شفاء نعمان من البرص

وَكَانَ نُعْمَانُ قَائِدُ جَيْشِ مَلِكِ أَرَامَ يَتَمَتَّعُ بِمَكَانَةٍ سَامِيَةٍ عِنْدَ سَيِّدِهِ لأَنَّ الرَّبَّ حَقَّقَ لأَرَامَ النَّصْرَ عَلَى يَدِهِ. وَكَانَ نُعْمَانُ بَطَلاً صِنْدِيداً، إِلّا أَنَّهُ كَانَ مُصَاباً بِالْبَرَصِ. وَسَبَى الأَرَامِيُّونَ فِي إِحْدَى غَزَوَاتِهِمِ الَّتِي أَغَارُوا فِيهَا عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ فَتَاةً صَغِيرَةً، صَارَتْ خَادِمَةً لِزَوْجَةِ نُعْمَانَ. فَقَالَتْ لِمَوْلاتِهَا: «يَا لَيْتَ سَيِّدِي يَمْثُلُ أَمَامَ النَّبِيِّ الَّذِي فِي السَّامِرَةِ، فَيَنَالَ الشِّفَاءَ مِنْ بَرَصِهِ». فَمَثَلَ نُعْمَانُ أَمَامَ الْمَلِكِ وَأَبْلَغَهُ حَدِيثَ الْجَارِيَةِ الإِسْرَائِيلِيَّةِ.

فَقَالَ مَلِكُ أَرَامَ: «انْطَلِقْ، وَسَأَبْعَثُ رِسَالَةً إِلَى مَلِكِ إِسْرَائِيلَ». فَتَوَجَّهَ نُعْمَانُ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ حَامِلاً مَعَهُ وَعَشَرَ وَزَنَاتٍ مِنَ الْفِضَّةِ (نَحْوَ سِتَّةٍ وَثَلاثِينَ كِيلُو جِرَاماً) وَسِتَّةَ آلافِ شَاقِلٍ مِنَ الذَّهَبِ (نَحْوَ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ كِيلُو جِرَاماً)، وَعَشَرَ حُلَلٍ مِنَ الثِّيَابِ، وَسَلَّمَ الرِّسَالَةَ إِلَى مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، وَقَدْ وَرَدَ فِيهَا: «وَحَالَ تَسَلُّمِكَ لِهَذِهِ الرِّسَالَةِ اشْفِ نُعْمَانَ خَادِمِي الَّذِي أَرْسَلْتُهُ إِلَيْكَ مِنْ بَرَصِهِ». فَلَمَّا اطَّلَعَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ عَلَى الرِّسَالَةِ مَزَّقَ ثِيَابَهُ وَقَالَ: «هَلْ أَنَا اللهُ حَتَّى أُمِيتَ وَأُحْيِيَ، فَيُرْسِلَ إِلَيَّ هَذَا لِكَيْ أَشْفِيَ رَجُلاً مِنْ بَرَصِهِ؟ اعْلَمُوا أَنَّهُ يُحَاوِلُ أَنْ يَجِدَ مُبَرِّراً لِمُحَارَبَتِنَا».

وَلَمَّا سَمِعَ أَلِيشَعُ رَجُلُ اللهِ أَنَّ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ قَدْ مَزَّقَ ثِيَابَهُ، بَعَثَ إِلَيْهِ يَقُولُ: «لِمَاذَا مَزَّقْتَ ثِيَابَكَ؟ دَعْهُ يَأْتِي إِلَيَّ فَيَعْلَمَ أَنَّهُ يُوْجَدُ حَقّاً نَبِيٌّ فِي إِسْرَائِيلَ». فَأَقْبَلَ نُعْمَانُ بِخَيْلِهِ وَمَرْكَبَاتِهِ وَوَقَفَ عِنْدَ بَابِ بَيْتِ أَلِيْشَعَ، 10 فَوَجَّهَ إِلَيْهِ أَلِيشَعُ رَسُولاً يَقُولُ: «اذْهَبْ وَاغْتَسِلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي نَهْرِ الأُرْدُنِّ، فَتَنَالَ الشِّفَاءَ». 11 فَغَضِبَ نُعْمَانُ وَانْصَرَفَ قَائِلاً: «ظَنَنْتُ أَنَّهُ يَخْرُجُ لِلِقَائِي وَيَقِفُ أَمَامِي، وَيَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِهِ، وَيَمُرُّ بِيَدِهِ فَوْقَ مَوْضِعِ الْبَرَصِ، فَأَبْرَأُ. 12 أَلَيْسَ أَبَانَةُ وَفَرْفَرُ نَهْرَا دِمَشْقَ أَفْضَلَ مِنْ جَمِيعِ مِيَاهِ إِسْرَائِيلَ؟ أَلَمْ يَكُنْ فِي إِمْكَانِي الاغْتِسَالُ فِيهِمَا فَأَطْهُرَ؟» فَانْصَرَفَ وَقَدِ اعْتَرَاهُ الْغَيْظُ. 13 فَتَقَدَّمَ مِنْهُ رِجَالُهُ وَقَالُوا: «يَا أَبَانَا، لَوْ طَلَبَ النَّبِيُّ مِنْكَ الْقِيَامَ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ، أَمَا كُنْتَ تَصْنَعُهُ؟ فَكَمْ بِالأَحْرَى إِنْ قَالَ لَكَ اغْتَسِلْ وَاطْهُرْ؟»

14 فَنَزَلَ نُعْمَانُ إِلَى نَهْرِ الأُرْدُنِّ وَغَطَسَ فِيهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، كَمَا أَمَرَ رَجُلُ اللهِ، فَرَجَعَ لَحْمُهُ كَلَحْمِ صَبِيٍّ صَغِيرٍ، وَطَهُرَ مِنْ بَرَصِهِ. 15 فَرَجَعَ إِلَى رَجُلِ اللهِ مَعَ سَائِرِ جَيْشِهِ وَدَخَلَ وَوَقَفَ أَمَامَهُ قَائِلاً: «لَقَدْ أَدْرَكْتُ أَنَّهُ لَا يُوْجَدُ إِلَهٌ فِي كُلِّ الأَرْضِ إِلّا فِي إِسْرَائِيلَ، فَأَرْجُوكَ أَنْ تَقْبَلَ الآنَ هَدِيَّةً مِنْ عَبْدِكَ». 16 فَأَجَابَ أَلِيشَعُ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي أَنَا وَاقِفٌ فِي حَضْرَتِهِ، إِنِّي لَا أَقْبَلُ مِنْكَ هَدِيَّةً». فَأَلَحَّ عَلَيْهِ أَنْ يَقْبَلَ مِنْهُ الْهَدِيَّةَ، فَأَبَى أَلِيشَعُ. 17 عِنْدَئِذٍ قَالَ نُعْمَانُ: «إِذاً، أَرْجُو أَنْ يُعْطَى عَبْدُكَ حِمْلَ بَغْلَيْنِ مِنَ التُّرَابِ، لأَنَّهُ لَنْ يُقَرِّبَ بَعْدَ الْيَوْمِ مُحْرَقَةً وَلا ذَبِيحَةً لِآلِهَةٍ أُخْرَى، بَلْ لِلرَّبِّ وَحْدَهُ. 18 وَلَكِنْ لِيَصْفَحِ الرَّبُّ عَنْ عَبْدِكَ عِنْدَمَا يَدْخُلُ مَعَ سَيِّدِهِ الْمَلِكِ إِلَى بَيْتِ الإِلَهِ رِمُّونَ، حَيْثُ يَذْهَبُ الْمَلِكُ مُسْتَنِداً عَلَى ذِرَاعِي لِيَسْجُدَ هُنَاكَ. فَعَلَيَّ آنَئِذٍ أَنْ أَسْجُدَ أَيْضاً. لِهَذَا لِيَصْفَحِ الرَّبُّ لِعَبْدِكَ عَنْ هَذَا الأَمْرِ».

19 فَقَالَ لَهُ أَلِيشَعُ: «امْضِ بِسَلامٍ».

وَمَا إِنْ ابْتَعَدَ مَسَافَةً 20 حَتَّى حَدَّثَ جِيحَزِي خَادِمُ أَلِيشَعَ نَفْسَهُ: «سَيِّدِي امْتَنَعَ عَنْ قُبُولِ مَا أَحْضَرَهُ نُعْمَانُ مِنْ هَدَايَا. حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ لأُسْرِعَنَّ وَرَاءَهُ وَآخُذُ مِنْهُ شَيْئاً». 21 فَلَحِقَ جِيحَزِي بِنُعْمَانَ. وَلَمَّا أَبْصَرَهُ نُعْمَانُ رَاكِضاً نَحْوَهُ، تَرَجَّلَ عَنِ الْمَرْكَبَةِ لِلِقَائِهِ سَائِلاً: «أَلِلْخَيْرِ جِئْتَ؟» 22 فَأَجَابَ: «لِلْخَيْرِ. إِنَّ سَيِّدِي قَدْ أَرْسَلَنِي قَائِلاً: جَاءَه رَجُلَانِ مِنْ جَبَلِ أَفْرَايِمَ مِنْ بَنِي الأَنْبِيَاءِ، فَأَرْجُوكَ أَنْ تُعْطِيَهُمَا وَزْنَةً مِنَ الْفِضَّةِ وَحُلَّتَيْ ثِيَابٍ». 23 فَقَالَ نُعْمَانُ: «أَرْجُوكَ أَنْ تَأْخُذَ وَزْنَتَيْنِ» وَأَلَحَّ عَلَيْهِ، وَصَرَّهُمَا فِي كِيسَيْنِ وَحُلَّتَيْ ثِيَابٍ، وَأَعْطَاهُمَا لِرَجُلَيْنِ مِنْ رِجَالِهِ، فَحَمَلاهُمَا وَانْطَلَقَا أَمَامَ جِيحَزِي. 24 وَعِنْدَمَا وَصَلَ إِلَى الأَكَمَةِ حَيْثُ يُقِيمُ أَلِيشَعُ أَخَذَهَا مِنْهُمَا وَأَخْفَاهَا فِي الْبَيْتِ، وَصَرَفَ الرَّجُلَيْنِ. 25 ثُمَّ دَخَلَ إِلَى أَلِيشَعَ، فَسَأَلَهُ: «مِنْ أَيْنَ جِئْتَ يَا جِيحَزِي؟» فَأَجَابَ: «لَمْ يَذْهَبْ عَبْدُكَ إِلَى أَيِّ مَكَانٍ». 26 فَقَالَ لَهُ: «أَلا تَعْرِفُ أَنَّ قَلْبِي كَانَ حَاضِراً هُنَاكَ حِينَ تَرَجَّلَ الرَّجُلُ مِنْ مَرْكَبَتِهِ لِلِقَائِكَ؟ أَهَذَا وَقْتُ الْحُصُولِ عَلَى فِضَّةٍ أَوْ أَخْذِ ثِيَابٍ وَزَيْتُونٍ وَكُرُومٍ وَغَنَمٍ وَبَقَرٍ وَعَبِيدٍ وَجَوَارٍ؟ 27 فَلْيَحُلَّ بَرَصُ نُعْمَانَ بِكَ وَبِنَسْلِكَ إِلَى الأَبَدِ». فَخَرَجَ مِنْ أَمَامِهِ وَجِلْدُهُ أَبْرَصُ فِي لَوْنِ الثَّلْجِ.

تعويم رأس الفأس الحديدي

وَقَالَ بَنُو الأَنْبِيَاءِ لأَلِيشَعَ: «ضَاقَ بِنَا الْمَكَانُ الَّذِي نَحْنُ مَاكِثُونَ فِيهِ للاجْتِمَاعِ بِكَ. فَاسْمَحْ لَنَا أَنْ نَذْهَبَ إِلَى الأُرْدُنِّ فَيَقْطَعَ كُلٌّ مِنَّا بَعْضَ الأَخْشَابِ لِنَبْنِيَ مَكَاناً أَرْحَبَ نُقِيمُ فِيهِ». فَقَالَ: «اذْهَبُوا». وَقَالَ لَهُ أَحَدُهُمْ: «أَلا تَتَكَرَّمُ بِالذِّهَابِ مَعَ عَبِيدِكَ؟» فَقَبِلَ. وَمَضَى مَعَهُمْ. وَعِنْدَمَا وَصَلُوا إِلَى نَهْرِ الأُردُنِّ شَرَعُوا فِي قَطْعِ الْخَشَبِ. وَفِيمَا كَانَ أَحَدُهُمْ يَقْطَعُ خَشَبَةً سَقَطَ رَأْسُ فَأْسِهِ الْحَدِيدِيُّ فِي الْمَاءِ، فَاسْتَغَاثَ بِأَلِيشَعَ قَائِلاً: «آهِ يَا سَيِّدِي، إنِّي اسْتَعَرْتُهُ». فَسَأَلَهُ رَجُلُ اللهِ: «أَيْنَ سَقَطَ؟» فَأَشَارَ إِلَى الْمَوْضِعِ. فَقَطَعَ أَلِيشَعُ عُودَ حَطَبٍ أَلْقَاهُ فِي الْمَاءِ فَطَفَا رَأْسُ الْفَأْسِ، فَقَالَ: «الْتَقِطْهُ». فَمَدَّ الرَّجُلُ يَدَهُ وَالْتَقَطَهُ.

أليشع يكمن للأراميين العميان

وَحَارَبَ مَلِكُ أَرَامَ إِسْرَائِيلَ. وَبَعْدَ التَّدَاوُلِ مَعَ ضُبَّاطِهِ قَالَ: «سَأُعَسْكِرُ فِي مَوْضِعِ كَذَا (لأَتَرَبَّصَ بِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ)». فَبَعَثَ رَجُلُ اللهِ إِلَى مَلِكِ إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: «احْذَرْ الاجْتِيَازَ فِي مَوْضِعِ كَذَا، لأَنَّ الأَرَامِيِّينَ مُتَرَبِّصُونَ بِكَ فِيهِ». 10 فَأَرْسَلَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ مُرَاقِبِيهِ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي أَخْبَرَهُ عَنْهُ رَجُلُ اللهِ وَحَذَّرَهُ مِنْهُ، فَتَأَكَّدَ مِنْ صِحَّةِ النَّبَأِ. وَتَكَرَّرَتْ تَحْذِيرَاتُ أَلِيشَعَ لِلْمَلِكِ مَرَّاتٍ عَدِيدَةً، فَكَانَ الْمَلِكُ يَتَحَفَّظُ دَائِماً لِنَفْسِهِ. 11 فَانْزَعَجَ مَلِكُ أَرَامَ مِنْ هَذَا الأَمْرِ، وَجَمَعَ ضُبَّاطَهُ وَسَأَلَهُمْ: «أَلا تُخْبِرُونَنِي مَنْ مِنْكُمْ مُتَآمِرٌ مَعَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ؟» 12 فَأَجَابَهُ وَاحِدٌ مِنْ ضُبَّاطِهِ: «لا يُوْجَدُ مَنْ يَتَآمَرُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ، وَلَكِنَّ النَّبِيَّ أَلِيشَعَ الْمُقِيمَ فِي إِسْرَائِيلَ يُبَلِّغُ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى بِالأُمُورِ الَّتِي تَهْمِسُ بِها فِي مُخْدَعِ نَوْمِكَ».

13 فَقَالَ: «اذْهَبُوا وَابْحَثُوا لِي عَنْ مَكَانِ إِقَامَتِهِ، فَأُرْسِلَ مَنْ يَعْتَقِلُهُ». فَقِيلَ لَهُ إِنَّهُ فِي دُوثَانَ. 14 فَوَجَّهَ مَلِكُ أَرَامَ إِلَى هُنَاكَ جَيْشاً كَبِيراً مُجَهَّزاً بِخُيُولٍ وَمَرْكَبَاتٍ، وَحَاصَرَ الْمَدِينَةَ لَيْلاً. 15 فَنَهَضَ خَادِمُ رَجُلِ اللهِ مُبَكِّراً وَخَرَجَ، وَإذَا بِهِ يَجِدُ جَيْشاً مُجَهَّزاً بِخُيُولٍ وَمَرْكَبَاتٍ يُحَاصِرُ الْمَدِينَةَ. فَقَالَ الْخَادِمُ: «آهِ يَا سَيِّدِي، مَا الْعَمَلُ؟» 16 فَأَجَابَهُ أَلِيشَعُ: «لا تَخَفْ لأَنَّ الَّذِينَ مَعَنَا أَكْثَرُ مِنَ الَّذِينَ مَعَهُمْ». 17 وَتَضَرَّعَ أَلِيشَعُ قَائِلاً: «يَا رَبُّ، افْتَحْ عَيْنَيْهِ فَيُبْصِرَ». فَفَتَحَ الرَّبُّ عَيْنَيِ الْخَادِمِ، وَإذَا بِهِ يُشَاهِدُ الْجَبَلَ يَكْتَظُّ بِخَيْلٍ وَمَرْكَبَاتِ نَارٍ تُحِيطُ بِأَلِيشَعَ. 18 وَعِنْدَمَا تَقَدَّمَ جَيْشُ أَرَامَ نَحْوَ أَلِيشَعَ صَلَّى إِلَى الرَّبِّ قَائِلاً: «أَصِبْ هَذَا الْجَيْشَ بِالْعَمَى». فَضَرَبَهُمُ الرَّبُّ بِالْعَمَى اسْتِجَابَةً لِدُعَاءِ أَلِيشَعَ. 19 عِنْدَئِذٍ قَالَ لَهُمْ أَلِيشَعُ: «لَقَدْ ضَلَلْتُمْ طَرِيقَكُمْ فَأَخْطَأْتُمْ مُحَاصَرَةَ الْمَدِينَةِ الْمَطْلُوبَةِ. اتْبَعُونِي فَأُرْشِدَكُمْ إِلَى الرَّجُلِ الَّذِي تَبْحَثُونَ عَنْهُ». فَقَادَهُمْ إِلَى السَّامِرَةِ.

20 فَلَمَّا أَصْبَحُوا دَاخِلَ السَّامِرَةِ صَلَّى أَلِيشَعُ قَائِلاً: «يَا رَبُّ افْتَحْ عُيُونَهُمْ فَيُبْصِرُوا». فَفَتَحَ الرَّبُّ عُيُونَهُمْ، وَإذَا بِهِمْ يَجِدُونَ أَنْفُسَهُمْ فِي وَسَطِ السَّامِرَةِ! 21 وَعِنْدَمَا شَاهَدَهُمْ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ سَأَلَ أَلِيشَعَ: «هَلْ أَقْتُلُهُمْ، هَلْ أَقْتُلُهُمْ يَا أَبِي؟» 22 فَأَجَابَهُ: «لا تَقْتُلْ أَحَداً. إِنَّمَا اقْتُلِ الَّذِينَ تَسْبِيهِمْ بِسَيْفِكَ وَقَوْسِكَ. أَمَّا هَؤُلاءِ فَقَدِّمْ لَهُمْ طَعَاماً وَمَاءً فَيَأْكُلُوا وَيَشْرَبُوا ثُمَّ يَنْطَلِقُوا إِلَى سَيِّدِهِمْ». 23 فَأَقَامَ لَهُمُ الْمَلِكُ مَأْدُبَةً عَظِيمَةً، فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا، ثُمَّ أَطْلَقَهُمْ، فَرَجَعُوا إِلَى سَيِّدِهِمْ. وَتَوَقَّفَتْ جُيُوشُ أَرَامَ عَنْ غَزْوِ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ فَتْرَةً.

مجاعة في السامرة المحاصرة

24 وَحَشَدَ بَنْهَدَدُ مَلِكُ أَرَامَ، بَعْدَ زَمَنٍ، كُلَّ جَيْشِهِ وَحَاصَرَ السَّامِرَةَ. 25 وَإِذْ طَالَ الْحِصَارُ، عَمَّتِ الْمَجَاعَةُ السَّامِرَةَ حَتَّى صَارَ رَأْسُ الْحِمَارِ يُبَاعُ بِثَمَانِينَ قِطْعَةً مِنْ الْفِضَّةِ، وَأُوقِيَةُ زِبْلِ الْحَمَامِ بِخَمْسِ قِطَعٍ مِنَ الْفِضَّةِ.

26 وَفِيمَا كَانَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ يَتَفَقَّدُ سُورَ الْمَدِينَةِ اسْتَغَاثَتْ بِهِ امْرَأَةٌ قَائِلَةً: «أَغِثْ يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ». 27 فَقَالَ لَهَا: «إِنْ لَمْ يُغِثْكِ الرَّبُّ، فَمِنْ أَيْنَ يُمْكِنُنِي أَنْ أَحْصُلَ لَكِ عَلَى الْغَوْثِ؟ أَمِنْ قَمْحِ الْبَيْدَرِ أَمْ مِنْ نَبِيذِ الْمِعْصَرَةِ؟» 28 ثُمَّ سَأَلَهَا الْمَلِكُ: «مَالَكِ؟» فَأَجَابَتْ: «لَقَدْ قَالَتْ لِي هَذِهِ الْمرْأَةُ، هَاتِي ابْنَكِ فَنَأْكُلَهُ الْيَوْمَ، ثُمَّ نَأْكُلَ ابْنِي فِي الْيَوْمِ التَّالِي. 29 فَسَلَقْنَا ابْنِي وَأَكَلْنَاهُ. وَعِنْدَمَا قُلْتُ لَهَا فِي الْيَوْمِ التَّالِي: هَاتِي ابْنَكِ لِنَأْكُلَهُ، خَبَّأَتِ ابْنَهَا». 30 فَلَمَّا سَمِعَ الْمَلِكُ حَدِيثَ الْمَرْأَةِ مَزَّقَ ثِيَابَهُ وَهُوَ يَتَفَقَّدُ السُّورَ، فَرَأَى الْمُحِيطُونَ بِهِ أَنَّهُ كَانَ يَرْتَدِي مُسُوحاً فَوْقَ جَسَدِهِ. 31 وَقَالَ: «لِيُعَاقِبْنِي الرَّبُّ أَشَدَّ عِقَابٍ وَيَزِدْ، إِنْ لَمْ أَقْطَعْ رَأْسَ أَلِيشَعَ بْنِ شَافَاطَ الْيَوْمَ».

32 وَكَانَ أَلِيشَعُ آنَئِذٍ مُجْتَمِعاً فِي بَيْتِهِ مَعَ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ، فَوَجَّهَ الْمَلِكُ رَسُولاً إِلَيْهِ يَتَقَدَّمُهُ. وَقَبْلَ أَنْ يَصِلَ الرَّسُولُ قَالَ أَلِيشَعُ لِلشُّيُوخِ: «أَرَأَيْتُمْ كَيْفَ أَنَّ هَذَا الْقَاتِلَ قَدْ أَرْسَلَ رَسُولاً لِيَقْطَعَ رَأْسِي؟ فَحَالَمَا يَأْتِي الرَّسُولُ أَغْلِقُوا الْبَابَ وَاتْرُكُوهُ مُوْصَداً فِي وَجْهِهِ. فَإِنَّ وَقْعَ خَطْوَاتِ سَيِّدِهِ يَتَجَاوَبُ وَرَاءَهُ» 33 وَبَيْنَمَا هُوَ يُخَاطِبُهُمْ أَقْبَلَ الرَّسُولُ إِلَيْهِ، وَتَبِعَهُ الْمَلِكُ الَّذِي قَالَ: «إِنَّ هَذَا الشَّرَّ قَدْ حَلَّ بِنَا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ، فَأَيَّ شَيْءٍ أَتَوَقَّعُ مِنَ الرَّبِّ بَعْدُ؟»

ثُمَّ قَالَ أَلِيشَعُ: «اسْمَعُوا مَا يَقُولُ الرَّبُّ: غَداً فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ تُصْبِحُ كَيْلَةُ الدَّقِيقِ بِشَاقِلَ (اثْنَيْ عَشْرَ جِرَاماً مِنَ الْفِضَّةِ)، وَكَيْلَتَا الشَّعِيرِ بِشَاقِلَ عِنْدَ مَدْخَلِ السَّامِرَةِ». فَقَالَ الْجُنْدِيُّ الَّذِي كَانَ الْمَلِكُ يَتَوَكَّأُ عَلَى ذِرَاعِهِ لِرَجُلِ اللهِ: «حَتَّى إِنْ فَتَحَ الرَّبُّ كُوىً فِي السَّمَاءِ، فَهَلْ يُمْكِنُ أَنْ يَحْدُثَ هَذَا الأَمْرُ؟» فَأَجَابَ أَلِيشَعُ: «سَتَرَى ذَلِكَ بِعَيْنَيْكَ، وَلَكِنَّكَ لَنْ تَأْكُلَ مِنْهُ».

رفع الحصار

وَكَانَ هُنَاكَ أَرْبَعَةُ رِجَالٍ بُرْصٍ عِنْدَ مَدْخَلِ بَوَّابَةِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ لِرِفَاقِهِ: «مَا بَالُنَا نَجْلِسُ حَتَّى نَمُوتَ جُوعاً؟ إِنْ قُلْنَا لِنَدْخُلْ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَالْجُوعُ فِيهَا، وَسَنَمُوتُ. وَإِنْ مَكَثْنَا هُنَا نَمُوتُ أَيْضاً. فَهَيَّا بِنَا نَلْجَأُ إِلَى مُعَسْكَرِ الأَرَامِيِّينَ، فَإِنِ اسْتَحْيَوْنَا عِشْنَا، وَإِنْ قَتَلُونَا مُتْنَا». فَانْطَلَقُوا فِي الْمَسَاءِ إِلَى مُعَسْكَرِ الأَرَامِيِّينَ. وَعِنْدَمَا بَلَغُوا أَطْرَافَ الْمُعَسْكَرِ لَمْ يَجِدُوا هُنَاكَ أَحَداً. فَإِنَّ الرَّبَّ قَدْ جَعَلَ جَيْشَ أَرَامَ يَسْمَعُ صَلْصَلَةَ مَرْكَبَاتٍ، وَصَوْتَ وَقْعِ حَوَافِرِ خَيْلٍ، وَجَلَبَةَ جَيْشٍ كَثِيفٍ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ للآخَرِ: «لابُدَّ أَنَّ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ اسْتَأْجَرَ ضِدَّنَا جُيُوشَ الْحِثِّيِّينَ وَالْمِصْرِيِّينَ لِيَنْقَضُّوا عَلَيْنَا». فَفَرُّوا هَارِبِينَ عِنْدَ الْمَسَاءِ، مُخَلِّفِينَ وَرَاءَهُمْ خِيَامَهُمْ وَخُيُولَهُمْ وَحَمِيرَهُمْ، تَارِكِينَ الْمُعَسْكَرَ عَلَى حَالِهِ، وَفَرُّوا نَاجِينَ بِأَنْفُسِهِمْ. وَدَخَلَ هَؤُلاءِ الْبُرْصُ إِحْدَى الْخِيَامِ فِي أَطْرَافِ الْمُعَسْكَرِ، فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا وَاسْتَوْلَوْا عَلَى مَا فِيهَا مِنْ فِضَّةٍ وَذَهَبٍ وَثِيَابٍ، ثُمَّ طَمَرُوهَا. وَرَجَعُوا وَدَخَلُوا إِلَى خَيْمَةٍ أُخْرَى وَاسْتَوْلَوْا عَلَى مَا فِيهَا أَيْضاً وَطَمَرُوهُ. ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «إِنَّنَا نُخْطِئُ فِيمَا نَفْعَلُ. فَالْيَوْمُ يَوْمُ بِشَارَةٍ وَنَحْنُ سَاكِتُونَ، فَإِنِ انْتَظَرْنَا طُلُوعَ الْفَجْرِ وَلَمْ نُخْبِرْ يَنَالُنَا الْعِقَابُ. فَلْنَدْخُلِ الْمَدِينَةَ وَنُخْبِرْ رِجَالَ قَصْرِ الْمَلِكِ». 10 فَرَجَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَقَالُوا لِلْبَوَّابِ: «لَقَدْ دَخَلْنَا مُعَسْكَرَ الأَرَامِيِّينَ فَلَمْ نَجِدْ فِيهِ أَحَداً، وَلَمْ نَسْمَعْ فِي أَرْجَائِهِ صَوْتَ إِنْسَانٍ. وَلَكِنَّنَا رَأَيْنَا خَيْلاً وَحَمِيراً مَا بَرِحَتْ مَرْبُوطَةً فِي مَرَابِضِهَا، وَخِيَاماً لَا تَزَالُ مَنْصُوبَةً». 11 فَأَذَاعَ الْبَوَّابُونَ النَّبَأَ حَتَّى بَلَغَ قَصْرَ الْمَلِكِ.

12 فَنَهَضَ الْمَلِكُ لَيْلاً وَقَالَ لِضُبَّاطِهِ: «لأُخْبِرَنَّكُمْ مَا صَنَعَ الأَرَامِيُّونَ! لَقَدْ أَدْرَكُوا أَنَّنَا نَتَضَوَّرُ جُوعاً، فَهَجَرُوا الْمُعَسْكَرَ لِيَخْتَبِئُوا فِي الْحُقُولِ، حَتَّى إِذَا خَرَجْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ يَنْقَضُّونَ عَلَيْنَا وَيَأْسِرُونَنَا أَحْيَاءَ وَيَسْتَوْلُونَ عَلَى الْمَدِينَةِ». 13 فَأَجَابَ وَاحِدٌ مِنَ الضُّبَّاطِ وَقَالَ: «لِيَأْخُذْ بَعْضٌ مِنَّا خَمْسَةً مِنَ الْخَيْلِ الْبَاقِيَةِ فِي الْمَدِينَةِ. فَإِنْ أَصَابَهُمْ شَرٌّ يَكُونُونَ نَظِيرَ بَقِيَّةِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ الْمُعْتَصِمِينَ بِالْمَدِينَةِ، أَوْ نَظِيرَ مَنْ هَلَكُوا مِنَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ. فَلْنُرْسِلْ وَنَسْتَطْلِعِ الأَمْرَ». 14 فَأَعَدُّوا مَرْكَبَتَيْ خَيْلٍ انْطَلَقَتَا بِمَنْ فِيهِمَا مِنْ رِجَالٍ أَرْسَلَهُمُ الْمَلِكُ خَلْفَ الأَرَامِيِّينَ. 15 فَاقْتَفَوْا أَثَرَهُمْ إِلَى نَهْرِ الأُرْدُنِّ، وَإذَا كُلُّ الطَّرِيقِ مَمْلُوءَةٌ ثِيَاباً وَأَمْتِعَةً مِمَّا طَرَحَهَا الأَرَامِيُّونَ عِنْدَ فِرَارِهِمِ الْمُفَاجِئِ السَّرِيعِ. فَرَجَعَ الرُّسُلُ وَأَخْبَرُوا الْمَلِكَ.

16 فَانْدَفَعَ الشَّعْبُ نَحْوَ مُعَسْكَرِ الأَرَاميِّينَ وَنَهَبُوهُ، وَصَارَتْ كَيْلَةُ الدَّقِيقِ بِشَاقِلٍ، وَكَيْلَتَا الشَّعِيرِ بِشَاقِلٍ (اثْنَيْ عَشَرَ جِرَاماً مِنَ الْفِضَّةِ)، حَسَبَ كَلامِ الرَّبِّ.

17 وَعَيَّنَ الْمَلِكُ عَلَى مَدْخَلِ بَوَّابَةِ الْمَدِينَةِ الْجُنْدِيَّ الَّذِي كَانَ يَتَوَكَّأُ عَلَى ذِرَاعِهِ، فَدَاسَهُ الشَّعْبُ فِي الزَّحَامِ وَمَاتَ عِنْدَ الْبَابِ كَمَا تَنَبَّأَ أَلِيشَعُ فِي الْيَوْمِ السَّابِقِ عِنْدَمَا جَاءَهُ الْمَلِكُ لِيَقْبِضَ عَلَيْهِ. 18 فَعِنْدَمَا قَالَ رَجُلُ اللهِ لِلْمَلِكِ: «غَداً فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ تَكُونُ كَيْلَتَا الْشَعِيرِ بِشَاقِلٍ وَكَيلَةُ الدَقِيقِ بِشَاقِلٍ فِي مَدَخَلِ بَوَّابَةِ السَّامِرَةِ». 19 وَلَكِنَّ الْجُنْدِيَّ قَالَ لِرَجُلِ اللهِ: «حَتَّى إنْ فَتَحَ الرَّبُّ كُوىً فِي السَّمَاءِ فَهَلْ يُمْكِنُ أَنْ يَحْدُثَ هَذَا الأَمْرُ؟» فَقَالَ لَهُ أَلِيشَعُ: «سَتَرَى ذَلِكَ بِعَيْنَيْكَ وَلَكِنَّكَ لَنْ تَأْكُلَ مِنْهُ». 20 فَتَحَقَّقَتِ النُّبُوءَةُ إِذْ دَاسَهُ الشَّعْبُ عِنْدَ الْبَابِ فَمَاتَ.

استرداد المرأة الشونمية

وَقَالَ أَلِيشَعُ لِلْمَرْأَةِ الَّتِي أَحْيَا ابْنَهَا: «اذْهَبِي أَنْتِ وَعَائِلَتُكِ وَتَغَرَّبِي حَيْثُ تَشَائِينَ، لأَنَّ الرَّبَّ سَيُصِيبُ الْبِلادَ بِمَجَاعَةٍ تَدُومُ سَبْعَ سَنَوَاتٍ». فَعَمِلَتِ الْمَرْأَةُ بِأَمْرِ رَجُلِ اللهِ، وَرَحَلَتْ هِيَ وَعَائِلَتُهَا إِلَى بِلادِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ حَيْثُ تَغَرَّبَتْ هُنَاكَ سَبْعَ سَنَوَاتٍ. وَفِي خِتَامِ السَّنَوَاتِ السَّبْعِ رَجَعَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ دِيَارِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَتَوَجَّهَتْ إِلَى الْمَلِكِ تَسْتَغِيثُ بِهِ لاِسْتِرْدَادِ بَيْتِهَا وَأَرْضِهَا. وَكَانَ الْمَلِكُ آنَئِذٍ يَقُولُ لِجِيحَزِي خَادِمِ رَجُلِ اللهِ: «قُصَّ عَلَيَّ جَمِيعَ مَا أَجْرَاهُ أَلِيشَعُ مِنْ مُعْجِزَاتٍ». وَفِيمَا هُوَ يَسْرُدُ عَلَى الْمَلِكِ كَيْفَ أَحْيَا أَلِيشَعُ الْمَيْتَ أَقْبَلَتِ الْمَرْأَةُ الَّتِي أَحْيَا ابْنَهَا تَسْتَغِيثُ بِالْمَلِكِ لاِسْتِرْدَادِ بَيْتِهَا وَأَرْضِهَا. فَقَالَ جِيحَزِي: «هَذِهِ هِيَ الْمَرْأَةُ يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ، وَهَذَا هُوَ ابْنُهَا الَّذِي أَحْيَاهُ أَلِيشَعُ». فَاسْتَخْبَرَهَا الْمَلِكُ الأَمْرَ فَحَدَّثَتْهُ بِهِ. فَأَمَرَ الْمَلِكُ أَحَدَ مُوَظَّفِيهِ: «اعْمَلْ عَلَى اسْتِرْدَادِ كُلِّ أَمْلاكِهَا وَكُلِّ إِيرَادِ غَلّاتِ أَرْضِهَا مُنْذُ أَنْ رَحَلَتْ عَنِ الْبِلادِ إِلَى الآنَ».

حزائيل يقتل بنهدد

وَذَهَبَ أَلِيشَعُ إِلَى دِمَشْقَ. وَكَانَ بَنْهَدَدُ مَلِكُ أَرَامَ أَيْضاً مَرِيضاً، فَقِيلَ لَهُ إِنَّ رَجُلَ اللهِ جَاءَ إِلَى هُنَا. فَقَالَ الْمَلِكُ لِحَزَائِيلَ: «احْمِلْ مَعَكَ هَدِيَّةً وَاذْهَبْ لاِسْتِقْبَالِ رَجُلِ اللهِ، وَاسْأَلِ الرَّبَّ عَنْ طَرِيقِهِ إِنْ كُنْتُ سَأَبْرَأُ مِنْ مَرَضِي». فَمَضَى حَزَائِيلُ لاِسْتِقْبَالِهِ آخِذاً مَعَهُ هَدِيَّةً، حِمْلَ أَرْبَعِينَ جَمَلاً مِنْ كُلِّ خَيْرَاتِ دِمَشْقَ. وَقَالَ لأَلِيشَعَ: «ابْنُكَ بَنْهَدَدُ مَلِكُ أَرَامَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ يَسْأَلُ إِنْ كَانَ سَيَبْرَأُ مِنْ مَرَضِهِ». 10 فَقَالَ لَهُ أَلِيشَعُ: «اذْهَبْ وَقُلْ لَهُ: إِنَّهُ حَتْماً يُشْفَى. وَلَكِنَّ الرَّبَّ أَرَانِي أَنَّهُ لابُدَّ مَائِتٌ». 11 وَتَفَرَّسَ أَلِيشَعُ فِي حَزَائِيلَ طَوِيلاً حَتَّى اعْتَرَى حَزَائِيلَ الْخَجَلُ، وَبَكَى رَجُلُ اللهِ. 12 فَسَأَلَهُ حَزَائِيلُ: «لِمَاذَا يَبْكِي سَيِّدِي؟» فَأَجَابَهُ: «لأَنِّي عَرَفْتُ مَا سَتُنْزِلُهُ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ شَرٍّ، فَإِنَّكَ سَتُحْرِقُ حُصُونَهُمْ وَتَقْتُلُ شُبَّانَهُمْ وَتَذْبَحُ أَطْفَالَهُمْ وَتَشُقُّ بُطُونَ حَوَامِلِهِمْ». 13 فَقَالَ حَزَائِيلُ: «كَيْفَ يُمْكِنُ لِمُجَرَّدِ كَلْبٍ نَظِيرِ عَبْدِكَ أَنْ يَرْتَكِبَ هَذِهِ الْفَظَائِعَ؟» فَأَجَابَهُ أَلِيشَعُ: «لَقَدْ كَشَفَ الرَّبُّ لِي أَنَّكَ سَتَمْلِكُ عَلَى أَرَامَ». 14 فَانْصَرَفَ مِنْ عِنْدِ أَلِيشَعَ وَدَخَلَ إِلَى سَيِّدِهِ فَسَأَلَهُ: «مَاذَا قَالَ لَكَ أَلِيشَعُ؟» فَأَجَابَهُ: «قَالَ لِي إِنَّكَ تَبْرَأُ». 15 وَفِي صَبَاحِ الْيَوْمِ التَّالِي أَخَذَ حَزَائِيلُ قِطْعَةَ قُمَاشٍ سَمِيكَةً، شَبَّعَهَا بِالْمَاءِ، وَضَغَطَ بِها عَلَى وَجْهِ الْمَلِكِ حَتَّى أَخْمَدَ أَنْفَاسَهُ وَخَلَفَهُ حَزَائِيلُ عَلَى الْعَرْشِ.

يهورام يملك على يهوذا

16 وَفِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ لِحُكْمِ يُورَامَ بْنِ آخْابَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، وَيَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا، تَوَلَّى يَهُورَامُ بْنُ يَهُوشَافَاطَ الْمُلْكَ عَلَى يَهُوذَا. 17 وَكَانَ ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَحَكَمَ ثَمَانِي سَنَوَاتٍ فِي أُورُشَلِيمَ، 18 وَسَلَكَ فِي طَرِيقِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ، عَلَى غِرَارِ بَيْتِ آخْابَ، لأَنَّهُ كَانَ مُتَزَوِّجاً مِنْ بِنْتِ آخْابَ وَارْتَكَبَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. 19 لَكِنَّ الرَّبَّ لَمْ يَشَأْ أَنْ يُفْنِيَ بَيْتَ يَهُوذَا إِكْرَاماً لِدَاوُدَ عَبْدِهِ، الَّذِي وَعَدَهُ أَنَّهُ يُبْقِي سِرَاجاً لَهُ وَلِبَنِيهِ مَدَى الأَيَّامِ. 20 وَفِي غُضُونِ حُكْمِهِ تَمَرَّدَ الأَدُومِيُّونَ عَلَى يَهُوذَا، وَنَصَّبُوا عَلَيْهِمْ مَلِكاً. 21 فَاجْتَازَ يُورَامُ نَهْرَ الأُرْدُنِّ، بِجَمِيعِ مَرْكَبَاتِهِ إِلَى صَعِيرَ. وَعِنْدَمَا حَاصَرَهُ الأَدُومِيُّونَ مَعَ قَادَةِ مَرْكَبَاتِهِ، اقْتَحَمَ خُطُوطَهُمْ لَيْلاً، غَيْرَ أَنَّ جَيْشَهُ هَرَبُوا لاجِئِينَ إِلَى بُيُوتِهِمْ. 22 وَظَلَّ الأَدُومِيُّونَ خَارِجِينَ عَنْ طَاعَةِ يَهُوذَا إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. حِينَئِذٍ تَمَرَّدَتْ لِبْنَةُ أَيْضاً. 23 أَمَّا بَقِيَّةُ أَخْبَارِ يُورَامَ أَلَيْسَتْ هِي مُدَوَّنَةً فِي تَارِيخِ أَخْبَارِ مُلُوكِ يَهُوذَا؟ 24 وَمَاتَ يُورَامُ وَدُفِنَ مَعَ آبَائِهِ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ، وَخَلَفَهُ ابْنُهُ أَخَزْيَا عَلَى الْحُكْمِ.

أخزيا يملك على يهوذا

25 وَفِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ عَشْرَةَ لِحُكْمِ يُورَامَ بْنِ آخْابَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، تَوَلَّى أَخَزْيَا بْنُ يَهُورَامَ مُلْكَ يَهُوذَا. 26 وَكَانَ أَخَزْيَا فِي الثَّانِيَةِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ عُمْرِهِ حِينَ مَلَكَ، وَدَامَ حُكْمُهُ فِي أُورُشَلِيمَ سَنَةً وَاحِدَةً. وَاسْمُ أُمِّهِ عَثَلْيَا بِنْتُ عُمْرِي مَلِكِ إِسْرَائِيلَ. 27 وَارْتَكَبَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، عَلَى غِرَارِ بَيْتِ آخْابَ، لأَنَّهُ كَانَ صِهْراً لَهُمْ. 28 وَانْضَمَّ أَخَزْيَا إِلَى يُورَامَ بْنِ آخْابَ لِمُحَارَبَةِ حَزَائِيلَ مَلِكِ أَرَامَ فِي رَامُوتِ جِلْعَادَ، فَهَزَمَ الأَرَامِيُّونَ يُورَامَ. 29 فَتَوَجَّهَ يُورَامُ إِلَى يَزْرَعِيلَ رَيْثَمَا يَبْرَأُ مِنْ جِرَاحِهِ الَّتِي أَصَابَهُ بِها الأَرَاميُّونَ فِي رَامُوتَ فِي أَثْنَاءِ الْمَعْرَكَةِ مَعَ حَزَائِيلَ. وَجَاءَ أَخَزْيَا بْنُ يَهُورَامَ مَلِكُ يَهُوذَا إِلَى يَزْرَعِيلَ لِيَزُورَ يُورَامَ بْنَ أَخَآبَ فِي أَثْنَاءِ مَرَضِهِ.

شِفَاءُ بَرَصِ نُعْمَان

كَانَ نُعْمَانُ قَائِدَ جَيْشِ مَلِكِ أرَامَ. وَكَانَ مُكَرَّمًا جِدًّا عِنْدَهُ وَعَزِيزًا عَلَيْهِ، لِأنَّ اللهَ حَقَّقَ لِآرَامَ نَصْرًا عَظِيمًا عَلَى يَدِهِ. وَمَعَ أنَّ نُعْمَانَ هَذَا كَانَ عَظِيمًا وَقَوِيًّا، إلَّا أنَّهُ كَانَ مُصَابًا بِالبَرَصِ.

وَكَانَ الأرَامِيُّونَ قَدْ خَرَجُوا فِي غَزَوَاتٍ عَدِيدَةٍ ضِدَّ إسْرَائِيلَ. وَفِي إحْدَى غَزَوَاتِهِمْ أسَرُوا بِنْتًا صَغِيرَةً مِنْ أرْضِ إسْرَائِيلَ. فَصَارَتْ خَادِمَةً لِزَوْجَةِ نُعْمَانَ. فَقَالَتِ البِنْتُ لِزَوْجَتِهِ: «لَيْتَ سَيِّدِي يَذْهَبُ لِرُؤْيَةِ النَّبِيِّ الَّذِي فِي السَّامِرَةِ، فَهُوَ يَقْدِرُ أنْ يَشْفِيَهُ مِنْ بَرَصِهِ.»

فَذَهَبَ نُعْمَانُ إلَى سَيِّدِهِ وَأخْبَرَهُ بِمَا قَالَتِ الخَادِمَةُ الَّتِي مِنْ إسْرَائِيلَ.

فَقَالَ مَلِكُ أرَامَ لَهُ: «اذْهَبْ فَوْرًا، وَسَأُرْسِلُ مَعَكَ رِسَالَةً إلَى مَلِكِ إسْرَائِيلَ.»

فَذَهَبَ نُعْمَانُ إلَى إسْرَائِيلَ، وَأخَذَ مَعَهُ عَشْرَةَ قَنَاطِيرَ مِنَ الفِضَّةِ، وَسِتَّةَ آلَافِ مِثْقَالٍ مِنَ الذَّهَبِ، وَعَشْرَةَ أثْوَابٍ. وَأحضَرَ نُعْمَانُ الرِّسَالَةَ إلَى مَلِكِ إسْرَائِيل، وَجَاءَ فِيهَا: «… وَالْآنَ، أُبَيِّنُ لَكَ بِمُوجِبِ هَذِهِ الرِّسَالَةِ أنِّي مُرْسِلٌ خَادِمِي نُعْمَانَ إلَيْكَ فَاشْفِهِ مِنْ بَرَصِهِ.»

فَلَمَّا قَرَأ مَلِكُ إسْرَائِيلَ الرِّسَالَةَ، شَقَّ ثِيَابَهُ وَقَالَ: «أأنَا اللهُ الَّذِي يَقْدِرُ أنْ يُحيِي وَيُمِيتَ؟ فَلِمَاذَا أرْسَلَ إلَيَّ مَلِكُ أرَامَ رَجُلًا أبْرَصَ حَتَّى أشْفِيَهِ؟ إنَّهُ يُضْمِرُ لِي الشَّرَّ!»

وَسَمِعَ ألِيشَعُ، رَجُلُ اللهِ، أنَّ مَلِكَ إسْرَائِيلَ قَدْ شَقَّ ثِيَابَهُ. فَأرْسَلَ إلَيْهِ ألِيشَعُ رِسَالَةً يَقُولُ فِيهَا: «لِمَاذَا شَقَقْتَ ثِيَابَكَ؟ أرْسِلْ نُعمَانَ إلَيَّ. حِينَئِذٍ، سَيَعْلَمُ أنَّ هُنَاكَ نَبِيًّا فِي إسْرَائِيلَ!»

فَجَاءَ نُعمَانُ بِخَيلِهِ وَمَرْكَبَاتِهِ إلَى بَيْتِ ألِيشَعَ وَوَقَفَ عِنْدَ البَابِ. 10 فَأرْسَلَ ألِيشَعُ رَسُولًا لِنُعْمَانَ يَقُولُ لَهُ: «اذْهَبْ وَاغتَسِلْ فِي نَهْرِ الأُرْدُنِّ سَبْعَ مَرَّاتٍ. حِينَئِذٍ، سَيُشْفَى جِلْدُكَ. وَتَصِيرُ طَاهِرًا.»

11 فَغَضِبَ نُعمَانُ وَمَضَى وَهْوَ يَقُولُ: «تَوَقَّعْتُ أنْ يَخْرُجَ ألِيشَعُ لِاسْتِقبَالِي عَلَى الأقَلِّ ويَقِفَ أمَامِي وَيَدْعُو بِاسْمِ إلَهِهِ. تَوَقَّعْتُ أنْ يَضَعَ يَدَهُ فَوْقَ جَسَدِي فَيُشْفَى. 12 إنَّ أبَانَةَ، وَفَرْفَرَ، نَهْرَي دِمَشْقَ، أفْضَلُ مِنْ كُلِّ أنْهَارِ إسْرَائِيلَ. فَلِمَاذَا لَا يُمكِنُنِي أنْ أغتَسِلَ فِي نَهْرَي دِمَشْقَ وَأطْهُرَ؟» غَضِبَ نُعمَانُ كَثِيرًا وَأرَادَ مُواصَلَةَ طَرِيقِ العَوْدَةِ.

13 غَيْرَ أنَّ خُدَّامَ نُعْمَانَ ذَهَبُوا إلَيْهِ وَقَالُوا لَهُ: «يَا أبَانَا، لَوْ طَلَبَ مِنْكَ النَّبِيُّ أنْ تَفْعَلَ شَيْئًا صَعْبًا، أمَا كُنْتَ تَفْعَلُهُ؟ لَكِنَّهُ لَمْ يَطْلُبْ مِنْكَ إلَّا أمْرًا بَسِيطًا جِدًّا، إذْ قَالَ لَكَ: ‹اغْتَسِلْ وَاطهُرْ.›»

14 فَعَمِلَ نُعمَانُ بِمَا أوْصَاهُ رَجُلُ اللهِ. فَنَزَلَ وَغَطَسَ فِي نَهْرِ الأُرْدُنِّ سَبْعَ مَرَّاتٍ، فَطَهُرَ تَمَامًا! بَلْ صَارَ جِلْدُهُ نَاعِمًا كَجِلْدِ طِفلٍ رَضِيعٍ.

15 فَعَادَ نُعْمَانُ وَجَمَاعَتُهُ إلَى رَجُلِ اللهِ. وَوَقَفَ أمَامَ ألِيشَعَ وَقَالَ: «هَا أنَا قَدْ عَلِمْتُ أنَّهُ لَا يُوجَدُ إلَهٌ إلَّا فِي إسْرَائِيلَ! وَالْآنَ، أرْجُو أنْ تَقْبَلَ هَدِيَّةً مِنِّي، أنَا عَبْدَكَ.»

16 لَكِنَّ ألِيشَعَ قَالَ: «أُقْسِمُ بِاللهِ الحَيِّ الَّذِي أخدِمُهُ، لَنْ آخُذَ هَدِيَّةً مِنْكَ.»

وَألَحَّ نُعْمَانُ عَلَى ألِيشَعَ أنْ يَأْخُذَ الهَدِيَّةَ، فَلَمْ يَقْبَلْ. 17 فَقَالَ نُعْمَانُ: «لَا تُرِيدُ أنْ تَقْبَلَ هَدِيَّتِي، فَاسْمَحْ لِي أنْ آخُذَ حِمْلَ بَغلَينِ مِنَ التُّرَابِ. فَأنَا لَا أُرِيدُ أنْ أُقَدِّمَ ذَبِيحَةً أوْ تَقْدِمَةً فِيمَا بَعْدُ لِأَيِّ إلَهٍ سِوَى يهوه.[a] 18 وَلْيَغْفِرْ لَيَ يهوه! فَعِنْدَمَا يَذْهَبُ مَوْلَايَ مَلِكُ أرَامَ فِي المُسْتَقْبَلِ إلَى هَيْكَلِ رَمُّونَ لِيَعْبُدَهُ، سَيَسْتَنِدُ المَلِكُ عَلَيَّ. فَأنَا مُضْطَرٌّ إلَى أنْ أسْجُدَ فِي هَيْكَلِ رَمُّونَ. وَأنَا أطلُبُ أنْ يَغْفِرَ لِي يهوه ذَلِكَ.»

19 فَقَالَ ألِيشَعُ لِنُعْمَانَ: «اذْهَبْ بِسَلَامٍ.» وَلَمْ يَكَنْ نُعْمَانُ قَدِ ابتَعَدَ كَثِيرًا، 20 حَتَّى قَالَ جِيحَزِي خَادِمُ ألِيشَعَ رَجُلِ اللهِ فِي نَفْسِهِ: «هَا قَدْ رَفَضَ سَيِّدِي أنْ يَأْخُذَ الهَدِيَّةَ الَّتِي أحضَرَهَا نُعْمَانُ. أُقْسِمُ بِاللهِ الحَيِّ، سَألْحَقُ أنَا بِهِ وَآخُذُ شَيْئًا مِنْهُ!» 21 فَرَكَضَ جِيحَزِي إلَى نُعْمَانَ. فَلَمَّا رَآهُ نُعْمَانُ رَاكِضًا خَلْفَهُ، أوْقَفَ المَرْكَبَةَ وَنَزَلَ لِلِقَائِهِ. وَسَألَهُ: «أكُلُّ شَيءٍ عَلَى مَا يُرَامُ؟»

22 فَقَالَ جِيحَزِي: «نَعَمْ، لَكِنَّ سَيِّدِي أرْسَلَنِي إلَيْكَ. وَهُوَ يَقُولُ: ‹جَاءَنِي ضَيفَانِ مِنْ جَمَاعَةِ الأنْبِيَاءِ[b] فِي أفْرَايِمَ، فَأعْطِهِمَا قِنطَارًا مِنَ الفِضَّةِ وَثَوْبَينِ.›»

23 وقَالَ نُعمَانُ: «أرْجُو أنْ تَأْخُذَ قِنْطَارَينِ.» وَألَحَّ نُعمَانُ عَلَى جِيحَزِي أنْ يَأْخُذَ الفِضَّةَ. فَوَضَعَ قِنْطَارَيِّ الفِضَّةِ فِي كِيسَينِ، وَأخَذَ ثَوْبَينِ وَأعَطَاهُمَا لِاثنَيْنِ مِنْ خُدَّامِهِ. فَحَمَلَا هَذَا كُلَّهُ، وَسَارَا أمَامَ جِيحَزِي. 24 وَلَمَّا وَصَلَ إلَى التَّلَّةِ، أخَذَ هَذِهِ الأشْيَاءَ مِنَ الخَادِمَينِ، ثُمَّ صَرَفَ الخَادِمَينِ، فَانْصَرَفَا. وَبَعْدَ ذَلِكَ خَبَّأهَا فِي بَيْتِهِ.

25 ثُمَّ رَجِعَ جِيحَزِي وَدَخَلَ وَوَقَفَ أمَامَ سَيِّدِهِ. فَقَالَ ألِيشَعُ لِجِيحَزِي: «أيْنَ كُنْتَ؟» فَأجَابَ جِيحَزِي: «لَمْ أتَحَرَّكْ مِنْ هَذَا المَكَانِ.»

26 فَقَالَ ألِيشَعُ لِجِيحَزِي: «لَيْسَ هَذَا صَحِيحًا! فَقَدْ كُنْتُ مَعَكَ بِرُوحِي عِنْدَمَا التَفَتَ ذَلِكَ الرَّجُلُ وَنَزَلَ مِنْ مَرْكَبَتِهِ لِلِقَائِكَ! أهَذَا وَقْتُ أخذِ مَالٍ وَثِيَابٍ وَزَيْتُونٍ وَعِنَبٍ وَغَنَمٍ وَبَقَرٍ وَعَبِيدٍ وَجَوَارٍ؟ 27 وَالْآنَ، سَيَنْتَقِلُ بَرَصُ نُعمَانَ إلَيْكَ وَإلَى نَسْلِكَ إلَى الأبَدِ!»

فَلَمَّا خَرَجَ جِيحَزِي مِنْ عِنْدِ ألِيشَعَ، صَارَ جِلْدُهُ أبْيَضَ كَالثَّلْجِ بِسَبَبِ البَرَصِ.

ألِيشَعُ وَرَأسُ الفَأس

وَقَالَتْ جَمَاعَةُ الأنْبِيَاءِ[c] لِألِيشَعَ: «إنَّ المَكَانَ الَّذِي نُقِيمُ فِيهِ ضَيِّقٌ عَلَيْنَا. فَلْنَذهَبْ إلَى نَهْرِ الأُرْدُنِّ وَنَقطَعْ بَعْضَ الخَشَبِ. وَلْيَأْخُذْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا خَشَبَةً لِنَبنِيَ لَنَا مَكَانًا أوْسَعَ نُقِيمُ فِيهِ.» فَقَالَ ألِيشَعُ: «اذْهَبُوا.»

فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ: «أرْجُو أنْ تَذْهَبَ مَعَنَا، نَحْنُ خُدَّامَكَ.» فَقَالَ ألِيشَعُ: «سَأذهَبُ.» فَرَافَقَهُمْ ألِيشَعُ. وَلَمَّا وَصَلُوا إلَى نَهْرِ الأُرْدُنِّ، بَدَأُوا يَقْطَعُونَ بَعْضَ الأشْجَارِ. لَكِنْ بَيْنَمَا كَانَ أحَدُهُمْ يَقْطَعُ شَجَرَةً، انفَلَتَ رَأسُ الفأسِ وَوَقَعَ فِي المَاءِ. فَصَرَخَ الرَّجُلُ: «يَا سَيِّدِي، إنَّهَا فَأسٌ مُسْتَعَارَةٌ.»

فَقَالَ رَجُلُ اللهِ: «أيْنَ سَقَطَ؟» فَأرَاهُ الرَّجُلُ المَكَانَ. فَقَطَعَ ألِيشَعُ غُصنًا وَألقَاهُ فِي المَاءِ، فَطَفَا رَأسُ الفَأسِ الحَدِيدِيُّ. فَقَالَ ألِيشَعُ لِلرَّجُلِ: «التَقِطْهُ.» فَمَدَّ الرَّجُلُ يَدَهُ وَالتَقَطَهُ.

أرَامُ يُحَاوِلُ الإيقَاعَ بِإسْرَائِيل

وَأرَادَ مَلِكُ أرَامُ أنْ يُحَارِبَ إسْرَائِيلَ. فَعَقَدَ اجتِمَاعًا مَعَ قَادَةِ جَيْشِهِ لِيَتَشَاوَرَ مَعَهُمْ. وَقَالَ لَهُمْ: «اذْهَبُوا إلَى المَوضِعِ الفُلَانِيِّ وَأعِدُّوهُ لِيَكُونَ مُنَاسِبًا كَمُعَسْكَرٍ لَنَا.»

لَكِنَّ رَجُلَ اللهِ أرْسَلَ رِسَالَةً إلَى مَلِكِ إسْرَائِيلَ، جَاءَ فِيهَا: «احذَرْ مِنْ أنْ تَمُرَّ مِنْ ذَلِكَ المَكَانِ، لِأنَّ الجُنُودَ الأرَامِيِّينَ كَامِنُونَ هُنَاكَ لِجُنُودِكَ!» 10 فَأرْسَلَ مَلِكُ إسْرَائِيلَ رِسَالَةً إلَى رِجَالِهِ فِي تِلْكَ المِنْطَقَةِ وَأخبَرَهُمْ بِمَا حَذَّرَهُ رَجُلُ اللهِ مِنْهُ. وَهَكَذَا نَجَا جُنُودُهُ مِنْ جُنُودِ أرَامَ فِي عِدَّةِ مُنَاسَبَاتٍ.

11 فَانزَعَجَ لِهَذَا الأمْرِ مَلِكُ أرَامَ. فَاسْتَدْعَى قَادَةَ جَيْشِهِ وَسَألَهُمْ: «قُولُوا لِي: مَنْ مِنْكُمْ يَتَجَسَّسُ عَلَيْنَا لِصَالِحِ مَلِكِ إسْرَائِيلَ؟» 12 فَقَالَ أحَدُ قَادَةِ مَلِكِ أرَامَ لَهُ: «لَا يُوجَدُ بَيْنَنَا أيُّ جَاسُوسٍ، يَا مَوْلَايَ المَلِكُ. لَكِنْ يُوجَدُ فِي إسْرَائِيلَ نَبِيٌّ اسْمُهُ ألِيشَعُ، وَهُوَ يَسْتَطِيعُ أنْ يُخبِرَ مَلِكَ إسْرَائِيلَ بِمَا تَتَكَلَّمُ بِهِ عَلَى فِرَاشِكَ!»

13 فَقَالَ مَلِكُ أرَامَ: «اذْهَبُوا وَابحَثُوا عَنْهُ، لِأنِّي سَأسجِنُهُ.» فَقَالُوا لَهُ: «إنَّ ألِيشَعَ فِي دُوثَانَ.»

14 فَأرْسَلَ مَلِكُ أرَامَ خَيلًا وَمَركِبَاتٍ وَجَيْشًا كَبِيرًا إلَى دُوثَانَ، وَوَصَلُوا إلَى المَدِينَةِ لَيْلًا وَحَاصَرُوهَا. 15 فَنَهَضَ خَادِمُ رَجُلِ اللهِ فِي الصَّبَاحِ البَاكِرِ. وَلَمَّا نَظَرَ إلَى الخَارِجِ، رَأى جَيْشًا مُدَعَّمًا بِخَيلٍ وَمَرْكَبَاتٍ حَوْلَ المَدِينَةِ. فَقَالَ لِسَيِّدِهِ ألِيشَعَ: «آهٍ، يَا سَيِّدِي، مَاذَا عَسَانَا نَفعَلُ؟» 16 فَقَالَ لَهُ ألِيشَعُ: «لَا تَخَفْ. فَالجَيْشُ الَّذِي يُقَاتِلُ عَنَّا أكْبَرُ مِنْ جَيْشِ أرَامَ.»

17 ثُمَّ صَلَّى ألِيشَعُ وَقَالَ: «يَا رَبُّ، أسألُكَ أنْ تَفْتَحَ عَينَيَّ خَادِمِي لِكَي يَقْدِرَ أنْ يَرَى.» فَفَتَحَ اللهُ عَينَيِّ الشَّابَّ، فَرَأى الجَبَلَ مَملُوءًا بِخَيلٍ وَمَرْكَبَاتٍ مِنْ نَارٍ، تُسَيِّجُ كُلُّهَا حَوْلَ ألِيشَعَ.

18 وَلَمَّا تَقَدَّمَتْ نَحوَهُ خُيُولُ أرَامَ وَمَرْكَبَاتُهَا، صَلَّى ألِيشَعُ إلَى اللهِ وَقَالَ: «أُصَلِّي أنْ تُصِيبَ هُؤُلَاءِ بِالعَمَى.» فَضَرَبَهُمُ اللهُ بِالعَمَى اسْتِجَابَةً لِصَلَاةِ ألِيشَعَ. 19 فَقَالَ ألِيشَعُ إلَى الجَيْشِ الأرَامِيِّ: «لَا هَذِهِ هِيَ الطَّرِيقُ وَلَا تِلْكَ هِيَ المَدِينَةُ الَّتِي تَطْلُبُونَهَا. اتبَعُونِي، وَسَأقُودُكُمْ إلَى الرَّجُلِ الَّذِي تَبْحَثُونَ عَنْهُ.» ثُمَّ قَادَهُمْ ألِيشَعُ إلَى السَّامِرَةِ.

20 فَلَمَّا وَصَلُوا إلَى السَّامِرَةِ، صَلَّى ألِيشَعُ: «يَا اللهُ، افتَحْ عُيُونَ هَؤُلَاءِ الرِّجَالِ لِكَي يَقْدِرُوا أنْ يُبصِرُوا.» فَفَتَحَ اللهُ عُيُونَهُمْ، فَأدرَكَ جَيْشُ أرَامَ أنَّهُمْ فِي السَّامِرَةِ! 21 وَلَمَّا رَأى مَلِكُ إسْرَائِيلَ الجَيْشَ الأرَامِيَّ، قَالَ لِألِيشَعَ: «يَا أبِي، هَلْ أقتُلُهُمْ؟ هَلْ أقتُلُهُمْ؟»

22 فَأجَابَ ألِيشَعُ: «لَا، لَا تَقْتُلْهُمْ. فَأنْتَ لَا تَقْتُلُ أُولَئِكَ الَّذِينَ تَأْسُرُهُمْ فِي الحَرْبِ. فَأعْطِ هَؤُلَاءِ الجُنُودَ خُبْزًا لِيَأْكُلُوا وَمَاءً ليَشْرَبُوا. ثُمَّ أطلِقْ سَرَاحَهُمْ لِيَعُودُوا إلَى بَلَدِهِمْ وَسَيِّدِهِمْ.» 23 فَأعَدَّ مَلِكُ إسْرَائِيلَ طَعَامًا كَثِيرًا لِجُنُودِ أرَامَ. وَبَعْدَ أنْ أكَلُوا وَشَرِبُوا، صَرَفَهُمُ المَلِكُ إلَى بَلَدِهِمْ. فَعَادُوا إلَى سَيِّدِهِمْ. وَلَمْ يَعُدِ الأرَامِيُّونَ يُرْسِلُونَ مَزِيدًا مِنَ الجُنُودِ إلَى إسْرَائِيلَ لِشَنِّ الغَارَاتِ.

مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ فِي السَّامِرَة

24 وَبَعْدَ ذَلِكَ، حَشَدَ بَنْهَدَدُ مَلِكُ أرَامَ كُلَّ جَيْشِهِ وَسَارَ لِكَي يُحَاصِرَ السَّامِرَةَ وَيُهَاجِمَهَا. 25 وَاستَمَرَّ الحِصَارُ، فَحَدَثَتْ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ فِي السَّامِرَةِ حَتَّى إنَّ رَأسَ الحِمَارِ كَانَ يُبَاعُ بِثَمَانِينَ مِثْقَالًا[d] مِنَ الفِضَّةِ، وَالحِفْنَةَ[e] مِنْ زِبلِ اليَمَامِ بِخَمْسَةِ مَثَاقِيلَ مِنَ الفِضَّةِ.

26 وَكَانَ مَلِكُ إسْرَائِيلَ يَمْشِي عَلَى السُّورِ المُحِيطِ بِالمَدِينَةِ. فَصَرَخَتْ إلَيْهِ امْرأةٌ: «أعِنِّي يَا مَوْلَايَ وَمَلِكِي!» 27 فَقَالَ لَهَا مَلِكُ إسْرَائِيلَ: «إنْ لَمْ يُعِنْكِ اللهُ، فَكَيْفَ أُعِينُكِ أنَا؟ البَيدَرُ فَارِغٌ، وَلَيْسَ فِي المِعصَرَةِ نَبِيذٌ.» 28 ثُمَّ قَالَ لَهَا: «مَا هِيَ مُشكِلَتُكِ؟» فَقَالَتْ: «قَالَتْ لِي هَذِهِ المَرْأةُ: ‹هَاتِي ابْنَكِ فَنَأكُلَهُ اليَوْمَ، وَغَدًا نَأكُلُ ابْنِي.› 29 فَسَلَقْنَا ابْنِي وَأكَلْنَاهُ. وَفِي اليَوْمِ التَّالِي، قُلْتُ لِلمَرْأةِ: ‹هَاتِي ابْنَكِ فَنَأكُلَهُ.› لَكِنَّهَا خَبَّأتِ ابْنَهَا!»

30 فَلَمَّا سَمِعَ المَلِكُ كَلَامَ المَرْأةِ، شَقَّ ثِيَابَهُ! وَإذْ كَانَ المَلِكُ يَمْشِي عَلَى سُورِ المَدِينَةِ، كَانَ النَّاسُ يَرَوْنَ الخَيْشَ الَّذِي يَلبَسُهُ تَحْتَ ثِيَابِهِ حُزْنًا.

31 وَأقْسَمَ المَلِكُ وَقَالَ: «ليُعَاقِبْنِي اللهُ إذَا لَمْ أقطَعْ رَأسَ ألِيشَعَ بْنِ شَافَاطَ اليَوْمَ!»

32 فَأرْسَلَ المَلِكُ رَسُولًا إلَى ألِيشَعَ. وَكَانَ ألِيشَعُ جَالِسًا فِي بَيْتِهِ وَالشُّيُوخُ جَالِسينَ مَعَهُ. وَقَبْلَ وُصُولِ الرَّسُولِ، قَالَ ألِيشَعُ لِلشُّيُوخِ: «لَقَدْ أرْسَلَ ابْنُ القَاتِلِ رِجَالًا لِيَقْطَعُوا رَأسِي. فَعِنْدَمَا يَصِلُ الرَّسُولُ، أغلِقُوا البَابَ وَلَا تَسْمَحُوا لَهُ بِالدُّخُولِ. إنِّي أسْمَعُ صَوْتَ قَدَمَيِّ سَيِّدِهِ وَرَاءَهُ.»

33 وَبَيْنَمَا كَانَ ألِيشَعُ يُكَلِّمُ الشُّيُوخَ، وَصَلَ الرَّسُولُ حَامِلًا رِسَالَةً تَقُولُ: «اللهُ هُوَ سَبَبُ هَذِهِ المُصِيبَةِ. فَلِمَاذَا أتَوَقَّعُ شَيْئًا صَالِحًا مِنَ اللهِ بَعْدُ؟»

فَقَالَ ألِيشَعُ: «اسْمَعُوا كَلَامَ اللهِ! يَقُولُ اللهُ: ‹غَدًا فِي مِثْلِ هَذَا الوَقْتِ، سَيُبَاعُ صَاعُ[f] طَحِينٍ بِمِثْقَالٍ[g] وَاحِدٍ، وَصَاعَا شَعِيرٍ بِمِثْقَالٍ وَاحِدٍ فِي السُّوقِ عِنْدَ بَوَّابَةِ السَّامِرَةِ.›»

فَقَالَ أحَدُ الجُنُودِ المُقَرَّبِينَ إلَى المَلِكِ لِرَجُلِ اللهِ: «حَتَّى وَلَوْ فَتَحَ اللهُ نَوَافِذَ فِي السَّمَاءِ، لَا يُمْكِنُ لِهَذَا أنْ يَحْدُثَ!»

فَقَالَ ألِيشَعُ: «سَتُبْصِرُ هَذَا بِعَيْنَيْكَ، لَكِنَّكَ لَنْ تَذُوقَ شَيْئًا مِنْهُ.»

بُرْصٌ يَعْثُرُونَ عَلَى مُعَسْكَرِ الأرَامِيِّين

وَكَانَ هُنَاكَ أرْبَعَةُ رِجَالٍ بُرْصٍ عِنْدَ بَوَّابَةِ المَدِينَةِ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لِمَاذَا نَحْنُ مُنتَظْرُونَ هُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا المَوْتُ؟ إذَا دَخَلْنَا مَدِينَةَ السَّامِرَةِ، فَسَنَمُوتُ جُوعًا. فَلَا يُوجَدُ طَعَامٌ هُنَاكَ. وَإذَا بَقِينَا هُنَا، فَسَنَمُوتُ أيْضًا. فَلْنَذهَبْ إلَى مُعَسْكَرِ الأرَامِيِّينَ. فَإذَا عَفُوا عَنَّا، سَنَحْيَا. وَإذَا قَتَلُونَا فَسَنَمُوتُ.»

فَذَهَبَ البُرْصُ الأرْبَعَةُ فِي المَسَاءِ إلَى مُعَسْكَرِ الأرَامِيِّينَ. وَوَصَلُوا إلَى حُدُودِ المُعَسْكَرِ. فَوَجَدُوهُ فَارِغًا! فَقَدْ أسْمَعَ الرَّبُّ الجَيْشَ الأرَامِيَّ صَوْتَ مَرْكَبَاتٍ وَخَيلٍ وَجَيْشٍ كَبِيرٍ. فَقَالَ الجُنُودُ الأرَامِيُّونَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لَا بُدَّ أنَّ مَلِكَ إسْرَائِيلَ قَدِ اسْتَنْجَدَ بِمُلُوكِ الحِثِّيِّينَ وَالمِصْرِيِّينَ لِكَي يُهَاجِمُونَا.»

فَهَرَبَ الأرَامِيُّونَ فِي وَقْتٍ مُبَكِّرٍ مِنْ ذَلِكَ المَسَاءِ، تَارِكينَ كُلَّ شَيءٍ خَلْفَهُمْ. تَرَكُوا خِيَامَهُمْ وَخَيلَهُمْ وَحَمِيرَهُمْ وَهَرَبُوا لِحَيَاتِهمْ.

البُرْصُ فِي مُعَسْكَرِ العَدُوّ

فَلَمَّا وَصَلَ الرِّجَالُ البُرْصُ إلَى أوَّلِ المُعَسْكَرِ، دَخَلُوا إحْدَى الخِيَامِ. فَأكَلُوا وَشَرِبُوا. وَبَعْدَ ذَلِكَ حَمَلُوا فِضَّةً وَذَهَبًا وَمَلَابِسَ مِنَ المُخَيَّمِ. وَذَهَبُوا وَأخفُوهَا فِي حُفْرَةٍ وَطَمَرُوهَا. ثُمَّ رَجِعُوا إلَى المُعَسْكَرِ وَدَخَلُوا خَيْمَةً أُخْرَى. وَحَمَلُوا مِنْهَا غَنَائِمَ وَذَهَبُوا وَأخفُوهَا أيْضًا. ثُمَّ قَالُوا بَعْضُهُمْ لبَعْضٍ: «بِئْسَ مَا نَفْعَلُ! اليَوْمُ يَوْمُ بِشَارَةٍ، وَنَحْنُ سَاكِتُونَ! وَإذَا انْتَظَرْنَا حَتَّى الصَّبَاحِ، سَنُعَاقَبُ. فَلْنَذْهَبْ وَنُبَشِّرِ السَّاكنِينَ فِي بَيْتِ المَلِكِ.»

البُرْصُ يُعلِنُونَ البُشْرَى

10 فَجَاءَ البُرْصُ وَنَادُوا عَلَى حُرَّاسِ بَوَّابَةِ المَدِينَةِ. وَقَالُوا لَهُمْ: «ذَهَبْنَا إلَى مُعَسْكَرِ الأرَامِيِّينَ، لَكِنَّنَا لَمْ نَسْمَعْ صَوْتًا وَلَمْ نَجِدْ أحَدًا. غَيْرَ أنَّنَا وَجَدْنَا الخُيُولَ وَالحَمِيرَ مَرْبُوطَةً وَالخيَامَ مَا زَالَتْ قَائمَةً.»

11 فَنَادَى حُرَّاسُ البَوَّابَةِ بِأعلَى صَوْتِهِمْ وَأخبَرُوا السَّاكِنِينَ فِي بَيْتِ المَلِكِ. 12 كَانَ الوَقْتُ لَيْلًا، لَكِنَّ المَلِكَ قَالَ لِكِبَارِ مَسْؤُوليهِ: «أعتَقِدُ أنِّي أفهَمُ خُطَّةَ الجَيْشِ الأرَامِيِّ. إنَّهُمْ يَعْرِفُونَ أنَّنَا جَوْعَى. فَتَرَكُوا المُعَسْكَرَ لِيَكْمُنُوا لَنَا فِي السُّهُولِ. وَهُمْ يُرِيدُونَنَا أنْ نَخرُجَ مِنَ المَدِينَةِ لِكَي يَقْبِضُوا عَلَيْنَا أحيَاءً. وَبَعْدَ ذَلِكَ سَيَدْخُلُونَ المَدِينَةَ.»

13 فَقَالَ أحَدُ كِبَارِ مَسْؤُولِي المَلِك: «فَلنُرْسِلْ خَمْسَةَ رِجَالٍ عَلَى الأحْصِنَةِ الخَمْسَةِ المُتَبَقِّيَةِ فِي المَدِينَةِ. فَمَصِيرُهَا المَوْتُ كَجَمِيعِ بَنِي إسْرَائِيلَ البَاقِينَ فِي المَدِينَةِ.[h] فَلْيَذْهَبِ الرِّجَالُ وَيَسْتَطْلِعُوا الأمْرَ.»

14 فَأخَذَ هَؤُلَاءِ الرِّجَالُ مَرْكَبَتَيْنِ، وَذَهَبُوا حَسَبَ أمْرِ المَلِكِ لِيَرَوْا مَا حَدَثَ لِلجَيْشِ الأرَامِيِّ.

15 فَانطَلَقَ هَؤُلَاءِ الرِّجَالُ خَلْفَ الجَيْشِ الأرَامِيِّ حَتَّى نَهْرِ الأُرْدُنِّ. فَرَأوْا عَلَى طُولِ الطَّرِيقِ ثِيَابًا وَأسلِحَةً ألقَى بِهَا الأرَامِيُّونَ حَتَّى لَا يُبْطِئُوا بِالهَرَبِ. فَرَجِعَ الرُّسُلُ إلَى السَّامِرَةِ وَأخْبَرُوا المَلِكَ بِهَذَا.

16 فَخَرَجَ الشَّعْبُ مُسْرِعِينَ إلَى مُعَسْكَرِ الأرَامِيِّينَ. وَنَهَبُوا كُلَّ ثَمِينٍ فِيهِ. وَصَارَ مِكيَالُ الطَّحِينِ يُبَاعُ بِمِثْقَالٍ، وَمِكيَالَا الشَّعيرِ بِمِثْقَالٍ. فَتَحَقَّقَ كَلَامُ اللهِ.

17 وَأرْسَلَ المَلِكُ القَائِدَ الَّذِي كَانَ يَسْتَنِدُ عَلَى يَدِهِ إلَى البَوَّابَةِ لِيَحْرُسَهَا. لَكِنَّ النَّاسَ تَدَافَعُوا وَطَرَحُوهُ أرْضًا وَدَاسُوهُ، فَمَاتَ. فَحَدَثَ كُلُّ شَيءٍ كَمَا قَالَ رَجُلُ اللهِ لِلمَلِكِ. 18 فَعِنْدَمَا قَالَ رَجُلُ اللهِ لِلمَلِكِ: «سَيُبَاعُ مِكيَالُ الطَّحِينِ بِمِثْقَالٍ وَاحِدٍ، وَمِكيَالَا الشَّعِيرِ بِمِثْقَالٍ وَاحِدٍ فِي السُّوق عِنْدَ بَوَّابَةِ السَّامِرَةِ، غَدًا فِي مِثْلِ هَذَا الوَقْتِ» 19 قَالَ القَائِدُ لِرَجُلِ اللهِ: «حَتَّى وَلَوْ فَتَحَ اللهُ نَوَافِذَ فِي السَّمَاءِ، لَا يُمْكِنُ لِهَذَا أنْ يَحْدُثَ!» وَقَالَ لَهُ ألِيشَعُ: «سَتُبْصِرُ هَذَا بِعَيْنَيْكَ، لَكِنَّكَ لَنْ تَذُوقَ شَيْئًا مِنْهُ.» 20 وَهَذَا تَمَامًا مَا حَدَثَ لِلقَائِدِ. إذْ طَرَحَهُ النَّاسُ أرْضًا عِنْدَ البَوَّابَةِ، وَدَاسُوا عَلَيْهِ فَمَاتَ.

المَلِكُ وَالمَرْأةُ الشُّونَميَّة

وَقَالَ ألِيشَعُ لِلمَرْأةِ الَّتِي أعَادَ ابْنَهَا إلَى الحَيَاةِ: «ارحَلِي أنْتِ وَأهْلُ بَيْتِكِ إلَى بَلَدٍ آخَرَ. فَقَدْ قَضَى اللهُ أنْ تَأْتِيَ سَبْعُ سَنَوَاتٍ مِنَ المَجَاعَةِ هُنَا.»

فَعَمِلَتِ المَرْأةُ بِقَولِ رَجُلِ اللهِ. فَذَهَبَتْ لِتُقِيمَ مَعَ عَائلَتِهَا سَبْعَ سَنَوَاتٍ فِي أرْضِ الفِلَسْطِيِّينَ. وَبَعْدَ انقِضَاءِ السَّنَوَاتِ السَّبْعِ، عَادَتْ مِنْ أرْضِ الفِلَسْطِيِّينَ. وَذَهَبَتْ لِتَلْتَمِسَ مِنَ المَلِكِ أنْ يُسَاعِدَهَا فِي اسْتِرجَاعِ بَيْتِهَا وَأرْضِهَا. وَكَانَ المَلِكُ يَتَحَدَّثُ إلَى جِيحَزِي، خَادِمِ رَجُلِ اللهِ. فَقَالَ لَهُ: «أخبِرْنِي بِكُلِّ المُعجِزَاتِ الَّتِي صَنَعَهَا ألِيشَعُ.»

فَرَاحَ جِيحَزِي يَقُصُّ عَلَى المَلِكِ كَيْفَ أنَّ ألِيشَعَ أعَادَ شَخْصًا إلَى الحَيَاةِ. وَفِي هَذِهِ الأثنَاءِ جَاءَتْ إلَى المَلِكِ المَرْأةُ الَّتِي أعَادَ ألِيشَعُ ابْنَهَا إلَى الحَيَاةِ. وَتَوَسَّلَتْ إلَيْهِ أنْ يُسَاعِدَهَا فِي اسْتِعَادَةِ بَيْتِهَا وَأرْضِهَا. فَقَالَ جِيجَزِي: «يَا مَوْلَايَ وَمَلِكِي، هَذِهِ هِيَ المَرْأةُ، وَهَذَا هُوَ ابْنُهَا الَّذِي أعَادَهُ ألِيشَعُ إلَى الحَيَاةِ!»

فَسَألَ المَلِكُ المَرْأةَ عَنْ تَفَاصِيلِ مَا حَدَثَ، فَرَوَتْ لَهُ كُلَّ شَيءٍ. وَبَعْدَ ذَلِكَ أمَرَ المَلِكُ أحَدَ مَسؤُولِيهِ وَقَالَ: «أعِدْ لِهَذِهِ المَرْأةِ كُلَّ مَا يَخُصُّهَا. وَأعْطِهَا أيْضًا كُلَّ غَلَّاتِ أرْضِهَا مِنْ يَوْمِ رَحِيلِهَا إلَى رُجُوعِهَا.»

بَنْهَدَدُ يُرْسِلُ حَزَائِيلَ إلَى ألِيشَع

وَذَهَبَ ألِيشَعُ إلَى دِمَشْقَ. وَكَانَ بَنْهَدَدُ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ مَرِيضًا. فَقَالَ أحَدُهُمْ لبِنْهَدَدَ: «لَقَدْ جَاءَ رَجُلُ اللهِ هُنَا.»

فَقَالَ المَلِكُ بَنْهَدَدُ لِحَزَائيلَ: «خُذْ هَدِيَّةً وَاذْهَبْ لِاسْتِقبَالِ رَجُلِ اللهِ. وَاطلُبْ إلَيْهِ أنْ يَسألَ اللهَ إنْ كُنْتُ سَأُشفَى مِنْ مَرَضِي.»

فَذَهَبَ حَزَائِيلُ لِاسْتِقبَالِ ألِيشَعَ حَامِلًا مَعَهُ هَدَايَا. وَأخَذَ مَعَهُ مِنْ كُلِّ خَيرَاتِ دِمَشقَ، حَمَّلَهَا عَلَى أرْبَعِينَ جَمَلًا. وَقَالَ لَهُ: «أرْسَلَنِي تَابِعُكَ بَنْهَدَدُ إلَيْكَ. وَهُوَ يُرِيدُ أنْ يَعْرِفَ إنْ كَانَ سَيُشفَى مِنْ مَرَضِهِ.»

10 فَقَالَ ألِيشَعُ لِحَزَائِيلَ: «اذْهَبْ وَقُلْ لبِنْهَدَدَ: ‹سَتَحيَا.› لَكِنَّ اللهَ قَالَ لِي إنَّهُ سَيَمُوتُ حَتمًا.»

ألِيشَعُ يَتَنَبَّأُ عَنْ حَزَائِيل

11 وَأخَذَ ألِيشَعُ يُحَدِّقُ فِي حَزَائِيلَ. حَدَّقَ فِي وَجْهِهِ فَتْرَةً طَوِيلَةً حَتَّى صَارَ حَزَائِيلُ مُحْرَجًا. حِينَئِذٍ، بَكَى رَجُلُ اللهِ. 12 فَقَالَ حَزَائِيلُ: «لِمَاذَا تَبْكِي يَا سَيِّدِي؟» فَأجَابَ ألِيشَعُ: «أنَا أبكِي لِأنِّي أعْلَمُ الفَظَائِعَ الَّتِي سَتَرْتَكِبُهَا فِي بَنِي إسْرَائِيلَ، إذْ سَتُشْعِلُ النَّارَ فِي حُصُونِهِمْ، وَسَتَقْتُلُ شَبَابَهُمْ بِالسَّيْفِ، وَسَتَذْبَحُ أطْفَالَهُمْ، وَتَشُقُّ بُطُونَ الحَوَامِلِ مِنْهُمْ.»

13 فَقَالَ حَزَائِيلُ: «مَا أنَا إلَّا شَخْصٌ نَكِرَةٌ. فَكَيْفَ سَأقُومُ بِهَذِهِ الأعْمَالِ العَظِيمَةِ؟»

فَأجَابَ ألِيشَعُ: «أعْلَنَ لِي اللهُ أنَّكَ سَتَكُونُ مَلِكًا عَلَى أرَامَ.» 14 وَبَعْدَ ذَلِكَ انصَرَفَ حَزَائِيلُ مِنْ عِندِ ألِيشَعَ وَذَهَبَ إلَى مَلِكِهِ. فَقَالَ بَنْهَدَدُ لَهُ: «مَاذَا قَالَ لَكَ ألِيشَعُ؟» فَأجَابَ حَزَائِيلُ: «قَالَ لِي إنَّكَ سَتَحيَا.»

حَزَائِيلُ يَغتَالُ بَنْهَدَد

15 وَفِي اليَوْمِ التَّالِي، أخَذَ حَزَائِيلُ قطعَةَ قُمَاشٍ سَمِيكَةً وَغَمَسَهَا فِي المَاءِ. ثُمَّ وَضَعَهَا عَلَى وَجْهِ بَنْهَدَدَ وَخَنَقَهُ. فَمَاتَ بَنْهَدَدُ. وَخَلَفَهُ حَزَائِيلُ فِي الحُكْمِ.

يَهُورَامُ يَبْدَأُ حُكْمَه

16 وَفِي السَّنَةِ الخَامِسَةِ مِنْ حُكْمِ يُورَامَ بْنِ أخآبَ لِإسْرَائِيلَ، تَوَلَّى يَهُورَامُ بْنُ شَافَاطَ الحُكْمَ فِي يَهُوذَا. 17 وَكَانَ يَهُورَامُ فِي الثَّانِيَةِ وَالثَّلَاثِينَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا تَوَلَّى الحُكْمَ. وَحَكَمَ ثَمَانِي سَنَوَاتٍ فِي مَدِينَةِ القُدْسِ. 18 لَكِنَّ يَهُورَامَ عَاشَ مِثْلَ مُلُوكِ إسْرَائِيلَ، وَفَعَلَ الشَّرَّ أمَامَ اللهِ. وَعَمِلَ أعْمَالَ عَائِلَةِ أخآبَ، لِأنَّهُ اتَّخَذَ بِنْتَ أخآبَ زَوْجَةً لَهُ. 19 لَكِنَّ اللهَ لَمْ يَشَأ أنْ يَقْضِيَ عَلَى بَيْتِ يَهُوذَا بِسَبَبِ الوَعدِ الَّذِي قَطَعَهُ لعَبدِهِ دَاوُدَ. إذْ وَعَدَ اللهُ بِأنْ يَبْقَى مِصْبَاحًا مُنِيرًا لِدَاوُدَ وَأبْنَائِهِ إلَى الأبَدِ.

20 وَفِي زَمَنِ يَهُورَامَ، تَمَرَّدَتْ أدُومُ وَانفَصَلَتْ عَنْ حُكْمِ يَهُوذَا. وَنَصَّبُوا عَلَى أنْفُسِهِمْ مَلِكًا مِنْ بَينِهِمْ.

21 فَذَهَبَ يَهُورَامُ بِكُلِّ مَركِبَاتِهِ إلَى صَعِيرَ فِي أدُومَ. فَحَاصَرَهُ الأدُومِيُّونَ. فَهَاجَمَهُمْ هُوَ وَجُنُودُهُ لَيْلًا فَهَرَبُوا إلَى بَلَدِهِمْ. 22 وَهَكَذَا تَمَرَّدَ الأدُومِيُّونَ وَتَحَرَّرُوا مِنْ حُكْمِ يَهُوذَا حَتَّى هَذَا اليَوْمِ. وَفِي نَفسِ الوَقْتِ، تَمَرَّدَتْ لِبْنَةُ أيْضًا.

23 أمَّا بَقِيَّةُ أعْمَالِ يَهُورَامَ، فَهِيَ مُدَوَّنَةٌ فِي كِتَابِ تَارِيخِ مُلُوكِ يَهُوذَا.

24 وَمَاتَ يَهُورَامُ وَدُفِنَ مَعَ آبَائِهِ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ.[i] فَخَلَفَهُ ابْنُهُ أخَزْيَا.

أخَزْيَا مَلِكُ يَهُوذَا

25 وَاعتَلَى أخَزْيَا بْنُ يَهُورَامَ عَرشَ يَهُوذَا فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ مِنْ حُكْمِ يُورَامَ بْنِ أخآبَ لِإسْرَائِيلَ. 26 وَكَانَ أخَزْيَا فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ وَالعِشْرِينَ مِنْ عُمرِهِ عِنْدَمَا بَدَأ يَحْكُمُ. وَحَكَمَ سَنَةً وَاحِدَةً فِي مَدِينَةِ القُدْسِ. وَأُمُّهُ عَثَلْيَا بِنْتُ عُمْرِي، مَلِكِ إسْرَائِيلَ. 27 وَعَمِلَ أخَزْيَا الشَّرَّ أمَامَ اللهِ كَمَا فَعَل بَيْتُ أخآبَ. فَقَدْ سَارَ عَلَى نَهْجِ بَيْتِ أخآبَ، لِأنَّهُ صَاهَرَهُمْ.

يُورَامُ يُصَابُ فِي مَعْرَكَةٍ مَعَ حَزَائِيل

28 وَذَهَبَ يُورَامُ الَّذِي مِنْ بَيْتِ أخآبَ مَعَ أخَزْيَا لِمُحَارَبَةِ حَزَائِيلَ مَلِكِ أرَامَ فِي رَامُوتِ جِلْعَادَ. فَجُرِحَ يُورَامُ فِي تِلْكَ المَعْرَكَةِ. 29 فَرَجِعَ المَلِكُ يُورَامُ إلَى يَزْرَعِيلَ لِكَي يَتَعَافَى مِنْ جِرَاحِهِ الَّتِي أصَابَتْهُ فِي الرَّامَةِ حَيْثُ حَارَبَ حَزَائِيلَ مَلِكَ أرَامَ. وَذَهَبَ أخَزْيَا بْنُ يَهُورَامَ مَلِكُ يَهُوذَا إلَى يَزْرَعِيلَ لِزِيَارَتِهِ وَهُوَ مُصَابٌ.

Footnotes

  1. 5‏:17 يهوه أقْرَب مَعْنَى لِهذَا الاسْم «الكَائن.»
  2. 5‏:22 جَمَاعَةُ الأنْبِيَاء حرفيًا «أبْنَاء الأنْبيَاء.» وَالمقصود أولئكَ الَّذِينَ هُمْ تَحْتَ التدريبِ لِيكونُوا أنْبِيَاءً.
  3. 6‏:1 جَمَاعَةُ الأنْبِيَاء حرفيًا «أبْنَاء الأنْبيَاء.» وَالمقصود أولئكَ الَّذِينَ هُمْ تَحْتَ التدريبِ لِيكونُوا أنْبِيَاءً. (أيْضًا فِي العَدَد 4)
  4. 6‏:25 مِثقَال حرفيًا «شَاقل.» نَحْوَ أحَدَ عَشَرَ غرَامًا وَنِصفٍ.
  5. 6‏:25 حفنة حرفيًا «ربع قَاب.» وَالقَابُ وِحدةُ قيَاسٍ للمَكَاييلِ تُعَادلُ نَحْوَ لِترٍ وَعُشْرَينِ مِنَ اللترِ.
  6. 7‏:1 صَاع مكيَال للموَاد الجَافّة يزيد عَلَى سبعة لترَات بقليل.
  7. 7‏:1 مِثقَال حرفيًا «شَاقل.» وَهُوَ عُملةٌ قديمةٌ، وَوِحدةُ قيَاسٍ للوَزنِ تُعَادلُ نَحْوَ أحَدَ عَشَرَ غرَامًا وَنِصفٍ.
  8. 7‏:13 الأحصنة … المدينة هُنَاكَ صُعُوبَةٌ فِي فهمِ هَذَا المقطع فِي اللغةِ العِبْريّة.
  9. 8‏:24 مَدِينَةُ دَاوُد هِيَ مَدِينَةُ القُدْسِ، خَاصّةً الجُزْء الجَنُوبِيّ من المدينة.