هَذِهِ كَلِمَةُ الرَّبِّ الَّتِي أَوْحَى بِها بِشَأْنِ إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ مَلاخِي:

بنو إسرائيل يشكون في محبة الله

يَقُولُ الرَّبُّ: «إِنَّنِي أَحْبَبْتُكُمْ»، وَلَكِنَّكُمْ تَسْأَلُونَ: «كَيْفَ أَحْبَبْتَنَا؟» وَيُجِيبُ الرَّبُّ: «أَلَيْسَ عِيسُو أَخاً لِيَعْقُوبَ؟ وَمَعَ ذَلِكَ أَحْبَبْتُ يَعْقُوبَ، وَأَبْغَضْتُ عِيسُو، وَحَوَّلْتُ جِبَالَهُ إِلَى أَرَاضٍ مُوْحِشَةٍ، وَجَعَلْتُ مِيرَاثَهُ لِبَنَاتِ آوَى الْبَرِّيَّةِ.» وَإِنْ قَالَ الأَدُومِيُّونَ: «مَعَ إِنَّنَا تَحَطَّمْنَا فَإِنَّنَا نَبْنِي الْخِرَبَ»، فَإِنَّ الرَّبَّ الْقَدِيرَ يَقُولُ: «هُمْ يُعَمِّرُونَ وَأَنَا أَهْدِمُ، وَيَدْعُو النَّاسُ بِلادَهُمْ، ’أَرْضَ النِّفَاقِ‘، وَأَهْلَهَا بِالأُمَّةِ الَّتِي سَخَطَ الرَّبُّ عَلَيْهَا إِلَى الأَبَدِ. وَتَشْهَدُ عُيُونُكُمْ هَذَا، وَتَقُولُونَ مَا أَعْظَمَ الرَّبَّ الَّذِي يَمْتَدُّ سُلْطَانُهُ إِلَى مَا وَرَاءِ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ.»

نقض العهد بذبائح غير طاهرة

«إِنَّ الابْنَ يُكْرِمُ أَبَاهُ وَالْعَبْدَ سَيِّدَهُ. فَإِنْ كُنْتُ أَنَا حَقّاً أَباً فَأَيْنَ كَرَامَتِي؟ وَإِنْ كُنْتُ حَقّاً سَيِّداً فَأَيْنَ مَهَابَتِي؟» إِنَّ الرَّبَّ الْقَدِيرَ يَقُولُ لَكُمْ: «أَيُّهَا الْكَهَنَةُ الْمُزْدَرُونَ بِاسْمِي»؛ فَتَسْأَلُونَ: «كَيْفَ ازْدَرَيْنَا بِاسْمِكَ؟» فَيُجِيبُ: «لأَنَّكُمْ تُقَرِّبُونَ عَلَى مَذْبَحِي خُبْزاً نَجِساً». ثُمَّ تَتَسَاءَلُونَ: «بِمَ نَجَّسْنَاكَ؟» فَيَرُدُّ: «بِظَنِّكُمْ أَنَّ مَائِدَةَ الرَّبِّ مُزْدَرَاةٌ. عِنْدَمَا تُقَرِّبُونَ الْحَيَوَانَ الأَعْمَى ذَبِيحَةً، أَلَيْسَ ذَلِكَ شَرّاً؟ أَوْ حِينَ تُقَدِّمُونَ الْحَيَوَانَ الأَعْرَجَ وَالْمَرِيضَ، أَلَيْسَ هَذَا شَرّاً؟ قَدِّمُوا مِثْلَ هَذَا الْقُرْبَانِ هَدِيَّةً لِحَاكِمِكُمْ، أَفَيَرْضَى عَنْكُمْ وَيُكْرِمُكُمْ؟» يَقُولُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ. «الآنَ الْتَمِسُوا رِضَى اللهِ لِيَرْأَفَ بِنَا، وَلَكِنْ هَلْ بِمِثْلِ هَذِهِ الْقَرَابِينِ الْمُعْتَلَّةِ يَرْضَى عَنْكُمْ؟» يَقُولُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ.

10 «آهِ، يَا لَيْتَ بَيْنَكُمْ مَنْ يُغْلِقُ أَبْوَابَ الْهَيْكَلِ لِئَلّا تُوْقِدُوا نَاراً بَاطِلَةً عَلَى مَذْبَحِي»، يَقُولُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ: «إِذْ لَا مَسَرَّةَ لِي بِكُمْ وَلا أَرْضَى بِتَقْدِمَةٍ مِنْ أَيْدِيكُمْ. 11 لأَنَّهُ مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا اسْمِي عَظِيمٌ بَيْنَ الأُمَمِ، وَفِي كُلِّ مَكَانٍ يُحْرَقُ لاِسْمِي بَخُورٌ وَذَبَائِحُ طَاهِرَةٌ، لأَنَّ اسْمِي عَظِيمٌ بَيْنَ الأُمَمِ، يَقُولُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ. 12 أَمَّا أَنْتُمْ فَقَدْ دَنَّسْتُمُوهُ، إِذْ قُلْتُمْ إِنَّ مَائِدَةَ الرَّبِّ نَجِسَةٌ، وَإِنَّ طَعَامَهَا فَاسِدٌ وَمُزْدَرىً. 13 ثُمَّ قُلْتُمْ: ’مَا هَذِهِ الْمَشَقَّةُ الَّتِي نَتَكَبَّدُهَا؟‘ وَتَأَفَّفْتُمْ عَلَيَّ»، يَقُولُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ. «وَتُقَرِّبُونَ إِلَيَّ مَا اسْتَوْلَيْتُمْ عَلَيْهِ ظُلْماً وَمَا هُوَ أَعْرَجُ أَوْ مَرِيضٌ، فَيَكُونُ هَذَا تَقْدِمَةَ قُرْبَانِكُمْ، فَهَلْ أَقْبَلُ هَذَا مِنْ أَيْدِيكُمْ؟» يَقُولُ الرَّبُّ. 14 «مَلْعُونٌ الْمُنَافِقُ الَّذِي يَنْذُرُ لِلرَّبِّ ذَكَراً سَلِيماً مِنْ قَطِيعِهِ، ثُمَّ يُقَرِّبُ لِلرَّبِّ مَا هُوَ مُصَابٌ بِعَيْبٍ، لأَنِّي مَلِكٌ عَظِيمٌ وَاسْمِي مَهُوبٌ بَيْنَ الأُمَمِ»، يَقُولُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ.

تحذير آخر للكهنة

«وَالآنَ هَاكُمْ هَذِهِ الْوَصِيَّةُ أَيُّهَا الْكَهَنَةُ: إِنْ أَبَيْتُمْ الاسْتِمَاعَ، وَلَمْ تَنْوُوا فِي قُلُوبِكُمْ أَنْ تُمَجِّدُوا اسْمِي، أَصُبُّ عَلَيْكُمُ اللَّعْنَةَ، وَأَلْعَنُ بَرَكَاتِكُمْ، بَلْ هَا أَنَا قَدْ حَوَّلْتُهَا إِلَى لَعْنَاتٍ لأَنَّكُمْ لَمْ تَجْعَلُوهَا فِي قُلُوبِكُمْ. هَا أَنَا أُعَاقِبُ أَوْلادَكُمْ، وَأَنْثُرُ رَوْثَ الْحَيَوَانَاتِ الَّتِي تُقَدِّمُونَهَا لِي عَلَى وُجُوهِكُمْ، ثُم يَطْرَحُونَكُمْ مَعَهَا خَارِجاً فَوْقَ الْقُمَامَةِ الدَّنِسَةِ. فَتُدْرِكُونَ أَنِّي أَرْسَلْتُ إِلَيْكُمْ هَذِهِ التَّحْذِيرَاتِ لِكَيْ يَظَلَّ عَهْدِي مَعَ أَبْنَاءِ لاوِي قَائِماً. فَقَدْ كَانَ عَهْدِي مَعَ لاوِي وَنَسْلِهِ عَهْدَ حَيَاةٍ وَسَلامٍ، فَوَهَبْتُهُمَا لَهُمْ، وَمَنَحْتُهُمُ التَّقْوَى، فَاتَّقُونِي وَوَقَفُوا خَاشِعِينَ لاِسْمِي يَقُولُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ. نَطَقَ فَمُهُ بِشَرِيعَةِ الْحَقِّ، وَلَمْ يَكُنْ فِي شَفَتَيْهِ إِثْمٌ. وَسَلَكَ مَعِي سَبِيلَ السَّلامِ وَالاسْتِقَامَةِ وَرَدَّ كَثِيرِينَ عَنِ الْمَعْصِيَةِ. لأَنَّ شَفَتَيِ الْكَاهِنِ تَحْفَظَانِ الْعِلْمَ، وَمِنْ فَمِهِ يَطْلُبُ النَّاسُ الشَّرِيعَةَ، لأَنَّهُ رَسُولُ الرَّبِّ الْقَدِيرِ. وَلَكِنَّكُمُ انْحَرَفْتُمْ عَنِ الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ، وَأَعْثَرْتُمْ بِتَعَالِيمِكُمْ كَثِيرِينَ، وَنَقَضْتُمْ عَهْدِي مَعَ النَّسْلِ الْكَهَنُوتِيِّ، يَقُولُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ. لِذَلِكَ أُحَقِّرُكُمْ وَأُذِلُّكُمْ أَمَامَ جَمِيعِ النَّاسِ، لأَنَّكُمْ لَمْ تُطِيعُوا طُرُقِي، وَحَابَيْتُمْ فِي تَطْبِيقِ شَرِيعَتِي».

نقض العهد بالطلاق

10 أَلَيْسَ لَنَا جَمِيعاً أَبٌ وَاحِدٌ؟ أَلَمْ يَخْلُقْنَا إِلَهٌ وَاحِدٌ، فَمَا بَالُنَا يَغْدُرُ أَحَدُنَا بِالآخَرِ وَنُدَنِّسُ عَهْدَ آبَائِنَا؟ 11 لَقَدْ غَدَرَ يَهُوذَا وَارْتَكَبَ الرَّجَاسَةَ فِي إِسْرَائِيلَ وَفِي أُورُشَلِيمَ لأَنَّ يَهُوذَا قَدْ دَنَّسَ هَيْكَلَ الرَّبِّ الْمَحْبُوبَ، وَتَزَوَّجَ مِنْ بَنَاتٍ يَعْبُدْنَ آلِهَةً غَرِيبَةً. 12 لِيَسْتَأْصِلِ الرَّبُّ مِنْ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ كُلَّ مَنْ فَعَلَ هَذَا، مِنْ غَيْرِ تَمْيِيزٍ، وَحَتَّى مِمَّنْ يُقَدِّمُونَ قَرَابِينَ لِلرَّبِّ الْقَدِيرِ. 13 وَهَذَا أَيْضاً مَا ارْتَكَبْتُمْ: لَقَدْ أَغْرَقْتُمْ مَذْبَحَ الرَّبِّ بِالدُّمُوعِ، فَأَنْتُمْ تَبْكُونَ وَتَنُوحُونَ لأَنَّهْ لَمْ يَعُدْ يُعِيرُ تَقْدِمَاتِكُمُ انْتِبَاهاً أَوْ يَقْبَلُهَا مِنْكُمْ بِمَسَرَّةٍ. 14 وَتَتَسَاءَلُونَ: لِمَاذَا؟ لأَنَّ الرَّبَّ كَانَ شَاهِداً عَلَى الْعَهْدِ الْمَقْطُوعِ بَيْنَكَ وَبَيْنَ زَوْجَةِ صِبَاكَ الَّتِي غَدَرْتَ بِها، مَعَ أَنَّهَا شَرِيكَتُكَ وَامْرَأَةُ عَهْدِكَ. 15 وَلَكِنْ لَمْ يُقْدِمْ عَلَى ذَلِكَ أَيُّ وَاحِدٍ مَازَالَتْ فِيهِ بَقِيَّةٌ مِنَ الرُّوحِ. وَمَاذَا طَلَبَ هَذَا الْوَاحِدُ؟ ذُرِّيَّةَ اللهِ. لِهَذَا حَافِظُوا عَلَى أَرْوَاحِكُمْ، وَلا يَغْدُرْ أَحَدٌ بِزَوْجَةِ صِبَاهُ. 16 وَيَقُولُ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: إِنِّي أَمْقُتُ الطَّلاقَ وَأَمْقُتُ أَنْ يُغَطِّيَ الرَّجُلُ زَوْجَتَهُ بِجَوْرِهِ، كَمَا يَتَغَطَّى هُوَ بِثَوْبِهِ. لِذَلِكَ احْتَرِسُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَلا تَنْكُثُوا عَهْداً.

نقض العهد بممارسة الظلم

17 قَدْ أَتْعَبْتُمُ الرَّبَّ بِكَلامِكُمْ، وَمَابَرِحْتُمْ تَتَسَاءَلُونَ: «كَيْفَ أَتْعَبْنَاهُ؟» أَتْعَبْتُمُوهُ بِقَوْلِكُمْ: «كُلُّ مَنْ يَرْتَكِبُ الشَّرَّ هُوَ صَالِحٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَهُوَ يُسَرُّ بِهِمْ»، أَوْ بِسُؤَالِكُمْ: «أَيْنَ هُوَ إِلَهُ الْعَدْلِ؟»

«هَا أَنَا أُرْسِلُ رَسُولِي فَيُمَهِّدُ الطَّرِيقَ أَمَامِي وَيَأْتِي الرَّبُّ الَّذِي تَطْلُبُونَهُ فَجْأَةً إِلَى هَيْكَلِهِ وَيُقْبِلُ أَيْضاً مَلاكُ الْعَهْدِ الَّذِي تُسَرُّونَ بِهِ» يَقُولُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ وَلَكِنْ مَنْ يَحْتَمِلُ يَوْمَ مَجِيئِهِ؟ وَمَنْ يَثْبُتُ عِنْدَ ظُهُورِهِ؟ فَإِنَّهُ مِثْلُ نَارِ الْمُمَحِّصِ أَوْ أَشْنَانِ الْقَصَّارِينَ. فَيَجْلِسُ مُمَحِّصاً وَمُنَقِّياً لِلْفِضَّةِ لِيُطَهِّرَ أَبْنَاءَ لاوِي وَيُمَحِّصَهُمْ كَالْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ، حَتَّى يُقَرِّبُوا لِلرَّبِّ تَقْدِمَاتٍ بِقُلُوبٍ طَاهِرَةٍ. عِنْدَئِذٍ تَكُونُ تَقْدِمَةُ يَهُوذَا وَشَعْبِ أُورُشَلِيمَ مَرْضِيَّةً عِنْدَ الرَّبِّ، كَالْعَهْدِ بِها فِي سَالِفِ الأَيَّامِ وَفِي السِّنِينَ الْغَابِرَةِ. وَأَقْتَرِبُ مِنْكُمْ لأَكُونَ شَاهِداً سَرِيعاً ضِدَّ السَّحَرَةِ وَالزُّنَاةِ وَالْحَالِفِينَ بِالزُّورِ وَالْمُسْتَغِلِّينَ لأُجْرَةِ الْعَامِلِ وَمُضْطَهِدِي الأَرَامِلِ وَالأَيْتَامِ، وَالَّذِينَ يَظْلِمُونَ الْغُرَبَاءَ وَلا يَخَافُونَنِي.

نقض العهد بسلب العشور

فَإِنِّي أَنَا الرَّبُّ لَا أَتَغَيَّرُ، لِذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً لَمْ تَفْنَوْا يَا أَبْنَاءَ يَعْقُوبَ.

إِنَّ شَأْنَكُمْ كَشَأْنِ آبَائِكُمْ. ابْتَعَدْتُمْ عَنْ فَرَائِضِي وَلَمْ تُطِيعُوهَا. ارْجِعُوا إِلَيَّ فَأَرْجِعَ إِلَيْكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْأَلُونَ كَيْفَ نَرْجِعُ؟ أَيَسْلُبُ الإِنْسَانُ اللهَ؟ لَقَدْ سَلَبْتُمُونِي! وَتَسْأَلُونَ: بِمَاذَا سَلَبْنَاكَ؟ فِي الْعُشُورِ وَالْقَرَابِينِ. أَنْتُمْ، بَلِ الأُمَّةُ كُلُّهَا، تَحْتَ اللَّعْنَةِ لأَنَّكُمْ سَلَبْتُمُونِي. 10 هَاتُوا الْعُشُورَ جَمِيعَهَا إِلَى بَيْتِ الْخَزِينَةِ لِيَتَوافَرَ فِي هَيْكَلِي طَعَامٌ، وَاخْتَبِرُونِي لِتَرَوْا إِنْ كُنْتُ لَا أَفْتَحُ كُوَى السَّمَاءِ وَأَفِيضُ عَلَيْكُمْ بَرَكَةً وَفِيرَةً، يَقُولُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ. 11 وَأَكُفُّ عَنْكُمْ أَذَى الْجَرَادِ الْمُلْتَهِمِ، فَلا يُتْلِفُ لَكُمْ غَلّاتِ الأَرْضِ، وَلا تُصَابُ كُرُومُكُمْ بِالْعُقْمِ، يَقُولُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ. 12 عِنْدَئِذٍ تَدْعُوكُمْ جَمِيعُ الشُّعُوبِ «بِالأُمَّةِ الْمُبَارَكَةِ» لأَنَّ أَرْضَكُمْ تَكُونُ أَرْضَ بَهْجَةٍ، يَقُولُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ.

قسوة كلام إسرائيل ضد الله

13 لَقَدْ قَسَوْتُمْ فِي كَلامِكُمْ عَلَيَّ يَقُولُ الرَّبُّ، وَمَعَ ذَلِكَ تَقُولُونَ: بِمَاذَا تَكَلَّمْنَا ضِدَّكَ؟ 14 لَقَدْ قُلْتُمْ: مِنَ الْعَبَثِ عِبَادَةُ اللهِ، وَأَيُّ جَدْوَى مِنْ حِفْظِنَا شَعَائِرَهُ، وَالنُّواحِ أَمَامَ حَضْرَةِ الرَّبِّ الْقَدِيرِ؟ 15 وَهَا نَحْنُ الآنَ نَغْبِطُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَنَرَى فَاعِلِي الشَّرِّ يَزْدَهِرُونَ، بَلْ إِنَّهُمْ تَحَدُّوا اللهَ وَنَجَوْا.

البقية التقية

16 ثُمَّ حَدَّثَ خَائِفُو الرَّبِّ بَعْضُهُمْ بَعْضاً. فَأَصْغَى الرَّبُّ إِلَى كَلامِهِمْ وَسَمِعَهُمْ، فَتَمَّ تَدْوِينُ أَسْمَاءِ مُتَّقِيِّ الرَّبِّ وَالْمُتَأَمِّلِينَ بِاسْمِهِ أَمَامَهُ فِي كِتَابِ تَذْكِرَةٍ، وَرَدَ فِيهِ: 17 «سَيَكُونُونَ لِي»، يَقُولُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ، «فِي الْيَوْمِ الَّذِي أَصْنَعُ فِيهِ نَفَائِسِي، وَأُحَافِظُ عَلَيْهِمْ كَمَا يُحَافِظُ الْوَالِدُ عَلَى ابْنِهِ الَّذِي يَخْدُمُهُ. 18 فَتَشْرَعُونَ ثَانِيَةً فِي التَّمْيِيزِ بَيْنَ الصَّالِحِ وَالطَّالِحِ، بَيْنَ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وَمَنْ لَا يَعْبُدُهُ».

يوم الرب

«انْظُرُوا، هَا يَوْمُ الْقَضَاءِ مُقْبِلٌ، لاهِبٌ كَتَنُّورٍ يَكُونُ فِيهِ جَمِيعُ الْمُسْتَكْبِرِينَ وَفَاعِلِي الإِثْمِ عُصَافَةً، فَيُحْرِقُهُمْ ذَلِكَ الْيَوْمُ وَلا يُبْقِي لَهُمْ أَصْلاً وَلا فَرْعاً»، يَقُولُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ.

«أَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الْمُتَّقُونَ اسْمِي فَتُشْرِقُ عَلَيْكُمْ شَمْسُ الْبِرِّ حَامِلَةً فِي أَجْنِحَتِهَا الشِّفَاءَ فَتَنْطَلِقُونَ مُتَوَاثِبِينَ كَعُجُولِ الْمَعْلَفِ، وَتَطَأُونَ الأَشْرَارَ، إِذْ يَكُونُونَ رَمَاداً تَحْتَ بُطُونِ أَقْدَامِكُمْ، فِي الْيَوْمِ الَّذِي أُجْرِي فِيهِ أَعْمَالِي»، يَقُولُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ.

«اذكُرُوا شَرِيعَةَ مُوسَى عَبْدِي وَسَائِرَ فَرَائِضِي وَأَحْكَامِي الَّتِي أَعْطَيْتُهَا فِي جَبَلِ حُورِيبَ لِجَمِيعِ شَعْبِ إسْرَائِيلَ.

هَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا النَّبِيَّ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ يَوْمُ قَضَاءِ الرَّبِّ الرَّهِيبُ الْعَظِيمُ فَيَعْطِفُ قَلْبَ الآبَاءِ عَلَى أَبْنَائِهِمِ وَقَلْبَ الأَبْنَاءِ عَلَى آبَائِهِمْ، لِئَلَّا آتِيَ، وَأُصِيبَ الأَرْضَ بِاللَّعْنَةِ».

هَذِهِ رِسَالَةٌ نَبَوِيَّةٌ مِنَ اللهِ إلَى إسْرَائِيلَ أتَتْ إلَى مَلَاخِي.

مَحَبَّةُ اللهِ لِإسْرَائِيل

يَقُولُ اللهُ: «أُحِبُّكُمْ.» فَتَقُولُونَ: «كَيْفَ أظْهَرْتَ مَحَبَّتَكَ لَنَا؟» وَيَقُولُ اللهُ: «ألَيْسَ عِيسُو أخَا يَعْقُوبَ؟ وَمَعَ هَذَا، فَقَدْ فَضَّلْتُ يَعْقُوبَ عَلَى عِيسُو. حَوَّلْتُ جِبَالَ عِيسُو[a] إلَى خَرَابٍ، وَأعْطَيْتُ مِيرَاثَهُ لِذِئَابِ الصَّحْرَاءِ.»

قَدْ يَقُولُ شَعْبُ أدُومَ: «قَدْ سُحِقْنَا، وَلَكِنَّنَا سَنَعُودُ وَنَبنِي الخَرَائِبَ.»

وَلَكِنْ هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ القَدِيرُ: «قَدْ يُعِيدُونَ بِنَاءَ خَرَائِبِهِمْ، وَلَكِنِّي سَأهدِمُهَا ثَانِيَةً. سَيَدْعُوهُمُ النَّاسُ ‹الحُدُودَ الشِّرِّيرَةَ› وَ ‹الشَّعْبَ المَغضُوبَ عَلَيْهِ مِنَ اللهِ إلَى الأبَدِ.›»

«سَتَرَى عُيُونُكُمْ هَذَا وَسَتَقُولُونَ: ‹اللهُ عَظِيمٌ، حَتَّى وَرَاءَ حُدُودِ إسْرَائِيلَ!›»

عَدَمُ احتِرَامِ الشَّعْبِ لِلَّه

«الِابْنُ يُكرِمُ أبَاهُ، وَالخَادِمُ يُقَدِّرُ سَيِّدَهُ. فَإنْ كُنْتُ أبًا، فَأينَ كَرَامَتِي؟ وَإنْ كُنْتُ سَيِّدًا، فَأينَ تَقدِيرِي؟ أنَا، اللهَ القَدِيرَ، أتَكَلَّمُ إلَيكُمْ أيُّهَا الكَهَنَةُ الَّذِينَ تَحْتَقِرُونَ اسْمِي. وَلَكِنَّكُمْ تَقُولُونَ: ‹كَيْفَ نَحتَقِرُ اسْمَكَ؟› بِتَقْدِيمِ طَعَامٍ نَجِسٍ عَلَى مَذْبَحِي. وَمَعَ هَذَا تَقُولُونَ: ‹كَيْفَ نَجَّسْنَاهُ؟› تُنَجِّسُونَهُ بِقَولِكُمْ: ‹مَائِدَةُ اللهِ مُحتَقَرَةٌ.› حِينَ تُقَدِّمُونَ حَيَوَانًا أعْمَى كَذَبِيحَةٍ! أفَلَيْسَ هَذَا عَمَلًا شِرِّيرًا؟ حِينَ تُحضِرُونَ حَيَوَانًا أعرَجَ أوْ مَرِيضًا، أفَلَيْسَ هَذَا عَمَلًا شِرِّيرًا؟ قَدِّمْهُ لِحَاكِمِكَ، هَلْ سَيَكُونُ مَسْرُورًا مِنْكَ؟ هَلْ سَيَرْضَى عَنْكَ؟» يَقُولُ اللهُ القَدِيرُ.

وَالْآنَ اطْلُبُوا نِعْمَةَ اللهِ وَرَحمَتَهُ نَحوَكُمْ. أنْتُمْ سَبَبُ حُدُوثِ هَذِهِ الأُمُورِ. هَلْ سَيُسَرُّ بِأيِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ؟ هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ القَدِيرُ.

10 «لَيْتَ أحَدَكُمْ يُغلِقُ أبوَابَ الهَيْكَلِ، فَلَا تَعُودُونَ تُشْعِلُونَ نَارَ الذَّبَائِحِ عَبَثًا. لَسْتُ مَسْرُورًا مِنْكُمْ وَلَا رَاضِيًا عَنْكُمْ، يَقُولُ اللهُ القَدِيرُ، وَلَنْ أقبَلَ أيَّةَ تَقْدِمَاتٍ مِنْ أيدِيكُمْ. 11 لِأنَّ اسْمِي مُكَرَّمٌ مِنَ الشَّرْقِ إلَى الغَرْبِ، وَفِي كُلِّ مَكَانٍ تُقَدَّمُ لِي تَقْدِمَةُ بَخُورٍ مَعَ تَقْدِمَةٍ طَاهِرَةٍ إكرَامًا لِي، لِأنَّ اسْمِي مُكَرَّمٌ بينَ الأُمَمِ،» يَقُولُ اللهُ القَدِيرُ.

12 «تَسْتَهينُونَ بِي وَتَقُولُونَ: ‹مَائِدَةُ الرَّبِّ مُلَوَّثَةٌ، وَالطّعَامُ الَّذِي عَلَيْهَا لَا قِيمَةَ لَهُ!› 13 تَتَذَمَّرُونَ عَلَيَّ وَتَقُولُونَ: ‹يَا لِلتَّعَبِ وَيَا لِلمَشَقَّةِ!›» يَقُولُ اللهُ القَدِيرُ، «تُقَدِّمُونَ لِي حَيَوَانًا مَسرُوقًا أوْ أعرَجَ أوْ مَرِيضًا! هَلْ سَأرْضَى عَنْ هَذَا وَأقبَلُهُ مِنْ إيدِيكُمْ؟»

14 «مَلْعُونٌ هُوَ المَاكِرُ الَّذِي يَمْلِكُ حَيَوَانًا ذَكَرًا سَلِيمًا فِي قَطِيعِهِ، وَيَنْذِرُ لِلرَّبِّ، ثُمَّ يُقَدِّمُ حَيَوَانًا فِيهِ عَيبٌ ذَبِيحَةً لِلرَّبِّ. فَأنَا مَلِكٌ عَظِيمٌ،» يَقُولُ اللهُ القَدِيرُ، «يَنْبَغِي أنْ يُخَافَ اسْمِي بَيْنَ الأُمَمِ.»

«وَالْآنَ أيُّهَا الكَهَنَةُ، إلَيكُمْ هَذَا الأمْرَ: إنْ لَمْ تُطِيعُونِي وَلَمْ تَضَعُوا فِي قُلُوبِكُمْ أنْ تُمَجِّدُوا اسْمِي، يَقُولُ اللهُ القَدِيرُ، فَإنِّي سَأُرْسِلُ عَلَيْكُمْ لَعْنَةً. سَأُحَوِّلُ البَرَكَاتِ الَّتِي تَقُولُونَهَا إلَى لَعْنَاتٍ، بَلْ لَعَنْتُكُمْ لِأنَّكُمْ لَمْ تَضَعُوا هَذَا فِي قُلُوبِكُمْ.»

«سَأُعَاقِبُ نَسْلَكُمْ. وَسَأُلقِي فَضَلَاتِ ذَبَائِحِكُمْ عَلَى وُجُوهِكُمْ، وَسَتُطرَحُونَ بَعِيدًا مِنْ حَضْرَتِي. وَسَتَعْرِفُونَ أنِّي أرسَلْتُ لَكُمْ هَذِهِ الوَصيَّةَ إذْ قَطَعْتُ عَهْدِي مَعَ لَاوِي، يَقُولُ اللهُ القَدِيرُ. كَانَ عَهْدِي مَعَهُ عَهْدَ حَيَاةٍ وَسَلَامٍ، وَقَدْ أعْطَيْتُهُ حَيَاةً وَسَلَامًا. فَقَدْ أكرَمَنِي وَخَافَ اسْمِي العَظِيمَ. تَمَسَّكَ بِالأمَانَةِ لِلشَّرِيعَةِ، وَلَمْ يَتَهَاوَنْ مَعَ الشَّرِّ. عَاشَ حَيَاةً مُسَالِمَةً وَكَامِلَةً وَمُسْتَقِيمَةً أمَامِي، وَقَدْ رَدَّ كَثِيرِينَ عَنْ عَمَلِ الشَّرِّ. فَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ إلَى الكَاهِنِ حِينَ يُرِيدُونَ المَعْرِفَةِ، وَيَذْهَبُونَ إلَيْهِ لِيُعَلِّمَهُمْ شَرَائِعَ اللهِ، لِأنَّهُ رَسُولُ اللهِ القَدِيرِ.

«ولَكِنَّكُمْ حِدْتُمْ عَنْ طَرِيقِ اللهِ، وَنَفَّرْتُمْ كَثِيرِينَ مِنَ الشَّرِيعَةِ. أفسَدْتُمُ العَهْدَ الَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَ لَاوِي، يَقُولُ اللهُ القَدِيرُ. أنَا جَعَلْتُكُمْ مُحتَقَرِينَ وَمَذلُولِينَ أمَامَ جَمِيعِ النَّاسِ، لِأنَّكُمْ لَمْ تَحْفَظُوا وَصَايَايَ، بَلْ مَيَّزْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ فِي تَطبِيقِ شَرِيعَتِي.»

أحكَامٌ لِلكَهَنَة

10 ألَيْسَ لَنَا أبٌ وَاحِدٌ؟ ألَمْ يَخْلِقْنَا إلَهٌ وَاحِدٌ؟ فَلِمَاذَا يَغْدُرُ الوَاحِدُ بِأخِيهِ، فَيُنَجِّسُ عَهْدَ آبَائِنَا. 11 ارتَكَبَ شَعْبُ يَهُوذَا أعْمَالَ غَدْرٍ وَخِيَانَةٍ كَثِيرَةً نَحْوَ إسْرَائِيلَ وَمَدِينَةِ القُدْسِ. فَشَعْبُ يَهُوذَا نَجَّسَ مَكَانَ اللهِ المُقَدَّسِ الَّذِي أحَبَّهُ، وَارتَبَطَ بِآلِهَةٍ غَرِيبَةٍ. 12 لَيْتَ اللهَ يُبِيدُ مِنْ قَبَائِلِ يَعْقُوبَ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ هَذَا أيًّا كَانَ، حَتَّى لَوْ جَاءَ يُقَدِّمُ ذَبِيحَةً إلَى اللهِ القَدِيرِ. 13 وَأنْتُمْ تَعْمَلُونَ هَذَا ثَانِيَةً، إذْ تُغَطُّونَ مَذْبَحَ اللهِ بِالدُّمُوعِ نَائِحِينَ وَمُوَلْوِلِينَ، لِأنَّهُ لَمْ يَعُدْ يَقْبَلُهَا كَتَقْدِمَةٍ مُرضِيَةٍ مِنْ أيدِيكُمْ.

14 وَتَقُولُونَ: «مَا سَبَبُ هَذَا؟» لِأنَّ اللهَ رَأى مَا حَدَثَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ المَرْأةِ الَّتِي تَزَوَّجْتَهَا فِي شَبَابِكَ، الَّتِي خُنْتَهَا مَعَ أنَّهَا كَانَتْ رَفِيقًا أمِينًا لَكَ، وَقَدْ دَخَلْتَ فِي عَهْدٍ مَعَهَا. 15 لَا أحَدَ يَفْعَلُ ذَلِكَ وَلَهُ بَقِيَّةُ عَقلٍ! لِمَاذَا يَحْفَظُ العَاقِلُ عَهْدَهُ؟ لِأنَّهُ يَطْلُبُ نَسْلًا صَالِحًا مِنَ اللهِ. لِذَا يَنْبَغِي أنْ تَكُونَ حَذِرًا وَلَا تَغْدُرْ بِالمَرْأةِ الَّتِي تَزَوَّجْتَهَا فِي شَبَابِكَ.

16 «أنَا أبغَضُ الطَّلَاقَ،» يَقُولُ اللهُ، إلَهُ إسْرَائِيلَ. «وَأبغَضُ الزَّوجَ الَّذِي يَسْتُرُ نَفْسَهُ بِالعُنْفِ تُجَاهَ زَوْجَتِهِ،» يَقُولُ اللهُ القَدِيرُ. «فَاحذَرُوا وَلَا يَغْدُرْ أحَدُكُمَا بِالآخَرِ.»

وَقْتٌ خَاصٌ لِلدَّينُونَة

17 أتعَبْتُمُ اللهَ بِكَلَامِكُمْ. وَلَكِنَّكُمْ تَقُولُونَ: «كَيْفَ أتعَبْنَاهُ؟» أتعَبْتُمُوهُ بِقَولِكُمْ: «كُلُّ مَنْ يَعْمَلُ الشَّرَّ هُوَ صَالِحٌ فِي عَينَيِّ اللهِ، وَهُوَ رَاضٍ عَنْهُمْ.» أوْ بِقَولِكُمْ: «هَلْ سَبَقَ أنْ رَأيْتَ اللهَ يُعَاقِبُ أحَدًا؟»

«سَأُرْسِلُ رَسُولِي الَّذِي يُمَهِّدُ الطَّرِيقَ أمَامِي. سَيَأْتِي السَّيِّدُ الَّذِي تَطْلُبُونَهُ إلَى هَيْكَلِهِ فَجْأةً. وَسَيَأْتِي رَسُولُ العَهْدِ الَّذِي تُحِبُّونَهُ كَثِيرًا.» يَقُولُ اللهُ القَدِيرُ. «وَلَكِنْ مَنْ يَسْتَطِيعُ الصُّمُودَ حِينَ يَأْتِي؟ وَمَنْ سَيَسْتَطِيعُ أنْ يَقِفَ حِينَ يَظْهَرُ؟ فَهُوَ مِثْلُ نَارِ صَاهِرِ المَعَادِنِ، وَمِثْلُ صَابُونِ مُبَيِّضِ الثِّيَابِ. سَيَجْلِسُ كَمَنْ يُطَهِّرُ الفِضَّةَ، لِيُطَهِّرَ اللَّاوِيِّينَ. سَيُنَقِّيهِمْ كَالذَّهَبِ وَالفِضَّةِ، وَسَيَصِيرُونَ كَهَنَةَ اللهِ الَّذِينَ يُقَدِّمُونَ التَّقدِمَاتِ وَالذَّبَائِحَ الصَّاعِدَةَ كَمَا يَنْبَغِي. حِينَئِذٍ سَتَكُونُ تَقْدِمَةُ يَهُوذَا وَمَدِينَةِ القُدْسِ للهِ كَمَا يَنْبَغِي، كَمَا كَانَتْ فِي القَدِيمِ. وَسَأقتَرِبُ إلَيكُمْ لِلحُكْمِ، وَسَأشهَدُ سَرِيعًا ضِدَّ الَّذِينَ يُمَارِسُونَ السِّحْر، وَالَّذِينَ يَزْنُونَ، وَيَحْلِفُونَ بِالكَذِبِ، وَيَبْتَزُّونَ المَالَ مِنَ العُمَّالِ وَمِنَ الأرَامِلِ وَاليَتَامَى، وَيَطْرُدُونَ المُشَرَّدِينَ، ضِدَّ كُلِّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ لَا يَهَابُونَنِي،» يَقُولُ اللهُ القَدِيرُ.

سَرِقَةُ اللهِ القَدِير

«لِأنِّي أنَا اللهَ لَا أتَغَيَّرُ، وَلِذَلِكَ أنْتُمْ يَا نَسْلَ يَعْقُوبَ لَمْ تَفْنَوْا. مُنْذُ أيَّامِ آبَائِكُمْ وَأنْتُمْ تَضِلُّونَ عَنْ أحكَامِي، وَلَمْ تَحْفَظُوهَا. ارْجِعُوا إلَيَّ فَأرْجِعَ إلَيكُمْ، يَقُولُ اللهُ القَدِيرُ.

«وَتَقُولُونَ: ‹كَيْفَ نَرجِعُ؟›

«هَلْ يُمْكِنُ لِلإنْسَانِ أنْ يَسْلِبَ اللهَ؟ لِأنَّكُمْ سَلَبْتُمُونِي! وَلَكِنَّكُمْ تَقُولُونَ: ‹كَيْفَ سَلَبْنَاكَ؟› سَلَبْتُمْ عُشُورِي وَتَقْدِمَاتِي. إنَّكُمْ مَلْعُونُونَ، وَأنْتُمْ كُلُّكُمْ، سَارِقُونَ.

10 «أحضِرُوا العُشُورَ كَامِلَةً إلَى الخَزْنَةِ، لِيَكُونَ فِي بَيْتِي طَعَامٌ. اختَبِرُونِي بِهَذَا، يَقُولُ اللهُ القَدِيرُ، لِتَرَوْا إنْ كُنْتُ لَا أفَتَحُ لَكُمْ نَوَافِذَ السَّمَاءِ، وَأسكُبُ بَرَكَةً عَلَيْكُمْ حَتَّى الفَيضِ. 11 وَسَآمُرُ الأوبِئَةَ بِالبَقَاءِ بَعِيدَةً عَنْ حُقُولِكُمْ، فَلَا تُتلِفُ إنتَاجَ أرْضِكُمْ. وَلَنْ تَكُونَ لَكُمْ كَرْمَةٌ لَا ثَمَرَ فِيهَا،» يَقُولُ اللهُ القَدِيرُ.

12 «سَتَمْدَحُكُمْ كُلُّ الأُمَمِ، بِسَبَبِ أرْضِكُمُ الخَصبَةِ،» يَقُولُ اللهُ القَدِيرُ.

زَمَنُ الدَّينُونَةِ الخَاص

13 يَقُولُ اللهُ: «تَكَلَّمْتُمْ بِقَسْوَةٍ عَلَيَّ. وَأنْتُمْ تَقُولُونَ: ‹مَاذَا قُلْنَا عَلَيْكَ؟› 14 قُلْتُمْ: ‹لَا فَائِدَةَ مِنْ عِبَادَةِ اللهِ. لَا مَنفَعَةَ مِنْ ذَلِكَ. فَنَحْنُ، الكَهَنَةَ، نَحرِصُ عَلَى خِدْمَتِهِ كَمَا أمَرَنَا. وَقَدْ نُحْنَا فِي حَضْرَةِ اللهِ القَدِيرِ بِلَا فَائِدةٍ! 15 وَنَحْنُ الآنَ نَظُنُّ أنَّ المُتَكَبِّرِينَ هُمُ السُّعَدَاءَ. وَلَا يَنْجَحُ الأشرَارُ فَحَسْبُ، بَلْ يَتَحَدَّوْنَ اللهَ وَيَنْجُونَ!›»

16 فِي ذَلِكَ الوَقْتِ، تَحَدَّثَ الَّذِينَ يَخَافُونَ اللهَ فِيمَا بَيْنَهُمْ، وَأصغَى اللهُ لَهُمْ. وَكُتِبَ سِجِلٌّ أمَامَهُ بِأسْمَاءِ الَّذِينَ يَهَابُونَ اللهَ وَيُكْرِمُونَ اسْمَهُ.

17 يَقُولُ اللهُ القَدِيرُ: «سَيَكُونُونَ خَاصَّتِي فِي الوَقْتِ الَّذِي أُعلِنُ فِيهِ مُلْكِي. سَأرْحَمُهُمْ كَمَا يَرْحَمُ الرَّجُلُ ابْنَهُ الَّذِي يَخْدِمُهُ. 18 لَكِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ ثَانِيَةً الفَرْقَ بَيْنَ البَارِّ وَالشِّرِّيرِ، بَيْنَ الَّذِي يَخْدِمُ اللهَ وَالَّذِي لَا يَخْدِمُهُ.»

«لِأنَّ اليَوْمَ سَيَأْتِي مُشْتَعِلًا كَفُرْنٍ، حِينَ سَيَصِيرُ كُلُّ المُتَكَبِّرِينَ وَعَامِلِي الشُّرُورِ كَالقَشِّ. الزَّمَنُ الآتِي سَيُحْرِقُهُمْ، يَقُولُ اللهُ القَدِيرُ. لَنْ يَتْرُكَ لَهُمْ جَذْرًا وَلَا غُصْنًا صَغِيرًا. وَأمَّا أنتُمْ أيُّهَا الخَائِفُونَ اسْمِي، فَسَتُشْرِقُ شَمْسٌ تَشِعُّ بِالبِرِّ، وَتَحْمِلُ لَكُمُ الشِّفَاءِ. وَسَتَخْرُجُونَ وَتَضْرِبُونَ بِأرجُلِكُمْ كَعُجُولٍ سَمِينَةٍ. سَتَدُوسُونَ الأشْرَارَ كَالرَّمَادِ تَحْتَ أرجُلِكُمْ حِينَ آمُرُ بِذَلِكَ،» يَقُولُ اللهُ القَدِيرُ.

«تَذَكَّرُوا شَرِيعَةَ خَادِمِي مُوسَى، الَّتِي أعطَيتُهَا لَهُ فِي جَبَلِ حُورِيبَ.[b] كَانَتْ تِلْكَ الشَّرِيعَةُ تَحْوِي أحْكَامًا وَفَرَائِضَ لِإسْرَائِيلَ.»

«هَا أنَا أُرْسِلُ إلَيكُمْ إيلِيَّا النَّبِيَّ قَبْلَ أنْ يأتِيَ يَوْمُ انتِصَارِ اللهِ – اليَوْمُ العَظِيمُ المُخِيفُ. فَيَرُدُّ إيلِيَّا قُلُوبَ الآبَاءِ إلَى أبنَائِهِمْ، وَقُلُوبَ الأبنَاءِ إلَى آبَائِهِمْ، لِئَلَّا آتِيَ وَأضْرِبَ الأرْضَ بِاللَّعنةِ.»

Footnotes

  1. 1‏:3 جبَال عيسو أيْ بلَاد أدوم. وَأدوم هُوَ اسمٌ آخر لعيسو.
  2. 4‏:4 جَبَلُ حوريب اسْمٌ آخرُ لجبلِ سِينَاءَ.

نهر الحياة

22 ثُمَّ أَرَانِي الْمَلاكُ نَهْرَ مَاءِ الْحَيَاةِ صَافِياً كَالْبَلُّورِ، يَنْبُعُ مِنْ عَرْشِ اللهِ وَالْحَمَلِ وَيَخْتَرِقُ سَاحَةَ الْمَدِينَةِ، وَعَلَى ضَفَّتَيْهِ شَجَرَةُ الْحَيَاةِ تُثْمِرُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةً، كُلَّ شَهْرٍ مَرَّةً. وَأَوْرَاقُهَا دَوَاءٌ يَشْفِي الأُمَمَ. لَنْ تَكُونَ فِيمَا بَعْدُ لَعْنَةٌ أَبَداً. لأَنَّ عَرْشَ اللهِ وَالْحَمَلِ قَائِمٌ فِي الْمَدِينَةِ، حَيْثُ يَخْدِمُهُ عَبِيدُهُ وَيَرَوْنَ وَجْهَهُ، وَقَدْ كُتِبَ اسْمُهُ عَلَى جِبَاهِهِمْ. وَلَنْ يَكُونَ هُنَالِكَ لَيْلٌ، فَلا يَحْتَاجُونَ إِلَى نُورِ مِصْبَاحٍ أَوْ شَمْسٍ، لأَنَّ الرَّبَّ الإِلهَ يُنِيرُ عَلَيْهِمْ، وَهُمْ سَيَمْلِكُونَ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ!

يوحنا والملاك

وَقَالَ لِيَ الْمَلاكُ: «هَذَا الْكَلامُ صِدْقٌ وَحَقٌّ. إِنَّ الرَّبَّ إِلهَ أَرْوَاحِ الأَنْبِيَاءِ أَرْسَلَ مَلاكَهُ لِيُخْبِرَ عَبِيدَهُ بِمَا لَا بُدَّ أَنْ يَحْدُثَ سَرِيعاً.

إِنِّي آتٍ سَرِيعاً! طُوبَى لِمَنْ يُرَاعِي مَا وَرَدَ فِي كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا!»

أَنَا يُوحَنَّا رَأَيْتُ وَسَمِعْتُ هَذِهِ الأُمُورَ كُلَّهَا. وَبَعْدَمَا سَمِعْتُ وَرَأَيْتُ كُلَّ مَا حَدَثَ، ارْتَمَيْتُ عَلَى قَدَمَيِ الْمَلاكِ الَّذِي أَرَانِي إِيَّاهَا لأَسْجُدَ لَهُ. فَقَالَ لِي: «لا تَفْعَلْ! إِنَّنِي عَبْدٌ مِثْلُكَ وَمِثْلُ إِخْوَتِكَ الأَنْبِيَاءِ، وَمِثْلُ الَّذِينَ يُرَاعُونَ مَا جَاءَ فِي هَذَا الْكِتَابِ. لِلهِ اسْجُدْ!» 10 ثُمَّ قَالَ لِي: «لا تَخْتُمْ عَلَى مَا جَاءَ فِي كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا، لأَنَّ مَوْعِدَ إِتْمَامِهِ قَدِ اقْتَرَبَ. 11 فَمَنْ كَانَ ظَالِماً، فَلْيُمْعِنْ فِي الظُّلْمِ؛ وَمَنْ كَانَ نَجِساً، فَلْيُمْعِنْ فِي النَّجَاسَةِ؛ وَمَنْ كَانَ صَالِحاً، فَلْيُمْعِنْ فِي الصَّلاحِ؛ وَمَنْ كَانَ مُقَدَّساً، فَلْيُمْعِنْ فِي الْقَدَاسَةِ!»

خاتمة: دعوة وتحذير

12 «إِنِّي آتٍ سَرِيعاً، وَمَعِي الْمُكَافَأَةُ لأُجَازِيَ كُلَّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ عَمَلِهِ. 13 أَنَا الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الأَوَّلُ وَالآخِرُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ. 14 طُوبَى لِلَّذِينَ يَغْسِلُونَ ثِيَابَهُمْ، فَلَهُمُ السُّلْطَةُ عَلَى شَجَرَةِ الْحَيَاةِ، وَالْحَقُّ فِي دُخُولِ الْمَدِينَةِ مِنَ الأَبْوَابِ! 15 أَمَّا فِي خَارِجِ الْمَدِينَةِ، فَهُنَالِكَ الْكِلابُ وَالْمُتَّصِلُونَ بِالشَّيَاطِينِ، وَالزُّنَاةُ وَالْقَتَلَةُ، وَعَبَدَةُ الأَصْنَامِ وَالدَّجَّالُونَ وَمُحِبُّو التَّدْجِيلِ!

16 أَنَا يَسُوعُ أَرْسَلْتُ مَلاكِي لأَشْهَدَ لَكُمْ بِهَذِهِ الأُمُورِ فِي الْكَنَائِسِ. أَنَا أَصْلُ دَاوُدَ وَنَسْلُهُ. أَنَا كَوْكَبُ الصُّبْحِ الْمُنِيرُ».

17 الرُّوحُ وَالْعَرُوسُ يَقُولانِ: «تَعَالَ!» وَمَنْ يَسْمَعْ فَلْيُرَدِّدِ النِّدَاءَ: «تَعَالَ!»

فَلْيَأْتِ الْعَطْشَانُ! وَكُلُّ مَنْ يُرِيدُ، فَلْيَشْرَبْ مِنْ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّاناً!

18 وَإِنَّنِي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ مَا جَاءَ فِي كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا: إِنْ زَادَ أَحَدٌ شَيْئاً عَلَى مَا كُتِبَ فِيهِ، يَزِيدُهُ اللهُ مِنَ الْبَلايَا الَّتِي وَرَدَ ذِكْرُهَا، 19 وَإِنْ أَسْقَطَ أَحَدٌ شَيْئاً مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا، يُسْقِطُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، اللَّتَيْنِ جَاءَ ذِكْرُهُمَا فِي هَذَا الْكِتَابِ.

20 وَالَّذِي يَشْهَدُ بِهذِهِ الأُمُورِ يَقُولُ: «نَعَمْ! أَنَا آتٍ سَرِيعاً».

آمِين! تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ!

21 وَلْتَكُنْ نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَكُمْ جَمِيعاً.

22 ثُمَّ أرَانِي المَلَاكُ نَهْرَ مَاءِ الحَيَاةِ. وَكَانَ النَّهرُ شَفَّافًا كِالبِلَّورِ، يَتَدَفَّقُ مِنْ عَرْشِ اللهِ وَالحَمَلِ إلَى وَسَطِ شَوَارِعِهَا. وَعَلَى ضِفَّتَيِّ النَّهرِ هُنَاكَ شَجَرَةُ حَيَاةٍ تُعطِي ثَمَرَهَا اثنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةً: فِي كُلِّ شَهرٍ مَرَّةً، وَأورَاقُهَا لِشِفَاءِ الأُمَمِ. لَنْ تَكُونَ هُنَاكَ لَعنَةٌ بَعْدَ الآنِ، وَعَرشُ اللهِ وَالحَمَلِ سَيَكُونُ فِيهَا. عِبَادُهُ يَتَعَبَّدُونَ لَهُ، وَيَرَوْنَ وَجْهَهُ، وَاسْمُهُ يَكُونُ عَلَى جِبَاهِهِمْ. لَنْ يَكُونَ هُنَاكَ لَيلٌ، فَلَا يَحتَاجُونَ ضَوْءَ مِصبَاحٍ أوْ ضَوْءَ شَمسٍ، لِأنَّ الرَّبَّ الإلَهَ سَيُنِيرُ عَلَيْهِمْ، وَيَسُودُونَ إلَى الأبَدِ.

ثُمَّ قَالَ لِي المَلَاكُ: «هَذِهِ الكَلِمَاتُ مُعتَمَدَةٌ وَصَحِيحَةٌ. الرَّبُّ إلَهُ أروَاحِ الأنْبِيَاءِ قَدْ أرْسَلَ مَلَاكَهُ لِيُرِيَ عِبَادَهُ الأشْيَاءَ الَّتِي يَنْبَغِي أنْ تَحْصُلَ سَرِيعًا. هَا أنَا آتِي سَرِيعَا! هَنِيئًا لِمَنْ يَحْفَظُ كَلِمَاتِ النُّبُوَّةِ فِي هَذَا الكِتَابِ.»

أنَا يُوحَنَّا الَّذِي سَمِعَ وَرَأى هَذِهِ الأشْيَاءَ. عِنْدَمَا سَمِعْتُهَا وَرَأيْتُهَا، انحَنَيتُ لِأسجُدَ عِنْدَ قَدَمَيِّ المَلَاكِ الَّذِي يُرِينِي هَذِهِ الأشْيَاءَ. لَكِنَّهُ قَالَ لِي: «احذَرْ أنْ تَفْعَلَ هَذَا. أنَا عَبْدٌ مِثْلُكَ أنْتَ وَإخوَتِكَ وَالأنْبِيَاءِ، وَأُولَئِكَ الَّذِينَ يَحْفَظُونَ الكَلِمَاتِ الَّتِي فِي هَذَا الكِتَابِ. اسجُدْ للهِ.» 10 ثُمَّ قَالَ لِي: «لَا تَكْتِمْ كَلِمَاتِ النُّبُوَّةِ الَّتِي فِي هَذَا الكِتَابِ، لِأنَّ الوَقْتَ قَدِ اقْتَرَبَ. 11 فَلْيُواصِلِ الظَّالِمُ ظُلمَهُ، وَليَزْدَدِ النَّجِسُ نَجَاسَةً، وَالبَارُّ بِرًّا، وَالمُقَدَّسُ قَدَاسَةً!»

12 «هَا أنَا قَادِمٌ سَرِيعًا، وَمَعِي الأُجرَةُ لِكَي أُجَازِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أعْمَالِهِ. 13 أنَا هُوَ الألِفُ وَاليَاءُ،[a] الأوَّلُ وَالآخِرُ، البِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ. 14 هَنِيئًا لِمَنْ يُحَافِظُونَ عَلَى نَظَافَةِ ثِيَابِهِمْ، لِكَي يَكُونَ مِنْ حَقِّهِمْ أنْ يَأْكُلُوا مِنْ شَجَرَةِ الحَيَاةِ، وَأنْ يَعْبُرُوا البَوَّابَاتِ وَيَدْخُلُوا المَدِينَةَ. 15 أمَّا ‹الكِلَابُ›[b] وَمَنْ يُمَارِسُونَ السِّحرَ وَالزُّنَاةُ وَالقَتَلَةُ وَعَابِدُو الأوْثَانِ وَكُلُّ مَنْ يُمَارِسُ الكَذِبِ، فَسَيَبْقَوْنَ خَارِجًا.»

16 «أنَا يَسُوعُ، أرسَلتُ مَلَاكِي لِيُعلِنَ لَكُمْ هَذِهِ الأُمُورَ عَنِ الكَنَائِسِ. أنَا أصلُ دَاوُدَ وَنَسْلُهُ، نَجمُ الصُّبحِ المُنِيرُ.»

17 يَقُولُ الرُّوحُ وَالعَرُوسُ: «تَعَالَ!» كُلُّ مَنْ يَسْمَعْ فَلْيَقُلْ: «تَعَالَ!» كُلُّ مَنْ يَعْطَشُ فَليَأْتِ، وَكُلُّ مَنْ يُرِيدُ فَليَأْخُذْ مَجَّانًا مِنَ المَاءِ المُحيِي.

18 إنَّنِي أُحَذِّرُ كُلَّ مَنْ يَسْتَمِعُ لِكَلِمَاتِ النُّبُوَّةِ فِي هَذَا الكِتَابِ: إنْ زَادَ أحَدٌ عَلَيْهَا، فَإنَّ اللهَ سَيُنزِلُ عَلَيْهِ الكَوَارِثَ المُدَوَّنَةَ فِيهِ. 19 وَإنْ حَذَفَ أحَدٌ مِنَ الكَلِمَاتِ الَّتِي فِي كِتَابِ النُّبُوَّةِ هَذَا، فَإنَّ اللهَ سَيَحْرِمُهُ مِنْ نَصِيبِهِ فِي شَجَرَةِ الحَيَاةِ وَفِي المَدِينَةِ المُقَدَّسَةِ، المَكْتُوبِ عَنهُمَا فِي هَذَا الكِتَابِ.

20 يَسُوعُ الَّذِي يَشْهَدُ لِهَذِهِ الأُمُورِ يَقُولُ: «نَعَمْ، أنَا آتٍ سَرِيعًا.»

آمِينْ تَعَالَ أيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ!

21 نِعْمَةُ الرَّبِّ يَسُوعَ مَعَكُمْ جَمِيعًا.

Footnotes

  1. 22‏:13 الألف وَاليَاء فِي الأصل: «ألفَا» و «أوميجَا،» وهمَا الحرفَان الأول وَالأخير من الحروف اليونَانية، وَالمعنى: «البدَاية وَالنهَاية.»
  2. 22‏:15 الكلَاب إشَارة إلَى خطر المعلمين الَّذِينَ ينَادون برسَالة مخَالفة للبشَارة الحقيقية. انْظُرْ كتَاب إشَعْيَاء 56‏:10. قَارن مع فيلبّي 3‏:2.