Add parallel Print Page Options

شَاوُلُ يَقْضِي عَلَى عَمَالِيق

15 وَذَاتَ يَوْمٍ قَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «أرْسَلَنِي اللهُ لِأمسَحَكَ مَلِكًا عَلَى شَعْبِهِ إسْرَائِيلَ. وَالْآنَ اسْتَمِعْ إلَى كَلِمَتِهِ. يَقُولُ اللهُ القَدِيرُ: ‹عِنْدَمَا خَرَجَ بَنُو إسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرٍ، حَاوَلَ عَمَالِيقُ مَنْعَهُمْ مِنَ الدُّخُولِ إلَى كَنْعَانَ. وَرَأيْتُ مَا فَعَلَهُ عَمَالِيقُ. فَالآنَ، اذْهَبْ وَحَارِبْ عَمَالِيقَ. اقْضِ عَلَيْهِمْ قَضَاءً تَامًّا، هُمْ وَكُلِّ مَا لَهُمْ. لَا تُشْفِقْ عَلَيْهِمْ. اقْتُلْ جَمِيعَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالأطْفَالِ وَالرُّضَّعِ، وَاقتُلْ ثِيرَانَهُمْ وَغَنَمَهُمْ وَجِمَالَهُمْ وَحَمِيرَهُمْ.›»

فَحَشَدَ شَاوُلُ جَيْشَهُ فِي طَلَايِمَ. كَانُوا مِئَتَي ألْفِ جُندِيٍّ وَعَشْرَةَ آلَافٍ مِنَ رِجَالِ يَهُوذَا. فَذَهَبَ شَاوُلُ إلَى مَدِينَةِ عَمَالِيقَ وَانتَظَرَ فِي الوَادِي. وَقَالَ شَاوُلُ لِلشَّعْبِ القِينِيِّ: «اذْهَبُوا وَانفَصِلُوا عَنْ عَمَالِيقَ، لِئَلَّا أقضِيَ عَلَيْكُمْ مَعَهُمْ. فَقَدْ كُنْتُمْ كُرَمَاءَ نَحْوَ بَنِي إسْرَائِيلَ عِنْدَمَا خَرَجُوا مِنْ مِصْرٍ.» فَانفَصَلَ الشَّعْبُ القِينِيُّ عَنْ عَمَالِيقَ.

وَهَزَمَ شَاوُلُ عَمَالِيقَ. وَحَارَبَهُمْ وَطَارَدَهُمْ مِنْ حَوِيلَةَ إلَى شُورٍ عِندِ حُدُودِ مِصْرٍ. وَأسَرَ شَاوُلُ أجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيًّا، وَأبقَى عَلَى حَيَاتِهِ. لَكِنَّهُ قَتَلَ كُلَّ جُنُودِ جَيْشِ أجَاجَ بِالسَّيْفِ. وَلَمْ يَقْتُلْ شَاوُلُ وجُنُودُ إسْرَائِيلَ أجَاجَ. كَمَا أبقَوْا عَلَى أفْضَلِ البَقَرِ وَالغَنَمِ وَالحِمْلَانِ وَكُلِّ مَا هُوَ ثَمِينٌ، فَلَمْ يُدَمِّرُوا كُلَّ شَيءٍ. لَكِنَّهُمْ دَمَّرُوا كُلَّ مَا هُوَ رَخيصٌ وَعَدِيمُ القِيمَةِ.

صَمُوئِيلُ يُواجِهُ شَاوُلَ بِخَطِيَّتِه

10 ثُمَّ تَلَقَّى صَمُوئِيلُ رِسَالَةً مِنَ اللهِ. 11 قَالَ اللهُ: «لَمْ يَعُدْ شَاوُلُ يَتْبَعُنِي، وَقَدْ أسِفْتُ عَلَى جَعلِهِ مَلِكًا. فَهُوَ لَا يَحْفَظُ وَصَايَايَ.» فَغَضِبَ صَمُوئِيلُ مِمَّا فَعَلَهُ شَاوُلُ، وَظَلَّ يَبكي فِي حَضْرَةِ اللهِ طَوَالَ اللَّيلِ.

12 فَقَامَ صَمُوئِيلُ فِي الصَّبَاحِ البَاكِرِ وَذَهَبَ لِلِقَاءِ شَاوُلَ. لَكِنَّ الشَّعْبَ قَالَ لِصَمُوئِيلَ: «ذَهَبَ شَاوُلُ إلَى بَلْدَةِ الكَرمِلِ فِي يَهُوذَا، وَأقَامَ هُنَاكَ نُصْبًا لِنَفْسِهِ. ثُمَّ كَانَ يَنْتَقِلُ مِنْ مَكَانٍ إلَى آخَرَ حَتَّى يَنْزِلَ إلَى مَدِينَةِ الجِلجَالِ.» 13 فَذَهَبَ صَمُوئِيلُ إلَى حَيْثُ كَانَ شَاوُلُ. فَتَقَدَّمَ إلَى شَاوُلَ، فَحَيَّاهُ شَاوُلُ وَقَالَ: «ليُبَارِكْكَ اللهُ. لَقَدْ نَفَّذْتُ وَصِيَّةَ اللهِ

14 لَكِنَّ صَمُوئِيلَ قَالَ: «فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِي أسْمَعُهُ؟ لِمَاذَا أسمَعُ صَوْتَ غَنَمٍ وَبَقَرٍ؟»

15 فَقَالَ شَاوُلُ: «غَنِمَهَا الجُنُودُ مِنْ عَمَالِيقَ، فأبقَوْا عَلَى أفْضَلِ الغَنَمِ وَالبَقَرِ لِتَقْدِيمِهَا ذَبَائِحَ صَاعِدَةً لِإلَهِكَ. لَكِنَّنَا قَتَلْنَا كُلَّ شَيءٍ آخَرَ.»

16 فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «كَفَى! وَدَعنِي أُخبِرُكَ بِمَا أخبَرَنِي بِهِ اللهُ اللَّيلَةَ المَاضِيَةَ.» فَقَالَ شَاوُلُ: «حَسَنًا، أخبِرْنِي بِمَا أخبَرَكَ.»

17 فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «فِيمَا مَضَى كُنْتَ صَغِيرًا فِي نَظَرِ نَفْسِكَ. لَكِنَّ اللهَ اخْتَارَكَ لِتَكُونَ المَلِكَ. فَصِرْتَ رَئِيسًا لِعَشَائِرِ إسْرَائِيلَ. 18 لَقَدْ أرسَلَكَ اللهُ فِي مَهَمَّةٍ وَقَالَ لَكَ: ‹اذْهَبْ وَاقضِ عَلَى جَمِيعِ شَعْبِ عَمَالِيقَ، لِأنَّهُمْ شَعْبٌ شِرِّيرٌ. اقضِ عَلَيْهِمْ جَمِيعًا. قَاتِلْهُمْ إلَى أنْ تُبِيدَهُمْ.› 19 فَلِمَاذَا لَمْ تُطِعِ صَوْتَ اللهِ؟ لِمَاذَا هَجَمْتَ عَلَى غَنَائِمِ المَعْرَكَةِ، فَفَعَلْتَ الشَّرَّ أمَامَ اللهِ؟»

20 فَقَالَ شَاوُلُ: «لَكِنِّي أطَعْتُ صَوْتَ اللهِ فِعلًا! ذَهَبْتُ إلَى حَيْثُ أرْسَلَنِي، وَأبَدْتُ كُلَّ شَعْبِ عَمَالِيقَ. وَلَمْ أُبقِ إلَّا عَلَى وَاحِدٍ أسَرْتُهُ، وَهُوَ مَلِكُهُمْ أجَاجُ. 21 لَكِنْ أخَذَ الجُنُودُ خِيَارَ الغَنَمِ وَالبَقَرِ لِتَقْدِيمِهَا ذَبَائِحَ لِإلَهِكَ فِي الجِلْجَالِ.»

22 أجَابَ صَمُوئِيلَ: «مَا الَّذِي يُرضي اللهَ أكْثَرَ، الذَّبَائِحُ وَالتَّقدِمَاتُ، أمْ طَاعَةُ وَصَايَاهُ؟ بَلِ الطَّاعَةُ أفْضَلُ مِنَ الذَّبِيحَةِ، وَالِاسْتِمَاعُ للهِ أفْضلُ مِنْ شُحُومِ الكِبَاشِ. 23 فَالعِصْيَانُ كَخَطِيَّةِ العِرَافَةِ، وَالعِنَادُ كَعِبَادَةِ الأوْثَانِ. أنْتَ رَفَضْتَ أنْ تُطِيعَ وَصِيَّةَ اللهِ، فَالآنَ لَمْ يَعُدْ هُوَ يَقْبَلُكَ مَلِكًا.»

24 فَقَالَ شَاوُلُ لِصَمُوئِيلَ: «لَقَدْ أخْطَأتُ إلَى اللهِ. لَمْ أُطِعْ وَصَايَاهُ وَكَلَامَهُ. خِفتُ مِنَ الشَّعْبِ، فَعَمِلْتُ بِمَا قَالُوهُ. 25 وَالْآنَ أرْجُو أنْ تَغْفِرَ لِي خَطِيَّتِي. ارجِعْ مَعي لِكَي أعبُدَ اللهَ

26 لَكِنَّ صَمُوئِيلَ قَالَ لِشَاوُلَ: «لَنْ أرْجِعَ مَعَكَ. فَأنْتَ رَفَضْتَ وَصِيَّةَ اللهِ، وَالْآنَ يَرْفُضُكَ اللهُ مَلِكًا عَلَى إسْرَائِيلَ.»

27 فَلَمَّا استَدَارَ صَمُوئِيلُ لِيَنْصَرِفَ، أمْسَكَ شَاوُلُ بِثَوبِهِ. فَتَمَزَّقَ ثَوبُهُ. 28 فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «مَزَّقَ اللهُ اليَوْمَ مَمْلَكَةَ إسْرَائِيلَ عَنْكَ كَمَا مَزَّقْتَ ثَوبِي. وَقَدْ أعْطَى اللهُ المَمْلَكَةَ لِوَاحِدٍ مِنْ أصْحَابِكَ أفْضَلُ مِنْكَ. 29 إلَهُ إسْرَائِيلَ المَجِيدُ لَا يَتَرَاجَعُ وَلَا يُغَيِّرُ فِكرَهُ. فَهُوَ لَيْسَ بَشَرًا لِيُغَيِّرَ فِكرَهُ.»

30 فَأجَابَ شَاوُلُ: «حَسَنًا، لَقَدْ أخْطَأتُ إلَى اللهِ. لَكِنْ أتَوَسَّلُ إلَيْكَ أنْ تَرْجِعَ مَعِي. أكْرِمْنِي أمَامَ القَادَةِ وَأمَامَ بَنِي إسْرَائِيلَ. ارجِعْ مَعِي لِكَي أعبُدَ إلَهَكَ 31 فَرَجِعَ صَمُوئِيلُ مَعَ شَاوُلَ، وَسَجَدَ شَاوُلُ للهِ.

32 ثُمَّ قَالَ صَمُوئِيلُ: «أحضِرُوا لِي أجَاجَ، مَلِكَ عَمَالِيقَ.» فَجَاءَ أجَاجُ إلَى صَمُوئِيلَ مُقَيَّدًا بِالسَّلَاسِلِ. فَقَالَ أجَاجُ فِي نَفْسِهِ: «لَعَلَّهُ لَنْ يَقْتُلَنِي.»

33 لَكِنَّ صَمُوئِيلَ قَالَ لِأجَاجَ: «قَتَلْتَ بِسَيفِكَ رُضَّعًا وَحَرَمتَ أُمَّهَاتِهِمْ مِنْهُمْ. فَالآنَ سَتُحرَمُ أُمُّكَ مِنْكَ.» فَقَتَلَ صَمُوئِيلُ أجَاجَ وَقَطَّعَهُ أمَامَ اللهِ فِي الجِلجَالِ.

34 ثُمَّ مَضَى صَمُوئِيلُ وَذَهَبَ إلَى الرَّامَةِ. وَصَعِدَ شَاوُلُ إلَى بَيْتِهِ فِي جِبْعَةَ. 35 وَلَمْ يَرَ صَمُوئِيلُ شَاوُلَ بَعْدَ ذَلِكَ قَطُّ إلَى يَوْمِ مَمَاتِهِ. فَقَدْ حَزِنَ صَمُوئِيلُ وَبَكَى كَثِيرًا بِسَبَبِ مَا فَعَلَهُ شَاوُلُ. وَأسِفَ اللهُ كَثِيرًا لِأنَّهُ جَعَلَ شَاوُلَ مَلِكًا عَلَى إسْرَائِيلَ.

صَمُوئِيلُ يَذْهَبُ إلَى بَيْتِ لَحْم

16 وَقَالَ اللهُ لِصَمُوئِيلَ: «حَتَّى مَتَى سَتَحْزَنُ عَلَى شَاوُلَ؟ أنْتَ مَا زِلْتَ حَزِينًا عَلَيْهِ حَتَّى بَعْدَ أنْ قُلْتُ لَكَ إنِّي رَفَضْتُهُ مَلِكًا عَلَى إسْرَائِيلَ. فَاملأ قَرْنَكَ بِالزَّيْتِ وَاذْهَبْ إلَى بَيْتِ لَحْمٍ. فَإنِّي مُرسِلُكَ إلَى رَجُلٍ مِنْ سُكَّانِ بَيْتِ لَحْمٍ اسْمُهُ يَسَّى. وَقَدِ اختَرْتُ أحَدَ أبنَائِهِ لِيَكُونَ مَلِكًا.»

لَكِنَّ صَمُوئِيلَ قَالَ: «إنْ ذَهَبْتُ، سَيَسْمَعُ شَاوُلُ بِالخَبَرِ فَيَقْتُلُنِي.»

فَقَالَ اللهُ: «اذْهَبْ إلَى بَيْتِ لَحْمٍ. وَخُذْ مَعَكَ عِجلًا وَقُلْ لَهُمْ: ‹جِئتُ لِأُقَدِّمَ للهِ ذَبِيحَةً.› وَادعُ يَسَّى إلَى الذَّبِيحَةِ. وَبَعْدَ ذَلِكَ سَأُرِيكَ مَا يَنْبَغِي أنْ تَفْعَلَهُ. يَنْبَغِي أنْ تَمْسَحَ الشَّخصَ الَّذِي أُرِيكَ إيَّاهُ.»

فَفَعَلَ صَمُوئِيلُ كَمَا قَالَ لَهُ اللهُ. فَذَهَبَ إلَى بَيْتِ لَحْمٍ. فَارتَعَدَ شُيُوخُ بَيْتِ لَحْمٍ خَوْفًا. وَاستَقْبَلُوا صَمُوئِيلَ وَسَألُوهُ: «هَلْ أنْتَ هُنَا فِي مَهَمَّةِ سَلَامٍ؟»

فَأجَابَ: «أنَا هُنَا فِي مَهَمَّةِ سَلَامٍ. فَقَدْ جِئتُ لِأُقَدِّمَ ذَبِيحَةً للهِ. طَهِّرُوا أنْفُسَكُمْ وَتَعَالَوا لِلِاشتِرَاكِ فِي الذَّبِيحَةِ مَعِي.» وَطَهَّرَ صَمُوئِيلُ يَسَّى وَأبْنَاءَهُ. ثُمَّ دَعَاهُمْ صَمُوئِيلُ إلَى المَجِيءٍ وَالِاشتِرَاكِ فِي الذَّبِيحَةِ.

فَلَمَّا وَصَلَ يَسَّى وَأبْنَاؤهُ رَأى صَمُوئِيلُ ألِيآبَ. فَفَكَّرَ فِي نَفْسِهِ: «لَا شَكَّ أنَّ هَذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي اخْتَارَهُ اللهُ

لَكِنَّ اللهَ قَالَ لِصَمُوئِيلَ: «صَحِيحٌ أنَّ أليآبَ طَوِيلٌ وَوَسِيمٌ، لَكِنْ لَا تُدخِلْ هَذِهِ الأُمُورَ فِي اعتبَارِكَ. فَاللهُ لَا يَنْظُرُ إلَى مَا يَرَاهُ النَّاسُ. هُوَ لَا يَنْظُرُ إلَى مَظهَرِ الإنْسَانِ، وَإنَّمَا إلَى قَلْبِهِ. فَلَيْسَ أليآبُ هُوَ الَّذِي اختَرْتُهُ.»

ثُمَّ دَعَا يَسَّى ابنَهُ الثَّانِي أبِينَادَابَ. فَمَرَّ أبِينَادَابُ مِنْ أمَامِ صَمُوئِيلَ. فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «لَا، لَيْسَ هَذَا هُوَ الَّذِي اخْتَارَهُ اللهُ

ثُمَّ طَلَبَ يَسَّى مِنْ شَمَّةَ أنْ يَمُرَّ مِنْ أمَامِ صَمُوئِيلَ. لَكِنَّ صَمُوئِيلَ قَالَ: «لَمْ يَخْتَرِ اللهُ هَذَا الرَّجُلَ أيْضًا.»

10 عَرَضَ يَسَّى أبْنَاءَهُ السَّبعَةَ لِصَمُوئِيلَ. لَكِنَّ صَمُوئِيلَ قَالَ لِيَسَّى: «لَمْ يَخْتَرِ اللهُ أيًّا مِنْ هَؤُلَاءِ الرِّجَالِ.»

11 ثُمَّ سَألَ صَمُوئِيلُ يَسَّى: «ألَدَيكَ أبْنَاءٌ غَيْرُ هَؤُلَاءِ؟»

فَأجَابَ يَسَّى: «لَدَيَّ ابنٌ آخَرُ، هُوَ الأصغَرُ. لَكِنَّهُ فِي المَرعَى يَرْعَى الغَنَمَ.»

فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «أرسِلْ فِي طَلَبِهِ. أحضِرْهُ هُنَا. فَنَحْنُ لَنْ نَجلِسَ لِلطّعَامِ حَتَّى يَأْتِيَ.»

12 فَأرْسَلَ يَسَّى مَنْ يَسْتَدْعِي ابنَهُ الأصغَرَ. وَكَانَ شَابًّا وَسِيمًا مَوفُورَ الصِّحَّةِ.

فَقَالَ اللهُ لِصَمُوئِيلَ: «قُمْ وَامْسَحهُ فَهُوَ الَّذِي اختَرْتُهُ.»

13 فَأخَذَ صَمُوئِيلُ قَرنَ الزَّيْتِ وَسَكَبَ الزَّيْتَ عَلَى الِابْنِ الأصْغَرِ لِيَسَّى أمَامَ إخْوَتِهِ. فَحَلَّ رُوحُ اللهِ بِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ عَلَى دَاوُدَ مِنْ ذَلِكَ اليَوْمَ. ثُمَّ عَادَ صَمُوئِيلُ إلَى بَيْتِهِ فِي الرَّامَةِ.

رُوحٌ شرِّيرٌ يُضَايِقُ شَاوُل

14 وَتَرَكَ رُوحُ اللهِ شَاوُلَ. ثُمَّ أرْسَلَ اللهُ رُوحًا شِرِّيرًا لِشَاوُلَ، فَسَبَّبَ لَهُ إزعَاجًا كَثِيرًا. 15 فَقَالَ خُدَّامُ شَاوُلَ لَهُ: «إنَّ الرُّوحَ الشِّرِّيرَ الَّذِي أرسَلَهُ اللهُ يُزعِجُكَ. 16 فَإنْ أمَرتَنَا فَإنَّنَا نَبحَثُ لَكَ عَنْ رَجُلٍ يُحسِنُ العَزفَ عَلَى القِيثَارِ. فَإذَا هَاجَمَكَ ذَلِكَ الرُّوحُ الشِّرِّيرُ مِنْ عِندِ اللهِ، يَعْزِفُ لَكَ هَذَا الرَّجُلُ مُوسِيقَى. حِينَئِذٍ، سَيَذْهَبُ عَنْكَ الإحسَاسُ بِالضِّيقِ.»

17 فَقَالَ شَاوُلُ لِخُدَّامِهِ: «جِدُوا لِي شَخْصًا يُحْسِنُ العَزفَ وَأحْضِرُوهُ لِي.»

18 فَقَالَ أحَدُ الخُدَّامِ: «هُنَاكَ رَجُلٌ اسْمُهُ يَسَّى سَاكِنٌ فِي بَيْتِ لَحْمٍ. وَأنَا أعْرِفُ ابنَهُ. إنَّهُ مَاهِرٌ فِي العَزفِ عَلَى القِيثَارِ. وَهُوَ أيْضًا رَجُلٌ شُجَاعٌ وَمُقَاتِلٌ جَيِّدٌ. وَهُوَ ذَكِيٌّ وَوَسِيمٌ، وَاللهُ مَعَهُ.»

19 فَأرْسَلَ شَاوُلُ رُسُلَهُ إلَى يَسَّى. فَقَالُوا لَهُ: «أرسِلْ إلَى ابنِكَ دَاوُدَ رَاعِي الغَنَمِ.»

20 فَأعَدَّ يَسَّى هَدِيَّةً لِشَاُولَ، أعَدَّ حِمَارًا وَخُبْزًا وَقِنِّينَةَ نَبِيذٍ وَجَديًا، وَأرسَلَهَا مَعَ دَاوُدَ إلَى شَاوُلَ. 21 فَذَهَبَ دَاوُدُ إلَى شَاوُلَ وَوَقَفَ أمَامَهُ، فَأحَبَّهُ شَاوُلُ كَثِيرًا، فَجَعَلَهُ حَامِلَ سِلَاحِهِ. 22 وَأرْسَلَ شَاوُلُ رِسَالَةً إلَى يَسَّى، قَالَ فِيهَا: «دَعْ دَاوُدَ مَعِي لِيَخْدِمَنِي، فَقَدْ أحبَبتُهُ كَثِيرًا.»

23 وَكُلَّمَا هَاجَمَ الرُّوحُ الشِّرِّيرُ مِنْ عِندِ اللهِ شَاوُلَ، كَانَ دَاوُدُ يَأْخُذُ قِيثَارَهُ وَيَعْزِفُ. حِينَئِذٍ، يُفَارِقُهُ الرُّوحُ الشِّرِّيرُ، وَيَزُولُ عَنْهُ الإحْسَاسُ بِالضِّيقِ.

السَّامِرِيُّ الصَّالِح

25 ثُمَّ وَقَفَ وَاحِدٌ مِنْ خُبَرَاءِ الشَّرِيعَةِ لِيَمْتَحِنَ يَسُوعَ، فَسَألَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، مَاذَا يَنْبَغِي أنْ أفعَلَ لِكَي أنَالَ الحَيَاةَ الأبَدِيَّةَ؟»

26 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَا المَكْتُوبُ فِي الشَّرِيعَةِ؟ وَكَيْفَ تَفْهَمُهُ؟»

27 فَأجَابَ: «مَكْتُوبٌ: ‹تُحِبُّ الرَّبَّ إلَهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَبِكُلِّ نَفْسِكَ، وَبِكُلِّ قُوَّتِكَ، وَبِكُلِّ عَقلِكَ،›[a] وَمَكْتُوبٌ أيْضًا: ‹تُحِبُّ صَاحِبَكَ كَمَا تُحِبُّ نَفْسَكَ.›[b]»

28 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «هَذَا صَحِيحٌ، افْعَلْ هَذَا وَسَتَحيَا.»

29 لَكِنَّ الرَّجُلَ أرَادَ أنْ يُبَرِّرَ سُؤَالَهُ، فَقَالَ لِيَسُوعَ: «وَمَنْ هُوَ صَاحِبِي؟»

30 فَأجَابَهُ يَسُوعُ: «كَانَ رَجُلٌ نَازِلًا مِنَ القُدْسِ إلَى أرِيحَا، فَوَقَعَ فِي أيدِي لُصُوصٍ. فَجَرَّدُوهُ مِنْ مَلَابِسِهِ وَضَرَبُوهُ، ثُمَّ مَضَوْا وَتَرَكُوهُ بَيْنَ الحَيَاةِ وَالمَوْتِ.

31 «فَمَرَّ بِهِ كَاهِنٌ كَانَ نَازِلًا مِنْ تِلْكَ الطَّرِيقِ. فَلَمَّا رَآهُ، ذَهَبَ إلَى الجَانِبِ الآخَرِ مِنَ الطَّرِيقِ دُونَ أنْ يَلْتَفِتَ إلَيْهِ. 32 وَكَذَلِكَ مَرَّ لَاوِيٌّ[c] مِنْ ذَلِكَ المَكَانِ وَرَأى الرَّجُلَ المَضْرُوبَ، فَذَهَبَ إلَى الجَانِبِ الآخَرِ أيْضًا.

33 «لَكِنَّ سَامِرِيًّا[d] مُسَافِرًا مَرَّ بِهِ أيْضًا. وَحِينَ رَآهُ تَحَنَّنَ عَلَيْهِ. 34 فَاقْتَرَبَ مِنْهُ وَضَمَّدَ جِرَاحَهُ بَعْدَ أنْ سَكَبَ عَلَيْهَا زَيْتَ زَيْتُونٍ وَنَبِيذًا. ثُمَّ وَضَعَهُ عَلَى دَابَّتِهِ، وَأخَذَهُ إلَى فُندُقٍ وَاعتَنَى بِهِ هُنَاكَ. 35 وَفِي اليَوْمِ التَّالِي أخْرَجَ دِينَارَينِ مِنَ الفِضَّةِ وَأعْطَاهُمَا لِصَاحِبِ الفَندُقِ، وَقَالَ لَهُ: ‹اعتَنِ بِهِ، وَمَهمَا زَادَ مَا تَصْرُفُهُ فَإنِّي سَأُعَوِّضُكَ حِينَ أعُودُ.›

36 «فَمَنْ مِنَ الثَّلَاثَةِ تَصَرَّفَ كَصَاحِبٍ حَقِيقِيٍّ لِلرَّجُلِ الَّذِي وَقَعَ فِي أيدِي اللُّصُوصِ فِي اعتِقَادِكَ؟»

37 قَالَ الخَبِيرُ فِي الشَّرِيعَةِ: «الرَّجُلُ الَّذِي أظْهَرَ لَهُ رَحْمَةً.» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «فَاذْهَبْ وَافْعَلْ كَمَا فَعَلَ.»

مَريَمُ وَمَرثَا

38 وَبَيْنَمَا كَانَ يَسُوعُ وَتَلَامِيذُهُ سَائِرِينَ، دَخَلُوا بَلدَةً، حَيْثُ اسْتَضَافَتْ يَسُوعَ امْرأةٌ اسْمُهَا مَرثَا فِي بَيْتِهَا. 39 وَكَانَتْ لَهَا أختٌ اسْمُهَا مَريَمُ. فَجَلَسَتْ مَريَمُ عِنْدَ قَدَمَي الرَّبِّ تُصغِي إلَى مَا يَقُولُهُ. 40 أمَّا مَرْثَا فَقَدِ انْشَغَلَتْ بِالإعْدَادَاتِ الكَثِيرَةِ. فَجَاءَتْ إلَى يَسُوعَ وَقَالَتْ: «ألَا يَهُمُّكَ أنَّ أُخْتِي تَرَكَتْنِي لِأقُومَ بِالعَمَلِ كُلِّهِ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أنْ تُسَاعِدَنِي.»

41 فَأجَابَهَا الرَّبُّ: «يَا مَرْثَا، يَا مَرْثَا، أنْتِ تَسْمَحِينَ لأُمُورٍ كَثِيرَةٍ بِأنْ تُزْعِجَكِ، 42 بَيْنَمَا الضَّرُورَةُ هِيَ لأمْرٍ وَاحِدٍ فَقَطْ. فَهَا مَريَمُ قَدِ اخْتَارَتْ لِنَفْسِهَا الحِصَّةَ الفُضْلَى الَّتِي لَنْ تُؤخَذَ مِنْهَا.»

Read full chapter

Footnotes

  1. 10‏:27 تُحِبُّ الرَّبَّ … عَقلِك من كتَاب التثنية 6‏:5.
  2. 10‏:27 تُحِبُّ صَاحِبَكَ … نَفسَك من كتَاب اللَّاوِييِّنَ 19‏:18.
  3. 10‏:32 لَاوي من عَشِيرَة اللَّاوِييِّنَ اليهودية. وكَان اللَّاوِيُّون مسؤولين عَنْ مسَاعدة الْكَهَنَة فِي خدمة الهيكل.
  4. 10‏:33 سَامريًا نسبة إلَى مَدِينَةُ السَّامرة. وَالسَّامريون هم فئة من اليهود كَانُوا قَدْ اختلطوَا بغير اليهود وغيَّروَا المكَان التقليدي للعبَادة.