْكُلُوا لَحْمَ حَيَوَانٍ قَتَلَهُ حَيَوَانٌ آخَرُ فِي الحَقْلِ، بَلْ ألقُوهُ إلَى الكِلَابِ.

العَدْل

23 «لَا تَنْشُرْ إشَاعَةً كَاذِبَةً، وَلَا تَشْتَرِكْ مَعَ شِرِّيرٍ فِي شَهَادَةٍ كَاذِبَةٍ.

«لَا تَقِفْ مَعَ الأغْلَبِيَّةِ لِعَمَلِ الشَّرَّ. فَلَا تُقَدِّمْ شَهَادَةَ زُورٍ لِصَالِحِ الأغْلَبِيَّةِ، فَتَمْنَعَ العَدْلَ.

«لَا تَتَحَيَّزْ لِلفَقِيرِ[c] فِي دَعْوَاهُ.

«إذَا وَجَدْتَ ثَورَ عَدُوِّكَ أوْ حِمَارَهُ وَهُوَ تَائِهٌ، أعِدْهُ إلَيْهِ. وَإنْ رَأيْتَ حِمَارَ عَدُوِّكَ وَقَدْ رَبَضَ تَحْتَ حِملٍ ثَقِيلٍ، فَلَا تَتْرُكْهُ، بَلْ سَاعِدِ فِي فَكِّ حِملِهِ.

«لَا تَمْنَعِ العَدْلَ عَنِ المِسكِينِ فِي دَعْوَاهُ.

«تَجَنَّبْ كُلَّ اتِّهَامٍ كَاذِبٍ. لَا تَقْتُلِ البَرِيءَ وَالبَارَّ، لِأنِّي لَنْ أُبَرِّئَ المُذنِبَ.

«لَا تَقْبَلْ رِشْوَةً، لِأنَّ الرِّشوَةَ تُعمِي الأعيُنَ المَفتُوحَةَ، وَتُقَلِّلُ مِنْ قِيمَةِ كَلَامِ الصَّادِقينَ.

«لَا تَظْلِمْ غَرِيبًا مُقِيمًا فِي أرْضِكَ. فَأنْتُمْ تَعْرِفُونَ مَا يَشْعُرُ بِهِ الغَرِيبُ، لِأنَّكُمْ كُنْتُمْ غُرَبَاءَ فِي أرْضِ مِصْرٍ.

السَّنَةُ السَّابِعَةُ وَاليَوْمُ السَّابِع

10 «ازرَعْ أرْضَكَ وَاجمَعْ مَحصُولَكَ لِسِتِّ سَنَوَاتٍ. 11 ثُمَّ اترُكِ الأرْضَ لِتَرتَاحَ فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ. سَيَأْكُلُ فُقَرَاءُ شَعْبِكَ مِنْهَا، وَالحَيَوَانَاتُ البَرِّيَّةُ سَتَأْكُلُ مَا يَتْرُكُهُ الفُقَرَاءُ. اعْمَلْ هَذَا لِكَرْمِكَ أوْ زَيْتُونِكَ.

12 «اعْمَلْ سِتَّةَ أيَّامٍ فِي الأُسْبُوعِ، وَاسْتَرِحْ فِي اليَوْمِ السَّابِعِ. لِتَسْتَرِحْ حَمِيرُكَ وَثِيرَانُكَ، وَلْيَنْتَعِشْ خُدَّامُكَ[d] وَالغُرَبَاءُ الَّذِينَ يُقِيمُونَ فِي أرْضِكَ.

13 «انتَبِهُوا لِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ، وَلَا تَدْعُوا بِأسْمَاءِ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَا حَتَّى تَنْطِقْ بِهَا بِفَمِكَ.

الأعيَادُ الكُبرَى

14 «أقِمْ ثَلَاثَةَ أعيَادٍ كُلَّ سَنَةٍ لِي. 15 احْفَظْ عِيدَ الخُبْزِ غَيرِ المُخْتَمِرِ. حَيْثُ تَأْكُلُ خُبْزًا غَيْرَ مُخْتَمِرٍ لِسَبْعَةِ أيَّامٍ فِي الوَقْتِ المُعَيَّنِ لَهُ فِي شَهرِ أبِيبَ، كَمَا أمَرْتُكَ، لِأنَّ فِيهِ خَرَجْتَ مِنْ مِصْرٍ. فَلَا يَأْتِ الشَّعْبُ أمَامِي فَارِغِي الأيدِي.

16 «احفَظْ أيْضًا عِيدَ حَصَادِ أوّلِ غَلَّاتِ تَعَبِكَ مِنْ حَقلِكَ. وَتَحْفَظُ عِيدَ الجَمْعِ فِي نِهَايَةِ السَّنَةِ، حِينَ تَجْمَعُ غَلَّاتِ تَعَبِكَ مِنَ الحَقْلِ.

17 «يَنْبَغِي أنْ يَحْضُرَ جَمِيعُ الذُّكُورِ أمَامَ الرَّبِّ الإلَهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فِي السَّنَةِ.

18 «لَا تُقَدِّمْ دَمَ ذَبِيحَتِي مَعَ أيِّ شَيءٍ فيِهِ خَمِيرَةٌ. وَلَا يَبْقَ شَحمُ ذَبِيحَةِ عِيدِي إلَى صَبَاحِ اليَوْمِ التَّالِي.

19 «أحْضِرْ أفْضَلَ أوَّلِ إنتَاجِ أرْضِكَ إلَى بَيْتِ إلَهِكَ.[e]

«وَلَا تَطْبُخْ جَدْيًا فِي حَلِيبِ أُمِّهِ.

مَعُونَةُ اللهِ لِدُخُولِ أرْضِ كَنْعَان

20 «سَأُرْسِلُ رَسُولًا أمَامَكَ لِيَحْرُسَكَ فِي الطَّرِيقِ وَلِيُحضِرَكَ إلَى المَكَانِ الَّذِي أعدَدْتُهُ. 21 أصْغِ لَهُ وَأطِعْهُ، وَلَا تَتَمَرَّدْ عَلَيْهِ، فَهُوَ لَنْ يَغْفِرَ لَكَ إسَاءَتَكَ لِأنَّ اسْمِي فِيهِ. 22 لَكِنْ إنْ أطَعْتَهُ، وَعَمِلْتَ كُلَّ مَا أقُولُهُ لَكَ، فَإنِّي سَأكُونُ عَدُوًّا لِأعْدَائِكَ، وَسَأُقَاوِمُ مُقَاوِمِيكَ.

23 «حِينَ يَسِيرُ رَسُولِي أمَامَكَ وَيُحضِرُكَ إلَى أرْضِ الأمُورِيِّينَ وَالحِثِّيِّينَ وَالفِرِزِّيِّينَ وَالكَنعَانِيِّينَ وَالحِوِّيِّينَ وَاليَبُوسِيِّينَ وَأُبِيدُهُمْ، 24 لَا تَسْجُدْ لِآلِهَتِهِمْ وَلَا تَعْبُدْهَا. لَا تُقَلِّدْ أعْمَالَهُمْ، بَلْ حَطِّمْ أصْنَامَهُمْ وَكَسِّرْ أنْصَابَهُمُ التَّذكَارِيَّةَ. 25 إنْ خَدَمْتَ إلَهَكَ فَإنَّنِي سَأُبَارِكُ طَعَامَكَ وَمَاءَكَ، وَسَأُزِيلُ المَرَضَ مِنْكَ، 26 وَلَنْ تُسْقِطَ امْرأةٌ فِي أرْضِكَ جَنِينًا أوْ تَكُونَ عَاقِرًا. وَسَتَعيشُ أيَّامَ حَيَاتِكَ بِكَامِلِهَا.

27 «سَأُرْسِلُ رُعبِي أمَامَكَ، وَأُشَوِّشُ كُلَّ الشُّعُوبِ الَّتِي سَتُحَارِبُهَا. سَأجْعَلُ أعْدَاءَكَ يَهْرُبُونَ مِنْ أمَامِكَ. 28 سَأُرْسِلُ الدَّبَابِيرَ[f] أمَامَكَ فَيَطْرُدُونَ الحِوِّيِّينَ وَالكَنعَانِيِّينَ وَالحِثِّيِّينَ. 29 لَنْ أطرُدَهُمْ مِنْ أمَامِكَ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ كَي لَا تُصبِحَ الأرْضُ مَهجُورَةً، فَتَكْثُرَ الحَيَوَانَاتُ البَرِّيَّةُ عَلَيكَ، 30 بَلْ سَأطرُدُهُمْ مِنْ أمَامِكَ سَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ، إلَى أنْ يَتَكَاثَرَ نَسْلُكَ وَتَمْتَلِكَ الأرْضَ.

31 «سَأجْعَلُ حُدُودَكَ مِنَ البَحْرِ الأحْمَرِ إلَى بَحْرِ الفِلِسْطِيِّينَ،[g] وَمِنَ الصَّحْرَاءِ إلَى نَهْرِ الفُرَاتِ. لِأنِّي سَأُعْطِي سُكَّانَ الأرْضِ لَكَ لِتَطْرُدَهُمْ مِنْ أمَامِكَ.

32 «لَا تَقْطَعْ عَهْدًا مَعَهُمْ أوْ مَعَ آلِهَتِهِمْ. 33 وَلَا يَنْبَغِي أنْ يَبْقَوْا فِي الأرْضِ، لِكَي لَا يَجْعَلُوكُمْ تُخطِئُونَ إلَيَّ. لِأنَّكَ إنْ عَبَدْتَ آلِهَتَهُمْ، سَتَكُونُ فَخًّا لَكَ.»

عَهْدُ اللهِ مَعَ إسْرَائِيل

24 وَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «اصعَدْ إلَى اللهِ أنْتَ وَهَارُونُ وَنَادَابُ وَأبِيهُو وَسَبعُونَ مِنْ شُيُوخِ إسْرَائِيلَ، وَاعْبُدُوا مِنْ بَعِيدٍ. لِيَقْتَرِبْ مُوسَى وَحْدَهُ مِنَ اللهِ، وَأمَّا الآخَرُونَ فَلَا يَقْتَرِبْ أحَدٌ مِنْهُمْ. وَبَقيَّةُ الشَّعْبِ أيْضًا لَا تَصْعَدْ مَعَهُ.»

فَأتَى مُوسَى وَأخبَرَ الشَّعْبَ بِكُلِّ كَلَامِ اللهِ وَوَصَايَاهُ. حِينَئِذٍ، أجَابَ كُلُّ الشَّعْبِ بِصَوْتٍ وَاحِدٍ: «سَنَعمَلُ كُلَّ الأُمُورِ الَّتِي تَكَلَّمَ اللهُ بِهَا.»

وَكَتَبَ مُوسَى كُلَّ كَلَامِ اللهِ. وَاستَيقَظَ فِي صَبَاحِ اليَوْمِ التَّالِي بَاكِرًا وَبَنَى مَذْبَحًا فِي سَفْحِ الجَبَلِ مَعَ اثنَيْ عَشَرَ عَمُودًا تُمَثِّلُ قَبَائِلَ إسْرَائِيلَ الِاثنَتَيْ عَشْرَةَ. ثُمَّ أرْسَلَ شُبَّانَ بَنِي إسْرَائِيلَ لِيُقَدِّمُوا ذَبَائِحَ صَاعِدَةً وَذَبَائِحَ سَلَامٍ مِنَ الثِّيرَانِ للهِ.

وَأخَذَ مُوسَى نِصفَ كَمِّيَّةِ الدَّمِ وَوَضَعَهُ فِي طَاسَاتٍ، وَرَشَّ النِّصفَ الآخَرَ مِنَ الدَّمِ عَلَى المَذْبَحِ.[h]

ثُمَّ أخَذَ كِتَابَ العَهْدِ وَقَرَأهُ عَلَى مَسْمَعِ الشَّعْبِ، فَقَالُوا: «سَنَعْمَلُ كُلَّ الأُمُورِ الَّتِي تَكَلَّمَ اللهُ بِهَا، وَسَنُطِيعُهُ.»

وَأخَذَ مُوسَى الدَّمَ الَّذِي فِي الطَّاسَاتِ وَرَشَّهُ عَلَى الشَّعْبِ، وَقَالَ: «هَذَا هُوَ دَمُ العَهْدِ الَّذِي قَطَعَهُ اللهُ مَعَكُمْ بِنَاءً عَلَى كُلِّ هَذَا الكَلَامِ.»

فَصَعِدَ مُوسَى وَهَارُونُ وَنَادَابُ وَأبِيهُو وَالسَّبعُونَ مِنْ شُيُوخِ إسْرَائِيلَ، 10 وَرَأوْا إلَهَ إسْرَائِيلَ![i] رَأوْا تَحْتَ قَدَمِهِ مَا بَدَا كَرَصِيفٍ مِنْ حِجَارَةِ اليَاقُوتِ الأزرَقِ الصَّافِي كَصَفَاءِ السَّمَاءِ. 11 فَلَمْ يَقْتُلِ اللهُ أحَدَ رُؤَسَاءِ بَنِي إسْرَائِيلَ، بَلْ رَأوْا اللهَ، وَأكَلُوا هُنَاكَ وَشَرِبُوا.

مُوسَى يَتَلَقَّى شَرِيعَةَ الله

12 ثُمَّ قَالَ اللهُ لِمُوسَى: «اصْعَدْ إلَى الجَبَلِ وَانْتَظِرْ هُنَاكَ. فَسَأُعْطِيَكَ لَوْحَي الحِجَارَةِ، وَقَدْ نَقَشْتُ عَلَيهِمَا الشَّرِيعَةَ وَالوَصَايَا الَّتِي كَتَبْتُهَا لِتَعْلِيمِ الشَّعْبِ.»

13 فَقَامَ مُوسَى وَيَشُوعُ خَادِمُهُ وَصَعِدَا إلَى جَبَلِ اللهِ. 14 وَقَالَ مُوسَى لِلشُّيُوخِ: «انتَظِرُوا هُنَا حَتَّى نَعُودَ إلَيَكُمْ. وَهَا هَارُونُ وَحُورٌ مَعَكُمْ، فَلْيَذْهَبْ إلَيْهِمَا كُلُّ مَنْ لَهُ دَعْوَى.»

15 فَصَعِدَ مُوسَى إلَى الجَبَلِ، وَغَطَّى السَّحَابُ الجَبَلَ 16 وَحَلَّ مَجْدُ اللهِ عَلَى جَبَلِ سِينَاءَ، وَغَطَّاهُ السَّحَابُ سِتَّةَ أيَّامٍ. وَدَعَا اللهُ مُوسَى فِي اليَوْمِ السَّابِعِ مِنْ وَسَطِ السُّحُبِ. 17 وَكَانَ مَنظَرُ مَجْدِ اللهِ المُنِيرِ كَنَارٍ مُشتَعِلَةٍ عَلَى قِمَّةِ الجَبَلِ أمَامَ عُيُونِ جَمِيعِ بَنِي إسْرَائِيلَ.

18 وَدَخَلَ مُوسَى إلَى السَّحَابِ، وَصَعِدَ إلَى الجَبَلِ. وَبَقِيَ مُوسَى عَلَى الجَبَلِ أرْبَعِينَ نَهَارًا وَأرْبَعِينَ لَيْلَةً.

Footnotes

  1. 22‏:8 القضَاة حرفيًا هِيَ لفظ الاسْم «إيلوهيم» لَكِنْ مبدوءًا عَلَى غير العَادة بحرف التعريف. وَقَدْ تعني الكلمة هُنَا الله بصفته القَاضي عَلَى الخليقة. (أيْضًا فِي العددين 9، 28)
  2. 22‏:20 يبَاد بِمَعْنَى «يُقتل.»
  3. 23‏:3 لَا تتحيّز للفقير أيْ لَا تقف إلَى جَانبه فقط لمجرّد أنه فقير.
  4. 23‏:12 خُدَّامك حرفيًا «ابْن خَادمتك.»
  5. 23‏:19 بيت إلهك أيْ المسكن المقدّس حيث كَانَ بنو إسْرَائيِل يذهبون ليكونُوا فِي حضرة الله. (انْظُرْ 25‏:8، 9)
  6. 23‏:28 الدبَابير ربمَا المقصود ملَاك الله أوْ قوّته.
  7. 23‏:31 بحر الفِلسْطيّين البحر الأبيض المتوسط.
  8. 24‏:6 … الدّم عَلَى المذبح الدّم هُوَ الختم الَّذِي يختم به الله عَلَى عَهْده. لذلك وُضع الدَّم عَلَى المذبح للإشَارة إلَى التزَام الله بالعَهْد من جَانبه.
  9. 24‏:10 رَأوْا إلهَ إسرَائِيل أيْ بطريقة خَاصّةً تجعلهم يحتملون ذلك، لأن الكِتَاب المقدس يقول فِي أكثر من موضع إنّ الإنْسَان لَا يستطيع أن يرى الله بكل جوهره ومجده وحضوره.