يحتفل بالفصح

30 وَبَعَثَ حَزَقِيَّا يَسْتَدْعِي جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا، وَكَتَبَ رَسَائِلَ إِلَى أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى يَحُضُّهُمْ عَلَى الْمَجِيءِ إِلَى هَيْكَلِ الرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ، لِيَحْتَفِلُوا بِفِصْحِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ. وَاتَّفَقَ الْمَلِكُ وَرُؤَسَاؤُهُ وَكُلُّ الْجَمَاعَةِ فِي أُورُشَلِيمَ، بَعْدَ التَّدَاوُلِ، عَلَى الاحْتِفَالِ بِالْفِصْحِ فِي الشَّهْرِ الثَّانِي، لأَنَّهُمْ لَمْ يَتَمَكَّنُوا مِنَ الاحْتِفَالِ بِهِ فِي ذَلِكَ الْحِينِ، إِذْ لَمْ يَكُنِ الْكَهَنَةُ قَدْ تَقَدَّسُوا تَقْدِيساً كَافِياً، وَلَمْ يَسْتَطِعِ الشَّعْبُ الاجْتِمَاعَ فِي أُورُشَلِيمَ. فَلَقِيَ الاتِّفَاقُ اسْتِحْسَاناً لَدَى الْمَلِكِ وَلَدَى سَائِرِ الْجَمَاعَةِ، وَقَرَّرُوا إِطْلاقَ النِّدَاءِ فِي جَمِيعِ أَرْجَاءِ إِسْرَائِيلَ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ إِلَى دَانٍ، لِيَأْتُوا لِلاحْتِفَالِ بِفِصْحِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ فِي أُورُشَلِيمَ، إِذْ إِنَّهُمْ لَمْ يَحْتَفِلُوا بِهِ كَمَا هُوَ مَنْصُوصٌ عَلَيْهِ مُنْذُ زَمَانٍ طَوِيلٍ. فَانْطَلَقَ السُّعَاةُ حَامِلِينَ رَسَائِلَ الْمَلِكِ وَقَادَتِهِ إِلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا، دَاعِينَ النَّاسَ بِمُوْجِبِ أَمْرِ الْمَلِكِ، وَقَائِلِينَ لَهُمْ: «يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، ارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ إِلَهِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلَ، فَيَرْجِعَ إِلَيْكُمْ أَنْتُمُ الْبَاقِينَ النَّاجِينَ مِنْ يَدِ مُلُوكِ أَشُّورَ. وَلا تَخُونُوا الرَّبَّ إِلَهَ آبَائِكُمْ كَمَا خَانَهُ أَبَاؤُكُمْ وَإِخْوَتُكُمْ، فَجَعَلَهُمْ مَثَارَ دَهْشَةٍ كَمَا تَرَوْنَ. وَلا تُعَانِدُوا الآنَ كَآبَائِكُمْ، بَلْ أَذْعِنُوا لِلرَّبِّ وَادْخُلُوا إِلَى مَقْدِسِهِ الَّذِي قَدَّسَهُ إِلَى الأَبَدِ، وَاعْبُدُوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ فَيَتَحَوَّلَ عَنْكُمْ غَضَبُهُ الشَّدِيدُ. لأَنَّ رُجُوعَكُمْ إِلَى الرَّبِّ يَجْعَلُ إِخْوَتَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ يَلْقَوْنَ رَحْمَةً مِنْ آسِرِيهِمْ فَيَرْجِعُونَ إِلَى هَذِهِ الأَرْضِ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ، وَلا يُحَوِّلُ وَجْهَهُ عَنْكُمْ إِنْ رَجَعْتُمْ إِلَيْهِ».

10 فَكَانَ السُّعَاةُ يَنْطَلِقُونَ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ فِي أَرْضِ أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى حَتَّى بَلَغُوا مَوَاطِنَ سِبْطِ زَبُولُونَ، فَكَانُوا يَسْخَرُونَ مِنْهُمْ وَيَهْزَأُونَ بِهِمْ، 11 بِاسْتِثْنَاءِ قِلَّةٍ مِنْ أَسْبَاطِ أَشِيرَ وَمَنَسَّى وَزَبُولُونَ مِمَّنْ تَوَاضَعُوا وَقَدِمُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ. 12 وَعَمِلَتْ يَدُ الرَّبِّ فِي أَوْسَاطِ يَهُوذَا فَوَحَّدَتْ قُلُوبَهُمْ لِتَنْفِيذِ مَا أَمَرَ بِهِ الْمَلِكُ وَالرُّؤَسَاءُ، بِمُوْجِبِ وَصَايَا الرَّبِّ.

13 فَاحْتَشَدَ فِي أُورُشَلِيمَ جُمْهُورٌ غَفِيرٌ لِلاحْتِفَالِ بِعِيدِ الْفَطِيرِ فِي الشَّهْرِ الثَّانِي. 14 فَأَنْزَلُوا مَذَابِحَ الأَوْثَانِ الْمَبْنِيَّةَ فِي أُورُشَلِيمَ، وَهَدَمُوا مَذَابِحَ التَّبْخِيرِ وَطَرَحُوهَا جَمِيعَهَا فِي وَادِي قَدْرُونَ، 15 وَذَبَحُوا الْفِصْحَ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي. وَاعْتَرَى الْخَجَلُ الْكَهَنَةَ وَاللّاوِيِّينَ، فَتَطَهَّرُوا وَأَدْخَلُوا الْمُحْرَقَاتِ إِلَى الْهَيْكَلِ. 16 وَأَخَذُوا أَمَاكِنَهُمْ فِي الْهَيْكَلِ حَسَبَ مَا نَصَّتْ عَلَيْهِ شَرِيعَةُ مُوسَى رَجُلِ اللهِ، وَتَنَاوَلُوا الدَّمَ مِنْ يَدِ اللّاوِيِّينَ وَرَشُّوهُ عَلَى الْمَذْبَحِ. 17 لأَنَّ لَفِيفاً كَبِيراً مِنَ الشَّعْبِ لَمْ يَكُنْ قَدْ تَطَهَّرَ، فَكَانَ عَلَى اللّاوِيِّينَ أَنْ يَقُومُوا بِذَبْحِ حُمْلانِ الْفِصْحِ نِيَابَةً عَنْ غَيْرِ الْمُتَطَهِّرِينَ، وَتَكْرِيسِ تِلْكَ الْحُمْلانِ لِلرَّبِّ، 18 إِذْ إِنَّ جَمْعاً غَفِيراً مِنْ أَبْنَاءِ أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى وَيَسَّاكَرَ وَزَبُولُونَ لَمْ يَتَطَهَّرُوا، بَلْ أَكَلُوا مِنَ الْفِصْحِ عَلَى خِلافِ مَا هُوَ مَنْصُوصٌ عَلَيْهِ. إِلّا أَنَّ حَزَقِيَّا ابْتَهَلَ إِلَى اللهِ عَنْهُمْ قَائِلاً: «الرَّبُّ صَالِحٌ يُكَفِّرُ 19 عَنْ كُلِّ مَنْ أَعَدَّ قَلْبَهُ لِطَلَبِ الرَّبِّ إِلَهِ آبَائِهِ، حَتَّى لَوْ لَمْ يَكُنْ طَاهِراً وَفْقَ فَرَائِضِ التَّطْهِيرِ الَّتِي نَصَّتْ عَلَيْهَا أَحْكَامُ الْهَيْكَلِ». 20 فَاسْتَجَابَ الرَّبُّ لِحَزَقِيَّا وَأَبْرَأَ الشَّعْبَ.

21 وَاحْتَفَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الْحَاضِرُونَ فِي أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ بِعِيدِ الْفَطِيرِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، سَبَّحَ فِيهَا اللّاوِيُّونَ وَالْكَهَنَةُ، يَوْماً فَيَوْماً، بِآلاتِ حَمْدٍ لِلرَّبِّ. 22 وَعَزَّى حَزَقِيَّا بِكَلِمَاتِ التَّشْجِيعِ قُلُوبَ اللّاوِيِّينَ الَّذِينَ أَبْدَوْا فِطْنَةً فِي خِدْمَةِ الرَّبِّ. وَظَلُّوا يَأْكُلُونَ نَصِيبَهُمْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، وَيُقَرِّبُونَ ذَبَائِحَ سَلامٍ حَامِدِينَ الرَّبَّ إِلَهَ آبَائِهِمْ. 23 ثُمَّ اتَّفَقُوا عَلَى الاسْتِمْرَارِ بِالاحْتِفَالِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخْرَى قَضَوْهَا بِفَرَحٍ عَظِيمٍ، 24 لأَنَّ حَزَقِيَّا تَبَرَّعَ لِلْجَمَاعَةِ بِأَلْفِ ثَوْرٍ وَسَبْعَةِ آلافٍ مِنَ الضَّأْنِ، كَمَا تَبَرَّعَ رُؤَسَاءُ الشَّعْبِ بِأَلْفِ ثَوْرٍ وَعَشَرَةِ آلافٍ مِنَ الضَّأْنِ، وَتَطَهَّرَ عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنَ الْكَهَنَةِ. 25 وَعَمَّتِ الْبَهْجَةُ كُلَّ جَمَاعَةِ يَهُوذَا وَالْكَهَنَةِ واللّاوِيِّينَ، وَكُلَّ الْوَافِدِينَ مِنْ إِسْرَائِيلَ، وَالْغُرَبَاءَ الْقَادِمِينَ مِنْ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ الْمُقِيمِينَ فِي يَهُوذَا. 26 وَغَمَرَتِ الْفَرْحَةُ الْعَظِيمَةُ أُورُشَلِيمَ لأَنَّهُ لَمْ يُحْتَفَلْ بِمِثْلِ هَذَا فِي أُورُشَلِيمَ مُنْذُ أَيَّامِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ. 27 وَوَقَفَ الْكَهَنَةُ وَاللّاوِيُّونَ وَطَلَبُوا الْبَرَكَةَ عَلَى الشَّعْبِ فَاسْتَجَابَ الرَّبُّ صَلاتَهُمُ الَّتِي صَعِدَتْ إِلَى مَسْكَنِ قُدْسِهِ فِي السَّمَاءِ.

31 وَبَعْدَ أَنْ تَمَّ الاحْتِفَالُ، انْدَفَعَ كُلُّ الإِسْرَائِيلِيِّينَ الْحَاضِرِينَ إِلَى مُدُنِ يَهُوذَا وَحَطَّمُوا الأَنْصَابَ وَقَطَّعُوا تَمَاثِيلَ عَشْتَارُوثَ، وَهَدَمُوا الْمُرْتَفَعَاتِ وَالْمَذَابِحَ فِي كُلِّ يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ، وَفِي أَرْضِ أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى حَتَّى اسْتَأْصَلُوهَا. ثُمَّ رَجَعَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ فِي مَدِينَتِهِ.

الاشتراك في العبادة

وَأَعَادَ حَزَقِيَّا تَنْظِيمَ خِدْمَةِ الْكَهَنَةِ وَاللّاوِيِّينَ حَسَبَ فِرَقِهِمْ، وَعَيَّنَ لِكُلِّ وَاحِدٍ خِدْمَتَهُ بِمُوْجِبِ مَنْصِبِهِ، كَكَاهِنٍ أَوْ لاوِيٍّ، لِتَقْرِيبِ الْمُحْرَقَاتِ، وَتَقْدِيمِ ذَبَائِحِ السَّلامِ وَخِدْمَةِ التَّسْبِيحِ عِنْدَ أَبْوَابِ هَيْكَلِ الرَّبِّ. وَتَبَرَّعَ الْمَلِكُ بِحِصَّةٍ مِنْ مَالِهِ لِلْمُحْرَقَاتِ الصَّبَاحِيَّةِ وَالْمَسَائِيَّةِ، وَمُحْرَقَاتِ أَيَّامِ السَّبْتِ وَمَطَالِعِ الأَشْهُرِ وَالأَعْيَادِ، كَمَا هُوَ مَنْصُوصٌ عَلَيْهِ فِي شَرِيعَةِ الرَّبِّ. وَطَلَبَ إِلَى أَهْلِ أُورُشَلِيمَ أَنْ يُعْطُوا الْكَهَنَةَ وَاللّاوِيِّينَ حِصَّتَهُمْ حَتَّى يَتَفَرَّغُوا لِشَرِيعَةِ الرَّبِّ. وَمَا إِنْ ذَاعَ أَمْرُ الْمَلِكِ حَتَّى قَدَّمَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِسَخَاءٍ مِنْ بَوَاكِيرِ الْحِنْطَةِ، وَأَوَّلِ مَحْصُولِ الْكُرُومِ، وَالزَّيْتِ وَالْعَسَلِ وَمِنْ كُلِّ مَحَاصِيلِ الْحَقْلِ، وَأَتَوْا بِعُشُورِ إِنْتَاجِهَا بِكَمِّيَّاتٍ وَافِرَةٍ، كَمَا قَدَّمَ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا الْمُقِيمُونَ فِي مُدُنِ يَهُوذَا عُشُورَ الْبَقَرِ وَالضَّأْنِ، وَعُشُورَ الأَقْدَاسِ الْمُخَصَّصَةِ لِلرَّبِّ إِلَهِهِمْ، وَجَعَلُوهَا أَكْوَاماً أَكْوَاماً. وَشَرَعُوا فِي تَكْوِيمِهَا فِي الشَّهْرِ الثَّالِثِ وَفَرَغُوا مِنْهَا فِي الشَّهْرِ السَّابِعِ. ثُمَّ جَاءَ حَزَقِيَّا وَرُؤَسَاءُ الشَّعْبِ وَشَاهَدُوا الأَكْوَامَ فَبَارَكُوا الرَّبَّ وَشَعْبَهُ إِسْرائِيلَ. وَلَمَّا سَأَلَ حَزَقِيَّا الْكَهَنَةَ وَاللّاوِيِّينَ عَنْ هَذِهِ الأَكْوَامِ، 10 أَجَابَهُ عَزَرْيَا رَئِيسُ الْكَهَنَةِ مِنْ بَيْتِ صَادُوقَ: «مُنْذُ أَنْ أَخَذَ الشَّعْبُ فِي التَّبَرُّعِ بِالتَّقْدِمَاتِ إِلَى هَيْكَلِ الرَّبِّ، أَكَلْنَا وَشَبِعْنَا، وَفَضِلَتْ عَنَّا هَذِهِ الْكَمِّيَّاتُ الْوَافِرَةُ، لأَنَّ الرَّبَّ بَارَكَ شَعْبَهُ. وَهَذِهِ الْوَفْرَةُ قَدْ فَضِلَتْ عَنَّا».

11 وَأَمَرَ حَزَقِيَّا بِإِعْدَادِ مَخَازِنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ، فَهَيَّأُوهَا، 12 وَأَوْدَعُوا فِيهَا التَّقْدِمَاتِ وَالْعُشُورَ وَالأَقْدَاسَ بِأَمَانَةٍ، وَتَعَيَّنَ كُونَنْيَا اللاوِيُّ رَئِيساً مُشْرِفاً عَلَى الْقَائِمِينَ بِهَذَا الْعَمَلِ، يُعَاوِنُهُ فِي ذَلِكَ أَخُوهُ شِمْعِي، 13 أَمَّا يَحِيئِيلُ وَعَزَرْيَا وَنَحَثُ وَعَسَائِيلُ وَيَرِيمُوثُ وَيُوزَابَادُ وَإِيلِيئِيلُ وَيَسْمَخْيَا وَمَحَثُ وَبَنَايَا، فَكَانُوا وُكَلاءَ يَعْمَلُونَ تَحْتَ إِشْرَافِ كُونَنْيَا وَشِمْعِي وَفْقاً لِلتَّرْتِيبِ الَّذِي قَرَّرَهُ حَزَقِيَّا الْمَلِكُ وَعَزَرْيَا رَئِيسُ كَهَنَةِ بَيْتِ اللهِ. 14 وَكَانَ قُورِي بْنُ يَمْنَةَ اللّاوِيُّ حَارِسُ الْبَابِ الشَّرْقِيِّ مُشْرِفاً عَلَى التَّبَرُّعَاتِ الطَّوْعِيَّةِ الْمُقَدَّمَةِ للهِ، وَعَلَى تَوْزِيعِ التَّقْدِمَاتِ الْمُخَصَّصَةِ لِلرَّبِّ وَعَلَى عَطَايَا الأَقْدَاسِ، 15 يُعَاوِنُهُ بِأَمَانَةٍ: عَدَنُ وَمِنْيَامِينُ وَيَشُوعُ وَشِمْعِيَا وَأَمَرْيَا وَشَكَنْيَا فِي مُدُنِ الْكَهَنَةِ، فِي تَوْزِيعِ أَنْصِبَةِ إِخْوَتِهِمِ الْكَهَنَةِ حَسَبَ فِرَقِهِمْ، مِنْ غَيْرِ تَمْيِيزٍ بَيْنَ كَبِيرٍ وَصَغِيرٍ. 16 فَضْلاً عَمَّا كَانُوا يُوَزِّعُونَهُ كُلَّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ عَلَى الْمُنْتَسِبِينَ مِنْ ذُكُورِهِمْ مِنِ ابْنِ ثَلاثِ سَنَوَاتٍ فَمَا فَوْقُ، وَعَلَى كُلِّ مَنْ يَدْخُلُ إِلَى بَيْتِ اللهِ لِيَقُومَ بِمُخْتَلَفِ مَهَامِّ خِدْمَتِهِ الْيَوْمِيَّةِ، وَفْقاً لِمَسْؤُلِيَّاتِهِمْ وَفِرَقِهِمْ. 17 وَقَدْ أُدْرِجَتْ أَسْمَاءُ الْكَهَنَةِ فِي السِّجِلّاتِ بِحَسَبِ انْتِمَائِهِمْ لِبُيُوتِ آبَائِهِمْ. أَمَّا اللّاوِيُّونَ مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ فَقَدْ سُجِّلُوا حَسَبَ الْعَمَلِ الَّذِي يَقُومُونَ بِهِ. 18 وَقَدِ اشْتَمَلَتِ السِّجِلّاتُ عَلَى أَسْمَاءِ الْكَهَنَةِ وَجَمِيعِ أَطْفَالِهِمْ وَنِسَائِهِمْ وَأَبْنَائِهِمْ وَبَنَاتِهِمْ، لأَنَّهُمْ كَانُوا أُمَنَاءَ فِي تَطْهِيرِ أَنْفُسِهِمْ. 19 وَقَدْ تَمَّ تَعْيِينُ كَهَنَةٍ بِأَسْمَائِهِمْ مِنْ أَبْنَاءِ هرُونَ الْمُقِيمِينَ فِي مَزَارِعِ الْمُدُنِ، وَفِي كُلِّ مَدِينَةٍ، لِيَقُومُوا بِتَوْزِيعِ حِصَصٍ عَلَى كُلِّ ذَكَرٍ مِنَ الْكَهَنَةِ، وَعَلَى كُلِّ مُنْتَسِبٍ مِنَ اللّاوِيِّينَ. 20 هَذَا مَا أَجْرَاهُ حَزَقِيَّا فِي كُلِّ بِلادِ يَهُوذَا، صَانِعاً كُلَّ مَا هُوَ صَالِحٌ وَقَوِيمٌ وَحَقٌّ أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِهِ. 21 وَكُلُّ مَا قَامَ بِهِ فِي خِدْمَةِ بَيْتِ اللهِ كَانَ طَاعَةً لِلشَّرِيعَةِ وَالْوَصِيَّةِ، وَسَعْياً وَرَاءَ طَلَبِ اللهِ، بِكُلِّ وَلاءٍ، فَأَفْلَحَ.

سنحاريب يهدد أورشليم

32 وَبَعْدَ كُلِّ مَا قَامَ بِهِ حَزَقِيَّا بِأَمَانَةٍ، زَحَفَ سِنْحَارِيبُ عَلَى أَرْضِ يَهُوذَا وَدَخَلَهَا، وَحَاصَرَ الْمُدُنَ الْحَصِينَةَ طَمَعاً فِي الاسْتِيلاءِ عَلَيْهَا. وَعِنْدَمَا رَأَى حَزَقِيَّا أَنَّ سِنْحَارِيبَ قَدْ وَطَّدَ الْعَزْمَ عَلَى مُحَارَبَةِ أُورُشَلِيمَ، تَدَاوَلَ فِي الأَمْرِ مَعَ رُؤَسَاءِ جَيْشِهِ وَزُعَمَاءِ الْبِلادِ، وَاتَّفَقُوا عَلَى رَدْمِ مِيَاهِ الْعُيُونِ الْقَائِمَةِ خَارِجَ الْمَدِينَةِ، فَأَعَانُوهُ. وَتَجَمَّعَ جُمْهُورٌ غَفِيرٌ، رَدَمُوا جَمِيعَ الْيَنَابِيعِ وَالنَّهْرَ الْجَارِيَ فِي وَسَطِ الأَرْضِ قَائِلِينَ: «لِمَاذَا يَأْتِي مُلُوكُ أَشُّورَ وَيَجِدُونَ مِيَاهاً غَزِيرَةً؟» وَتَشَجَّعَ وَرَمَّمَ السُّورَ الْمُنْهَدِمَ، وَعَزَّزَهُ بِالأَبْرَاجِ الْمُرْتَفِعَةِ، وَبَنَى سُوراً آخَرَ خَارِجَهُ، وَحَصَّنَ قَلْعَةَ مَدِينَةِ دَاوُدَ، وَصَنَعَ أَسْلِحَةً كَثِيرَةً وَأَتْرَاساً. وَعَبَّأَ كُلَّ شَعْبِ الْمَدِينَةِ تَحْتَ قِيَادَةِ ضُبَّاطِ الْجَيْشِ، وَاسْتَدْعَاهُمْ إِلَى سَاحَةِ بَابِ الْمَدِينَةِ لِيَبُثَّ فِيهِمِ الشَّجَاعَةَ قَائِلاً لَهُمْ: «تَقَوَّوْا وَتَشَجَّعُوا، لَا تَجْزَعُوا وَلا تَرْتَعِبُوا مِنْ مَلِكِ أَشُّورَ وَلا مِنْ كُلِّ الْجَيْشِ الَّذِي مَعَهُ، لأَنَّ الَّذِي مَعَنَا أَكْثَرُ مِنَ الَّذِي مَعَهُ. فَمَعَهُ قُوىً بَشَرِيَّةٌ، وَمَعَنَا الرَّبُّ إِلَهُنَا لِيُنْجِدَنَا وَيُحَارِبَ حُرُوبَنَا». فَبَثَّ كَلامُ حَزَقِيَّا الشَّجَاعَةَ فِي قُلُوبِ الشَّعْبِ.

وَفِيمَا كَانَ سِنْحَارِيبُ وَجَيْشُهُ يُحَاصِرُونَ لَخِيشَ، أَرْسَلَ رِجَالَهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى حَزَقِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا وَإِلَى أَهْلِ أُورُشَلِيمَ قَائِلِينَ: 10 «هَذَا مَا يَقُولُهُ سِنْحَارِيبُ مَلِكُ أَشُّورَ: عَلَى مَاذَا تَتَّكِلُونَ فَتُقِيمُوا فِي أُورُشَلِيمَ تَحْتَ الْحِصَارِ؟ 11 أَلا يُغْوِيكُمْ حَزَقِيَّا لِكَيْ تَمُوتُوا جُوعاً وَعَطَشاً، عِنْدَمَا يَقُولُ لَكُمْ: الرَّبُّ إِلَهُنَا يُنْقِذُنَا مِنْ يَدِ مَلِكِ أَشُورَ؟ 12 أَلَيْسَ حَزَقِيَّا هُوَ الَّذِي أَزَالَ مُرْتَفَعَاتِهِ وَمَذَابِحَهُ، وَأَمَرَ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ قَائِلاً: أَمَامَ مَذْبَحٍ وَاحِدٍ تَسْجُدُونَ وَعَلَيْهِ تُوْقِدُونَ؟ 13 أَمَا تَعْرِفُونَ مَا أَجْرَيْتُهُ أَنَا وَآبَائِي عَلَى جَمِيعِ أُمَمِ الأَرَاضِي، فَهَلِ اسْتَطَاعَتْ آلِهَتُهَا أَنْ تُنْقِذَ أَرْضَهَا مِنْ يَدِي؟ 14 مَنْ مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ آلِهَةِ هَؤُلاءِ الأُمَمِ الَّذِينَ دَمَّرَهُمْ آبَائِي اسْتَطَاعَ أَنْ يُنْقِذَ شَعْبَهُ مِنِّي؟ فَكَيْفَ يَسْتَطِيعُ إِلَهُكُمْ أَنْ يُنْقِذَكُمْ مِنْ يَدِي؟ 15 لِذَلِكَ لَا يَخْدَعَنَّكُمْ حَزَقِيَّا وَلا يُغْوِيَنَّكُمْ. لَا تُصَدِّقُوهُ لأَنَّهُ لَمْ يَقْدِرْ إِلَهُ أَيِّ أُمَّةٍ أَوْ مَمْلَكَةٍ أَنْ يُنَجِّيَ شَعْبَهُ مِنْ يَدِي وَمِنْ يَدِ آبَائِي، فَكَيْفَ يُمْكِنُ لإِلَهِكُمْ أَنْ يُنَجِّيَكُمْ؟» 16 وَأَكْثَرَ الضُّبَّاطُ الأَشُّورِيُّونَ مِنَ التَّهَجُّمِ عَلَى الرَّبِّ وَعَلَى عَبْدِهِ حَزَقِيَّا.

17 وَكَتَبَ الْمَلِكُ الأَشُّورِيُّ رَسَائِلَ عَيَّرَ فِيهَا الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ، جَاءَ فِيهَا: «كَمَا أَنَّ آلِهَةَ أُمَمِ الأَرْضِ عَجَزَتْ عَنْ إِنْقَاذِ شُعُوبِهَا مِنْ يَدِي، كَذَلِكَ لَا يُنْقِذُ إِلَهُ حَزَقِيَّا شَعْبَهُ مِنْ يَدِي». 18 وَهَتَفَ رِجَالُ سِنْحَارِيبَ بِالْيَهُودِيَّةِ مُخَاطِبِينَ أَهْلَ أُورُشَلِيمَ الْوَاقِفِينَ عَلَى السُّورِ، لِيُوْقِعُوا فِيهِمِ الرُّعْبَ وَالْخَوْفَ، تَمْهِيداً لِلاسْتِيلاءِ عَلَى الْمَدِينَةِ، 19 وَكَانَ تَهَجُّمُهُمْ عَلَى الرَّبِّ إِلَهِ أُورُشَلِيمَ مُمَاثِلاً لِتَهَجُّمِهِمْ عَلَى أَصْنَامِ الشُّعُوبِ الأُخْرَى الَّتِي صَنَعَتْهَا أَيْدِي النَّاسِ.

20 فَصَلَّى حَزَقِيَّا الْمَلِكُ وَإِشَعْيَاءُ بْنُ آمُوصَ النَّبِيُّ، وَاسْتَغَاثَا بِالسَّمَاءِ مِنْ جَرَّاءِ ذَلِكَ، 21 فَأَرْسَلَ الرَّبُّ مَلاكاً فَأَبَادَ كُلَّ بَطَلٍ شُجَاعٍ وَرَئِيسٍ وَقَائِدٍ فِي مُعَسْكَرِ مَلِكِ أَشُورَ، فَرَجَعَ إِلَى أَرْضِهِ مَخْذُولاً. وَعِنْدَمَا دَخَلَ مَعْبَدَ إِلَهِهِ اغْتَالَهُ هُنَاكَ أَوْلادُهُ بِالسَّيْفِ 22 وَهَكَذَا أَنْقَذَ الرَّبُّ حَزَقِيَّا وَسُكَّانَ أُورُشَلِيمَ مِنْ سِنْحَارِيبَ مَلِكِ أَشُورَ وَمِنْ أَيْدِي سِوَاهُ مِنَ الأَعْدَاءِ، وَوَقَاهُمْ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ. 23 وَأَتَى كَثِيرُونَ بِتَقْدِمَاتٍ لِلرَّبِّ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَبِتُحَفٍ لِحَزَقِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا، وَارْتَفَعَتْ مَكَانَتُهُ فِي أَعْيُنِ جَمِيعِ الأُمَمِ بَعْدَ ذَلِكَ.

كبرياء حزقيا ونجاحه وموته

24 فِي تِلْكَ الأَيَّامِ مَرِضَ حَزَقِيَّا إِلَى أَنْ أَشْرَفَ عَلَى الْمَوْتِ، وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ، فَاسْتَجَابَ لَهُ وَأَعْطَاهُ عَلامَةً تَأْكِيداً لِشِفَائِهِ. 25 وَلَكِنَّ حَزَقِيَّا لَمْ يَتَجَاوَبْ مَعَ مَا أَبْدَاهُ اللهُ نَحْوَهُ مِنْ نِعَمٍ، إِذِ امْتَلأَ قَلْبُهُ كِبْرِيَاءَ، فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَيْهِ وَعَلَى يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ. 26 ثُمَّ اتَّضَعَ حَزَقِيَّا بَعْدَ كِبْرِيَائِهِ، هُوَ وَأَهْلُ أُورُشَلِيمَ، فَلَمْ يَحُلَّ بِهِمْ غَضَبُ الرَّبِّ فِي أَيَّامِ حَزَقِيَّا.

27 وَأَحْرَزَ حَزَقِيَّا غِنىً وَمَجْداً عَظِيمَيْنِ، وَبَنَى لِنَفْسِهِ مَخَازِنَ لِلْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ وَالْحِجَارَةِ الْكَرِيمَةِ وَالأَطْيَابِ وَالأَتْرَاسِ وَكُلِّ آنِيَةٍ ثَمِينَةٍ، 28 وَمَخَازِنَ لِمَحَاصِيلِ الْحِنْطَةِ، وَنِتَاجِ الْكَرْمَةِ وَالزَّيْتِ، وَمَرَابِطَ لِكُلِّ أَنْوَاعِ الْبَهَائِمِ وَحَظَائِرَ لِلْقُطْعَانِ. 29 وَبَنَى لِنَفْسِهِ قُرىً، وَامْتَلَكَ مَوَاشِيَ غَنَمٍ وَبَقَرٍ بِوَفْرَةٍ، لأَنَّ اللهَ أَغْدَقَ عَلَيْهِ أَمْوَالاً كَثِيرَةً جِدّاً. 30 وَهُوَ الَّذِي سَدَّ مَخْرَجَ مِيَاهِ جَدْوَلِ جِيحُونَ الأَعْلَى، وَحَوَّلَهُ إِلَى قَنَاةٍ تَحْتَ الأَرْضِ، تَمْتَدُّ إِلَى الْجِهَةِ الْغَرْبِيَّةِ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ. وَلَقَدْ أَفْلَحَ حَزَقِيَّا فِي كُلِّ عَمَلٍ قَامَ بِهِ.

31 وَلَكِنْ عِنْدَمَا وَفَدَ عَلَيْهِ مَبْعُوثُو مُلُوكِ بَابِلَ لِيَسْتَعْلِمُوا مِنْهُ عَنْ مُعْجِزَةِ شِفَائِهِ، تَرَكَهُ اللهُ لِيَخْتَبِرَ سَرَائِرَ قَلْبِهِ. 32 أَمَّا بَقِيَّةُ أَخْبَارِ حَزَقِيَّا فَهِيَ مُدَوَّنَةٌ فِي رُؤْيَا إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ النَّبِيِّ، وَفِي كِتَابِ تَارِيخِ مُلُوكِ يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلَ. 33 ثُمَّ مَاتَ حَزَقِيَّا فَدَفَنُوهُ فِي الْجُزْءِ الأَعْلَى مِنْ مَقَابِرِ بَيْتِ دَاوُدَ، فَكَرَّمَهُ كُلُّ أَهْلِ أُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا عِنْدَ مَوْتِهِ، وَخَلَفَهُ ابْنُهُ مَنَسَّى عَلَى الْمُلْكِ.

حَزَقِيَّا يَحْتَفِلُ بِعِيدِ الفِصح

30 وَأرْسَلَ المَلِكُ حَزَقِيَّا رَسَائلَ إلَى كُلِّ بَنِي إسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا. وَكَتَبَ أيْضًا إلَى بَنِي أفْرَايِمَ وَمَنَسَّى. وَدَعَا كُلَّ هَؤُلَاءِ إلَى بَيْتِ اللهِ فِي القُدْسِ لِكَي يَحْتَفِلُوا بِعِيدِ الفِصْحِ[a] إكرَامًا للهِ، إلَهِ إسْرَائِيلَ. وَاتَّفَقَ المَلِكُ حَزَقِيَّا مَعَ كُلِّ مَسؤُولِيهِ وَكُلِّ الجَمَاعَةِ فِي القُدْسِ عَلَى اقَامَةِ الفِصْحِ فِي الشَّهْرِ الثَّانِي. لَمْ يَسْتَطِيعُوا أنْ يَحْتَفِلُوا بِالفِصْحِ فِي الوَقْتِ المُحَدَّدِ، لِأنَّ عَدَدَ الكَهَنَةِ الَّذِينَ طَهَّرُوا أنْفُسَهُمُ استِعدَادًا لِلخِدْمَةِ المُقَدَّسَةِ لَمْ يَكُنْ كَافِيًا. وَلَمْ يَكُنْ جَمِيعُ الشَّعْبِ قَدِ اجْتَمَعُوا فِي القُدْسِ بَعْدُ. فَأرْضَى الِاتِّفَاقُ المَلِكَ حَزَقِيَّا وَكُلَّ الجَمَاعَةِ. فَأذَاعُوا نِدَاءً فِي كُلِّ أنْحَاءِ إسْرَائِيلَ، مِنْ مَدِينَةِ بِئرِ السَّبعِ إلَى مَدِينَةِ دَانٍ. وَطَلَبُوا إلَى الشَّعْبِ المَجِيءَ إلَى مَدِينَةِ القُدْسِ لِلِاحْتِفَالِ بِالفِصْحِ إكْرَامًا للهِ، إلَهِ إسْرَائِيلَ. إذْ لَمْ يَحْتَفِلْ قِسْمٌ كَبِيرٌ مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ بِالفِصْحِ مُنْذُ زَمَنٍ بَعيدٍ عَلَى النَّحوِ الَّذِي نَصَّتْ عَلَيْهِ شَرِيعَةُ مُوسَى. فَنَقَلَ رُسُلُ المَلِكِ رَسَائِلَهُ إلَى جَمِيعِ أنْحَاءِ إسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا. وَهَذَا مَا قَالَتْهُ الرَّسَائِلُ:

«يَا بَنِي إسْرَائِيلَ، ارْجِعُوا إلَى اللهِ، إلَهِ إبْرَاهيمَ وَإسحَاقَ وَإسْرَائِيلَ. حِينَئِذٍ، سَيَرْجِعُ اللهُ إلَيكُمْ أنْتُمُ الَّذِينَ نَجَوْتُمْ مِنْ مُلُوكِ أشُّورَ. فَلَا تَكُونُوا مثلَ آبَائكُمْ أوْ إخْوَتِكُمُ الَّذِينَ انقَلَبُوا عَلَى اللهِ، إلَهِ آبَائِهِمْ. فَجَعَلَهُمْ عِبْرَةً حَيَّةً لِلشُّعُوبِ الأُخرَى الَّتِي تَحْتَقْرُهُمْ، كَمَا تَرَوْنَ. وَلَا تَكُونُوا عَنيدِينَ كَمَا كَانَ آبَاؤكُمْ. بَلِ اخْضَعُوا للهِ بِقَلْبٍ رَاغِبٍ. وَاصْعَدُوا إلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي قَدَّسَهُ اللهُ إلَى الأبَدِ. اخْدِمُوا إلَهَكَمْ فَيَرْتَدَّ عَنْكُمْ غَضَبُهُ الشَّدِيدُ عَلَيْكُمْ. فَإنْ رَجِعتُمْ إلَى اللهِ، سَيَكُونُ الَّذِينَ أسَرُوا أقْرِبَاءَكُمْ وَأبْنَاءَكُمْ رَحِيمِينَ مَعَهُمْ، وَسَيُعِيدُونَهُمْ إلَى هَذِه الأرْضِ. إنَّ إلَهَكَمْ عَطُوفٌ وَرَحِيمٌ، فَلَنْ يَصُدَّكُمْ إنْ رَجِعتُمْ إلَيْهِ.»

10 فَذَهَبَ الرُّسُلُ إلَى كُلِّ مَدِينَةٍ فِي مِنْطِقَةِ أفْرَايِمَ وَمَنَسَّى حَتَّى زَبُولُونَ. لَكِنَّ الشَّعْبَ ضَحِكُوا عَلَيْهِمْ وَسَخرُوا مِنْهُمْ. 11 لَكنَّ بَعْضًا مِنْهُمْ مِنْ مَنَاطِقِ أشِيرَ وَمَنَسَّى وَزَبُولُونَ تَوَاضَعَ وَجَاءَ إلَى مَدِينَةِ القُدْسِ. 12 وَعَمِلَتْ يَدُ اللهِ فِي يَهُوذَا أيْضًا، فَأعطَتهُمْ قَلْبًا مُوَحَّدًا عَلَى إطَاعَةِ المَلِكِ وَمَسؤُولِيهِ. فَكَانُوا بِهَذَا يُطِيعُونَ أمْرَ اللهِ. 13 فَجَاءَتْ أعدَادٌ كَبِيرَةٌ مِنَ النَّاسِ إلَى مَدِينَةِ القُدْسِ للَاحتِفَالِ بِعِيدِ الخُبْزِ غَيْرِ المُختَمْرِ فِي الشَّهْرِ الثَّانِي. فَكَانُوا حَشْدًا كَبِيرًا. 14 وَأزَالَ هَؤُلَاءِ مَذَابحَ الآلهَةِ الزَّائِفَةِ الَّتِي فِي القُدْسِ. وَأزَالُوا أيْضًا جَمِيعَ مَذَابِحِ البَخُورِ المُسْتَخْدَمَةِ فِي عِبَادَةِ تِلْكَ الآلِهَةِ. وَألقَوْا بِهَا فِي وَادِي قَدْرُونَ.

15 ثُمَّ ذَبَحُوا حَمَلَ الفِصْحِ فِي اليَومِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي. فَخَجِلَ الكَهَنَةُ وَاللَّاوِيُّونَ وَطَهَّرُوا أنْفُسَهُمُ استِعدَادًا للخِدْمَةِ المُقَدَّسَةِ. وَأدْخَلُوا الذَّبَائِحَ إلَى هَيْكَلِ اللهِ. 16 وَأخَذُوا أمَاكِنَهُمُ الدَّائِمَةَ فِي الهَيْكَلِ، كَمَا قَالَ مُوسَى رَجُلُ اللهِ. وَأعْطَى اللَّاوِيُّونَ دَمَ الذَّبَائِحِ لِلكَهَنَةِ، فَرَشَّهُ الكَهَنَةُ عَلَى المَذْبَحِ. 17 وَكَانَ هُنَاكَ كَثِيرُونَ مِنَ الشَّعْبِ لَمْ يَتَطَهَّرُوا اسْتِعدَادًا لِلخِدْمَةِ المُقَدَّسَةِ. فَلَمْ يُسْمَحْ لَهُمْ بِذَبْحِ خِرَافِ الفِصْحِ. فَتَوَلَّى اللَّاوِيُّونَ مَسؤُوليَّةَ ذَبحِ خِرَافِ الفِصْحِ عَنْ كُلِّ شَخْصٍ لَمْ يَتَطَهَّرْ، لِكَي تُقَدَّمَ الخِرَافُ مَقَدَّسَةً للهِ.

18 لَمْ يَكُنْ كَثِيرُونَ مِنْ أفْرَايِمَ وَمَنَسَّى وَيَسَّاكَرَ وَزَبُولُونَ قَدْ طَهَّرُوا أنْفُسَهُمْ عَلَى نَحوٍ سَلِيمٍ اسْتِعدَادًا لِاحْتِفَالِ الفِصْحِ. فَلَمْ تَكُنْ مُشَارَكَتُهُمْ فِي احْتفَالِ الفِصْحِ عَلَى نَحْوٍ سَلِيمٍ، وَفْقَ شَرِيعَةِ مُوسَى. لَكنَّ حَزَقِيَّا صَلَّى مِنْ أجْلِهِمْ وَقَالَ: «اللهُ صَالِحٌ يَغْفِرُ لِلجَمِيعِ. 19 هُوَ يُوَجِّهُ قُلُوبَهُمْ لِطَلَبِ اللهِ، إلَهِ آبَائِهِمْ، حَتَّى لَوْ لَمْ يَلْتَزِمُوا بِقَوَاعِدِ التَّطْهيرِ المَعْرُوفَةِ فِي المَسْكَنِ المُقَدَّسِ.»

20 فَاسْتَجَابَ اللهُ صَلَاةَ حَزَقِيَّا، وَغَفَرَ للشَّعبِ. 21 وَاحْتَفَلَ بَنُو إسْرَائِيلَ فِي القُدْسِ بِعيدِ الخُبْزِ غَيْرِ المُخْتَمِرِ سَبْعَةَ أيَّامٍ بفَرَحٍ غَامِرٍ. وَكَانَ اللَّاوِيُّونَ وَالكَهَنَةُ يُسَبِّحُونَ اللهَ كُلَّ يَوْمٍ بكُلِّ قُوَّتِهِمْ. 22 وَشَجَّعَ المَلِكُ حَزَقِيَّا كُلَّ اللَّاوِيِّينَ العَارفِينَ كَيفيَّةَ القِيَامِ بِخِدْمَةِ اللهِ. احْتَفَلَ الشَّعْبُ بِالعِيدِ سَبْعَةَ أيَّامٍ وَقَدَّمَ ذَبَائِحَ شَرِكَةٍ. وَشَكَرُوا وَسَبَّحُوا اللهَ، إلَهَ آبَائِهِمْ.

23 وَوَافَقَ جَمِيعُ الشَّعْبِ عَلَى البَقَاءِ سَبْعَةَ أيَّامٍ أُخْرَى، فَمَدَّدُوا الِاحْتِفَالَ سَبْعَةَ أيَّامٍ بِفَرَحٍ. 24 وَقَدَّمَ حَزَقِيَّا مَلكُ يَهُوذَا لِلجَمَاعَةِ ألْفَ ثَورٍ وَسَبعَةَ آلَافِ خَرُوفٍ لِكَي يَذْبَحُوهَا وَيَأْكُلُوهَا. وَقَدَّمَ القَادَةُ ألْفَ ثَورٍ وَعَشْرَةَ آلَافِ خَرُوفٍ لِلجَمَاعَةِ. وَطَهَّرَ كَهَنَةٌ كَثِيرُونَ أنْفُسَهُمْ لِأجْلِ الخِدْمَةِ المُقَدَّسَةِ. 25 وَفَرِحَتْ كُلُّ جَمَاعَةِ يَهُوذَا، وَالكَهَنَةُ وَاللَّاوِيُّونَ، وَكُلُّ الغُرَبَاءِ المُقِيمِينَ الآتِينَ مِنْ إسْرَائِيلَ، وَكُلُّ الغُرَبَاءِ المُقِيمِينَ فِي أرْضِ يَهُوذَا. 26 كَانَ الفَرَحُ عَظِيمًا فِي القُدْسِ. وَلَمْ يَكُنْ لِهَذَا الِاحْتِفَالِ مَثِيلٌ مُنْذُ زَمَنِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ مَلكِ إسْرَائِيلَ. 27 وَقَامَ الكَهَنَةُ وَاللَّاوِيُّونَ وَبَارَكُوا الشَّعْبَ. فَسُمِعَ صَوْتُهُمْ، وَوَصَلَتْ صَلَاتُهُمُ إلَى المَسْكَنِ المُقَدَّسِ فِي السَّمَاءِ.

إصلَاحَاتُ حَزَقيَّا

31 وَانْتَهَتِ احتِفَالَاتُ الفِصْحِ،[b] فَانطَلَقَ بَنُو إسْرَائِيلَ الَّذِينَ كَانُوا فِي القُدْسِ إلَى مُدُنِ يَهُوذَا، وَكَسَّرُوا أصْنَامَ الآلِهَةِ الزَّائفَةِ الحَجَرِيَّةِ الَّتِي فِيهَا. وَهَدَمُوا أعمِدَةَ عَشْتَرُوتَ، وَدَمَّرُوا المُرْتَفَعَاتِ وَالمَذَابِحَ فِي كُلِّ أنْحَاءِ يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ. وَفَعَلَ الشَّعْبُ الأمْرَ نَفْسَهُ فِي مِنطَقَةِ أفْرَايِمَ وَمَنَسَّى. وَلَمْ يَتَوَقَّفُوا حَتَّى دَمَّرُوا كُلَّ أغرَاضِ عبَادَةِ الآلِهَةِ الزَّائِفَةِ. وَبَعْدَ ذَلِكَ رَجِعَ كُلُّ بَنِي إسْرَائِيلَ إلَى مُدُنِهِمْ.

وَكَانَ الكَهَنَةُ وَاللَّاوِيُّونَ مُنقَسِمينَ إلَى فِرَقٍ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا وَظِيفَتُهَا الخَاصَّةُ. فَطَلَبَ المَلِكُ حَزَقِيَّا إلَى هَاتَيْنِ الجَمَاعَتَيْنِ أنْ تَسْتَأْنِفَا عَمَلَهُمَا ثَانِيَةً. فَاسْتَأْنَفَ الكَهَنَةُ وَاللَّاوِيُّونَ تَقْدِيمَ الذَّبَائِحِ الصَّاعِدَةِ وَذَبَائِحِ السَّلَامِ. وَكَانُوا يَقُومُونَ بِوَظِيفَةِ الخِدْمَةِ فِي الهَيْكَلِ وَالتَّرنِيمِ وَالتَّسبِيحِ عِنْدَ أبوَابِ بَيْتِ اللهِ. وَقَدَّمَ حَزَقِيَّا ذَبَائحَ مِنْ مَوَاشِيهِ. فَكَانَتِ الذَّبَائِحُ تُقَدَّمُ صَبَاحًا وَمَسَاءً وَفِي السُّبُوتِ وَأوَائِلِ الشُّهُورِ، وَفِي الأعيَادِ وَالِاحْتِفَالَاتِ الخَاصَّةِ الأُخرَى. وَكَانَ يَعْمَلُ هَذَا كُلَّهُ وَفْقَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي شَرِيعَةِ اللهِ. وَأمَرَ حَزَقيَّا سُكَّانَ القُدْسِ بِأنْ يُعطُوا الحِصَّةَ الشَّرعِيَّةَ الوَاجِبَةَ عَلَيْهِمْ لِلكَهَنَةِ وَاللَّاوِيِّينَ، لِيَتَمَكَّنُوا مِنْ تَكْرِيسِ وَقْتِهُمْ لشَرِيعَةِ اللهِ.

وَوَصَلَتْ أخْبَارُ أمْرِ المَلِكِ هَذَا إلَى الشَّعْبِ فِي كُلِّ مَكَانٍ مِنَ البَلَدِ. فَأعطَى بَنُو إسْرَائِيلَ بَاكُورَةَ حَصَادِهِمْ مِنَ القَمْحِ وَالعِنَبِ وَالزَّيْتِ وَالعَسَلِ وَكُلِّ مَا يَنْبُتُ فِي حُقُولِهِمْ. فَجَلَبُوا عُشْرَ هَذِهِ المَحَاصِيلِ الكَثِيرَةِ. وَأحضَرَ أيْضًا رِجَالُ إسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا السَّاكِنُونَ فِي يَهُوذَا عُشْرَ بَقَرِهِمْ وَغَنَمِهِمْ. وَوَضَعُوا العُشْرَ المُخَصَّصَ للهِ فِي مَكَانٍ خَاصٍّ. فَجَلَبُوا كُلَّ هَذِهِ الأشْيَاءَ لِإلَهِهِمْ. وَوَضَعُوهَا أكْوَامًا أكْوَامًا.

بَدَأ الشَّعْبُ يُحضِرُ هَذِهِ الأشْيَاءَ فِي الشَّهْرِ الثَّالِثِ، وَانتَهَوْا مِنْ جَمْعِهَا فِي الشَّهْرِ السَّابِعِ. وَلَمَّا جَاءَ حَزَقِيَّا وَالقَادَةُ، رَأوْا أكْوَامَ الأشْيَاءِ الَّتِي جُمِعَتْ. فَبَارَكُوا اللهَ وَشَعْبَهُ، بَنِي إسْرَائِيلَ.

ثُمَّ استَفْسَرَ حَزَقِيَّا مِنَ الكَهَنَةِ وَاللَّاوِيِّينَ عَنْ الأكْوَامِ. 10 فَقَالَ عَزَرْيَا رَئِيسُ الكَهَنَةِ – وَهُوَ مِنْ بَيْتِ صَادُوقَ – لِلمَلِكِ: «مُنْذُ أنْ بَدَأ الشَّعْبُ بِإحْضَارِ التَّقدِمَاتِ إلَى بَيْتِ اللهِ، صِرْنَا نأكُلُ حَتَّى الشَّبَعِ، وَمَا يَزَالُ لَدَيْنَا فَائِضٌ كَبِيرٌ مِنَ الطَّعَامِ. لَقَدْ بَارَكَ اللهُ شَعْبَهُ حَقًّا. وَلِهَذَا لَدَيْنَا فَائِضٌ كَثِيرٌ.»

11 فَأمَرَ حَزَقِيَّا الكَهَنَةَ بِإعدَادِ حُجْرَاتِ تَخْزِينٍ فِي بَيْتِ اللهِ. فَفَعَلُوا. 12 ثُمَّ أحْضَرَ الكَهَنَةُ التَّقِدِمَاتِ وَالعُشُورَ وَكُلَّ الأشْيَاءِ الَّتِي خُصِّصَتْ للهِ، وَوَضَعُوهَا فِي مَخَازِنِ الهَيْكَلِ. وَكَانَ كُونَنْيَا اللَّاوِيُّ مَسؤُولًا عَنْهَا، وَكَانَ أخُوهُ شِمْعَى مُسَاعِدًا لَهُ. 13 وَعَمِلَ تَحْتَ إمْرَةِ كُونَنْيَا وَأخِيهِ شِمْعَى كُلٌّ مِنْ يَحِيئِيلَ وَعَزَرْيَا وَنَحَثَ وَعَسَائِيلَ وَيَرِيمُوثَ وَيُوزَابَادَ وَإيلِيئِيلَ وَيَسْمَخْيَا وَمَحَثَ وَبَنَايَا. وَقَدِ اخْتَارَ المَلِكُ حَزَقِيَّا وَعَزَرْيَا المَسؤُولُ عَنْ بَيْتِ اللهِ هَؤُلَاءِ الرِّجَالَ.

14 وَكَانَ قُورِي بْنُ يَمْنَةَ اللَّاوِي هُوَ البَوَّابُ المَسؤُولُ عَنِ البَوَّابَةِ الشَّرقِيَّةِ. وَأُوْكِلَتْ إلَى قُورِي مَهَمَّةُ الإشْرَافِ عَلَى التَقْدِمَاتِ الِاخْتِيَارِيَّةِ للهِ، وَتَوْزِيعِ التَّقدِمَاتِ المُخَصَّصَةِ لِخُدَّامِ اللهِ وَالتَّبَرُّعَاتِ المُقَدَّسَةِ. 15 وَكَانَ تَحْتَ إمرَتِهِ عَدَنُ وَمُنْيَامِنُ وَيَشُوعُ وَشِمْعِيَا وَأمَرْيَا وَشَكُنْيَا الَّذِينَ سَاعَدُوهُ بِأمَانَةٍ، فِي المُدُنِ الَّتِي يَسْكُنُهَا الكَهَنَةُ. فَوَزَّعُوا هَذِهِ الأشْيَاءَ عَلَى أقرِبَائِهِمْ فِي كُلِّ فِرقَةٍ مِنْ فِرَقِ الكَهَنَةِ بِالتَّسَاوِي كِبَارًا وَصِغَارًا.

16 وَأعْطَوْا حِصَّةً لِلذُّكُورِ مِنَ ابنِ ثَلَاثِ سَنَوَاتٍ فَمَا فَوقُ مِنَ الَّذِينَ سُجِّلَتْ أسمَاؤُهُمْ فِي سِجِلِّ مَوَالِيدِ اللَّاوِيِّينَ. وَكَانَ عَلَى كُلِّ هَؤُلَاءِ الذُّكُورِ أنْ يَدْخُلُوا بَيْتَ اللهِ لِلخِدْمَةِ اليَوْمِيَّةِ لِلقِيَامِ بِوَاجِبَاتِهِمْ. فَكَانَ لِكُلِّ فِرقَةٍ مِنَ اللَّاوِيِّينَ مَسؤُولِيَّتُهَا الخَاصَّةُ. 17 وَأُعْطِيَ الكَهَنَةُ حِصَّةً مِنْ هَذِهِ العَطَايَا، حَسَبَ عَائِلَاتِهِمْ وَطَرِيقَةِ تَسْجِيلهِمْ فِي نَسَبِ المَوَالِيدِ. وَأُعْطِيَ أيْضًا اللَّاوِيُّونَ مِنَ الَّذِينَ بَلَغُوا عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوقُ حِصَّةً مِنْ هَذِه العَطَايَا، حَسَبَ مَسؤُولِيَّاتِهمْ وَحَسَبَ فِرَقِهِمْ. 18 وَتَمَّ تَسْجِيلُ الكَهَنَةِ مَعَ أطْفَالِهِمْ وَزَوْجَاتِهِمْ وَأبْنَائِهِمْ وَبَنَاتِهِمْ جَمِيعًا، لِأنَّهُمْ كَانُوا طَاهِرِينَ دَائِمًا وَمُسْتَعِدِّينَ لِلخِدْمَةِ.

19 وَكَانَ مِنْ نَسْلِ هَارُونَ بَعْضُ الكَهَنَةِ يَسْكُنُونَ فِي حُقُولٍ أوْ مُدُنٍ قُرْبَ مُدُنِ اللَّاوِيِّينَ. فَتَمَّ تَحْدِيدُ رِجَالٍ بِالِاسْمِ مِنْ كُلِّ مَدِينَةٍ مِنْ هَذِهِ المُدُنِ لِتَوْزِيعِ حِصَصِ هَذِهِ العَطَايَا عَلَى جَمِيعِ الذُّكُورِ مِنْ عَائِلَاتِ الكَهَنَةِ، وَجَمِيعِ المُسَجَّلَينَ فِي سِجِلِّ أنْسَابِ اللَّاوِيِّينَ.

20 وَهَكَذَا عَمِلَ المَلِكُ حَزَقِيَّا كُلَّ هَذِهِ الأُمُورِ الصَّالِحَةِ فِي يَهُوذَا. عَمِلَ كُلَّ مَا هُوَ صَوَابٌ وَكُلَّ مَا هُوَ مُرْضٍ لِإلَهِهِ. 21 وَقَدْ عَمِلَ بِكُلِّ قَلْبِهِ كُلِّ مَا عَمِلَهُ فِي خِدْمَةِ بَيْتِ اللهِ، وَفِي طَاعَةِ الشَّرِيعَةِ وَالوَصَايَا، وَفِي اتِّبَاعِ إلَهِهِ، فَنَجَحَ.

المَلكُ سَنْحَارِيبُ يُضَايِقُ حَزَقِيَّا

32 بَعْدَ كُلِّ هَذِهِ الأعْمَالِ الَّتِي عَمِلَهَا حَزَقِيَّا بِأمَانَةٍ، جَاءَ سَنْحَارِيبُ وَجَيْشُهُ إلَى يَهُوذَا، وَحَاصَرَ المُدُنَ المُحَصَّنَةَ بِهَدَفِ أنْ يَهْزِمَهَا وَيَسْتَوليَ عَلَيْهَا. وَأدرَكَ حَزَقِيَّا أنَّ سَنحَارِيبَ قَدْ أتَى نَاوِيًا مُهَاجَمَةَ القُدْسِ. فَتَحَدَّثَ حَزَقِيَّا مَعَ كِبَارِ مَسؤُولِيهِ وَقَادَةِ الجَيْشِ. فَاتَّفَقَ الجَمِيعُ عَلَى طَمِّ مِيَاهِ اليَنَابِيعِ خَارِجَ المَدِينَةِ. فَسَاعَدَ هَؤُلَاءِ المَسؤُولُونَ وَقَادَةُ الجَيْشِ حَزَقِيَّا. وَتَجَمَّعَ جُمهُورٌ كَبِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَطَمُّوا اليَنَابِيعَ وَالجدْوَلَ المُتَدَفِّقَ إلَى وَسَطِ البَلَدِ وَقَالُوا: «لَا نُرِيدُ أنْ يَجِدَ مَلِكُ أشُّورَ مَاءً كَثِيرًا عِنْدَمَا يَصِلُ إلَى هُنَا!» وَحَصَّنَ حَزَقِيَّا القُدْسَ. فَأعَادَ بِنَاءَ الأجزَاءِ المُتَهَدِّمَةِ مِنَ السُّورِ. وَبَنَى أبرَاجًا عَلَى الأسوَارِ. وَبَنَى أيْضًا سُورًا آخَرَ خَارِجَ السُّورِ الأوَّلِ. وَحَصَّنَ القِلَاعَ عَلَى الجَانِبِ الشَّرقِيِّ فِي الجُزءِ القَديمِ مِنَ القُدْسِ. وَصَنَعَ أسلِحَةً وَتُرُوسًا كَثِيرَةً. وَعَيَّنَ حَزَقِيَّا ضُبَّاطَ حَرْبٍ لِيَكُونُوا مَسؤُولِينَ عَنِ الشَّعْبِ. وَاجتَمَعَ بِهِمْ فِي السَّاحَةِ المَفتُوحَةِ قُرْبَ بَوَّابَةِ المَدِينَةِ. وَكَلَّمَهُمْ حَزَقِيَّا وَشَجَّعَهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ: «كُونُوا أقوِيَاءَ وَشُجعَانًا. وَلَا تَخَافُوا مِنْ مَلِكِ أشُّورَ أوْ تَقْلَقُوا بِسَبَبِ الجَيْشِ الكَبِيرِ الَّذِي مَعَهُ. فَإنَّ مَا مَعَنَا مِنْ قُوَّةٍ يَفُوقُ مَا مَعَ مَلِكِ أشُّورَ! فَلَيْسَ لَدَى مَلِكِ أشُّورَ إلَّا بَشَرٌ. أمَّا نَحْنُ فَإلَهُنَا مَعَنَا. وَهُوَ سَيُعِينُنَا، وَيُحَارِبُ عَنَّا مَعَارِكَنَا!» فَاسْتَمَدَّ الشَّعْبُ شَجَاعَةً وَقُوَّةً مِنْ كَلَامِ حَزَقِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا.

وَكَانَ سَنحَارِيبُ وَكُلُّ جَيْشِهِ مُخَيِّمِينَ قُرْبَ مَدِينَةِ لَخِيشَ يَنْوُونَ اقتِحَامَهَا. فَأرْسَلَ سَنحَارِيبُ خُدَّامَهُ إلَى حَزَقِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا وَإلَى كُلِّ شَعْبِ يَهُوذَا فِي القُدْسِ فَقَالُوا:

10 «هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ سَنحَارِيبُ مَلِكُ أشُّورَ: مَا الَّذِي تَتَّكِلُونَ عَلَيْهِ، لَكَي تَحْتَمِلُوا الحِصَارَ فِي القُدْسِ؟ 11 اعلَمُوا أنَّ حَزَقِيَّا يُضِلُّكُمْ وَيَخْدَعُكُمْ، وَهُوَ يُرِيدُ أنْ يُغوِيَكُمْ لِكَي تَبْقُوا فِي القُدْسِ لِتَمُوتُوا جُوعًا وَعَطَشًا بِقَولِهِ لَكُمْ: ‹سَيُنقِذُنَا إلَهُنَا مِنْ مَلِكِ أشُّورَ.› 12 وَحَزَقِيَّا هُوَ نَفْسُهُ الَّذِي نَزَعَ المُرْتَفَعَاتِ وَالمَذَابِحَ. وَأمَرَكُمْ يَا أهْلَ يَهُوذَا وَالقُدْسِ بِأنْ تَعْبُدُوا وَتُحرِقُوا بَخُورًا عَلَى مَذْبَحٍ وَاحِدٍ فَقَطْ. 13 أنْتُمْ تَعْلَمُونَ مَا فَعَلنَاهُ أنَا وَآبَائِي بِكُلِّ شُعُوبِ البُلْدَانِ الأُخرَى. لَمْ تَسْتَطِعْ آلِهَةُ تِلْكَ البُلدَانِ أنْ تُنقِذَ شُعُوبَهَا. وَلَمْ تَسْتَطِعْ أنْ تَمْنَعَنِي مِنَ القَضَاءِ عَلَيْهَا. 14 أيَّةُ آلِهَةٍ استَطَاعَتْ أنْ تُنقِذَ شَعْبَهَا مِنْ آبَائِي الَّذِينَ قَضَوْا عَلَيْهِمْ؟ وَأيَّةُ آلِهَةٍ استَطَاعَتْ أنْ تُنقِذَ شَعْبَهَا مِنِّي؟ فَكَيْفَ تَتَوَقَّعُونَ أنْ يُنْقِذَكُمْ إلَهُكُمُ الوَاحِدُ مِنْ يَدِي؟ 15 لَا تَدَعُوا حَزَقِيَّا يَخدْعُكُمْ أوْ يُضِلُّكُمْ. لَا تُصَدِّقُوهُ لِأنَّهُ مَا مِنْ إلَهِ أُمَّةٍ أوْ مَملَكَةٍ استَطَاعَ يَومًا أنْ يَحْمِيَ شَعْبَهُ مِنِّي أوْ مِنْ آبَائِي. فَلَا تَتَوَهَّمُوا أنَّ إلَهَكُمْ يَقْدِرُ عَلَى مَنعِي مِنَ القَضَاءِ عَلَيْكُمْ.»

16 وَتَكَلَّمَ خُدَّامُ مَلِكِ أشُّورَ بِمَزِيدٍ مِنَ الشَّرِّ وَالتَّجْدِيفِ عَلَى اللهِ وَخَادِمِهِ حَزَقِيَّا. 17 وَكَتَبَ مَلِكُ أشُّورَ أيْضًا رَسَائِلَ فِيهَا ازْدِرَاءٌ وَإهَانَةٌ للهِ، إلَهِ إسْرَائِيلَ، يَقُولُ فِيهَا: «لَمْ تَسْتَطِعْ آلِهَةُ الشُّعُوبِ الأُخرَى أنْ تَمْنَعَنِي مِنَ القَضَاءِ عَلَى شُعُوبِهَا. كَذَلِكَ لَا يَسْتَطِيعُ إلَهُ حَزَقِيَّا أنْ يُنْقِذَ شَعْبَهُ مِنِّي.» 18 ثُمَّ نَادَى خُدَّامُ مَلِكِ أشُّورَ بِصَوْتٍ عَالٍ عَلَى أهْلِ القُدْسِ الَّذِينَ كَانُوا عَلَى سُورِ المَدِينَةِ. وَكَلَّمُوهُمْ بِالعِبْرِيَّةِ. أرَادُوا أنْ يُرهِبُوهُمْ لِيَتَمَكَّنُوا مِنَ الِاسْتِيلَاءِ عَلَى مَدِينَةِ القُدْسِ. 19 وَجَّهَ خُدَّامُ المَلِكِ إهَانَاتٍ لِإلَهِ القُدْسِ بِالطَّرِيقَةِ نَفسِهَا الَّتِي وَجَّهُوا فِيهَا إهَانَاتٍ لِآلِهَةِ الأُمَمِ الأُخرَى الَّتِي خَلَقَهَا النَّاسُ بِأيدِيهِمْ.

20 فَصَلَّى المَلِكُ حَزَقِيَّا وَالنَّبِيُّ إشَعْيَاءُ بْنُ آمُوصَ بِشَأنِ هَذَا الأمْرِ، وَصَرَخُوا إلَى إلَهِ السَّمَاءِ. 21 فَأرْسَلَ اللهُ مَلَاكًا إلَى مُخَيَّمِ مَلِكِ أشُّورَ. فَقَتَلَ المَلَاكُ جَمِيعَ الجُنُودِ وَالقَادَةِ وَالضُّبَّاطِ فِي الجَيْشِ الأشُّورِيِّ. فَرَجِعَ مَلِكُ أشُّورَ إلَى وَطَنِهِ بِالخَيبَةِ وَالخِزْيِّ. فَدَخَلَ إلَى هَيْكَلِ إلَهِهِ، وَقَتَلَهُ بَعْضُ أوْلَادِهِ بِالسَّيْفِ. 22 وَهَكَذَا أنقَذَ اللهُ حَزَقِيَّا وَالشَّعْبَ فِي القُدْسِ مِنْ يَدِ سَنحَارِيبَ مَلِكِ أشُّورَ وَمِنْ جَمِيعِ أعْدَائِهِ، وَأعْطَاهُمْ رَاحَةً مِنْ كُلِّ جَانِبٍ. 23 فَأحضَرَ كَثِيرُونَ عَطَايَا للهِ فِي القُدْسِ، وَهَدَايَا ثَمِينَةً لِحَزَقِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا. وَمِنْ ذَلِكَ الوَقْتِ صَارَتِ الشُّعُوبُ كُلُّهَا تَحْسِبُ لِحَزَقِيَّا حِسَابًا.

مَرَضُ حَزَقِيَّا وآخِرُ أيَّامِه

24 وَفِي تِلْكَ الأيَّامِ مَرِضَ حَزَقِيَّا وَقَارَبَ المَوْتَ. فَصَلَّى إلَى اللهِ. فَكَلَّمَ اللهُ حَزَقِيَّا وَأعْطَاهُ عَلَامَةً. 25 لَكِنَّ قَلْبَ حَزَقِيَّا تَكَبَّرَ، فَلَمْ يَسْتَجِبِ استِجَابَةً لَائقَةً بِنِعْمَةِ اللهِ عَلَيْهِ. فَحَلَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى حَزَقِيَّا وَعَلَى أهْلِ يَهُوذَا وَالقُدْسِ. 26 فَتَوَاضَعَ حَزَقِيَّا وَتَابَ عَنْ كِبريَاءِ قَلْبِهِ، هُوَ وَأهْلُ القُدْسِ مَعَهُ، فَلَمْ يَأْتِ عَلَيْهِمْ غَضَبُ اللهِ طَوَالَ حَيَاةِ حَزَقِيَّا.

27 وَكَانَ لِحَزَقِيَّا ثَروَةٌ وَكَرَامَةٌ كَبِيرَتَانِ جِدًّا. فَصَنَعَ خَزَائِنَ لِحِفظِ الفِضَّةِ وَالذَّهَبِ وَالأحجَارِ الكَرِيمَةِ وَالأطيَابِ وَالتُّرُوسِ وَكُلِّ الأشْيَاءِ الثَّمِينَةِ. 28 وَكَانَتْ لَدَيهِ مَخَازِنُ لِلقَمْحِ وَالنَّبِيذِ وَالزَّيْتِ الَّتِي كَانَ الشَّعْبُ يُرسِلُهَا إلَيْهِ، وَحَظَائِرُ لِلحَيَوَانَاتِ وَالمَاشِيَةِ المُختَلِفَةِ. 29 وَبَنَى حَزَقِيَّا أيْضًا مُدُنًا كَثِيرَةً، وَكَانَ لَدَيهِ قُطعَانٌ كَثِيرَةٌ مِنَ الغَنَمِ وَالبَقَرِ، لِأنَّ اللهَ أغنَاهُ كَثِيرًا جِدًّا.

30 وَحَزَقِيَّا هُوَ الَّذِي سَدَّ المَنْبَعَ العُلوِيَّ لِمِيَاهِ يُنْبُوعِ جِيحُونَ فِي القُدْسِ، وَجَعَلَ هَذِهِ المِيَاهَ تَجْرِي مُبَاشَرَةً إلَى الجَانِبِ الغَربِيِّ مِنْ مَدِينَةِ دَاوُدَ.[c] فَوَفَّقَهُ اللهُ فِي كُلِّ مَا عَمِلَ. 31 وَأرْسَلَ أحَدُ قَادَةِ بَابِلَ رُسُلًا إلَى حَزَقِيَّا. وَسَألُوهُ عَنِ الأُمُورِ العَجِيبةِ العَظِيمَةِ الَّتِي حَدَثَتْ فِي بَلَدِهِ. فَلَمَّا جَاءُوا، تَرَكَهُ اللهُ وَحْدَهُ لِيَمْتَحِنَهُ وَلِيَعْرِفَ كُلَّ مَا فِي قَلْبِهِ.

32 أمَّا بَقِيَّةُ أعْمَالِ حَزَقِيَّا، وَإنجَازَاتِهِ الصَّالِحَةِ، فَهِيَ مُدُوَّنَةٌ فِي كِتَابِ رُؤيَا إشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ، وَفِي كِتَابِ تَارِيخِ مُلُوكِ يَهُوذَا وَإسْرَائِيلَ.

33 وَمَاتَ حَزَقِيَّا وَدُفِنَ مَعَ آبَائِهِ. دَفَنَهُ الشَّعْبُ عَلَى التَّلَّةِ حَيْثُ قُبُورُ آبَائِهِ، أبْنَاءِ دَاوُدَ. فَأكرَمَهُ جَمِيعُ أهْلِ يَهُوذَا وَسُكَّانُ القُدْسِ. وَخَلَفَهُ ابْنُهُ مَنَسَّى فِي الحُكْمِ.

Footnotes

  1. 30‏:1 فِصْح أيْ «عُبُور.» وَهُوَ ذِكْرَى خروج بَنِي إسْرَائيِل من العبوديَّةِ فِي مصر. يحتفل به اليهودُ فِي الرَّبيِع ويتنَاولون ذَبيِحَةً خَاصَّة. انْظُرْ تَثْنِيَة 16‏:1‏-6. ويرتبط ذلك عند المَسِيحيِّين بِمَوْتِ المسيح وقيَامته. انْظُرْ 1 كورنثوس 5‏:7. (أيْضًا فِي بقِيَّةِ هَذَا الفصل)
  2. 31‏:1 فِصْح أيْ «عُبُور.» وَهُوَ ذِكْرَى خروج بَنِي إسْرَائيِل من العبوديَّةِ فِي مصر. يحتفل به اليهودُ فِي الرَّبيِع ويتنَاولون ذَبيِحَةً خَاصَّة. انْظُرْ تَثْنِيَة 16‏:1‏-6. ويرتبط ذلك عند المَسِيحيِّين بِمَوْتِ المسيح وقيَامته. انْظُرْ 1 كورنثوس 5‏:7.
  3. 32‏:30 مَدِينَةُ دَاوُد هِيَ مَدِينَةُ القُدْسِ، خَاصّةً الجُزْء الجَنُوبِيّ من المدينة.