ذبيحة الخطيئة

وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: إِنْ سَهَتْ نَفْسٌ فَأَخْطَأَتْ فِي أَمْرٍ مِنْ كُلِّ نَوَاهِي الرَّبِّ، وَاقْتَرَفَتْ مَا لَا يَنْبَغِي، فَهَذَا مَا تَفْعَلُونَهُ: إِنْ أَخْطَأَ الْكَاهِنُ الْمَمْسُوحُ سَهْواً، وَجَلَبَ عَلَى الشَّعْبِ إِثْماً، فَلْيُقَدِّمْ لِلرَّبِّ عَنْ خَطِيئَتِهِ الَّتِي ارْتَكَبَهَا ثَوْراً لَا عَيْبَ فِيهِ، ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ. فَيُحْضِرُ الثَّوْرَ إِلَى مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ، وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَيَذْبَحُهُ أَمَامَ الرَّبِّ. وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ الْمَمْسُوحُ مِنْ دَمِ الثَّوْرِ وَيَدْخُلُ بِهِ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، ثُمَّ يَغْمِسُ إِصْبَعَهُ فِي الدَّمِ وَيَرُشُّ مِنْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَمَامَ الرَّبِّ عِنْدَ حِجَابِ الْقُدْسِ، الْفَاصِلِ بَيْنَ الْقُدْسِ وَقُدْسِ الأَقْدَاسِ. ثُمَّ يَضَعُ الْكَاهِنُ بَعْضَ الدَّمِ عَلَى قُرُونِ مَذْبَحِ الْبَخُورِ الْعَطِرِ الَّذِي فِي دَاخِلِ الْقُدْسِ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ. أَمَّا بَقِيَّةُ دَمِ الثَّوْرِ فَيَصُبُّهُ عِنْدَ قَاعِدَةِ مَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ، الْقَائِمِ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. وَيَنْزِعُ جَمِيعَ شَحْمِ ثَوْرِ الْخَطِيئَةِ وَشَحْمِ الأَعْضَاءِ الدَّاخِلِيَّةِ كُلِّهَا، وَالْكُلْيَتَيْنِ وَشَحْمَهُمَا الَّذِي عَلَى الْخَاصِرَتَيْنِ وَالْمَرَارَةَ، 10 عَلَى غِرَارِ مَا يَفْعَلُ بِثَوْرِ ذَبِيحَةِ السَّلامِ، وَيُحْرِقُهَا الْكَاهِنُ عَلَى مَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ. 11 أَمَّا جِلْدُ الثَّوْرِ وَكُلُّ لَحْمِهِ مَعَ رَأْسِهِ وَأَكَارِعِهِ وَأَمْعَائِهِ وَفَرْثِهِ 12 فَإِنَّهُ يَحْمِلُهَا إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ إِلَى مَكَانٍ طَاهِرٍ، حَيْثُ يَطْرَحُ الرَّمَادَ، فَيُحْرِقُهَا كُلَّهَا عَلَى حَطَبٍ مُشْتَعِلٍ فَوْقَ مَكَانِ إِلْقَاءِ الرَّمَادِ.

ذبيحة خطيئة عن الشعب

13 وَإِنْ أَخْطَأَ شَعْبُ إِسْرَائِيلَ كُلُّهُ سَهْواً، وَاقْتَرَفُوا إِحْدَى نَوَاهِي الرَّبِّ الَّتِي لَا يَنْبَغِي اقْتِرَافُهَا، وَأَثِمُوا، وَكَانَ الْمَجْمَعُ غَافِلاً عَنِ الأَمْرِ، 14 ثُمَّ اكْتَشَفَ الْمَجْمَعُ الْخَطِيئَةَ الْمُرْتَكَبَةَ، عِنْدَئِذٍ يُقَرِّبُ الْمَجْمَعُ ثَوْراً ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ، يُحْضِرُونَهُ أَمَامَ الرَّبِّ عِنْدَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 15 وَيَضَعُ شُيُوخُ الشَّعْبِ أَيْدِيَهُمْ عَلَى رَأْسِ الثَّوْرِ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ، وَيَذْبَحُونَهُ هُنَاكَ، 16 وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ الْمَمْسُوحُ مِنْ دَمِ الثَّوْرِ وَيَدْخُلُ بِهِ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، 17 ثُمَّ يَغْمِسُ إِصْبَعَهُ فِي الدَّمِ وَيَرُشُّ مِنْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَمَامَ الرَّبِّ عِنْدَ حِجَابِ الْقُدْسِ 18 وَكَذَلِكَ يَضَعُ بَعْضَ الدَّمِ عَلَى قُرُونِ مَذْبَحِ الْبَخُورِ الْعَطِرِ الَّذِي فِي دَاخِلِ الْقُدْسِ فِي حَضْرَةِ الرَّبِّ. أَمَّا بَقِيَّةُ الدَّمِ فَيَصُبُّهُ عِنْدَ قَاعِدَةِ مَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ الْقَائِمِ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 19 وَيَنْزِعُ الْكَاهِنُ جَمِيعَ شَحْمِهِ وَيُحْرِقُهُ عَلَى الْمَذْبَحِ. 20 وَيَفْعَلُ بِالثَّوْرِ كَمَا فَعَلَ بِثَوْرِ الْخَطِيئَةِ، فَيُكَفِّرُ عَنْهُمُ الْكَاهِنُ وَيَغْفِرُ اللهُ لَهُمْ. 21 ثُمَّ يَحْمِلُ بَقِيَّةَ الثَّوْرِ إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ وَيُحْرِقُهُ كَمَا أَحْرَقَ الثَّوْرَ الأَوَّلَ، فَيَكُونُ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ عَنْ كُلِّ الشَّعْبِ.

ذبيحة خطيئة عن قادة الشعب

22 إِنْ أَخْطَأَ أَحَدُ قَادَةِ الشَّعْبِ سَهْواً، وَاقْتَرَفَ إِحْدَى نَوَاهِي الرَّبِّ الَّتِي لَا يَنْبَغِي اقْتِرَافُهَا وَأَثِمَ، 23 ثُمَّ تَنَبَّهَ إِلَى خَطَئِهِ الَّذِي ارْتَكَبَهُ، فَإِنَّهُ يُحْضِرُ قُرْبَاناً، جَدْياً ذَكَراً سَلِيماً مِنْ كُلِّ عَيْبٍ، 24 وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ الْجَدْيِ وَيَذْبَحُهُ فِي الْجَانِبِ الشِّمَالِيِّ لِمَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ، أَمَامَ الرَّبِّ. فَيَكُونُ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ. 25 وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ مِنْ دَمِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ بِإِصْبَعِهِ وَيَضَعُهُ عَلَى قُرُونِ مَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ. 26 وَيُحْرِقُ جَمِيعَ شَحْمِهِ عَلَى الْمَذْبَحِ، كَمَا فَعَلَ بِشَحْمِ ذَبِيحَةِ السَّلامِ. وَهَكَذَا يُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنْ خَطِيئَتِهِ، فَيَغْفِرُ الرَّبُّ لَهُ.

ذبيحة خطيئة عن أحد العامة

27 وَإِنْ أَخْطَأَ وَاحِدٌ مِنْ عَامَّةِ الشَّعْبِ سَهْواً وَاقْتَرَفَ إِحْدَى نَوَاهِي الرَّبِّ الَّتِي لَا يَنْبَغِي اقْتِرَافُهَا وَأَثِمَ، 28 ثُمَّ نُبِّهَ إِلَى خَطِيئَتِهِ الَّتِي ارْتَكَبَهَا، فَإِنَّهُ يُحْضِرُ قُرْبَاناً: عَنْزاً أُنْثَى سَلِيمَةً مِنْ كُلِّ عَيْبٍ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ خَطِيئَتِهِ الَّتِي ارْتَكَبَهَا. 29 وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ وَيَذْبَحُهَا عِنْدَ مَوْضِعِ الْمُحْرَقَةِ، 30 فَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ مِنْ دَمِهَا وَيَضَعُهُ عَلَى قُرُونِ مَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ، وَيَصُبُّ بَقِيَّةَ دَمِهَا عِنْدَ قَاعِدَةِ الْمَذْبَحِ. 31 ثُمَّ يَنْتَزِعُ الْكَاهِنُ جَمِيعَ شَحْمِهَا عَلَى غِرَارِ مَا فَعَلَ بِشَحْمِ ذَبِيحَةِ السَّلامِ، وَيُحْرِقُهَا عَلَى الْمَذْبَحِ تَقْدِمَةَ رِضًى وَسُرُورٍ لِلرَّبِّ فَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنْهُ وَيَغْفِرُ الرَّبُّ لَهُ.

32 وَإِنْ أَحْضَرَ قُرْبَانَهُ مِنَ الضَّأْنِ لِتَكُونَ ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ، فَلْيَكُنْ نَعْجَةً سَلِيمَةً مِنْ كُلِّ عَيْبٍ، 33 فَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهَا وَيَذْبَحُهَا قُرْبَانَ خَطِيئَةٍ، فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي تُذْبَحُ فِيهِ الْمُحْرَقَةُ. 34 وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ مِنْ دَمِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيئَةِ بِإِصْبَعِهِ وَيَضَعُهُ عَلَى قُرُونِ مَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ، وَيَصُبُّ بَقِيَّةَ الدَّمِ عِنْدَ قَاعِدَةِ الْمَذْبَحِ. 35 وَيَنْزِعُ جَمِيعَ شَحْمِهَا عَلَى غِرَارِ مَا فَعَلَ بِشَحْمِ ذَبِيحَةِ السَّلامِ، وَيُحْرِقُهُ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ وَقَائِدِ الرَّبِّ. وَهَكَذَا يُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنْ خَطِيئَتِهِ الَّتِي ارْتَكَبَهَا، وَيَغْفِرُ الرَّبُّ لَهُ.

إِذَا أَخْطَأَ أَحَدٌ لأَنَّهُ صَمَتَ عِنْدَمَا اسْتُحْلِفَ، وَلَمْ يُدْلِ بِشَهَادَتِهِ حَوْلَ جَرِيمَةٍ رَآهَا أَوْ عَلِمَ بِها، فَإِنَّهُ يَكُونُ شَرِيكاً فِي الذَّنْبِ. كُلُّ مَنْ يَلْمِسُ شَيْئاً نَجِساً، سَوَاءٌ أَكَانَ جُثَّةَ حَيَوَانٍ مُحَرَّمٍ أَكْلُهُ، أَمْ جُثَّةَ وَحْشٍ أَوْ حَشَرَةٍ مُحَرَّمَةٍ، يَكُونُ مُذْنِباً وَنَجِساً، حَتَّى لَوْ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُ لَمَسَهَا. كُلُّ مَنْ يَمَسُّ إِحْدَى نَجَاسَاتِ الإِنْسَانِ الَّتِي يَتَنَجَّسُ بِها، عَنْ غَيْرِ عِلْمٍ مِنْهُ، ثُمَّ نُبِّهَ إِلَى الأَمْرِ، يُصْبِحُ مُذْنِباً. كُلُّ مَنْ يَحْلِفْ بِشَفَتَيْهِ دُونَ أَنْ يَتَفَكَّرَ، سَوَاءٌ لِلإِحْسَانِ أَوْ لِلإِسَاءَةِ مِنْ جَمِيعِ الأَحْلافِ الَّتِي يَفْرُطُ بِها اللِّسَانُ، مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ مِنْهُ، ثُمَّ نُبِّهَ إِلَى الأَمْرِ، يُصْبِحْ مُذْنِباً فِي كِلا الْحَالَيْنِ. فَكُلُّ مَنْ يَكُونُ مُذْنِباً فِي أَحَدِ هَذِهِ الأُمُورِ، عَلَيْهِ الإِقْرَارُ بِمَا أَخْطَأَ بِهِ، ثُمَّ يُحْضِرُ إِلَى الرَّبِّ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ عَنْ خَطِيئَتِهِ الَّتِي اقْتَرَفَهَا: نَعْجَةً أَوْ عَنْزَةً، فَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنْ خَطِيئَتِهِ. وَإِنْ كَانَ فَقِيراً، غَيْرَ قَادِرٍ عَلَى إِحْضَارِ شَاةٍ، فَلْيُقَدِّمْ إِلَى الرَّبِّ ذَبِيحَةً عَنْ إِثْمِهِ الَّذِي ارْتَكَبَهُ يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ، فَيَكُونُ أَحَدُهَا ذَبِيحَةَ خَطِيئَةٍ وَالآخَرُ مُحْرَقَةً، فَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ ذَبِيحَةَ الْخَطِيئَةِ أَوَّلاً، وَيُقَرِّبُهَا بِأَنْ يَحُزَّ رَأْسَهَا مِنَ الْخَلْفِ وَلا يَفْصِلَهُ، وَيَرُشُّ بَعْضَ دَمِهَا عَلَى حَائِطِ الْمَذْبَحِ، وَيُصَفِّي بَقِيَّةَ الدَّمِ عِنْدَ قَاعِدَةِ الْمَذْبَحِ. إِنَّهَا ذَبِيحَةُ خَطِيئَةٍ. 10 ثُمَّ يُقَدِّمُ الثَّانِي مُحْرَقَةً وَفْقاً لِلنِّظَامِ الْمُتَّبَعِ، وَهَكَذَا يُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنْ خَطِيئَةِ الْمُذْنِبِ وَيَغْفِرُ الرَّبُّ لَهُ. 11 وَإِنْ كَانَ الْمُذْنِبُ أَفْقَرَ مِنْ أَنْ يُقَدِّمَ يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ، فَلْيُحْضِرْ قُرْبَاناً عَنْ خَطِيئَتِهِ. عُشْرَ الإِيفَةِ (نَحْوَ لِتْرَيْنِ وَنِصْفِ اللِّتْرِ) مِنْ دَقِيقٍ نَاعِمٍ، لَا يَضَعُ عَلَيْهِ زَيْتاً أَوْ لُبَاناً، لأَنَّهُ قُرْبَانُ خَطِيئَةٍ، 12 وَيُقَدِّمْهُ إِلَى الْكَاهِنِ، فَيَمْلأُ مِنْهُ قَبْضَتَهُ لِلتَّذْكَارِ، وَيُحْرِقُهُ عَلَى الْمَذْبَحِ، عَلَى وَقَائِدِ الرَّبِّ. إِنَّهُ قُرْبَانُ خَطِيئَةٍ. 13 فَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ بِذَلِكَ عَنْ أَيِّ خَطِيئَةٍ مِنَ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ الَّتِي ارْتَكَبَهَا، فَيَغْفِرُ الرَّبُّ لَهُ. أَمَّا بَقِيَّةُ التَّقْدِمَةِ فَتَكُونُ مِنْ نَصِيبِ الْكَاهِنِ عَلَى غِرَارِ تَقْدِمَةِ الدَّقِيقِ».

ذبيحة الإِثم

14 قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 15 «إِنْ سَهَا أَحَدٌ وَتَعَدَّى عَلَى وَاحِدٍ مِنْ أَقْدَاسِ الرَّبِّ، يُحْضِرُ إِلَى الرَّبِّ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ: كَبْشاً سَلِيماً، يُقَدِّرُ الْكَاهِنُ قِيمَتَهُ مِنَ الْفِضَّةِ وَفْقاً لِلْمَعَايِيرِ الْمُسْتَعْمَلَةِ فِي الْقُدْسِ، 16 فَيُعَوِّضُ عَمَّا أَخْطَأَ بِهِ مِنَ الْقُدْسِ، بَعْدَ أَنْ يُضِيفَ عَلَيْهِ مَا يُعَادِلُ خُمْسَهُ غَرَامَةً، وَيُؤَدِّيَهُ لِلْكَاهِنِ. فَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنْهُ بِكَبْشِ الإِثْمِ، وَيَغْفِرُ الرَّبُّ لَهُ.

17 إِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ سَهْواً وَارْتَكَبَ إِحْدَى نَوَاهِي الرَّبِّ الَّتِي يَنْبَغِي أَلّا يَرْتَكِبَهَا، يَكُونُ مُذْنِباً وَمَسْؤولاً عَنْ إِثْمِهِ. 18 وَعَلَيْهِ أَنْ يُحْضِرَ إِلَى الْكَاهِنِ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ كَبْشاً سَلِيماً تُقَدِّرُ أَنْتَ ثَمَنَهُ، فَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَمَّا ارْتَكَبَهُ الْمُخْطِئُ مِنْ سَهْوٍ عَلَى غَيْرِ عِلْمٍ مِنْهُ، فَيَغْفِرُ الرَّبُّ لَهُ. 19 إِنَّهُ ذَبِيحَةُ إِثْمٍ، إِذْ قَدِ ارْتَكَبَ ذَنْباً فِي حَقِّ الرَّبِّ».

تَقْدِمَاتُ الخَطَايَا غَيْرِ المَقصُودَة

وَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أخبِرْ بَنِي إسْرَائِيلَ بِمَا يَنْبَغِي عَمَلُهُ إنْ أخطَأ أحَدٌ بِغَيرِ قَصدٍ، فَعَمِلَ مَا نَهَى اللهُ عَنِ عَمَلِهِ.

«إنْ أخطَأ الكَاهِنُ المَمسُوحُ[a] فَجَلَبَ ذَنبًا عَلَى الشَّعْبِ، فَلْيُقَدِّمْ للهِ عَنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي اقتَرَفَهَا ثَوْرًا بِلَا عَيْبٍ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. يُحضِرُ الثَّورَ إلَى مَدْخَلِ خَيْمَةِ الِاجْتِمَاعِ فِي حَضْرَةِ اللهِ، وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأسِ الثَّورِ وَيَذْبَحُهُ فِي حَضْرَةِ اللهِ. ثُمَّ يَأْخُذُ الكَاهِنُ المَمسُوحُ مِنْ دَمِ الثَّورِ وَيُحضِرُهُ إلَى خَيْمَةِ الِاجْتِمَاعِ. وَيَغْمِسُ الكَاهِنُ إصبَعَهُ فِي الدَّمِ، وَيَرُشُّ مِنْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي حَضْرَةِ اللهِ، مُقَابِلَ سِتَارَةِ قُدْسِ الأقْدَاسِ. ثُمَّ يَضَعُ الكَاهِنُ بَعْضَ الدَّمِ عَلَى زَوَايَا مَذْبَحِ البَخُورِ الطَّيِّبِ فِي حَضْرَةِ اللهِ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَيَسْكُبُ بَقِيَّةَ دَمِ الثَّورِ عِنْدَ قَاعِدَةِ مَذْبَحِ الذَّبَائِحِ الصَّاعِدَةِ[b] عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الِاجْتِمَاعِ. وَيُزِيلُ الكَاهِنُ الشَّحمَ مِنْ ثَورِ ذَبِيحَةِ الخَطِيَّةِ الَّذِي يُغَطِّي الأحشَاءَ وَكُلَّ الشَّحمِ المُحِيطِ بِهَا، وَالكُلْيَتَيْنِ وَالشَّحمَ الَّذِي حَوْلَهُمَا وَالشَّحمَ الَّذِي عَلَى الخَاصِرَتَيْنِ وَمُلحَقَاتِ الكَبِدِ. فَيَنْزِعُ مُلحَقَاتِ الكَبِدِ مَعَ الكُلْيَتَيْنِ. 10 يُزِيلُ الشَّحمَ مِنْ ذَبِيحَةِ الخَطِيَّةِ – بِالطَّرِيقَةِ الَّتِي يُزِيلُهُ بِهَا مِنْ ثَورِ ذَبِيحَةِ السَّلَامِ.[c] – ثُمَّ يُحْرِقُهُ الكَاهِنُ عَلَى مَذْبَحِ الذَّبِيحَةِ الصَّاعِدَةِ. 11 وَأمَّا جِلْدُ الثَّورِ وَلَحْمُهُ وَرَأسُهُ وَسِيقَانُهُ وَأحْشَاؤُهُ الدَّاخِلِيَّةُ وَرَوْثُهُ، 12 وَكُلُّ بَقِيَّتِهِ يَنْبَغِي أنْ تُؤْخَذَ إلَى مَكَانٍ طَاهِرٍ خَارِجَ المُخَيَّمِ، إلَى مَكَبٍّ لِلرَّمَادِ، فَتُحْرَقَ هُنَاكَ عَلَى حَطَبٍ. تُحْرَقُ تَمَامًا عَلَى مَكَبِّ الرَّمَادِ.

13 «إنْ أخطَأ بَنُو إسْرَائِيلَ بِغَيرِ قَصْدٍ، وَلَمْ يُدرِكُوا ذَلِكَ، فَعَمِلُوا مَا تَنْهَى عَنْهُ وَصَايَا اللهِ، فَإنَّهُمْ يُعْتَبَرُونَ مُذنِبِينَ. 14 فَحِينَ تُعرَفُ الخَطِيَّةُ الَّتِي ارتَكَبُوهَا، يُقَدِّمُونَ ثَوْرًا ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. يُحضِرُونَهُ إلَى أمَامِ خَيْمَةِ الِاجْتِمَاعِ. 15 ثًمَّ يَضَعُ شُيُوخُ الشَّعْبِ أيدِيَهُمْ عَلَى رَأسِ الثَّورِ فِي حَضْرَةِ اللهِ، وَيُذْبَحُ فِي حَضْرَةِ اللهِ. 16 وَيُحْضِرُ الكَاهِنُ المَمسُوحُ بَعْضًا مِنَ دَمِ الثَّورِ إلَى خَيْمَةِ الِاجْتِمَاعِ. 17 وَيَغْمِسُ الكَاهِنُ إصبَعَهُ فِي الدَّمِ، وَيَرُشُّ مِنْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي حَضْرَةِ اللهِ، مُقَابِلَ سِتَارَةِ قُدْسِ الأقْدَاسِ. 18 ثُمَّ يَضَعُ الكَاهِنُ بَعْضَ الدَّمِ عَلَى زَوَايَا مَذْبَحِ البَخُورِ فِي حَضْرَةِ اللهِ فِي خَيْمَةِ الِاجْتِمَاعِ، وَيَسْكُبُ بَقِيَّةَ الدَّمِ عِنْدَ قَاعِدَةِ مَذْبَحِ الذَّبَائِحِ الصَّاعِدَةِ عِنْدَ مَدْخَلِ خَيْمَةِ الِاجْتِمَاعِ. 19 ثُمَّ يُزِيلُ الكَاهِنُ كُلَّ الشَّحمِ مِنْهُ، وَيُحْرِقُهُ عَلَى المَذْبَحِ. 20 يَصْنَعُ بِهَذَا الثَّورِ مَا صَنَعَهُ بِثَورِ ذَبِيحَةِ الخَطِيَّةِ الَّذِي لِلكَاهِنِ. وَهَكَذَا يَعْمَلُ الكَاهِنُ كَفَّارَةً لِلشَّعْبِ فَيُغفَرَ لَهُمْ. 21 ثُمَّ يُؤخَذُ الثَّورُ إلَى خَارِجِ المُخَيَّمِ لِيُحْرَقَ كَمَا أُحْرِقَ الثَّورُ الأوَّلُ. إنَّهُ ذَبِيحَةُ خَطِيَّةٍ لِلشَّعْبِ.

22 «وَإنْ أخطَأ رَئِيسٌ، فَعَمِلَ أمْرًا تَنْهَى عَنْهُ وَصَايَا إلَهِهِ بِغَيْرِ قَصْدٍ، فَصَارَ مُذْنِبًا، 23 ثُمَّ عَرَفَ خَطِيَّتَهُ، فَلْيُحْضِرْ تَقْدِمَتَهُ تَيسًا ذَكَرًا مِنَ المَاعِزِ لَا عَيْبَ فِيهِ. 24 بَعْدَ ذَلِكَ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأسِ التَّيسِ، وَيُذبَحُ التَّيسُ فِي المَكَانِ الَّذِي تُذبَحُ فِيهِ الذَّبِيحَةُ الصَّاعِدَةُ فِي حَضْرَةِ اللهِ، إنَّهُ ذَبِيحَةُ خَطِيَّةٍ. 25 ثُمَّ يَأْخُذُ الكَاهِنُ بَعْضًا مِنْ دَمِ ذَبِيحَةِ الخَطِيَّةِ بِإصبَعِهِ وَيَضَعُهُ عَلَى زَوَايَا مَذْبَحِ الذَّبِيحَةِ الصَّاعِدَةِ، وَيَسْكُبُ بَقِيَّةَ الدَّمِ عِنْدَ قَاعِدَةِ مَذْبَحِ الذَّبِيحَةِ الصَّاعِدَةِ. 26 ثُمَّ يُحْرِقُ شَحْمَهُ عَلَى المَذْبَحِ كَشَحْمِ ذَبِيحَةِ السَّلَامِ. وَهَكَذَا يَعِدُّ الكَاهِنُ كَفَّارَةً عَنْ خَطِيَّتِهِ، فَتُغفَرَ لَهُ.

27 «وَإنْ أخْطَأ أحَدٌ مِنْ عَامَّةِ الشَّعْبِ بِغَيرِ قَصْدٍ، فَعَمِلَ مَا تَنْهَى عَنْهُ وَصَايَا اللهِ ثُمَّ عَرَفَ ذَنبَهُ، 28 أوْ عَرَّفَهُ أحَدٌ بِذَنبِهِ، فَلْيُحْضِرْ تَقْدِمَتَهُ عَنزًا أُنثَى مِنَ المَاعِزِ لَا عَيْبَ فِيهَا لِأجْلِ الذَّنْبِ الَّذِي اقتَرَفَهُ. 29 يَضَعُ المُذْنِبُ يَدَهُ عَلَى ذَبِيحَةِ الخَطِيَّةِ، ثُمَّ تُذبَحُ فِي المَكَانِ الَّذِي تُذبَحُ فِيهِ الذَّبِيحَةُ الصَّاعِدَةُ. 30 وَيَأْخُذُ الكَاهِنُ بَعْضًا مِنْ دَمِ الذَّبِيحَةِ بِإصبَعِهِ وَيَضَعُهُ عَلَى زَوَايَا مَذْبَحِ الذَّبِيحَةِ الصَّاعِدَةِ، ثُمَّ يَسْكُبُ بَقِيَّةَ الدَّمِ عِنْدَ قَاعِدَةِ المَذْبَحِ. 31 ثُمَّ يُزِيلُ كُلَّ الشَّحْمِ، مِثْلَ الشَّحْمِ الَّذِي يُزَالُ مِنْ ذَبِيحَةِ السَّلَامِ، وَيُحْرِقُهُ عَلَى المَذْبَحِ، كَرَائِحَةٍ يُسَرُّ بِهَا اللهُ. وَهَكَذَا يَعِدُّ الكَاهِنُ كَفَّارَةً عَنْ خَطِيَّتِهِ، فَتُغفَرَ لَهُ.

32 «وَإنْ كَانَتِ التَّقدِمَةُ الَّتِي تُحضِرُهَا مِنَ الغَنَمِ، يَنْبَغِي أنْ تُحْضِرَ أُنثَى لَا عَيْبَ فِيهَا. 33 تَضَعُ يَدَكَ عَلَى رَأسِ ذَبِيحَةِ الخَطِيَّةِ، ثُمَّ تُذبَحُ كَذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ فِي المَكَانِ الَّذِي تُذبَحُ فِيهِ الذَّبِيحَةُ الصَّاعِدَةُ. 34 يَأْخُذُ الكَاهِنُ بَعْضًا مِنْ دَمِ ذَبِيحَةِ الخَطِيَّةِ بِإصبَعِهِ وَيَضَعُهُ عَلَى زَوَايَا مَذْبَحِ الذَّبِيحَةِ الصَّاعِدَةِ، ثُمَّ يَسْكُبُ بَقِيَّةَ الدَّمِ عِنْدَ قَاعِدَةِ المَذْبَحِ. 35 وَيُزِيلُ الكَاهِنُ كُلَّ شَحمِهَا – بِالطَّرِيقَةِ الَّتِي يُزِيلُهُ بِهَا مِنْ ذَبِيحَةِ السَّلَامِ – وَيُحْرِقُهُ عَلَى المَذْبَحِ مَعَ تَقْدِمَاتِ اللهِ. وَهَكَذَا يَعِدُّ الكَاهِنُ كَفَّارَةً عَنْ خَطِيَّتِكَ، فَتُغفَرَ لَكَ.

خَطَايَا غَيْرُ مَقصُودَة

«إنْ سَمِعَ أحَدٌ دَعوَةً عَلَنِيَّةً لِتَقْدِيمِ شَهَادَةٍ فِي أمرٍ مَا، وَكَانَ يَعْرِفُ بَعْضَ الحَقَائِقِ فَأخْفَاهَا وَلَمْ يَشْهَدْ بِهَا، فَإنَّهُ يَكُونُ مَسؤُولًا عَنْ ذَنْبِهِ هَذَا.

«إنْ لَمَسَ أحَدُكُمْ أيَّ شَيءٍ نَجِسٍ – سَوَاءٌ أكَانَ جُثَّةَ حَيَوَانٍ نَجِسٍ، أمْ جُثَّةَ حَيَوَانٍ أليفٍ، أمْ جُثَّةَ حَيَوَانٍ زَاحِفٍ – وَلَمْ يَنْتَبِهْ إلَى الأمْرِ، فَإنَّهُ يَتَنَجَّسُ وَيُعْتَبْرُ مُذْنِبًا.

«إنْ لَمَسَ أحَدٌ نَجَاسَةَ إنْسَانٍ آخَرَ، مَهْمَا كَانَتْ، وَلَمْ يَنْتَبِهْ لِلأمْرِ، فَإنَّهُ حِينَ يَعْرِفُ يُعْتَبَرُ مُذْنِبًا.

«إنْ أقْسَمَ أحَدُهُمْ بِلَا تَفْكِيرٍ بِأنْ يَعْمَلَ أمْرًا سَيِّئًا أوْ حَسَنًا، مَهْمَا كَانَ مَا يَقُولُهُ بِلَا تَفْكِيرٍ، وَلَمْ يَنْتَبِهْ، فَإنَّهُ حِينَ يَتَذَكَّرُ[d] يُعْتَبَرُ مُذْنِبًا فِي أيٍّ مِنْ هَذِهِ الأُمُورِ. فَحِينَ يُعْتَبَرُ مُذْنِبًا فِي أيٍّ مِنْ هَذِهِ الأُمُورِ، يَنْبَغِي أنْ يَعْتَرِفَ بِذَنْبِهِ، وَأنْ يُقَدِّمَ للهِ ذَبِيحَةً بِسَبَبِ خَطِيَّتِهِ الَّتِي ارتَكَبَهَا. فَلْيُقَدِّمْ أُنثَى مِنَ الغَنَمِ أوِ المَاعِزِ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. وَهَكَذَا يَعْمَلُ الكَاهِنُ كَفَّارَةً لِخَطِيَّتِهِ.

«فَإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ تَقْدِيمَ النَّعْجَةِ لِفَقْرِهِ، فَلْيُقَدِّمْ للهِ يَمَامَتَيْنِ أوْ حَمَامَتَيْنِ صَغِيرَتَيْنِ. فَيَكُونُ أحَدُ الطَّيرَينِ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ، وَالآخَرُ ذَبِيحَةً صَاعِدَةً. يُقَدِّمُهُمَا لِلكَاهِنِ، فَيُقَدِّمُ الكَاهِنُ أحَدَهُمَا ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. يَقْطَعُ الكَاهِنُ رَأسَ الطَّيرِ مِنَ العُنقِ دُونَ أنْ يَفْصِلَهُ. ثُمَّ يَرُشُّ بَعْضًا مِنْ دَمِ ذَبِيحَةِ الخَطِيَّةِ عَلَى جَانِبِ المَذْبَحِ. وَمَا يَتَبَقَّى مِنَ الدَّمِ يُصَفَّى عِنْدَ قَاعِدَةِ المَذْبَحِ. هَذِهِ ذَبِيحَةُ خَطِيَّةٍ. 10 وَأمَّا الطَّيرُ الثَّانِي فَيُقَدِّمُهُ ذَبِيحَةً صَاعِدَةً بِحَسَبِ الشَّريِعَةِ. وَهَكَذَا يَعِدُّ الكَاهِنُ كَفَّارَةً عَنْ خَطِيَّتِهِ، فَتُغفَرَ لَهُ.

11 «فَإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ تَقْدِيمَ يَمَامَتَيْنِ أوْ حَمَامَتَيْنِ، فَلْيُحْضِرْ كَتَقْدِمَةٍ عَنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي اقتَرَفَهَا عُشْرَ قُفَّةٍ[e] مِنْ طَحِينٍ جَيِّدٍ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. لَا يَنْبَغِي أنْ يَضَعَ عَلَى الطَّحِينِ زَيْتًا أوْ بَخُورًا، لِأنَّهُ تَقْدِمَةُ تَطْهِيرٍ مِنَ الخَطِيَّةِ. 12 ثُمَّ يُحضِرُهُ لِلكَاهِنِ، فَيَأْخُذُ الكَاهِنُ مِلءَ كَفِّهِ مِنْهُ وَيُحْرِقُهُ عَلَى المَذْبَحِ مَعَ تَقْدِمَاتِ اللهِ. إنَّهُ تَقْدِمَةُ تَطْهِيرٍ مِنَ الخَطِيَّةِ. 13 وَهَكَذَا يَعِدُّ الكَاهِنُ كَفَّارَةً عَنْ خَطَايَاهُ هَذِهِ جَمِيعًا، فَتُغفَرَ لَهُ. أمَّا بَقِيَّةُ تَقْدِمَةِ الحُبُوبِ فَتَكُونُ لِلكَاهِنِ كَتَقْدِمَةِ الحُبُوبِ.»

14 ثُمَّ قَالَ اللهُ لِمُوسَى: 15 «حِينَ يَرْتَكِبُ أحَدٌ خَطَأً بِغَيرِ قَصْدٍ فِي أُمُورِ اللهِ المُقَدَّسَةِ، يُحضِرُ للهِ، كَعُقُوبَةٍ، كَبْشًا لَا عَيْبَ فِيهِ مِنَ الغَنَمِ، ثَمَنُهُ يُعَادِلُ القِيمَةَ المُنَاسِبَةَ مِنَ الفِضَّةِ بِحَسَبِ المِقيَاسِ الرَّسمِيِّ لِلمِثْقَالِ،[f] فَيَكُونُ ذَبِيحَةَ ذَنْبٍ. 16 يَدْفَعُ المُخطِئُ مُقَابِلَ الخَطَإ الَّذِي ارْتَكَبَهُ. وَيُضِيفُ خُمْسَ ثَمَنِ الذَّبِيحَةِ وَيُعْطِيهُ لِلكَاهِنِ. وَيُكَفِّرُ الكَاهِنُ عَنْهُ بِكَبْشِ ذَبِيحَةِ الذَّنْبِ، فَيُغفَرَ لَهُ.

17 «حِينَ يُخْطِئُ شَخْصٌ بِعَمَلِ أمْرٍ تَنْهَى عَنْهُ وَصَايَا اللهِ، لَكِنْ لَا يُدْرِكُ، فَإنَّهُ يَكُونُ مُذْنِبًا، وَهُوَ مَسؤُولٌ عَنْ خَطِيَّتِهِ. 18 فَلْيُحْضِرْ لِلكَاهِنِ كَبْشًا لَا عَيْبَ فِيهِ مِنَ الغَنَمِ، كَمَا تُحَدِّدُ أنْتَ كَتَقْدِمَةِ ذَنْبٍ. ثُمَّ يَصْنَعُ الكَاهِنُ كَفَّارَةً لَهُ لِأجْلِ الذَّنْبِ الَّذِي اقْتَرَفَهُ وَلَمْ يَعْرِفْ عَنْهُ، فَيُغفَرَ لَهُ. 19 إنَّهُ ذَبِيحَةُ ذَنْبٍ إذْ أنَّهُ أذْنَبَ فِي حَضْرَةِ اللهِ

Footnotes

  1. 4‏:3 الكَاهن الممسوح هُنَا إشَارة إلَى رَئِيس الْكَهَنَة، وكَان يُمسَح بزيوت خَاصة لتكريسة. أيْضًا فِي العَدَد 16.
  2. 4‏:7 الذَّبَائِحَ الصَّاعِدَة من الذّبَائِحِ الَّتِي كَانَتْ تُقّدَّمُ لَاسترضَاء الله فِي العَهْد القديم، ومُعظمهَا كَانَ يُحْرَقُ بالنَّارِ علَى المذبح، لذلك سمّيت أيْضًا مُحرَقَات.
  3. 4‏:10 بِالطَّرِيقَةِ … السّلَام انْظُرْ 3‏:1.
  4. 5‏:4 يتذكّر حرفيًا «يعرف.»
  5. 5‏:11 قُفَّة حرفيًا «إيفَة.» وَهِيَ وِحدةُ قيَاسٍ للمَكَاييلِ الجَّافّةِ تُعَادلُ نَحْوَ ثَلَاثَةٍ وَعشرِينَ لِترًا.
  6. 5‏:15 مِثقَال حرفيًا «شَاقل.» وَهُوَ عُملةٌ قديمةٌ، وَوِحدةُ قيَاسٍ للوَزنِ تُعَادلُ نَحْوَ أحَدَ عَشَرَ غرَامًا وَنِصفٍ.

29 وَحَالاً بَعْدَ الضِّيقَةِ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ، تُظْلِمُ الشَّمْسُ، وَيَحْجُبُ الْقَمَرُ ضَوْءَهُ، وَتَتَهَاوَى النُّجُومُ مِنَ السَّمَاءِ، وَتَتَزَعْزَعُ أَجْرَامُ السَّمَاوَاتِ. 30 وَعِنْدَئِذٍ تَظْهَرُ آيَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ، فَتَنْتَحِبُ قَبَائِلُ الأَرْضِ كُلُّهَا، وَيَرَوْنَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِياً عَلَى سُحُبِ السَّمَاءِ بِقُدْرَةٍ وَمَجْدٍ عَظِيمٍ. 31 وَيُرْسِلُ مَلائِكَتَهُ بِصَوْتِ بُوقٍ عَظِيمٍ لِيَجْمَعُوا مُخْتَارِيهِ مِنَ الْجِهَاتِ الأَرْبَعِ، مِنْ أَقَاصِي السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقَاصِيهَا.

32 وَتَعَلَّمُوا هَذَا الْمَثَلَ مِنْ شَجَرَةِ التِّينِ: عِنْدَمَا تَلِينُ أَغْصَانُهَا، وَتُطْلِعُ وَرَقاً، تَعْرِفُونَ أَنَّ الصَّيْفَ قَرِيبٌ. 33 هَكَذَا أَيْضاً حِينَ تَرَوْنَ هَذِهِ الأُمُورَ جَمِيعَهَا تَحْدُثُ، فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَرِيبٌ بَلْ عَلَى الأَبْوَابِ! 34 الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَا يَزُولُ هَذَا الْجِيلُ أَبَداً، حَتَّى تَحْدُثَ هَذِهِ الأُمُورُ كُلُّهَا. 35 إِنَّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ تَزُولانِ؛ وَلكِنَّ كَلامِي لَا يَزُولُ أَبَداً.

اليوم والساعة غير معروفين

36 أَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ، فَلا يَعْرِفُهُمَا أَحَدٌ، وَلا مَلائِكَةُ السَّمَاوَاتِ، إِلّا الآبُ وَحْدَهُ. 37 وَكَمَا كَانَتِ الْحَالُ فِي زَمَنِ نُوحٍ، كَذَلِكَ سَتَكُونُ عِنْدَ رُجُوعِ ابْنِ الإِنْسَانِ: 38 فَقَدْ كَانَ النَّاسُ فِي الأَيَّامِ السَّابِقَةِ لِلطُّوفَانِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ وَيُزَوِّجُونَ، حَتَّى فَاجَأَهُمُ الْيَوْمُ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ نُوحٌ السَّفِينَةَ، 39 وَنَزَلَ الطُّوفَانُ وَهُمْ لاهُونَ فَأَخَذَ الْجَمِيعَ. هَكَذَا سَتَكُونُ الْحَالُ عِنْدَ رُجُوعِ ابْنِ الإِنْسَانِ: 40 عِنْدَئِذٍ يَكُونُ رَجُلانِ فِي الْحَقْلِ، فَيُؤْخَذُ أَحَدُهُمَا وَيُتْرَكُ الآخَرُ، 41 وَامْرَأَتَانِ تَطْحَنَانِ عَلَى الرَّحَى، فَتُؤْخَذُ إِحْدَاهُمَا، وَتُتْرَكُ الأُخْرَى.

42 فَاسْهَرُوا إِذَنْ، لأَنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَرْجِعُ رَبُّكُمْ. 43 وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ الْبَيْتِ فِي أَيِّ رُبْعٍ مِنَ اللَّيْلِ يُفَاجِئُهُ اللِّصُّ، لَظَلَّ سَاهِراً وَلَمْ يَدَعْ بَيْتَهُ يُنْقَبُ. 44 فَكُونُوا أَنْتُمْ أَيْضاً عَلَى اسْتِعْدَادٍ، لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَيَرْجِعُ فِي سَاعَةٍ لَا تَتَوَقَّعُونَهَا!

45 فَمَنْ هُوَ إِذَنْ ذَلِكَ الْعَبْدُ الأَمِينُ وَالْحَكِيمُ الَّذِي أَقَامَهُ سَيِّدُهُ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ لِيُقَدِّمَ لَهُمُ الطَّعَامَ فِي أَوَانِهِ؟ 46 طُوبَى لِذَلِكَ الْعَبْدِ الَّذِي يَأْتِي سَيِّدُهُ فَيَجِدُهُ يَقُومُ بِعَمَلِهِ. 47 الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ سَيُقِيمُهُ عَلَى مُمْتَلَكَاتِهِ كُلِّهَا. 48 وَلَكِنْ إِذَا قَالَ ذَلِكَ الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ فِي قَلْبِهِ: سَيَتَأَخَّرُ سَيِّدِي فِي رُجُوعِهِ! 49 وَبَدَأَ يَضْرِبُ زُمَلاءَهُ الْعَبِيدَ وَيَأْكُلُ وَيَشْرَبُ مَعَ السِّكِّيرِينَ، 50 فَإِنَّ سَيِّدَ ذَلِكَ الْعَبْدِ لابُدَّ أَنْ يَرْجِعَ فِي يَوْمٍ لَا يَتَوَقَّعُهُ، وَسَاعَةٍ لَا يَعْرِفُهَا، 51 فَيُمَزِّقُهُ وَيَجْعَلُ نَصِيبَهُ مَعَ الْمُنَافِقِينَ، هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ!

Read full chapter

29 وَفَورًا بَعْدَ الضِّيقِ الَّذِي سَيَحْدُثُ فِي تِلْكَ الأيَّامِ،

«سَتُظلِمُ الشَّمْسُ،
وَالقَمَرُ لَنْ يُعطِيَ نُورَهُ.
سَتَسْقُطُ النُّجُومُ مِنَ السَّمَاءِ،
وَتُزَعزَعُ الأجرَامُ السَّمَاوِيَّةُ.[a]

30 «فِي ذَلِكَ الوَقْتِ، سَتَظْهَرُ عَلَامَةُ ابْنِ الإنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَسَتَنُوحُ قَبَائِلُ الأرْضِ، وَسَيَرَوْنَ ابْنَ الإنْسَانِ قَادِمًا فِي سَحَابِ السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجدٍ عَظِيمٍ. 31 وَسَيُرسِلُ مَلَائِكَتَهُ بِمُصَاحَبَةِ صَوْتِ بُوقٍ مُرْتَفِعٍ، فَيَجْمَعُونَ الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ مِنَ الجِهَاتِ الأرْبَعِ، مِنْ أقْصَى السَّمَاءِ إلَى أقصَاهَا.

32 «تَعَلَّمُوا مِنْ شَجَرَةِ التِّينِ. فَحَالَمَا تُصبِحُ أغْصَانُهَا طَرِيَّةً، وَتَظْهَرُ أورَاقُهَا، تَعْرِفُونَ أنَّ الصَّيفَ قَرِيبٌ. 33 هَكَذَا أيْضًا عِنْدَمَا تَرَوْنَ جَمِيعَ هَذِهِ الأشْيَاءَ، سَتَعْرِفُونَ أنَّ الوَقْتَ[b] قَرِيبٌ عَلَى الأبوَابِ. 34 أقُولُ الحَقَّ لَكُمْ: لَنْ يَنْقَضِيَ هَذَا الجِيلُ إلَى أنْ تَحْدُثَ كُلُّ هَذِهِ الأشْيَاءِ. 35 تَزُولُ السَّمَاءُ وَالأرْضُ، أمَّا كَلَامِيَ فَلَنْ يَزُولَ أبَدًا.»

الآبُ وَحْدَهُ يَعْلَم

(مَرْقُس 13‏:32‏-37؛ لُوقَا 17‏:26‏-30، 34‏-36)

36 «لَكِنْ لَا يَعْرِفُ أحَدٌ مَتَى يَكُونَ ذَلِكَ اليَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ، وَلَا مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ يَعْرِفُونَ، وَلَا الابْنُ، لَكِنِ الآبُ وَحْدَهُ يَعْلَمُ.

37 «وَكَمَا كَانَ الحَالُ فِي أيَّامِ نُوحٍ، هَكَذَا سَيَكُونُ الحَالُ عِنْدَمَا يَأتِي ابْنُ الإنْسَانِ. 38 فَفِي الأيَّامِ الَّتِي سَبَقَتِ الطَّوَفَانَ، كَانَ النَّاسُ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ وَيُزَوِّجُونَ بَنَاتِهِمْ حَتَّى ذَلِكَ اليَوْمِ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ نُوحٌ السَّفِينَةَ. 39 فَلَمْ يَكُونُوا يَعْرِفُونَ مَا سَيَحْدُثُ، حَتَّى جَاءَ الطَّوَفَانُ وَأخَذَهُمْ. هَكَذَا سَيَكُونُ أيْضًا فِي مَجِيءِ ابْنِ الإنْسَانِ. 40 فِي ذَلِكَ الوَقْتِ، يَكُونُ رَجُلَانِ يَعْمَلَانِ فِي حَقْلٍ، فَيُؤخَذُ وَاحِدٌ وَيُترَكُ الآخَرُ. 41 وَتَكُونُ امْرَأتَانِ تَطْحَنَانِ الحُبُوبَ عَلَى حَجَرِ الرَّحَى، فَتُؤخَذُ وَاحِدَةٌ وَتُترَكُ الأُخرَى.

42 «فَتَيَقَّظُوا إذًا، لِأنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ مَتَى يَأتِي رَبُّكُمْ. 43 تأكَّدُوا أنَّهُ لَوْ عَلِمَ صَاحِبُ البَيْتِ فِي أيَّةِ سَاعَةٍ مِنَ اللَّيْلِ يَنْوِي اللِّصُّ أنْ يَأْتِيَ، لَاستَيْقَظَ وَمَا تَرَكَهُ يَسْطُو عَلَى بَيْتِهِ. 44 لِذَلِكَ كُونُوا أنْتُمْ أيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لِأنَّ ابْنَ الإنْسَانِ سَيَأْتِي فِي لَحظَةٍ لَا تَتَوَقَّعُونَهَا.»

العَبدُ الصَّالِحُ وَالعَبدُ الشِّرِّير

(لُوقَا 12‏:41‏-48)

45 «فَمَنْ هُوَ الخَادِمُ الأمِينُ الفَطِنُ الَّذِي يُعَيِّنُهُ السَّيِّدُ مَسؤُولًا عَنْ عَبيدِهِ، لِيُعطِيَهُمْ طَعَامَهُمْ فِي وَقْتِهِ؟ 46 هَنِيئًا لِذَلِكَ الخَادِمِ الَّذِي حِينَ يَأتِي سَيِّدُهُ يَجِدُهُ يَقُومُ بِوَاجِبِهِ. 47 أقُولُ لَكُمُ الحَقَّ، إنَّهُ سَيُوكِلُهُ عَلَى جَمِيعِ أمْلَاكِهِ.

48 «أمَّا الخَادِمُ الشِّرِّيرُ فَيَقُولُ فِي نَفْسِهِ: ‹سَيِّدِي سَيَتَأخَّرُ.› 49 فَيَبْدَأُ بِضَرْبِ رِفَاقِهِ الخُدَّامِ، وَيَبْدَأُ بِالأَكْلِ وَالشُّرْبِ مَعَ السُّكَارَىْ. 50 فَيَأْتِي سَيِّدُ ذَلِكَ الخَادِمِ فِي يَوْمٍ لَا يَتَوَقَّعُهُ، وَفِي سَاعَةٍ لَا يَعْرِفُهَا. 51 فَيُعَاقِبُهُ وَيَضَعُهُ مَعَ المُنَافِقينَ حَيْثُ يَبْكِي النَّاسُ وَيَصِرُّونَ عَلَى أسنَانِهِمْ.

Read full chapter

Footnotes

  1. 24‏:29 إشَعْيَاء 13‏:10؛ 34‏:4.
  2. 24‏:33 الوقت قَارن مع بشَارة لُوقَا 21‏:31.