مِنْ بُطْرُسَ، رَسُولِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ إِلَى الْمُشَتَّتِينَ الْمُغْتَرِبِينَ فِي بِلادِ بُنْطُسَ وَغَلاطِيَّةَ وَكَبَّدُوكِيَّةَ وَآسِيَّا وَبِيثِينِيَّةَ، أُولئِكَ الَّذِينَ اخْتَارَهُمُ اللهُ الآبُ بِحَسَبِ عِلْمِهِ السَّابِقِ ثُمَّ قَدَّسَهُمْ بِالرُّوحِ لِيُطِيعُوا يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَيَطْهُرُوا بِرَشِّ دَمِهِ عَلَيْهِمْ.

لِيَكُنْ لَكُمُ الْمَزِيدُ مِنَ النِّعْمَةِ وَالسَّلامِ.

تسبيح الله لأجل الرجاء الحي

تَبَارَكَ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، فَمِنْ فَرْطِ رَحْمَتِهِ الْعَظِيمَةِ وَلَدَنَا وِلادَةً ثَانِيَةً، مَلِيئَةً بِالرَّجَاءِ عَلَى أَسَاسِ قِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ، وَإِرْثاً لَا يَفْنَى وَلا يَفْسُدُ وَلا يَزُولُ، مَحْفُوظاً لَكُمْ فِي السَّمَاوَاتِ. فَإِنَّكُمْ مَحْفُوظُونَ بِقُدْرَةِ اللهِ الْعَامِلَةِ مِنْ خِلالِ إِيمَانِكُمْ، إِلَى أَنْ تَفُوزُوا بِالْخَلاصِ النِّهَائِيِّ الْمُعَدِّ لَكُمْ، الَّذِي سَوْفَ يَتَجَلَّى فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ. وَهَذَا يَدْعُوكُمْ إِلَى الابْتِهَاجِ، مَعَ أَنَّهُ لابُدَّ لَكُمُ الآنَ مِنَ الْحُزْنِ فَتْرَةً قَصِيرَةً تَحْتَ وَطْأَةِ التَّجَارِبِ الْمُتَنَوِّعَةِ! إِلّا أَنَّ غَايَةَ هذِهِ التَّجَارِبِ هِيَ اخْتِبَارُ حَقِيقَةِ إِيمَانِكُمْ. فَكَمَا تَخْتَبِرُ النَّارُ الذَّهَبَ وَتُنَقِّيهِ، تَخْتَبِرُ التَّجَارِبُ حَقِيقَةَ إِيمَانِكُمْ، وَهُوَ أَثْمَنُ جِدّاً مِنَ الذَّهَبِ الْفَانِي. وَهكَذَا، يَكُونُ إِيمَانُكُمْ مَدْعَاةَ مَدْحٍ وَإِكْرَامٍ وَتَمْجِيدٍ لَكُمْ، عِنْدَمَا يَعُودُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ ظَاهِراً بِمَجْدِهِ. أَنْتُمْ لَمْ تَرَوْا الْمَسِيحَ، وَلكِنَّكُمْ تُحِبُّونَهُ. وَمَعَ أَنَّكُمْ لَا تَرَوْنَهُ الآنَ، فَأَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِهِ وَتَبْتَهِجُونَ بِفَرَحٍ مَجِيدٍ يَفُوقُ الْوَصْفَ. إِذْ تَبْلُغُونَ هَدَفَ إِيمَانِكُمْ، وَهُوَ خَلاصُ نُفُوسِكُمْ. 10 وَكَمْ فَتَّشَ الأَنْبِيَاءُ قَدِيماً وَبَحَثُوا عَنْ هَذَا الْخَلاصِ! فَهُمْ تَنَبَّأُوا عَنْ نِعْمَةِ اللهِ الَّتِي كَانَ قَدْ أَعَدَّهَا لَكُمْ أَنْتُمْ، 11 وَاجْتَهَدُوا لِمَعْرِفَةِ الزَّمَانِ وَالأَحْوَالِ الَّتِي كَانَ يُشِيرُ إِلَيْهَا رُوحُ الْمَسِيحِ الَّذِي كَانَ عَامِلاً فِيهِمْ، عِنْدَمَا شَهِدَ لَهُمْ مُسْبَقاً بِمَا يَنْتَظِرُ الْمَسِيحَ مِنْ آلامٍ، وَبِمَا يَأْتِي بَعْدَهَا مِنْ أَمْجَادٍ. 12 وَلَكِنَّ اللهَ أَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنَّ اجْتِهَادَهُمْ لَمْ يَكُنْ لِمَصْلَحَتِهِمْ هُمْ، بَلْ لِمَصْلَحَتِكُمْ أَنْتُمْ. فَقَدْ كَانَ ذَلِكَ مِنْ أَجْلِ الْبِشَارَةِ الَّتِي نَقَلَهَا إِلَيْكُمْ فِي الزَّمَانِ الْحَاضِرِ مُبَشِّرُونَ يُؤَيِّدُهُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ الْمُرْسَلُ مِنَ السَّمَاءِ. وَيَالَهَا مِنْ أُمُورٍ يَتَمَنَّى حَتَّى الْمَلائِكَةُ أَنْ يَطَّلِعُوا عَلَيْهَا!

13 لِذَلِكَ اجْعَلُوا أَذْهَانَكُمْ مُتَنَبِّهَةً دَائِماً، وَتَيَقَّظُوا، وَعَلِّقُوا رَجَاءَكُمْ كُلَّهُ عَلَى النِّعْمَةِ الَّتِي سَتَكُونُ مِنْ نَصِيبِكُمْ عِنْدَمَا يَعُودُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ ظَاهِراً بِمَجْدِهِ!

كونوا قديسين

14 وَبِمَا أَنَّكُمْ صِرْتُمْ أَوْلاداً لِلهِ مُطِيعِينَ لَهُ، فَلا تَعُودُوا إِلَى مُجَارَاةِ الشَّهَوَاتِ الَّتِي كَانَتْ تُسَيْطِرُ عَلَيْكُمْ سَابِقاً فِي أَيَّامِ جَهْلِكُمْ. 15 وَإِنَّمَا اسْلُكُوا سُلُوكاً مُقَدَّساً فِي كُلِّ أَمْرٍ، مُقْتَدِينَ بِالْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، 16 لأَنَّهُ قَدْ كُتِبَ: «كُونُوا قِدِّيسِينَ، لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ!»

17 وَمَا دُمْتُمْ تَعْتَرِفُونَ بِاللهِ أَباً لَكُمْ، وَهُوَ يَحْكُمُ عَلَى كُلِّ إِنْسَانٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ دُونَ انْحِيَازٍ، فَاسْلُكُوا فِي مَخَافَتِهِ مُدَّةَ إِقَامَتِكُمُ الْمُؤَقَّتَةِ عَلَى الأَرْضِ. 18 وَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ دَفَعَ الْفِدْيَةَ لِيُحَرِّرَكُمْ مِنْ سِيرَةِ حَيَاتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي أَخَذْتُمُوهَا بِالتَّقْلِيدِ عَنْ آبَائِكُمْ. وَهَذِهِ الْفِدْيَةُ لَمْ تَكُنْ شَيْئاً فَانِياً كَالْفِضَّةِ أَوِ الذَّهَبِ، 19 بَلْ كَانَتْ دَماً ثَمِيناً، دَمَ الْمَسِيحِ، ذَلِكَ الْحَمَلِ الطَّاهِرِ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ عَيْبٌ وَلا دَنَسٌ! 20 وَمَعَ أَنَّ اللهَ كَانَ قَدْ عَيَّنَهُ لِهَذَا الْغَرَضِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، فَهُوَ لَمْ يُعْلِنْهُ إِلّا فِي هَذَا الزَّمَنِ الأَخِيرِ لِفَائِدَتِكُمْ 21 أَنْتُمُ الَّذِينَ بِوَاسِطَةِ الْمَسِيحِ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الْمَوْتِ وَأَعْطَاهُ الْمَجْدَ، حَتَّى يَكُونَ اللهُ غَايَةَ إِيمَانِكُمْ وَرَجَائِكُمْ. 22 وَإِذْ قَدْ خَضَعْتُمْ لِلْحَقِّ، فَتَطَهَّرَتْ نُفُوسُكُمْ وَصِرْتُمْ قَادِرِينَ أَنْ تُحِبُّوا الآخَرِينَ مَحَبَّةً أَخَوِيَّةً لَا رِيَاءَ فِيهَا، أَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً مَحَبَّةً شَدِيدَةً صَادِرَةً مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ! 23 فَأَنْتُمْ قَدْ وُلِدْتُمْ وِلادَةً ثَانِيَةً لَا مِنْ زَرْعٍ بَشَرِيٍّ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لَا يَفْنَى: بِكَلِمَةِ اللهِ الْحَيَّةِ الْبَاقِيَةِ إِلَى الأَبَدِ. 24 فَإِنَّ الْحَيَاةَ الْبَشَرِيَّةَ كَالْعُشْبِ، وَمَجْدَهَا كُلَّهُ كَزَهْرِ الْعُشْبِ. وَلابُدَّ أَنْ تَفْنَى كَمَا يَيْبَسُ الْعُشْبُ وَيَسْقُطُ زَهْرُهُ! 25 أَمَّا كَلِمَةُ الرَّبِّ فَتَبْقَى ثَابِتَةً إِلَى الأَبَدِ، وَهِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي وَصَلَتْ بِشَارَتُهَا إِلَيْكُمْ!

لِذَلِكَ، تَخَلَّصُوا مِنْ كُلِّ أَثَرٍ لِلشَّرِّ وَالْخِدَاعِ وَالرِّيَاءِ وَالْحَسَدِ وَالذَّمِّ. وَكَأَطْفَالٍ مَوْلُودِينَ حَدِيثاً، تَشَوَّقُوا إِلَى اللَّبَنِ الرُّوحِيِّ النَّقِيِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِهِ إِلَى أَنْ تَبْلُغُوا النَّجَاةَ، إِنْ كُنْتُمْ حَقّاً قَدْ تَذَوَّقْتُمْ أَنَّ الرَّبَّ طَيِّبٌ!

حجارة حية وشعب مختار

فَأَنْتُمْ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَيْهِ، بِاعْتِبَارِهِ الحَجَرَ الحَيَّ الَّذِي رَفَضَهُ النَّاسُ، وَاخْتَارَهُ اللهُ، وَهُوَ ثَمِينٌ عِنْدَهُ. إِذَنِ اتَّحِدُوا بِهِ كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ، مَبْنِيِّينَ بَيْتاً رُوحِيًّا، تَكُونُونَ فِيهِ كَهَنَةً مُقَدَّسِينَ تُقَدِّمُونَ لِلهِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةً مَقْبُولَةً لَدَيْهِ بِفَضْلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. وَكَمَا يَقُولُ الْكِتَابُ: «هَا أَنَا أَضَعُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرَ زَاوِيَةٍ، مُخْتَاراً وَثَمِيناً. الَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ، لَا يَخِيبُ!» فَإِنَّ هَذَا الْحَجَرَ هُوَ ثَمِينٌ فِي نَظَرِكُمْ، أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ بِهِ. أَمَّا بِالنِّسْبَةِ إِلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ، «فَالْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ صَارَ هُوَ الْحَجَرَ الأَسَاسَ رَأْسَ زَاوِيَةِ الْبَيْتِ»، كَمَا أَنَّهُ هُوَ «الْحَجَرُ الَّذِي يَصْطَدِمُونَ بِهِ، وَالصَّخْرَةُ الَّتِي يَسْقُطُونَ عَلَيْهَا!» وَهُمْ يَسْقُطُونَ لأَنَّهُمْ يَرْفُضُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا بِالْكَلِمَةِ. فَإِنَّ سُقُوطَهُمْ أَمْرٌ حَتْمِيٌّ! وَأَمَّا أَنْتُمْ، فَإِنَّكُمْ تُشَكِّلُونَ جمَاعَةَ كَهَنَةٍ مُلُوكِيَّةً، وَسُلالَةً اخْتَارَهَا اللهُ، وَأُمَّةً كَرَّسَهَا لِنَفْسِهِ، وَشَعْباً امْتَلَكَهُ. وَذَلِكَ لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الرَّبِّ، الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظَّلامِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ! 10 فَإِنَّكُمْ فِي الْمَاضِي لَمْ تَكُونُوا شَعْباً؛ أَمَّا الآنَ، فَأَنْتُمْ «شَعْبُ اللهِ وَقَدْ كُنْتُمْ سَابِقاً لَا تَتَمَتَّعُونَ بِرَحْمَةِ اللهِ، أَمَّا الآنَ، فَإِنَّكُمْ تَتَمَتَّعُونَ بِها!»

الحياة التقية في مجتمع وثني

11 أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، مَا أَنْتُمْ إِلّا غُرَبَاءُ تَزُورُونَ الأَرْضَ زِيَارَةً عَابِرَةً. لِذَلِكَ أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَنْ تَبْتَعِدُوا عَنِ الشَّهَوَاتِ الْجَسَدِيَّةِ الَّتِي تُصَارِعُ النَّفْسَ. 12 وَلْيَكُنْ سُلُوكُكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ سُلُوكاً حَسَناً. فَمَعَ أَنَّهُمْ يَتَّهِمُونَكُمْ زُوراً بِأَنَّكُمْ تَفْعَلُونَ الشَّرَّ، فَحِينَ يُلاحِظُونَ أَعْمَالَكُمُ الصَّالِحَةَ يُمَجِّدُونَ اللهَ يَوْمَ يَفْتَقِدُهُمْ.

13 فَإِكْرَاماً لِلرَّبِّ، اخْضَعُوا لِكُلِّ نِظَامٍ يُدِيرُ شُؤُونَ النَّاسِ: لِلْمَلِكِ، بِاعْتِبَارِهِ صَاحِبَ السُّلْطَةِ الْعُلْيَا، 14 وَلِلْحُكَّامِ، بِاعْتِبَارِهِمْ مُمَثِّلِي الْمَلِكِ الَّذِينَ يُعَاقِبُونَ الْمُذْنِبِينَ وَيَمْدَحُونَ الصَّالِحِينَ. 15 فَإِنَّ هَذِهِ هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: أَنْ تَفْعَلُوا الْخَيْرَ دَائِماً، فَتُفْحِمُوا جَهَالَةَ النَّاسِ الأَغْبِيَاءِ! 16 تَصَرَّفُوا كَأَحْرَارٍ حَقّاً، لَا كَالَّذِينَ يَتَّخِذُونَ مِنَ الْحُرِّيَّةِ سِتَاراً لارْتِكَابِ الشَّرِّ بَلْ بِاعْتِبَارِ أَنَّكُمْ عَبِيدٌ لِلهِ. 17 أَكْرِمُوا جَمِيعَ النَّاسِ. أَحِبُّوا الإِخْوَةَ. خَافُوا اللهَ. أَكْرِمُوا الْمَلِكَ.

الاقتداء بالمسيح

18 أَيُّهَا الْخَدَمُ، اخْضَعُوا لِسَادَتِكُمْ بِاحْتِرَامٍ لائِقٍ. لَيْسَ لِلسَّادَةِ الصَّالِحِينَ الْمُتَرَفِّقِينَ فَقَطْ، بَلْ لِلظَّالِمِينَ الْقُسَاةِ أَيْضاً! 19 فَمَا أَجْمَلَ أَنْ يَتَحَمَّلَ الإِنْسَانُ الأَحْزَانَ حِينَ يَتَأَلَّمُ مَظْلُوماً، بِدَافِعٍ مِنْ ضَمِيرِهِ الْخَاضِعِ لِلهِ! 20 فَبِالْحَقِيقَةِ، أَيُّ مَجْدٍ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَصْبِرُونَ وَأَنْتُمْ تَتَحَمَّلُونَ قَصَاصَ أَخْطَائِكُمْ؟ لَا فَضْلَ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ إِلّا إِذَا تَحَمَّلْتُمُ الآلامَ صَابِرِينَ، وَأَنْتُمْ تَفْعَلُونَ الصَّوَابَ. 21 لأَنَّ اللهَ دَعَاكُمْ إِلى الاشْتِرَاكِ فِي هَذَا النَّوْعِ مِنَ الآلامِ. فَالْمَسِيحُ، الَّذِي تَأَلَّمَ لأَجْلِكُمْ، هُوَ الْقُدْوَةُ الَّتِي تَقْتَدُونَ بِها. فَسِيرُوا عَلَى آثَارِ خُطْوَاتِهِ: 22 إِنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ خَطِيئَةً وَاحِدَةً، وَلا كَانَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ. 23 وَمَعَ أَنَّهُ أُهِينَ، فَلَمْ يَكُنْ يَرُدُّ الإِهَانَةَ. وَإِذْ تَحَمَّلَ الآلامَ، لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بِالانْتِقَامِ، بَلْ أَسْلَمَ أَمْرَهُ لِلهِ الَّذِي يَحْكُمُ بِالْعَدْلِ. 24 وَهُوَ نَفْسُهُ حَمَلَ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ (عِنْدَمَا مَاتَ مَصْلُوباً) عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ بِالنِّسْبَةِ لِلْخَطَايَا فَنَحْيَا حَيَاةَ الْبِرِّ. وَبِجِرَاحِهِ هُوَ تَمَّ لَكُمُ الشِّفَاءُ، 25 فَقَدْ كُنْتُمْ ضَالِّينَ كَخِرَافٍ ضَائِعَةٍ، وَلَكِنَّكُمْ قَدْ رَجَعْتُمُ الآنَ إِلَى رَاعِي نُفُوسِكُمْ وَحَارِسِهَا!

الزوجات والأزواج

كَذَلِكَ، أَيَّتُهَا الزَّوْجَاتُ، اخْضَعْنَ لأَزْوَاجِكُنَّ. حَتَّى وَإِنْ كَانَ الزَّوْجُ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بِالْكَلِمَةِ، تَجْذِبُهُ زَوْجَتُهُ إِلَى الإِيمَانِ، بِتَصَرُّفِهَا اللّائِقِ دُونَ كَلامٍ، وَذَلِكَ حِينَ يُلاحِظُ سُلُوكَهَا الطَّاهِرَ وَوَقَارَهَا. وَعَلَى الْمَرْأَةِ أَلّا تَتَزَيَّنَ بِالزِّينَةِ الْخَارِجِيَّةَ لإِظْهَارِ جَمَالِهَا، بِضَفْرِ الشَّعْرِ وَالتَّحَلِّي بِالذَّهَبِ وَلُبْسِ الثِّيَابِ الْفَاخِرَةِ. وَإِنَّمَا تَتَزَيَّنُ بِالزِّينَةِ الدَّاخِلِيَّةَ، لِيَكُونَ قَلْبُهَا مُتَزَيِّناً بِرُوحِ الْوَدَاعَةِ وَالْهُدُوءِ. هَذِهِ هِيَ الزِّينَةُ الَّتِي لَا تَفْنَى، وَهِيَ غَالِيَةُ الثَّمَنِ فِي نَظَرِ اللهِ! وَبِهَا كَانَتْ تَتَزَيَّنُ النِّسَاءُ التَّقِيَّاتُ قَدِيماً، فَكَانَتِ الْوَاحِدَةُ مِنْهُنَّ تَتَّكِلُ عَلَى اللهِ وَتَخْضَعُ لِزَوْجِهَا. فَسَارَةُ، مَثَلاً، كَانَتْ تُطِيعُ زَوْجَهَا إِبْرَاهِيمَ وَتَدْعُوهُ «سَيِّدِي». وَالْمُؤْمِنَاتُ اللَّوَاتِي يَقْتَدِينَ بِها، يُثْبِتْنَ أَنَّهُنَّ بَنَاتٌ لَهَا، إِذْ يَتَصَرَّفْنَ تَصَرُّفاً صَالِحاً، فَلا يَخَفْنَ أَيَّ تَهْدِيدٍ.

وَأَنْتُمْ، أَيُّهَا الأَزْوَاجُ، إِذْ تُسَاكِنُونَ زَوْجَاتِكُمْ عَالِمِينَ بِأَنَّهُنَّ أَضْعَفُ مِنْكُمْ، أَكْرِمُوهُنَّ بِاعْتِبَارِهِنَّ شَرِيكَاتٍ لَكُمْ فِي وِرَاثَةِ نِعْمَةِ الْحَيَاةِ، لِكَيْ لَا يَعُوقَ صَلَوَاتِكُمْ شَيْءٌ.

احتمال الآلام في سبيل البر

وَالْخُلاصَةُ، كُونُوا جَمِيعاً مُتَّحِدِينَ فِي الرَّأْيِ، مُتَعَاطِفِينَ بَعْضُكُمْ مَعَ بَعْضٍ، مُبَادِلِينَ أَحَدُكُمُ الآخَرَ الْمَحَبَّةَ الأَخَوِيَّةَ، شَفُوقِينَ، مُتَوَاضِعِينَ. لَا تُبَادِلُوا الشَّرَّ بِشَرٍّ، وَلا الشَّتِيمَةَ بِشَتِيمَةٍ. بَلْ بِالْعَكْسِ: بَارِكُوا، فَتَرِثُوا الْبَرَكَةَ، لأَنَّهُ لِهَذَا دَعَاكُمُ اللهُ. 10 فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَمَتَّعَ بِحَيَاةٍ سَعِيدَةٍ وَأَيَّامٍ طَيِّبَةٍ، فَلْيَمْنَعْ لِسَانَهُ عَنِ الشَّرِّ وَشَفَتَيْهِ عَنْ كَلامِ الْغِشِّ. 11 لِيَتَحَوَّلْ عَنِ الشَّرِّ وَيَفْعَلِ الْخَيْرَ. لِيَطْلُبِ السَّلامَ وَيَسْعَ لِلْوُصُولِ إِلَيْهِ. 12 لأَنَّ الرَّبَّ يَرْعَى الأَبْرَارَ بِعِنَايَتِهِ، وَيَسْتَجِيبُ إِلَى دُعَائِهِمْ. وَلكِنَّهُ يَقِفُ ضِدَّ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الشَّرَّ.

13 مَنْ يُؤْذِيكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُتَحَمِّسِينَ لِلْخَيْرِ؟ 14 وَإِنْ كَانَ لابُدَّ أَنْ تَتَأَلَّمُوا فِي سَبِيلِ الْبِرِّ، فَطُوبَى لَكُمْ! لَا تَخَافُوا مِنْ تَهْدِيدِ الَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُمْ، وَلا تَقْلَقُوا. 15 وَإِنَّمَا كَرِّسُوا الْمَسِيحَ رَبّاً فِي قُلُوبِكُمْ. وَكُونُوا دَائِماً مُسْتَعِدِّينَ لأَنْ تُقَدِّمُوا جَوَاباً مُقْنِعاً لِكُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِي دَاخِلِكُمْ 16 عَلَى أَنْ تَفْعَلُوا ذَلِكَ بِوَدَاعَةٍ وَاحْتِرَامٍ، مُحَافِظِينَ عَلَى طَهَارَةِ ضَمَائِرِكُمْ، سَالِكِينَ فِي الْمَسِيحِ سُلُوكاً صَالِحاً، وَعِنْدَئِذٍ يَخِيبُ الَّذِينَ يُوَجِّهُونَ إِلَيْكُمُ التُّهَمَ الْكَاذِبَةَ ويَشْتُمُونَكُمْ كَأَنَّكُمْ تَفْعَلُونَ شَرّاً. 17 فَإِنْ كَانَ اللهُ يُرِيدُ لَكُمْ أَنْ تَتَأَلَّمُوا، فَمِنَ الأَفْضَلِ أَنْ تَتَأَلَّمُوا وَأَنْتُمْ تَفْعَلُونَ الْخَيْرَ لَا الشَّرَّ.

18 فَإِنَّ الْمَسِيحَ نَفْسَهُ مَاتَ مَرَّةً وَاحِدَةً لِكَيْ يَحُلَّ مُشْكِلَةَ الْخَطَايَا. فَمَعَ أَنَّهُ هُوَ البَارُّ، فَقَدْ تَأَلَّمَ مِنْ أَجْلِنَا نَحْنُ الْمُذْنِبِينَ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ، فَمَاتَ بِجِسْمِهِ الْبَشَرِيِّ، ثُمَّ عَادَ حَيًّا بِالرُّوحِ. 19 بِهَذَا الرُّوحِ نَفْسِهِ، ذَهَبَ وَبَشَّرَ الأَرْوَاحَ السَّجِينَةَ. 20 وَذَلِكَ بَعْدَمَا رَفَضُوا الْبِشَارَةَ فِي أَيَّامِ نُوحٍ، عِنْدَمَا كَانَ اللهُ يَتَأَنَّى صَابِراً طَوَالَ المُدَّةِ الَّتِي كَانَ نُوحٌ يَبْنِي فِيهَا السَّفِينَةَ، الَّتِي نَجَا بِها عَدَدٌ قَلِيلٌ مِنَ النَّاسِ عَبْرَ الْمَاءِ، ثَمَانِيَةُ أَشْخَاصٍ فَقَطْ! 21 وَعَمَلِيَّةُ النَّجَاةِ هَذِهِ مُصَوَّرَةٌ فِي الْمَعْمُودِيَّةِ الَّتِي لَا نَقْصِدُ بِها أَنْ نَغْتَسِلَ مِنْ أَوْسَاخِ أَجْسَامِنَا، بَلْ هِيَ تَعَهُّدُ ضَمِيرٍ صَالِحٍ أَمَامَ اللهِ بِفَضْلِ قِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، 22 الَّذِي انْطَلَقَ إِلَى السَّمَاءِ، وَهُوَ الآنَ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ؛ وَقَدْ جُعِلَتِ الْمَلائِكَةُ وَالسُّلُطَاتُ وَالْقُوَّاتُ (الرُّوحِيَّةُ) خَاضِعَةً لَهُ!

الحياة لله

فَبِمَا أَنَّ الْمَسِيحَ قَدْ تَحَمَّلَ الآلامَ الْجِسْمِيَّةَ لأَجْلِكُمْ، سَلِّحُوا أَنْفُسَكُمْ بِالاسْتِعْدَادِ دَائِماً لِتَحَمُّلِ الآلامِ. فَإِنَّ مَنْ يَتَحَمَّلُ الآلامَ الْجِسْمِيَّةَ، يَكُونُ قَدْ قَاطَعَ الْخَطِيئَةَ. وَغَايَتُهُ أَنْ يَعِيشَ بَقِيَّةَ عُمْرِهِ فِي الْجَسَدِ، مُنْقَاداً لَا لِشْهَوَاتِ النَّاسِ، بَلْ لإِرَادَةِ اللهِ. كَفَاكُمْ ذَلِكَ الزَّمَانُ الْمَاضِي مِنْ حَيَاتِكُمْ، لِتَكُونُوا قَدْ سَلَكْتُمْ سُلُوكَ الْوَثَنِيِّينَ، حِينَ كُنْتُمْ تَعِيشُونَ فِي الدَّعَارَةِ وَالشَّهْوَاتِ وَإِدْمَانِ الْخَمْرِ، وَحَفَلاتِ السُّكْرِ وَالْعَرْبَدَةِ، وَعِبَادَةِ الأَصْنَامِ الْمُحَرَّمَةِ. وَرِفَاقُكُمْ فِي تِلْكَ الْعِيشَةِ سَابِقاً يَسْتَغْرِبُونَ أَنَّكُمْ لَا تَرْكُضُونَ مَعَهُمْ إِلَى فَيْضِ هذِهِ الْخَلاعَةِ، وَيُجَرِّحُونَ سُمْعَتَكُمْ. لكِنَّهُمْ سَوْفَ يُؤَدُّونَ الْحِسَابَ أَمَامَ الْمُسْتَعِدِّ أَنْ يَدِينَ الأَحْيَاءَ وَالأَمْوَاتَ. وَلِهَذَا أُبْلِغَتِ الْبِشَارَةُ إِلَى الأَمْوَاتِ أَيْضاً لِكَيْ يَكُونُوا دَائِماً أَحْيَاءَ بِالرُّوحِ عِنْدَ اللهِ، مَعَ أَنَّ حُكْمَ الْمَوْتِ قَدْ نُفِّذَ بِأَجْسَادِهِمْ، فَمَاتُوا كَغَيْرِهِمْ مِنَ النَّاسِ.

إِنَّ نِهَايَةَ كُلِّ شَيْءٍ قَدْ صَارَتْ قَرِيبَةً. فَتَعَقَّلُوا إِذَنْ، وَكُونُوا مُتَنَبِّهِينَ لِرَفْعِ الصَّلاةِ دَائِماً. لَكِنَّ أَهَمَّ شَيْءٍ هُوَ أَنْ تُبَادِلُوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً الْمَحَبَّةَ الشَّدِيدَةَ. لأَنَّ الْمَحَبَّةَ تَسْتُرُ إِسَاءَاتٍ كَثِيرَةً. وَمَارِسُوا الضِّيَافَةَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ بِلا تَذَمُّرٍ. 10 وَعَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ أَنْ يَخْدِمَ الآخَرِينَ بِالْمَوْهِبَةِ الَّتِي أَعْطَاهُ اللهُ إِيَّاهَا، بِاعْتِبَارِكُمْ وُكَلاءَ صَالِحِينَ مُؤْتَمَنِينَ عَلَى أَنْوَاعٍ مُتَعَدِّدَةٍ مِنَ الْمَوَاهِبِ الَّتِي يَمْنَحُهَا اللهُ بِالنِّعْمَةِ. 11 فَمَنْ يَتَكَلَّمُ، عَلَيْهِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِمَا يُوَافِقُ أَقْوَالَ اللهِ؛ وَمَنْ يَخْدِمُ، عَلَيْهِ أَنْ يَخْدِمَ بِمُوجِبِ الْقُوَّةِ الَّتِي يَمْنَحُهَا اللهُ. وَذَلِكَ لِكَيْ يَتَمَجَّدَ اللهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَةُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ!

التألم من أجل المسيح

12 أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لَا تَسْتَغْرِبُوا نَارَ الاضْطِهَادِ الْمُشْتَعِلَةَ عِنْدَكُمْ لاِخْتِبَارِكُمْ وَكَأَنَّ أَمْراً غَرِيباً قَدْ أَصَابَكُمْ! 13 وَإِنَّمَا افْرَحُوا: لأَنَّكُمْ كَمَا تُشَارِكُونَ الْمَسِيحَ فِي الآلامِ الآنَ، لابُدَّ أَنْ تَفْرَحُوا بِمُشَارَكَتِهِ فِي الابْتِهَاجِ عِنْدَ ظُهُورِ مَجْدِهِ. 14 فَإِذَا لَحِقَتْكُمُ الإِهَانَةُ لأَنَّكُمْ تَحْمِلُونَ اسْمَ الْمَسِيحِ، فَطُوبَى لَكُمْ! لأَنَّ رُوحَ الْمَجْدِ، أَيْ رُوحَ اللهِ، يَسْتَقِرُّ عَلَيْكُمْ. 15 لَا يَكُنْ بَيْنَكُمْ مَنْ يَتَأَلَّمُ عِقَاباً عَلَى شَرٍّ ارْتَكَبَهُ: كَالْقَتْلِ أَوِ السَّرِقَةِ، أَوْ غَيْرِهِمَا مِنَ الْجَرَائِمِ، أَوِ التَّدَخُّلِ فِي شُؤُونِ الآخَرِينَ. 16 وَلَكِنْ إِنْ تَأَلَّمَ أَحَدُكُمْ لأَنَّهُ «مَسِيحِيٌّ»، فَعَلَيْهِ أَلّا يَخْجَلَ، بَلْ أَنْ يُمَجِّدَ اللهَ لأَجْلِ هَذَا الاِسْمِ! 17 حَقّاً إِنَّ الْوَقْتَ قَدْ حَانَ لِيَبْتَدِئَ الْقَضَاءُ بِأَهْلِ بَيْتِ اللهِ. فَإِنْ كَانَ الْقَضَاءُ يَبْدَأُ بِنَا أَوَّلاً، فَمَا مَصِيرُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِإِنْجِيلِ اللهِ؟ 18 وَإِنْ كَانَ الْبَارُّ يَخْلُصُ بِجَهْدٍ، فَمَاذَا يَحْدُثُ لِلشِّرِّيرِ وَالْخَاطِئِ؟ 19 إِذَنْ، عَلَى الَّذِينَ يَتَأَلَّمُونَ وَفْقاً لإِرَادَةِ اللهِ، أَنْ يُسَلِّمُوا أَنْفُسَهُمْ لِلْخَالِقِ الأَمِينِ، وَيُوَاظِبُوا عَلَى عَمَلِ الصَّلاحِ!

للشيوخ والصغار

وَهَذِهِ وَصِيَّتِي إِلَى الشُّيُوخِ الَّذِينَ بَيْنَكُمْ، بِصِفَتِي شَيْخاً رَفِيقاً لَهُمْ، وَشَاهِداً لِآلامِ الْمَسِيحِ، وَشَرِيكاً فِي الْمَجْدِ الَّذِي سَيَتَجَلَّى: ارْعَوْا قَطِيعَ اللهِ الَّذِي بَيْنَكُمْ، كَحُرَّاسٍ لَهُ، لَا بِدَافِعِ الْوَاجِبِ، بَلْ بِدَافِعِ التَّطَوُّعِ، كَمَا يُرِيدُ اللهُ، وَلا رَغْبَةً فِي الرِّبْحِ الدَّنِيءِ، بَلْ رَغْبَةً فِي الْخِدْمَةِ بِنَشَاطٍ. لَا تَتَسَلَّطُوا عَلَى الْقَطِيعِ الَّذِي وَضَعَهُ اللهُ أَمَانَةً بَيْنَ أَيْدِيكُمْ، بَلْ كُونُوا قُدْوَةً لَهُ. وَعِنْدَمَا يَظْهَرُ رَئِيسُ الرُّعَاةِ، تَنَالُونَ إِكْلِيلَ الْمَجْدِ الَّذِي لَا يَفْنَى.

كَذَلِكَ، أَيُّهَا الشَّبَابُ، اخْضَعُوا لِلشُّيُوخِ. الْبَسُوا جَمِيعاً ثَوْبَ التَّوَاضُعِ فِي مُعَامَلَتِكُمْ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ. لأَنَّ اللهَ يُقَاوِمُ الْمُتَكَبِّرِينَ، وَلَكِنَّهُ يُعْطِي الْمُتَوَاضِعِينَ نِعْمَةً. إِذَنْ، تَوَاضَعُوا تَحْتَ يَدِ اللهِ القَدِيرَةِ لِكَيْ يَرْفَعَكُمْ عِنْدَمَا يَحِينُ الْوَقْتُ، وَاطْرَحُوا عَلَيْهِ ثِقْلَ هُمُومِكُمْ كُلِّهَا، لأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ.

تَعَقَّلُوا وَتَنَبَّهُوا. إِنَّ خَصْمَكُمْ إِبْلِيسَ كَأَسَدٍ يَزْأَرُ، يَجُولُ بَاحِثاً عَنْ فَرِيسَةٍ يَبْتَلِعُهَا. فَقَاوِمُوهُ، ثَابِتِينَ فِي الإِيمَانِ. وَاذْكُرُوا أَنَّ إِخْوَتَكُمُ الْمُنْتَشِرِينَ فِي الْعَالَمِ يَجْتَازُونَ وَسَطَ هذِهِ الآلامِ عَيْنِهَا.

10 وَبَعْدَ أَنْ تَتَأَلَّمُوا لِفَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ، فَإِنَّ اللهَ، إِلَهَ كُلِّ نِعْمَةٍ، الَّذِي دَعَاكُمْ إِلَى الاشْتِرَاكِ فِي مَجْدِهِ الأَبَدِيِّ فِي الْمَسِيحِ، لابُدَّ أَنْ يَجْعَلَكُمْ كَامِلِينَ وَثَابِتِينَ وَمُؤَيَّدِينَ بِالْقُوَّةِ وَرَاسِخِينَ. 11 لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَةُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِين!

تحيات ختامية

12 إِنِّي مُرْسِلٌ إِلَيْكُمْ هَذِهِ الرِّسَالَةَ الْقَصِيرَةَ بِيَدِ سِلْوَانُسَ الأَخِ الأَمِينِ. وَغَايَتِي أَنْ أُحَرِّضَكُمْ وَأَشْهَدَ لَكُمْ أَنَّ النِّعْمَةَ الَّتِي تَتَمَتَّعُونَ بِها هِيَ نِعْمَةُ اللهِ الْحَقِيقِيَّةُ الَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا ثَابِتُونَ.

13 وَمِنْ بَابِلَ، تُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ تِلْكَ الَّتِي اخْتَارَهَا اللهُ مَعَكُمْ، وَكَذلِكَ مَرْقُسُ ابْنِي. 14 سَلِّمُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبْلَةِ الْمَحَبَّةِ.

وَلْيَكُنِ السَّلامُ لَكُمْ جَمِيعاً، أَنْتُمُ الَّذِينَ فِي الْمَسِيحِ.

مِنْ بُطْرُسَ، رَسُولِ يَسُوعَ المَسِيحِ، إلَى شَعْبِ اللهِ المُتَغَرِّبِينَ فِي هَذَا العَالَمِ، وَالمُشَتَّتِينَ عَبْرَ مُقَاطَعَاتِ بُنطُسَ وَغَلَاطِيَّةَ وَكَبْدُوكِيَّةَ وَأسِيَّا وَبِيثِينِيَّةَ، المُختَارِينَ حَسَبَ عِلْمِ اللهِ الآبِ المُسْبَقِ، لِتَكُونُوا مُقَدَّسِينَ فِي الرُّوحِ، وَلِكَي تُطِيعُوهُ وَتَتَطَهَّرُوا بِرَشِّ دَمِ يَسُوعَ المَسِيحِ. أُصَلِّي أنْ تَتَزَايَدَ لَكُمْ نِعْمَةُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَى الدَّوَامِ.

رَجَاءٌ حَيّ

تَبَارَكَ إلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ وَأبُوهُ. فَفِي رَحمَتِهِ العَظِيمَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً، لِيَكُونَ لَنَا رَجَاءٌ حَيٌّ بِسَبَبِ قِيَامَةِ يَسُوعَ المَسِيحِ مِنَ المَوْتِ، وَمِيرَاثٌ لَا يَفْنَى وَلَا يَتَلَوَّثُ وَلَا يَذْبُلُ، مَحفُوظٌ فِي السَّمَاوَاتِ لَكُمْ أنْتُمُ المَحمِيِّينَ بِقُوَّةِ اللهِ بِسَبَبِ إيمَانِكُمْ، إلَى أنْ تَنَالُوا الخَلَاصَ المُعَدَّ لَكُمْ، وَالَّذِي سَيُعلَنُ فِي نِهَايَةِ الزَّمَانِ.

وَلِهَذَا أنْتُمْ تَفِيضُونَ فَرَحًا، مَعَ أنَّهُ مِنَ الضَّرُورِيِّ أنْ تُحزَنُوا الآنَ لِفَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ بِامتِحَانَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ، تُبَرهِنُ أصَالَةَ إيمَانِكُمْ. فَحَتَّى الذَّهَبُ الفَانِي يُمتَحَنُ بِالنَّارِ. وَإيمَانُكُمْ أثمَنُ مِنْهُ كَثِيرًا. لِهَذَا يَنْبَغِي أنْ يُمتَحَنَ لِيَكُونَ مُسْتَحِقًّا لِلمَدِيحِ وَالتَّمِجِيدِ وَالتَّكرِيمِ، عِنْدَمَا يُعلَنُ يَسُوعُ المَسِيحُ الَّذِي لَا تَرَونَهُ، إلَّا أنَّكُمْ تُحِبُّونَهُ. وَمَعَ أنَّكُمْ لَا تَرَونَهُ الآنَ، إلَّا أنَّكُمْ تُؤْمِنُونَ بِهِ، فَتَمْتَلِئُونَ فَرَحًا مَجِيدًا لَا يُوصَفُ، وَتَنَالُونَ هَدَفَ إيمَانِكُمُ الَّذِي هُوَ خَلَاصُكُمْ.

10 لَقَدْ تَحَدَّثَ الأنْبِيَاءُ سَابِقًا عَنْ هَذِهِ النِّعْمَةِ الَّتِي هِيَ لَكُمُ الآنَ، وَفَتَّشُوا بِاهْتِمَامٍ عَنْ هَذَا الخَلَاصِ. 11 كَانَتْ غَايَتُهُمْ أنْ يَعْرِفُوا الوَقْتَ وَالظُّرُوفَ الَّتِي كَانَ يَدُلُّهُمْ عَلَيْهَا رُوحُ المَسِيحِ الَّذِي فِيهِمْ، إذْ أعْلَنَ لَهُمُ الرُّوحُ القُدُسُ مُسْبَقًا آلَامَ المَسِيحِ وَالأمْجَادَ الَّتِي سَتَلِيهَا. 12 وَقَدْ كَشَفَ لَهُمُ اللهُ أنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَخْدِمُونَ أنْفُسَهُمْ، بَلْ يَخْدِمُونَكُمْ أنْتُمْ عِنْدَمَا تَحَدَّثُوا عَنْ هَذِهِ الأُمُورِ الَّتِي أُعلِنَتْ لَكُمُ الآنَ، بِوَاسِطَةِ الَّذِينَ بَشَّرُوكُمْ بِقُوَّةِ الرُّوحِ القُدُسِ المُرسَلِ مِنَ السَّمَاءِ. وَهِيَ أُمُورٌ تَشْتَهِي حَتَّى المَلَائِكَةُ أنْ تَعْرِفَهَا!

كُونوَا مُقَدَّسِين

13 فَكُونُوا مُتَيَقِّظِي الذِّهنِ وَمُنضَبِطِي النَّفْسِ. وَليَكُنْ رَجَاؤكُمْ كُلُّهُ فِي نِعْمَةِ اللهِ الَّتِي سَتُعطَى لَكُمْ عِنْدَمَا يُعلَنُ يَسُوعُ المَسِيحُ. 14 وَكَأبْنَاءٍ مُطِيعِينَ، كُفُّوا عَنْ تَشْكِيلِ حَيَاتِكُمْ بِحَسَبِ رَغَبَاتِكُمُ الشَّرِّيرَةِ المَاضِيَةِ، حينَمَا كُنْتُمْ جُهَلَاءَ. 15 بَلْ كُونُوا مُقَدَّسِينَ فِي كُلِّ سُلوكٍ، كَمَا أنَّ اللهَ الَّذِي دَعَاكُمْ هُوَ قُدُّوسٌ. 16 فَإنَّهُ مَكْتُوبٌ: «كُونُوا مُقَدَّسِينَ، لِأنِّي أنَا قُدُّوسٌ.»

17 أنْتُمْ تَدْعُونَ اللهَ أبًا، وَهُوَ يَحْكُمُ عَلَى كُلِّ إنْسَانٍ عَلَى أسَاسِ عَمَلِهِ، وَدُونَ أيِّ تَحَيُّزٍ. فَعِيشُوا إذًا حَيَاتَكُمْ فِي تَقْوَى أثْنَاءَ إقَامَتِكُمُ المُؤَقَّتَةِ عَلَى هَذِهِ الأرْضِ. 18 لَقَدْ دُفِعَ ثَمَنُ تَحريرِكُمْ مِنْ أُسلُوبِ حَيَاتِكُمُ العَقِيمِ الَّذِي وَرِثتُمُوهُ عَنْ آبَائِكُمْ، لَا بِمَالٍ مَسبُوكٍ مِنْ مَوَادَّ فَانيَةٍ كَالفِضَّةِ أوْ الذَّهَبِ، 19 بَلْ بِدَمِ المَسِيحِ الثَّمِينِ، دَمِ حَمَلٍ سَلِيمٍ خَالٍ مِنَ العُيُوبِ. 20 وَقَدْ سَبَقَ أنِ اخْتَارَ اللهُ المَسِيحَ قَبْلَ خَلْقِ العَالَمِ، لَكِنَّهُ أعلَنَهُ لِلعَالَمِ فِي هَذِهِ الأيَّامِ الأخِيرَةِ مِنْ أجْلِكُمْ. 21 وَفِي المَسِيحِ، أنْتُمْ تُؤمِنُونَ بِاللهِ الَّذِي أقَامَهُ مِنَ المَوْتِ وَمَجَّدَهُ، لِيَكُونَ إيمَانُكُمْ وَرَجَاؤكُمْ فِي اللهِ.

22 لَقَدْ طَهَّرْتُمْ أنْفُسَكُمْ بِإطَاعَتِكُمْ لِلحَقِّ. فَأظْهِرُوا مَحَبَّةً أخَوِيَّةً مُخْلِصَةً، وَليُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا مَحَبَّةً شَدِيدَةً مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ. 23 لَقَدْ وُلِدْتُمْ ثَانِيَةً، لَا مِنْ بِذْرَةٍ فَانِيَةٍ، بَلْ مِنْ بِذْرَةٍ لَا تَفْنَى هِيَ كَلِمَةُ اللهِ الحَيَّةُ الخَالِدَةُ. 24 فَكَمَا يَقُولُ الكِتَابُ:

«البَشَرُ جَمِيعًا كَالعُشْبِ،
وَكُلُّ مَجْدِهِمْ أشبَهُ بِزَهْرِ العُشْبِ.
العُشْبُ يَجِفُّ،
وَالزَّهْرُ يَسْقُطُ.
25 أمَّا كَلِمَةُ اللهِ فَتَبْقَى إلَى الأبَدِ.»[a]

هَذِهِ هِيَ كَلِمَةُ اللهِ الَّتِي بُشِّرْتُمْ بِهَا.

حَجَرٌ حَيٌّ وَأُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ

فَتَخَلَّصُوا مِنْ كُلِّ مَكْرٍ وَغِشٍّ وَنِفَاقٍ وَحَسَدٍ وَمَذَمَّةٍ. وَتُوقُوا كَالأطْفَالِ المَولُودِينَ حَدِيثًا إلَى الحَلِيبِ الرُّوحِيِّ النَّقِيِّ، لِكَي تَنْمُوا وَتَخْلُصُوا، فَقَدْ ذُقْتُمْ أنَّ الرَّبَّ طَيِّبٌ. يَسُوعُ المَسِيحُ هُوَ الحَجَرُ الحَيُّ الَّذِي رَفَضَهُ أهْلُ العَالَمِ، لَكِنَّهُ ثَمِينٌ لَدَى اللهِ الَّذِي اخْتَارَهُ. فَإذْ تَقْتَرِبُونَ مِنْهُ، كُونُوا أنْتُمْ أيْضًا حِجَارَةً حَيَّةً لِبِنَاءِ هَيكَلٍ رُوحِيٍّ، فَتَكُونُوا كَهَنَةً مُقَدَّسِينَ، تَخْدِمُونَ اللهَ بِتَقْدِيمِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةٍ مَقبُولَةٍ عِنْدَ اللهِ بِيَسُوعَ المَسِيحِ. إذْ يَقُولُ الكِتَابُ:

«هَا إنِّي أضَعُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرَ زَاوِيَةٍ،
حَجَرًا ثَمِينًا وَمُخْتَارًا.
وَالَّذِي يُؤمِنُ بِهِ لَنْ يَخِيبَ لَهُ رَجَاءٌ.»[b]

فَهوَ حَجَرٌ كَرِيمٌ عِنْدَكُمْ أنْتُمْ يَا مَنْ تُؤمِنُونَ. أمَّا للَّذِينَ لَا يُؤمِنُونَ، فَهُوَ …

«الحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ البَنَّاؤُونَ،
الَّذِي صَارَ حَجَرَ الأسَاسِ.»[c]

وَهُوَ أيْضًا:

«حَجَرٌ يُعثِرُ النَّاسَ،
وَصَخرَةٌ تُسْقِطُهُمْ.»[d]

يَتَعثَّرُونَ لِأنَّهُمْ لَا يُطِيعُونَ رِسَالَةَ اللهِ، فَهَذَا هُوَ المَصِيرُ الَّذِي أُعِدَّ لَهُمْ.

أمَّا أنْتُمْ فَشَعْبٌ مُختَارٌ، وَمَملَكَةُ كَهَنَةٍ، وَأُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ. أنْتُمْ تَنْتَمُونَ إلَى اللهِ، لِكَي تُذِيعُوا صِفَاتِهِ العَظِيمَةَ. فَهُوَ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ، إلَى نُورِهِ المُدهِشِ.

10 ذَاتَ يَوْمٍ، لَمْ تَكُونُوا شَعْبًا،
أمَّا الآنَ فَأنْتُمْ شَعْبُ اللهِ.
لَمْ تَكُونُوا تَتَمَتَّعُونَ بِأيَّةِ رَحمَةٍ،
أمَّا الآنَ فَأنْتُمْ مَرْحُومُونَ.

أعْمَالُنَا الصَّالِحَةُ تُمَجِّدُ الله

11 أيُّهَا الأحِبَّاءُ، أنْتُمْ غُرَبَاءُ تُقِيمُونَ فِي هَذَا العَالَمِ إقَامَةً مُؤَقَّتَةً. لِهَذَا أُنَاشِدُكُمْ أنْ تَتَجَنَّبُوا الشَّهَوَاتِ الشِّرِّيرَةَ الَّتِي تُحَارِبُكُمْ، 12 وَأنْ تَسْلُكُوا بَيْنَ غَيْرِ المُؤمِنِينَ سُلُوكًا حَسَنًا. إنَّهُمْ يَتَّهِمُونَكُمْ بِعَمَلِ الشَّرِّ، لَكِنْ عِنْدَمَا يُلَاحِظُونَ أعْمَالَكُمُ الصَّالِحَةَ، سَيُعطُونَ المَجْدَ للهِ فِي يَوْمِ مَجِيئِهِ.

طَاعَةُ السُلُطَات

13 اخضَعُوا لِكُلِّ سُلْطَةٍ بَشَرِيَّةٍ إرضَاءً للرَّبِّ. 14 اخضَعُوا لِلمَلِكِ، الَّذِي هُوَ السُّلْطَةُ العُلْيَا، وَلِلحُكَّامِ الَّذِينَ يُرسِلُهُمْ لِمُعَاقَبَةِ الأشْرَارِ، وَلِمَدْحِ فَاعِلِي الخَيْرِ. 15 لِأنَّ مَشِيئَةَ اللهِ هِيَ أنْ تَفْعَلُوا الخَيْرَ، فَتُخرِسُوا الكَلَامَ النَّابِعَ مِنْ جَهلِ السُّخَفَاءِ. 16 كُونُوا أحرَارًا دُونَ أنْ تَسْتَخْدِمُوا تِلْكَ الحُرِّيَّةَ غِطَاءً لِلشَّرِّ، بَلْ عِيشُوا كَخُدَّامٍ للهِ. 17 أظْهِرُوا احتِرَامًا لِجَمِيعِ النَّاسِ. أحِبُّوا إخْوَتَكُمْ فِي المَسِيحِ. اتَّقُوا اللهَ، وَأكرِمُوا المَلِكَ.

مِثَالُ آلَامِ المَسِيح

18 أيُّهَا العِبِيدُ، اخضَعُوا لِسَادَتِكُمْ بِكُلِّ احتِرَامٍ، لَا لِلأخيَارِ الَّذِينَ يُحسِنُونَ مُعَامَلَتَكُمْ فَحَسْبُ، بَلْ لِلقُسَاةِ أيْضًا. 19 فَحِينَ تُسَاءُ مُعَامَلَةُ إنْسَانٍ، وَيَحْتَمِلُ ألَمَ الظُلْمِ مُتَفَكِّرًا بِاللهِ، فَإنَّهُ يَسْتَحِقُّ المَدِيحَ. 20 لِأنَّهُ أيُّ فَضلٍ لَكُمْ إنْ كُنْتُمْ تُعَاقَبُونَ عَلَى عَمَلٍ سَيئٍ فَتَحْتَمِلُونَ؟ 21 فَهَذَا مَا دَعَاكُمُ اللهُ إلَيْهِ: أنْ تَقْتَدُوا بِالمَسِيحِ الَّذِي تَألَّمَ مِنْ أجْلِنَا، فَتَرَكَ لَنَا مِثَالًا لِكَي نَتْبَعَهُ، فَهوَ:

22 «لَمْ يَرْتَكِبْ خَطِيَّةً،
وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ أيُّ كَذِبٍ.»[e]

23 كَانَ يُهَانُ، فَلَا يَرُدُّ الإهَانَةَ بِمِثْلِهَا. وَكَانَ يَتَألَّمُ، فَلَا يَلْجَأُ إلَى التَّهدِيدِ، بَلْ يُسَلِّمُ أمْرَهُ إلَى اللهِ الَّذِي يَحْكُمُ بِعَدلٍ. 24 هُوَ نَفْسُهُ حَمَلَ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الخَشَبَةِ، لِكَي نَمُوتَ بِالنِّسبَةِ لِخَطَايَانَا، وَنَحيَا حَيَاةَ البِرِّ. فَبِجِرَاحِهِ شُفِيتُمْ. 25 وَبَعْدَ أنْ كُنْتُمْ كَالخِرَافِ التَّائِهَةِ، عُدْتُمُ الآنَ إلَى رَاعِي حَيَاتِكُمْ وَالمُشْرِفِ عَلَيْهَا.

الزَّوجَاتُ وَالأزوَاج

وَأنتُنَّ أيَّتُهَا الزَّوجَاتُ، اخضَعْنَ أيْضًا لِأزوَاجِكُنَّ. فَحَتَّى الَّذِينَ يَرْفُضُونَ أنْ يُطِيعُوا رِسَالَةَ اللهِ، يُربَحونَ مِنْ خِلَالِ سُلُوكِ زَوْجَاتِهِمْ دُونَ أنْ يَتَكَلَّمنَ! فَهُمْ سَيُلَاحِظُونَ سُلُوكَكُنَّ الطَّاهِرَ التَّقيَّ. لَا يَنْبَغِي أنْ يَعْتَمِدَ جَمَالُكُنَّ عَلَى أشْيَاءَ خَارجِيَّةٍ كَالتَّصفِيفِ المُتَكَلِّفِ لِلشَّعْرِ، وَالتَّزَيُّنِ بِالذَّهَبِ، وَارتِدَاءِ المَلَابِسِ الفَاخِرَةِ، بَلْ يَنْبَغِي أنْ يَنْبُعَ جَمَالُكُنَّ مِنَ القَلْبِ، فَيَكُونَ جَمَالَ الرُّوحِ الوَدِيعَةِ المُسَالِمَةِ الَّذِي لَا يَذْبُلُ، وَهُوَ جَمَالٌ لَا يُقَدَّرُ بِثَمَنٍ عِنْدَ اللهِ.

هَكَذَا تَجَمَّلَتِ النِّسَاءُ المُقَدَّسَاتُ فِي المَاضِي، فَكُنَّ يَثِقْنَ بِاللهِ وَيَخَضَعْنَ لِأزوَاجِهِنَّ. وَهَكَذَا كَانَتْ سَارَةُ تُطِيعُ إبْرَاهِيمَ وَتُنَادِيهِ «سَيِّدِي.» وَأنتُنَّ بَنَاتُهَا، شَرِيطَةَ أنْ تَفْعَلْنَ الصَّوَابَ غَيْرَ خَائِفَاتٍ شَيْئًا.

وَأنْتُمْ أيْضًا أيُّهَا الأزوَاجُ، عَامِلُوا زَوْجَاتِكُمْ بِتَفَهُّمٍ لأنَّهُنَّ الجِنسُ الأضعَفُ، فَأكرِمُوهُنَّ كَشَرِيكَاتٍ لَكُمْ فِي نَوَالِ نِعْمَةِ الحَيَاةِ الجَدِيدَةِ. افْعَلُوا هَذَا لِئَلَّا تُعَاقَ صَلَوَاتُكُمْ.

المُعَانَاةُ مِنْ أجْلِ الحَقّ

وَأخِيرًا، عِيشُوا جَمِيعًا مُنسَجِمِي الفِكْرِ، يَتَفَهَّمُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَيُحِبُّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَإخوَةٍ، شَفُوقِينَ وَمُتَوَاضِعِينَ. لَا تَرُدُّوا عَلَى الإسَاءَةِ بِمِثْلِهَا، أوْ عَلَى الإهَانَةِ بِمِثْلِهَا، بَلُ اطْلُبُوا بَرَكَةَ اللهِ لِمَنْ يُسيئُ إلَيكُمْ، لِأنَّكُمْ تَعْلَمُونَ أنَّ اللهَ دَعَاكُمْ لِكَي تَنَالُوا بَرَكَةً. 10 يَقُولُ الكِتَابُ:

«إنْ أرَادَ أحَدٌ أنْ يَتَمَتَّعَ بِالحَيَاةِ،
وَيَرَى أيَّامًا مَملوءَةً بِالخَيْرِ،
فَليَحْفَظْ لِسَانَهُ مِنَ الشَّرِّ،
وَشَفَتَيْهِ مِنَ الكَلَامِ المُخَادِعِ.
11 لْيَتَجَنَّبِ الشَّرَّ، وَيَفْعَلِ الخَيْرَ.
لِيَسْعَ إلَى السَّلَامِ، وَيُثَابِرْ حَتَّى يُحَقِّقَهُ.
12 لِأنَّ عَينَيَّ الرَّبِّ[f] عَلَى الأبْرَارِ،
وَأُذُنَيهِ مُنتَبِهَتَانِ إلَى صَلَوَاتِهِمْ.
لَكِنَّ الرَّبَّ يُحَوِّلُ وَجْهَهُ عَنْ فَاعِلِي الشَّرِّ.»[g]

13 فَمَنْ يَسْتَطِيعُ أنْ يُؤذِيَكُمْ إنْ كُنْتُمْ مُتَحَمِّسِينَ لِلخَيرِ؟ 14 إذَا عَانَيتُمْ بِسَبَبِ عَمَلِ الحَقِّ، فَهَنِيئًا لَكُمْ. «لَا تَرْهَبُوا تَهْدِيدَاتِهِمْ، وَلَا تَنْزَعِجُوا،» 15 بَلْ وَقِّرُوا المَسِيحَ رَبًّا فِي قُلُوبِكُمْ، وَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ عَلَى الدَّوَامِ لِتَقْدِيمِ جَوَابٍ لِكُلِّ مَنْ يَطْلُبُ تَفْسِيرًا لِلرَّجَاءِ الَّذِي تَمْلِكُونَهُ جَمِيعًا. 16 لَكِنِ افْعَلُوا هَذَا بِوَدَاعَةٍ وَوَقَارٍ. وَاحفَظُوا ضَمِيرَكُمْ نَقِيًّا حَتَّى عِنْدَمَا يُفتَرَى عَلَيْكُمْ. فَبِهَذَا يَخْجَلُ الَّذِينَ يُشَوِّهُونَ سُلُوكَكُمُ الحَسَنَ فِي المَسِيحِ. 17 لِأنَّهُ أفْضَلُ أنْ تُعَانُوا مِنْ أجْلِ فِعلِكُمُ الخَيْرَ، إذَا شَاءَ اللهُ، مِنْ أنْ تُعَانُوا بِسَبَبِ فِعلِكُمُ الشَّرَّ.

18 لِأنَّ المَسِيحَ نَفْسَهُ
مَاتَ مِنْ أجْلِ خَطَايَانَا مَرَّةً وَاحِدَةً.
مَاتَ البَرِيءُ مِنْ أجْلِ المُذنِبِينَ،
لِكَي يُقَرِّبَهُمْ إلَى اللهِ.
مَاتَ بِجَسَدِهِ،
ثُمَّ أُقيمَ بِقوَّةِ الرُّوحِ.

19 وَفِي الرُّوحِ أيْضًا، ذَهَبَ وَأعلَنَ لِلأروَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ. 20 وَهِيَ الأرْوَاحُ الَّتِي عَصَتِ اللهَ قَدِيمًا، لَمَّا كَانَ اللهُ يَنْتَظِرُ بِصَبْرٍ فِي زَمَنِ نُوحٍ، أثْنَاءَ بِنَاءِ السَّفِينَةِ. وَلَمْ يَدْخُلِ السَّفينَةَ إلَّا عَدَدٌ قَلِيلٌ: ثَمَانِيَةُ أشخَاصٍ أُنْقِذُوا بِوَاسِطَةِ المَاءِ. 21 وَهَذَا رَمْزٌ يُمَثِّلُ المَعْمُودِيَّةَ الَّتِي تُنقِذُكُمُ الآنَ أيْضًا، لَا بِأنْ نَغسِلَ الجِسْمَ الخَارِجِيِّ بِالمَاءِ، بَلْ بِأنْ نَطلَبَ مِنَ اللهِ ضَمِيرًا صَالِحًا، فَنَخلُصَ بِقِيَامَةِ يَسُوعَ المَسِيحِ مِنَ المَوْتِ. 22 فَقَدْ دَخَلَ يَسُوعُ السَّمَاءَ، وَهُوَ عَنْ يَمِينِ اللهِ. وَتَخْضَعُ لَهُ مَلَائِكَةٌ وَسَلَاطِينُ وَقُوَّاتٌ.

حَيَاةٌ التَّغيير

فَمَا دَامَ المَسِيحُ قَدْ تَألَّمَ بِجَسَدِهِ، تَسَلَّحُوا أنتُمْ أيْضًا بِهَذَا الفِكْرِ. لِأنَّ مَنْ يَتَألَّمُ بِالجَسَدِ، يَتَوَقَّفُ عَنِ العَيشِ فِي الخَطِيَّةِ، وَلَا يَعُودُ يُكَرِّسُ بَقِيَّةَ حَيَاتِهِ الأرْضِيَّةِ لِلشَّهَوَاتِ الجَسَدِيَّةِ، بَلْ لِتَنْفِيذِ إرَادَةِ اللهِ. فَكَفَاكُمْ مَا قَضَيتُمْ مِنْ وَقْتٍ فِي المَاضِي وَأنْتُمْ تَفْعَلُونَ مَا يُريدُهُ غَيْرُ المُؤْمِنِينَ، إذِ انغَمَسْتُمْ فِي كُلِّ أنْوَاعِ الخَطَايَا الجِنسِيَّةِ وَالشَّهَوَاتِ وَالسُّكْرِ وَالخَلَاعَةِ وَاللَهوِ المُنحَرِفِ وَعِبَادَةِ الأصْنَامِ البَغِيضَةِ.

وَهُمْ يَسْتَغْرِبُونَ الآنَ أنَّكُمْ لَا تُجَارُونَهُمْ فِي تَيَّارِ انحِلَالِهِمْ هَذَا، فَيَفْتَرُونَ عَلَيْكُمْ. لَكِنَّ المَسِيحَ المُسْتَعِدَّ لإدَانَةِ الأحيَاءِ وَالأمْوَاتِ، سَيُحَاسِبُهُمْ عِنْدَ مَجِيئِهِ. فَمِنَ الأمْوَاتِ الآنَ مَنْ كَانُوا قَدْ بُشِّرُوا سَابِقًا، فَأدَانَهُمُ النَّاسُ أثْنَاءَ حَيَاتِهِمْ. لَكِنَّ اللهَ كَانَ يُريدُ أنْ تَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ بِالرٌّوحِ.

وُكَلَاءٌ صَالِحُون

لَقَدِ اقْتَرَبَ زَمَنُ نِهَايَةِ كُلِّ شَيءٍ. فَكُونُوا مُتَعَقِّلِينَ وَاضْبُطُوا أنْفُسَكُمْ، فَهَذَا يُفِيدُكُمْ فِي صَلَوَاتِكُمْ. وَفَوقَ كُلِّ شَيءٍ، لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُمْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ ثَابِتَةً، لِأنَّ المَحَبَّةَ تَغْفِرُ خَطَايَا كَثِيرَةً. افتَحُوا بُيُوتَكُمْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ دُونَ تَذَمُّرٍ. 10 وَليَسْتَخْدِمْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمُ المَوهِبَةَ الَّتِي نَالَهَا مِنَ اللهِ فِي خِدْمَةِ الآخَرِينَ، كَوُكَلَاءَ صَالِحِينَ عَلَى نِعْمَةِ اللهِ بِأشكَالِهَا المُتُنَوِّعَةِ. 11 مَنْ يَتَكَلَّمُ، فَليَتَكَلَّمْ بِكَلَامِ اللهِ، وَمَنْ يَخْدِمُ، فَلْيَخْدِمْ بِالقُوَّةِ الَّتِي يُعطِيهَا لَهُ اللهُ. وَهَكَذَا يُعْطَى المَجْدُ فِي كُلِّ شَيءٍ للهِ، بِيَسُوعَ المَسِيحِ. لَهُ المَجْدُ وَالقُوَّةُ إلَى أبَدِ الآبِدِينَ. آمِين.

ألَمُ المُؤمِن

12 لَا تَسْتَغْرِبُوا أيُّهَا الأحِبَّاءُ، المِحَنَ الشَّدِيدَةَ الحَاصِلَةَ بَيْنَكُمْ، وَالَّتِي تَهْدِفُ إلَى امتِحَانِكُمْ. فَلَا تَنْظُرُوا إلَيْهَا كَشَيءٍ غَرِيبٍ يَحْدُثُ لَكُمْ، 13 بَلِ افرَحُوا لِأنَّكُمْ تَشْتَرِكُونَ الآنَ فِي آلَامِ المَسِيحِ، لِكَي تَفِيضُوا فَرَحًا عِنْدَمَا يَظْهَرُ مَجْدُ المَسِيحِ. 14 فَهَنِيئًا لَكُمْ إنْ كُنْتُمْ تُهَانُونَ مِنْ أجْلِ اسْمِ المَسِيحِ، لِأنَّ الرُّوحَ المَجِيدَ، رُوحَ اللهِ، يَحِلُّ عَلَيْكُمْ. 15 فَلَا يَتَألَّمْ أحَدُكُمْ لِأنَّهُ قَاتِلٌ أوْ فَاعِلُ شَرٍّ، أوْ حَتَّى مُتَدَخِّلٌ فِي مَا لَا يَعْنِيهِ. 16 لَكِنْ، إذَا تَألَّمَ لِكَونِهِ مَسِيحِيًّا، فَلَا مُوجِبَ لِخَجَلِهِ. بَلْ لِيُمَجِّدِ اللهَ لِأنَّهُ يَحْمِلُ اسْمَ المَسِيحِ. 17 فَقَدْ حَانَ وَقْتُ القَضَاءِ الإلَهيِّ بَدءًا بِعَائِلَةِ اللهِ. فِإنْ كَانَ يَبْدَأُ بِنَا، فَكَيْفَ سَتَكُونُ نِهَايَةُ الَّذِينَ لَا يُطِيعُونَ بِشَارَةَ اللهِ؟

18 «فَإنْ كَانَ الإنْسَانُ الصَّالِحُ بِالكَادِ يَخْلُصُ، فَمَاذَا سَيَحِلُّ بِالفَاجِرِ وَالخَاطِئِ؟»[h]

19 إذًا فَلْيَضَعِ الَّذِينَ يُعَانُونَ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ حَيَاتَهُمْ وَديعَةً لَدَى خَالِقِهِمُ الأمِينِ، وَلْيُواصِلُوا عَمَلَ الخَيْرِ.

رَعيَّةُ الله

وَالْآنَ أُنَاشِدُ الشُّيُوخَ، كَشَيخٍ مِثْلِهِمْ، وَكَشَاهِدٍ لآلَامِ المَسِيحِ، وَشَرِيكٍ فِي المَجْدِ الَّذِي سَيَظْهَرُ مُسْتَقْبَلًا، وَأقُولُ لَهُمُ ارعُوا رَعِيَّةَ اللهِ الَّتِي تَحْتَ مَسؤُولِيَّتِكُمْ. اخدِمُوهُمْ كَمُشرِفِينَ عَلَيْهِمْ، لَا لأنَّكُمْ مُضطَرُّونَ، بَلْ لِأنَّكُمْ رَاغِبُونَ فِي ذَلِكَ حَسَبَ مَشِيئَةِ اللهِ. وَلَا تَعْمَلُوا طَمَعًا فِي مَالٍ، بَلْ بِنَشَاطٍ. وَلَا تَتَسَلَّطُوا عَلَى مَنْ هُمْ تَحْتَ رِعَايَتِكُمْ، بَلْ كُونُوا مِثَالًا صَالِحًا لِلرَّعِيَّةِ. وَعِنْدَمَا يَظْهَرُ رَاعِي الرُّعَاةِ، سَتَنَالُونَ إكلِيلَ الانتِصَارِ المَجِيدِ الَّذِي لَنْ تَذْبُلَ أورَاقُهُ.

كَذَلِكَ أيُّهَا الشَّبَابُ، اخضَعُوا لِلشُّيُوخِ. وَالبَسُوا جَمِيعًا ثَوبَ التَّوَاضُعِ بَعْضُكُمْ أمَامَ بَعْضٍ.

«لِأنَّ اللهَ يُقَاوِمُ المُتَكَبِّرِينَ،
لَكِنَّهُ يُظهِرُ نِعْمَتَهُ لِلمُتَوَاضِعِينَ.»[i]

لِذَلِكَ تَوَاضَعُوا تَحْتَ يَدِ اللهِ القَويَّةِ، لِكَي يَرْفَعَكُمْ فِي الوَقْتِ المُنَاسِبِ. وَاطرَحُوا عَلَيْهِ كُلَّ هُمُومِكُمْ، فَهُوَ يَهْتَمُّ بِكُمْ.

كُونُوا مُنضَبِطِي النَّفْسِ مُتَعَقِّلِينَ مُتَيَقِّظِينَ. لِأنَّ عَدُوَّكُمُ الشَّيْطَانَ يَتَجَوَّلُ مِثْلَ أسَدٍ يَزأرُ بَاحِثًا عَمَّنْ يَلْتَهِمُهُ. فَقَاوِمُوهُ وَأنْتُمْ أقوِيَاءُ فِي إيمَانِكُمْ. فَأنْتُمْ تَعْلَمُونَ أنَّ الآلَامَ نَفْسَهَا الَّتِي تَمُرُّونَ بِهَا، تُصِيبُ أيْضًا إخْوَتَكُمْ فِي كُلِّ العَالَمْ. 10 لَكِنَّ اللهَ سَيُصَوِّبُ كُلَّ شَيءٍ، وَيَسْنِدُكُمْ وَيُثَبِّتُكُمْ بَعْدَ أنْ تَتَألَّمُوا قَلِيلًا. فَهُوَ مَصدَرُ كُلِّ نِعْمَةٍ. وَهُوَ الَّذِي دَعَاكُمْ إلَى الاشْتِرَاكِ فِي مَجْدِهِ الأبَدِيِّ فِي المَسِيحِ يَسُوعَ. 11 لَهُ القُوَّةُ وَالمَجْدُ إلَى الأبَدِ. آمِين.

خَاتِمَة

12 كَتَبْتُ إلَيكُمْ هَذِهِ الرِّسَالَةَ القَصِيرَةَ بِمُسَاعَدَةِ سِلْوَانُسَ الَّذِي أعتَبِرُهُ أخًا مُخْلِصًا، لِكَي أُشَجِّعَكُمْ، وَأشهَدَ أنَّ هَذِهِ هِيَ نِعْمَةُ اللهِ الحَقِيقِيَّةُ. فَاثبُتُوا فِيهَا.

13 تُهدِيكُمُ السَّلَامَ الكَنِيسَةُ الَّتِي فِي بَابِلَ، الَّتِي اخْتَارَهَا اللهُ مَعَكُمْ. كَمَا يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ مَرْقُسُ ابْنِي.

14 لِيُحَيِّي بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِقُبلَةِ مَحَبَّةٍ.

سَلَامٌ لَكُمْ جَمِيعًا يَا مَنْ أنْتُمْ فِي المَسِيحِ.

Footnotes

  1. 1‏:25 إشَعْيَاء 40‏:6‏-8.
  2. 2‏:6 إشَعْيَاء 28‏:16.
  3. 2‏:7 المَزْمُور 118‏:22.
  4. 2‏:8 إشَعْيَاء 8‏:14.
  5. 2‏:22 إشَعْيَاء 53‏:9.
  6. 3‏:12 الرَّب الأصل المُقْتَبَس «يهوه.»
  7. 3‏:12 المَزْمُور 34‏:12‏-16.
  8. 4‏:18 أمثَال 11‏:31.
  9. 5‏:5 أمثَال 3‏:34.