لِدَاوُدَ

26 رَبُّ أَظْهِرْ بَرَاءَتِي لأَنِّي قَدْ سَلَكْتُ بِكَمَالِي، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ فَلَا أَتَزَعْزَعُ افْحَصْنِي أَيُّهَا الرَّبُّ وَاخْتَبِرْنِي. امْتَحِنْ دَخَائِلِي وَقَلْبِي، لأَنَّ رَحْمَتَكَ نُصْبَ عَيْنَيَّ، وَقَدْ سَلَكْتُ فِي حَقِّكَ. لَمْ أُجَالِسْ أَهْلَ الْبَاطِلِ وَمَعَ الْمُنَافِقِينَ لَا أَشْتَرِكُ. بَلْ أَبْغَضْتُ مَعْشَرَ فَاعِلِي الإِثْمِ، وَلَمْ أَجْلِسْ مَعَ الأَشْرَارِ. أَغْسِلُ يَدَيَّ عُرْبُونَ بَرَاءَتِي وَأَنْضَمُّ إِلَى الْمُجْتَمِعِينَ حَوْلَ مَذْبَحِكَ يَا رَبُّ. مُتَرَنِّماً بِصَوْتِ الْحَمْدِ وَأُحَدِّثُ بِأَعْمَالِكَ الْعَجِيبَةِ كُلِّهَا. رَبُّ، قَدْ أَحْبَبْتُ الإِقَامَةَ فِي بَيْتِكَ، حَيْثُ يَحِلُّ مَجْدُكَ.

فَلَا تَجْمَعْ نَفْسِي مَعَ الْخَاطِئِينَ، وَلَا حَيَاتِي مَعَ سَافِكِي الدَّمِ، 10 الَّذِينَ أَيْدِيهِمْ مُلَوَّثَةٌ بِالسُّوءِ، وَيَمِينُهُمْ مَلأَى بِالرِّشْوَةِ. 11 أَمَّا أَنَا فَبِكَمَالِي أَسْلُكُ، فَافْدِنِي وَتَحَنَّنْ عَلَيَّ. 12 قَدَمَايَ مُنْتَصِبَتَانِ عَلَى طَرِيقٍ مُسْتَوِيَةٍ، وَأُرَنِّمُ لِلرَّبِّ جَهْراً فِي مَحَافِلِ الْعِبَادَةِ.

مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.

26 أنْصِفْنِي يَا اللهُ لِأنِّي عِشْتُ بِاسْتِقَامَةٍ،
وَلأنِّي عَلَى اللهِ أتَّكَلْتُ بِلَا تَرَدُّدٍ.
امتَحِنِّي يَا اللهُ، جَرِّبْنِي.
افْحَصْ عَقلِي وَقَلْبِي.
مَحَبَّتُكَ أمَامَ عَينَيَّ دَائِمًا.
وَأنَا أسِيرُ حَسْبَ أمَانَتِكَ.
لَا أُعَاشِرُ الأدنِيَاءَ.
وَالمُنَافِقُونَ لَا أُخَالِطُهُمْ.
أبغَضُ رِفقَةَ أُنَاسِ السُّوءِ.
وَلَا أُرَافِقُ الأشْرَارَ.

أغسِلُ يَدَيَّ لِأُظهِرَ بَرَاءَتِي،
لِكَي أطُوفَ حَوْلَ مَذْبَحِكَ، يَا اللهُ.
لِكَي أُسَمِّعَ النَّاسَ تَرَانِيمَ تَسْبِيحِكَ،
وَأُحَدِّثَ بِأعْمَالِكَ العَجِيبَةِ.
أُحِبُّ يَا اللهُ أنْ أكُونَ فِي بَيْتِكَ حَيْثُ تَسْكُنُ،
فِي الخَيْمَةِ حَيْثُ مَجْدُكَ.

لَا تُهلِكْنِي مَعَ الخُطَاةِ يَا اللهُ،
وَلَا تَأْخُذْ حَيَاتِي مَعَ القَتَلَةِ.
10 الَّذِينَ يُدَبِّرُونَ مَكَائِدَ لِلآخَرِينَ،
وَيَقْبَلُونَ الرِّشوَةَ دَائِمًا.
11 أمَّا أنَا، فَأحيَا بِالنَّقَاءِ.
فَارحَمْنِي وَخَلِّصْنِي.
12 عَلَى سَهلٍ أقِفُ ثَابِتًا
وَفِي الجَمَاعَةِ أقِفُ وَأُبَارِكُ اللهَ.

لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ، مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ

40 انْتَظَرْتُ الرَّبَّ صَابِراً، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ وَسَمِعَ صُرَاخَ اسْتِغَاثَتِي، وَانْتَشَلَنِي مِنْ هُوَّةِ الْهَلاكِ، مِنْ طِينِ الْمُسْتَنْقَعِ. وَأَوْقَفَ قَدَمَيَّ عَلَى أَرْضٍ صَخْرِيَّةٍ، فَصِرْتُ أَمْشِي بِخُطُوَاتٍ ثَابِتَةٍ. وَضَعَ فِي فَمِي تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً، قَصِيدَةَ تَسْبِيحٍ لإِلَهِنَا. يَرَى ذَلِكَ كَثِيرُونَ فَيَخَافُونَ الرَّبَّ.

طُوبَى لِرَجُلٍ وَضَعَ فِي الرَّبِّ ثِقَتَهُ، وَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَى الْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُنْحَرِفِينَ إِلَى الْكَذِبِ. أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهِي، مَا أَكْثَرَ أَعْمَالَكَ الْعَجِيبَةَ! إِنْ تَحَدَّثْتُ عَنْ خُطَطِكَ الرَّائِعَةِ لَنَا فَلَنْ أَقْدِرَ أَنْ أُحْصِيَهَا. زَادَتْ عَنْ أَنْ تُعَدَّ. لَمْ تُرِدْ أَوْ تَطْلُبْ ذَبَائِحَ وَمُحْرَقَاتٍ عَنِ الْخَطِيئَةِ، لَكِنَّكَ وَهَبْتَنِي أُذُنَيْنِ مُصْغِيَتَيْنِ مُطِيعَتَيْنِ. عِنْدَئِذٍ قُلْتُ: «هَا أَنَا أَجِيءُ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي دَرْجِ الْكِتَابِ: إِنَّ مَسَرَّتِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَتَكَ الصَّالِحَةَ يَا إِلَهِي، وَشَرِيعَتُكَ فِي صَمِيمِ قَلْبِي. أَعْلَنْتُ بِرَّكَ وَسَطَ جَمَاعَةِ شَعْبِكَ الْعَظِيمِ، وَأَنْتَ يَا رَبُّ عَلِمْتَ أَنَّنِي لَمْ أُلْجِمْ شَفَتَيَّ. 10 لَمْ أُخْفِ بِرَّكَ دَاخِلَ قَلْبِي، بَلْ أَعْلَنْتُ أَمَانَتَكَ وَخَلاصَكَ. لَمْ أَكْتُمْ رَحْمَتَكَ وَحَقَّكَ عَنْ جَمَاعَةِ شَعْبِكَ الْعَظِيمِ».

11 فَأَنْتَ يَا رَبُّ لَنْ تَمْنَعَ مَرَاحِمَكَ عَنِّي. تَنْصُرُنِي دَائِماً رَحْمَتُكَ وَحَقُّكَ. 12 إِنَّ شُرُوراً لَا تُحْصَى قَدْ أَحَاطَتْ بِي، وَآثَامِي قَدْ أَطْبَقَتْ عَلَيَّ فَأَعْمَتْنِي لأَنَّهَا أَكْثَرُ مِنْ شَعْرِ رَأْسِي، وَقَلْبِي قَدْ خَذَلَنِي. 13 يَا رَبُّ، ارْتَضِ أَنْ تُنَجِّيَنِي. أَسْرِعْ يَا رَبُّ لإِغَاثَتِي. 14 لِيَخْزَ وَلْيَخْجَلْ مَعاً الَّذِينَ يَسْعَوْنَ إِلَى قَتْلِي. لِيُدْبِرْ وَلْيَخْزَ الْمَسْرُورُونَ بِأَذِيَّتِي. 15 لِيَذْهَلْ خِزْياً السَّاخِرُونَ مِنِّي. 16 وَلْيَفْرَحْ وَيَبْتَهِجْ بِكَ جَمِيعُ طَالِبِيكَ، وَلْيَقُلْ كُلَّ حِينٍ مُحبُّو خَلاصِكَ: «يَتَعَظَّمُ الرَّبُّ». 17 أَمَّا أَنَا فَمِسْكِينٌ وَبَائِسٌ. الرَّبُّ يَهْتَمُّ بِي. عَوْنِي وَمُنْقِذِي أَنْتَ. فَلَا تَتَوَانَ يَا إِلَهِي.

لِقَائِدِ المُرَنِّمِينَ، مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.

40 انْتَظَرْتُ اللهَ بِصَبْرٍ.
فَالتَفَتَ إلَيَّ وَسَمِعَ صُرَاخِي.
مِنَ المَوْتِ نَشَلَنِي.
أخرَجَنِي مِنَ الوَحلِ.
عَلَى أرْضٍ ثَابِتَةٍ وَضَعَ قَدَمَيَّ،
وَثَبَّتَ خُطُوَاتِي.
وَضَعَ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً[a] عَلَى شَفَتَيَّ،
تَرْنِيمَةَ شُكْرٍ لِإلَهِنَا.
كَثِيرُونَ سَيَرَوْنَ أعْمَالَهُ،
فَيَهَابُونَ اللهِ وَيَتَّكِلُونَ عَلَيْهِ.
هَنِيئًا لِمَنْ وَضَعَ ثِقَتَهُ فِي اللهِ،
وَلَا يَلْجَأُ إلَى الشَّيَاطِينِ وَالآلِهَةِ المُزَيَّفَةِ.
يَا إلَهِي، أنْتَ صَنَعْتَ عَجَائِبَ كَثِيرَةً.
رَائِعَةٌ هِيَ خُطَطُكَ لَنَا،
وَلَيْسَ مَنْ يَقْدِرُ أنْ يَذْكُرَهَا كُلَّهَا.
سَأُخبِرُ بِهَا مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، مَعَ أنَّهَا لَا تُحْصَى.

أنْتَ لَا تُسَرُّ بِالذَّبَائِحِ وَالقَرَابِينِ،
بَلْ فَتَحْتُ أُذُنَيَّ لِصَوْتِكَ.
لَمْ تَطْلُبْ ذَبَائِحَ صَاعِدَةً وَذَبَائِحَ خَطِيَّةٍ.
لِهَذَا قُلْتُ: «هَا قَدْ جِئْتُ.
مَكْتُوبٌ هَذَا عَنِّي فِي الكِتَابِ.
رَغبَتِي أنْ أفعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إلَهِي،
وَشَرِيعَتُكَ هِيَ فِي قَلْبِي.»

بَشَّرْتُ بِأعْمَالِكَ الحَسَنَةِ بَيْنَ الجَمَاعَةِ الكَبِيرَةِ.
وَأنْتَ، يَا اللهُ، تَعْلَمُ أنَّنِي لَا أُقفِلُ شَفَتَيَّ.
10 لَمْ أكتِمْ فِي قَلْبِي أعْمَالَكَ الصَّالِحَةَ.
بَلْ جَاهَرْتُ بِإخلَاصِكَ وَخَلَاصِكَ.
عَنِ الجَمَاعَةِ الكَبِيرَةِ لَمْ أُخفِ شَيْئًا
مِنْ صِدْقِ مَحَبَّتِكَ وَأمَانَتِكَ.
11 فَلَا تَمْنَعْ، يَا اللهُ، عَنِّي رَحْمَتَكَ.
وَبِصِدْقِ مَحَبَّتِكَ وَأمَانَتِكَ احْمِنِي دَوْمًا.
12 لِأنَّ أشْرَارًا بِلَا عَدَدٍ قَدْ حَاصَرُونِي.
وَخَطَايَايَ أمسَكَتْ بِي وَلَا أرَى مَهرَبًا.
خَطَايَايَ أكْثَرُ مِنْ شَعْرِ رَأسِي.
وَشَجَاعَتِي فَارَقَتْنِي.
13 عَجِّلْ يَا اللهُ وَأنْقِذْنِي.
إلَى مَعُونَتِي أسرِعْ يَا اللهُ.
14 لَيْتَ جَمِيعَ السَّاعِينَ إلَى هَلَاكِي يَخْجَلُونَ وَيُخْذَلُونَ.
لَيْتَ مَنْ يُرِيدُونَ أذِيَّتِي يَسْقُطُونَ
وَيَنْدَحِرُونَ!
15 لَيْتَ المُتَهَكِّمِينَ بِي يَفْزَعُونَ فِي خَجَلِهِمْ،
16 بَيْنَمَا يَبْتَهِجُ وَيَفْرَحُ كُلُّ طَالِبِيكَ،
وَيَقُولُ مُحِبُّو خَلَاصِكَ دَائِمًا:
«عَظِيمٌ هُوَ اللهُ

17 لَكِنِ انْظُرْ إلَيَّ يَا رَبِّي،
لِأنِّي أنَا مِسْكِينٌ وَبَائِسٌ.
إلَهِي، عَوْنِي وَخَلَاصِي أنْتَ.
فَلَا تَتَأخَّرْ.

Footnotes

  1. 40‏:3 ترنِيمَة جَدِيدَة كَانَ شُعرَاءُ الشّعبِ يكتبُونَ ترنيمَةً جديدةً فِي كُلِّ مرّةٍ يصنَعُ اللهُ أمْرًا عظيمًا لخيرِهِمْ.

لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ – عَلَى لَا تُهْلِكْ. مُذَهَّبَةٌ لِدَاوُدَ

58 أَحَقّاً تَنْطِقُونَ بِالْحَقِّ أَيُّهَا الْحُكَّامُ، وَتَقْضُونَ بِالاسْتِقَامَةِ يَا بَنِي الْبَشَرِ؟ لا! إِنَّمَا تُضْمِرُونَ الْبَاطِلَ فِي الْقَلْبِ وَتَرْتَكِبُ أَيْدِيكُمُ الظُّلْمَ فِي الأَرْضِ. زَاغَ الأَشْرَارُ وَهُمْ مَا بَرِحُوا فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَضَلُّوا نَاطِقِينَ بِالْكَذِبِ مُنْذُ أَنْ وُلِدُوا. فِيهِمْ سُمٌّ كَسُمِّ الْحَيَّاتِ، يَسُدُّونَ آذَانَهُمْ كَالأَفَاعِي الصَّمَّاءِ، الَّتِي لَا تَسْمَعُ لِصَوْتِ الْحُوَاةِ، وَلَا لِصَوْتِ السَّاحِرِ الْمَاهِرِ. هَشِّمْ أَسْنَانَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ يَا اللهُ. حَطِّمْ أَنْيَابَ الأَشْبَالِ. لِيَتَلاشَوْا كَالْمَاءِ الْمُرَاقِ، وَلْتَتَكَسَّرْ رُؤُوسُ سِهَامِهِمْ عِنْدَمَا يُصَوِّبُونَهَا. لِيَتَلاشَوْا مِثْلَ الْقَوَاقِعِ فِي أَثْنَاءِ زَحْفِهَا، وَكَالْجَنِينِ الْمُجْهَضِ لَا يُعَايِنُونَ الشَّمْسَ. وَقَبْلَ أَنْ تُحِسَّ قُدُورُكُمْ بِنَارِ الأَشْوَاكِ تَحْتَهَا، يَكْتَسِحُ اللهُ كَبِيرَهُمْ وَصَغِيرَهُمْ بِعَاصِفَةِ غَضَبِهِ، 10 يَفْرَحُ الأَبْرَارُ حِينَ يَرَوْنَ عِقَابَ الأَشْرَارِ، وَيَغْسِلُونَ أَقْدَامَهُمْ بِدَمِهِمْ. 11 فَيَقُولُ النَّاسُ: «حَقّاً إِنَّ للِصِّدِّيقِ مُكَافَأَةً، وَإِنَّ فِي الأَرْضِ إِلَهاً يَقْضِي».

لِقَائِدِ المُرَنِّمِينَ. عَلَى لَحنِ «لَا تُهلِكْ.» مِكْتَامٌ لِدَاوُدَ.

58 لِمَاذَا تَصْمِتُونَ عَنِ العَدلِ أيُّهَا القَادَةُ العِظَامُ؟
أتَقْضُونَ بِالعَدْلِ بَيْنَ النَّاسِ؟
بَلْ قُلُوبُكُمْ مَلأى بِالشَّرِّ فِي هَذِهِ الأرْضِ،
وَبِأيدِيكُمْ عُنفٌ وَجَرِيمَةٌ.

هَؤُلَاءِ الأشرَارُ ضَلُّوا مُنْذُ مَولِدِهِمْ.
وَمُنذُ طُفُولَتِهِمْ كَاذِبُونَ.
غَضَبُهُمْ كَسُمِّ الأفعَى.
وَلَا يَسْمَعُونَ صَوْتَ الحَقِّ،
كَمَا لَا تَسْمَعُ الأفعَى السَّامَّةُ صَوْتَ الحَاوِي.
بِمَهَارَةٍ يُعِدُّونَ مَكَائِدَهُمْ.

كَسِّرْ أسنَانَهُمْ فِي أفوَاهِهِمْ يَا اللهُ!
وَاقلَعْ أنيَابَ الأُسُودِ مِنْهَا.
لِتَذُبْ قُوَّتُهُمْ كَالمَاءِ الَّذِي يَمْضِي فِي طَرِيقِهِ.
وَلْيُدَاسُوا كَعُشبٍ ذَابِلٍ.
لَيتَهُمْ يَخْتَفُونَ كَحَلَزَونٍ
يَذُوبُ كُلَّمَا تَحَرَّكَ حَتَّى يَخْتَفِيَ.
لَيتَهُمْ كَجَنِينٍ مَيِّتٍ لَمْ يَرَ ضَوْءَ الشَّمْسِ.
لَيتَهُمْ يَصِيرُونَ كَالأشوَاكِ.
بَعْضُهَا يَحْتَرِقُ، وَبَعْضُهَا يَنْتَظِرُ.
تُطَيِّرُهَا الرِّيحُ قَبْلَ أنْ تَلْمِسَ النَّارَ.

10 لَيْتَ الصَّالِحِينَ يَفْرَحُونَ، إذْ يَرَوْنَ مُكَافأتَهُمْ.
لَيتَهُمْ يَدُوسُونَ الأشرَارَ.
11 وَلَيْتَ النَّاسَ يَقُولُونَ:
«حَقًّا إنَّ الصَّالِحِينَ يُكَافَأُونَ.
حَقًّا يُوجَدُ إلَهٌ يَحْكُمُ هَذَا الكَونَ.»

لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ عَلَى الآلاتِ الْوَتَرِيَّةِ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ

61 اسْتَمِعْ يَا اللهُ إِلَى صُرَاخِي وَأَصْغِ إِلَى صَلاتِي. مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ أَدْعُوكَ إِذَا غُشِيَ عَلَى قَلْبِي، فَتَهْدِينِي إِلَى صَخْرَةٍ عَالِيَةٍ يَتَعَذَّرُ ارْتِقَاؤُهَا. لأَنَّكَ كُنْتَ لِي مَلْجَأً وَبُرْجاً مَنِيعاً يَحْمِينِي مِنَ الْعَدُوِّ. لِذَا أَسْكُنُ فِي خَيْمَتِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَأَعْتَصِمُ بِسِتْرِ جَنَاحَيْكَ، لأَنَّكَ أَنْتَ يَا اللهُ قَدِ اسْتَمَعْتَ إِلَى نُذُورِي. أَعْطَيْتَنِي مِيرَاثاً كَمِيرَاثِ الَّذِينَ يَتَّقُونَ اسْمَكَ. تُضِيفُ أَيَّاماً إِلَى عُمْرِ الْمَلِكِ، فَتَكُونُ سِنُو حَيَاتِهِ كَأَجْيَالٍ عَدِيدَةٍ. يَبْقَى عَلَى عَرْشِهِ أَمَامَ اللهِ إِلَى الأَبَدِ. وَاجْعَلِ الرَّحْمَةَ وَالْحَقَّ يَحْفَظَانِهِ. وَهَكَذَا أُرَنِّمُ لاِسْمِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَأُوْفِي نُذُورِي دَائِماً.

لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ عَلَى يَدُوثُونَ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ

62 انْتَظَرَتْ نَفْسِي اللهَ وَحْدَهُ. مِنْ لَدُنِهِ يَأْتِي خَلاصِي. هُوَ وَحْدَهُ صَخْرَتِي وَخَلاصِي وَحِصْنِي الْمَنِيعُ، لِذَلِكَ لَا أَتَزَعْزَعُ أَبَداً.

إِلَى مَتَى تُوَالُونَ الْهُجُومَ عَلَى الإِنْسَانِ، وَتَسْعَوْنَ جَمِيعُكُمْ إِلَى هَدْمِهِ، كَأَنَّهُ حَائِطٌ مُتَدَاعٍ أَوْ سِيَاجٌ مُخَلْخَلٌ؟ إِنَّمَا يَتَآمَرُونَ كَيْ يُطِيحُوا بِهِ عَنْ مَكَانَتِهِ الرَّفِيعَةِ، مُبْتَهِجِينَ بِالْكَذِبِ: يُبَارِكُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَلْعَنُونَ بِقُلُوبِهِمْ.

انْتَظَرَتْ نَفِسي اللهَ وَحْدَهُ؛ مِنْ لَدُنِهِ يَأْتِي خَلاصِي. هُوَ وَحْدَهُ صَخْرَتِي وَخَلاصِي وَحِصْنِي الْمَنِيعُ، لِذَلِكَ لَا أَتَزَعْزَعُ أَبَداً. فِي اللهِ خَلاصِي وَمَجْدِي. وَاللهُ هُوَ صَخْرَةُ قُوَّتِي وَمَلْجَإِي. ثِقُوا بِهِ فِي كُلِّ حِينٍ أَيُّهَا الشَّعْبُ. اسْكُبُوا أَمَامَهُ قُلُوبَكُمْ، اللهُ مَلْجَأُنَا.

لَيْسَ الْبَشَرُ جَمِيعاً، عُظَمَاءُ وَأَدْنِيَاءُ، سِوَى بَاطِلٍ وَوَهْمٍ. إنْ وَضَعْتَهُمْ فِي كَفَّةِ مِيزَانٍ لَا يَزِنُونَ شَيْئاً. إِنَّهُمْ أَخَفُّ مِنْ نَسَمَةٍ. 10 لَا تَتَّكِلُوا عَلَى الظُّلْمِ وَلَا تَتَفَاخَرُوا بِالسَّرِقَةِ. إنْ كَثُرَ الْغِنَى فَلَا تَعْتَمِدُوا عَلَيْهِ، 11 مَرَّةً تَكَلَّمَ الرَّبُّ وَمَرَّتَيْنِ سَمِعْتُ هَذَا: أَنَّ الْعِزَّةَ لِلهِ، 12 لَكَ الرَّحْمَةُ يَا رَبُّ فَأَنْتَ تُجَازِي كُلَّ إِنْسَانٍ بِمُقْتَضَى عَمَلِهِ.

لِقَائِدِ المُرَنِّمِينَ، عَلَى الآلَاتِ المُوسِيقِيَّةِ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.[a]

61 إلَهِي، اسْمَعْ صَرخَتِي.
وَإلَى صَلَاتِي انتَبِهْ.
حَيْثُمَا كُنْتُ وَحِينَمَا أضعُفُ، بِكَ أستَنْجِدُ!
فَقُدنِي إلَى قَلعَةٍ أعْلَى مِنِّي.
لِأنَّكَ أنْتَ قَلعَتِي المُرْتَفِعَةُ!
وَأنْتَ بُرجِي المَنِيعُ فِي وَجْهِ أعْدَائِي!
أُرِيدُ أنْ أسكُنَ فِي خَيْمَتِكَ إلَى الأبَدِ،
مُحتَمِيًا تَحْتَ جَنَاحَيكَ. سِلَاهْ

لِأنَّكَ نَظَرتَ إلَى نُذُورِي يَا اللهُ.
وَأعْطَيْتَنِي مِيرَاثَ خَائِفِيكَ.
لَيتَكَ تُطِيلُ عُمْرَ المَلِكِ،
فَيَعِيشَ عَبْرَ الأجيَالِ الآتِيَةِ.
لَيتَهُ يُتَوَّجُ إلَى الأبَدِ فِي حَضْرَةِ اللهِ،
تَحْمِيهِ رَحمَتُكَ وَأمَانَتُكَ.
سَأُرَنِّمُ تَرَانِيمَ إكرَامًا لِاسْمِكَ إلَى الأبَدِ،
وَأُوفِي نُذُورِي يَومًا فَيَومًا!

لِقَائِدِ المُرَنِّمِينَ، لِيَدُوثُونَ.[b] مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.

62 انتَظِرِي يَا نَفْسِي اللهَ،
فَمِنهُ يَأْتِي خَلَاصِي!
هُوَ حِصْنِي وَمُخَلِّصِي!
هُوَ قَلعَتِي المُرْتَفِعَةُ.
فَلَا تَهُزُّنِي كَثْرَةُ أعْدَائِي!

إلَى مَتَى تُواصِلُونَ الهُجُومَ عَلَيَّ؟
إلَى أنْ تَهْدِمُونِي كَحَائِطٍ مَائِلٍ؟
رُغْمَ كَرَامَتِي، يَتَآمَرُونَ لِتَدْمِيرِي،
مَسرُورِينَ بِأكَاذِيبِهِمْ.
أمَامَ النَّاسِ يَمْدَحُونَنِي،
ثُمَّ يَلْعَنُونَنِي فِي قُلُوبِهِمْ. سِلَاهْ[c]

انتَظِرِي يَا نَفْسِي اللهَ،
فَمِنهُ يَأْتِي رَجَائِي.
هُوَ حِصنِي وَمُخَلِّصِي!
هُوَ قَلعَتِي المُرْتَفِعَةُ فَلَا أُخْزَى!
عَلَى اللهِ تَعْتَمِدُ كَرَامَتِي وَخَلَاصِي.
هُوَ حِصنِي وَقَلعَتِي المُرْتَفِعَةُ.
ثِقُوا بِهِ أيُّهَا البَشَرُ.
اسكُبُوا قُلُوبَكُمْ أمَامَهُ.
اللهُ هُوَ مَلجَأُنَا. سِلَاهْ

لَكِنَّ البَشَرَ بُخَارٌ لَا أكْثَرَ.
مَا هُمْ إلَّا نَسْمَةٌ عَابِرَةٌ.
وَفِي المَوَازِينِ لَا يَزِنُونَ أكْثَرَ مِنْ بُخَارٍ.
10 لَا تَتَّكِلُوا عَلَى الِانْتِزَاعِ مِنَ الآخَرِينَ،
وَلَا تَضَعُوا آمَالًا كَاذِبَةً فِي السَّرِقَةِ.
وَإذَا زَادَتْ ثَروَتُكُمْ،
لَا تَسْمَحُوا بِأنْ تَتَعَلَّقَ قُلُوبُكُمْ بِالثَّرْوَةِ.
11 حِينَ تَكَلَّمَ اللهُ مَرَّةً،
فَهِمْتُ هَذَينِ الأمْرَينِ:
«أنَّ القُوَّةَ للهِ،
12 وَأنَّ الرَّحمَةَ لَكَ يَا رَبُّ.»
أنْتَ تُجَازِي الجَمِيعَ بِحَسَبِ أعْمَالِهِمْ.

Footnotes

  1. مزمور 61 مزمور لدَاود توجدُ هذهِ الصّيغةُ فِي عنوَانِ الكثِير من المزَامير. وَقَدْ تعني أيْضًا «مَزْمُورٌ مُهدى لِدَاوُدَ.» (مكرر فِي المزَامير 62‏-65).
  2. مزمور 62 يَدُوثُون أوْ «وَلِيَدُوثُونَ» وَهُوَ أحدُ ثلَاثةٍ كَانُوا قَادَةَ التّسبيحِ الرئيسيِّينَ فِي الهيكَل. انْظُرْ كِتَابَ أخْبَارِ الأيَّامِ الأوّل 9‏:16، 16‏:38‏-42.
  3. 62‏:4 سِلَاهْ كلمةٌ تظهرُ فِي كِتَابِ المزَاميرِ وكتَابِ حَبَقُوقَ. وَهِيَ عَلَى الأغلبِ إشَارةٌ للمرنّمينَ أوِ العَازِفينَ بِمَعْنَى التّوقّفُ قليلًا أوْ تغييرِ الطبقة. (أيْضًا فِي العَدَد 8)

لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ

64 يَا اللهُ اسْمَعْ صَوْتِي حِينَ أَشْكُو إِلَيْكَ أَمْرِي، وَاحْفَظْ حَيَاتِي مِنْ رَهْبَةِ عَدُوِّي. اسْتُرْنِي مِنْ مُؤَامَرَةِ الأَشْرَارِ، وَمِنْ هِيَاجِ جُمْهُورِ فَاعِلِي الإِثْمِ، الَّذِينَ سَنُّوا أَلْسِنَتَهُمْ كَالسَّيْفِ، وَصَوَّبُوا سِهَامَ كَلامِهِمِ الْمُرِّ، لِيَرْمُوا الْبَرِيءَ مِنْ مَكَامِنِهِمْ. يَرْمُونَهُ فَجْأَةً وَمِنْ غَيْرِ رَادِعٍ. يُشَدِّدُونَ عَزَائِمَهُمْ فِي أَمْرٍ شِرِّيرٍ، وَيَكِيدُونَ لِنَصْبِ الْفِخَاخِ خُفْيَةً، قَائِلِينَ: «مَنْ يَرَانَا؟» يُدَبِّرُونَ الْمَكَائِدَ ثُمَّ يَقُولُونَ: «نَحْنُ عَلَى أُهْبَةِ الاسْتِعْدَادِ فَقَدْ أَحْكَمْنَا الْخُطَّةَ». فَمَا أَعْمَقَ مَا يُضْمِرُهُ قَلْبُ الإِنْسَانِ مِنْ أَفْكَارٍ!

لَكِنَّ اللهَ يُطْلِقُ عَلَيْهِمْ سَهْماً فَيُصَابُونَ فَجْأَةً بِجِرَاحٍ. كَلِمَاتُ أَلْسِنَتِهِمْ تَرْتَدُّ عَلَيْهِمْ، وَكُلُّ مَنْ يَرَاهُمْ يَهُزُّ رَأْسَهُ احْتِقَاراً، فَيَخَافُ جَمِيعُ الْبَشَرِ وَيُذِيعُونَ مَا فَعَلَهُ اللهُ، مُعْتَبِرِينَ بِصَنَائِعِهِ. 10 يَفْرَحُ الْبَارُّ بِالرَّبِّ وَيَحْتَمِي بِهِ، وَيَبْتَهِجُ جَمِيعُ أَصْحَابِ الْقُلُوبِ الْمُسْتَقِيمَةِ.

لِقَائِدِ المُرَنِّمِينَ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.

64 اسْمَعنِي يَا اللهُ عِنْدَمَا أتَكَلَّمُ!
احمِنِي مِنْ تَهْدِيدَاتِ عَدُوِّي.
خَبِّئنِي مِنْ مُؤَامَرَاتِ الأشْرَارِ.
وَمِنْ مَكَائِدِهِمِ احفَظنِي.
ألسِنَتُهُمْ مَاضِيَةٌ كَالسُّيُوفِ.
وَكَلِمَاتُهُمُ الحَاقِدَةُ كَالقَوسِ المُعَدَّةِ لِلإطلَاقِ.
وَفَجْأةً وَدُونَ خِشيَةٍ،
يُطلِقُونَ السَّهمَ مِنْ مَخبَإهِمْ.
وَيُصِيبُونَ الإنْسَانَ المُسْتَقِيمَ.
بِكَلِمَاتٍ شِرِّيرَةٍ يُشَجِّعُونَ أحَدُهُمُ الآخَرَ.
يَتَحَدَّثُونَ عَنْ نَصبِ المَصَائِدِ.
وَيَقُولُونَ:
«لَنْ يَرَاهَا أحَدٌ!»
أخْفَوْا مَصَائِدَهُمُ المُحكَمَةَ.
وَهُمْ يَبْحَثُونَ عَنْ ضَحَايَا.
دَوَاخِلُ الإنْسَانِ عَمِيقَةٌ،
وَكَذَلِكَ قَلْبُهُ.
غَيْرَ أنَّ اللهَ أيْضًا يَرْمِي سِهَامَهُ!
فَيَضْرِبُ الأعْدَاءَ فَجْأةً.
يَقْدِرُ أنْ يُوقِعَهُمْ فِي مَصَائِدِهِمْ وَخُطَطِهِمْ.
كُلُّ مَنْ يَرَاهُمْ يَهُزُّ رَأسَهُ مُتَعَجِّبًا.
ثُمَّ يَرَى الجَمِيعُ مَا حَدَثَ،
وَيُخبِرُونَ بِمَا صَنَعَ اللهُ.
وَيُعَلِّمُونَ الآخَرِينَ عَنْ أعْمَالِهِ العَظِيمَةِ.
10 لِيَبْتَهِجِ البَارُّ بِاللهِ،
وَلْيَحْتَمِ بِهِ.
لِيَتَهَلَّلْ ذُو القَلْبِ المُسْتَقِيمِ.