ﺗﻜﻮﻳﻦ 2-3
Arabic Bible: Easy-to-Read Version
اليَوْمُ السَّابعُ: الرَّاحَة
2 وَهَكَذَا أُكْمِلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ وَكُلُّ مَا فِيهِا. 2 وَفِي اليَوْمِ السَّابِعِ، فَرَغَ اللهُ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي أنجَزَهُ. وَفِي اليَوْمِ السَّابِعِ اسْتَرَاحَ مِنْ كُلِّ عَمَلِهِ الَّذِي أنجَزَهُ. 3 وبَارَكَ اللهُ اليَوْمَ السَّابِعَ. وَأعلَنَ أنَّهُ مُخَصَّصٌ لَهُ، لِأنَّهُ اسْتَرَاحَ فِيهِ مِنْ خَلْقِ العَالَمِ وَمَا فيهِ.
[بِدَايةُ البَشَرِيَّة]
4 هَذِهِ هِيَ قِصَّةُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ عِنْدَمَا خُلِقَتَا، يَوْمَ صَنَعَ اللهُ[a] الأرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ: 5 لَمْ يَكُنْ أيُّ عُشْبٍ مِنْ أعْشَابِ الحُقُولِ قَدْ نَمَا بَعْدُ عَلَى الأرْضِ، وَلَمْ يَكُنْ نَبَاتُ الحَقْلِ قَدْ بَرْعَمَ، لِأنَّ اللهَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أرْسَلَ مَطَرًا عَلَى الأرْضِ بَعْدُ، وَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ إنْسَانٌ يَفْلَحُ التُّرْبَةَ. 6 لَكِنْ كَانَ يَخْرُجُ مِنَ الأرْضِ جَدْوَلٌ[b] يَسْقِي كُلَّ سَطْحِ التُّرْبَةِ.
7 ثُمَّ شَكَّلَ اللهُ الرَّجُلَ[c] مِنْ تُرَابِ الأرْضِ، وَنَفَخَ فِي أنفِهِ نَفَسَ الحَيَاةِ، فَصَارَ الرَّجُلُ نَفْسًا حَيَّةً. 8 ثُمَّ زَرَعَ اللهُ حَدِيقَةً فِي عَدْنٍ، فِي المَشْرِقِ.[d] وَهُنَاكَ وَضَعَ الرَّجُلَ الَّذِي شَكَّلَهُ. 9 وَأنْبَتَ اللهُ مِنَ الأرْضِ كُلَّ شَجَرَةٍ جَمِيلَةٍ وَصَالِحَةٍ لِلأكْلِ. وَكَانَت فِي وَسَطِ الحَدِيقَةِ شَجَرَةُ الحَيَاةِ، وَأيْضًا الشَّجَرَةُ الَّتِي تُعْطِي التَّمْيِيزَ بَيْنَ الخَيْرِ وَالشَّرِّ.
10 وَكَانَ نَهْرٌ يَجْرِي عَبْرَ عَدْنٍ لِيَسْقِيَ الحَدِيقَةَ. وَكَانَ النَّهْرُ يَنْقَسِمُ إلَى أرْبَعَةِ فُرُوعٍ. 11 اسْمُ الأوَّلِ فِيشُونُ. وَهُوَ الَّذِي يَجْرِي حَوْلَ أرْضِ الحَوِيلَةِ[e] كُلِّهَا، حَيْثُ الذَّهَبُ. 12 وَالذَّهَبُ هُنَاكَ مِنْ نَوْعِيَّةٍ جَيِّدَةٍ. وَهُنَاكَ أفْخَرُ العُطُورِ وَأحْجَارُ العَقِيقِ. 13 وَاسْمُ الثَّانِي جِيْحُونُ. وَهُوَ الَّذِي يَجْرِي حَوْلَ أرْضِ كُوشٍ[f] كُلِّهَا. 14 وَاسْمُ الثَّالِثِ دِجْلَةُ. وَهُوَ يَجْرِي شَرقِيَّ أشُّورَ.[g] وَالرَّابِعُ الفُرَاتُ.
15 وَأخَذَ اللهُ الرَّجُلَ وَوَضَعَهُ فِي حَدِيقَةِ عَدْنٍ لِيَفْلَحَهَا وَيَعْتَنِيَ بِهَا. 16 وَأوْصَى اللهُ الرَّجُلَ فَقَالَ: «لَكَ أنْ تَأْكُلَ مَا تَشَاءُ مِنْ كُلِّ أشْجَارِ الحَدِيقَةِ. 17 أمَّا الشَّجَرَةُ الَّتِي تُعْطِي التَّمْيِيزَ بَيْنَ الخَيْرِ وَالشَّرِّ، فَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا. لِأنَّكَ حِينَ تَأْكُلُ مِنْهَا، مَوْتًا تَمُوتُ.»
أوَّلُ امْرَأَة
18 ثُمَّ قَالَ اللهُ: «لَيسَ حَسَنًا أنْ يَكُونَ الرَّجُلُ وَحِيدًا. لِهَذَا سَأصْنَعُ لَهُ مُعِينًا مِثْلَهُ.» 19 فَشَكَّلَ اللهُ مِنَ التُّرَابِ كُلَّ حَيَوَانٍ فِي الحُقُولِ وَكُلَّ طَيرٍ فِي الهَوَاءِ. ثُمَّ أحضَرَهَا كُلَّهَا إلَى الرَّجُلِ لِيَرَى مَاذَا سَيُسَمِّي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهَا. وَمَهْمَا كَانَ الِاسْمُ الَّذِي أطلَقَهُ عَلَى كُلِّ كَائِنٍ حَيٍّ، فَذَاكَ صَارَ اسْمَهُ. 20 فَسَمَّى الرَّجُلُ كُلَّ المَوَاشِي، وَطُيُورَ السَّمَاءِ، وَكُلَّ الحَيَوَانَاتِ البَرِّيَّةِ. لَكِنْ لَمْ يَجِدْ بَيْنَهَا مَنْ هُوَ مِثْلُهُ مُعِينًا لَهُ.
21 فَأغْرَقَ اللهُ الرَّجُلَ فِي نَوْمٍ عَمِيقٍ. وَبَيْنَمَا هُوَ نَائِمٌ، أخَذَ اللهُ ضِلْعًا مِنْ أضلَاعِهِ، وَأغلَقَ الجِلْدَ مَكَانَهَا. 22 ثُمَّ صَنَعَ اللهُ مِنَ الضِّلْعِ الَّتِي أخَذَهَا مِنَ الرَّجُلِ امْرَأَةً. وَقَدَّمَهَا لَهُ. 23 فَقَالَ الرَّجُلُ:
«أخِيرًا!
هَذِهِ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي
وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي!
سَأُسَمِّي هَذِهِ ‹امْرَأَةً›
لِأنَّهَا أُخِذَتْ مِنِ امْرِئٍ.»
24 لِذَلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أبَاهُ وَأُمَّهُ، وَيَلْتَصِقُ بِزَوْجَتِهِ، فَيَصِيرَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. 25 وَكَانَ الرَّجُلُ وَزَوْجَتُهُ كِلَاهُمَا عُرْيَانَينِ. وَلَكِنَّهُمَا لَمْ يَكُونَا يَخْجَلَانِ.
بِدَايَةُ الخَطِيَّة
3 وَكَانَتِ الحَيَّةُ أمْكَرَ الحَيَوَانَاتِ البَرِّيَّةِ الَّتِي خَلَقَهَا اللهُ. فَقَالَتْ لِلمَرْأةِ: «أحَقًّا قَالَ اللهُ لَكُمَا: ‹لَا تَأْكُلَا مِنْ أشْجَارِ الحَدِيقَةِ كُلِّهَا؟›»
2 فَقَالَتِ المَرْأةُ لِلحَيَّةِ: «بَلْ نَأكُلُ مِنْ ثَمَرِ جَمِيعِ الأشْجَارِ فِي الحَديقَةِ، 3 أمَّا الشَّجَرَةُ الَّتِي فِي وَسَطِ الحَدِيقَةِ، فَقَدْ قَالَ اللهُ: ‹لَا تأكُلَا مِنْهَا وَلَا تَلْمِسَاهَا وَإلَّا فَسَتَمُوتَانِ!›»
4 فَقَالَتِ الحَيَّةُ لِلمَرْأةِ: «لَنْ تَمُوتَا! 5 لَكِنَّ اللهَ يَعْرِفُ أنَّكُمَا حِينَ تَأْكُلَانِ مِنْهَا، تَنْفَتِحُ أعْيُنُكُمَا، وَتُصبِحَانِ مِثْلَ اللهِ فِي التَّمْيِيزِ بَيْنَ الخَيْرِ وَالشَّرِّ.»
6 وَرَأتِ المَرْأةُ أنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلأكلِ وَجَذَّابَةٌ لِلعَيْنِ، وَمَرغُوبٌ فِيهَا بِسَبَبِ مَا تُعْطِيهِ مِنَ الحِكْمَةِ لِلآكِلِ مِنْهَا. فَأخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا، وَأكَلَتْ. ثُمَّ أعطَتْ لِزَوْجِهَا الَّذِي كَانَ مَعَهَا، فَأكَلَ هُوَ أيْضًا. 7 فَانفَتَحَتْ أعيُنُهُمَا، وَأدرَكَا أنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أوْرَاقَ تِينٍ، وَصَنَعَا لَهُمَا ثَوبَينِ يُخفِيَانِ عَوْرَتَيهِمَا.
8 ثُمَّ سَمِعَا صَوْتَ اللهِ مَاشِيًا فِي الحَدِيقَةِ مَعَ هُبُوبِ الرِّيحِ. فَاختَبَأ الرَّجُلُ وَزَوْجَتُهُ بَيْنَ أشْجَارِ الحَدِيقَةِ مِنْ حَضْرَةِ اللهِ. 9 فَنَادَى اللهُ الرَّجُلَ وَقَالَ لَهُ: «أيْنَ أنْتَ؟»
10 فَقَالَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الحَدِيقَةِ، فَخِفْتُ لِأنِّي عُرْيَانٌ، فَاختَبَأتُ.»
11 فَقَالَ اللهُ: «مَنْ قَالَ لَكَ إنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي نَهَيتُكَ عَنِ الأكلِ مِنْهَا؟»
12 فَقَالَ الرَّجُلُ: «المَرْأةُ الَّتِي أعطَيْتَنِي إيَّاهَا لِتَكُونَ مَعِي أعْطَتْنِي مِنْ ثَمَرِ الشَّجَرَةِ، فَأكَلْتُ.»
13 حِينَئِذٍ قَالَ اللهُ لِلمَرْأةِ: «مَا هَذَا الَّذِي فَعَلْتِهِ؟» فَقَالَتِ المَرْأةُ: «الحَيَّةُ احْتَالَتْ عَلَيَّ، فَأكَلْتُ.»
14 فَقَالَ اللهُ لِلحَيَّةِ:
«لِأنَّكِ فَعَلْتِ ذَلِكَ،
تَكُونِينَ مَلعُونَةً أكْثَرَ مِنْ كُلِّ البَهَائِمِ
وَمِنْ كُلِّ الحَيَوَانَاتِ البَرِّيَّةِ.
وَكُلَّ أيَّامِ حَيَاتِكِ،
سَتَزْحَفِينَ عَلَى بَطْنِكِ،
وَسَتَتَعَفَّرِينَ بِالتُّرَابِ.[h]
15 وَسَأجْعَلُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ المَرْأةِ،
وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا.
سَيَسْحَقُ نَسْلُهَا رَأسَكِ،
وَأنْتِ سَتَلْدَغِينَ عَقِبَهُ.»[i]
16 ثُمَّ قَالَ اللهُ لِلمَرْأةِ:
«سَأُكَثِّرُ آلَامَ حَبَلِكِ،
وَبِالوَجَعِ تَلِدِينَ أبْنَاءَكِ.
أنْتِ تَشْتَاقينَ إلَى زَوْجِكِ،
وَهُوَ يَسُودُ عَلَيكِ.»[j]
17 ثُمَّ قَالَ اللهُ لِآدَمَ:[k]
«قَدِ اسْتَمَعْتَ لِمَشُورَةِ امْرَأتِكَ،
فَأكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي نَهَيتُكَ عَنِ الأكلِ مِنْهَا.
لِهَذَا سَألعَنُ الأرْضَ،
فَلَا تَعُودُ تَأْكُلُ مِنْهَا إلَّا بِالكَدِّ وَالتَّعَبِ كُلَّ أيَّامِ حَيَاتِكَ.
18 سَتُنْبِتُ لَكَ شَوْكًا وَحَسَكًا،
وَسَتأْكُلُ مِنْ نَبَاتَاتِ الحُقُولِ.
19 تَأْكُلُ خُبْزَكَ بِعَرَقِ جَبِينِكَ،
إلَى أنْ تَعُودَ إلَى الأرْضِ الَّتِي مِنْهَا أُخِذْتَ.
مِنَ التُّرَابِ خُلِقْتَ،
وَإلَى التُّرَابِ سَتَعُودُ.»
20 وَدَعَا آدَمُ زَوْجَتَهُ «حَوَّاءَ»[l] لِأنَّهَا سَتُصْبِحُ أُمَّ كُلِّ إنْسَانٍ حَيٍّ.
21 وَصَنَعَ اللهُ مَلَابِسَ مِنَ الجِلْدِ لِآدَمَ وَلِزَوْجَتِهِ، وَألْبَسَهُمَا.
22 ثُمَّ قَالَ اللهُ: «هَا قَدْ صَارَ الإنْسَانُ كَوَاحِدٍ مِنَّا فِي التَّمْيِيزِ بَيْنَ الخَيْرِ وَالشَّرِّ. وَالْآنَ يُمْكِنُهُ أنْ يَمُدَّ يَدَهُ وَيَأْخُذَ مِنْ ثَمَرِ شَجَرَةِ الحَيَاةِ، وَيأكُلَ مِنْهَا، فَيَعْيِشَ إلَى الأبَدِ.»
23 فَطَرَدَهُ اللهُ مِنْ حَدِيقَةِ عَدْنٍ لِيَفْلَحَ الأرْضَ الَّتِي مِنْهَا خُلِقَ. 24 وَبَعْدَ أنْ طَرَدَ الإنْسَانَ، وَضَعَ مَلَائِكَةَ الكَرُوبِيمِ، وَسيفًا مُلْتَهِبًا مُتَقَلِّبًا لِحِرَاسَةِ الطَّرِيقِ إلَى شَجَرَةِ الحَيَاةِ.
Footnotes
- 2:4 الله حرفيًا «يهوه إيلوهيم.» وهو الاستخدَام الأول لهذَا التركيب في العَهْد القديم، وفي المقطع 2:4-4:26. وربمَا يعني أن يهوه هو الإله الحقيقي. رَاجع «أسْمَاء الله» في التَّمهيد.
- 2:6 جدول أوْ «ضبَاب.»
- 2:7 الرّجل الكلمة العِبْرِيِّة هُنَا هِيَ الاسْم «آدم» نَفْسه. وكذلك فِي الفقرَات التَالية حتّى 3:12.
- 2:8 فِي المشرق يشير ذلك عَلَى الأغلب إلَى المِنْطَقَةِ الوَاقعةِ بَيْنَ نهري دجلة وَالفرَات وَامتدَادهَا للجنوب الشرقي حتّى الخليج العربي.
- 2:11 الحويلة الأرْض المحَاذية لسَاحل شبه الجزيرة العربية، أوْ ربمَا جزء من أفريقيَا جنوب الحبشة.
- 2:13 كوش يعني هَذَا الاسْم عَادة الحبشة، لَكِنْ قَدْ يشير هُنَا إلَى منْطقة شمَال شرق نهر دجلة.
- 2:14 شَرْقيِّ أشُّور أو «شَرْقِيِّ مَدِينةِ أشُّور.»
- 3:14 تتعفّرين بِالتّرَاب حرفيًا «تأكلينَ التّرَاب.»
- 3:15 عَقِبَه العَقِبُ مُؤخَّرُ أسفلِ القَدم.
- 3:16 تشتَاقين … يسود عليك أوْ «تريدين السيَادة عَلَى زوجك، لَكِنْ هُوَ يسود عليك.» وتأتي نهَاية العَدَد 4:7 ممَاثلة لِهذَا النَّص فِي اللُّغَة العِبْرِيِّة.
- 3:17 آدَم الكلمة العِبْرِيِّة هُنَا هِيَ الاسْم «آدم،» لَكِنْ هِيَ المرة الأولى الَّتِي ترد فيهَا الكلمة من دون أدَاة التعريف. وَقَدْ تكون هَذِهِ إشَارة لبدَاية تسمية الرجل بِالِاسم الشّخصي «آدم.» وتتضمنُ هذِهِ الكلمةُ مَعْنَى التّرَابِ أوِ الطّين. ومثلهَا فِي اللغَةِ العربيّة «أديم.» أيْ «تُرَاب.»
- 3:20 حَوَّاء تشبه الكلمة «حيَاة» فِي اللغَةِ العِبْرِيِّة.
Copyright © 2009, 2016 by Bible League International