مرض حزقيا

20 وَمَرِضَ حَزَقِيَّا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ حَتَّى أَشْرَفَ عَلَى الْمَوْتِ، فَجَاءَ إِلَيْهِ إِشَعْيَاءُ بْنُ آمُوصَ قَائِلاً: «هَذَا مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ: ’نَظِّمْ شُؤُونَ بَيْتِكَ لأَنَّكَ لَنْ تَبْرَأَ بَلْ حَتْماً تَمُوتَ‘». فَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ نَحْوَ الْحَائِطِ وَصَلَّى قَائِلاً: «آهِ يَا رَبُّ، اذْكُرْ كَيْفَ سَلَكْتُ أَمَامَكَ بِأَمَانَةٍ وَإِخْلاصِ قَلْبٍ، وَصَنَعْتُ مَا يُرْضِيكَ». وَبَكَى حَزَقِيَّا بُكَاءً مُرّاً. وَقَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ إِشَعْيَاءُ فِنَاءَ الْقَصْرِ الأَوْسَطِ خَاطَبَهُ الرَّبُّ قَائِلاً: «ارْجِعْ وَقُلْ لِحَزَقِيَّا رَئِيسِ شَعْبِي: هَذَا مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ إِلَهُ دَاوُدَ أَبِيكَ: قَدْ سَمِعْتُ صَلاتَكَ، وَرَأَيْتُ دُمُوعَكَ، وَهَا أَنَا أُبْرِئُكَ، فَتَذْهَبُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ لِلصَّلاةِ فِي هَيْكَلِ الرَّبِّ. وَأُضِيفُ عَلَى سِنِي حَيَاتِكَ خَمْسَةَ عَشَرَ عَاماً وَأُنْقِذُكَ أَنْتَ وَهَذِهِ الْمَدِينَةَ مِنْ مَلِكِ أَشُورَ، وَأُدَافِعُ عَنْهَا مِنْ أَجْلِ نَفْسِي وَإِكْرَاماً لِعَبْدِي دَاوُدَ». ثُمَّ قَالَ إِشَعْيَاءُ: «خُذُوا قُرْصَ تِينٍ». فَأَخَذُوا قُرْصَ تِينٍ وَضَعُوهُ عَلَى الْقُرْحِ فَبَرِىءَ. وَسَأَلَ حَزَقِيَّا إِشَعْيَاءَ: «مَا الْعَلامَةُ أَنَّ الرَّبَّ يَشْفِينِي، فَأَتَمَكَّنَ مِنَ الذَّهَابِ إِلَى هَيْكَلِ الرَّبِّ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ؟» فَأَجَابَهُ إِشَعْيَاءُ: «إِلَيْكَ الْعَلامَةَ مِنَ الرَّبِّ بِأَنَّهُ مُزْمِعٌ أَنْ يُتَمِّمَ مَا وَعَدَ بِهِ. أَجِبْنِي، هَلْ يَتَقَدَّمُ الظِّلُّ عَشْرَ دَرَجَاتٍ أَمْ يَرْتَدُّ عَشْرَ دَرَجَاتٍ؟» 10 فَأَجَابَ حَزَقِيَّا: «مِنْ شَأْنِ الظِّلِّ أَنْ يَتَقَدَّمَ عَشْرَ دَرَجَاتٍ، لِذَلِكَ لِيَرْتَدَّ الظِّلُّ إِلَى الْوَرَاءِ عَشْرَ دَرَجَاتٍ، فَتَكُونَ هَذِهِ هِيَ الْعَلامَةُ». 11 فَابْتَهَلَ إِشَعْيَاءُ إِلَى الرَّبِّ، فَتَراجَعَ الظِّلُّ إِلَى الْوَرَاءِ عَشْرَ دَرَجَاتٍ فَوْقَ سُلَّمِ آحَازَ، بَعْدَ أَنْ كَانَ الظِّلُّ قَدِ امْتَدَّ عَلَيْهَا إِلَى الأَمَامِ عَشْرَ دَرَجَاتٍ.

وفد من بابل

12 وَعِنْدَمَا عَلِمَ بَرُودَخُ بَلادَانُ ابْنُ الْمَلِكِ الْبَابِلِيِّ بَلادَانَ بِمَرَضِ حَزَقِيَّا، بَعَثَ إِلَيْهِ (وَفْداً) وَرَسَائِلَ وَهَدَايَا. 13 فَاحْتَفَى بِهِمْ حَزَقِيَّا، وَأَطْلَعَهُمْ عَلَى كُلِّ مَا فِي خَزَائِنِ نَفَائِسِهِ مِنْ فِضَّةٍ وَذَهَبٍ وَأَطْيَابٍ وَعُطُورٍ، وَعَلَى كُلِّ مَخَازِنِ أَسْلِحَتِهِ، وَعَلَى كُلِّ مَا يَحْتَفِظُ بِهِ فِي خَزَائِنِهِ. لَمْ يَتْرُكْ شَيْئاً فِي قَصْرِهِ وَفِي كُلِّ مَمْلَكَتِهِ لَمْ يُطْلِعْهُمْ عَلَيْهِ.

14 فَوَفَدَ إِشَعْيَاءُ النَّبِيُّ عَلَى الْمَلِكِ حَزَقِيَّا وَسَأَلَهُ: «مَاذَا قَالَ هَؤُلاءِ الرِّجَالُ، وَمِنْ أَيْنَ جَاءُوا؟» فَأَجَابَهُ: «جَاءُوا مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ، مِنْ بَابِلَ». 15 فَعَادَ يَسْأَلُهُ: «مَاذَا شَاهَدُوا فِي قَصْرِكَ؟» فَأَجَابَ حَزَقِيَّا: «شَاهَدُوا كُلَّ مَا فِي قَصْرِي. لَمْ أَتْرُكْ شَيْئاً فِي مَخَازِنِي لَمْ أُطْلِعْهُمْ عَلَيْهِ». 16 فَقَالَ إِشَعْيَاءُ لِحَزَقِيَّا: «اسْمَعْ كَلامَ الرَّبِّ. 17 هَا أَيَّامٌ تَأْتِي يُنْقَلُ فِيهَا إِلَى بَابِلَ كُلُّ مَا فِي قَصْرِكَ، وَمَا ادَّخَرَهُ أَسْلافُكَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ، وَلا يَبْقَى مِنْهَا شَيْءٌ، يَقُولُ الرَّبُّ. 18 وَيُسْبَى بَعْضُ أَبْنَائِكَ الْخَارِجِينَ مِنْ صُلْبِكَ لِيَكُونُوا خِصْيَاناً فِي قَصْرِ مَلِكِ بَابِلَ». 19 فَقَالَ حَزَقِيَّا لإِشَعْيَاءَ: «صَالِحٌ قَوْلُ الرَّبِّ الَّذِي أَعْلَنْتَهُ». ثُمَّ حَدَّثَ نَفْسَهُ: «لِمَ لا؟ إِنْ كَانَ السَّلامُ وَالأَمَانُ يَسُودَانِ فِي أَيَّامِي».

20 أَمَّا بَقِيَّةُ أَخْبَارِ حَزَقِيَّا وَكُلُّ أَعْمَالِهِ وَمُنْجَزَاتِهِ، وَكَيْفَ صَنَعَ الْبِرْكَةَ وَالْقَنَاةَ، وَأَدْخَلَ الْمَاءَ إِلَى الْمَدِينَةِ، أَلَيْسَتْ مُدَوَّنَةً فِي كِتَابِ أَخْبَارِ أَيَّامِ مُلُوكِ يَهُوذَا؟ 21 ثُمَّ مَاتَ حَزَقِيَّا، وَدُفِنَ مَعَ آبَائِهِ، وَخَلَفَهُ ابْنُهُ مَنَسَّى عَلَى الْمُلْكِ.

منسى يملك على يهوذا

21 كَانَ مَنَسَّى فِي الثَّانِيَةِ عَشْرَةَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا تَوَلَّى مَقَالِيدَ الْحُكْمِ، وَظَلَّ مَلِكاً فِي أُورُشَلِيمَ مُدَّةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً، وَاسْمُ أُمِّهِ حَفْصِيبَةُ. وَارْتَكَبَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، مُقْتَرِفاً رَجَاسَاتِ الْأُمَمِ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَعَادَ وَشَيَّدَ مَعَابِدَ الْمُرْتَفَعَاتِ الَّتِي هَدَمَهَا أَبُوهُ حَزَقِيَّا، وَأَقَامَ مَذَابِحَ الْبَعْلِ، وَنَصَبَ تَمَاثِيلَ عَشْتَارُوثَ عَلَى غِرَارِ مَا صَنَعَ آخْابُ، وَسَجَدَ لِكَوَاكِبِ السَّمَاءِ وَعَبَدَهَا. وَبَنَى مَذَابِحَ فِي هَيْكَلِ الرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ الَّذِي قَالَ عَنْهُ الرَّبُّ: «فِي أُورُشَلِيمَ أَجَعْلُ اسْمِي». وَبَنَى فِي دَارَيْ هَيْكَلِ الرَّبِّ مَذَابِحَ لِكُلِّ كَوَاكِبِ السَّمَاءِ. وَأَجَازَ ابْنَهُ فِي النَّارِ، وَرَصَدَ الأَوْقَاتَ وَلَجَأَ إِلَى أَصْحَابِ الْجَانِ وَالْعَرَّافِينَ وَأَوْغَلَ فِي ارْتِكَابِ الشَّرِّ مِمَّا أَثَارَ عَلَيْهِ غَضَبَ اللهِ الرَّهِيبَ. وَنَصَبَ تِمْثَالَ عَشْتَارُوثَ الَّذِي صَنَعَهُ، فِي الْهَيْكَلِ الَّذِي قَالَ الرَّبُّ عَنْهُ لِدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ: «فِي هَذَا الْهَيْكَلِ، وَفِي أُورُشَلِيمَ الَّتِي اخْتَرْتُهَا مِنَ الأَرْضِ، الَّتِي وَهَبْتُهَا لِآبَائِهِمْ، أَجْعَلُ اسْمِي إِلَى الأَبَدِ. فَإِذَا أَطَاعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَعَمِلُوا كُلَّ مَا أَمَرْتُهُمْ بِهِ، وَطَبَّقُوا الشَّرِيعَةَ الَّتِي أَوْصَاهُمْ بِها عَبْدِي مُوسَى، فَإِنَّنِي لَنْ أُزَعْزِعَ أَقْدَامَهُمْ مِنَ الأَرْضِ الَّتِي وَهَبْتُهَا لِآبَائِهِمْ». لَكِنَّهُمْ عَصَوْا، بَلْ أَضَلَّهُمْ مَنَسَّى فَارْتَكَبُوا مَا هُوَ أَقْبَحُ مِمَّا تَرْتَكِبُهُ الأُمَمُ الَّتِي طَرَدَهَا الرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ.

10 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ عَلَى لِسَانِ عَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ: 11 «لأَنَّ مَنَسَّى مَلِكَ يَهُوذَا اقْتَرَفَ جَمِيعَ هَذِهِ الْمُوبِقَاتِ، وَارْتَكَبَ شُرُوراً أَشَدَّ فَظَاعَةً مِنْ شُرُورِ الأَمُورِيِّينَ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَهُ، وَأَضَلَّ يَهُوذَا فَجَعَلَهُ يَأْثَمُ بِعِبَادَةِ أَصْنَامِهِ، 12 لِذَلِكَ يَقُولُ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: هَا أَنَا أَجْلِبُ شَرّاً عَلَى أُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا، فَتَطِنُّ أُذُنَا كُلِّ مَنْ يَسْمَعُ بِهِ. 13 وَسأُوْقِعُ عَلَى أُورُشَلِيمَ الْعِقَابَ الَّذِي أَوْقَعْتُهُ بِالسَّامِرَةِ، وَبِأَخْآبَ وَنَسْلِهِ. وَأَمْسَحُ أُورُشَلِيمَ مِنَ الْوُجُودِ كَمَا يُمْسَحُ الطَّبَقُ مِنْ بَقَايَا الطَّعَامِ، ثُمَّ يُقْلَبُ عَلَى وَجْهِهِ لِيَجِفَّ. 14 وَأَنْبِذُ بَقِيَّةَ شَعْبِي وَأُسَلِّمُهُمْ إِلَى أَيْدِي أَعْدَائِهِمْ، فَيُصْبِحُونَ غَنِيمَةً وَأَسْرَى لَهُمْ، 15 لأَنَّهُمِ ارْتَكَبُوا الشَّرَّ فِي عَيْنَيَّ، وَأَثَارُوا سَخَطِي مُنْذُ خُرُوجِ آبَائِهِمْ مِنْ مِصْرَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. 16 وَزَادَ مَنَسَّى فَسَفَكَ دَمَ أَبْرِيَاءَ كَثِيرِينَ، حَتَّى مَلأَ أُورُشَلِيمَ مِنْ أَقْصَاهَا إِلَى أَقْصَاهَا، فَضْلاً عَنْ خَطِيئَتِهِ الَّتِي اسْتَغْوَى بِها يَهُوذَا، وَجَعَلَهُ يَرْتَكِبُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيَّ». 17 أَمَّا بَقِيَّةُ أَخْبَارِ مَنَسَّى وَمُنْجَزَاتُهُ وَمَا ارْتَكَبَ مِنْ خَطِيئَةٍ، أَلَيْسَتْ هِيَ مُدَوَّنَةً فِي كِتَابِ أَخْبَارِ أَيَّامِ مُلُوكِ يَهُوذَا؟ 18 ثُمَّ مَاتَ مَنَسَّى وَدُفِنَ فِي حَدِيقَةِ قَصْرِهِ، فِي حَدِيقَةِ عُزَّا. وَخَلَفَهُ ابْنُهُ آمُونُ.

آمون يملك على يهوذا

19 وَكَانَ آمُونُ فِي الثَّانِيَةِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ عُمْرِهِ حِينَ مَلَكَ، وَدَامَ حُكْمُهُ سَنَتَيْنِ فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ مَشُلَّمَةُ بِنْتُ حَارُوصَ مِنْ يَطْبَةَ، 20 وَارْتَكَبَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ مِثْلَ أَبِيهِ. 21 لَمْ يَحِدْ عَنْ طَرِيقِ أَبِيهِ، وَعَبَدَ الأَصْنَامَ الَّتِي عَبَدَهَا أَبُوهُ وَسَجَدَ لَهَا. 22 وَتَخَلَّى عَنِ الرَّبِّ إِلَهِ آبَائِهِ، وَلَمْ يَتَّبِعْ طَرِيقَهُ. 23 وَتَآمَرَ عَلَيْهِ رِجَالُهُ وَاغْتَالُوهُ فِي قَصْرِهِ، 24 غَيْرَ أَنَّ الشَّعْبَ هَاجَمَ قَتَلَةَ الْمَلِكِ آمُونَ وَقَضَى عَلَيْهِمْ، وَنَصَّبَ يُوشِيَّا ابْنَهُ خَلَفاً لَهُ. 25 أَمَّا بَقِيَّةُ أَخْبَارِ آمُونَ وَمُنْجَزَاتُهُ أَلَيْسَتْ هِي مُدَوَّنَةً فِي كِتَابِ أَخْبَارِ أَيَّامِ مُلُوكِ يَهُوذَا. 26 وَدُفِنَ فِي قَبْرِهِ فِي حَدِيقَةِ عُزَّا وَخَلَفَهُ ابْنُهُ يُوشِيَّا عَلَى الْمُلْكِ.

مَرَضُ حَزَقِيَّا

20 فِي ذَلِكَ الوَقْتِ، مَرِضَ حَزَقِيَّا وَقَارَبَ المَوْتَ. فَذَهَبَ النَّبِيُّ إشَعْيَاءُ بْنُ آمُوصَ إلَى حَزَقِيَّا وَقَالَ لَهُ: «يَقُولُ اللهُ لَكَ: ‹رَتِّبْ شُؤُونَ بَيْتِكَ، لِأنَّهُ لَنْ يَطُولَ بِكَ العُمْرُ. بَلْ سَتَمُوتُ قَرِيبًا!›»

فَأدَارَ حَزَقِيَّا وَجْهَهُ إلَى الحَائِطِ. وَصَلَّى إلَى اللهِ وَقَالَ: «اذْكُرْ، يَا اللهُ أنِّي خَدَمْتُكَ بِوَفَاءٍ وَمِنْ كُلِّ قَلْبِي. وَفَعَلْتُ مَا يُرْضِيكَ.» ثُمَّ بَكَى حَزَقِيَّا بُكَاءً مُرًّا.

وَقَبْلَ أنْ يَتَجَاوَزَ إشَعْيَاءُ السَّاحَةَ الوَسِيطَةَ فِي المَدِينَةِ، كَلَّمَهُ اللهُ وَقَالَ لَهُ: «ارْجِعْ وَكَلِّمْ حَزَقِيَّا، قَائِدَ شَعْبِي، وَقُلْ لَهُ: ‹يَقُولُ اللهُ، إلَهُ جَدِّكَ دَاوُدَ: قَدْ سَمِعْتُ صَلَاتَكَ وَرَأيْتُ دُمُوعَكَ. وَلِهَذَا سَأشْفِيكَ. وَفِي اليَوْمِ الثَّالِثِ سَتَذْهَبُ إلَى بَيْتِ اللهِ. وَسَأُضِيفُ إلَى حَيَاتِكَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَسَأُنْقِذُكَ وَأُنْقِذُ هَذِهِ المَدِينَةَ مِنْ مَلِكِ أشُّورَ. وَسَأحمِي هَذِهِ المَدِينَةَ مِنْ أجْلِ اسْمِي، وَمِنْ أجْلِ الوَعدِ الَّذِي قَطَعْتُهُ لِدَاوُدَ خَادِمِي.›»

ثُمَّ قَالَ إشَعْيَاءُ: «اصْنَعُوا خَلِيطًا مِنَ التِّينِ وَضَعُوهُ عَلَى مَكَانِ الألَمِ.» فَأخَذُوهُ وَوَضَعُوهُ عَلَى مَكَانِ الألَمِ. فَتَعَافَى حَزَقِيَّا.

عَلَامَةٌ لِحَزَقِيَّا

وَقَالَ حَزَقِيَّا لِإشَعْيَاءَ: «مَا هِيَ العَلَامَةُ عَلَى أنَّ اللهَ سَيَشْفِينِي شِفَاءً كَامِلًا وَأنِّي سَأذهَبُ إلَى بَيْتِ اللهِ فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ.»

فَقَالَ إشَعْيَاءُ: «اخْتَرْ عَلَامةً مِنَ اثْنَتَيْنِ. هَلْ تُرِيدُ أنْ يَتَحَرَّكَ الظِّلُّ عَشْرَ دَرَجَاتٍ إلَى الأمَامِ، أمْ يَتَرَاجَعُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ؟ هَذِهِ هِيَ العَلَامَةُ عَلَى أنَّ اللهَ سَيَفْعَلُ كَمَا قَالَ.»

10 فَأجَابَ حَزَقِيَّا: «إنَّهُ لَأمْرٌ سَهْلٌ أنْ يَتَقَدَّمَ الظِّلُّ عَشْرَ دَرَجَاتٍ، فَاجْعَلْهُ يَتَرَاجَعُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ.»

11 فَصَلَّى إشَعْيَاءُ إلَى اللهِ، فَجَعَلَ اللهُ الظِّلَّ يَتَرَاجَعُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ، حَيْثُ عَادَ إلَى المَوضِعِ الَّذِي كَانَ فِيهِ قَبْلَ عَشْرِ دَرَجَاتٍ.

حَزَقِيَّا وَوَفدٌ مِنْ بَابِل

12 فِي ذَلِكَ الوَقْتِ، أرْسَلَ مَرُودَخُ بَلَاذَانُ بْنُ بَلَاذَانَ، مَلِكُ بَابِلَ، رَسَائِلَ وَهَدِيَّةً إلَى حَزَقِيَّا. وَمَا دَفَعَهُ إلَى عَمَلِ ذَلِكَ هُوَ أنَّهُ سَمِعَ أنَّ حَزَقِيَّا كَانَ مَرِيضًا. 13 فَسمِعَ حَزَقِيَّا عَنْ الوَفدِ القَادِمِ مِنْ بَابِلَ وَرَحَّبَ بِهِ، وَأرَاهُمْ كُلَّ الأشْيَاءِ الثَّمِينَةِ فِي بَيْتِهِ. أرَاهُمُ الفِضَّةَ، وَالذَّهَبَ، وَالأطيَابَ، وَالعِطْرَ الثَّمِينَ، وَالأسلِحَةَ، وَكُلَّ شَيءٍ فِي مَخَازِنِهِ. فَلَمْ يَبْقَ شَيءٌ فِي بَيْتِ حَزَقِيَّا لَمْ يُرِهِمْ إيَّاهُ.

14 فَجَاءَ النَّبِيُّ إشَعْيَاءُ إلَى المَلِكِ حَزَقِيَّا وَسَألَهُ: «مَاذَا قَالَ هَؤُلَاءِ الرِّجَالُ؟ وَمِنْ أيْنَ جَاءُوا؟»

فَأجَابَ حَزَقِيَّا: «جَاءُوا مِنْ بَلَدٍ بَعِيدٍ، مِنْ بَابِلَ.»

15 فَقَالَ إشَعْيَاءُ: «وَمَا الَّذِي رَأوْهُ فِي بَيْتِكَ؟»

فَأجَابَ حَزَقِيَّا: «رَأوْا كُلَّ شَيءٍ فِي بَيْتِي، فَلَا يُوجَدُ شَيءٌ فِي مَخَازِنِي لَمْ أُرِهِ لَهُمْ.»

16 حِينَئِذٍ، قَالَ إشَعْيَاءُ لِحَزَقِيَّا: «اسْتَمِعْ إلَى رِسَالَةِ اللهِ: 17 ‹سَيَأْتِي وَقْتٌ سَيُؤخَذُ فِيهِ كُلُّ شَيءٍ فِي بَيْتِكَ، وَكُلُّ مَا ادَّخَرَهُ آبَاؤكَ حَتَّى هَذَا اليَوْمِ، إلَى بَابِلَ. لَنْ يَتَبَقَّى شَيءٌ مِنْهُ. اللهُ هُوَ الَّذِي يَقُولُ هَذَا. 18 وَسَيُؤخَذُ أوْلَادُكَ أنْتَ لِيَصِيرُوا خُدَّامًا فِي قَصْرِ مَلِكِ بَابِلَ.›»

19 فَقَالَ حَزَقِيَّا: «حَسَنَةٌ هِيَ رِسَالَةُ اللهِ.» ثُمَّ أضَافَ: «لَا مَانِعَ عِنْدِي مَا دَامَ السَّلَامُ وَالأمَانُ سَيَسُودَانِ فِي حَيَاتِي!»

20 وَكُلُّ الأُمُورِ الأُخرَى المُتَعَلِّقَةِ بِحَزَقِيَّا وَأعْمَالِهِ وَشَقِّهِ لِلقَنَاةِ مِنْ أجْلِ إدخَالِ المَاءِ إلَى المَدِينَةِ مُدَوَّنَةٌ فِي كِتَابِ تَارِيخِ مُلُوكِ يَهُوذَا. 21 وَمَاتَ حَزَقِيَّا وَدُفِنَ مَعَ آبَائِهِ. وَخَلَفَهُ فِي الحُكْمِ ابْنُهُ مَنَسَّى.

مَنَسَّى مَلِكُ يَهُوذَا

21 كَانَ مَنَسَّى فِي الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا اعتَلَى عَرْشَ يَهُوذَا. وَحَكَمَ خَمْسًا وَخَمْسِينَ سَنَةً فِي القُدْسِ. وَكَانَ اسْمُ أُمِّهِ حَفْصِيبَةَ.

وَفَعَلَ مَنَسَّى الشَّرَّ أمَامَ اللهِ. وَتَبَنَّى المُمَارَسَاتِ البَشِعَةَ لِلشُّعُوبِ الَّتِي طَرَدَهَا اللهُ مِنَ الأرْضِ الَّتِي أخَذَهَا بَنُو إسْرَائِيلَ. وَأعَادَ مَنَسَّى بِنَاءَ المُرْتَفَعَاتِ الَّتِي كَانَ قَدْ هَدَمَهَا أبُوهُ حَزَقِيَّا. وَأعَادَ بِنَاءَ مَذَابِحَ لِلبَعلِ وَأقَامَ عَمُودَ عَشْتَرُوتَ، كَمَا فَعَلَ أخآبُ مَلِكُ إسْرَائِيلَ. وَعَبَدَ مَنَسَّى نُجُومَ السَّمَاءِ وَخَدَمَهَا. وَبَنَى مَذَابِحَ لِلآلِهَةِ الزَّائِفَةِ فِي بَيْتِ اللهِ الَّذِي قَالَ عَنْهُ اللهُ: «سَأضَعُ اسْمِي إلَى الأبَدِ فِي القُدْسِ.» وَبَنَى مَنَسَّى مَذَابِحَ لِنُجُومِ السَّمَاءِ فِي سَاحَتَي بَيْتِ اللهِ. وَأحرَقَ أيْضًا أبْنَاءَهُ كَقَرَابِينَ. وَاسْتَعَانَ بِالسِّحْرِ وَالعِرَافَةِ لِمُحَاوَلَةِ مَعْرِفَةِ المُسْتَقْبَلِ. وَاسْتَخْدَمَ وُسَطَاءَ رُوحَانِيِّينَ وَمُشَعوِذِينَ.

وَأكثَرَ مَنَسَّى مِنْ عَمَلِ الشَّرِّ أمَامَ اللهِ. فَغَضِبَ اللهُ غَضَبًا شَدِيدًا. وَصَنَعَ مَنَسَّى تِمثَالًا مَنحُوتًا لِعَشْتَرُوتَ، وَوَضَعَهُ فِي الهَيْكَلِ. وَهُوَ الهَيْكَلُ الَّذِي كَانَ اللهُ قَدْ قَالَ لِدَاوُدَ وَابْنِهِ سُلَيْمَانَ عَنْهُ: «اختَرْتُ القُدْسَ مِنْ كُلِّ مُدُنِ إسْرَائِيلَ. سَأضَعُ اسْمِي فِي الهَيْكَلِ فِي القُدْسِ إلَى الأبَدِ. وَلَنْ أدَعَهُمْ يُطرَدُونَ مِنَ الأرْضِ الَّتِي أعْطَيْتُهَا لِآبَائِهِمْ. بَلْ سَأدَعُهُمْ يَبْقُونَ فِي أرْضِهِمْ، إذَا أطَاعُوا كُلَّ وَصَايَايَ وَكُلَّ التَّعَالِيمِ الَّتِي أعْطَاهَا لَهُمْ عَبدِي مُوسَى.» لَكِنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا، بَلْ جَرَّهُمْ مَنَسَّى إلَى عَمَلِ شُرُورٍ أقبَحَ مِنْ كُلِّ الشُّرُورِ الَّتِي مَارَسَتْهَا الشُّعُوبُ الَّتِي طَرَدَهَا اللهُ مِنْ كَنْعَانَ قَبْلَ دُخُولِ بَنِي إسْرَائِيلَ إلَيْهَا.

10 وَقَالَ اللهُ عَلَى لِسَانِ خُدَّامِهِ الأنْبِيَاءِ: 11 «عَمِلَ مَنَسَّى كُلَّ هَذِهِ الأشْيَاءِ البَغِيضَةِ. وَزَادَتْ شُرُورُهُ عَلَى شُرُورِ الأمُّورِيِّينَ مِنْ قَبلِهِ، وَجَرَّ يَهُوذَا إلَى الخَطِيَّةِ بِسَبَبِ أوْثَانِهِ. 12 لِهَذَا يَقُولُ اللهُ، إلَهُ إسْرَائِيلَ: ‹هَا إنِّي جَالِبٌ ضِيقًا كَثِيرًا عَلَى القُدْسِ وَعَلَى يَهُوذَا سَيُصْدَمُ كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ بِهِ. 13 وَمَا عَمِلْتُهُ بِالسَّامِرَةِ وَبَيْتِ أخآبَ سَأعْمَلُهُ بِالقُدْسِ. وَكَمَا يُمْسَحُ صَحْنٌ وَيُقلَبُ إلَى الأسْفَلِ، كَذَلِكَ سَأفْعَلُ بِالقُدْسِ. 14 وَسَأتْرُكُ مَا يَتَبَقَّى مِنْ شَعْبِي. وَسَأنْصُرُ أعْدَاءَهُمْ عَلَيْهِمْ، فَيَسْبِيهِمْ أعْدَاؤهُمْ كَأنَّهُمْ غَنَائِمُ حَرْبٍ، 15 لِأنَّهُمْ عَمِلُوا مَا لَا يُرْضِينِي. أغضَبُونِي مُنْذُ يَوْمِ خُرُوجِ آبَائِهِمْ مِنْ مِصْرٍ وَحَتَّى اليَوْمِ. 16 وَقَتَلَ مَنَسَّى أبْرِيَاءَ كَثِيرِينَ، وَأغرَقَ القُدْسَ بِدَمِهِمْ. تُضَافُ هَذِهِ الخَطَايَا كُلُّهَا إلَى الخَطِيَّةِ الَّتِي جَرَّ بِهَا يَهُوذَا لِلخَطِيَّةِ، حَتَّى فَعَلُوا الشَّرَّ أمَامَ اللهِ.›»

17 أمَّا بَقِيَّةُ أعْمَالِ مَنَسَّى وَخَطَايَاهُ الَّتِي ارتَكَبَهَا، فَهِيَ مُدَوَّنَةٌ فِي كِتَابِ تَارِيخِ مُلُوكِ يَهُوذَا.

18 وَمَاتَ مَنَسَّى وَدُفِنَ مَعَ آبَائِهِ. دُفِنَ فِي بُسْتَانِ بَيْتِهِ الَّذِي دُعِيَ «بُسْتَانَ عُزَّا.» وَخَلَفَهُ فِي الحُكْمِ ابْنُهُ آمُونُ.

آمُونُ مَلِكُ يَهُوذَا

19 كَانَ آمُونُ فِي الثَّانِيَةِ وَالعِشْرِينَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا اعتَلَى العَرْشَ. وَحَكَمَ سَنَتَيْنِ فِي القُدْسِ. وَكَانَ اسْمُ أُمِّهِ مَشُلَّمَةَ بِنْتَ حَارُوصَ، مِنْ يَطْبَةَ.

20 وَفَعَلَ آمُونُ الشَّرَّ أمَامَ اللهِ كَأبِيهِ مَنَسَّى. 21 وَعَاشَ آمُونُ عَلَى نَهْجِ أبِيهِ. فَعَبَدَ وَخَدَمَ الأوْثَانَ الَّتِي عَبَدَهَا وَخَدَمَهَا أبُوهُ. 22 وَهَكَذَا تَجَاهَلَ اللهَ، إلَهَ آبَائِهِ، وَلَمْ يَعِشْ كَمَا يُرْضِي اللهَ. 23 وَتَآمَرَ خُدَّامُ آمُونَ عَلَيْهِ وَقَتَلُوهُ فِي بَيْتِهِ. 24 فَقَامَ شَعْبُ البَلَدِ وَقَتَلُوا كُلَّ الَّذِينَ تَآمَرُوا عَلَى آمُونَ. ثُمَّ نَصَّبُوا ابْنَهُ يُوشِيَّا مَلِكًا بَعْدَهُ.

25 أمَّا بَقِيَّةُ أعْمَالِ آمُونَ، فَهِيَ مُدَوَّنَةٌ فِي كِتَابِ تَارِيخِ مُلُوكِ يَهُوذَا.

26 وَدُفِنَ آمُونُ فِي قَبْرِهِ فِي بُسْتَانِ عُزَّا. وَخَلَفَهُ فِي الحُكْمِ ابْنُهُ يُوشِيَّا.