Add parallel Print Page Options

ثُمَّ قَالَ الأفرَايِمِيُّونَ لِجِدْعُونَ: «مَا هَذَا الَّذِي فَعَلْتَهُ بِنَا؟ أنْتَ لَمْ تَدْعُنَا عِنْدَمَا ذَهَبْتَ لِمُقَاتَلَةِ المِدْيَانِيِّينَ.» وَجَادَلُوهُ بِغَضَبٍ.

فَقَالَ لَهُمْ جِدْعُونُ: «مَا الَّذِي فَعَلْتُهُ بِالمُقَارَنَةِ مَعَكُمْ؟ فَحَتَّى القَلِيلُ الَّذِي فَعَلْتُمُوهُ، أكْثَرُ أهَمِّيَّةً مِنْ كُلِّ مَا فَعَلَتْهُ قَبِيلَتِي أبِيعَزَرَ. لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ عَلَى قَائِدَيِ جَيْشِ المِدْيَانِيِّينَ، غُرَابٍ وَذِئْبٍ. فَمَا الَّذِي فَعَلْتُهُ بِالمُقَارَنَةِ مَعَكُمْ؟» فَلَمَّا قَالَ هَذَا، هَدَأ غَضَبُهُمْ.

جِدْعُونُ يَأْسِرُ مَلِكَ المِدْيَانِيِّين

عِنْدَمَا وَصَلَ جِدْعُونُ إلَى نَهْرِ الأُرْدُنِّ، عَبَرَ مَعَ رِجَالِهِ الثَّلَاثِ مِئَةٍ إلَى الجَانِبِ الآخَرِ. كَانُوا مُنْهَكِينَ،[a] غَيْرَ أنَّهُمْ طَارَدُوا العَدُوَّ. فَقَالَ لِأهْلِ سُكُّوتَ: «أرْجُو أنْ تُعطُوا أرغِفَةً مِنَ الخُبْزِ لِلقُوَّاتِ الَّتِي مَعِي، فَقَدْ أعيَاهُمُ الجُوعُ، وَأنَا أُطَارِدُ مَلِكَيِّ المِديَانِيِّينَ زَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ.»

لَكِنَّ رُؤَسَاءَ سُكُّوتَ قَالُوا لَهُ: «هَلْ أسَرْتَ زَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ حَتَّى نُعطِي جَيْشَكَ خُبْزًا؟»

فَقَالَ جِدْعُونُ: «بِسَبَبِ هَذَا، عِنْدَمَا يُعِينُنِي اللهُ عَلَى القَبْضِ عَلَى زَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ، سَأضرِبُ لَحْمَكُمْ بِالأشوَاكِ وَالأغْصَانِ الشَّائِكَةِ.»

وَانطَلَقَ مِنْ هُنَاكَ إلَى فَنُوئِيلَ، وَطَلَبَ مِنْهُمُ الأمْرَ نَفْسَهُ، فَأجَابَهُ أهْلُ فَنُوئِيلَ كَمَا أجَابَ أهْلُ سُكُّوتَ. فَقَالَ جِدْعُونُ لِأهْلِ فَنُوئِيلَ: «عِنْدَمَا أعُودُ مُنتَصِرًا، سَأهدِمُ هَذَا البُرْجَ.»

10 وَكَانَ زَبَحُ وَصَلْمُنَّاعُ فِي مَدِينَةِ قَرْقَرَ مَعَ جَيْشِهِمَا البَالِغِ نَحْوَ خَمْسَةَ عَشَرَ ألْفَ رَجُلٍ. وَهُمْ جَمِيعُ الَّذِينَ تَبَقَّوْا مِنْ جَيْشِ أهْلِ المَشْرِقِ. فَقَدْ قُتِلَ مِئَةٌ وَعِشْرُونَ ألْفًا مِنْ حَمَلَةِ السُّيُوفِ. 11 وَمَضَى جِدْعُونُ وَرِجَالُهُ وَمَرَّوا بِطَرِيقِ سَاكِنِي الخِيَامِ، إلَى الغَرْبِ مِنْ مَدِينَتَيِّ نُوبَحَ وَيُجْبَهَةَ. وَهَاجَمُوا الجَيْشَ بَغْتَةً. 12 فَهَرَبَ زَبَحُ وَصَلْمُنَّاعُ. فَلَحِقَ بِهِمَا جِدْعُونُ، وَأسَرَ المَلِكَينِ المِدْيَانِيِّينِ، زَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ. وَأوقَعَ الذُّعْرَ فِي صُفُوفِ جَيْشِهِمَا.

13 ثُمَّ عَادَ جِدْعُونُ بْنُ يُوآشَ مِنَ المَعْرَكَةِ مَارًّا بِطَرِيقِ عَقَبَةِ حَارَسَ. 14 وَأمسَكَ بِشَابٍّ مِنْ أهْلِ سُكُّوتَ وَاستَجْوَبَهُ. فَكَشَفَ لِجِدْعُونَ أسْمَاءَ رُؤَسَاءِ سُكَّوتَ، وَكَانُوا سَبعَةً وَسَبعِينَ رَجُلًا.

15 فَجَاءَ جِدْعُونُ إلَى أهْلِ سُكُّوتَ، وَقَالَ لَهُمْ: «هَا هُمَا زَبَحُ وَصَلْمُنَّاعُ اللَّذَانِ عَيَّرْتُمُونِي بِهِمَا فَقُلْتُمْ: ‹هَلْ أسَرْتَ زَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ لِكَي نُعطِيَ رِجَالَكَ المُنهَكِينَ خُبْزًا؟›» 16 فَأخَذَ جِدْعُونُ أشوَاكًا بَرِّيَّةً وَأغْصَانًا شَائِكَةً، وَضَرَبَ بِهَا شُيُوخَ مَدِينَةِ سُكُّوتَ. 17 وَهَدَمَ بُرْجَ فَنُوئِيلَ، وَقَتَلَ أهْلَ المَدِينَةِ.

18 وَقَالَ لَزَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ: «مَاذَا عَنْ الرِّجَالِ الَّذِينَ قَتَلْتُمَاهُمْ عَلَى جَبَلِ تَابُورَ؟»

فَقَالَا: «كَانُوا مِثْلَكَ تَمَامًا، بَدَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ كَالأميرِ.»

19 فَقَالَ جِدْعُونُ: «كَانُوا إخْوَتِي أبْنَاءَ أُمِّي. وَأنَا أقُسِمُ باِللهِ الحَيِّ، لَوْ أنَّكُمَا حَافَظْتُمَا عَلَى حَيَاتِهِمْ، مَا كُنْتُ لِأقتُلَكُمَا.»

20 ثُمَّ قَالَ لِبِكرِهِ يَثَرَ: «قُمِ! اقتُلْهُمَا!» لَكِنَّ الوَلَدَ لَمْ يَسْتَلَّ سَيفَهُ لِأنَّهُ كَانَ صَغِيرَ السِنِّ فَخَافَ.

21 فَقَالَ زَبَحُ وَصَلْمُنَّاعُ لِجِدْعُونَ: «قُمْ أنْتَ وَاقتُلْنَا بِنَفْسِكَ! فَالقَويُّ نِدٌّ للقَويَّ.»

فَقَامَ جِدْعُونُ وَقَتَلَ زَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ. وَنَزَعَ القَلَائِدَ الهِلَالِيَّةَ الَّتِي عَلَى أعْنَاقِ جِمَالِهِمَا.

جَدْعُونُ يَصْنَعُ ثَوبَ الكَهَنُوت

22 حِينَئِذٍ، قَالَ بَنُو إسْرَائِيلَ لِجِدْعُونَ: «احكُمْنَا أنْتَ وَابْنُكَ وَحَفِيدُكَ. فَقَدْ خَلَّصْتَنَا مِنْ سَيطَرَةِ المِدْيَانِيِّينَ.»

23 فَقَالَ جِدْعُونُ لَهُمْ: «لَنْ أحكُمَكُمْ لَا أنَا وَلَا ابْنِي، فَاللهُ هُوَ الَّذِي سَيَحْكُمُكُمْ.»

24 ثُمَّ قَالَ جِدْعُونُ لَهُمْ: «فَلْيُعطِنِي كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ حَلَقًا غَنِمَهُ فِي القِتَالِ.» فَقَدْ كَانَتْ لِلعَدُوِّ أحلَاقٌ ذَهَبِيَّةٌ إذْ كَانُوا إسْمَاعِيلِيِّينَ.

25 فَقَالُوا لَهُ: «سَنُعطِيكَ مَا تُرِيدُ.» فَفَرَشُوا ثَوْبًا وَرَمَى كُلُّ وَاحِدٍ فِيهِ حَلَقًا غَنِمَهُ فِي القِتَالِ. 26 فَكَانَ وَزْنُ الأحلَاقِ الذَّهَبِيَّةِ الَّتِي طَلَبَهَا نَحْوَ ألْفٍ وَسَبْعَ مِئَةِ مِثْقَالٍ. هَذَا عَدَا القَلَائِدِ الهِلَالِيَّةِ وَالجَوَاهِرِ الدَّمعِيَّةِ وَالأثوَابِ الأرْجُوانِيَّةِ لِمُلُوكِ مِدْيَانَ، وَالقَلَائِدِ الَّتِي تُوضَعُ عَلَى أعْنَاقِ الجِمَالِ.

27 فَصَنَعَ جِدْعُونُ مِنْ هَذَا الذَّهَبِ تِمثَالًا لَابِسًا ثَوْبًا كَهَنُوتِّيًا، وَعَلَّقَهُ فِي مَدِينَتِهِ عَفْرَةَ. وَخَانَ جَمِيعُ بَنِي إسْرَائِيلَ اللهَ، وَعَبَدُوا هَذَا التِّمثَالَ هُنَاكَ، فَصَارَ فَخًّا لِجِدْعُونَ وَأهْلِ بَيْتِهِ.

مَوْتُ جِدْعُون

28 وَخَضَعَ المِدْيَانِيُّونَ لِبَنِي إسْرَائِيلَ، وَلَمْ يَعُودُوا يَرْفَعُونَ رُؤُوسَهُمْ! فَاسْتَرَاحَتِ الأرْضُ مِنَ الحُرُوبِ مُدَّةَ أرْبَعِينَ سَنَةً، طَوَالَ حَيَاةِ جِدْعُونَ.

29 وَذَهَبَ يَرُبَّعَلُ بْنُ يُوآشَ لِيَسْكُنَ فِي بَيْتِهِ. 30 أنْجَبَ جِدْعُونُ سَبعِينَ ابْنًا، فَقَدْ كَانَتْ لَهُ زَوْجَاتٌ كَثِيرَاتٌ. 31 وَأنْجَبَتْ لَهُ جَارِيَتُهُ الَّتِي فِي شَكِيمَ[b] ابْنًا، فَسَمَّاهُ أبِيمَالِكَ.

32 وَمَاتَ جِدْعُونُ بْنُ يُوآشَ شَيخًا، وَدُفِنَ فِي ضَرِيحِ يُوآشَ أبِيهِ فِي عَفْرَةَ، بَلْدَةِ الأبِيعَزَرِيِّينَ.

33 وَمَا إنْ مَاتَ جِدْعُونُ حَتَّى تَرَاجَعَ بَنُو إسْرَائِيلَ، وَخَانُوا اللهَ بِأنْ عَبَدُوا البَعلَ. وَاتَّخَذُوا مِنْ بَعلِ بَرِيثَ[c] إلَهًا لَهُمْ. 34 فَنَسِيَ بَنُو إسْرَائِيلَ إلَهَهُمُ الَّذِي أنقَذَهُمْ مِنْ سَيطَرَةِ كُلِّ أعْدَائِهِمْ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ. 35 وَلَمْ يُظهِرُوا وَلَاءً لِعَائِلَةِ يَرُبَّعَلَ لِقَاءَ كُلِّ مَا صَنَعَهُ مِنْ خَيرٍ لِبَنِي إسْرَائِيلَ.

Footnotes

  1. 8‏:4 منهكين أوْ جَائعين.
  2. 8‏:31 شكيم وَهِيَ مَدِينَةُ نَابُلُسَ اليَوم.
  3. 8‏:33 بعل بريث مَعْنَاهُ «إله العَهْدِ.» وهذَا مؤشّرٌ عَلَى أن الشَّعْب كَانَ يخلط بَيْنَ عبَادة الله الحقيقي وآلهة الشّعُوب الأُخْرَى. أيْضًا فِي 9‏:4.

زبح وصلمناع

وَخَاصَمَ رِجَالُ أَفْرَايِمَ جِدْعُونَ خِصَاماً شَدِيداً قَائِلِينَ لَهُ: «لِمَاذَا عَامَلْتَنَا هَكَذَا؟ لِمَاذَا لَمْ تَدْعُنَا عِنْدَ ذِهَابِكَ لِمُحَارَبَةِ الْمِدْيَانِيِّينَ؟» فَأَجَابَهُمْ: «أَيُّ شَيْءٍ فَعَلْتُهُ أَنَا يُوَازِي مَا أَنْجَزْتُمُوهُ أَنْتُمْ؟ أَلَيْسَتْ لُقَاطَةُ عِنَبِ أَفْرَايِمَ خَيْراً مِنْ قِطَافِ أَبِيعَزَرَ؟ لَقَدْ أَوْقَعَ الرَّبُّ غُرَاباً وَذِئْباً قَائِدَيِ الْمِدْيَانِيِّينَ فِي أَيْدِيكُمْ. فَأَيُّ شَيْءٍ اسْتَطَعْتُ أَنْ أَفْعَلَهُ يُوَازِي عَمَلَكُمْ هَذَا؟» وَعِنْدَمَا سَمِعُوا حَدِيثَهُ هَدَأَتْ سَوْرَةُ غَضَبِهِمْ.

وَاجْتَازَ جِدْعُونُ وَرِجَالُهُ الثَّلاثُ مِئَةٍ نَهْرَ الأُرْدُنِّ وَقَدْ نَالَ مِنْهُمُ الإِعْيَاءُ مِنْ مُطَارَدَتِهِمْ لِلْعَدُوِّ. فَقَالَ لأَهْلِ سُكُّوتَ: «أَعْطُوا رِجَالِي طَعَاماً فَإِنَّهُمْ مُنْهَكُونَ، وَأَنَا مَازِلْتُ أُطَارِدُ زَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ مَلِكَيْ مِدْيَانَ». فَأَجَابَهُ رُؤَسَاءُ سُكُّوتَ: «أَلَعَلَّ زَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ قَدْ وَقَعَا أَسِيرَيْنِ فِي يَدِكَ الآنَ حَتَّى نُقَدِّمَ لِرِجَالِكَ خُبْزاً؟» فَقَالَ جِدْعُونُ: «حَسَناً! عِنْدَمَا يَنْصُرُنِي الرَّبُّ عَلَيْهِمَا سَأَدْرُسُ بالنَّوَارِجِ لَحْمَكُمْ مَعَ أَشْوَاكِ الْبَرِّيَّةِ». وَتَوَجَّهَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى فَنُوئِيلَ وَطَلَبَ مِنْ أَهْلِهَا طَعَاماً، فَأَجَابُوهُ بِمِثْلِ مَا أَجَابَ بِهِ أَهْلُ سُكُّوتَ. فَتَوَعَّدَهُمْ قَائِلاً: «عِنْدَ رُجُوعِي بِسَلامٍ سَأَهْدِمُ هَذَا الْبُرْجَ».

10 وَكَانَ زَبَحُ وَصَلْمُنَّاعُ مُعَسْكِرَيْنِ فِي قَرْقَرَ عَلَى رَأْسِ جَيْشٍ مِنْ نَحْوِ خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفاً هُمُ الْبَقِيَّةُ الْبَاقِيَةُ مِنْ جَمِيعِ جَيْشِ أَبْنَاءِ الْمَشْرِقِ بَعْدَ أَنْ سَقَطَ مِنْهُمْ مِئَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفَ رَجُلٍ مِنَ الْمُقَاتِلِينَ بِالسُّيُوفِ. 11 وَسَلَكَ جِدْعُونُ طَرِيقَ سَاكِنِي الْخِيَامِ شَرْقِيَّ نُوبَحَ وَيُجْبَهَةَ وَهَاجَمَ الْجَيْشَ الْمِدْيَانِيَّ عَلَى حِينِ غِرَّةٍ 12 فَهَرَبَ زَبَحُ وَصَلْمُنَّاعُ فَتَعَقَّبَهُمَا وَقَبَضَ عَلَيْهِمَا وَشَتَّتَ الْجَيْشَ كُلَّهُ.

13 وَرَجَعَ جِدْعُونُ بْنُ يُوآشَ مِنَ الْحَرْبِ عَنْ طَرِيقِ عَقَبَةِ حَارَسَ. 14 وَقَبَضَ عَلَى شَابٍّ مِنْ أَهْلِ سُكُّوتَ وَطَلَبَ مِنْهُ أَنْ يُسَجِّلَ لَهُ أَسْمَاءَ رُؤَسَاءِ سُكُّوتَ وَشُيُوخِهَا. فَسَجَّلَ سَبْعَةً وَسَبْعِينَ اسْماً. 15 ثُمَّ أَقْبَلَ جِدْعُونُ عَلَى أَهْلِ سُكُّوتَ قَائِلاً: «هُوَذا زَبَحُ وَصَلْمُنَّاعُ اللَّذَانِ عَيَّرْتُمُونِي بِهِمَا قَائِلِينَ: أَلَعَلَّ زَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ قَدْ وَقَعَا أَسِيرَيْنِ لَدَيْكَ الآنَ حَتَّى نُقَدِّمَ لِرِجَالِكَ الْمُنْهَكِينَ خُبْزاً؟» 16 وَقَبَضَ عَلَى شُيُوخِ الْمَدِينَةِ، وَأَخَذَ أَشْوَاكاً مِنَ الْبَرِّيَّةِ وَنَوَارِجَ وَعَاقَبَ بِها أَهْلَ سُكُّوتَ، فَكَانَ ذَلِكَ دَرْساً لَهُمْ. 17 وَهَدَمَ بُرْجَ فَنُوئِيلَ وَقَتَلَ رِجَالَ الْمَدِينَةِ.

18 وَسَأَلَ جِدْعُونُ زَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ: «مَا هَيئَةُ الرِّجَالِ الَّذِينَ قَتَلْتُمَاهُمْ فِي تَابُورَ؟» فَأَجَابَا: «إِنَّهُمْ يُشْبِهُونَكَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِثْلُ ابْنِ مَلِكٍ». 19 فَقَالَ: «هُمْ إِخْوَتِي أَبْنَاءُ أُمِّي، حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، مَا كُنْتُ لأَقْتُلَكُمَا لَوْ أَبْقَيْتُمَاهُمْ أَحْيَاءَ». 20 وَقَالَ لِيَثَرَ ابْنِهِ الْبِكْرِ: «قُمِ اقْتُلْهُمَا». وَلَكِنَّ هَذَا خَافَ أَنْ يَسْتَلَّ سَيْفَهُ لأَنَّهُ كَانَ صَغِيرَ السِّنِّ. 21 فَقَالَ زَبَحُ وَصَلْمُنَّاعُ: «قُمْ أَنْتَ وَاقْتُلْنَا، فَخَيْرٌ لَنَا أَنْ يَقْتُلَنَا رَجُلٌ» فَقَتَلَهُمَا جِدْعُونُ. وَأَخَذَ الْحُلِيَّ الَّتِي كَانَتْ تُزَيِّنُ أَعْنَاقَ جِمَالِهِمَا.

جدعون يرفض الملك

22 وَقَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِجِدْعُونَ: «تَسَلَّطْ عَلَيْنَا أَنْتَ وَابْنُكَ وَحَفِيدُكَ، لأَنَّكَ قَدْ أَنْقَذْتَنَا مِنَ الْمِدْيَانِيِّينَ» 23 فَأَجَابَهُمْ: «لا أَتَسَلَّطُ عَلَيْكُمْ، لَا أَنَا وَلا ابْنِي، إِنَّمَا الرَّبُّ يَتَسَلَّطُ عَلَيْكُمْ. 24 وَلَكِنْ لِي لَدَيْكُمْ طِلْبَةٌ، وَهِيَ أَنْ يُعْطِيَنِي كُلُّ وَاحِدٍ أَقْرَاطَ غَنِيمَتِهِ، وَهِيَ أَقْرَاطُ الذَّهَبِ الَّتِي يَتَحَلَّى بِها عَادَةً الإِسْمَاعِيلِيُّونَ» (الَّذِينَ شَكَّلُوا جَيْشَ الْمِدْيَانِيِّينَ). 25 فَأَجَابُوهُ: «يَسُرُّنَا أَنْ نُقَدِّمَهَا لَكَ». وَفَرَشُوا رِدَاءً أَلْقَى عَلَيْهِ كُلُّ وَاحِدٍ أَقْرَاطَ غَنِيمَتِهِ. 26 فَكَانَ وَزْنُ أَقْرَاطِ الذَّهَبِ الَّتِي طَلَبَهَا أَلْفاً وَسَبْعَ مِئَةِ شَاقِلٍ (نَحْوَ عِشْرِينَ كِيلُو جِرَاماً)، مَاعَدَا الأَهِلَّةَ وَالْحَلَقَ وَالأَثْوَابَ الأُرْجُوَانِيَّةَ الَّتِي كَانَ يَرْتَدِيهَا مُلُوكُ مِدْيَانَ، وَالْقَلائِدَ الَّتِي كَانَتْ تُزَيِّنُ أَعْنَاقَ جِمَالِهِمْ. 27 فَصَاغَ مِنْهَا جِدْعُونُ صَنَماً نَصَبَهُ فِي مَدِينَتِهِ عَفْرَةَ، فَغَوَى الإِسْرَائِيلِيُّونَ وَرَاءَهُ وَعَبَدُوهُ فَكَانَ هَذَا الصَّنَمُ شَرَكاً لِجِدْعُونَ وَعَائِلَتِهِ. 28 وَذَلَّ الْمِدْيَانِيُّونَ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ يَعُودُوا يَتَطَاوَلُونَ عَلَيْهِمْ. وَعَمَّ السَّلامُ الْبِلادَ أَرْبَعِينَ سَنَةً طَوَالَ حَيَاةِ جِدْعُونَ.

موت جدعون

29 وَرَجَعَ جِدْعُونُ بْنُ يُوآشَ إِلَى بَيْتِهِ حَيْثُ أَقَامَ فِيهِ. 30 وَكَانَ لِجِدْعُونَ سَبْعُونَ وَلَداً جَمِيعُهُمْ مِنْ صُلْبِهِ لأَنَّهُ كَانَ مِزْوَاجاً. 31 وَوَلَدَتْ لَهُ أَيْضاً سُرِّيَّتُهُ الَّتِي فِي شَكِيمَ ابْناً دَعَاهُ أَبِيمَالِكَ. 32 وَمَاتَ جِدْعُونُ بْنُ يُوآشَ بَعْدَ عُمْرٍ طَوِيلٍ صَالِحٍ، وَدُفِنَ فِي قَبْرِ يُوآشَ أَبِيهِ فِي عَفْرَةَ، بَلْدَةِ الأَبِيعَزَرِيِّينَ.

33 وَرَجَعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بَعْدَ مَوْتِ جِدْعُونَ وَغَوَوْا وَرَاءَ الْبَعْلِيمِ، وَاتَّخَذُوا بَعْلَ بَرِيثَ إِلَهاً لَهُمْ، 34 وَنَسُوا الرَّبَّ إِلَهَهُمُ الَّذِي أَنْقَذَهُمْ مِنْ قَبْضَةِ جَمِيعِ أَعْدَائِهِمِ الْمُحِيطِينَ بِهِمْ. 35 وَأَسَاءُوا إِلَى بَيْتِ يَرُبَّعَلَ (جِدْعُونَ) رَغْمَ كُلِّ الْخَيْرِ الَّذِي أَسْدَاهُ إِلَى إِسْرَائِيلَ.