بيت الفخاري

18 هَذَا مَا أَوْحَى الرَّبُّ بِهِ إِلَى إِرْمِيَا قَائِلاً: «قُمْ وَامْضِ إِلَى بَيْتِ الْفَخَّارِيِّ، وَهُنَاكَ أُسْمِعُكَ كَلامِي». فَانْطَلَقْتُ إِلَى بَيْتِ الْفَخَّارِيِّ، فَإِذَا بِهِ يَعْمَلُ عَلَى دُولابِهِ. غَيْرَ أَنَّ الإِنَاءَ الَّذِي كَانَ يَصْنَعُهُ فَسَدَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَعَادَ يُشَكِّلُهُ إِنَاءً آخَرَ كَمَا طَابَ لِلْفَخَّارِيِّ أَنْ يَصُوغَهُ. عِنْدَئِذٍ قَالَ لِيَ الرَّبُّ: «يَا ذُرِّيَّةَ إِسْرَائِيلَ: أَلا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَصْنَعَ بِكُمْ كَمَا صَنَعَ الْفَخَّارِيُّ؟ إِنَّكُمْ فِي يَدِي كَالطِّينِ فِي يَدِ الْفَخَّارِيِّ. تَارَةً أَقْضِي عَلَى أُمَّةٍ وَعَلَى مَمْلَكَةٍ بِالاسْتِئْصَالِ وَالْهَدْمِ وَالدَّمَارِ، فَتَرْتَدُّ تِلْكَ الأُمَّةُ الَّتِي قَضَيْتُ عَلَيْهَا بِالْعِقَابِ عَنْ شَرِّهَا، فَأَكُفُّ عَنِ الشَّرِّ الَّذِي نَوَيْتُ مُعَاقَبَتَهَا بِهِ. وَتَارَةً أَقْضِي بِمُكَافَأَةِ أُمَّةٍ أَوْ مَمْلَكَةٍ بِبِنَاءِ قُوَّتِهَا وَإِنْمَائِهَا. 10 ثُمَّ لَا تَلْبَثُ أَنْ تَرْتَكِبَ الشَّرَّ أَمَامِي وَلا تَسْمَعُ لِصَوْتِي، فَأَكُفُّ عَنِ الْخَيْرِ الَّذِي نَوَيْتُ أَنْ أُنْعِمَ بِهِ عَلَيْهَا.

11 لِذَلِكَ قُلْ لِرِجَالِ يَهُوذَا وَأَهْلِ أُورُشَلِيمَ، هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ: هَا أَنَا أُدَبِّرُ لَكُمْ شَرّاً، وأُعِدُّ لَكُمْ مُؤَامَرَةً، فَلْيَرْجِعْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَنْ طَرِيقِهِ الشِّرِّيرِ وَقَوِّمُوا سُبُلَكُمْ وَأَعْمَالَكُمْ. 12 وَلَكِنَّهُمْ يُجِيبُونَ: لَا جَدْوَى مِنْ هَذَا، بَلْ نَسْعَى وَرَاءَ أَهْوَاءِ أَفْكَارِنَا، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا يَفْعَلُ مَا يَرُوقُ لِعِنَادِ قَلْبِهِ الأَثِيمِ». 13 لِذَلِكَ هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: «اسْأَلُوا بَيْنَ الشُّعُوبِ مَنْ سَمِعَ بِمِثْلِ هَذَا؟ قَدِ ارْتَكَبَتِ الْعَذْرَاءُ إِسْرَائِيلُ أَمْراً شَدِيدَ الْهَوْلِ. 14 هَلْ يَخْتَفِي ثَلْجُ لُبْنَانَ عَنْ مُنْحَدَرَاتِ جِبَالِهِ الصَّخْرِيَّةِ؟ وَهَلْ تَتَوَقَّفُ مِيَاهُهُ الْبَارِدَةُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ يَنَابِيعَ بَعِيدَةٍ عَنِ التَّدَفُّقِ؟ 15 لَكِنَّ شَعْبِي قَدْ نَسِيَنِي وَأَحْرَقَ بَخُوراً لأَوْثَانٍ بَاطِلَةٍ، جَعَلَتْهُ يَتَعَثَّرُ فِي طُرُقِهِ، فِي السُّبُلِ الْقَدِيمَةِ، فَسَلَكَ فِي مَمَرَّاتٍ وَطُرُقٍ غَيْرِ مُعَبَّدَةٍ. 16 فَتُصْبِحُ أَرْضُهُ خَرَاباً، مَثَارَ صَفِيرِ دَهْشَةٍ، وَكُلُّ مَنْ يَعْبُرُ بِها يَعْتَرِيهِ رُعْبٌ وَيَهُزُّ رَأْسَهُ. 17 فَأُشَتِّتُهُمْ أَمَامَ أَعْدَائِهِمْ كَرِيحٍ شَرْقِيَّةٍ، وَلا أَلْتَفِتُ إِلَيْهِمْ بَلْ أُدِيرُ لَهُمُ القَفَا فِي يَوْمِ مِحْنَتِهِمْ».

18 ثُمَّ قَالُوا: «تَعَالَوْا نَتَآمَرُ عَلَى إرْمِيَا، لأَنَّ الشَّرِيعَةَ لَا تَبِيدُ عَنِ الْكَاهِنِ، وَلا الْمَشُورَةَ عَنِ الْحَكِيمِ، وَلا الوَحْيَ عَنِ النَّبِيِّ. تَعَالَوْا نَلْذَعُهُ بِوَخْزَاتِ اللِّسَانِ وَنَصُمُّ آذَانَنَا عَنْ كَلامِهِ». 19 أَصْغِ لِي يَا رَبُّ، وَاسْتَمِعْ إِلَى اتِّهَامَاتِ خُصُومِي. 20 هَلْ يُجَازَى عَنْ خَيْرٍ بِشَرٍّ؟ قَدْ نَقَرُوا حُفْرَةً لِنَفْسِي. اذْكُرْ كَيْفَ وَقَفْتُ أَمَامَكَ أُثْنِي عَلَيْهِمْ خَيْراً لأَصْرِفَ غَضَبَكَ عَنْهُمْ. 21 لِذَلِكَ أَسْلِمْ بَنِيهِمْ لأَنْيَابِ الْجُوعِ، وَاعْهَدْ بِهِمْ إِلَى قَبْضَةِ السَّيْفِ فَتُصْبِحَ نِسَاؤُهُمْ ثَكَالَى وَأَرَامِلَ، وَلْيَمُتْ رِجَالُهُمْ، وَلْيَلْقَ شُبَّانُهُمْ حَتْفَهُمْ فِي الْمَعَارِكِ بِحَدِّ السَّيْفِ. 22 لِيَتَرَدَّدْ صُرَاخٌ فِي بُيُوتِهِمْ عِنْدَمَا تُرْسِلُ عَلَيْهِمْ جَيْشَ الْغُزَاةِ بَغْتَةً، لأَنَّهُمْ حَفَرُوا هُوَّةً لِيَقْتَنِصُونِي، وَنَصَبُوا فِخَاخاً لِرِجْلَيَّ. 23 أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَقَدْ عَرَفْتَ جَمِيعَ مَا تَآمَرُوا بِهِ عَلَيَّ، فَلا تَصْفَحْ عَنْ إِثْمِهِمْ، وَلا تَمْحُ خَطِيئَتَهُمْ مِنْ أَمَامِكَ، بَلْ لِيَعْثُرُوا مُنْطَرِحِينَ فِي حَضْرَتِكَ، وَعَاقِبْهُمْ فِي أَوَانِ غَضَبِكَ.

19 وَقَالَ لِيَ الرَّبُّ: «امْضِ وَاشْتَرِ جَرَّةَ خَزَفٍ، وَاصْطَحِبْ مَعَكَ بَعْضَ شُيُوخِ الشَّعْبِ وَشُيُوخِ الْكَهَنَةِ، وَانْطَلِقْ إِلَى وَادِي ابْنِ هِنُّومَ الْقَائِمِ عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ الْفَخَّارِ، وَنَادِ هُنَاكَ بِالْكَلِمَاتِ الَّتِي أُمْلِيهَا عَلَيْكَ، وَقُلْ: اسْمَعُوا يَا مُلُوكَ يَهُوذَا، وَيَا أَهْلَ أُورُشَلِيمَ كَلِمَةَ الرَّبِّ. هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: انْظُرُوا، هَا أَنَا أَجْلِبُ عَلَى هَذَا الْمَوْضِعِ شَرّاً تَطِنُّ لَهُ أُذُنَا كُلِّ مَنْ يَسْمَعُ بِهِ، لأَنَّهُمْ تَرَكُونِي، وَتَنَكَّرُوا لِهَذَا الْمَوْضِعِ وَدَنَّسُوهُ بِإِحْرَاقِ بَخُورٍ لِآلِهَةِ أَوْثَانٍ لَمْ يَعْرِفُوهَا لَا هُمْ وَلا آبَاؤُهُمْ وَلا مُلُوكُ يَهُوذَا أَيْضاً، وَلأَنَّهُمْ مَلَأُوا هَذَا الْمَوْضِعَ مِنْ دَمِ الأَبْرِيَاءِ. وَبَنَوْا مُرْتَفَعَاتٍ لِعِبَادَةِ الْبَعْلِ لِيُحْرِقُوا بَنِيهِمْ بِالنَّارِ كَقَرَابِينِ مُحْرَقَاتٍ لِلْبَعْلِ مِمَّا لَمْ أُوْصِ بِهِ وَلَمْ أَتَحَدَّثْ عَنْهُ وَلَمْ يَخْطُرْ بِبَالِي. لِذَلِكَ، هَا أَيَّامٌ مُقْبِلَةٌ، يَقُولُ الرَّبُّ، لَا يُدْعَى فِيهَا هَذَا الْمَكَانُ تُوفَةَ مِنْ بَعْدُ أَوْ وَادِي ابْنِ هِنُّومَ، بَلْ وَادِي الْقَتْلِ. وَأُبْطِلُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ مَشُورَاتِ أَهْلِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ، فَيَتَسَاقَطُونَ بِحَدِّ السَّيْفِ أَمَامَ أَعْدَائِهِمْ وَبِأَيْدِي طَالِبِي نُفُوسِهِمْ، وَأَجْعَلُ جُثَثَهُمْ طَعَاماً لِجَوَارِحِ السَّمَاءِ وَوُحُوشِ الأَرْضِ. وَأُدَمِّرُ هَذِهِ الْمَدِينَةَ وَأَجْعَلُهَا مَثَارَ صَفِيرٍ. كُلُّ مَنْ يَمُرُّ بِها تَعْتَرِيهِ الدَّهْشَةُ وَيَصْفِرُ لِمَا حَلَّ بِها مِنْ نَكْبَاتٍ. وَأُطْعِمُهُمْ لُحُومَ أَبْنَائِهِمْ وَبَنَاتِهِمْ، وَيَأْكُلُ كُلُّ وَاحِدٍ لَحْمَ جَارِهِ فِي أَثْنَاءِ الْحِصَارِ وَالضِّيقَةِ الَّتِي يُضَايِقُهُمْ بِها أَعْدَاؤُهُمْ وَطَالِبُو نُفُوسِهِمْ. 10 ثُمَّ حَطِّمِ الْجَرَّةَ عَلَى مَرْأَى الرِّجَالِ الذَّاهِبِينَ مَعَكَ، 11 وَقُلْ لَهُمْ: هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ: سَأُحَطِّمُ هَذَا الشَّعْبَ وَأُدَمِّرُ هَذِهِ الْمَدِينَةَ كَمَا يُحَطِّمُ الْمَرْءُ إِنَاءَ الْخَزَّافِ، بِحَيْثُ لَا يُمْكِنُ إِصْلاحُهُ، وَيُدْفَنُ الرِّجَالُ فِي تُوفَةَ إِذْ لَنْ يَتَوَافَرَ مَوْضِعٌ آخَرُ لِلدَّفْنِ. 12 هَذَا مَا سَأُجْرِيهِ عَلَى هَذَا الْمَكَانِ وَعَلَى سُكَّانِهِ، يَقُولُ الرَّبُّ، سَأَجْعَلُ هَذِهِ الْمَدِينَةَ مِثْلَ تُوفَةَ، 13 وَأُحِيلُ بُيُوتَ أُورُشَلِيمَ وَبُيُوتَ مُلُوكِ يَهُوذَا إِلَى مَوْضِعِ نَجَاسَةٍ، وَكَذَلِكَ كُلَّ الْبُيُوتِ الَّتِي أَحْرَقُوا عَلَى سُطُوحِهَا بَخُوراً لِكَوَاكِبِ السَّمَاءِ، وَسَكَبُوا سَكَائِبَ خَمْرٍ لِآلِهَةٍ أُخْرَى».

14 وَجَاءَ إِرْمِيَا مِنْ تُوفَةَ، الَّتِي كَانَ الرَّبُّ قَدْ أَرْسَلَهُ إِلَيْهَا لِيَتَنَبَّأَ، وَوَقَفَ فِي سَاحَةِ هَيْكَلِ الرَّبِّ، وَخَاطَبَ جَمِيعَ الشَّعْبِ: 15 هَذَا مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: «هَا أَنَا جَالِبٌ عَلَى هَذِهِ الْمَدِينَةِ وَعَلَى جَمِيعِ قُرَاهَا كُلَّ الشَّرِّ الَّذِي قَضَيْتُ بِهِ عَلَيْهَا، لأَنَّهُمْ قَسَّوْا قُلُوبَهُمْ فَلَمْ يَسْمَعُوا كَلامِي».

إرميا وفشحور

20 وَسَمِعَ الْكَاهِنُ فَشْحُورُ بْنُ إِمِّيرَ الَّذِي كَانَ النَّاظِرَ الأَوَّلَ عَلَى بَيْتِ الرَّبِّ إِرْمِيَا يَتَنَبَّأُ بِهَذِهِ الأُمُورِ، فَضَرَبَ فَشْحُورُ إِرْمِيَا النَّبِيَّ وَزَجَّهُ فِي الْمِقْطَرَةِ الَّتِي بِبَابِ بِنْيَامِينَ الأَعْلَى الَّذِي عِنْدَ هَيْكَلِ الرَّبِّ. وَفِي الْيَوْمِ الثَّانِي عِنْدَمَا أَخْرَجَ فَشْحُورُ إِرْمِيَا مِنَ الْمِقْطَرَةِ، قَالَ لَهُ إِرْمِيَا: «إِنَّ الرَّبَّ لَمْ يَدْعُ اسْمَكَ فَشْحُورَ، بَلْ مَجُورَ مِسَّابِيبَ (أَيْ: رُعْباً مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ). هَذَا مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ: ’هَا أَنَا أَجْعَلُكَ أَنْتَ وَجَمِيعَ أَحِبَّائِكَ عُرْضَةً لِلرُّعْبِ فَيَتَسَاقَطُونَ بِحَدِّ سُيُوفِ أَعْدَائِهِمْ عَلَى مَرْأَى مِنْكَ، وَأُسْلِمُ كُلَّ أَهْلِ يَهُوذَا لِيَدِ مَلِكِ بَابِلَ فَيُجْلِيهِمْ إِلَى بَابِلَ وَيَذْبَحُهُمْ بِالسَّيْفِ. وَأَدْفَعُ كُلَّ ثَرْوَةِ هَذِهِ الْمَدِينَةِ، وَكُلَّ نِتَاجِهَا وَنَفَائِسِهَا، وَكُلَّ كُنُوزِ مُلُوكِ يَهُوذَا إِلَى يَدِ أَعْدَائِهَا، فَيَغْنَمُونَهَا وَيَسْتَوْلُونَ عَلَيْهَا وَيَنْقُلُونَهَا مَعَهُمْ إِلَى بَابِلَ. أَمَّا أَنْتَ يَا فَشْحُورُ وَجَمِيعُ الْمُقِيمِينَ مَعَكَ فِي بَيْتِكَ فَتَذْهَبُونَ إِلَى الأَسْرِ فِي بَابِلَ حَيْثُ تَمُوتُ وَتُدْفَنُ هُنَاكَ أَنْتَ وَسَائِرُ أَحِبَّائِكَ الَّذِينَ تَنَبَّأْتَ لَهُمْ بِالأَكَاذِيبِ.‘»

شكوى إرميا

يَا رَبُّ قَدْ أَقْنَعْتَنِي فَاقْتَنَعْتُ، أَنْتَ أَقْوَى مِنِّي فَغَلَبْتَ، فَأَصْبَحْتُ مَثَارَ سُخْرِيَةٍ طَوَالَ النَّهَارِ. كُلُّ وَاحِدٍ يَسْتَهْزِئُ بِي. لأَنِّي كُلَّمَا تَكَلَّمْتُ أَصْرُخُ مُنَدِّداً، وَأُنَادِي: «ظُلْمٌ وَاغْتِصَابٌ» فَجَلَبَتْ عَلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ الاحْتِقَارَ وَالْعَارَ طَوَالَ النَّهَارِ. إِنْ قُلْتُ: «سَأَكُفُّ عَنْ ذِكْرِهِ وَلا أَتَكَلَّمُ بِاسْمِهِ بَعْدُ» صَارَ كَلامُهُ فِي قَلْبِي كَنَارٍ مُحْرِقَةٍ مَحْصُورَةٍ فِي عِظَامِي، فَأَعْيَانِي كِتْمَانُهُ وَعَجَزْتُ عَنْ كَبْتِهِ.

10 لأَنِّي سَمِعْتُ نَفَثَاتِ تَهْدِيدٍ مِنْ كَثِيرِينَ، وَأَحَاطَ بِي رُعْبٌ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ. يَقُولُونَ: «اشْتَكُوا عَلَيْهِ فَنَشْتَكِيَ عَلَيْهِ»، حَتَّى جَمِيعُ أَصْدِقَائِي الْحَمِيمِينَ يَرْقُبُونَ كَبْوَتِي قَائِلِينَ: «لَعَلَّهُ يَتَعَثَّرُ فَنَتَغَلَّبَ عَلَيْهِ وَنَنْتَقِمَ مِنْهُ». 11 لَكِنَّ الرَّبَّ مَعِي كَمُحَارِبٍ جَبَّارٍ، لِهَذَا يَعْثُرُ كُلُّ مُضْطَهِدِيَّ وَلا يَظْفَرُونَ بِي. يَلْحَقُ بِهِمْ عَارٌ عَظِيمٌ لأَنَّهُمْ لَا يُفْلِحُونَ، وَيَظَلُّ خِزْيُهُمْ مَذْكُوراً إِلَى الأَبَدِ. 12 أَيُّهَا الرَّبُّ الْقَدِيرُ مُخْتَبِرُ الصِّدِّيقِ وَالْمُطَّلِعُ عَلَى سَرَائِرِ النُّفُوسِ، دَعْنِي أَشْهَدُ انْتِقَامَكَ مِنْهُمْ لأَنِّي إِلَيْكَ فَوَّضْتُ قَضِيَّتِي. 13 اشْدُوا لِلرَّبِّ وَسَبِّحُوهُ، لأَنَّهُ أَنْقَذَ نَفْسَ الْمِسْكِينِ مِنْ قَبْضَةِ فَاعِلِي الإِثْمِ. 14 لِيَكُنْ مَلْعُوناً ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي وُلِدْتُ فِيهِ، وَلْيَخْلُ الْيَوْمُ الَّذِي أَنْجَبَتْنِي فِيهِ أُمِّي مِنْ كُلِّ بَرَكَةٍ. 15 لِيَكُنْ مَلْعُوناً ذَلِكَ الرَّجُلُ الَّذِي بَشَّرَ أَبِي قَائِلاً: قَدْ وُلِدَ لَكَ ابْنٌ فَجَعَلَ قَلْبَهُ يَفِيضُ بِالْفَرَحِ. 16 لِيُصْبِحْ ذَلِكَ الرَّجُلُ كَالْمُدُنِ الَّتِي قَلَبَهَا الرَّبُّ مِنَ غَيْرِ رِفْقٍ، وَليَسْمَعْ صُرَاخَ الْمَعَارِكِ فِي الصَّبَاحِ، وَضَجِيجَ جَلَبَتِهَا عِنْدَ الظَّهِيرَةِ. 17 لِيَكُنْ ذَلِكَ الرَّجُلُ مَلْعَوناً لأَنَّهُ لَمْ يَقْتُلْنِي مِنَ الرَّحِمِ، فَتَضْحَى أُمِّي قَبْراً لِي، وَتَظَلُّ حُبْلَى بِي إِلَى الأَبَدِ. 18 لِمَاذَا خَرَجْتُ مِنَ الرَّحِمِ لأُقَاسِيَ التَّعَبَ وَالأَوْجَاعَ، وَأُفْنِيَ أَيَّامِي بِالْخِزْيِ؟

الله يرفض طلب صدقيا

21 الْكَلامُ الَّذِي أَوْحَى بِهِ الرَّبُّ إِلَى إِرْمِيَا النَّبِيِّ، عِنْدَمَا أَرْسَلَ إِلَيْهِ الْمَلِكُ صِدْقِيَّا فَشْحُورَ بْنَ مَلْكِيَّا وَصَفَنْيَا بْنَ مَعْسِيَّا الْكَاهِنَ، قَائِلاً: «اسْأَلِ الرَّبَّ عَنَّا، لأَنَّ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكَ بَابِلَ قَدْ أَعْلَنَ عَلَيْنَا حَرْباً، لَعَلَّ الرَّبَّ يُجْرِي لَنَا مُعْجِزَةً كَسَابِقِ مُعْجِزَاتِهِ، وَيَصْرِفُهُ عَنَّا».

فَقَالَ لَهُمَا إِرْمِيَا: «هَذَا مَا تَقُولانِ لِصِدْقِيَّا: هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: هَا أَنَا أَرُدُّ أَسْلِحَتَكُمُ الَّتِي بِأَيْدِيكُمُ الَّتِي تُحَارِبُونَ بِها مَلِكَ بَابِلَ وَالْكِلْدَانِيِّينَ الَّذِينَ يُحَاصِرُونَكُمْ مِنْ خَارِجِ السُّورِ، وَأَجْمَعُهُمْ فِي وَسَطِ هَذِهِ الْمَدِينَةِ. وَأُحَارِبُكُمْ بِنَفْسِي بِيَدٍ مَمْدُودَةٍ وَذِرَاعٍ شَدِيدَةٍ، بِغَضَبٍ وَحَنَقٍ وَسُخْطٍ عَظِيمٍ. وَأُبِيدُ أَهْلَ هَذِهِ الْمَدِينَةِ رِجَالاً وَبَهَائِمَ، فَيَمُوتُونَ بِوَبَأٍ رَهِيبٍ، وَأُسْلِمُ صِدْقِيَّا مَلِكَ يَهُوذَا وَخُدَّامَهُ وَمَنْ بَقِيَ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْمَدِينَةِ، النَّاجِينَ مِنَ الْوَبَأ وَالسَّيْفِ وَالْجُوعِ، إِلَى يَدِ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ، وَإِلَى أَيْدِي أَعْدَائِهِمْ وَطَالِبِي نُفُوسِهِمْ، فَيَقْتُلُهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَلا يَرْثِي لَهُمْ وَلا يَشْفُقُ أَوْ يَرْحَمُ.

وَتَقُولُ لِهَذَا الشَّعْبِ: هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ: هَا أَنَا أَعْرِضُ أَمَامَكُمْ طَرِيقَ الْحَيَاةِ وَطَرِيقَ الْمَوْتِ. فَمَنْ يَمْكُثُ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ يَمُوتُ بِالسَّيْفِ وَالْجُوعِ وَالْوَبَاءِ، وَمَنْ يَلْجَأُ إِلَى الْكِلْدَانِيِّينَ الَّذِينَ يُحَاصِرُونَكُمْ وَيَسْتَسْلِمُ لَهُمْ يَحْيَا وَيَغْنَمُ نَفْسَهُ. 10 فَإِنِّي قَدْ قَضَيْتُ عَلَى هَذِهِ الْمَدِينَةِ بِالشَّرِّ لَا بِالْخَيْرِ يَقُولُ الرَّبُّ، لِهَذَا يَسْتَوْلِي عَلَيْهَا مَلِكُ بَابِلَ فَيُحْرِقُهَا بِالنَّارِ».

11 «وَتَقُولُ لِبَيْتِ مَلِكِ يَهُوذَا: اسْمَعُوا قَضَاءَ الرَّبِّ: 12 يَا ذُرِّيَّةَ دَاوُدَ، هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ: أَجْرُوا الْعَدْلَ فِي الصَّبَاحِ، وَأَنْقِذُوا الْمُغْتَصَبَ مِنْ يَدِ الْمُغْتَصِبِ لِئَلَّا يَنْصَبَّ غَضَبِي كَنَارٍ، فَيُحْرِقَ وَلَيْسَ مَنْ يُخْمِدُهُ لِفَرْطِ مَا ارْتَكَبْتُمْ مِنْ أَعْمَالٍ شِرِّيرَةٍ. 13 يَا أُورُشَلِيمُ يَا سَاكِنَةَ الْوَادِي، يَا صَخْرَةَ السَّهْلِ، هَا أَنَا أَقِفُ ضِدَّكِ» يَقُولُ الرَّبُّ، «وَأَنْتُمْ يَا مَنْ تَقُولُونَ: ’مَنْ يُهَاجِمُنَا؟ وَمَنْ يَقْتَحِمُ مَنَازِلَنَا؟‘ 14 هَا أَنَا أُعَاقِبُكُمْ بِحَسَبِ ثِمَارِ أَعْمَالِكُمْ، وَأُوْقِدُ نَاراً فِي غَابَةِ مَدِينَتِكُمْ فَتَلْتَهِمُ كُلَّ مَا حَوْلَهَا».

دينونة الملك الشرير

22 هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ: «انْحَدِرْ إِلَى قَصْرِ مَلِكِ يَهُوذَا وَأَعْلِنْ هُنَاكَ هَذَا الْقَضَاءَ: اسْمَعْ كَلِمَةَ الرَّبِّ يَا مَلِكَ يَهُوذَا الْمُتَرَبِّعَ عَلَى عَرْشِ دَاوُدَ، أَنْتَ وَخُدَّامُكَ وَشَعْبُكَ الْمُجْتَازِينَ مِنْ هَذِهِ الْبَوَّابَاتِ: أَجْرُوا الْعَدْلَ وَأَنْقِذُوا الْمُغْتَصَبَ مِنْ يَدِ الْمُغْتَصِبِ، وَلا تَجُورُوا عَلَى الْغَرِيبِ وَالْيَتِيمِ وَالأَرْمَلَةِ، وَلا تَتَعَسَّفُوا عَلَيْهِمْ، وَلا تَسْفِكُوا دَماً بَرِيئاً فِي هَذَا الْمَوْضِعِ. لأَنَّكُمْ إِنْ أَطَعْتُمْ هَذَا الْكَلامَ فَإِنَّ مُلُوكاً يَتَرَبَّعُونَ عَلَى عَرْشِ دَاوُدَ، رَاكِبيِنَ مَرْكَبَاتٍ وَخُيُولاً يَجْتَازُونَ هُمْ وَخُدَّامُهُمْ وَشَعْبُهُمْ بَوَّابَاتِ هَذَا الْقَصْرِ. وَلَكِنْ إِنْ عَصَيْتُمْ هَذِهِ الْوَصَايَا، فَقَدْ أَقْسَمْتُ بِنَفْسِي يَقُولُ الرَّبُّ، أَنْ يَتَحَوَّلَ هَذَا الْقَصْرُ إِلَى أَطْلالٍ». لأَنَّهُ هَذَا مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ عَنْ قَصْرِ مَلِكِ يَهُوذَا: «أَنْتَ عَزِيزٌ عَلَيَّ كَجِلْعَادَ وَكَرَأْسِ لُبْنَانَ، وَمَعَ ذَلِكَ فَإِنِّي سَأَجْعَلُكَ قَفْراً وَمُدُناً مَهْجُورَةً. سَأُجَنِّدُ عَلَيْكَ مُهْلِكِينَ مُدَجَّجِينَ بِسِلاحِهِمْ فَيَقْطَعُونَ نُخْبَةَ أَرْزِكَ وَيَطْرَحُونَهَا إِلَى النَّارِ. وَتَعْبُرُ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ أُمَمٌ كَثِيرَةٌ، فَيَقُولُ كُلُّ وَاحِدٍ لِرَفِيقِهِ: لِمَاذَا صَنَعَ الرَّبُّ هَكَذَا بِهَذِهِ الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ؟ فَيُجِيبُونَ: لأَنَّهُمْ نَبَذُوا عَهْدَ الرَّبِّ إِلَهِهِمْ وَسَجَدُوا لِلأَوْثَانِ وَعَبَدُوهَا».

نبوءة عن مصير أورشليم

10 لَا تَنُوحُوا عَلَى الْمَيْتِ وَلا تَنْدُبُوهُ، إِنَّمَا ابْكُوا عَلَى الْمَنْفِيِّ الَّذِي لَنْ يَرْجِعَ وَلَنْ يَرَى أَرْضَ مَوْطِنِهِ 11 لأَنَّهُ هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ عَنْ شَلُّومَ بْنِ يُوشِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا، الَّذِي تَوَلَّى الْعَرْشَ مَكَانَ أَبِيهِ، وَخَرَجَ مَنْفِيًّا مِنْ هَذَا الْمَكَانِ: «إِنَّهُ لَنْ يَرْجِعَ إِلَى هُنَا بَعْدُ. 12 بَلْ يَمُوتُ فِي مَنْفَاهُ الَّذِي سَبَوْهُ إِلَيْهِ وَلَنْ يَرْجِعَ لِيَرَى هَذِهِ الأَرْضَ ثَانِيَةً».

13 «وَيْلٌ لِمَنْ يَبْنِي بَيْتَهُ عَلَى الظُّلْمِ وَمَخَادِعَهُ الْعَالِيَةَ عَلَى الْجَوْرِ، الَّذِي يَسْتَخْدِمُ جَارَهُ مَجَّاناً وَلا يُوْفِيهِ أُجْرَةَ عَمَلِهِ، 14 الَّذِي يَقُولُ: ’سَأَبْنِي لِنَفْسِي بَيْتاً رَحْباً وَغُرَفاً عَالِيةً فَسِيحَةً. وَأَفْتَحُ لَهُ كُوىً وَأُغَشِّيهِ بِأَلْوَاحِ الأَرْزِ وَأَدْهِنُهُ بِأَلْوَانٍ حَمْرَاءَ.‘ 15 أَتَظُنُّ أَنَّكَ صِرْتَ مَلِكاً لأَنَّكَ بَنَيْتَ بَيْتَكَ مِنَ الأَرْزِ؟ أَمَا أَكَلَ أَبُوكَ وَشَرِبَ وَأَجْرَى عَدْلاً وَحَقّاً، فَتَمَتَّعَ بِالْخَيْرَاتِ؟ 16 قَدْ قَضَى بِالْعَدْلِ لِلْبَائِسِ وَالْمِسْكِينِ فَأَحْرَزَ خَيْراً. أَلَيْسَتْ هَذِهِ هِيَ مَعْرِفَتِي؟» يَقُولُ الرَّبُّ 17 «أَمَّا أَنْتَ فَعَيْنَاكَ وَقَلْبُكَ مُتَهَافِتَةٌ عَلَى الرِّبْحِ الْحَرَامِ، وَعَلَى سَفْكِ الدَّمِ الْبَرِيءِ، وَعَلَى الظُّلْمِ وَالاِبْتِزَازِ».

18 لِذَلِكَ هَذَا مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ عَنْ يَهُويَاقِيمَ بْنِ يُوشِيَّا، مَلِكِ يَهُوذَا: «لَنْ يَنْدُبَكَ أَحَدٌ قَائِلاً: آهِ يَا أَخِي أَوْ آهِ يَا أُخْتِي، أَوْ يَنْدُبُونَ عَلَيْهِ قَائِلِينَ: آوَّاهُ يَا سَيِّدِي، أَوْ آهِ عَلَى جَلالِهِ. 19 بَلْ يُدْفَنُ دَفْنَ حِمَارٍ، مَجْرُوراً وَمَطْرُوحاً خَارِجَ بَوَّابَاتِ أُورُشَلِيمَ».

20 «اصْعَدِي يَا أُورُشَلِيمُ إِلَى لُبْنَانَ وَاصْرُخِي. أَطْلِقِي صَوْتَكِ فِي بَاشَانَ وَأَعْوِلِي مِنْ عَبَارِيمَ لأَنَّ جَمِيعَ مُحِبِّيكِ قَدْ سُحِقُوا. 21 حَذَّرْتُكِ فِي أَثْنَاءِ عِزِّكِ فَقُلْتِ: لَنْ أَصْغِيَ. أَنْتِ مُتَمَرِّدَةٌ مُنْذُ صِبَاكِ لَا تَسْمَعِينَ لِصَوْتِي. 22 سَتَعْصِفُ الرِّيحُ بِكُلِّ رُعَاتِكِ، وَيَذْهَبُ مُحِبُّوكِ إِلَى السَّبْيِ. عِنْدَئِذٍ يَعْتَرِيكِ الْخِزْيُ وَالْعَارُ لِشَرِّكِ. 23 يَا سَاكِنَةَ لُبْنَانَ الْمُعَشِّشَةَ فِي الأَرْزِ، لَشَدَّ مَا تَئِنِّينَ عِنْدَمَا تُفَاجِئُكِ الأَوْجَاعُ، فَتَكُونِينَ كَامْرَأَةٍ تُقَاسِي مِنَ الْمَخَاضِ».

24 «حَيٌّ أَنَا» يَقُولُ الرَّبُّ، «لَوْ كَانَ كُنْيَاهُو بْنُ يَهُويَاقِيمَ مَلِكُ يَهُوذَا خَاتِماً فِي يَدِي الْيُمْنَى لَنَزَعْتُهُ مِنْهَا. 25 وَأَسْلَمْتُهُ لِطَالِبِي نَفْسِهِ، إِلَى أَيْدِي مَنْ يَفْزَعُ مِنْهُمْ، وَإِلَى قَبْضَةِ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ، وَإِلَى أَيْدِي الْكَلْدَانِيِّينَ. 26 سَأُطَوِّحُ بِهِ وَبِأُمِّهِ الَّتِي حَمَلَتْهُ إِلَى أَرْضٍ أُخْرَى، لَمْ يُوْلَدَا فِيهَا، وَهُنَاكَ يَمُوتَانِ. 27 وَلَنْ يَعُودَا قَطُّ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي يَتُوقَانِ إِلَى الرُّجُوعِ إِلَيْهَا». 28 هَذَا الرَّجُلُ كُنْيَاهُو وَعَاءٌ مَنْبُوذٌ مُحَطَّمٌ، وَإِنَاءٌ لَا يَحْفِلُ بِهِ أَحَدٌ. لِمَاذَا طُوِّحَ بِهِ وَبِأَبْنَائِهِ إِلَى أَرْضٍ لَا يَعْرِفُونَهَا؟ 29 يَا أَرْضُ! يَا أَرْضُ! يَا أَرْضُ! اسْمَعِي كَلِمَةَ الرَّبِّ: 30 «سَجِّلُوا أَنَّ هَذَا الإِنْسَانَ عَقِيمٌ، رَجُلٌ لَنْ يُفْلِحَ فِي حَيَاتِهِ، وَلَنْ يَنْجَحَ أَحَدٌ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ فِي الْجُلُوسِ عَلَى عَرْشِ دَاوُدَ وَتَوَلِّي مُلْكِ يَهُوذَا».

الفَخَّارِي

18 هَذِهِ رِسَالَةٌ نَبَوِيَّةٌ أعْطَاهَا اللهُ لِإرْمِيَا: «قُمْ وَانزِلْ إلَى بَيْتِ الفَخَّارِيِّ، وَبَيْنَمَا أنْتَ هُنَاكَ سَأُخبِرُكَ بِكَلَامِي لِهَذَا الشَّعْبِ.»

فَنَزَلتُ إلَى بَيْتِ الفَخَّارِيِّ، بَيْنَمَا كَانَ يَصْنَعُ شَيْئًا عَلَى دُولَابِهِ. فَتَلِفَ الإنَاءُ الَّذِي كَانَ الفَخَّارِيُّ يُشَكِّلُهُ بِيَدَيهِ. فَابْتَدَأ مِنْ جَدِيدٍ، وَصَنَعَ وِعَاءً آخَرَ كَمَا أرَادَهُ الفَخَّارِيُّ أنْ يَكُونَ.

هَذَا هُوَ مَا قَالَهُ اللهُ لِي. يَقُولُ اللهُ: «يَا بَنِي إسْرَائِيلَ، ألَا أسْتَطِيعُ أنْ أُفعَلَ بِكُمْ كَمَا فَعَلَ هَذَا الفَخَّارِيُّ؟ كَالفَخَّارِ فِي يَدِ الفَخَّارِيِّ، هَكَذَا أنْتُمْ فِي يَدِي يَا بَنِي إسْرَائِيلَ. قَدْ أُعلِنُ، فِي وَقْتٍ مَا، أنِّي سَأقتَلِعُ أُمَّةً أوْ مَملَكَةً، وَأكسِرُهَا وَأُدَمِّرُهَا. وَلَكِنْ إنْ تَابَتْ تِلْكَ الأُمَّةُ نَفْسُهَا عَنْ شَرِّهَا، فَإنِّي سَأتَرَاجَعُ عَنِ الدَّمَارِ الَّذِي كُنْتُ سَأُنِزِلُهُ بِهَا. وَقَدْ أُعلِنُ، فِي وَقْتٍ آخَرَ، أنِّي سَأبنِي أوْ أغرِسُ أُمَّةً أوْ مَملَكَةً. 10 وَلَكِنْ إنْ صَنَعَتِ الشَّرَّ أمَامِي، وَلَمْ تَسْمَعْ صَوْتِي، فَإنِّي سَأتَرَاجَعُ عَنِ الخَيْرِ الَّذِي كُنْتُ سَأفْعَلُهُ بِهَا.

11 «وَالْآنَ، قُلْ لِبَنِي يَهُوذَا وَلِسُكَّانِ القُدْسِ: ‹هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ: هَا أنَا أُشَكِّلُ الشَّرَّ ضِدَّكُمْ، وَأُخَطِّطُ ضِدَّكُمْ. فَتُوبُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الشِّرِّيرَةِ، وَأصلِحُوا طُرُقَكُمْ وَأعْمَالَكُمْ.› 12 وَلَكِنَّهُمْ سَيَقُولُونَ: ‹وَلِمَاذَا نَهتَمُّ بِهَذَا؟ سَنَسِيرُ وَرَاءَ خُطَطِنَا. وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا سَيَعْمَلُ الشَّرَّ الَّذِي يُرِيدُهُ بِعِنَادٍ.›»

13 لِذَلِكَ هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ:
«اسألُوا بَيْنَ الأُمَمِ:
‹مَنْ سَمِعَ بِشَعْبٍ كَهَذَا؟›
العَزِيزَةُ إسْرَائِيلُ عَمِلَتْ شَيْئًا كَرِيهًا جِدًّا.
14 هَلْ يُمْكِنُ لِثَلجِ لُبْنَانَ أنْ يَتْرُكَ قِمَّتَهُ الصَّخرِيَّةَ؟
هَلْ يُمْكِنُ لِلمِيَاهِ البَارِدَةِ المُتَدَفِّقَةِ أنْ تَجِفَّ؟
15 أمَّا شَعْبِي فَنَسِيَنِي،
أحرَقُوا بَخُورًا لِلأوْثَانِ البَاطِلَةِ
الَّتِي جَعَلَتْهُمْ يَتَعَثَّرُونَ فِي طُرُقِهِمْ،
فِي السُّبُلِ القَدِيمَةِ.
16 سَتَصِيرُ أرْضُهُمْ خَرَابًا
وَمَوضِعَ استِهزَاءٍ أبَدِيٍّ.
كُلُّ مَنْ يَمُرُّ فِيهَا سَيَرْتَعِبُ،
وَسَيَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ فِي حُزنٍ عَلَيْهَا.
17 مِثْلَ رِيحٍ شَرقِيَّةٍ
سَأُبَدِّدُهُمْ أمَامَ عَدُوِّهُمْ.
وَسَأبتَعِدُ عَنْهُمْ فِي يَوْمِ ضِيقِهِمْ.»

شَكوَى إرْمِيَا الرَّابِعَة

18 ثُمَّ قَالُوا: «تَعَالَوْا نَتَآمَرْ عَلَى إرْمِيَا، لِأنَّ الكَهَنَةَ سَيَسْتَمِرُّونَ فِي تَعْلِيمِ الشَّرِيعَةِ، وَالحُكَمَاءَ فِي تَقْدِيمِ النَّصِيحَةِ، وَالأنْبِيَاءَ فِي التَّكَلُّمِ بِكَلَامِ اللهِ. تَعَالَوْا نَسْتَهْزِئْ بِهِ، وَنَسْتَهِنْ بِكُلِّ كَلَامِهِ.»

19 يَا اللهُ، أصغِ إلَيَّ،
وَاسمَعْ صَوْتَ شَكوَايَ.
20 هَلْ يُجَازَى أحَدٌ بِشَرٍّ مُقَابِلَ الخَيْرِ؟
أمَّا خُصُومِي فَقَدْ حَفَرُوا حُفرَةً لِقَتلِي.
تَذَكَّرْ كَيْفَ وَقَفْتُ أمَامَكَ لِأُدَافِعَ عَنْهُمْ
حَتَّى أُبعِدَ غَضَبَكَ عَنْهُمْ.
21 لِذَلِكَ سَلِّمْ بَنِيهِمْ لِلجُوعِ،
وَلْيُقتَلُوا بِالسُّيُوفِ.
لِتُحْرَمْ نِسَاؤُهُمْ مِنَ الأبْنَاءِ وَالأزْوَاجِ،
وَلْيَقْتُلِ الوبَاءُ رِجَالَهُمْ،
وَلْيُضرَبْ شَبَابُهُمْ بِالسُّيُوفِ فِي المَعْرَكَةِ.
22 لِتُسمَعْ صَرخَةُ ضِيقٍ فِي بُيُوتِهِمْ،
عِنْدَمَا تَأْتِي جُيُوشٌ عَلَيْهِمْ فَجْأةً،
لِأنَّهُمْ حَفَرُوا حُفَرًا لِلإيقَاعِ بِي،
وَوَضَعُوا فِخَاخًا لِقَدَمَيَّ.
23 لَكِنَّكَ تَعْرِفُ يَا اللهُ خُطَطَهُمْ لِقَتلِي.
فَلَا تَسْتُرْ إثمَهُمْ،
وَلَا تَمْحُ خَطِيَّتَهُمْ مِنْ أمَامِ عَيْنَيْكَ.
دَعْهُمْ يَتَعَثَّرُوا أمَامَكَ.
عَاقِبْهُمْ فِي غَضَبِكَ!

19 هَذَا هُوَ مَا قَالَهُ اللهُ: «اذْهَبْ وَاشتَرِ إبرِيقَ فَخَّارٍ مِنَ الفَخَّارِيِّ، وَخُذْ بَعْضَ قَادَةِ الشَّعْبِ وَبَعْضَ قَادَةِ الكَهَنَةِ. وَاخرُجْ إلَى وَادِي ابنِ هِنُّومَ الَّذِي عِنْدَ بَوَّابَةِ الفَخَّارِيِّ، وَأعلِنْ هُنَاكَ الكَلِمَاتِ الَّتِي أقُولُهَا لَكَ.

«قُلْ: ‹يَا مُلُوكَ يَهُوذَا وَسُكَّانَ القُدْسِ، اسْمَعُوا هَذِهِ الرِّسَالَةَ مِنَ اللهِ، فَهَذَا هُوَ مَا قَالَهُ اللهُ القَدِيرُ، إلَهُ إسْرَائِيلَ: هَا أنَا آتٍ بِشَرٍّ عَلَى هَذَا المَكَانِ، حَتَّى إنَّ النَّاسَ لَنْ يُصَدِّقُوا مَا يَرَوْنَهُ.›

«قَدْ تَرَكُونِي وَنَجَّسُوا هَذَا المَكَانِ. أحرَقُوا بَخُورًا فِيهِ لِآلِهَةٍ أُخْرَى لَمْ يَعْرِفُوهَا لَا هُمْ وَلَا آبَاؤُهُمْ وَلَا مُلُوكُ يَهُوذَا. وَمَلأُوا هَذَا المَكَانَ بِدَمِ أُنَاسٍ أبرِيَاءَ. وَبَنَوْا مُرتَفَعَاتٍ[a] لِلبَعلِ، حَيْثُ يُحْرِقُونَ أبْنَاءَهُمْ فِي النَّارِ قَرَابِينَ لِلبَعلِ. وَأنَا لَمْ آمُرْ بِهذِهِ القَرَابِينِ، وَلَمْ أتَكَلَّمْ عَنْهَا أوْ حَتَّى فَكَّرْتُ بِهَا.

«لِذَلِكَ سَتَأْتِي الأيَامُ، يَقُولُ اللهُ، عِنْدَمَا لَا يَعُودُ هَذَا المَكَانُ يُدْعَى تُوفَةَ وَوَادِيَ ابنِ هِنُّومَ، وَلَكِنَّهُ سَيُدْعَى وَادِيَ القَتلِ. وَسَأُلغِي مُخَطَّطَاتِ يَهُوذَا وَمَدِينَةِ القُدْسِ فِي هَذَا المَكَانِ، وَسَأجعَلُهُمْ يَسْقُطُونَ فِي المَعْرَكَةِ أمَامَ أعْدَائِهِمْ وَبِيَدِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ قَتلَهُمْ. وَسَأُعْطِي جُثَثَهُمْ طَعَامًا لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَلِوُحُوشِ الأرْضِ. وَسَأجْعَلُ هَذِهِ المَدِينَةَ سَبَبَ رُعبٍ وَاستِهزَاءٍ. كُلُّ مَنْ يَعْبُرُ فِيهَا سَيَنْدَهِشُ وَسَيَهْزَأُ بِهَا لِخَرَابِهَا. سَأجعَلُهُمْ يَأْكُلُونَ لَحْمَ أبْنَائِهِمْ وَبَنَاتِهِمْ. وَسَيَأْكُلُ بَعْضُهُمْ أجسَادَ بَعْضٍ خِلَالِ الحِصَارِ وَالضِّيقِ اللَّذَيْنِ سَيَأْتِي بِهِمَا أعْدَاؤُهُمْ وَمَنْ يُحَاوِلُونَ قَتلَهُمْ.

10 «حِينَئِذٍ، سَتَكْسِرُ الإبرِيقَ أمَامَ الرِّجَالِ الَّذِينَ يَذْهَبُونَ مَعَكَ. 11 حِينَئِذٍ، سَتَقُولُ لَهُمْ: ‹هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ القَدِيرُ: هَكَذَا سَأُحَطِّمُ هَذَا الشَّعْبَ وَهَذِهِ المَدِينَةَ، كَمَا يُحَطِّمُ شَخْصٌ إنَاءَ فَخَّارٍ تَمَامًا حَتَّى لَا يُمْكِنُ إصلَاحُهُ. وَسَيدفِنُونَ أجسَادَهُمْ فِي تُوفَةَ لِأنَّهُ لَا يَكُونُ هُنَاكَ مَكَانٌ لِلدَّفنِ. 12 هَكَذَا سَأُعَامِلُ هَذَا المَكَانَ وَسُكَّانَهُ. وَسَأجْعَلُ هَذَا المَكَانَ مِثْلَ تُوفَةَ. هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ.

13 «‹سَتُصبِحُ بُيُوتُ القُدْسِ وَبُيُوتُ مُلُوكِ يَهُوذَا نَجِسَةً مِثْلَ تُوفَةَ، بِسَبَبِ كُلِّ البُيُوتِ الَّتِي أحرَقُوا فِيهَا بَخُورًا لِعِبَادَةِ النُّجُومِ، وَالَّتِي فِيهَا سَكَبُوا قَرَابِينَ سَائِلَةً لِآلِهَةٍ أُخْرَى.›»

14 ثُمَّ جَاءَ إرْمِيَا مِنْ تُوفَةَ – حَيْثُ كَانَ قَدْ أرْسَلَهُ اللهُ لِيَتَنَبَّأ – وَوَقَفَ فِي سَاحَةِ بَيْتِ اللهِ، وَقَالَ لِكُلِّ الشَّعْبِ: 15 «هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ القَدِيرُ إلَهُ إسْرَائِيلَ: ‹سَأجْلِبُ عَلَى هَذِهِ المَدِينَةِ وَعَلَى كُلِّ المُدُنِ المُحِيطَةِ بِهَا كُلَّ الشَّرِّ الَّذِي أعلَنتُهُ ضِدَّهَا، لِأنَّهُمْ قَاوَمُونِي بِعِنَادٍ وَلَمْ يَسْتَمِعُوا لِكَلَامِي.›»

إرْمِيَا وَفَشحُور

20 وَسَمِعَ الكَاهِنُ فَشحُورُ بْنُ إمِّيرَ إرْمِيَا وَهُوَ يَتَنَبَّأُ بِهَذَا الكَلَامِ. وَكَانَ فَشحُورُ هُوَ المَسؤُولَ الأوَّلَ عَنْ بَيْتِ اللهِ. فَضَرَبَ فَشحُورُ إرْمِيَا النَّبِيِّ وَوَضَعَ قَدَمِيهِ بَيْنَ لَوحَينِ خَشَبِيَّينِ كَبِيرَينِ، قُرْبَ بَوَّابَةِ بَنْيَامِينَ العُليَا الَّتِي فِي بَيْتِ اللهِ. وَفِي اليَوْمِ الثَّانِي، أطلَقَ فَشحُورُ إرْمِيَا مِنَ قُيُودِهِ. فَقَالَ لَهُ إرْمِيَا: «لَنْ يَدْعُوَكَ اللهُ فَشحُورَ فِيمَا بَعْدُ، بَلْ: ‹مَرْعُوبَ.› لِأنَّ هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ: ‹سَآتِي بِالرُّعبِ عَلَيْكَ وَعَلَى مَنْ تُحِبُّهُمْ. وَسَتُقتَلُونَ فِي المَعْرَكَةِ بِسَيفِ أعْدَائِكُمْ. وَأنْتَ سَتَرَى هَذَا بِعَيْنَيْكَ. سَأُسَلِّمُ كُلَّ بَنِي يَهُوذَا إلَى مَلِكِ بَابِلَ، وَسَأسبِيهِمْ إلَى بَابِلَ، فَيَضْرِبَهُمْ بِالسَّيْفِ. وَسَأُعْطِي لِيَدِ أعْدَائِهِمْ كُلَّ ثَروَةِ المَدِينَةِ، وَكُلَّ إنتَاجِهَا، وَكُلَّ مُمتَلَكَاتِهَا الثَّمِينَةِ، وَجَمِيعَ كُنُوزِ مُلُوكِ يَهُوذَا. فَسَيَسْلِبُهُمُ البَابِلِيُّونَ، وَسَيَأْخُذُونَهُمْ إلَى بَابِلَ. وَأنْتَ يَا فَشحُورُ، وَكُلُّ مَنْ يَعِيشُ فِي بَيْتِكَ سَتَذْهَبُونَ إلَى السَّبْيِ. سَتَذْهَبُ إلَى بَابِلَ، وَهُنَاكَ سَتَمُوتُ وَتُدفَنُ، أنْتَ وَكُلُّ الَّذِينَ تُحِبُّهُمْ، وَتَنَبَّأتَ لَهُمْ بِالكَذِبِ.›»

شَكوَى إرْمِيَا الخَامِسَة

يَا اللهُ، قَدْ أقْنَعتَنِي فَاقتَنَعْتُ،
وَأظْهَرْتَ لِي قُوَّتَكَ فَغَلَبْتَنِي.
صِرتُ أُضحُوكَةً طَوَالَ اليَوْمِ،
وَالجَمِيعُ استَهْزَأُوا بِي.
لِأنِّي كُلَّمَا تَكَلَّمْتُ،
عَلَيَّ أنْ أصرُخَ صُرَاخًا وَأقُولُ:
«عُنفٌ وَدَمَارٌ!»
حَتَّى صَارَتْ كَلِمَةُ اللهِ سَبَبًا لِعَارِي
وَالسُّخرِيَةِ بِي طَوَالَ اليَوْمِ.
فَقُلْتُ: «لَنْ أذكُرَهُ،
وَلَنْ أتَكَلَّمَ ثَانِيَةً بِاسْمِهِ.»
فَكَانَتْ كَلِمَتُهُ كَنَارٍ فِي قَلْبِي،
تَشْتَعِلُ فِي عِظَامِي.
فَتَعِبْتُ مِنْ حَبسِهَا فِي دَاخِلِي.
لَا أسْتَطِيعُ ذَلِكَ بَعْدُ.
10 لِأنِّي سَمِعْتُ كَثِيرِينَ يَهْمِسُونَ عَنِّي:
«إنَّهُ يَنْشُرُ الرُّعبَ فِي كُلِّ مَكَانٍ.
سَنَشتَكِي عَلَيْهِ. نَعَمْ، سَنَشتَكِي عَلَيْهِ.»
كُلُّ أصْحَابِي يُرَاقِبُونَنِي
لِيَرَوْا إنْ كُنْتُ سَأتَعَثَّرُ.
يَقُولُونَ: «لَعَلَّهُ يَنْخَدِعُ فَنَقدِرَ أنْ نَهزِمَهُ،
وَنَنتَقِمَ مِنْهُ.»
11 لَكِنَّ اللهَ مَعِي كَمُحَارِبٍ مُرعِبٍ.
لِذَلِكَ يُخزَى الَّذِينَ يُطَارِدُونَنِي،
وَلَنْ يَغْلِبُونِي.
سَيَخْجَلُونَ لِأنَّهُمْ لَنْ يَنْجَحُوا،
وَسَيَحْمِلُونَ خِزيًا أبَدِيًّا لَا يُنْسَى.

12 أيُّهَا الإلَهُ القَدِيرُ،
يَا مُختَبِرَ الأبْرَارِ،
وَالعَارِفُ رَغَبَاتِ الإنْسَانِ وَأفكَارِهِ،
أرِنِي انتِقَامَكَ مِنْهُمْ.
فَإنِّي أُقَدِّمُ شَكوَايَ لَكَ وَحْدَكَ.
13 رَنِّمُوا للهِ،
سَبِّحُوا اللهَ،
لِأنَّهُ أنقَذَ حَيَاةَ المِسكِينِ مِنْ أيدِي الأشْرَارِ.

شَكوَى إرْمِيَا السَّادِسَة

14 لِيَكُنِ اليَوْمُ الَّذِي وُلِدتُ فِيهِ مَلعُونًا،
وَلْيَكُنِ اليَوْمُ الَّذِي وَلَدَتنِي فِيهِ أُمِّي غَيْرَ مُبَارَكٍ.
15 مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي بَشَّرَ أبِي وَقَالَ لَهُ:
«وُلِدَ لَكَ وَلَدٌ،»
مُفَرِّحًا إيَّاهُ فَرَحًا عَظِيمًا.
16 لِيَكُنْ ذَلِكَ الرَّجُلُ كَالمُدُنِ الَّتِي قَلَبَهَا اللهُ بِلَا شَفَقَةٍ،
وَلْيَسْمَعْ صَرخَةَ ضِيقٍ فِي الصَّبَاحِ،
وَبُوقَ إنْذَارٍ فِي الظَّهِيرَةِ.
17 لِأنَّهُ لَمْ يَقْتُلنِي عِنْدَمَا وُلِدتُ.
لَكَانَتْ أُمِّي هِيَ قَبرِي،
فَلَا تُنْجِبُنِي إلَى الأبَدِ.
18 لِمَاذَا خَرَجتُ مِنَ الرَّحِمِ
لِأرَى هَذَا الضِّيقَ وَالحُزنَ،
وَأُمضِيَ بَقِيَّةَ أيَّامِي فِي خِزيٍ؟

رَفضُ اللهِ لِطَلَبِ المَلِكِ صِدْقِيَّا

21 هَذِهِ هِيَ الرِّسَالَةُ الَّتِي أعْطَاهَا اللهُ لِإرْمِيَا، عِنْدَمَا أرْسَلَ المَلِكُ صِدْقِيَّا إلَيْهِ فَشحُورَ بْنَ مَلْكِيَّا وَالكَاهِنَ صَفَنْيَا بْنَ مَعَسِيَّا حَيْثُ قَالَا لَهُ: «نَرجُوكَ أنْ تسألَ اللهَ بِالنِّيَابَةِ عَنَّا. فَنَبُوخَذْنَاصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ يُحَارِبُنَا. فَلَعَلَّ اللهَ يَعْمَلُ عَمَلًا عَجِيبًا لِأجْلِنَا، كَمَا عَمِلَ فِي المَاضِي، فَيَتْرُكَنَا نَبُوخَذْنَاصَّرُ.»

حِينَئِذٍ، قَالَ لَهُمَا إرْمِيَا: «هَذَا مَا سَتَقُولانِهِ لِصِدْقِيَّا: ‹هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ إلَهُ إسْرَائِيلَ: هَا أنَا سَأُحَوِّلُ ضِدَّكُمُ هَذِهِ الأسلِحَةَ الَّتِي فِي أيدِيكُمُ. أنْتُمْ تُحَارِبُونَ بِهَا مَلِكَ بَابِلَ وَالكِلدَانِيِّينَ، الَّذِينَ يُحَارِبُونَكَ خَارِجَ سُورِ المَدِينَةِ، لَكِنِّي سَآتِي بِهِمْ إلَى وَسَطِ هَذِهِ المَدِينَةِ. سَأُحَارِبُكُمْ بِنَفْسِي بِيَدٍ مَمدُودَةٍ وَبِذِرَاعٍ قَوِيَّةٍ، بِغَضَبٍ وَسَخَطٍ وَشِدَّةٍ. سَأضرِبُ سُكَّانَ هَذِهِ المَدِينَةِ: النَّاسَ وَالبَهَائِمَ مَعًا. وَسَيَمُوتُونَ بِوَبَاءٍ عَظِيمٍ. بَعْدَ هَذَا، يَقُولُ اللهُ، سَأُسَلِّمُ صِدْقِيَّا مَلِكَ يَهُوذَا وَخُدَّامَهُ وَالشَّعْبَ، وَالَّذِينَ سَيَبْقُونَ فِي هَذِهِ المَدِينَةِ بَعْدَ الوَبَاءِ وَالحَرْبِ وَالجُوعِ، إلَى يَدِ نَبُوخَذْنَاصَّرَ، مَلِكِ بَابِلَ، وَإلَى يَدِ أعْدَائِهِمْ وَإلَى يَدِ الَّذِينَ يَطْلُبُونَ حَيَاتَهُمْ. وَسَيَضْرِبُهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. وَلَنْ يُشفِقَ عَلَى أحَدٍ مِنْهُمْ وَلَنْ يُبقِيَ أحَدًا، وَلَنْ يَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ.›»

«وَقُلْ لِهَذَا الشَّعْبِ: ‹هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ: سَأضَعُ أمَامَكُمْ طَرِيقَينِ: طَرِيقَ الحَيَاةِ وَطَرِيقَ المَوْتِ. مَنْ يَبْقَى فِي المَدِينَةِ سَيَمُوتُ فِي المَعْرَكَةِ أوْ بِالجُوعِ أوْ بِالوَبَاءِ. وَمَنْ يَخْرُجُ وَيَسْتَسْلِمُ للكِلدَانِيّينَ الَّذِينَ يُحَاصِرُونَ المَدِينَةَ، تَكُونُ لَهُ حَيَاتُهُ غَنِيمَةً مِنَ الحَرْبِ، 10 يَقُولُ اللهُ، لِأنَّي سَأُواجِهُ هَذِهِ المَدِينَةَ لِلخَرَابِ لَا للمُكَافَأةِ. وَسَتُسَلَّمُ إلَى يَدِ مَلِكِ بَابِلَ الَّذِي سَيُحْرِقُهَا بِالنَّارِ.›

11 «وَقُلْ لِلعَائِلَةِ المَلَكِيَّةِ فِي يَهُوذَا: ‹اسْمَعُوا رِسَالَةَ اللهِ 12 يَا بَيْتَ دَاوُدَ. هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ:

«‹احكُمُوا بِالعَدْلِ كُلَّ صَبَاحٍ،
وَخُذُوا المَسرُوقَ مِنْ يَدِ الظَّالِمِ.
حَتَّى لَا يَخْرُجَ غَضَبِي كَنَارٍ تَلْتَهِمُكُمْ
وَلَا تَنْطَفِئُ،
بِسَبَبِ أعْمَالِكُمُ الشِّرِّيرَةِ.›

13 «أنَا ضِدُّكِ يَا قُدْسُ،
أيَّتُهَا السَّاكِنَةُ فِي الوَادِي،
مِثْلَ جَبَلٍ فِي وَسَطِ سَهلٍ،
يَقُولُ اللهُ،
تَقُولُونَ: ‹مَنْ سَيُرعِبُنَا؟
مَنْ سَيُهَاجِمُ فِي أمَاكِنِ لُجُوئِنَا؟›»

14 يَقُولُ اللهُ:
«سَأُعَاقِبُكُمْ بِحَسَبِ مَا تَسْتَحِقُّهُ أعْمَالُكُمْ،
وَسَأُشعِلُ نَارًا فِي غَابَتِهَا،
فَتَلْتَهِمَ كُلَّ شَيءٍ حَوْلَهَا.»

دَينُونَةُ المُلُوكِ الأشرَار

22 هَذَا هُوَ مَا قَالَهُ اللهُ: «انزِلْ يَا إرْمِيَا إلَى بَيْتِ مَلِكِ يَهُوذَا، وَتَكَلَّمْ إلَيْهِمْ بِهَذِهِ الرِّسَالَةِ. قُلْ: ‹اسمَعْ كَلِمَةَ اللهِ يَا مَلِكَ يَهُوذَا الجَالِسَ عَلَى عَرْشِ دَاوُدَ، أنْتَ وَخُدَّامُكَ الَّذِينَ يَعْبُرُونَ هَذِهِ الأبْوَابَ.› هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ: ‹اعمَلُوا مَا هُوَ عَادِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ، وَخُذُوا الَّذِي سُلِبَ مِنْ يَدِ الظَّالِمِ. لَا تُسِيئُوا مُعَامَلَةَ الغَرِيبِ أوِ اليَتِيمِ أوِ الأرمَلَةِ وَلَا تُؤذُوهُمْ، وَلَا تَسْفُكُوا دَمَ أُنَاسٍ أبرِيَاءَ فِي هَذَا المَكَانِ. فَإنْ عَمِلْتُمُ بَحَسَبِ كَلَامِي هَذَا، سَيَبْقَى فِي يَهُوذَا مُلُوكٌ يَجْلِسُونَ عَلَى عَرْشِ دَاوُدَ، يَرْكَبُونَ مَرْكَبَاتِهِمْ وَخُيُولَهُمْ وَيَعْبُرُونَ هَذِهِ الأبْوابَ مَعَ خُدَّامِهِمْ وَشَعْبِهِمْ. لَكِنْ إنْ لَمْ تَنْتَبِهُوا لِهَذِهِ الكَلِمَاتِ، فَإنِّي أُقْسِمُ بِذَاتِي، يَقُولُ اللهُ، إنَّ هَذَا البَيْتَ سَيَكُونُ حُطَامًا.›»

لِأنَّ هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ عَنْ بَيْتِ مَلِكِ يَهُوذَا:

«أنْتَ كَجِلعَادَ،
وَكَقِمَّةِ لُبْنَانَ.
وَمَعَ هَذَا سَأجعَلُكَ كَالصَّحرَاءِ،
وَكَالمُدُنِ غَيْرِ المَأهُولَةِ.
وَسَأُعَيِّنُ مُدَمِّرِينَ لَكَ،
كُلَّ وَاحِدٍ وَسِلَاحَهُ.
سَيَقْطَعُونَ أفْضَلَ أرْزِكَ،
وَيَطْرَحُونَهُ فِي النَّارِ.

«سَتَمُرُّ أُمَمٌ كَثِيرَةٌ بِهَذِهِ المَدِينَةِ، وَسَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: ‹لِمَاذَا عَمِلَ اللهُ هَذَا الأمْرَ لِهَذِهِ المَدِينَةِ العَظِيمَةِ؟› فَيُجِيبُونَ: ‹لِأنَّهُمْ تَرَكُوا عَهْدَ إلَهِهِمْ، وَسَجَدُوا لِآلِهَةٍ أُخْرَى وَعَبَدُوهَا وَخَدَمُوهَا.›»

دَينُونَةٌ عَلَى المَلِكِ يَهُوأحَاز

10 لَا تَبْكُوا عَلَى الَّذِي مَاتَ،
وَلَا تَحْزَنُوا عَلَيْهِ.
ابكُوا بِمَرَارَةٍ عَلَى مَنْ خَرَجَ مِنَ المَدِينَةِ.
فَهُوَ لَنْ يَعُودَ وَلَنْ يَرَى أرْضَ مِيلَادِهِ ثَانِيَةً أبَدًا.

11 لِأنَّ هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ عَنْ يَهُوأحَازَ[b] بْنِ يُوشِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا، الَّذِي يَحْكُمُ مَلِكًا مَكَانَ يُوشِيَّا أبِيهِ، وَالَّذِي خَرَجَ مِنْ هَذَا المَكَانِ وَلَنْ يَعُودَ إلَيْهِ: 12 «سَيَمُوتُ فِي المَكَانِ الَّذِي سُبِيَ إلَيْهِ، وَلَنْ يَعُودَ ثَانِيَةً لِيَرَى هَذِهِ الأرْضَ.»

دَينُونَةٌ عَلَى المَلِكِ يَهُويَاقِيم

13 «وَيْلٌ لِمَنْ يَبْنِي بَيْتَهُ بِالظُلمِ،
وَلِمَنْ يُضِيفُ طَابِقًا جَدِيدًا بِالغِشِّ.
وَيْلٌ لِمَنْ يَجْعَلُ صَدِيقَهُ يَخْدِمُهُ مَجَّانًا،
فَلَا يَدْفَعُ أُجْرَتَهُ.

14 «يَا مَنْ تَقُولُ:
‹سَأبنِي لِنَفْسِي بَيْتًا ضَخمًا،
وَغُرَفًا وَاسِعَةً فِي طَوَابِقَ مُرْتَفِعَةٍ.
سَأفتَحُ نَوَافِذَ،
وَسَأُغَشِّي البَيْتَ بِالأرْزِ،
وَسَأطلِيهِ بِاللَّونِ القُرمُزِيِّ.›»

15 «أتَظُنُّ أنَّكَ مَلِكٌ لِكَثْرَةِ خَشَبِ الأرْزِ فِي بَيْتِكَ؟
ألَمْ يَكُنْ لَدَى أبِيكَ الكَثِيرُ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ؟
لَكِنَّهُ كَانَ عَادِلًا وَصَالِحًا،
فَعَاشَ بِخَيرٍ.
16 دَافَعَ عَنْ قَضِيَّةِ المِسْكِينِ وَالفَقِيرِ،
فَعَاشَ بِخَيرٍ.
ألَيْسَ هَذَا مَعنَى أنْ تَعْرِفَنِي؟» يَقُولُ اللهُ.

17 «لَكِنَّ عَيْنَيْكَ وَقَلْبَكَ مُوَجَّهةٌ إلَى الرِّبحِ الفَاسِدِ،
بِقَتلِ الأبرِيَاءِ،
وَبِظُلمِهِمْ وَالِاحْتِيَالِ عَلَيْهِمْ.»

18 لِذَلِكَ هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ عَنْ يَهُويَاقِيمَ
بْنِ يُوشِيَّا، مَلِكِ يَهُوذَا:
«لَنْ يَنُوحَ النَّاسُ عَلَيْهِ وَيَقُولُوا:
‹آهٍ يَا أخِي،
آهٍ يَا أُختِي.›
لَنْ يَنُوحُوا عَلَيْهِ وَيَقُولُوا:
‹آهٍ يَا مَوْلَايَ،
آهٍ يَا جَلَالَةَ المَلِكِ.›
19 بَلْ سَيُدفَنُ كَمَا يُدفَنُ الحِمَارُ.
سَيَسْحَبُونَهُ وَيُلقُونَ بِهِ خَارِجَ بَوَّابَاتِ مَدِينَةِ القُدْسِ.»

20 «اصعَدِي إلَى جِبَالِ لُبْنَانَ يَا يَهُوذَا،
وَاصرُخِي فِي يَأْسٍ.
ارفَعِي صَوْتَكِ حُزْنًا،
فِي جِبَالِ بَاشَانَ.
اصرُخِي مِنَ جِبَالِ عَبَارِيمَ ألَمًا،
لِأنَّ مُحِبِّيكِ قَدْ سُحِقُوا.

21 «تَكَلَّمْتُ إلَيكِ عِنْدَمَا كُنْتِ تَشْعُرِينَ بِالأمَانِ.
إذْ قُلْتِ: ‹لَنْ أسمَعَ.›
فَهَكَذَا أنْتِ مُنْذُ أيَّامِ شَبَابِكِ،
لِأنَّكِ لَمْ تُطِيعِينِي.
22 سَتَأْخُذُ الرِّيحُ كُلَّ رُعَاتِكِ،
وَكُلُّ مُحِبِّيكِ سَيَذْهَبُونَ إلَى السَّبْيِ.
لِأنَّكِ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ سَتَخْجَلِينَ،
وَسَتَخْزَينَ مِنْ كُلِّ شَرِّكِ.

23 «أيَّتُهَا السَّاكِنَةُ فِي لُبْنَانَ،
وَقَدْ وَضَعْتِ عُشَّكِ فِي الأرْزِ.
كَمْ سَتَئِنِّينَ عِنْدَمَا تَأْتِي الآلَامُ عَلَيْكِ،
وَيَأْتِي الوَجَعُ عَلَيْكِ كَامْرَأةٍ تَلِدُ.»

دَينُونَةٌ عَلَى المَلِكِ كُنْيَاهُو

24 يَقُولُ اللهُ: «أُقْسِمُ بِذَاتِي، إنْ كَانَ كُنْيَاهُو بْنُ يَهُويَاقِيمَ مَلِكُ يَهُوذَا خَاتَمًا فِي يَدِي اليُمْنَى، فَمِنْ هُنَاكَ أنزِعُهُ. 25 وَسَأُسَلِّمُكَ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ قَتْلَكَ، وَلِلَّذِينَ تَرْتَعِبُ مِنْهُمْ. إلَى يَدِ نَبُوخَذْنَاصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ وَلِيَدِ الكِلدَانِيِّينَ. 26 سَأُلقِيكَ أنْتَ وَالَّتِي وَلَدَتْكَ خَارِجًا، إلَى أرْضٍ لَمْ تُولَدْ فِيهَا. وَلَكِنَّكَ هُنَاكَ سَتَمُوتُ. 27 وَإلَى الأرْضِ الَّتِي تَشتَاقُ إلَيْهَا لَنْ تَرْجِعَ.»

28 هَذَا الرَّجُلُ، كُنْيَاهُو،
إنَاءٌ فَخَّارِيٌّ مُحتَقَرٌ وَمَكسُورٌ!
هَلْ هُوَ إنَاءٌ لَا يَرْغَبُ فِيهِ أحَدٌ؟
إذًا لِمَاذَا يُطرَحُ هُوَ وَنَسْلُهُ إلَى أرْضٍ لَا يَعْرِفُونَهَا؟
29 يَا أرْضُ، يَا أرْضُ، يَا أرْضَ يَهُوذَا،
اسْمَعِي كَلِمَةَ اللهِ،
30 هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ:
«صِفُوا هَذَا الرَّجُلَ بِالعُقْمِ.
لَا يَنْجَحُ فِي حَيَاتِهِ،
لِأنَّهُ لَنْ يَنْجَحَ أحَدٌ مِنْ أبنَائِهِ عَلَى عَرْشِ دَاوُدَ،
أوْ فِي حُكْمِ يَهُوذَا.»

Footnotes

  1. 19‏:5 مرتفَعَات كَانَتْ أمَاكِنُ العِبَادَةِ وَتقديمِ الذَّبَائِحِ تَكْثُرُ فِي المَنَاطِقِ المُرْتَفِعَةِ.
  2. 22‏:11 يَهُوأحَاز حَرْفيًّا «شَلُّوم» وَهُوَ اسمٌ لِآخَرُ ليَهُوأحَاز.